( 8 )
الملائكة) بعد الرسول الاكرم (ص)، ثابت ومسلّم في نظر الاحاديث الشيعية والسنيةّ، ولا ينكره أحد. ( 1 )
وبناءً على ذلك، فان مصحف فاطمة (عليها السلام) ليس قرآناً، فقرآن الشيعة نفس القرآن الموجود عند الآخرين وهو الموجود حالياً في أيدي المسلمين والذي يتلوه الجميع، ويقيمون المسابقات في حفظه وتلاوته وتفسيره كما في ايران وغيرها من الدول الاسلامية، فليس للشيعة الاّ هذا القرآن، وهو الذي يستند العلماء والمحققون عليه في كتاباتهم وخطاباتهم ويستندون الى آياته. ولا نجد اختلافاً في نقل آياته ابداً، فلو كان للشيعة قرآن آخر غير هذا، لسمعنا هم يتلونه في محافلهم، ويستندون الى آياته في أبحاثهم وتفاسيرهم، والحال أن شيئاً من ذلك لم يُسمع ولم يُشاهد منهم.
وعليه، فإن اولئك الذين يدّعون بأن للشيعة قرآناً آخر غير هذا القرآن
____________
1 ـ صحيح البخاري، ج5، ص72، كتاب فضائل أصحاب النبي (ص) باب مناقب عمر بن الخطاب، ج208، دار القلم، بيروت.
--------------------------------------------------------------------------------
( 9 )
الموجود بين أيدي المسلمين، لا يريدون الاّ إثارة الفتن والاختلافات بين المسلمين.
4 ـ إن الشيعة الامامية، ترى بأن آيات القرآن الكريم تدلّ دلالة واضحة على مذهب التشيع، وقد أوضحت هذه الدلالة في كتب التفسير والحديث والكلام الشيعية، وحمل هذه الآيات على غير هذا المعنى الظاهر، نوع من التحريف (التحريف المعنوي) الذي لابد ان يُجتنب جداً.
«الحديث»
تعتبر السنّة الشريفة أحد مصادر التشريع عند الشيعة الى جنب القرآن الكريم، وهي عندهم بمعنى قول أو فعل أو تقرير (امضاء) المعصوم، والحديث انما يحكي عن السنّة اذا كان بضوابط ومعايير معينة وموجودة في علم الرجال والرّواية.
وعلى هذا الاساس، فان الحديث انما يكون معتبراً عندهم فيما اذا كان جميع رواته من الثقاة، وامّا الحديث المرسل، أو كان أحد رواته ضعيفاً أو
--------------------------------------------------------------------------------
( 10 )
مجهولاً، فغير معتبر عندهم.
وعليه فالاحاديث الواردة بسند صحيح عن النبي الاكرم (ص)، هي الحجة، وكذا الاحاديث الواردة عن ائمة الشيعة المعصومين (عليهم السلام)، لان الشيعة الامامية تعتقد وبالاستناد الى أدلة قاطعة ذكرت في كتبهم الكلامية بعصمة الأئمة الاثنى عشر، وأن كلامهم هو سنّة رسول الله (ص).
وللشيعة عشرات الكتب الرجالية، كتبت لاهتمامهم بأمر سند الاحاديث ومعرفة الرواة.
وعلى هذا، فان ما نُسب للشيعة من عدم اهتمامهم بسند الاحاديث، واعتمادهم على الاحاديث المرسلة، لا يعدو كونه افتراءاً محظاً، نعم توجد بعض الاحاديث المرسلة والضعيفة السند في مصادرهم الحديثية كما يوجد ذلك في كتب حديث أهل السنة، وذكر حديث في كتاب لا يعني اعتبار ذلك الحديث، الاّ اذا ورد من الخارج دليل على أن صاحب الكتاب لم يذكر في كتابه الحديث الضعيف.
«الصحابة»
--------------------------------------------------------------------------------
( 11 )
ان الشيعة الامامية تكرّم الصحابة وتمجدهم وتثني عليهم، استناداً الى الكتاب والسنّة، والصحابة عندهم هم أولئك الذين آمنوا بالنبي (ص)، ولم يبخلوا بأموالهم وانفسهم عنه، والذين آثروا وجاهدون وثبتوا على الصراط المستقيم الى آخر حياتهم ولم ينحرفوا، وهذا المعنى وان تحقق في جمع غفير من الصحابة، الاّ أن الصحابة لم يكونوا باجمعهم كذلك، فقد عدَّ القرآن المجيد بعض الصحابة متخلفين عن الجهاد ( 1 ) أو فاسقين ( 2 ) أو كاذبين ( 3 ) كما أنه ورد في بعض منابع الحديث السنيّة وفي صحاحهم أن بعض الصحابة ارتدوا بعد النبي (ص) ( 4 ) أو أنهم احدثوا ( 5 ) في الدين، أو بدلوا فيه، ( 6 ) ولذا
____________
1 ـ سورة التوبة، الاية 39.
2 ـ سورة الحجرات / 6، سورة السجدة / 18، الاستيعاب ج4، ص1554 ـ 1553، نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع ـ مصر ـ القاهرة.
3 ـ سورة النور / 13.
4 ـ صحيح البخاري ج4، ص142، باب الحوض، ط، دار المعرفة بيروت.
5 ـ صحيح البخاري ج4، ص141.
