... يحزم نوره استعـــداداً للرحـــيل
... كما وصفه الله عز وجل أيام معدودات، سرعان ما يحزم نوره استعداداً للرحيل،
فكعادته شهر الله يأتي ويذهب بسرعة الوميض. لم يتبقَ إلا القليلَ من أيامه، أيام ثمينة
ستمضي وسيشتاق لها ماء القلب! أشعر أن الإنسان لا يتحرك على بطارية الطعام والنوم
فحسب بل يتزود بالصبر والإيمان! يحاول أن يمتطي نحو الرقي النفسي والوجداني،
يصافح قلبه الحاضر.
تفتح السماء ذراعيها ويهب الله فيها أسباب الرحمة، والمغفرة والعتق من النار، والنفحات
الروحانية تطير فوق الجغرافيا في كل مكان! وتتباهى لذة الخشوع بأبهى الحلل على
سجادة الصلاة، ويمتلئ الفضاءُ بالملائكة الكرام، ولكن الكثير
من الأسئلة تطرح حالها على أفئدتنا: ماذا قدمنا في شهر رمضان؟ وهل تحققت فينا التقوى بمعناها الصحيح؟ وماذا قدمنا وصنعنا لمن حولنا لنستحق الدعاء؟ ماذا كانت أولوياتنا: غذاء الروح أم غذاء الجسد؟ هل جعلنا الشهرَ وسيلةً للتقـرُّب إلى ربنا؟ وهل دربنا أنفسنا ونحن في مدرسة الصوم على كيفية السيطرة على جوارحنا وكبح جماحها وليّ زمامها؟ وهل أضفنا إلى رصيد حسناتنا؟
أجزم أنها فرصة صادقة للوقوف مع النفس والإصغاء لفطرتها، ولكن هل نجعلها سانحة أمام مرآة خالية من الشوائب أو أمام وجه الماء تبصر ما يجملنا وما يراكم على تقاسيمنا القبح؟ لنحاسب أنفسنا بقسوة على ما أهدرنا من الوقت بلا فائدة، ونتذكر بعمق قول الشاعر:
يا غافلاً عن العمل/ وغره طول الأملْ * الموتُ يأتي بغتةً/ والقبر صندوق العمل
لنوقظ ضمائرنا النائمة ونبث الحمية في قلوبنا وتتسع صدورنا وتبتعد عن شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، نعود إلى الله سبحانه وتعالى ونستغفره ونتوب إليه.
نسأل الله العظيم رب العرش الكريم، أن يمد في أعمارنا في طاعته، وأن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال، وأن يجعلنا من المقبولين والمعتوقين من نيرانه والفائزين بجناته، يطمئننا بقربنا له وبأننا ربانيون لا رمضانيين فقط!
للأمانه عجبتني فنقلتها لكم
... كما وصفه الله عز وجل أيام معدودات، سرعان ما يحزم نوره استعداداً للرحيل،
فكعادته شهر الله يأتي ويذهب بسرعة الوميض. لم يتبقَ إلا القليلَ من أيامه، أيام ثمينة
ستمضي وسيشتاق لها ماء القلب! أشعر أن الإنسان لا يتحرك على بطارية الطعام والنوم
فحسب بل يتزود بالصبر والإيمان! يحاول أن يمتطي نحو الرقي النفسي والوجداني،
يصافح قلبه الحاضر.
تفتح السماء ذراعيها ويهب الله فيها أسباب الرحمة، والمغفرة والعتق من النار، والنفحات
الروحانية تطير فوق الجغرافيا في كل مكان! وتتباهى لذة الخشوع بأبهى الحلل على
سجادة الصلاة، ويمتلئ الفضاءُ بالملائكة الكرام، ولكن الكثير
من الأسئلة تطرح حالها على أفئدتنا: ماذا قدمنا في شهر رمضان؟ وهل تحققت فينا التقوى بمعناها الصحيح؟ وماذا قدمنا وصنعنا لمن حولنا لنستحق الدعاء؟ ماذا كانت أولوياتنا: غذاء الروح أم غذاء الجسد؟ هل جعلنا الشهرَ وسيلةً للتقـرُّب إلى ربنا؟ وهل دربنا أنفسنا ونحن في مدرسة الصوم على كيفية السيطرة على جوارحنا وكبح جماحها وليّ زمامها؟ وهل أضفنا إلى رصيد حسناتنا؟
أجزم أنها فرصة صادقة للوقوف مع النفس والإصغاء لفطرتها، ولكن هل نجعلها سانحة أمام مرآة خالية من الشوائب أو أمام وجه الماء تبصر ما يجملنا وما يراكم على تقاسيمنا القبح؟ لنحاسب أنفسنا بقسوة على ما أهدرنا من الوقت بلا فائدة، ونتذكر بعمق قول الشاعر:
يا غافلاً عن العمل/ وغره طول الأملْ * الموتُ يأتي بغتةً/ والقبر صندوق العمل
لنوقظ ضمائرنا النائمة ونبث الحمية في قلوبنا وتتسع صدورنا وتبتعد عن شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، نعود إلى الله سبحانه وتعالى ونستغفره ونتوب إليه.
نسأل الله العظيم رب العرش الكريم، أن يمد في أعمارنا في طاعته، وأن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال، وأن يجعلنا من المقبولين والمعتوقين من نيرانه والفائزين بجناته، يطمئننا بقربنا له وبأننا ربانيون لا رمضانيين فقط!
للأمانه عجبتني فنقلتها لكم
تعليق