إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

سؤال بسيط الى العقلاء من زملائي السنة...مع كل احترامي لكم

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #31
    إخواني...

    يكفي أن أبو بكر يقول : وليت عليكم ولست بخيركم !!!!

    وهذا إعتراف منه !!!

    وأيضاً قول عمر بن الخطاب أن خلافة أبوبكر كانت فلته وقد وقى الله شرها !!!!

    تعليق


    • #32
      السلام عليكم
      اخي اذا كان الا مر الاهي اذا لماذا سكت على عن الولايه ولم يطلبها منهم وعلى الاقل ان يقول لهم ويذكرهم بأمر الرسول ووصيته وانه بلغ الحجه لهم واما ان يسكت ولم يقل شيئ فهذا والله لهو الجبن وخصوصا اذا كان الامر الاهي
      وفي رأي ان الحسين افضل من علي على زعمك على الاقل الحسين لم بيايع ورحل وقاتل ولم يفعل ما فعل اباه علي رضي الله عنهم اجمعيين
      فهل اخطاء على بسكوته عن الولايه
      اذا كان الانصار طالبوا بالخلافه وقد ذكرهم ابوبكر وعمر بأن الخلافه في قريش فسكتوا ورضخوا لهم فلماذا على الاقل ان يحاججهم علي بالامر
      ان هذا لأمر عجاب
      امر من الله لعلي بالخلافة ولم يطالبهم على به ولم يشهدهم بذالك ويقاتلهم عليه والله انه ليس بفعل الرجال فما بالك بعلي اشجع الشجعان وهوا الذي قتل عمر بن ود في صغره ايجبن بعدما كبر ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
      لماذا إذا قاتل علي يزيد في خلافته ولم تحاكموا وأرسل كل واحد منهما وكيل عنه ليقتضون بالامر

      تعليق


      • #33
        المشاركة الأصلية بواسطة ذيب الوعر
        السلام عليكم
        اخي اذا كان الا مر الاهي اذا لماذا سكت على عن الولايه ولم يطلبها منهم وعلى الاقل ان يقول لهم ويذكرهم بأمر الرسول ووصيته وانه بلغ الحجه لهم واما ان يسكت ولم يقل شيئ فهذا والله لهو الجبن وخصوصا اذا كان الامر الاهي
        وفي رأي ان الحسين افضل من علي على زعمك على الاقل الحسين لم بيايع ورحل وقاتل ولم يفعل ما فعل اباه علي رضي الله عنهم اجمعيين
        فهل اخطاء على بسكوته عن الولايه
        اذا كان الانصار طالبوا بالخلافه وقد ذكرهم ابوبكر وعمر بأن الخلافه في قريش فسكتوا ورضخوا لهم فلماذا على الاقل ان يحاججهم علي بالامر
        ان هذا لأمر عجاب
        امر من الله لعلي بالخلافة ولم يطالبهم على به ولم يشهدهم بذالك ويقاتلهم عليه والله انه ليس بفعل الرجال فما بالك بعلي اشجع الشجعان وهوا الذي قتل عمر بن ود في صغره ايجبن بعدما كبر ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
        لماذا إذا قاتل علي يزيد في خلافته ولم تحاكموا وأرسل كل واحد منهما وكيل عنه ليقتضون بالامر
        من الجبان ياهذا من برز لعمر ابن ود وجبن صحابة السقيفة عن قتاله ومن الشجاع اذا البوال على عقبيه !!! علي نفس الرسول ووزيره بالنص وعلي من ال البيت الذين طهرو تطهيرا وعلي من اصحاب الكساء وعلي عابد الامة وصاحب الراية وقاتل الفجرة ومدينة علم الرسول
        اما لم سكت فاعلم انه لم يسكت اولم يقل تقمصها مني ابن ابي قحافة وهو يعلم اني منها بمنزلة القطب من الرحا...... لكن لم لم يعمل فيهم سيف بدر واحد وحنين فهو انما ينفذ وصية الرسول وهو ان ابادهم اجمعين وهو بقادر فلن يسمع اذان بعدها لان الباقين سيرتدون !!!
        اما قولك لم لم يذكر (الصحابة) فهو قول عجيب لان الجماعة هرولو الى السقيفة ولم يكلفو انفسهم بتغسيل الرسول وتكفينه وهو صاحبهم ما ابرهم من اصحاب وقد برو بال بيته بعده وهو من قال لااسئلكم عليه اجرا الا المودة في القربا

        تعليق


        • #34
          والاولى ان تسال صحابة السقيفة لم خالفو الرسول ولم يبرد جسده بعد!!!!!!!!!!! اليس هذا اولى بالسؤال

          تعليق


          • #35
            بل اسال نفسك هل احترمه صحابة السقيفة وهو مقبل على الموت !!الم يرد ان يترك لهم كتاب لن يضلو بعده فقال عمر (هجر الرجل)-وقال الرسول اترك فيكم كتاب الله وعترتي ال بيتي .....الخ فقال له عمر حسبنا كتاب الله
            فاي تذكير تتحدث عنه من علي وهل ينفع !!!!!!!!

            تعليق


            • #36
              التعديل الأخير تم بواسطة البكاء; الساعة 20-09-2009, 09:56 PM.

