إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

أمريكا وإيران في العراق .. شركاء أم خصوم؟

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أمريكا وإيران في العراق .. شركاء أم خصوم؟

    يتساءل الكاتب الامريكي جورج فرديمان: "هل تعرفون ما اهم حدث عالمي في بداية القرن الحادي والعشرين بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر؟ انه التحالف الامريكي الايراني". ويري فريدمان ان الايرانيين حققوا عن طريق الامريكان ما فشلوا في تحقيقه علي مدي ثمانية اعوام من الحرب ضد صدام حسين وهو ما يؤكده تصريح نائب الرئيس الايراني السيد محمد علي ابطحي اذ يقول: "ان امريكا لم تكن لتحلم بغزو العراق او افغانستان لولا الدعم الايراني".
    ويذهب كثير من المحللين السياسيين الي ان حجم المصالح المشتركة بين ايران وامريكا اكبر بكثير من حجم الخلافات التي يبرز في مقدمتها موضوع الملف النووي الايراني. ولعل مما يثير الاستغراب ان تسلط وسائل الاعلام المختلفة الضوء علي نقاط الخلاف بين البلدين بينما يتم التعتيم كلياً علي نقاط التلاقي والاستراتيجيات المشتركة فيما يخص العراق والاقليم عموما.
    لقد غزت امريكا العراق بتعاون وتنسيق لا يخفي علي احد مع الاحزاب العراقية المرتبط اغلبها بايران كالمجلس الاعلي للثورة الاسلامية في العراق الذي ولد وترعرع وتسلح في طهران، وحزب الدعوة وغيرها من الجماعات المرتبطة بايران منذ ما قبل الحرب العراقية ــ الايرانية. كما دفعت ايران بكل ثقلها من اجل انجاح مؤتمر لندن الذي اسس لموضوع احتلال العراق ورسمت فيه القوي الرئيسة مواضيع تقسيم الكعكة في عراق بعد صدام حسين.
    ان الذي لم يكن العراقيون يتحسبون له بالمطلق ان تختار واشنطن بجيشها الجرار في العراق الاحزاب والشخصيات الشيعية الايرانية النشاة والتنظيم والهوي لتطلق يدها في العبث بمكونات دولة العراق بكل ما تعنيه من بني تحتية وهياكل تنظيمية وادوات تنفيذية وغيرها، وظهر بشكل مفاجئ وزن مركزي لرجال دين لم يكن لهم دور يذكر قبيل الغزو كعبة للسياسيين العراقيين وقيادة القوات المركزية الامريكية في العراق وسط تركيز ايراني واضح، وبات اية الله علي السيستاني صمام امان العراق والعراقيين حتي اعتبرته مجلة التايم الامريكية عام 2005 ــ 2006 واحداً من اهم مائة شخصية تحكم العالم.
    وفي ما يسمي بانتخابات عام 2005 لاختيار مجلس النواب العراقي عملت امريكا كل ما بوسعها كي تفوز بها الجماعات الموالية لايران فاصبح الحكيم ومليشياته المتمثلة بما يسمي فيلق بدر حكاما للعراق من الناحية الفعلية وذراعا مركزية من اّذرع الاحتلال في مواجهة المقاومة العراقية وتصفية الضباط والطيارين والعلماء والصحفيين والكفاءات العراقية.
    بيانات أم فتاوي ؟
    لقد اعترف الاستراتيجي والسياسي الامريكي المعروف هنري كيسنجر في مقال له "بان الوجود العسكري الامريكي في العراق ما كان ليستمر لاسبوعين فيما لو اطلقت المرجعيات المرتبطة بايران فتاوي بمجرد التظاهر ضد الامريكيين" وفي هذا الصدد حدثني احد المسؤولين العراقيين قبل غزو العراق بان مراجع شيعية كتبوا بيانات وبتوقيعهم تدعوا العراقيين الي "الجهاد" ضد القوات الامريكية فيما لو نفذت غزوها للعراق لكن السيستاني عاد وعمم شفويا من خلال اتباعه انه متنصل من هذا البيان وان فتواه لاتباعه كالآتي: "لا تقاتلوا القوات الامريكة لانه لا يجوز الدفاع عن حاكم جائر". اذن ايران عاونت امريكا علي احتلال العراق علنا وهي تحتل العراق فعليا بشكل مباشر مع الاحتلال الامريكي عبر فيلق القدس واطلاعات وفيلق بدر اضافة الي الاحزاب الطائفية المدعومة علنا من ايران مثل (المجلس الاعلي) وقسم من (الدعوة) و(التيار الصدري) وغيرها. كما ان الجميع يري ويلمس توجهات اعوان وايران الذين يسعون قدما في تفتيت العراق الي فيدراليات واقاليم بهدف انهاء وجوده كدولة وهو ذات النهج الذي دعا اليه جوزيف بايدن (نائب الرئيس الحالي للولايات المتحدة) في مقترح رسمي قدمه الي الكونغرس الامريكي يدعو فيه الي تقسيم العراق الي كيانات ثلاثة استنادا الي التعدد الطائفي والعنصري.
    لقد ذكر استاذ العلاقات الدولية في جامعة "جون هوبكينز"، "تريتا بارسي" في مقدمة كتابه "التحالف الغادر" ان "المسؤولين الايرانيين وجدوا انّ الفرصة الوحيدة لكسب الادارة الامريكية تكمن في تقديم مساعدة اكبر واهم لها في غزو العراق عام 2003 عبر الاستجابة لما تحتاجه، مقابل ما ستطلبه ايران منها، علي امل ان يؤدي ذلك الي عقد صفقة متكاملة تعود العلاقات الطبيعية بموجبها بين البلدين وتنتهي مخاوف الطرفين". وبعد ان يذكر هوبكينز حقائق مثيرة في العلاقات بين واشنطن وطهران يخلص الي القول في نهاية كتابه الي أنّ ايران ليست "خصما للولايات المتّحدة واسرائيل كما كان الحال بالنسبة للعراق بقيادة صدّام وافغانستان بقيادة حركة طالبان "وقد يكون هذا متطابقا مع ما اوصي وزير الدفاع الامريكي روبرت غيتس قبل ثلاث سنوات في دراسة كلفه بها الرئيس المنتهية ولايته جورج بوش حيث اوصي بسياسة "القفازات الحريرية مع ايران بدلاً من القوة". ان المتابع اذا ما تجاوز القشور السطحية التي تظهر من خلال المهاترات والتراشقات الاعلامية والدعائية بين ايران والولايات المتحدة يري ان هناك تشابها مثيرا بين الدولتين في العديد من القضايا وانّ ما يجمعهما اكبر بكثير مما يفرقهما وان هناك تحالفاً من وراء الكواليس بين امريكا وايران وهو بالطبع ليس تحالفا استراتيجيا اذ يجب ان نعترف باختلاف استراتيجيات كل دولة لكنه مبني علي مصالح الدولتين في المنطقة كما ان الولايات المتحدة تراقب تحرك القوي ونموها في روسيا ودول الاتحاد السوفييتي السابقة والصين ويهمها جدا ان لا تدفع بايران الي احضان هذه القوي الصاعدة. خلاصة القول فان علم السياسة يقول إن من حق ايران او امريكا او اي بلد ان يدافع عما يعتبره مصالحا حيوية بالطرق والاساليب التي يراها مناسبة ولكن في الحالة العراقية صورة لم تحضر في التجارب الدولية السابقة حيث تحالفات الاضداد وتنفيذ للاستراتيجيات دون المواجهة ويبقي للعراق وشعب العراق ان يعي ان الامريكان والايرانيين في العراق هم شركاء وان ليس لهم الا خيار المقاومة الذي اقرتّه السنن والشرائع الدينية والدنيوية ليتخلصوا من الاحتلالين ويتركوا ايران وامريكا ليواجهوا بعضهم في بقية قضايا المنطقة والتسلح النووي.



