السائل : عبر البريد
السؤال :
1. يقول الإخباريون ان الأصوليين أخطأوا وخربوا الدين لأنهم جعلوا مصادر التشريع واستنباط الحكم الشرعي إلى أربعة : القرآن والسنة والعقل والإجماع ؟ بدل المصدرين الأساسيين القران والسنة ؟ كما جاء في الروايات؟
2. لماذا جعل الأصوليون العقل من المصادر لاستنباط الحكم في حين إننا نرى إن القواعد العقلية لا تكاد محل اتفاق بين العقلاء أنفسهم ونرى إن العقلاء تختلف آراؤهم في قضية واحدة فكيف نثق بحكم العقل ونترك الروايات التي تنص على التمسك بالعترة والكتاب فقط؟
3. ما هو الإجماع الذي يكون حجة ويأخذ به الفقيه في الاعتماد عليه في فتواه؟
الجواب :
1. الدليل على حجية ودليلية القرآن هي الروايات والأخبار الواردة عن المعصومين عليهم السلام، فانها ترجع الناس الى القرآن الكريم في موارد كثيرة، بل بعض الروايات تعلم الناس كيفية الاستدلال بالقرآن الكريم كما في اقل الحمل، حيث استدل الامام عليه السلام على انه ستة اشهر بقوله تعالى: {وحمله وفصاله ثلاثين شهراً} بضميمة قوله تعالى {والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين} : 30-24 = 6
وكما في قصة عبد الاعلى مولى آل سام قال له الإمام عليه السلام : هذا واشباهه يعرف من كتاب الله، قال الله تعالى : {ما جعل عليكم في الدين من حرج}
وكما في المسح على الرأس حيث سئل الإمام الصادق عليه السلام لماذا لا يجب المسع على جميع الرأس ؟ فقال : (لمكان الباء)، أي قوله تعالى {وامسحوا برؤوسكم} فان الباء تدل على مطلق الملاصقة ولو كان المراد الاستيعاب لقال : وامسحوا رؤوسكم.
وهكذا الروايات الدالة على ارجاع الخبرين المتعارضين الى ظاهر الكتاب، فيؤخذ بالموافق ويطرح المخالف، بل ورد (ما خالف قول ربنا لم نقله) وورد طرح ما لم يكن عليه شاهداً من القرآن وغير ذلك، فاذا كان الأئمة عليهم السلام يرجعون الفقهاء والرواة الى القرآن الكريم فكيف لا يكون من ادلة الاحكام الشرعية ؟
2. وردت روايات كثيرة ان اول ما خلق الله العقل، فقال له ادبر فادبر وقال له اقبل فاقبل، ثم قال : بك اثيب وبك اعاقب.
وورد ان العقل حجة باطنة كما ان القرآن والمعصومين (ع) حجة ظاهرة.
ثم ان الاخباري القائل بعدم ثبوت الاحكام الشرعية بالدليل العقلي انما يستدل على مقصوده بالدليل العقلي ولو بضميمة الروايات، فكيف لا يكون العقل حجة؟
وعن النبي (ص) : زينة الرجل عقله.
وقال : استرشدوا العقل ترشدوا، ولا تعصوه فتندموا.
وقال الصادق (ع) : دعامة الانسان العقل، ومن العقل الفطنة والفهم والحفظ والعلم، فاذا كان تأييد عقله من النور كان عالماً حافظاً زكياً فطناً فهماً، وبالعقل يكمل، وهو دليله ومبصره ومفتاح أمره.
نعم ورد في بعض الروايات أن (دين الله لا يصاب بالعقول)، والمقصود ان علل أغلب الأحكام الشرعية وحِكَمُها لا تُنالُ بعقولنا الناقصة المبتنية على الظن والخرص والتخمين، وانما تدرك ببيان من الشراع المقدس، وليس معناه ان العقل القطعي سواء كان ضرورياً ام نظرياً ليس حجة، وكيف يعقل ذلك وقد عرفنا الله تعالى ووحّدناه وآمنّا برسلة وباليوم الآخر بواسطة الدليل النظري العقلي ؟!
3. الاجماع انما يكون حجة اذا كان كاشفاً عن قول المعصوم عليه السلام، او فعله او تقريره، فلا بدّ ان يكون هناك اتفاق تعبّدي بين جميع الفقهاء دون وجود دليل آخر من كتاب او سنة يمكن الاستدلال به على هذا الحكم، فان الاجماع في هذه الحالة يكشف عن امضاء المعصوم وموافقته، وإلا فالاجماع المدركي او محتمل المدركية ليس حجة.