              تعليق


              • #37
                السلام عليكم اخي ذيب الوعر كلامك لايعدو ان يكون سباب بحق امير المؤمنين وانت تعلم مقامه وقدره وان بغضه نفاق افان كنت تجادل فللجدل اصوله وادبه وكلامك كله استفزاز ومشاركاتك سطحية فارجو ان تعذرني ان بادلتك الاسلوب ذاته فاعتذر واقول في سكوت علي واسبابه:
                بقى الإمام رافضا مهادنة أبي بكر ستة أشهر حتى رأى مصلحة الإسلام في الصبر والجلوس في بيته ، ومهادنة القوم ، كما يوضح ذلك هو بنفسه عليه السلام : يقول الإمام علي عليه السلام : " وأمسكت يدي حتى رأيت راجعة الناس قد رجعت عن الإسلام ، يدعون إلى محق دين محمد صلى الله عليه وآله ، فخشيت إن لم أنصر الإسلام وأهله أن أرى فيه ثلما وهدما تكون المصيبة له علي أعظم من فوت ولايتكم التي هي متاع أيام قلائل ، يزول منها ما كان كما يزول السراب ، وكما ينقشع السحاب " . وقال عليه السلام : " ولقد تقمصها ( أي لبسها قميصا ، يعني الخلافة ) ابن أبي قحافة ، وهو يعلم أن محلي منها محل القطب من الرحى : ينحدر عني السيل ، ولا يرقى إلي الطير ، فسدلت عنها ثوبا وطويتعنها كشحا ، وطفقت أرتئي بين أن أصول بيد جذاء ، أو أصبر على طخية عمياء ، يهرم فيها الكبير ويشيب فيها الصغير ، ويكدح فيها مؤمن حتى يلقى ربه . . فرأيت أن الصبر على هاتا أحجى ، فصبرت وفي العين قذى ، وفي الحلق شجى ، أرى تراثي نهبا . . . " ومعنى هذا كله أن حادثة الظلم الذي أقر بوقوعه الفاروق في حق الإمام علي هي حقيقة تاريخية لا تخلو منها مدونات التاريخ ، واعترف بها شهود العيان اعترافهم بالمسلمات . ومنها ما ضمنه معاوية بن أبي سفيان رده على خطاب محمد بن أبي بكر الصديق مشيرا إلى ذلك الظلم بشكل أوضح ، يكشف ثقل الظلم الذي وقع على أمير المؤمنين ، بحيث اعترف به عمر بن الخطاب ، لأن وقوعه ليس من قبيل ما ينكر أو يخفى .كتب محمد بن أبي بكر رضي الله عنه خطابا إلى معاوية ، يردعه على تطاوله على أمير المؤمنين علي عليه السلام ، ويبين فيه شأن الإمام ورفعة مقامه . . يقول فيه : " من محمد بن أبي بكر ، إلى الغاوي معاوية بن صخر . سلام على أهل طاعةالله ، ممن هو سلم لأهل ولاية الله . أما بعد : فإن الله بجلاله وعظمته وسلطانه وقدرته ، خلق خلقه بلا عبث منه ولا ضعف في قوته ، ولا حاجة به إلى خلقهم ، لكنه خلقهم عبيدا وجعل منهم غويا ورشيدا ، وشقيا وسعيدا . ثم اختار ، على علم ،فاصطفى وانتخب منهم محمدا ( ص ) ، فاختصه برسالته ، واختاره لوحيه ، وائتمنه على أمره ، وبعثه رسولا ومبشرا ونذيرا ، مصدقا لما بين يديه من الكتب ، ودليلا على الشرائع ، فدعا إلى سبيل أمره بالحكمة والموعظة الحسنة ، فكان أول من أجاب وأناب وآمن وصدق وسلم : أخوه وابن عمه علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) . صدقه بالغيب المكتوم ، وآثره على كل حميم ، ووقاه بنفسه من كل هول ، وواساه بنفسه في كل خوف ، و حارب حربه وسالم سلمه ، فلم يبرح مبتذلا لنفسه في ساعات الأزل ومقامات الروع ، حتى برز سابقا لا نظير له في جهاده ، ولامقارب له في فعله . وقد رأيت تساويه ، وأنت أنت ، وهو السابق المبرز في كل خير ، أول الناس إسلاما ، وأصدق الناس نية ، وأفضل الناس ذريه ، وخير الناس زوجة ، وأفضل الناس ابن عم . أخوه الشاري لنفسه يوم مؤتة ، وعمه سيد الشهداءيوم أحد ، وأبوه الذاب عن رسول الله ( ص ) وعن حوزته . وأنت اللعين ابن اللعين ، لم تزل أنت وأبوك تبغيان لدين الله الغوائل ، وتجهدان في إطفاء نور الله ، تجمعان على ذلك الجموع ، وتبذلان فيه المال ، وتؤلبان عليه القبائل . على هذا ماتأبوك ، وعلى ذلك خلفته ، والشاهد عليك بذلك من تدنى ويلجأ إليك من بقية الأحزاب ورؤساء النفاق والشقاق لرسول الله ( ص ) . والشاهد لعلي - مع فضله المبين وسابقته القديمة - أنصاره الذين معه ، الذين ذكرهم الله تعالى في القرآن ، فضلهموأثنى عليهم من المهاجرين والأنصار ، فهم معه كتائب وعصائب ، يجالدون حوله بأسيافهم ، ويهرقون دماءهم دونه ، يرون الحق في اتباعه والشقاء في خلافه . فكيف ، يا لك الويل ، تعدل نفسك بعلي ، وهو وارث رسول الله ( ص ) ووصيه وأبو ولده ، وأول الناس له اتباعا وأقربهم به عهدا ، يخبره بسره ويطلعه على أمره ، وأنت عدوه وابن عدوه ؟ ! فتمتع في دنياك ما استطعت بباطلك ، وليمددك ابن العاص في غوايتك ، فكان أجلك قد انقضى ، وكيدك قد وهى ، وسوف يتبين لك لمن تكون العاقبة العليا . واعلم أنك إنما تكايد ربك الذي قد أمنت كيده ، وأيست من روحه ، وهو لك بالمرصاد ، وأنت منه في غرور . والسلام على من اتبع الهدى " . (مروج الذهب للمسعودي 2 : 59 : شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 1 : 283 : جمهرة رسائل العرب 1:ص457 )

