صلى بنا رسول الله ص صلاة العصر و أبطأ في ركوعه حتى ظننا أنه قد سها و غفل ثم رفع رأسه فقال سمع الله لمن حمده ثم أوجز في صلاته و سلم ثم أقبل علينا بوجهه كأنه القمر ليلة البدر في وسط النجوم ثم جثا على ركبتيه و بسط قامته حتى تلألأ المسجد بنور وجهه ثم رمى بطرفه إلى الصف الأول يتفقد أصحابه رجلا رجلا ثم رمى بطرفه إلى الصف الثاني ثم رمى بطرفه إلى الصف الثالث يتفقدهم رجلا رجلا ثم كثرت الصفوف على رسول الله ص ثم قال ما لي لا أرى ابن عمي علي بن أبي طالب فأجابه علي من آخر الصفوف و هو يقول لبيك لبيك يا رسول الله فنادى النبي ص بأعلى صوته ادن مني يا علي فما زال علي يتخطى رقاب المهاجرين و الأنصار حتى دنا المرتضى من المصطفى فقال له النبي ص يا علي ما الذي خلفك عن الصف الأول قال شككت أني على غير طهر فأتيت منزل فاطمة ع فناديت يا حسن يا حسين يا فضة فلم يجبني أحد فإذا بهاتف يهتف بي من ورائي و هو ينادي يا أبا الحسن يا ابن عم النبي التفت فالتفت فإذا أنا بسطل من ذهب و فيه ماء و عليه منديل فأخذت المنديل و وضعته على منكبي الأيمن و أومأت إلى الماء فإذا الماء يفيض على كفي فتطهرت و أسبغت الطهر و لقد وجدته في لين الزبد و طعم الشهد و رائحة المسك ثم التفت و لا أدري من وضع السطل و المنديل و لا أدري من أخذه فتبسم رسول الله ص في وجهه و ضمه إلى صدره و قبل ما بين عينيه ثم قال يا أبا الحسن أ لا أبشرك أن السطل من الجنة و الماء و المنديل من الفردوس الأعلى و الذي هيأك للصلاة جبرئيل و الذي مندلك ميكائيل و الذي نفس محمد بيده ما زال إسرافيل قابضا على منكبي بيده حتى لحقت معي الصلاة و أدركت ثواب ذلك أ فيلومني الناس على حبك و الله تعالى و ملائكته يحبونك من فوق السماء
علي ع خير البرية و خير البشر و خير الفتى
علي ع خير البرية و خير البشر و خير الفتى
تعليق