إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

التقاليد والاعراف القبلية بين السلبية والايجابية قبيل قيام القائم عليه السلام

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • التقاليد والاعراف القبلية بين السلبية والايجابية قبيل قيام القائم عليه السلام


    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحلقة الاولى

    ان للقبائل ( العشائر ) في وقتنا الحاضر مجموعة من التقاليد والعادات والاعراف الخاصة بها والتي ترجع في اصولها الى الارث الحضاري لهذه القبائل عبر تأريخها الطويل , وصار الابناء يتوارثونها عن الاباء والاجداد واخذوا على فعلها وتشجيعها , وما زال شيوخ العشائر وكبرائها يحملون ابناء عشائرهم ولا سيما الشباب منهم الالتزام بها وتطبيقها .
    وبما اننا على اعتاب القيام المقدس للامام المهدي عليه السلام ومع وجود الكثير من العادات والتقاليد والاعراف العشائرية الكثيرة والمتنوعة وجب التنبيه الى العادات والتقاليد السلبية منها والايجابية , ومحاولة رصدها وتشخيصها لأبقاء الصحيح منها ونبذ الخاطئ والسقيم .
    ان المتتبع لروايات اهل البيت عليهم السلام يجد اشارات الى وجود جاهلية ثانية تسبق قيام الامام القائم عليه السلام , فقد جاء في الحديث الشريف عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم انه قال : ( بعثت بين جاهليتين لأخراهما شر من اولاهما ) معجم احاديث المهدي عليه السلام ج1 . وجاء في رواية شريفة عن امير المؤمنين عليه السلام انه قال : ( يا قوم اعلموا علما بينا ان الذي يستقبل قائمنا من امر جاهليتكم ليس بدون ما استقبل الرسول من امر جاهليتكم وذلك ان الامة كلها يومئذ جاهلية الا ما رحم الله ) بحار الانوار ج51 .
    والعشائر بما تحمله من عادات وتقاليد وما تتصف به من مواصفات كان لها النصيب الاوفر منها على اعتبار القبائل ( العشائر ) العربية قبيل قيام الدعوة الاسلامية المحمدية كانت تعيش حالة من الجاهلية والتي افضت بها الى عادات وتقاليد اجتماعية وانماط سلوكية صبغت حياتها بطابع معين خاص بها . وعلى هذا الاساس ومن باب التأريخ يعيد نفسه وان اخر الامة يتبع اولها فيما دخلت فيه , وبما ان دعوة الامام المهدي عليه السلام لها شبه بدعوة جده رسول الله صلى الله عليه واله وسلم كان ولابد ان تعيش العشائر ( القبائل ) قبيل قيام الدعوة المهدوية جاهلية ثانية مع تقاليد وعادات واعراف تشابه ما كانت عليه القبائل ايام الجاهلية الاولى .
    فهناك العديد من التقاليد والعادات والاعراف العشائرية التي نعيشها اليوم تشابه ماكانت عليه ايام الجاهلية الاولى , واذا كانت في بعض منها غير مطابقة لها شكلا فأنها مطابقة لها مضمونا وجوهرا , ومن بين هذه العادات والتقاليد الاجتماعية السلبية :-

    اولا : ظاهرة العصبية القبلية :-
    فالعشائر في هذا الزمان تعيش حالة من العصبية القبلية وحمية الجاهلية فالفرد الواحد من العشيرة او القبيلة يتعصب لعشيرته وتدفعه الحمية الى مناصرة ابن عشيرته ومساندته على غيره من افراد عشيرة اخرى حتى ولو كان ذلك الشيخ ظالما الا انه يقوم بنصرته حمية وتعصبا على حساب الحق والهدى مع كونه مخالفا لما اراده الاسلام من نبذ الحمية والتعصب , فقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم انه قال : ( من كان في قلبه حبة من خردل من عصبية بعثه الله يوم القيامة مع اعراب الجاهلية ) الكافي ج2 ص308 .