                فهذا كان خطاب محمد بن أبي بكر إلى معاوية ، وقد وضحت لك عباراته وانكشفت معانيها . ووضح لك فضل أمير المؤمنين من حيث إنه أول الناس إيمانا برسول الله ، ومن حيث إنه فاق غيره جهادا وارتباطا برسول الله ، وهو الوارث له . كما وضح لك قدر معاوية وشأنه . . فماذا قال معاوية في رده على محمد بن أبي بكر ؟ ! يقول ابن هند : من معاوية بن صخر إلى الزاري على أبيه محمد بن أبي بكر . سلام على أهل طاعة الله . أما بعد : فقد أتاني كتابك تذكر فيه ما الله أهله في عظمته وقدرته وسلطانه ، وما أصدق به رسول الله ( ص ) مع كلام كثير ألفته ووضعته لرأيك في تضعيف ، ولأبيك فيه تعنيف . ذكرت فيه فضائل ابن أبي طالب وقديم سوابقه وقرابته مع رسول الله ( ص ) ونصرته له ومواساته إياه في كل هول وخوف ، فكان احتجاجك علي وفخرك بفضل غيرك لا بفضلك ، فاحمد ربا صرف هذا الفضل عنك وجعله لغيرك . فقد كنا وأبوك معنا في حياة نبينا نعرف حق ابن أبي طالب لازما لنا وفضله مبرزا علينا ، فلما اختار الله لنبيه ( عليه الصلاة والسلام ) ما عنده وأتم له ما وعده ، وأظهر دعوته ، وأفلج حجته ، وقبضه الله إليه ( صلوات الله عليه ) ، كان أبوك وفاروقه أول من ابتزه حقه وخالفه على أمره، على ذلك اتفقا واتسقا. ثم دعواه إلى بيعتهما فأبطأ عنهما وتلكأ عليهما ، فهما به الهموم وأرادا به العظيم . ثم إنه بايعهما وسلم لهما ، وأقاما لا يشركانه في أمرهما ، ولا
                يطلعانه على سرهما ، حتى قبضهما الله ، وانقضى أمرهما . ثم قام ثالثهما عثمان فهدى بهما وسار بسيرتهما فعبته أنت وصاحبك حتى طمع فيه الأقاصي من أهل المعاصي ، فطلبتما له الغوائل حتى بلغتما فيه منا كما. فخذ حذرك يا ابن أبي بكر، فسترى وبال أمرك ، وقس شبرك بفترك تقصر عن أن توازي أو تساوي من يزن الجبال حمله ، ولا تلين على قسر قناته ، ولا يدرك ذو مدى أناته . أبوك مهد له مهاده ، وبنى ملكه وشاده ، فإن يك ما نحن فيه صوابا فأبوك أوله ، وإن يك جورافأبوك استبد به ، ونحن شركاؤه ، فبهديه أخذنا وبفعله اقتدينا . لو لا ما فعل أبوك من قبل ما خالفنا ابن أبي طالب ، ولسلمنا إليه ، لكنا رأينا أباك فعل ذلك به من قبلنا ، فأخذنا بمثاله واقتدينا بفعاله ، فعب أباك بما بدا لك أو دع . والسلام على من أناب ورجع من غوايته وتاب . وها هو خطاب معاوية في رده على خطاب محمد بن أبي بكر ، فتدبر في قوله : " فقد كنا وأبوك معنا في حياة نبينا نعرف حق ابن أبي طالب لازما لنا وفضله مبرزا علينا " . فما هو حق علي بن أبي طالب الذي كان لازما لمعاوية وأبي بكر وبقية الصحابة في حياة النبي صلى الله عليه وآله ؟ ! ثم أين ذلك الحق بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله ؟ ! وأما قوله : " كان أبوك وفاروقه أول ابتزه حقه وخالفه على أمره " ففيه بيان الأساس الذي قامت عليه خلافة الصديق وعمر من بعده ، والشاهد على هذا الأساس معاوية نفسه تصريحا ومحمد بن أبي بكر إقرارا . وعلى هذا الابتزاز والمخالفة ، تم الاتفاق والاتساق بين أبي بكر وفاروقه ، كما أوضح معاوية . وإشارة معاوية إلى هذا توضح اشتراكه في ذلك ، إذ أن أبا بكر هو الذي مهد وشيد له ملكه بسنه ابتزاز حق الإمام ومخالفته في أمره ، بعد أن كان حقه لازما لهم في حياة النبي صلى الله عليه وآله . فما هي العلاقة والارتباط بين ما وقع من ابتزاز لحق الإمام ومخالفته على أمره ، وبين قول النبي الأكرم لأبي بكر : " لا أدري ما تحدثون بعدي " ؟ ! وهكذا انشعب الإسلام بعد تلك الحوادث ، وانشعب الناس على أساس ذلك إلى قوم تعبدوا بما تمخضت عنه الحوادث بعد وفاة رسول الله في السقيفة ، واقتدوا بأهل البيت السقيفي ، وقوم ولوا الظهور لذلك وصوبوا نحو أهل البيت النبوي ، يقتدون بعليوأهل بيته عملا ولفظا ، ويمزجون حبهم للعترة باقتفاء الآثار منهم . . ليس كمن مزج حبهم باقتفاء آثار غيرهم من الفقهاء والعلماء وهم يخالفونهم في كثير من المسائل . فهلموا - أيها الناس - إلى سبيل المؤمنين من أهل بيت الرسول وأبناء البتول ، فهمأمان للناس من الغرق في مفاوز الضلال وشعاب الاختلاف . يقول علي عليه السلام : " أين الذين زعموا أنهم الراسخون في العلم دوننا ، كذبا علينا أن رفعنا الله ووضعهم ، وأعطانا وحرمهم ، وأدخلنا وأخرجهم ؟ ! بنا يستعطى الهدى ، ويستجلى العمى ، إن الأئمة من قريش غرسوا في هذا البطن من هاشم ، لا تصلح على سواهم ، ولا تصلح الولاة من غيرهم " ويقول عليه السلام : " حتى إذا قبض رسول الله صلى الله عليه وآله ، رجع قوم على الأعقاب ، وغالتهم السبل واتكلوا على الولائج ، ووصلوا غير الرحم ، وهجروا السبب الذي أمروا بمودته ، ونقلوا البناء عن رص أساسه ، فبنوه في غير مواضعهمعادن كل خطيئة ، وأبواب كل ضارب في غمرة ، وقد ماروا في الحيرة ، وذهلوا في السكرة ، على سنة من آل فرعون ، من منقطع إلى الدنيا راكن ، أو مفارق للدين مباين " " فيا عجبي ! وما لي لا أعجب من خطأ هذه الفرق على الاختلاف حججها في دينها ؟ ! لا يقتفون أثر نبي ، ولا يقتدون بعمل وصي ! " .

                تعليق


                • #38
                  خلافة علي في آية الولاية

                  يقول تعالى : ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون * ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون ) (
                  المائدة : 55 و 56 ) .
                  إن الولاية التي أسندها الله تعالى إلى نفسه ورسوله والذين آمنوا إنما هي ولاية عامة في دلالتها على ما تحمله الكلمة من المعاني التي يمكن أن تتناسب مع المقام الإلهي ، لأن بعض معاني " الولي " لا يصح أن يسند إلى الله تعالى ورسوله ، ولهذا يجب صرفها عن هذه المعاني . فمن معاني الولي : الصديق ، والتابع ، والجار ، والصهر ، والنصير ، والمتصرف في الأمر . . . ومعاني أخر لا تستقيم والمقام الإلهي . فأما دلالتها على معنى الصديق ، والتابع ، والجار ، والصهر فلا يصح
                  أن تنسب إلى الله تعالى ، فالله تعالى ليس صديق أو تابع أو جار ( بالمعنى الحقيقي ) وهو سبحانه ليس صهر أحد من الناس ، فلا يبقى إلا معنى المتصرف والنصير والمحب . فولاية الله تعالى ، لكونها عامة فيما يليق به من معاني ، يجب أن تفهم بهذا العموم ، فالله تعالى طبقا لذلك يليق به أن يكون المتصرف ، والنصير ، والمحب ، دون سائر المعاني . ولما كان معنى الولاية في الآية مشتركا بين من نسب إليهم ، فيلزم أن توضع جميع المعاني المشتركة في الاعتبار عند نسبتها إلى من دلت عليهم دون أي استثناء . ولهذا يجب اختيار المعاني التي يمكن نسبتها إلى الجميع دون اختلاف أو تفاوت ، فمثلالا يمكن أن نفسر الولاية بمعنى ( الصهر ) ، لأن نسبة ذلك المعنى إلى الله تعالى لا تجوز ، فتختلف نسبتها إلى الجميع بهذا المعنى ، لجواز نسبتها إلى النبي صلى الله عليه وآله وإلى الذين آمنوا .
                  وعلى هذا الأساس يكون المعنى المناسب لقوله تعالى : ( إنما وليكم ) هو أن المتصرف في أمركم ، والناصر لكم ، والمحب هو الله ورسوله والذين آمنوا . إن النصرة والمحبة من الله لرسوله والمؤمنين أمر واضح ، والنصرة والمحبة من الرسول للمؤمنين أمر لا يخفى . ونصرة ومحبة المؤمنين بعضهم لبعض أمر أوضحه القرآن وبينته السنة في كثير من المواطن : ( المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء

                  بعض ) ( التوبة71 ) ، " أنصر أخاك ظالما أو مظلوما " . فهذه معان يشترك فيها المؤمنون كافة ، ولا تنحصر في أفراد بعينهم ولا تختص بقوم دون قوم . ولكنا رأينا انحصار الآية واختصاصها بعبارة ( إنما ) المذكورة في ابتداء الآية . . ونحن علمنا أن النصرة والمحبة أمر عام وواجب بين المؤمنين بعضهم لبعض دون انحصار واختصاص . إذا ، نسبة إلى انحصار الآية لقوله ( إنما ) - وهي للحصر كما هو معروف ومضبوط في اللغة - يخرج معنى النصير والمحب من معنى الولي ، لعمومهما بين المؤمنين ، ويبقى معنى " المتصرف " وحده . وهذا المعنى يليق بالله تعالى ، فهوالمتصرف في شؤون الناس . وهو يليق بالنبي صلى الله عليه وآله ، فهو أولى بالمؤمنين من أنفسهم في إدارة أمورهم . كما إنه يليق بالذين آمنوا . ومعنى الذين آمنوا هنا ليس شاملا لكل المؤمنين ، لانحصارية معنى المتصرف فيمن لهم حق التصرف في إدارة شؤون الناس ، وهو الإمام والراعي . ثم إن الخطاب في قوله تعالى ( إنما وليكم ) يمنع شمول حق التصرف للجميع ، فالولي المتصرف هذا بسبب الخطاب يلزم أن يكون خارجا عن المخاطبين ، لأنه لا يجوز أن يكون الفرد الواحد وليا ومولى أو مخاطبا به ومخاطبا في وقت واحد ، إذ أن هذا يستوجب الاتحاد بين المخاطب به والمخاطب ، أو بين الولي والموالي ، وهذا محال . فلو قال الاستاذ لطلابه : إنما رئيسكم الذين طالعوا دروسهم ، فلا يمكن أن يكون كل المطالعين رؤساء ، لأن الخطاب يحكم بوجود طرفين ، رئيس ومرؤوس وهم سائر الطلاب . . فالخطاب دائما يستلزم التفكيك بين الرئيس والمرؤوس ، وقوله تعالى : ( إنما وليكم ) كذلك ، فبسبب الخطاب يلزم التفكيك بين الولي والمخاطب به والموالي وهم المخاطبون ، وهذا أمر بديهي وواضح . ولهذا لا يمكن أن يكون المعني بقوله : ( إنما وليكم ) هم كافة المؤمنين ، للاستحالة في اتحاد طرفي الخطاب ( مخاطب به ومخاطب ) . على أن الصفات التي ذكرها الله تعالى في الآية واصفا بها ( الذين آمنوا ) تبين عدم شمول الأمر للجميع فبقوله تعالى : ( الذين يقيمون الصلاة ) يخرج الذين لا يقيمونها من المؤمنين ، أو أولئك الذين لا يقيمونها على الوجه المطلوب ، لأن الله تعالى لم يقصد إلا المعنى الأكمل في إقامة الصلاة ، وليس صلاة كل المؤمنين كذلك . وبقوله تعالى : ( ويؤتون الزكاة ( الزكاة في الاية بمعنى الصدقة ) وهم راكعون ) يخرج أولا الذين لا يؤتون الصدقات بتاتا تكاسلا وإهمالا ، أو جهلا بقدرها ، ويخرج ثانيا الذين يؤدونها ولكن ليس في حال الركوع ، بل يخرج من يؤديها في ركوعه بعد نزول الآية ،لاختصاص الآية بالموقف الأول . لأن الموقف الأول سبب في نزول الآية ، وأما الموقف الثاني فقد كانت الآية سببا في حدوثه . ثم إن ذكر الركوع بالذات في الآية ليس المقصود منه الإشارة إلى أداء الصلاة وإقامتها على نحو عام باعتبارها صفة لمن استحق الولاية على الناس ، لأن ذكر الصلاة بهذا القصد قد جاء في الأول صراحة في قوله : ( الذين يقيمون الصلاة ) ولهذا لا يتكرر مرة أخرى ، إذ لا فائدة من ذكره لوضوح القصد والمعنى سابقا . وأما قوله : ( الذين آمنوا ) فلا يدل على كافة المؤمنين ، وذلك بالبيان الآتي :
                  أولا : للحصر الذي في الآية الواضح من لفظة ( إنما ) .
                  ثانيا : لطبيعة الخطاب الذي في قوله : ( إنما وليكم ) إذ لا بد من طرفي الخطاب .
                  ثالثا : لخصوصية التصرف ، فهو ليس لكل فرد ، بل هو لمن له الحق في ذلك ، لأنه لو ثبت التصرف لكل فرد مؤمن ، ففي أمر من يكون التصرف ؟ ولو كان كل مؤمن متصرفا ، فمن هو المتصرف في أمره منهم ؟ ومن هو الراعي ؟ ومن هم الرعية ؟ إذلا بد من هذه التفرقة بين هذين الطرفين في القضية . فقوله : ( والذين آمنوا ) جمع ، ولكن بسبب الحصر وثبوت معنى التصرف والخطاب يمنع أن تكون دلالته على الجمع ، لا سيما وأن وصف الذين آمنوا بإيتائهم الزكاة وهم في حال الركوع يحصر المعنى في فرد واحد ، وهو الذي آتى الزكاة وهو على تلك الحال ، وهو علي بن أبي طالب عليه السلام . . ، كما أكدت ذلك الروايات . ولله تبارك وتعالى حكمة في ذكر لفظ الجمع للدلالة على فرد واحد ، وهي التعظيم والإكبار . أو قل إنه لفظ جمع دل على جمع على نمط القضية الحقيقية ، وهي القضية التي تشمل مصاديقها في الحال والمستقبل ، فلفظ ( الذين آمنوا ) يشمل أولي الأمر وأصحاب الولاية والتصرف ، وهم جماعة . فأين الغرابة في أن يأتي الوصف بالجمع ؟ ! على أن في القرآن أمثلة متوافرة فيها دلالة الجمع على الفرد كقوله : ( الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم ) ، فلفظ الناس جمع دل على فرد ، وهو نعيم بن مسعود الأشجعي بإجماع أهل التفاسير والأخبار . إذا ، فالمعني ب ( الذين آمنوا ) هو علي بن أبي طالب عليه السلام ، لنزول الآية فيه عندما تصدق بخاتمه في حال ركوعه ، وهو بالمسجد يصلي .
                  يقول الآلوسي : " وغالب الأخباريين على أنها نزلت في علي كرم الله وجهه " .

