لمن ينكرون حق من كانت ضربته في الخندق افضل من عبادة الثقلين في الخلافة فهذه سلسلة من المواضيع يتمثل كل منها بحديث هداكم الله الىسواء السبيل:
كانت الرسالة في بدئها ، وبدا التأسيس والتشييد لأركانها وبناء أعمدتها ، فأمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وآله بإنذار ودعوة الأقارب من عشيرته والتماس العون فيهم ، للقيام بنشرها والصدع بها بين الناس ، ولهذا فلما نزل قوله تعالى : ( وأنذرعشيرتك الأقربين ) جمع النبي صلى الله عليه وآله إليه أعيان أهله من قريش ، أولئك الذين كانت لهم الصولة والكلمة بين الناس في مجتمع العرب يومئذ ، وفيهم أعمامه حمزة والعباس وأبو طالب . فلما اجتمعوا عنده ، واستطعموا مما صنعه لهم ،خاطبهم فقال لهم في حديث طويل : يا بني عبد المطلب ، إني والله ما أعلم شابا في العرب جاء قومه بأفضل مما جئتكم به ، جئتكم بخير الدنيا والآخرة ، وقد أمرني الله أن أدعوكم إليه ، فأيكم يؤازرني على أمري هذا ، على أن يكون أخي ووصييوخليفتي فيكم ؟ فأحجم القوم عنها غير علي ، وكان أصغرهم سنا ، إذ قام وقال : أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه (المشهور من الروايات ان عليا قام ثلاث مرات يعلن مؤازرته للنبي يقول له اجلس فلما كانت الثالثة اعلن له الخلافة والاخوة والارث وخاطب القوم قائلا:ان هذا اخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعو له واطيعو ولو لم يكن عليا اهلا لما خلفه الرسول ) . فأخذ رسول الله برقبته ، وقال : إن هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم ، فاسمعوا له وأطيعوا . فقام القوم يضحكون ، ويقولون لأبي طالب : قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع ! (مسند أحمد 1 : 111 ، ص 159 بسند معتبر ثقة عن ثقة وأيضا في ص 331 عن ابن عباس ، مستدرك الحاكم 3 : 132 ، كنز العمال 6 : 392 / 6008 و 396 / 6045 و 397 / 6056 ،الخصائص ص 6 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 3 : 255 ، تاريخ الطبري 2 : 217 ، تاريخ ابن الأثير 2 : 22 ، تاريخ أبي الفداء 1 : 116 السيرة الحلبية1 : 381 ، تاريخ دمشق 1 : 103 ) وهكذا بدأ تشييد أركان الرسالة ، بتعيين خليفة رسول الله الأكرم ، ولا غرو ، إذ في وجوده ضمان استمرارية الرسالة . إن استحقاق الخلافة بعد النبي صلى الله عليه وآله يتحقق بالمؤازرة والمعونة للنبي الأكرم في أمر الدين ونشر دعوته ، وهذا صريح في قوله صلى الله عليه وآله لبني عبد المطلب : " فأيكم يؤازرني على أمري هذا ، على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم ؟ ! " . ومن الأمور التي يجب الانتباه إليها هي أن عرض النبي صلى الله عليه وآله الخلافة على بني عبد المطلب باشتراط العون والمؤازرة ، ليس هو أمرا جاء على هوى النبي الأكرم ، إنما هو أمر إلهي بلا ريب ، لأنه من الواضح أن قبول مؤازرة النبي صلى الله عليه وآله في أمر الدين والدعوة إليه هو في الواقع قبول لهذا الدين وتحصيل للإيمان بالله تعالى وبرسوله صلى الله عليه وآله . ولهذا كان ثمن الخلافة في الواقع هو هذا الإيمان المبكر بدين الله ، ولهذا نسب الله تعالى الولاية لرسوله معرفا إياه بصفة الرسالة المتضمنة للإيمان بالله ، فلما أراد نسبتها إلى خليفة الرسول نسبها إليه معرفا إياه بعلة الاستحقاق وهي الإيمان ، ولهذا قال : ( والذين آمنوا ) ، وهو تعريف لهم بهذا الإيمان المبكر . ولهذا كان علي ولي كل مؤمن بعد النبي صلى الله عليه وآله . لقبوله العرض الذي كان ثمنه الإيمان في حقيقة الأمر . . وهكذا أولو الأمر . فهل تحقق هذا الإيمان في علي عليه السلام ، عندما قبل مؤازرة النبي صلى الله عليه وآله في أمره الذي بعث به ؟ ! بالتأكيد أن الإيمان كان قد اتخذ شكله في قلب علي عندما نهض معلنا مؤازرته لنبي الله الكريم . ولقد اطمأن النبي صلى الله عليه وآله لصدق علي ويقينه وإيمانه بهذا الدين يومئذ ، فأعلن خلافته في الحين ، وخاطب كبار القوم بالسمع والطاعة له باعتباره خليفته ووليه من بعده . ولهذا جاءت الإشارة إليه في الآية بعد الرسول صلى الله عليه وآله بعبارة : ( والذين آمنوا ) ، أي في ذلك الوقت الذي كان على قد قبل الإيمان فيه وقبل مؤازرة النبي الكريم فنال الخلافة . إن إيمان علي في ذلك الوقت ينضح به قلبه في خطابه للنبيالكريم بقوله : " أنا أعينك عليه يا نبي الله " . فانظر وتدبر في قوله " يا نبي الله " تراه قد أثبت في هذه العبارة النبوة لمحمد صلى الله عليه وآله ، وأقر له بكونه من جانب الله تعالى ، بإضافة كلمة " نبي " إلى لفظ الجلالة " الله " سبحانه وتعالى ،وعمره يومئذ عشر سنوات ! وهذا يدل بوضوح على كمال إيمانه ورجاحة عقله رغم صغر سنه . ونحن نعلم أن قلة العمر أو زيادته ليست معيارا لتحديد كمال العقل والإيمان . ودونك القرآن يصرح بذلك ، إذ أوتي يحيى عليه السلام الحكم وهو صبي ، وجعل الله تعالى عيسى نبيا وهو رضيع ، فهل كانا لا يعرفان ما الإيمان بالله في ذلك العمر ؟ ! إذا ، فلا ريب يخالج النفس في إيمان علي عليه السلام ورجاحة عقله يوم عين خليفة على المسلمين في بدء الرسالة ، لعدم كذب النبي صلى الله عليه وآله في قوله : " هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم " . فهذه من الحوادث التي عادة ما يمر عليها الناس مرور الكرام ، دون أن تخشع لها قلوبهم وتشهد بخلافة علي عليه السلام ، رغم وضوحها وصراحتها .
خلافة علي عليه السلام في حديث الدار والإنذار
كانت الرسالة في بدئها ، وبدا التأسيس والتشييد لأركانها وبناء أعمدتها ، فأمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وآله بإنذار ودعوة الأقارب من عشيرته والتماس العون فيهم ، للقيام بنشرها والصدع بها بين الناس ، ولهذا فلما نزل قوله تعالى : ( وأنذرعشيرتك الأقربين ) جمع النبي صلى الله عليه وآله إليه أعيان أهله من قريش ، أولئك الذين كانت لهم الصولة والكلمة بين الناس في مجتمع العرب يومئذ ، وفيهم أعمامه حمزة والعباس وأبو طالب . فلما اجتمعوا عنده ، واستطعموا مما صنعه لهم ،خاطبهم فقال لهم في حديث طويل : يا بني عبد المطلب ، إني والله ما أعلم شابا في العرب جاء قومه بأفضل مما جئتكم به ، جئتكم بخير الدنيا والآخرة ، وقد أمرني الله أن أدعوكم إليه ، فأيكم يؤازرني على أمري هذا ، على أن يكون أخي ووصييوخليفتي فيكم ؟ فأحجم القوم عنها غير علي ، وكان أصغرهم سنا ، إذ قام وقال : أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه (المشهور من الروايات ان عليا قام ثلاث مرات يعلن مؤازرته للنبي يقول له اجلس فلما كانت الثالثة اعلن له الخلافة والاخوة والارث وخاطب القوم قائلا:ان هذا اخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعو له واطيعو ولو لم يكن عليا اهلا لما خلفه الرسول ) . فأخذ رسول الله برقبته ، وقال : إن هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم ، فاسمعوا له وأطيعوا . فقام القوم يضحكون ، ويقولون لأبي طالب : قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع ! (مسند أحمد 1 : 111 ، ص 159 بسند معتبر ثقة عن ثقة وأيضا في ص 331 عن ابن عباس ، مستدرك الحاكم 3 : 132 ، كنز العمال 6 : 392 / 6008 و 396 / 6045 و 397 / 6056 ،الخصائص ص 6 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 3 : 255 ، تاريخ الطبري 2 : 217 ، تاريخ ابن الأثير 2 : 22 ، تاريخ أبي الفداء 1 : 116 السيرة الحلبية1 : 381 ، تاريخ دمشق 1 : 103 ) وهكذا بدأ تشييد أركان الرسالة ، بتعيين خليفة رسول الله الأكرم ، ولا غرو ، إذ في وجوده ضمان استمرارية الرسالة . إن استحقاق الخلافة بعد النبي صلى الله عليه وآله يتحقق بالمؤازرة والمعونة للنبي الأكرم في أمر الدين ونشر دعوته ، وهذا صريح في قوله صلى الله عليه وآله لبني عبد المطلب : " فأيكم يؤازرني على أمري هذا ، على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم ؟ ! " . ومن الأمور التي يجب الانتباه إليها هي أن عرض النبي صلى الله عليه وآله الخلافة على بني عبد المطلب باشتراط العون والمؤازرة ، ليس هو أمرا جاء على هوى النبي الأكرم ، إنما هو أمر إلهي بلا ريب ، لأنه من الواضح أن قبول مؤازرة النبي صلى الله عليه وآله في أمر الدين والدعوة إليه هو في الواقع قبول لهذا الدين وتحصيل للإيمان بالله تعالى وبرسوله صلى الله عليه وآله . ولهذا كان ثمن الخلافة في الواقع هو هذا الإيمان المبكر بدين الله ، ولهذا نسب الله تعالى الولاية لرسوله معرفا إياه بصفة الرسالة المتضمنة للإيمان بالله ، فلما أراد نسبتها إلى خليفة الرسول نسبها إليه معرفا إياه بعلة الاستحقاق وهي الإيمان ، ولهذا قال : ( والذين آمنوا ) ، وهو تعريف لهم بهذا الإيمان المبكر . ولهذا كان علي ولي كل مؤمن بعد النبي صلى الله عليه وآله . لقبوله العرض الذي كان ثمنه الإيمان في حقيقة الأمر . . وهكذا أولو الأمر . فهل تحقق هذا الإيمان في علي عليه السلام ، عندما قبل مؤازرة النبي صلى الله عليه وآله في أمره الذي بعث به ؟ ! بالتأكيد أن الإيمان كان قد اتخذ شكله في قلب علي عندما نهض معلنا مؤازرته لنبي الله الكريم . ولقد اطمأن النبي صلى الله عليه وآله لصدق علي ويقينه وإيمانه بهذا الدين يومئذ ، فأعلن خلافته في الحين ، وخاطب كبار القوم بالسمع والطاعة له باعتباره خليفته ووليه من بعده . ولهذا جاءت الإشارة إليه في الآية بعد الرسول صلى الله عليه وآله بعبارة : ( والذين آمنوا ) ، أي في ذلك الوقت الذي كان على قد قبل الإيمان فيه وقبل مؤازرة النبي الكريم فنال الخلافة . إن إيمان علي في ذلك الوقت ينضح به قلبه في خطابه للنبيالكريم بقوله : " أنا أعينك عليه يا نبي الله " . فانظر وتدبر في قوله " يا نبي الله " تراه قد أثبت في هذه العبارة النبوة لمحمد صلى الله عليه وآله ، وأقر له بكونه من جانب الله تعالى ، بإضافة كلمة " نبي " إلى لفظ الجلالة " الله " سبحانه وتعالى ،وعمره يومئذ عشر سنوات ! وهذا يدل بوضوح على كمال إيمانه ورجاحة عقله رغم صغر سنه . ونحن نعلم أن قلة العمر أو زيادته ليست معيارا لتحديد كمال العقل والإيمان . ودونك القرآن يصرح بذلك ، إذ أوتي يحيى عليه السلام الحكم وهو صبي ، وجعل الله تعالى عيسى نبيا وهو رضيع ، فهل كانا لا يعرفان ما الإيمان بالله في ذلك العمر ؟ ! إذا ، فلا ريب يخالج النفس في إيمان علي عليه السلام ورجاحة عقله يوم عين خليفة على المسلمين في بدء الرسالة ، لعدم كذب النبي صلى الله عليه وآله في قوله : " هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم " . فهذه من الحوادث التي عادة ما يمر عليها الناس مرور الكرام ، دون أن تخشع لها قلوبهم وتشهد بخلافة علي عليه السلام ، رغم وضوحها وصراحتها .
تعليق