    ثانيا : ظاهرة التفاخر بالانساب :-
    حيث صار اليوم التفاضل بالعشيرة والاهل على حساب الدين والتقوى , فواحد يقول انا من بني فلان والاخر يقول انا من العشيرة الفلانية المعروف عنها كذا وكذا ..... الخ , مما يجعله ينظر الى غيره من افراد العشائر نظرة احتقار من باب الاستعلاء والاستكبار على اساس اكرم منهم نسبا وافضل منهم عشيرة وكأنما نسي قوله تعالى { اذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين والزمهم كلمة التقوى وكانوا احق بها واهلها وكان الله بكل شيء عليما } الفتح 26 . ومع انها من اعمال الجاهلية التي نهى عنها الاسلام .
    فقد ورد عن امير المؤمنين عليه السلام انه قال : ( فالله الله في كبر الحمية وفخر الجاهلية فانه ملامح الشنآن ومنافخ الشيطان اللاتي خدع بها الامم الماضية والقرون الخالية .... ) مستدرك الوسائل ج12 ص92 . كما ورد عن الامام الباقر عليه السلام : ( ثلاثة من اعمال الجاهلية الفخر بالانساب ...... ) بحار الانوار ج55 ص315 .
    وهذه الخصلة من التفاخر بالانساب والتباهي بها قد تقف عائقا امام الانسان على طريق تهيئته لنفسه واستعداده لقيام الامام المهدي عليه السلام , وقد تقعد به عن الالتحاق بدعوته الميمونة المباركة لأنه يقع في ما وقعت به قريش وغيرها من القبائل في رفض دعوة النبي صلى الله عليه واله وسلم لأن من تبعها هم في اغلبهم من عامة الناس والطبقات الفقيرة منهم وليسوا من علية القوم , قال الله تعالى { فقال الملأ الذين كفروا من قومه ما نراك الا بشر مثلنا وما نراك اتبعك الا الذين هم اراذلنا بادي الرأي وما نرى لكم علينا من فضل بل نظنكم كاذبين } هود 27 .
    ثم ان الشخص الذي لديه هذه النزعة من التفاخر وحب الانا قد لاتسمح به نفسه ولا تطاوعه على ان يقوده شخص اقل منه في النسب والعشيرة او المكانة الاجتماعية وقد يكون هو تحت امرته لا سيما ان اصحاب الامام المهدي عليه السلام على مرتب ودرجات فمنهم النقباء الاثنى عشر وفيهم الثلاثمائة وثلاث عشر عدة اهل بدر ومنهم باقي الانصار , وهذا ماقد يتلائم مع نزعات هذا الانسان وتوجهاته واعتزازه بنفسه وعشيرته مما يوقعه في المحذور ويجعله ينأى بجانبه عن امام زمانه عليه السلام .



    بقية الموضوع في الحلقة الثانية

  • #2

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحلقة الثانية

    ثالثا : ظاهرة الطعن بالانساب :-
    فكثيرا مانسمع ان هذه العشيرة تطعن قبيلة اخرى في سبيل تسقيطها والحط من شأنها ما بين العشائر الاخرى . وهكذا الحال بالنسبة للافراد وطعن البعض منهم بنسب البعض الاخر .
    وقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم انه قال : ( ثلاثة من اعمال الجاهلية لايزال فيها الناس حتى تقوم الساعة , الاستسقاء بالانواء , والطعن في النسب والنياحة على الموتى ) مستدرك الوسائل ج13 ص93 , مما يولد البغضاء والتنافر بين افراد المجتمع ويفوت عليه الفرصة في تحقيق التآلف والوحدة والتكاتف المطلوب لنصرة القضية المهدوية وتأييدها .