                  ولقد ذكر الزمخشري نزولها في علي عليه السلام ، ولتبرير مجئ الآية على لفظ الجمع يقول : " جئ به على لفظ الجمع ، وإن كان السبب فيه رجلا واحدا ، ليرغب الناس في مثل فعله ") تفسير الكشاف للزمخشري 1 : 649 ) .
                  وفي الذخائر : " ومنها قوله تعالى : ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا ) نزلت فيه "
                  )ذخائر العقبى ص 88 ) ، ويعني نزلت في علي عليه السلام . قال أبو ذر : " سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بهاتين ، وإلا صمتا ، ورأيته بهاتين وإلا عميتا ، يقول :علي قائد البررة ، وقاتل الكفرة ، منصور من نصره ، مخذول من خذله . أما إني صليت مع رسول الله صلى الله عليه وآله ذات يوم فسأل سائل في المسجد ، فلم يعطه أحد شيئا ، وكان علي راكعا ، فأومأ بخنصره إليه - وكان يتختم بها - فأقبل السائل حتى أخذ الخاتم من خنصره ، فتضرع النبي صلى الله عليه وآله إلى الله عز وجل يدعوه، فقال : اللهم إن أخي موسى سألك ، قال : ( رب اشرح لي صدري . ويسر لي أمري . واحلل عقدة من لساني . يفقهوا قولي . واجعل لي وزيرا منأهلي . هارون أخي . اشدد به أزري . وأشركه في أمري . كي نسبحك كثيرا . ونذكرك كثيرا . إنك كنت بنا بصيرا ) ( طه3 ) فأوحيت إليه : ( قد أوتيت سؤلك يا موسى ) . ( طه36 ) اللهم إني عبدك ونبيك فاشرح لي صدري ، ويسر لي أمري ، واجعللي وزيرا من أهلي عليا ، اشدد به ظهري . قال أبو ذر : فوالله ما استتم رسول الله صلى الله عليه وآله الكلمة حتى هبط عليه الأمين جبرائيل بهذه الآية : ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون * ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون ) " . فالآية قد نزلت في علي عليه السلام ، وأوضحت ولايته وخلافته على الناس من بعد نبي الله الأكرم ، إذ هو المتصرف في شؤون وأمور الناس ، وهو أولى بهم من أنفسهم . وهذا أمر أوضح من أن يحتاج إلى توضيح ، فقد قال النبي صلى الله عليه وآله : " أولستم تعلمون ، أو لستم تشهدون أني أولى بكل مؤمن من نفسه ؟ ! " ( مسند أحمد بن حنبل 3: ص532) . فعبارة : " أولى بكل مؤمن من نفسه " تبين معنى التصرف في إدارة الشؤون ، والرئاسة والقيادة . ثم قال : " فمن كنت مولاه " أي فمن كنت أولى به من نفسه " فعلي مولاه " أي أولى به من نفسه ، لأن الرسول صلى الله عليه وآله قرن ولاية علي عليه السلام على الناس بولايته صلى الله عليه وآله على الناس ، فأوضح النبي صلى الله عليه وآلهبهذه القرينة تساوي الولايتين من حيث المعنى الذي في ولاية النبي صلى الله عليه وآله ، ولهذا لا يمكن أن يفسر معنى ( وليكم ) إلا بالمتصرف في أموركم ، وبالقائد والرئيس والمسؤول عنهم .

                  تعليق


                  • #39
                    علي عليه السلام ولي كل مؤمن بعد النبي صلى الله عليه وآله

