بسم الله الرحمن الرحيم
أفضل الاعمال الصلاة على محمد وال محمد
لم تترك لي مجالا يا شيخ محمد العوضي لأدافع عن مبادئي الداعية إلى وحدة الصف الإسلامي ونبذ الفرقة والطائفية إلا ومسحت بها "سابع أرض" وضربت بها "أربع طوف". فإن كنت أتجنب الإثارة الطائفية وأدعوا إلى وأد الطائفية في مهدها، فأنت يا شيخ و(بيني وبينك) كبرتها وهي صغيرة. ولعلك يا شيخ في لعن يزيد تدس سم الحسيني بالعسل وتهوى الصيد في ماء فضل الله العكر.
يا شيخ ، وقبل أن أبدأ بإعتراضي على حلقتي برنامجك ( بيني وبينكم ) في يومي 14 و 15 رمضان 1430 هـ أود أن أذكرك أن من خصصت لها هاتين الحلقتين هي من قال بها خير البرية صلى الله عليه وآله وسلم ( فاطمة سيدة نساء أهل الجنة ) بأسانيد في البخاري وأحمد والترمذي والنسائي وإبن حيان وناهيك عن مصادر الإمامية.
يا شيخ ، ليتك إستشهدت بمن هو منا وفينا ، بل إستشهدت بمن قال فيه السيد السيستاني حفظه الله بأنه خارج عن المذهب الإثنى عشري وقال فيه الميرزا جواد التبريزي قدس الله سره أنه ضال مضل ، فيما دعاه السيد محمد الشيرازي قدس الله سره للمباهلة بخصوص موضوع مظلومية الزهراء. كيف لا وهو القائل بأن آدم عليه السلام عصى ربه كما عصاه إبليس والعياذ بالله. كيف لا وهو القائل أنه لم يكن بيت آدم طاهراً ونظيفاً من الناحية الجنسية أستغفر الله مما يقول. نعم يا شيخ، فمن إستشهدتم به إتهم سيدنا إبراهيم عليه السلام بالسذاجة وأنه يعيش في وهم كبير. واتهم سيدنا يوسف بالانجذاب غريزيا لإمرأة العزيز. ورمى سيدنا يونس عليه السلام بالفشل. ولم يكفيه ذلك، بل أساء الأدب حتى مع النبي صلى الله عليه وآله عندما ذكر أنه "أخطأ" في معرفة المهم من الأهم. أستغفر الله العلي العظيم مما يقول وأتوب إليه. يا شيخ، فضل الله أقرب للفلسفة من الفقه، كما أنه أقرب لشمال لبنان من جنوبها فلا تحشره معنا في الدنيا إن كنا نحن نتهرب من الحشر معه يوم الحشر.
أما السيد حسن الحسيني والذي يفترض أنه حفيدا للزهراء ، فقد تلاعب بالألفاظ كيفما شاء فبدأ بقراءة الرواية من كتاب بحار الأنوار ومن ثم كتاب مستدرك الوسائل ، وبعد ذلك عرض كتاب سليم بن قيس الهلالي وقرأ الرواية وإدعى باطلا أنها الأصل لجميع الروايات الذاكرة لضلع الزهراء عليها السلام. وتناسى أن هناك من الغيورين على جدته الزهراء يتابعون البرنامج، وفطنوا أن الحسيني قرأ الرواية من البحار والمستدرك على عجل مهملا المصادر وأسهب في قرائتها من كتاب سليم بن قيس.
وهذا الخطأ المقصود من الحسيني أثار شكوكي في سبب تغافله ذكر "العنعنة" في الكتابين الأولين ودفعني للبحث المطول العميق عن سبب تجاهله هذه العنعنة إلى أن وجدت هذه الرواية والتي أنقلها من كتاب "حوار مع فضل الله حول الزهراء عليها السلام" للسيد هاشم الهاشمي والذي بدوره ينقلها عن كتابي دلائل الإمامة ص 134 وبحار الأنوار ج 43 ص 160:
" وروى الطبري في كتابه عن محمد بن هارون بن موسى التلعكبري ، عن أبيه ، عن محمد بن همام بن سهيل ، عن أحمد بن محمد بن البرقي ، عن أحمد بن محمد الأشعري القمي ، عن عبد الرحمن بن أبي نجران ، عن عبد الله بن سنان ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد صلى الله عليه وآله قال : ( . . . وكان سبب وفاتها أن قنفذا مولى الرجل لكزها بنعل السيف بأمره وأسقطت محسنا ومرضت من ذلك مرضا شديدا ) "
وهي رواية صحيحة أكدها جمع من العلماء، وقد رفض فضل الله هذه الرواية معترضا على محمد بن سنان إلا أنه نقل الرواية عن البحار حيث ذكر العلامة المجلسي رضوان الله تعالى عليه ابن سنان إختصارا ونسبها جهلا أو تجاهلا إلى محمد بن سنان، في حين لم يراجع أصل هذه الرواية المأخوذ كتاب دلائل الإمامة حيث ذكر صراحة عبدالله بن سنان. ويعلق السيد هاشم الهاشمي على رأي فضل الله في ذلك بالتخبط وعدم التدقيق وعدم الرجوع للمصادر الأصلية.