    الظاهرة الرابعة : وئد البنات :-
    والتي تمثلت في عصرنا الحاضر بعدم تزويج السادة بناتهم الا لسادة من بني هاشم والسادة معرضون عن بنات عمهم مما يتسبب في بقاء النسوة بدون زواج مدى الحياة او يتقدم بها العمر كثيرا حتى تحصل على فرصة زواج او لا تحصل عليها اصلا .
    وهذا لعمري قتل لتلك النسوة وقتل لمعاني الحياة فيهن بل ان الكثير منهن يفضلن الموت على البقاء في بيوت ابائهن يخدمن فقط , بل هو وئد وقتل معنوي لهن وكما قال الله تعالى في القران الكريم { بأي ذنب قتلت } التكوير 9 ,
    واحيانا هؤلاء السادة يرفضون تزويج بناتهم حتى للسادة الهاشميين امثالهم الذين يتقدمون لخطبتها من بيت هاشمي اخر غير بيت الاب او بعيد عليه في النسب القريب ومما كانت مكانته وحاله وشأنه وهذا الامر معروف وموجود بكثرة وشائع في مجتمعاتنا وخاصة الشيعية منها بل ان تلك القبائل القريشية جعلت هذا الامر من ضمن قوانينها المعتمدة في التعامل اما من يخالف ذلك فانه سوف يحارب في قبيلته ويكون عارا عليهم كما يقولون .
    ولم يقتصر هذا الامر على السادة من قريش فقط بل تعداه الى عامة الناس حبث ظهر هذا الامر وانتشر بين الناس في بعض العشائر والعوائل ذوات الشأن والتي تعتز بنفسها وتعتبر نفسها افضل من غيرها نسبا وعليه ترفض كل من يتقدم الى الزواج من بناتها الا ان يكون من عائلة او عشيرة معروفة وذا مكانة اجتماعية عالية .
    والاكثر من ذلك ان رئيس القبيلة اذا كانت له بنت او اخت ....الخ وتقدم لها شخص من قبيلته ولكن من عشيرة اخرى او من بيت هو دون البيت الذي ينتمي اليه رئيس القبيلة فانه يرفض تزويجها له , ويشترط احيانا ان يكون ذا حالة مادية ميسورة ومهنة كبيرة يتباهى بها امام الناس .... الخ , متناسيا بذلك قول الرسول الاكرم محمد صلى الله عليه واله وسلم : ( من رضيتم دينه وخلقه فزوجوه ) .
    وورد في قصة جويبر - وهو رجل من الصحابة - انه قال لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم : فأية امرأة ترغب في ؟ قال له رسول الله صلى الله عليه واله وسلم : ( يا جويبر ان الله وضع بالاسلام من كان في الجاهلية شريفا وشرف بالاسلام من كان في الجاهلية وضيعا واعز بالاسلام من كان في الجاهلية ذليلا واذهب بالاسلام ما كان من الجاهلية وتفاخرها بعشائرها وباسق انسابها فالناس اليوم كلهم ابيضهم واسودهم وقريشيهم وعربيهم واعجميهم من ادم وان ادم خلقه الله من طين وان احب الناس الى الله يوم القيامة اطوعهم له واتقاهم ) الكافي ج5 ص339 , وسائل الشيعة ج20 ص67 .