                    وهناك أحاديث لها طرق عديدة ، تؤيد نزول هذه الآية في علي بن أبي طالب دون غيره من المؤمنين ، وهي الأحاديث التي فيها بيان ولايته على المسلمين من بعد النبي صلى الله عليه وآله ، ومنها قوله عليه السلام : عن عمر بن حصين قال: وسلم جيشا استعمل عليهم علي بن أبي طالب ، فمضى في :
                    " جهز رسول الله صلى الله عليه [ وآله ]جارية ، فأنكروا عليه . وتعاقد أربعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم : إذا بعثنا - أي أمرنا بالرجوع - رسول
                    الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم أخبرناه ما صنع ( وكان المسلمون إذا رجعوا من سفر يبدأون برسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم ) ، فقام أحد الأربعة فقال : يا رسول الله ، ألم تر أن علي بن أبي طالب صنع كذا وكذا ؟ ! فأعرض عنه
                    رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم . ثم قام الثاني وقال مثل ذلك . ثم الثالث فقال مقالته ، ثم الرابع فقال مثل ما قالوا . . فأقبل النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم ، والغضب يبصر في وجهه ، فقال :
                    " ما تريدون من علي ؟ ! إن عليا مني وأنا منه ، وهو وليكم بعدي " (الخصائص العلوية للإمام النسائي ص 23 ، المستدرك3:110-111, كتاب معرفة الصحابة ، مسند أحمد5:632، كنز العمال 400:6) .
                    وعن البراء بن عازب ، قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم في سفر ، فنزلنا في غدير خم ، فنودي الصلاة جامعة ، وكسح لرسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم تحت شجرتين ، فصلى الظهر ، وأخذ بيد علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال : " ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قالوا : بلى . قال : ألستم تعلمون أني أولى بكل مؤمن من نفسه ؟ قالوا : بلى . فأخذ بيد علي بن أبي طالب [ عليه السلام ] فقال : " من كنت مولاه ، فعلي مولاه . اللهم وال من
                    والاه وعاد من عاداه " . قال : فلقيه عمر بعد ذلك فقال له : " هنيئا لك يا ابن أبي طالب ! أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة " )مسند أحمد بن حنبل 4:ص281، حديث البراء بن عازب .) .
                    وقال وهب بن حمزة : سافرت مع علي فرأيت منه جفاء ، فقلت لئن رجعت لأشكونه ، فرجعت فذكرت عليا لرسول الله فنلت منه ، فقال : " لا تقولن هذا لعلي ، فإنه وليكم بعدي "
                    )كنز العمال للمتقي الهندي 6 : 155 ، الإصابة لابن حجر العسقلاني 9 : 319\579) . إن أقوال النبي صلى الله عليه وآله : " وهو ولي كل مؤمن بعدي "- " من كنت مولاه فعلي مولاه " -" لا تقولن هذا لعلي ! فإنه وليكم بعدي " وتهنئة عمر لعلي بعد ذلك بقوله : " هنيئا لك يا ابن أبي طالب ، أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة " . .أن أقوال النبي صلى الله عليه وآله هذه وما لم نذكره من أقول ، يوضح بكل صراحة أن عليا عليه السلام هو ولي المؤمنين من بعد النبي صلى الله عليه وآله ، وهو أولى بهم من أنفسهم . وقد فهم الناس ذلك في زمان النبي صلى الله عليه وآله كما وصح من تهنئة عمر لعلي عليه السلام ، وكما وضح للحارث بن النعمان الفهري فما هي حكاية الحارث بن النعمان هذا ؟ إنه لما بلغه خبر ولاية الإمام علي ، جاء إلى نبي الله عليه وآله السلام غاضبا لاجا في غيه وطغيانه ، فقال : يا محمد ! أمرتنا أن نصلي خمسا فقبلنا منك ، وأمرتنا بالزكاة فقبلنا ، وأمرتنا أن نصوم رمضان فقبلنا ، وأمرتنا بالحج فقبلنا ، ثم لم ترض بهذا حتى رفعت بضبعي (الضبع : العضد.) ابن عمك تفضله علينا فقلت : منكنت مولاه فعلي مولاه ؟ ! فهذا شئ منك أم من الله ؟ ! فقال صلى الله عليه وآله : " فوالله الذي لا إله إلا هو إن هذا لمن الله عز وجل " . فولى الحارث يريد راحلته وهو يقول : اللهم إن كان ما يقول محمد حقا فامطر علينا حجارة من السماء أو ائتنابعذاب أليم . فما وصل إلى راحلته حتى رماه الله سبحانه بحجر سقط على هامته ، فخرج من دبره فقتله ، وأنزل الله تعالى : ( سأل سائل بعذاب واقع . للكافرين ليس له دافع . من الله ذي المعارج ) (تفسير الثعلبي : تفسير سورة المعارج ، أنوار الأبصار للشبلنجي المصري ص 11 والآيات 1-3 من سورة " المعارج ") . وجاء قوم إلى علي عليه السلام ، فقالوا :السلام عليك يا مولانا . قال : كيف أكون مولاكم وأنتم قوم عرب ؟ قالوا : سمعنا رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم يوم غدير خم يقول : " من كنت مولاه فإن هذا مولاه " )مسند أحمد 5:419 ) . إن الحارث بن النعمان لو كان قد فهم معنى الولي على أنه المحب والناصر والصديق لما ثار ثورته تلك ، ولما رجح العذاب على صداقة ومناصرة ومحبة علي عليه السلام , ولكنه فهما بمعناها الصحيح معنى التصرف في شؤونه ، وفهم أن عليا عليه السلام أولى به من نفسه . ولهذا قال للنبي صلى الله عليه وآله : " حتى رفعت بضبعي ابن عمك تفضله علينا " . ولهذا أقسم النبي صلى الله عليه وآله ذلك القسم لا ليؤكد له أن عليا محبكم وناصركم ، وإنما لتأكيد أمر أخطر وأكبر يغضب له أمثال الفهري هذا ويفضلون عليه العذاب ، وإنما ذلك الأمر هو الإمامة والخلافة والولاية على المؤمنين بعد النبي صلى الله عليه وآله . . ولذا أقسم النبي صلى الله عليه وآله ليؤكد أنه من الله تعالى . فلا يصح لمؤمن بالله ورسوله أن يشك في ولاية علي عليه السلام بمعنى الخلافة والقيادة ، إذ ليس لهذا الشك أي دليل ولا حجة ، فعلي ولي الناس بعد النبي صلى الله عليه وآله مباشرة دون فصل . يقول الشيخ علي بن زين العابدين : " روى أبو داود ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم لعلي بن أبي طالب كرم الله وجهه ورضي الله عنه : أنت ولي كل مؤمن بعدي . " وليست البعدية بعدية زمانية ، كما يتبادر لبعض الأذهان ، بل المقصود : ليس أحد أولى بالمؤمنين في الترتيب بعد رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم في وجوده وبعده من علي كرم الله وجهه ، فالبعدية بعدية ترتيبية لا زمانية " . وبعد أن تقرر هذا نعلم أن الولاية قد انحصرت في ثلاثة : الله تعالى ، والنبي صلى الله عليه وآله ، والذين آمنوا . ولما كان علي هو ولي المؤمنين بعد النبي صلى الله عليه وآله بلا فصل فيكون الذين آمنوا هم عليا عليه السلام . ولم يدع أحد الولايةعلى المسلمين بالنص النبوي الإلهي غيره ، فيكون النبي صلى الله عليه وآله قد شرح وبين معنى ( الذين آمنوا ) بذكره ولاية علي من بعده . وكما وضح ، فلا يصح أن يفسر معنى الولاية هنا بالنصرة والمحبة ، لأننا ذكرنا أن النصرة والمحبة للمؤمنينلا تختصان بعلي وحده ، لكي يضطر النبي صلى الله عليه وآله إلى إعلان ذلك مرات ومرات ، فهما صفتان يجب أن تتوفرا بين المؤمنين كافة ، وإلا فيجب أن يعني هذا أن أبا بكر وسائر الصحابة ليس لهم تلك النصرة وهذه المحبة نحو المؤمنين . وإن كانت لهم ، فلماذا أعلن النبي صلى الله عليه وآله ذلك مختصا به عليا عليه السلام دون أبي بكر وعمر وعثمان وسائر الصحابة ؟ فهل كل هؤلاء ليس لهم محبة ونصرة للمؤمنين ؟ ! أم أن المسألة تعني شيئا آخر غير هاتين الصفتين ؟ ولو فرض أن عليا عليه السلام مختص بهذا المحبة وتلك النصرة للمؤمنين دون غيره من الصحابة . . فلماذا انحصرت محبته للمؤمنين ونصرته لهم بعد زمان النبي صلى الله عليه وآله ، كما يقول من يفسر الولاية بالمحبة ؟ ! ألم ، يقل النبي صلى الله عليه وآله لعلي : أنت ولي كل مؤمن بعدي، وقوله صلى الله عليه وآله لهم : إنه وليكم بعدي، فلازم هذا هو أن لا تكون لعلي محبة ونصرة للمؤمنين في زمان النبي صلى الله عليه وآله ! إذا ، فليس معنى الولي في الآية وهذه الأحاديث هو الناصر والمحب ، وإنما المعنى هو المتصرف والمتولي أمر المسلمين من بعد النبي صلى الله عليه وآله .
                    ولهذا قال النبي صلى الله عليه وآله في حديث طويل ذكره أحمد بن حنبل في مسنده عن عمر بن ميمون ، وهو حديث يتضمن خصالا لم تكن لأحد غيره من الصحابة منها قوله : " وخرج رسول الله في غزوة تبوك ، وخرج الناس معه ، فقال له علي :أخرج معك ؟ فقال : لا . فبكى علي [ عليه السلام ] ، فقال له رسول الله [ صلى الله عليه وآله ] : " أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ، إلا أنه ليس بعدي نبي . إنه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي " ( مستدرك الحاكم3:123 وصححه الذهبي,الخصائص للامام النسائي1:330 ,مسند احمد بن حنبل 1: ص259) . وهذا من الأحاديث التي أوضح فيها النبي صلى الله عليه وآله خلافة علي بكل صراحة ووضوح . فأنت ترى أنه يمنح عليا كل مرتبة يمكن أن تكون لنبي إلا النبوة . والنبي صلى الله عليه وآله جامع لكل المراتب ، وهي النبوة والإمامة والتصرف ، فأعطاها لعلي مستثنيا منها النبوة ، بقوله : إلا أنه ليس بعدي نبي .والنبي صلى الله عليه وآله لم يكن يعني باستخلاف علي على المدينة أن يكون ذلك في لحظة غيابه غازيا فحسب بل يمتد هذا الاستخلاف إلى ما بعد وفاة وذهاب النبي صلى الله عليه وآله ، لأنه لو لم يكن يعني ذلك لنفى عنه النبوة ، كان يقول : إلا أنه ليس معي نبي كما ليس بعدي نبي ، لا بقوله : ليس بعدي نبي . فالنبي صلى الله عليه وآله إذا كان يتحدث عن زمان بعد زمانه ، فيكون معنى قوله صلى الله عليه وآله هو : لك يا علي كل ما لي من وظائف ومسؤوليات من بعدي إلا النبوة ، لأنه ليس نبي بعدي . فالكلام عن المستقبل لا الحاضر وإن كان استخلافه له في المدينة في حياته هو جزء من تلك الخلافة التي لا تأخذ شكلها العملي الكامل إلا بعد وفاة وذهاب النبي صلى الله عليه وآله .