ونذكر الحسيني ونلفت إنتباهه إن كان فعلا من "محبي الآل" إلى هذه المصادر السنية التي ذكرت حادثة كسر الضلع والضرب بالسوط وإسقاط المحسن لعله يزورك في رمضان القادم معترفا بخطأه:
1- إبن حجر - لسان الميزان - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 268 )
2- الذهبي - ميزان الإعتدال - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 139 )
3- الذهبي - سير أعلام النبلاء - الجزء : ( 15 ) - رقم الصفحة : ( 578 )
4- الشهرستاني - الملل والنحل - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 57 )
5- اليعقوبي - تاريخ اليعقوبي - الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 126 )
6- الشيخ محمد فاضل المسعودي - الأسرار الفاطمية - رقم الصفحة : ( 123 )
7- صلاح الدين الصفدي - الوافي بالوفيات - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 57 )
8- الصفدي - الوافي للوفيات - الجزء : ( 6 ) - رقم الصفحة : ( 15 )
9- الطبري - الرياض النظرة - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 241 ) - نشر دار الكتب العلمية - بيروت.
10- إبن أبي الحديد - شرح نهج البلاغة - الجزء : ( 6 ) - رقم الصفحة : ( 49 )
11- علي الخليلي - أبوبكر بن أبي قحافة - رقم الصفحة : ( 317 )
12- الكنجي الشافعي - كفاية الطالب - رقم الصفحة : ( 411 ) - طبعة الحيدرية ، النجف الأشرف
13- محمد بن علي بن شهر آشوب - مناقب آل أبي طالب - الجزء : ( 3 ) - رقم الصفحة : ( 358 )
14- إبن قتيبة الدينوري - المعارف - رقم الصفحة : ( 93 ).
أما في بقية الإشكالات التي ذكرها الحسيني والمتعلقة بأول آل البيت لحوقا بالنبي هي فاطمة وليست المحسن وأين شجاعة الإمام علي عليه السلام. فإني ( وبمقامي الجاهل ) أترك الرد على هذه الإشكالات لمن هم أجهل مني فأبناء الخمس سنوات يمكنهم القول بأن المحسن لم يولد بعد حتى يتوفى وأبناء العشرة سنوات بإمكانهم التيقن بأن أمير المؤمنين عليه السلام حفظ وصية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
يا شيخ، حادثة كسر الضلع ليست أسطورة ولا فلكلور، فالاستهزاء بمعتقدات الآخرين ليس من آداب الحوار العقلي العلمي. يا شيخ، هكذا مواضيع يجب أن لا تنقل إلى عامة الناس، بل كان بإمكانك محاورة أيا من العلماء تجنبا لإثارة مشاعر الآخرين. يا شيخ، لا أنتظر منك أن تنشر رسالتي فلست من هواة اللعب بنار الطائفية ولا من هواة الجدال العقيم. ولكني أنتظر منك إعتذارا لمولاتي الزهراء عليها السلام لجعلك من قضيتها مادة إعلامية هدفها لفت الانتباه، أو على أقل تقدير، إعتذارا مصغرا لأمير البلاد لإثارتك الطائفية في نهار رمضان. وتذكر أن ليس كل سيد سيدا، كما أن نصف الشيوخ، شيوخ "دامة".
