إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

آية المبايعة تحت الشجرة هي على الثلاثة وليست لهم

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • آية المبايعة تحت الشجرة هي على الثلاثة وليست لهم

    بسم الله الرحمان الرحيم
    وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
    قوله تعالى: { لقد رضى الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة }(سورة الفتح).
    كيف يصح تأويله بما يخرج القوم من الرضا والغفران، والاجماع منعقد على أن أبا بكر وعمر وطلحة والزبير وسعدا وسعيدا قد بايعوا تحت الشجرة، وعاهدوا النبي صلى الله عليه وآله، أوليس هذا الاجماع يوجب الرضا على البيان؟
    الجواب: إن الله تعالى ذكر المبايعين، وخصص من توجه إليه الرضا من جملتهم بعلامات نطق بها التنزيل، ودل بذلك على أن الشيخين خارجان عن الرضا على التحقيق، فقال جل اسمه: { لقد رضى الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا }.
    فخص سبحانه بالرضا منهم من علم الله منهم الوفاء، وجعل علامته من بينهم ثباته في الحروب بنزول السكينة عليه، وكون الفتح القريب به وعلى يديه، ولا خلاف بين الامة أن أول حرب لقيها رسول الله صلى الله عليه وآله بعد بيعة الرضوان حرب خيبر، وأنه قدم أبابكر فيها فرجع منهزما فارا من مرحب، وثنى بعمر فرجع منهزما فارا، يجبن أصحابه ويجبنونه.
    فلما رأى ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله، قال: " لاعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، كرارا غير فرارا، لايرجع حتى يفتح الله تعالى على يديه " فأعطاها أمير المؤمنين عليه السلام فلقي مرحبا فقتله، وكان الفتح على يديه واختص الرضا به، ومن كان معه من أصحابه وأتباعه، وخرج صاحباك من الرضا بخروجهما عن الوفاء، وتعريهما من السكينة، لانهزامهما وفرارهما وخيبتهما من الفتح القريب، لكونه على يد غيرهما، وخرج من سميت من أتبعاهما منه، إذ لافتح لهم ولا بهم على ما ذكرناه وانكشف عن الرجلين خاصة، بدليل قول رسول الله صلى الله عليه وآله: " ويحبه الله ورسوله " ماكان مستورا، لاستحقاقهما في الظاهر ضد ذلك من الوصف، كما استحقا اسم الفرار دون الكرار، ولولا أن الامر كما وصفناه لبطل معنى كلام النبي صلى الله عليه وآله، ولم يكن له فائدة، وفسد تخصيصه عليا عليه السلام بما ضمنه من الثناء على ما شرحناه.
    ومما يؤيد ذلك ويزيده بيانا قول الله عزوجل: { ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل لا يولون الادبار وكان عهد الله مسئولا }.
    فدل على أنه تعالى يسأل المولين يوم القيامة عن العهد، ويعاقبهم بنقض العهد، وليس يصح اجتماع الرضا والمسألة والعقاب لشخص واحد، فدل ذلك على خصوص الرضا، ووجب إلحاقه في الحكم بما لايتوجه إليه السؤال، وإذا وجب ذلك بطل تعلق الخصم في الآية بالعموم، وسقط اعتماده على البيعة في الجملة.
    وعلى كل حال، هذا إن لم يكن في الآية نفسها وفيما تلوناه بعدها دليل على خروج القوم من الرضا، وكان الامر ملتبسا، فكيف وفيها أوضح برهان بما رتبناه؟ ! ومما يدل على خصوص الآية أيضا قوله تعالى: { ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير }.
    فتوعد على الفرار بالغضب والنار، كما وعد على الوفاء بالرضا والنعيم، فلو كانت آية الرضا في المبايعين على العموم وعدم الشرط لبطل الوعيد، وخرجت الآية النازلة عن الحكمة، ولم يحصل لها فائدة ولا مفهوم، وذلك فاسد بلا ارتياب.
    ومما يدل على ذلك أيضا قوله تعالى: { من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا }.
    وهذا صريح باختصاص الرضا بطائفة من المبايعين دون الجميع، وبثبوت الخصوص في الموفين بظاهر التنزيل الذي لايمكن لاحد دفعه، إلا بالخروج عن الدين.
    على أن بعض أصحابنا قد سلم لهم ماظنوه من توجه الرضا إلى جميع المبايعين، وأراهم أنه غير نافع لهم فيما اعتقدوه، لان الرضا للماضي من الافعال، وما هو في الحال لايعصم من وقوع ضده الموجب للسخط في المستقبل، وما يتوقع من الاحوال، وهذا مالايمكن لاحد من خصومنا دفعه، إلا من قال منهم بالموافاة فإنه يتعلق بها، وكلامي المتقدم يكفي في الكثير على الجميع، والحمد لله.


    مقتبس من كتاب الإفصاح في إمامة أمير المؤمنين (ع) للشيخ المفيد (قده) (بتصرف)
    التعديل الأخير تم بواسطة خادم زهراء; الساعة 04-09-2009, 03:09 AM.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

يعمل...
X