بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
{ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ }
كتاب : صحيح البخاري – كتاب المغازي - باب غزوة تبوك وهي غزوة العسرة : حديث رقم ( 4460 ) : عن مصعب بن سعد عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى تبوك واستخلف عليا فقال أتخلفني في الصبيان والنساء قال ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه ليس نبي بعدي .
أن علماء أهل السنة يفرون من هذا الحديث كما يفر الكبش من الأسد ، ويهابونه كما يهابون الموت .
فعلى قدر بحثي لم أجد شرح مفصل لهذا الحديث الذي لو شرحه علماء أهل السنة كما كان يعني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من هذه المنزلة التي بينها الله في كتابة العزيز لسحقت عقيدتهم واهتزت أركانها وبانت سوئت السقيفة .
ولكن يخشون أن ينطق لسانهم بالحق فيدانون به إلى يوم يكشف عن ساق .
فنجد التابعي سعيد بن المسيب الذي ولد في خلافة عمر بن الخطاب يريد أن يسأل الصحابي سعد بن مالك عن حديث المنزلة وهو يقول له أريد أن أسألك عن حديث وأنا أهابك أن أسألك عنه .
كتاب : مسند أحمد – ج 1 – مسند باقي العشرة المبشرين بالجنة – حديث رقم ( 1408 ) : عن سعيد بن المسيب قال قلت لسعد بن مالك إني أريد أن أسألك عن حديث وأنا أهابك أن أسألك عنه فقال لا تفعل يا ابن أخي إذا علمت أن عندي علما فسلني عنه ولا تهبني قال فقلت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي حين خلفه بالمدينة في غزوة تبوك فقال سعد خلف النبي صلى الله عليه وسلم عليا بالمدينة في غزوة تبوك فقال يا رسول الله أتخلفني في الخالفة في النساء والصبيان فقال أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى قال بلى يا رسول الله قال فأدبر علي مسرعا كأني أنظر إلى غبار قدميه يسطع وقد قال حماد فرجع علي مسرعا . خلاصة الدرجة : إسناده صحيح .
فهل السؤال عن فضائل الإمام علي عليه السلام تجعل الشخص يهاب ويحترس في السؤال عنها حتى أنه يخشى ويهاب السائل !!! إلا أن كان هناك تعتيم تام على فضائل الإمام علي عليه السلام وقد يصل حال السائل بأن يضرب بالدرة .
!!!
من عظمة حديث المنزلة وما سوى في فضائل الإمام علي عليه السلام قال الصحابي سعد بن الوقاص عندما كان عند معاوية بن أبي سفيان في مسألة سب الإمام علي عليه السلام قال سعدا : أما ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله صلى الله عليه وسلم فلن أسبه لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم .
كتاب : صحيح مسلم – كتاب فضائل الصحابة – باب : فضائل علي بن أبي طالب – حديث رقم ( 6373 ) : عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا فقال ما منعك أن تسب أبا التراب فقال أما ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله صلى الله عليه وسلم فلن أسبه لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له خلفه في بعض مغازيه فقال له علي يا رسول الله خلفتني مع النساء والصبيان فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة بعدي وسمعته يقول يوم خيبر لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله قال فتطاولنا لها فقال ادعوا لي عليا فأتي به أرمد فبصق في عينه ودفع الراية إليه ففتح الله عليه ولما نزلت هذه الآية فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال اللهم هؤلاء أهلي .
ومعنى حمر النعم هي : الإبل الحمر ، وهي أنفس أموال العرب ، يضربون بها المثل في نفاسة الشيء وأنه ليس هناك أعظم منه .
ولعظمة هذا الحديث أمتد التعتيم الذي كان في زمن التابعي سعيد بن المسيب إلى زمن أحمد بن حنبل الذي يعتبر من المقصرين في حق الإمام علي عليه السلام حيث كتم الحق وأمر بإسكات السائل الذي سأل عن تفسير الحديث حتى قال أحمد أسكت عن هذا لا تسأل عن ذا الخبر كما جاء .
كتاب السنة - أحمد بن محمد الخلال - ج2 ص347 - خلافة أبي الحسن علي بن أبي طالب : - حديث رقم ( 460 ) أخبرنا أبو بكر المروذي قال سألت أبا عبد الله عن قول النبي لعلي أنت مني بمنزلة هارون من موسى أيش تفسيرة قال أسكت عن هذا لا تسأل عن ذا الخبر كما جاء . إسناده صحيح .
وهذا الصنيع من أحمد بن حنبل يعتبر توبيخ وتحذير للسائل عن السؤال في معنى فضيلة حديث المنزلة التي خص بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الإمام علي عليه السلام
!!!
ونحن نتساءل كما يتساءل العقلاء الباحثين عن الحقيقة لماذا هذا التعتيم وكتم الأفواه وختم على قلوب الناس بالجهل وعدم معرفتهم ما كان يعني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من حديث المنزلة .
هل عقيدة أهل السنة سوفا تفنا عن بكرت أبيها لو تم شرح هذا الحديث كما أراد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من هذه المنزلة التي خص بها الإمام علي عليه السلام
!!!
نريد قول عالم من علماء أهل السنة وليس متعالم يفصل لنا معنى قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حديث المنزلة كما أراده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي ما ينطق عن الهوى ولسانه لسان القرآن ولماذا سعيد بن مسيب يخشى السؤال وأحمد بن حنبل يوبخ السائل
!!!
تعليق