ملاحظة: هذا المقال أرسل إلى رئيس تحرير جريدة الراي لإرسالها للشيخ محمد العوضي
والحمد لله
____________________
المقال مكرر في قسم العقائد
هنا
المحرر
م12
أفضل الاعمال الصلاة على محمد وال محمد
بيني وبينكم يا العوضي والحسيني وفضل الله
بقلم حسين حيدر:
لم تترك لي مجالا يا شيخ محمد العوضي لأدافع عن مبادئي الداعية إلى وحدة الصف الإسلامي ونبذ الفرقة والطائفية إلا ومسحت بها "سابع أرض" وضربت بها "أربع طوف". فإن كنت أتجنب الإثارة الطائفية وأدعوا إلى وأد الطائفية في مهدها، فأنت يا شيخ و(بيني وبينك) كبرتها وهي صغيرة. ولعلك يا شيخ في لعن يزيد تدس سم الحسيني بالعسل وتهوى الصيد في ماء فضل الله العكر.
يا شيخ ، وقبل أن أبدأ بإعتراضي على حلقتي برنامجك ( بيني وبينكم ) في يومي 14 و 15 رمضان 1430 هـ أود أن أذكرك أن من خصصت لها هاتين الحلقتين هي من قال بها خير البرية صلى الله عليه وآله وسلم ( فاطمة سيدة نساء أهل الجنة ) بأسانيد في البخاري وأحمد والترمذي والنسائي وإبن حيان وناهيك عن مصادر الإمامية.
يا شيخ ، ليتك إستشهدت بمن هو منا وفينا ، بل إستشهدت بمن قال فيه السيد السيستاني حفظه الله بأنه خارج عن المذهب الإثنى عشري وقال فيه الميرزا جواد التبريزي قدس الله سره أنه ضال مضل ، فيما دعاه السيد محمد الشيرازي قدس الله سره للمباهلة بخصوص موضوع مظلومية الزهراء. كيف لا وهو القائل بأن آدم عليه السلام عصى ربه كما عصاه إبليس والعياذ بالله. كيف لا وهو القائل أنه لم يكن بيت آدم طاهراً ونظيفاً من الناحية الجنسية أستغفر الله مما يقول. نعم يا شيخ، فمن إستشهدتم به إتهم سيدنا إبراهيم عليه السلام بالسذاجة وأنه يعيش في وهم كبير. واتهم سيدنا يوسف بالانجذاب غريزيا لإمرأة العزيز. ورمى سيدنا يونس عليه السلام بالفشل. ولم يكفيه ذلك، بل أساء الأدب حتى مع النبي صلى الله عليه وآله عندما ذكر أنه "أخطأ" في معرفة المهم من الأهم. أستغفر الله العلي العظيم مما يقول وأتوب إليه. يا شيخ، فضل الله أقرب للفلسفة من الفقه، كما أنه أقرب لشمال لبنان من جنوبها فلا تحشره معنا في الدنيا إن كنا نحن نتهرب من الحشر معه يوم الحشر.
أما السيد حسن الحسيني والذي يفترض أنه حفيدا للزهراء ، فقد تلاعب بالألفاظ كيفما شاء فبدأ بقراءة الرواية من كتاب بحار الأنوار ومن ثم كتاب مستدرك الوسائل ، وبعد ذلك عرض كتاب سليم بن قيس الهلالي وقرأ الرواية وإدعى باطلا أنها الأصل لجميع الروايات الذاكرة لضلع الزهراء عليها السلام. وتناسى أن هناك من الغيورين على جدته الزهراء يتابعون البرنامج، وفطنوا أن الحسيني قرأ الرواية من البحار والمستدرك على عجل مهملا المصادر وأسهب في قرائتها من كتاب سليم بن قيس.
وهذا الخطأ المقصود من الحسيني أثار شكوكي في سبب تغافله ذكر "العنعنة" في الكتابين الأولين ودفعني للبحث المطول العميق عن سبب تجاهله هذه العنعنة إلى أن وجدت هذه الرواية والتي أنقلها من كتاب "حوار مع فضل الله حول الزهراء عليها السلام" للسيد هاشم الهاشمي والذي بدوره ينقلها عن كتابي دلائل الإمامة ص 134 وبحار الأنوار ج 43 ص 160:
" وروى الطبري في كتابه عن محمد بن هارون بن موسى التلعكبري ، عن أبيه ، عن محمد بن همام بن سهيل ، عن أحمد بن محمد بن البرقي ، عن أحمد بن محمد الأشعري القمي ، عن عبد الرحمن بن أبي نجران ، عن عبد الله بن سنان ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد صلى الله عليه وآله قال : ( . . . وكان سبب وفاتها أن قنفذا مولى الرجل لكزها بنعل السيف بأمره وأسقطت محسنا ومرضت من ذلك مرضا شديدا ) "
وهي رواية صحيحة أكدها جمع من العلماء، وقد رفض فضل الله هذه الرواية معترضا على محمد بن سنان إلا أنه نقل الرواية عن البحار حيث ذكر العلامة المجلسي رضوان الله تعالى عليه ابن سنان إختصارا ونسبها جهلا أو تجاهلا إلى محمد بن سنان، في حين لم يراجع أصل هذه الرواية المأخوذ كتاب دلائل الإمامة حيث ذكر صراحة عبدالله بن سنان. ويعلق السيد هاشم الهاشمي على رأي فضل الله في ذلك بالتخبط وعدم التدقيق وعدم الرجوع للمصادر الأصلية.
