رأس و رمح
في أعلى اللوحة.. وسط مساحة سوداء كقطعة ليلٍ دامس ، أكمل الرسام بإعجاز حركات الريشة وتجليها ؛ رسم أدق تفاصيل الرأس التريب ، المخضب بالدم .. بالشفاه الذابلة ، بأنامل راعشة وهي تضع بإتقان مذهل؛ لمساتها الأخيرة بحذق .. مراعياً ومتبعاً مسارب الضوء والظل ، وحُسن تدريج الالوان ، وبراعة المزج بينها.. فانشغل الفنان لبرهة مأخوذاً بسحر التجسيد ، تراجع للخلف قليلاً كي يلقي نظرة .
فجأة بدا الرأس له يتوهج كوجه البدر، المشع في فضاءٍ داج .. وراح ينشر قبس نوره الباهر في أرجاء المكان ، ثم تراءت له الشفتان تبسمل.. !
اندهش الرسام .. وفي لحظة ذهوله ؛ سقطت من بين أنامله الريشة ، وانقلبت الوانه ، وانسكب الماء ؛ فجثا على ركبتيه وبكى .. بكى حتى أجهش في البكاء فتثاقل رأسه ، وهوى نحو الارض ، حينما خطرت له ضرورة إتمام نقص اللوحة برسم الرمح ، وبدل النهوض عفّر وجهه بالتراب، وبيأس همس في ذاته :
- أيّ رمح ذاك سيقوى على حمل هذا الرأس المذبوح ؟!
جار
الحق
في أعلى اللوحة.. وسط مساحة سوداء كقطعة ليلٍ دامس ، أكمل الرسام بإعجاز حركات الريشة وتجليها ؛ رسم أدق تفاصيل الرأس التريب ، المخضب بالدم .. بالشفاه الذابلة ، بأنامل راعشة وهي تضع بإتقان مذهل؛ لمساتها الأخيرة بحذق .. مراعياً ومتبعاً مسارب الضوء والظل ، وحُسن تدريج الالوان ، وبراعة المزج بينها.. فانشغل الفنان لبرهة مأخوذاً بسحر التجسيد ، تراجع للخلف قليلاً كي يلقي نظرة .
فجأة بدا الرأس له يتوهج كوجه البدر، المشع في فضاءٍ داج .. وراح ينشر قبس نوره الباهر في أرجاء المكان ، ثم تراءت له الشفتان تبسمل.. !
اندهش الرسام .. وفي لحظة ذهوله ؛ سقطت من بين أنامله الريشة ، وانقلبت الوانه ، وانسكب الماء ؛ فجثا على ركبتيه وبكى .. بكى حتى أجهش في البكاء فتثاقل رأسه ، وهوى نحو الارض ، حينما خطرت له ضرورة إتمام نقص اللوحة برسم الرمح ، وبدل النهوض عفّر وجهه بالتراب، وبيأس همس في ذاته :
- أيّ رمح ذاك سيقوى على حمل هذا الرأس المذبوح ؟!
جار

تعليق