    الظاهرة الخامسة : عضل المرأة عن الزواج اي ( النهوة ) :-
    وتتم عندما ترفض المرأة الزواج من احد اقاربها وعلى وجه الخصوص ابن عمها وفي هذه الحالة عندما يتقدم لخطبتها شخص اخر اجنبي اي ليس من اقاربها , فان ابن عمها سوف يمنع بنت عمه من الزواج ولو بأستعمال القوة سواء معها او مع من تقدم للزواج منها وهو ما اصطلح عليه بأسم ( النهوة ) .
    فان من المتعارف عليه عند العشائر ان البنت لا تتزوج الا من ابن عمها وليس لها ان ترفضه وهي بذلك مسيرة غير مخيرة , بل احيانا تجبر بالقوة وتحت الضغط والتهديد على القبول به وكأن ابن عمها يملك رقبتها او انه خلق منها يدا او رجلا وهو بذلك له حصته فيها . وهذه من اكثر العادات والتقاليد والاعراف الاجتماعية شيوعا في مجتمعاتنا الاسلامية على الرغم من كونها مخالفة لتعاليم الاسلام بل لاتمت اليه بصلة ولم يقل بها القران الكريم او النبي صلى الله عليه واله وسلم او الائمة عليهم السلام .
    والادهى والامر من ذلك صرنا نسمع ونشاهد ان الاخ صار ينهى على اخته ويعضلها عن الزواج ولم يبقى الامر مقتصرا على ابن العم فقط . واحيانا وللاسف الشديد يستعمل بعض ضعاف النفوس هذه الطريقة من اجل الحصول على حفنة من المال , وذلك بأن يرفض الاخ تزويج اخته وبعد مشاورات ومداولات مع جميع الاطراف يقوم بطلب مبلغ معين من المال لكي يوافق على هذا الزواج وهذا مما يحط من مكانته بين الناس ويفقده كرامته وانسانيته ومن ورائه عقاب الله عز وجل وعذابه , وهذه الامور بمجملها قد سببت الكثير من المعاناة والالم للنسوة ولا نغالي اذا ما قلنا ان هذه الظواهر تسببت في شيوع العديد من العقد والامراض النفسية بين النساء اللاتي لا حول ولا قوة لهن الا الاذعان الى الامر الواقع .


    بقية الموضوع في الحلقة الثالثة

    تعليق


    • #3

      بسم الله الرحمن الرحيم

      الحلقة الثالثة

      الظاهرة السادسة : ( الفصلية ) :-
      وهي ان شخصا ما يعتدي على شخص اخر او تقع منه اساءة عليه عن قصد او غير قصد , فأن هذا الشخص المعتدي عليه سيطالب الطرف الاخر بالفصل وبدلا من ان يكون دفع مبلغ من المال فأنه يفرض على الشخص المعتدي ان يعطي امرأة عوضا عن ذلك الاعتداء . وتلك المرأة تدعى في العرف العشائري بــ( الفصلية ) .
      ويقوم الشخص المعتدي عليه بالزواج منها او يتركها كالمعلقة , واذا ما تزوجها فأنه يهينها هو وعائلته وينظرون لها نظرة استحقار واستصغار , وكل ذلك لم ينزل الله به من سلطان .
      وهناك بعض الحالات التي يضطر فيها الشخص الى اعطاء اكثر من امرأة للطرف الاخر كفصل , وهذا مفهوم خاطيء لا يتلائم وروح الشريعة الاسلامية لأنها لاترضي بالظلم واعطاء المرأة على هذا النحو ولأنه ظلم لها اولا ولأنه لاذنب لها في ما اقترفه ابوها او اخوها ..... الخ هذا من جهة , ومن جهة اخرى ان المرأة هي كيان محترم وله مكانته في المجتمع فمن غير العدل ان تتحول الى اداة او سلعة تباع دون ان يكون لها حق الرفض او انتقاد للوضع الذي هي عليه .
      وهذه المسألة في الواقع لا يتحملها رؤساء العشائر وشيوخها بل ان رجال الدين يتحملون الجزء الاكبر والاهم , فلو انهم اختلطوا بالمجتمع وكانت معهم علاقات وروابط مع القبائل ورؤسائها على وجه الخصوص وبالتالي تدخلوا في هذه الامور لما حصل الذي حصل , فنحن لانوجه اللوم في هذه المسألة الى شيوخ العشائر لأنهم لما لم يتعرفوا على الحكم الشرعي اضطروا الى ايجاد حكم وضعي حقنا للدماء وكفا للقتل والقتال .
      والحقيقة فأن الكثير من شيوخ العشائر يشعرون بأن هذه المسألة فيها ظلم للمرأة الا انهم كانوا بين امرين احلاهما مر , بين ان يظلموا شخصا واحدا وبين ان تقع فتنة كبيرة تزهق بينها الكثير من النفوس لو تركت من دون علاج .