ونذكر الحسيني ونلفت إنتباهه إن كان فعلا من "محبي الآل" إلى هذه المصادر السنية التي ذكرت حادثة كسر الضلع والضرب بالسوط وإسقاط المحسن لعله يزورك في رمضان القادم معترفا بخطأه:
1- إبن حجر - لسان الميزان - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 268 )
2- الذهبي - ميزان الإعتدال - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 139 )
3- الذهبي - سير أعلام النبلاء - الجزء : ( 15 ) - رقم الصفحة : ( 578 )
4- الشهرستاني - الملل والنحل - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 57 )
5- اليعقوبي - تاريخ اليعقوبي - الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 126 )
6- الشيخ محمد فاضل المسعودي - الأسرار الفاطمية - رقم الصفحة : ( 123 )
7- صلاح الدين الصفدي - الوافي بالوفيات - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 57 )
8- الصفدي - الوافي للوفيات - الجزء : ( 6 ) - رقم الصفحة : ( 15 )
9- الطبري - الرياض النظرة - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 241 ) - نشر دار الكتب العلمية - بيروت.
10- إبن أبي الحديد - شرح نهج البلاغة - الجزء : ( 6 ) - رقم الصفحة : ( 49 )
11- علي الخليلي - أبوبكر بن أبي قحافة - رقم الصفحة : ( 317 )
12- الكنجي الشافعي - كفاية الطالب - رقم الصفحة : ( 411 ) - طبعة الحيدرية ، النجف الأشرف
13- محمد بن علي بن شهر آشوب - مناقب آل أبي طالب - الجزء : ( 3 ) - رقم الصفحة : ( 358 )
14- إبن قتيبة الدينوري - المعارف - رقم الصفحة : ( 93 ).
أما في بقية الإشكالات التي ذكرها الحسيني والمتعلقة بأول آل البيت لحوقا بالنبي هي فاطمة وليست المحسن وأين شجاعة الإمام علي عليه السلام. فإني ( وبمقامي الجاهل ) أترك الرد على هذه الإشكالات لمن هم أجهل مني فأبناء الخمس سنوات يمكنهم القول بأن المحسن لم يولد بعد حتى يتوفى وأبناء العشرة سنوات بإمكانهم التيقن بأن أمير المؤمنين عليه السلام حفظ وصية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
يا شيخ، حادثة كسر الضلع ليست أسطورة ولا فلكلور، فالاستهزاء بمعتقدات الآخرين ليس من آداب الحوار العقلي العلمي. يا شيخ، هكذا مواضيع يجب أن لا تنقل إلى عامة الناس، بل كان بإمكانك محاورة أيا من العلماء تجنبا لإثارة مشاعر الآخرين. يا شيخ، لا أنتظر منك أن تنشر رسالتي فلست من هواة اللعب بنار الطائفية ولا من هواة الجدال العقيم. ولكني أنتظر منك إعتذارا لمولاتي الزهراء عليها السلام لجعلك من قضيتها مادة إعلامية هدفها لفت الانتباه، أو على أقل تقدير، إعتذارا مصغرا لأمير البلاد لإثارتك الطائفية في نهار رمضان. وتذكر أن ليس كل سيد سيدا، كما أن نصف الشيوخ، شيوخ "دامة".
ملاحظة: هذا المقال أرسل إلى رئيس تحرير جريدة الراي لإرسالها للشيخ محمد العوضي
والحمد لله
____________________
المقال مكرر في قسم العقائد
هنا
المحرر
م12