إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

أم البنين إيثار يتجلى عبر القرون

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أم البنين إيثار يتجلى عبر القرون

    أم البنين إيثار يتجلى عبر القرون

    كثيرا مايحدثنا التأريخ وذكره لنا المؤرخون ، من أصحاب السير عن النساء المؤمنات ، وخصوصا الفاطميات والزينبيات ، اللواتي طالما انحنى التأريخ لهن إجلالا وإكباراً وإحتراماً لعظمة شخصياتهن ، وذلك بما يتصفن به من صفات قد شرفت التأريخ الإسلامي ، ممن إندرجن تحت لواء الإيثار والإباء والتضحية والفداء ، بعد ان ابتلاهن الله سبحانه وتعالى ابتلاءاً حسنا ، حتى اصبحن قدوة للأجيال القادمة عبر العصور .
    إذ لم يكن هذا الإبتلاء الإلهي المقدس لتلك النسوة المؤمنات إلا لوجود الإستعداد الكامل والمهيأ لتحمل المسؤولية اتجاه تكليفهن الشرعي الذي يتطلب الذود عن حياض بيضة الإسلام والمسلمين ، فكن كما ارادهن الله سبحانه وتعالى ، ضمن الصفوة المؤمنة الصابرة الممتحنة المجاهدة في سبيل إعلاء كلمة الحق والحفاظ على ديمومة الرسالة المحمدية الأصيلة .
    فمن تلك النسوة التي شهد لها التأريخ والإنسانية بمواقفها التي ملأت آفاق الأرض بآثارها العظيمة وإيثارها العظيم ، وانثنى أمام عظمتها اصحاب السير والتأريخ ، واثنوا عليها بالثناء الجميل والفضل الجزيل .
    هي سيدتنا ( فاطمة بنت حزام الكلابية ، أم البنين رضوان الله تعالى عليها التي شاء الله تعالى ذكره أن يجعلها حرثاً يعانق سماء الإمامة ، ليسطر في صفحات هذا التأريخ أسمى وأعظم صور الإيثار والتضحية ، وليعطي للأجيال دروساً وعبراً في الإخلاص والولاء والصبر والوفاء ، وهنا يتجلى نسبها الشريف ، وحسبها الرفيع في قول مولانا أمير المؤمنين علي (عليه السلام) حين أشار على أخيه عقيلا ( أريد امرأة قد ولدتها الفحول ) ، فكانت كما أرادها عليا (عليه السلام) قبساً من نور سيدتها فاطمة الزهراء (عليها السلام) ، لتحتضن الإمامة وتذود عنها حفاظاً عليها من شرور ذلك المجتمع الجاهل الظلوم ، حيث وجود ريحانتي رسول الله محمد العظيم (صلى الله عليه وآله وسلم) الحسن والحسين (عليهما السلام) ، وهما لايزالا في مقتبل العمر وهكذا شاء الله أن تصبح زوجة لأمير المؤمنين (عليه السلام) والراعية للإمامة المقدسة ، لتقتبس منها آثار النبوة ودلائل الإمامة في هذا البيت العلوي الطاهر .
    ومع مرور الأيام والليالي تتكامل تلك الشخصية التي أعجزت التأريخ أن يأتي بمثيلاتها ، بعد الزهراء وزينبها ( عليهن السلام) .
    وبذلك نجد أن أم البنين ( عليها السلام) كانت ولا تزال تتميز بخصائص قد انفردت بها دون نساء أمير المؤمنين (عليه السلام) ، ولعل من أعظم خصائصها أن تكون في بيت أهل العصمة تشارك الزهراء (عليها السلام) الأمومة ، فكانت حقاً أما لأهل بيت نبي الرحمة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) حيث تجلى إيثارها منذ أول لحظة وجودها حينما دخل عليها علي (عليه السلام) مخاطباً إياها : يافاطمة ، فأجابته وهي مطرقة برأسها الى الأرض ( سيدي يا أمير المؤمنين ، لاتخاطبني بإسمي خوفا واحتراماً للحسنين أن يتذكرا أمهما فيتأذيا ولكن نادني بأم البنين ) وهذه أول مآثرها في إيثارها ووفائها للزهراء (عليها السلام) وشخصها العظيم ، فكانت تحتضن الإمامة وجل همها رعايتها وعنايتها وحرصها الدؤب عليها .