      الظاهرة السابعة : اخذ الحق بالقوة دون الرجوع الى الشريعة الاسلامية :-
      حيث يؤخذ الحق بالقوة دون الرجوع الى الشرع الاسلامي او السلطة القانونية المتواجدة في البلد , او الرجوع الى مبدأ التحاور والتفاهم بين الاطراف المتنازعة , بل يأخذ الشخص حقه حتى وان كان هذا الحق في اصله باطلا فأنه يأخذه بالقوة وبتهديد السلاح وهو ما يعرف بالعرف العشائري بأسم ( الكوامة ) اي ان يأخذ شخص ما تعرض الى اهانة او حادثة معينة عددا من افراد عشيرته الى من قام بأهانته او التعرض له فيقوم بتهديده ويبين له انه سيقوم باطلاق النار عليه وهو ما يعرف في العرف العشائري بــ( الدكة ) وذلك اهانه منه الى الشخص الذي اساء اليه او للضغط عليه حتى يرضخ لمطاليبه وينفذ شروطه .
      مما يتسبب بوقوع ضحايا من النساء والاطفال الابرياء بل وحتى الحيوانات لا تسلم في هذه الحالة من هذا الامر على الرغم من ان هؤلاء لاذنب لهم او لم يكونوا طرفا مباشرا في هذا الموضوع اساسا , والادهى من هذا ان ( الدكة ) تكون على بعض اعضاء العشيرة الذين ليس لهم ذنب في تلك الحادثة التي وقع الخلاف نتيجتها بل لربما تكون على رئيس العشيرة وشيخها وبعض وجهاءها الذين لايقبلون بالتحاور على حقوق الاخرين بينما الاسلام ينهى عن العنف والتصرف اللامسؤول ويدعو الى الحوار والسلام والتكاتف بين ابناء المجتمع الواحد .

      الظاهرة الثامنة : اهانة المرأة وحرمانها من حقوقها والاساءة لها :-
      فهي في نظر اغلب العشائر كانت ضعيفة لا تستحق الاحترام , بل وينظر لها على انها خادمة فقط ليس من واجبها الا القيام بشؤون البيت وتربية الاطفال لاغير ولا تعطي ابسط حقوقها كحق العيش بكرامة ودون احتقار وحق التعليم وحق ابداء الرأي وبما فيه مرضاة الله تعالى .
      واحيانا ما تتعرض للضرب ظلما وعدوانا وهو ما كان يعير به الرجل الذي قام به في الجاهلية , فقد ورد عن عبد الله بن جندب عن ابيه ان الامام المهدي عليه السلام قال : ( وان كان الرجل ليتناول المرأة في الجاهلية بالهراوة او الحديد فيعير بها عقبه بعده ) بحار الانوار ج33 ص458 , مستدرك الوسائل ج11 ص86 .

      الظاهرة التاسعة : تزويج المرأة مقابل اخرى او ما يعرف ( كصة بكصة ):-
      اي ان يقوم الشخص باعطاء اخته او بنته لشخص اخر وتزويجها منه مقابل زواج الاخ او الاب من اخت او بنت الشخص الاخر وهذا مهرها , وهو ما يعرف في ايام الجاهلية باسم ( الشفار ) , وهذا العرف العشائري فيه ما فيه من السلبيات التي يوقع الناس بها انفسهم فعلى سبيل المثال اذا غضب رجل على زوجته وقام بضربها او اساءة معاملتها وبالتالي طردها فبالمقابل يقوم اخو هذه المرأة بدوره بضرب زوجته وطردها والتي هي اخت ذلك الرجل وبدون اي ذنب او جريرة في ذلك كله .