السؤال :
1. يقول الإخباريون ان الأصوليين أخطأوا وخربوا الدين لأنهم جعلوا مصادر التشريع واستنباط الحكم الشرعي إلى أربعة : القرآن والسنة والعقل والإجماع ؟ بدل المصدرين الأساسيين القران والسنة ؟ كما جاء في الروايات؟
2. لماذا جعل الأصوليون العقل من المصادر لاستنباط الحكم في حين إننا نرى إن القواعد العقلية لا تكاد محل اتفاق بين العقلاء أنفسهم ونرى إن العقلاء تختلف آراؤهم في قضية واحدة فكيف نثق بحكم العقل ونترك الروايات التي تنص على التمسك بالعترة والكتاب فقط؟
3. ما هو الإجماع الذي يكون حجة ويأخذ به الفقيه في الاعتماد عليه في فتواه؟
الجواب :
1. الدليل على حجية ودليلية القرآن هي الروايات والأخبار الواردة عن المعصومين عليهم السلام، فانها ترجع الناس الى القرآن الكريم في موارد كثيرة، بل بعض الروايات تعلم الناس كيفية الاستدلال بالقرآن الكريم كما في اقل الحمل، حيث استدل الامام عليه السلام على انه ستة اشهر بقوله تعالى: {وحمله وفصاله ثلاثين شهراً} بضميمة قوله تعالى {والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين} : 30-24 = 6
وكما في قصة عبد الاعلى مولى آل سام قال له الإمام عليه السلام : هذا واشباهه يعرف من كتاب الله، قال الله تعالى : {ما جعل عليكم في الدين من حرج}
وكما في المسح على الرأس حيث سئل الإمام الصادق عليه السلام لماذا لا يجب المسع على جميع الرأس ؟ فقال : (لمكان الباء)، أي قوله تعالى {وامسحوا برؤوسكم} فان الباء تدل على مطلق الملاصقة ولو كان المراد الاستيعاب لقال : وامسحوا رؤوسكم.
وهكذا الروايات الدالة على ارجاع الخبرين المتعارضين الى ظاهر الكتاب، فيؤخذ بالموافق ويطرح المخالف، بل ورد (ما خالف قول ربنا لم نقله) وورد طرح ما لم يكن عليه شاهداً من القرآن وغير ذلك، فاذا كان الأئمة عليهم السلام يرجعون الفقهاء والرواة الى القرآن الكريم فكيف لا يكون من ادلة الاحكام الشرعية ؟
2. وردت روايات كثيرة ان اول ما خلق الله العقل، فقال له ادبر فادبر وقال له اقبل فاقبل، ثم قال : بك اثيب وبك اعاقب.
وورد ان العقل حجة باطنة كما ان القرآن والمعصومين (ع) حجة ظاهرة.
ثم ان الاخباري القائل بعدم ثبوت الاحكام الشرعية بالدليل العقلي انما يستدل على مقصوده بالدليل العقلي ولو بضميمة الروايات، فكيف لا يكون العقل حجة؟
وعن النبي (ص) : زينة الرجل عقله.
وقال : استرشدوا العقل ترشدوا، ولا تعصوه فتندموا.
وقال الصادق (ع) : دعامة الانسان العقل، ومن العقل الفطنة والفهم والحفظ والعلم، فاذا كان تأييد عقله من النور كان عالماً حافظاً زكياً فطناً فهماً، وبالعقل يكمل، وهو دليله ومبصره ومفتاح أمره.
نعم ورد في بعض الروايات أن (دين الله لا يصاب بالعقول)، والمقصود ان علل أغلب الأحكام الشرعية وحِكَمُها لا تُنالُ بعقولنا الناقصة المبتنية على الظن والخرص والتخمين، وانما تدرك ببيان من الشراع المقدس، وليس معناه ان العقل القطعي سواء كان ضرورياً ام نظرياً ليس حجة، وكيف يعقل ذلك وقد عرفنا الله تعالى ووحّدناه وآمنّا برسلة وباليوم الآخر بواسطة الدليل النظري العقلي ؟!
3. الاجماع انما يكون حجة اذا كان كاشفاً عن قول المعصوم عليه السلام، او فعله او تقريره، فلا بدّ ان يكون هناك اتفاق تعبّدي بين جميع الفقهاء دون وجود دليل آخر من كتاب او سنة يمكن الاستدلال به على هذا الحكم، فان الاجماع في هذه الحالة يكشف عن امضاء المعصوم وموافقته، وإلا فالاجماع المدركي او محتمل المدركية ليس حجة.