                    وقوله : وإنه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي . . يوضح ذلك جيدا ، لأنه لو كان يعني استخلافه في حياته على المدينة لكان الاستخلاف على المدينة في حياة النبي الكريم من نصيب علي ومختصا به دوما ، فتدبر في قوله : " إنه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي " فالذهاب لم يقيد بمكان وزمان ، فهو عام . إنه من البين أن الاستخلاف على المدينة في حياة النبي الكريم لم يكن مختصا بعلي ، فمقصود النبي صلى الله عليه وآله هو أنه لا يجوز أن أنتقل إلى الرفيق الأعلى إلا وقد نصبتك خليفة على المسلمين من بعدي ، ولهذا أعلن النبي صلى الله عليه وآلهعهده إليه بالخلافة في غدير خم عند عودته من حجة الوداع ، وفي حجرته لحظة احتضاره ، ثم ذهب النبي صلى الله عليه وآله وعلي قد نصب خليفة من بعده بوساطة النبي الكريم صلى الله عليه وآله نفسه ، إذ لا ينبغي غير ذلك . ثم إن هارون كان خليفة موسى على قومه ، وهذا ما عناه النبي صلى الله عليه وآله بقوله لعلي : " أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ؟ ! " واستثنى نبوة هارون ، إذ لا نبي بعد محمد الخاتم صلى الله عليه وآله . إذا ، فقوله : " أنت ولي كل مؤمن بعدي " ، وقوله : " إنه وليكم بعدي " لا يعنيان إلا منزلة هارون يوم خلفه موسى عليه السلام على قومه عند ذهابه إلى ربه ، ومثل ذهاب موسى إلى ربه هو مثل التحاق النبي صلى الله عليه وآله بالرفيق الأعلى،
                    ولهذا قال صلى الله عليه وآله : " لا ينبغي أن أذهب . . " ، أي لا يصح مني أن أذهب إلى الرفيق الأعلى وأنا لم أعينك خليفة من بعدي على قومي . ولهذا كان الحديث من أدلة خلافة الإمام علي عليه السلام ، إذ لا يحتمل أي معنى غير الخلافة . فلو قلت كان الاستخلاف على المدينة فقط ، فما هو إذا معنى استثناء النبوة والنبي موجود ؟ ! فهل كان النبي صلى الله عليه وآله يخشى - لو كان الإمام علي مدعي النبوة - أن يدعيها في حياته وعند استخلافه على المدينة ؟ ! ! إن عاقلا لا يقول بهذا .