      بقية الموضوع في الحلقة الرابعة

      تعليق


      • #4

        بسم الله الرحمن الرحيم

        الحلقة الرابعة

        الظاهرة العاشرة : الثارات :-
        فمن المعروف ان المقتول يؤخذ بثأره من القاتل وذلك بقتله وهذا ما اشار اليه الدين الاسلامي وكانت السمة الغالبة لدى القبائل العربية قبل قيام الاسلام انغماس تلك القبائل بالاعتداءات والحروب التي تشتعل بسبب تلك الثارات .
        والعشائر في الوقت الحاضر ركنت الى هذه الظاهرة والشيء السلبي فيها ان تلك العشائر تذهب الى ابعد حد في اخذها للثار , فن الشخص اذا قتله احد افراد عشيرة اخرى فان افراد عشيرته يقتلون قاتله بل ويتعدى ذلك الى قتل اشخاص اخرين من افراد عشيرة القاتل ليس لهم ذنب في تلك الحادثة التي وقع الخلاف بسببها .
        والحال ان الاسلام اتخذ مبدأ السن بالسن والعين بالعين , قال الله تعالى { وكتبنا عليهم فيها ان النفس بالنفس والعين بالعين والانف بالانف والاذن بالاذن والسن بالسن والجروح قصاص فمن تصدق به فهو كفارة له ومن لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الظالمون } المائدة (45) , وقال تعالى { الا تزر وازرة وزر اخرى } النجم (38) , فلم يكن لهؤلاء الاشخاص المقتولين ظلما ذنب الا انهم من عشيرة القاتل .
        وبعض العشائر اذا قتل احد افرادها وهرب قاتله او كان صعبا عليهم ادراكه فان هذه العشائر تقوم بقتل اخ القاتل او ابنه او ابن عمه وهكذا , وفي حين ان هؤلاء يؤخذون بجريرة القاتل وهم ليسوا مسؤلين عن جريمة القتل التي ارتكبها ولم يشتركوا بها من قريب او بعيد ولم يكن لهم ذنب سوى انهم من عشيرة القاتل ومن ذوي رحمه .


        الظاهرة الحادية عشر : عدم توريث المرأة او الصبي الصغير ومنعهم من حقهم في ميراث والدهم :-
        وذلك لان هذا الميراث يعطى الى الابن الاكبر الذي يستأثر به دونا عن سائر اخوته واذا قدر لهؤلاء من الحصول على هذا الميراث فان اخواتهم من النساء يكن مبتعدات عن هذا الحق شأنهم في ذلك شأن القبائل والعشائر في عصر الجاهلية الاولى , فقد جاء عن علي بن ابراهيم في تفسير قوله تعالى : { والمستضعفين من الولدان وان تقوموا لليتامى بالقسط وما تفعلوا من خير فان الله كان به عليما } النساء (127) , قال : ( ان اهل الجاهلية كانوا لايرثون الصبي الصغير ولا الجارية من ميراث ابائهم شيئا ) وسائل الشيعة ج26 ص304 , وعن حكيم بن جابر عن زيد بن ثابت انه قال : ( من قضاء الجاهلية ان يورث الرجال دون النساء ) الكافي ج7 ص75 .

        الظاهرة الثانية عشر : الاكل عند اهل المصيبة او ما يعرف بمجلس الفاتحة :-
        ان الاكل عند اهل المصيبة او مايعرف بمجلس الفاتحة وصرف الاموال عليها وكل ذلك من اجل التفاخر والمحسوبية وامور ما انزل الله بها من سلطان , ولا سيما اذا كان الشخص رئيس قبيلة او شيخ عشيرة معروفة فمن العار والنقيصة في اعراف القبائل والعشائر ان لايقام مجلس فاتحة كبير على روحه او لا تقدم الانواع الفاخرة والمتنوعة من الطعام , وهذا ما انسحب حتى على افراد العشائر من غير المشايخ ورؤساء العشائر فمن له دخل محدود وحالة مادية سيئة لا يعفيه من اقامة مجلس فاتحة كبير تنفيذا لتلك التقاليد والاعراف بل قد يستقرض الاموال ويبقى مدينا في سبيل اقامة مثل هذه المجالس والا تعرض الى اللوم والانتقاد من ابناء عشيرته واقاربه وحتى من افراد العشائر الاخرى .
        والعجيب كيف يجلس رجال الدين والمؤمنين في تلك المجالس ويأكلون من ذلك الطعام , الم يقرأوا ما جاء عن الامام الصادق عليه السلام : ( الاكل عند اهل المصيبة من عمل الجاهلية والسنة البعث اليهم بالطعام كما امر به النبي صلى الله عليه واله وسلم في آل جعفر بن ابي طالب عليه السلام لما جاء نعيه ) وسائل الشيعة ج3 ص237 , من لايحضره الفقيه ج1 ص182 .