  • #2
    موضوع رائع في التحليل ويستحق الوقفة والتأمل نبارك لكاتبه وياحبذا لو ينشر في جميع المنتديات واذا كان ينم عن شيء فانه ينم عن مدى التوسعة في الادراك والاستيعاب لما يدور
    من احداث في عراقنا الجريح
    نعم نحتاج الى هكذا اقلام تكتب وتفضح وترسم وتخطط لكشف الحقائق التي تطمر وتدفن في وضح النهار لنيل الحرية من هذه الاحتلالات البغيضة المقرفة التي بانت عفونتها الصفراء تخنق ابناء الشعب العراقي الجريح
    والذين اصبحوا لايطيقون هؤلاء الساسة الكذّابين النفعيين

    تعليق


    • #3
      اشكرك جدا اخي اياد الديواني على مرورك الرائع على موضوعي الله يوفقك ولا يحرمنا من كتاباتك الرائعة
      وان شاء الله سوف ينشر الموضوع في منتديات كثيرة كشفا للحقيقة ووفاءا لدماء الابرياء من العراقيين التي زهقت بلا ذنب سوى انهم عراقيين

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      x

      رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

      صورة التسجيل تحديث الصورة

      اقرأ في منتديات يا حسين

      تقليص

      المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
      أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 07:21 AM
      ردود 2
      12 مشاهدات
      0 معجبون
      آخر مشاركة ibrahim aly awaly
      بواسطة ibrahim aly awaly
       
      يعمل...
      X