روائح الفساد التحاصصي العراقية ( العطرة ) يبدو أن الصيف العراقي الملتهب و في ظل الإنقطاع الدائم للتيار الكهربائي ( عجل الله فرجه ) قد ساعد على الإسراع بنشر عطوره الراقية ! ، فبعد الفضيحة الكبرى لوزارة التجارة العراقية ممثلة بإلقاء القبض على شقيقي وزير التجارة عبد الفلاح السوداني البريطاني الجنسية و أحد أركان حزب الدعوة ( و العياذ بالله ) جناح المالكي و كذلك مسؤولية الوزير شخصيا عنها لأنه لا توقع أية عقود في أي وزارة عراقية و لا تمر أي صفقة فساد بدون علم و توقيع الوزير!! ،وهي الفضيحة التي تنتظر الجماهير إكتمال فصولها و تداعياتها و ما سيسفر عنها ، جاءت فضيحة أخرى و لكن من نوع مصغر و جديد قياسا بالفضائح السابقة و تشمل الفضيحة هذه المرة الحلقة الخاصة لرئيس الوزراء و عائلته ، إذ يتناقل القوم في الشام نبأ قيام إبن رئيس الوزراء السيد عدي عفوا أحمد نوري المالكي حفظه الله و رعاه بشراء فندق إستثماري هو فندق سفير فرع السيدة زينب في ريف دمشق و الذي إشتراه من شركة إستثمارية سورية / كويتية بمبلغ 35 مليون لحلوح أمريكي أخضر بإعتباره رئيسا للجنة المشتريات في مجلس الوزراء العراقي!! و العجيب أو الغريب أو المثير للدهشة إن الشرط الرئيسي لإتمام الصفقة كان إصرار الواد أحمد المالكي الصغير للإدارة السابقة على ضرورة تسريح وطرد الكادر العراقي العامل و ععدهم 31 موظف قبل إتمام صفقة الشراء!! و قد تم له ما أراد فعلا ، و تسلمت الفندق إدارة جديدة بقيادة السيد المدير الجديد قحطان أحمد عرب و طاقم وظيفي من السوريين و الإيرانيين و الأفغان!! و الفندق هو من فئة أربعة نجوم!! و يبدو أن مبلغ الشراء هو حصيلة أموال السيد نوري المالكي في قرية طويريج العراقية و التي خلدها مطربنا العراقي الرفيق ياس خضر بأغنيته الشهيرة ( لا حوت مثله بلدة الحلة و لا قضا طويريج يابه و لا النجف كله )!! ، و يبدو أن إستثمارات حزب الدعوة التي تدفقت على الشام و لبنان و بريطانيا العظمى و أماكن أخرى لا نعلمها حتى الآن هي إستثمارات مستقبلية أريد بها محاكاة تجربة حزب البعث المنتهية صلاحيته في إستخدام الدولار الأخضر لليوم الأسود المنتظر القادم القريب!! خصوصا أنه لا أمان في العمل السياسي في العراق ، كما أن الميزانية العراقية قد نضبت و لم يعد أحد يتحدث عن ميزانيات إنفجارية!! أو أموال متكدسة في البنوك!! بل قامت الحكومة التحاصصية المحروسة من عيون البشر بسن سنة جديدة وهي ترك المجال للمحافظات العراقية بالتسول على راحتها من محيطها الإقليمي!! و كانت البداية من محافظة البصرة الغنية التي شفط خيراتها المؤمنون التقاة من أهل ( الفضيلة ) و شركاه ثم جاء اليوم أهل ( الدعوة ) و العياذ بالله لإكمال مسيرة الشفط و اللهط النضالية!! ، بدون شك فإن جبال الفساد العراقي لن تجد من يقاومها لأنها محمية بقوة السلاح و بأهل الدجل الديني و الطائفي فالسواد أي العراق كان منذ بداية كلمة الوالي الأموي سعيد بن العاص الشهيرة ( بستانا لقريش )!! و لا يهم أن تكون قريش بعد ذلك هي ( قرية العوجة ) أو ( قرية طويريج)!! طالما أن أهل التخلف و بمعونة الولايات المتحدة قد أحكموا قبضتهم على الكلأ و المرعى و باتوا يشترون العقارات في دول العالم و وفق شروط إستثمارية بعد أن كانوا ما كانوا!! و كما يقول المعلم ( زيطة ) في رواية نجيب محفوظ الخالدة ( زقاق المدق ) : ملعون أبو الدنيا... وطز!!. فنتائج التحقيقات في فضيحة وزارة التجارة ستذوب سريعا مع التسريع في إستعمال المفخخات في الشارع العراقي قريبا و إنشغال الناس بها!! أما فضيحة الفندق في السيدة زينب فلا أعتقد أن أحدا في البرلمان أو حتى في البلدية سيسأل عنها أبدا و مطلقا لأنها بمثابة ( خردة ) صغيرة مقارنة بالعجول السمينة التي تمت سرقتها و شفطها من وزراء و قيادات التحاصص من أهل الحكم العجيب ، و إلى مزيد من الشفط يا رفاق الدعوة و يأهل الإيمان و المسيرة الربانية ، تلاقفوها تلاقف الكرة فو الذي أرواحنا بيده إنها فرصة العمر!!!.. و الله حالة.. و الله بربسة..!.