        بقية الموضوع في الحلقة الخامسة

        تعليق


        • #5

          بسم الله الرحمن الرحيم

          الحلقة الخامسة والاخيرة

          الظاهرة الثالثة عشر : النداء بنداء الجاهلية :-
          والذي اشار اليه الامام الصادق عليه السلام بقوله ( هو الرجل يقول يالبني فلان فيقع بينهما القتل والدماء ..... ) وهذا الشيء متعارف عليه بين ابناء العشائر والقبائل في العصر الحالي حيث يستثير احد ابناء العشيرة افراد عشيرته بــ ( يال فلان حيهم ) او ( يا اخوت فلانة ) مما يستفزهم به ويستنفرهم ويثير عندهم روح الحمية والعصبية القبلية فينهضون معه للاغارة على افراد قبيلة او عشيرة اخرى ويقع القتل والقتال فيما بينهم .
          وهذه العادات والتقاليد والاعراف العشائرية السلبية الانزر اليسير من تلك العادات التي يطول المقام بذكرها والتعرض لها والتي وجب على القبائل والعشائر ( رؤساء وشيوخ وافراد ) الانتباه لها والعمل على نبذها او على اقل تقدير تهذيبها وتقويمها في اطار الاستعداد لأستقبال المخلص المنتظر المهدي عليه السلام الذي سيقوم بأزالة كل هذه الحالات السلبية ونفيها عن المجتمع والرجوع به الى الاساس الصحيح المتمثل بالاسلام المحمدي الاصيل والشريعة الاسلامية السمحاء .