    لعل هناك الكثير من المواقف العظيمة التي لازمتها وهي في دار مولانا علي (عليه السلام) إلا أن التأريخ والمؤرخون لم يتعرضوا لذكرها ، ولكن بعد إستشهاد أمير المؤمنين (عليه السلام) و المصائب التي جرت على آل محمد ( صلوات الله عليهم ) هي نفسها جرت على ام البنين ، فكانت نعم الأم الصابرة الممتحنة المؤمنة التي آلت على نفسها إلا ان تكون لها الأسوة الحسنة في الزهراء (عليها السلام) ورضاها عنها ، ولعل من أشهر مواقفها التأريخية التي انحنى لها التأريخ هي ما أوصت به أبنائها الأربعة ( العباس وعبد الله وجعفر وعون ) في نصرة سيدهم وأخيهم الإمام الحسين (عليه السلام) وان يبذلوا مهجهم دونه ، أوصتهم بذلك لتجعل منهم قرباناً لنصرة الحق وأهله .
    واما موقفها الذي يعتبر من اعظم مواقفها التأريخية واجلها احتراما ، عندما دخل ناعي الحسين (عليه السلام) المدينة ، هرعت ام البنين لملاقاته والوقوف على اخباره ، وعندما وقع نظر الناعي عليها وهو ( بشر بن حلذم ) اخبرها بإستشهاد ابنائها الاربعة ، فأرتعدت فرائصها وهي تصرخ في وجهه ( ويحك اني لم اسئلك عن ابنائي ، ولكن اخبرني عن ولدي الحسين )، فأخبرها بإستشهاده ، عندها سقطت الى الارض مغشيا عليها ، لعظيم مصابها الجلل بإستشهاد الإمام الحسين (عليه السلام) ، ثم نادت : ولدي ياحسين ، سيدي يا حسين ، لعن الله أمة قتلتك ، ولعن الله أمة ظلمتك وسفكت دمائك . فلم تتردد عن قول الحق وهي غير خائفة او وجلة من سلطان جائر او عدو قاهر ، ولم تكن تبالي للخطر المحدق من حولها وهي تلعن يزيد واتباعه على الرغم من كبر سنها وعظيم مصابها وفراق فلذة كبدها ولما ايقنت ان لا ناصر لها ، اتخذت منهجا وسلوكا كمنهج وسلوك سيدتها الزهراء ( عليها السلام ) لتتخذ من وادي البقيع مسكنا لها ، تنعى فيه الحسين (عليه السلام) ، فقد كانت ام البنين (عليها السلام) تخط على بقعة من الارض وتبني عليها اربعة قبور مصفوفة وتفرد قبراً آخر كتبت عليه هذا قبر ولدي وقرة عيني الحسين ( عليه السلام) ، غايتها كشف مظلومية الحق والتنديد بقتلته المجرمين من آل امية واعوانهم الخونة ، الامر الذي جعل من عدوها عبد الملك المرواني ، ان يبكي لبكائها وينحب لنحيبها .
    هكذا كان جهاد هذه المرأة العظيمة التي جعلت من الظالم ان يبكي على المظلوم فيحق للتأريخ ان يركع أمام هذا الصرح العظيم ، وان ينصفها ويخلد آثارها وإيثارها ويحق للمؤمنات الفاطميات الزينبيات ان تكن لهن الاسوة الحسنة بهذه المرأة العظيمة ، وان ينتهجن سبيلها الذي يملأه الإيمان الراسخ واليقين الثابت ، استعداداً لنصرة غريب آل محمد ( صلوات الله عليهم ) مولانا مهدي الأمم ( عليه السلام) في مواجهة السفيانيين والدجالين من النساء والرجال ، وان يتصدين لكل ما يعترض ويعيق مسيرة الإمام المهدي (عليه السلام) لإرساء سفينة السلام والإسلام على سواحل العدل الإلهي المقدس .

  • #2
    السلام على المؤمنة الصابرة
    مأجورين

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    x

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

    صورة التسجيل تحديث الصورة

    اقرأ في منتديات يا حسين

    تقليص

    المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
    أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 09:44 PM
    استجابة 1
    10 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة ibrahim aly awaly
    بواسطة ibrahim aly awaly
     
    أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 07:21 AM
    ردود 2
    12 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة ibrahim aly awaly
    بواسطة ibrahim aly awaly
     
    يعمل...
    X