                    تعليق


                    • #40
                      خلافة علي عليه السلام في حديث الدار والإنذار

                      كانت الرسالة في بدئها ، وبدا التأسيس والتشييد لأركانها وبناء أعمدتها ، فأمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وآله بإنذار ودعوة الأقارب من عشيرته والتماس العون فيهم ، للقيام بنشرها والصدع بها بين الناس ، ولهذا فلما نزل قوله تعالى : ( وأنذرعشيرتك الأقربين ) جمع النبي صلى الله عليه وآله إليه أعيان أهله من قريش ، أولئك الذين كانت لهم الصولة والكلمة بين الناس في مجتمع العرب يومئذ ، وفيهم أعمامه حمزة والعباس وأبو طالب . فلما اجتمعوا عنده ، واستطعموا مما صنعه لهم ،
                      خاطبهم فقال لهم في حديث طويل : يا بني عبد المطلب ، إني والله ما أعلم شابا في العرب جاء قومه بأفضل مما جئتكم به ، جئتكم بخير الدنيا والآخرة ، وقد أمرني الله أن أدعوكم إليه ، فأيكم يؤازرني على أمري هذا ، على أن يكون أخي ووصييوخليفتي فيكم ؟ فأحجم القوم عنها غير علي ، وكان أصغرهم سنا ، إذ قام وقال : أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه (المشهور من الروايات ان عليا قام ثلاث مرات يعلن مؤازرته للنبي يقول له اجلس فلما كانت الثالثة اعلن له الخلافة والاخوة والارث وخاطب القوم قائلا:ان هذا اخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعو له واطيعو ولو لم يكن عليا اهلا لما خلفه الرسول ) . فأخذ رسول الله برقبته ، وقال : إن هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم ، فاسمعوا له وأطيعوا . فقام القوم يضحكون ، ويقولون لأبي طالب : قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع ! (مسند أحمد 1 : 111 ، ص 159 بسند معتبر ثقة عن ثقة وأيضا في ص 331 عن ابن عباس ، مستدرك الحاكم 3 : 132 ، كنز العمال 6 : 392 / 6008 و 396 / 6045 و 397 / 6056 ،الخصائص ص 6 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 3 : 255 ، تاريخ الطبري 2 : 217 ، تاريخ ابن الأثير 2 : 22 ، تاريخ أبي الفداء 1 : 116 السيرة الحلبية1 : 381 ، تاريخ دمشق 1 : 103 ) وهكذا بدأ تشييد أركان الرسالة ، بتعيين خليفة رسول الله الأكرم ، ولا غرو ، إذ في وجوده ضمان استمرارية الرسالة . إن استحقاق الخلافة بعد النبي صلى الله عليه وآله يتحقق بالمؤازرة والمعونة للنبي الأكرم في أمر الدين ونشر دعوته ، وهذا صريح في قوله صلى الله عليه وآله لبني عبد المطلب : " فأيكم يؤازرني على أمري هذا ، على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم ؟ ! " . ومن الأمور التي يجب الانتباه إليها هي أن عرض النبي صلى الله عليه وآله الخلافة على بني عبد المطلب باشتراط العون والمؤازرة ، ليس هو أمرا جاء على هوى النبي الأكرم ، إنما هو أمر إلهي بلا ريب ، لأنه من الواضح أن قبول مؤازرة النبي صلى الله عليه وآله في أمر الدين والدعوة إليه هو في الواقع قبول لهذا الدين وتحصيل للإيمان بالله تعالى وبرسوله صلى الله عليه وآله . ولهذا كان ثمن الخلافة في الواقع هو هذا الإيمان المبكر بدين الله ، ولهذا نسب الله تعالى الولاية لرسوله معرفا إياه بصفة الرسالة المتضمنة للإيمان بالله ، فلما أراد نسبتها إلى خليفة الرسول نسبها إليه معرفا إياه بعلة الاستحقاق وهي الإيمان ، ولهذا قال : ( والذين آمنوا ) ، وهو تعريف لهم بهذا الإيمان المبكر . ولهذا كان علي ولي كل مؤمن بعد النبي صلى الله عليه وآله . لقبوله العرض الذي كان ثمنه الإيمان في حقيقة الأمر . . وهكذا أولو الأمر . فهل تحقق هذا الإيمان في علي عليه السلام ، عندما قبل مؤازرة النبي صلى الله عليه وآله في أمره الذي بعث به ؟ ! بالتأكيد أن الإيمان كان قد اتخذ شكله في قلب علي عندما نهض معلنا مؤازرته لنبي الله الكريم . ولقد اطمأن النبي صلى الله عليه وآله لصدق علي ويقينه وإيمانه بهذا الدين يومئذ ، فأعلن خلافته في الحين ، وخاطب كبار القوم بالسمع والطاعة له باعتباره خليفته ووليه من بعده . ولهذا جاءت الإشارة إليه في الآية بعد الرسول صلى الله عليه وآله بعبارة : ( والذين آمنوا ) ، أي في ذلك الوقت الذي كان على قد قبل الإيمان فيه وقبل مؤازرة النبي الكريم فنال الخلافة . إن إيمان علي في ذلك الوقت ينضح به قلبه في خطابه للنبيالكريم بقوله : " أنا أعينك عليه يا نبي الله " . فانظر وتدبر في قوله " يا نبي الله " تراه قد أثبت في هذه العبارة النبوة لمحمد صلى الله عليه وآله ، وأقر له بكونه من جانب الله تعالى ، بإضافة كلمة " نبي " إلى لفظ الجلالة " الله " سبحانه وتعالى ،وعمره يومئذ عشر سنوات ! وهذا يدل بوضوح على كمال إيمانه ورجاحة عقله رغم صغر سنه . ونحن نعلم أن قلة العمر أو زيادته ليست معيارا لتحديد كمال العقل والإيمان . ودونك القرآن يصرح بذلك ، إذ أوتي يحيى عليه السلام الحكم وهو صبي ، وجعل الله تعالى عيسى نبيا وهو رضيع ، فهل كانا لا يعرفان ما الإيمان بالله في ذلك العمر ؟ ! إذا ، فلا ريب يخالج النفس في إيمان علي عليه السلام ورجاحة عقله يوم عين خليفة على المسلمين في بدء الرسالة ، لعدم كذب النبي صلى الله عليه وآله في قوله : " هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم " . فهذه من الحوادث التي عادة ما يمر عليها الناس مرور الكرام ، دون أن تخشع لها قلوبهم وتشهد بخلافة علي عليه السلام ، رغم وضوحها وصراحتها .

                      تعليق


                      • #41
                        اخواني لايكن ردكم السب والشتم فهو رد السفهاء حاشا لكم وليكن بالديل ومقارعة الحجة بالحجة

                        تعليق

                        المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                        حفظ-تلقائي
                        x

                        رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                        صورة التسجيل تحديث الصورة

                        اقرأ في منتديات يا حسين

                        تقليص

                        المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                        أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, 02-05-2025, 07:21 AM
                        ردود 2
                        17 مشاهدات
                        0 معجبون
                        آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                        بواسطة ibrahim aly awaly
                         
                        أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, 02-05-2025, 09:44 PM
                        استجابة 1
                        12 مشاهدات
                        0 معجبون
                        آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                        بواسطة ibrahim aly awaly
                         
                        يعمل...
                        X