          وعلى الرغم من وجود هذه العادات والتقاليد العشائرية والقبلية السلبية فهذا لايعني عدم وجود عادات وتقاليد عشائرية ايجابية وبشكل يتلائم مع روح الشريعة الاسلامية .
          ومن بين هذه العادات والتقاليد الايجابية والحسنة هي الحث على الالتزام بالاخلاق الفاضلة والصفات الحميدة من حسن الخلق والكرم والسماحة والشجاعة .... الخ , وهي من السمات المعروفة عند القبائل ( العشائر ) العربية والتي تفتخر بها على مر التاريخ , وهي من الصفات التي شجع عليها الاسلام وامتدحها القران الكريم واكد عليها اهل البيت عليهم السلام بل واعطوا هذه الصفات دون غيرهم من الناس ومن ذلك قول الامام زين العابدين علي بن الحسين عليه السلام في خطبته التي خطبها في الشام : ( ايها الناس اعطينا ستا وفضلنا بسبع , اعطينا العلم والحلم والسماحة والفصاحة والشجاعة والمحبة في قلوب المؤمنين .... ) مقتل المقرم ص372 .
          ومن العادات الاخرى حفاظ القبائل على شرفها وغيرتها على اعراضها وحث ابناء العشيرة على الاعتزاز بها والمحافظة عليها , وهذا ما لايختص بأبناء العشيرة فقط بل يشمل الحفاظ على ابناء العشائر الاخرى وصون كرامتها وشرفها مما يزيد التلاحم والتآلف فيما بينها .
          ومن العادات الاخرى الحسنة هي التراحم والنجدة ومعاونة الاخوان اذا ما وقعوا في مشكلة ومحاولة حلها بما يعرف في العرف العشائري بــ( كعدة العشائر ) حسما للخلاف والنزاع وحل للاشكال .
          ولكن مما يجب الالتفات اليه هو وجوب ان لا يخرج هذا الاجتماع او ( كعدة العشائر ) عن الاطار العام الذي رسمه الشارع الاسلامي المقدس وعن الثوابت التي جاء بها الاسلام .
          وهناك عادة الاجارة بين العشائر وهي ان تقوم قبيلة باجارة رجل من افراد قبيلة اخرى طلب الاستجارة بهم والحصول على الامان عندهم وهي من الامور التي توضع في محل فخر واعتزاز القبائل والعشائر قديما وحديثا .
          فضلا عن ذلك هنالك عادة اعانة الشخص المحتاج في العشيرة ودعمه ماديا او ان الفرد الواحد من افراد القبيلة اذا ما تعرض لأحد بسوء من دون قصد وطلب منه الدية ( الفصل ) فان افراد العشيرة يتعاونون فيما بينهم فيجمعوا له المبلغ المطلوب ولا سيما اذا لم يكن قادرا على دفعه , ولكنه سلاح ذو حدين , فأن مساندة العشيرة لهذا الشخص وتحمل عبء الدية معه ليس مبررا ان يعطي لهذا الشخص مجالا في ان يعيث في الارض فسادا معتمدا على ان هنالك من يدفع عنه , بل ويجب رد مثل هؤلاء كخطوة ثانية على ان تسبقها خطوة اولى من محاولة استمالتهم وجلبهم الى طريق الحق ومحاولة اصلاحهم واعادة تأهيلهم في المجتمع وبالشكل الذي يرضي الباري عز وجل .
          وبالمقابل اذا ما تعرض افراد هذه القبيلة الى حادث واعطي لهم الفصل ( الدية ) فان نصفها اذا لم نقل الجزء الاكبر منها يعود الى ابناء العشيرة او ما يعرف بــ( الوداية ) لأنهم في ما سبق قد دفعوا عن هذا الشخص المتضرر الدية لما كان مذنبا , وبذلك يحرم هذا الشخص من جزء ليس باليسير من حصته في هذه الدية بهذه الحجة .
          وعليه فعلى العشائر هنا ان تتخذ حلا وسطا حيث لا افراط ولا تفريط ولا يضر بمصلحة احد من الناس ويرضي الله والعباد , فضلا عن غيرها من العادات والتقاليد الحسنة والاجابية التي لايتسع المقال لذكرها , والتي وجب على افراد العشائر الالتزام بها والمحافظة عليها وبالشكل الذي يتلائم مع روح الشريعة الاسلامية السمحاء وتشجيعها والعمل على تنميتها وتطويرها على طريق الاعداد والتهيئة للالتحاق بركب الامام المهدي عليه السلام والانضواء تحت ظل رايته المباركة وكما قال الباري عز وجل : { ان الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم } الرعد 11 .
          فعلى ابناء العشائر وعلى رأسهم رؤساء وشيوخ هذه العشائر السير قدما على طريق تغير الواقع الحالي السيء والاعمال السلبية المنافية للشريعة الاسلامية وتحويلها الى اعمال ايجابية تتلائم واعمال الدين الاسلامي الحنيف , ليمن الله علينا , اذا ماغيرنا من الواقع السيء بتعجيل قيام امام زماننا الحجة بن الحسن المهدي المنتظر عليه السلام .


          والحمد لله رب العالمين
          وصلى الله على محمد واله الطاهرين وعجل فرجهم
          والعن عدوهم من الاولين والاخرين
          امين رب العالمين

          تعليق

          المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
          حفظ-تلقائي
          x

          رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

          صورة التسجيل تحديث الصورة

          اقرأ في منتديات يا حسين

          تقليص

          المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
          أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 07:21 AM
          ردود 2
          12 مشاهدات
          0 معجبون
          آخر مشاركة ibrahim aly awaly
          بواسطة ibrahim aly awaly
           
          يعمل...
          X