عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: أتدرون ما المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وزكاه, ويأتي قد شتم هذا وسب هذا وقذف هذا واكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا, فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فان فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه اخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار. صدق رسول الله صلى الله عليه وآله
شرح الحديث
أن الغاية المنشودة من العبادات في الإسلام هو أن تزكى النفس الإنسانية وتوثق صله الإنسان بخالقه وبالناس . فبالصلاة ينتهي المسلم عن الفحشاء والمنكر, وبالزكاة تترعرع الألفة بين القلوب وينمو الإحسان بين الناس في الدنيا, وبالصوم يتمرس الإنسان على الصبر وسائر خصال التقوى والبر, وبالحج تتم سائر الفضائل الدينية التي تغرسها مناسكه في قلب المسلم.
وهكذا تثمر العبادات في الإسلام ثمرتها وتؤتى أكلها إذا صدقت بها نية صاحبها وارتوت منها أحاسيسه, أما إذا أداها كمجرد عاده يقوم بها وأفعال جامدة لا روح فيها فلا وزن لها ولا ثمره ترجى من ورائها.
وما اكثر ما نرى من يحرصون على العبادات ويظهرون بالمداومة عليها ثم يفعلون ما يتنافى مع روح العبادات ويقترفون ما لا يرضاه الدين.
أن أمثال هؤلاء قد أدوا العبادات بصوره هشه وكانوا كمن يحمل الكثير من المال وعليه أضعافه من الديون فان حل وقت الأداء وجدها قليلة الجدوى أكثرها مزيف ولا يغنى فتيلا. أن الحديث يصور لنا حقيقة المفلس, وانه يكون معدوم النفع بين الناس قليل الخير , كثير الشر في الدنيا.كما انه في الآخرة هالك خاسر لا رصيد له من الخير, حيث تؤخذ من حسناته لغرمائه فإذا ما انتهت حسناته ولم تف ما عليه من حقوق اخذ من سيئاتهم فوضعت عليه ثم ألقي في النار فتتم خسارته. أما ما حسبه الناس من أن المفلس هو من لا مال له فليس حقيقيا فان من لا مال له أو قل ماله قد يحصل على اليسار فينقطع إفلاسه أما من لا رصيد له من الدين فهو خاسر في الدنيا والآخرة وذلك هو الخسران المبين.
وهكذا يتضح لنا كيف تؤدى الأخلاق السيئة بصاحبها إلى الهلاك مهما كثرت العبادات والعكس صحيح فان قليلا من العبادات الصحيحة الكاملة مع حسن الخلق تكفل النجاة لصاحبها.
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات
سبحان الله العظيم وبحمده
نسألكم الدعاء
شرح الحديث
أن الغاية المنشودة من العبادات في الإسلام هو أن تزكى النفس الإنسانية وتوثق صله الإنسان بخالقه وبالناس . فبالصلاة ينتهي المسلم عن الفحشاء والمنكر, وبالزكاة تترعرع الألفة بين القلوب وينمو الإحسان بين الناس في الدنيا, وبالصوم يتمرس الإنسان على الصبر وسائر خصال التقوى والبر, وبالحج تتم سائر الفضائل الدينية التي تغرسها مناسكه في قلب المسلم.
وهكذا تثمر العبادات في الإسلام ثمرتها وتؤتى أكلها إذا صدقت بها نية صاحبها وارتوت منها أحاسيسه, أما إذا أداها كمجرد عاده يقوم بها وأفعال جامدة لا روح فيها فلا وزن لها ولا ثمره ترجى من ورائها.
وما اكثر ما نرى من يحرصون على العبادات ويظهرون بالمداومة عليها ثم يفعلون ما يتنافى مع روح العبادات ويقترفون ما لا يرضاه الدين.
أن أمثال هؤلاء قد أدوا العبادات بصوره هشه وكانوا كمن يحمل الكثير من المال وعليه أضعافه من الديون فان حل وقت الأداء وجدها قليلة الجدوى أكثرها مزيف ولا يغنى فتيلا. أن الحديث يصور لنا حقيقة المفلس, وانه يكون معدوم النفع بين الناس قليل الخير , كثير الشر في الدنيا.كما انه في الآخرة هالك خاسر لا رصيد له من الخير, حيث تؤخذ من حسناته لغرمائه فإذا ما انتهت حسناته ولم تف ما عليه من حقوق اخذ من سيئاتهم فوضعت عليه ثم ألقي في النار فتتم خسارته. أما ما حسبه الناس من أن المفلس هو من لا مال له فليس حقيقيا فان من لا مال له أو قل ماله قد يحصل على اليسار فينقطع إفلاسه أما من لا رصيد له من الدين فهو خاسر في الدنيا والآخرة وذلك هو الخسران المبين.
وهكذا يتضح لنا كيف تؤدى الأخلاق السيئة بصاحبها إلى الهلاك مهما كثرت العبادات والعكس صحيح فان قليلا من العبادات الصحيحة الكاملة مع حسن الخلق تكفل النجاة لصاحبها.
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات
سبحان الله العظيم وبحمده
نسألكم الدعاء