6 ـ الموطا، ح1، ص28 ط، دار احياء التراث العربي.
--------------------------------------------------------------------------------
( 12 )
فانهم يطردون عن الحوض يوم القيامة.
وقد ذكرنا في كتب الرجال أسماء بعض الصحابة الذين كانوا قد ارتكبوا المعاصي والذنوب مراراً، وقد اُجري الحد عليهم ( 1 )، وقد فصل هذا الامر في كراسٍ سيطبع وينشر انشاء الله، كما أن كتباً ألفت في هذا المجال. ( 2 )
وما ينبغي الاشارة اليه هنا هو أن الشيعة وطبقاً للأدلة القاطعة ( 3 ) يعتقدون بأن علياً (ع) منصوب من قبل الله عز وجل خليفة لرسول الله (ص)، ويعتقدون بان إمامة الخلفاء الذين جاءوا قبل علي (ع) ليست مشروعة.
وترى الشيعة بأن اعتقاد أهل السنة المبني على عدالة كل الصحابة لا يستند الى الأصول وانه بعيد عن مفاهيم القرآن والسنّة، وأن هذا
____________
1 ـ الاستيعاب، ج4، ص1530 ط، نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع. أسد الغابة ج5، ص352، دار الشعب.
2 ـ ومن جملتها كتاب (ثم اهتديت) القيّم وكتاب «نظرية عدالة الصحابة».
3 ـ كآية الولاية، وآية اولي الأمر، وحديث الغدير، وحديث الثقلين، وحديث المنزلة وادلة كثيرة أخرى لا يسعها هذا المختصر.
--------------------------------------------------------------------------------
( 13 )
الاسلوب في عدم اعمال التحقيق الرجالي في مورد الصحابة وعدم البحث في وثاقتهم أو عدم وثاقتهم ـ كما هو المعمول به عندهم ـ غير صحيح.
«التوحيد»
يعتقد الشيعة الامامية بالتوحيد على أساس حكم العقل والكتاب والسنة القطعية، وينزّهون الله تعالى عن كل محدودية وحاجة، ويعتقدون بأن صفات الكمال كالعلم والقدرة والحياة هي عين الذات المقدّسة، وأن كل موجودات العالم مخلوقة ومحتاجة للذات المنزهة، وليس لها تأثير في الكون بنحو الاستقلال، وان تأثير كلّ مؤثّر انّما يكون بأذن ومشية الله عز وجل، وان الله عز وجل هو الذي يستحق العبادة دون غيره، كما يعتقدون أنّ الذي يملك ضر ونفع الانسان هو الله عز وجل، والاعتقاد بأن ذلك بغير الله، شرك ويعتبر عبادة لغير الله وهي محرّمة.
ولما كانت الادلة القطعية تدلّ على أن الانبياء والائمة المعصومين
--------------------------------------------------------------------------------
( 14 )
وأولياء الله يعيشون بعد رحلتهم عن هذا العالم، حياة برزخية هي أكمل من الحياة المادية، وأن لهم منزلة وجاهاً عند الله تعالى، لذلك فالشيعة يعتقدون بجواز التوسل بهم في قضاء الحوائج وطلب الشفاعة. ( 1 )
وعليه، فان من ينسبون الشرك الى الشيعة أو غيرهم من المسلمين لقولهم بجواز التوسل بالائمة (عليهم السلام) والنبي (ص) بهذا المعنى، لم يدركوا معنى الشرك بشكل دقيق، اذ لا فرق بالتوسل بغير الله، وطلب العون والشفاعة منه، بين أن يكون ميّتاً أو حياً ما دام ذلك لا يعني القول باستقلال في التاثير، فان الانسان لو اعتقد الاصالة والاستقلال بالتأثير لشخص حي فهو مشرك، ولو طلب العون من الارواح، التي لها حياة، ولكن لا بعنوان أنها مستقلة بذاتها، فلا يكون مشركاً، ولا يكون ذلك منافياً للتوحيد.
كما أنه لا مانع في النذر، أو التضحية والذبح، أن يذكر اسم النبي (ص) أو الوليّ بأن ينذر لله تعالى ويهدي ثواب النذر الى روح
____________
1 ـ سورة المائدة / 35.
--------------------------------------------------------------------------------
( 15 )
النبي (ص) أو الامام (ع) أو الولي، وأن يذبح الحيوان ويهدي ثواب اطعام لحمه لهم.
ويعتقد الشيعة، بان الائمة الاثني عشر (عليهم السلام) معصومون كالنبي الاكرم محمد (ص) طبقاً للأدلة القطعية ( 1 )، وان الله عز وجل قد أعطاهم العلم والقدرة كما وهب ذلك لنبيه (ص)، ولذا فهم قادرون على التصرف بعالم الطبيعة، وهذا مقام كرمّهم الله به وتفضّل به عليهم.
وكما انه عز وجل اختارهم للامامة، فكذلك هو الذي أعطاهم تلك المقامات والمواهب الالهية. وسنبحث ذلك بشكل أوسع في مبحث علم الغيب.
«علم الغيب»
1 ـ تعتقد الشيعة الامامية بأن الله عز وجل وحده يعلم الغيب والشهادة، ولا
____________
كآية أولي الأمر وآية التطهير وحديث الثقلين، وللوقوف على دلالتها لابد من مراجعة كتب العقائد الشيعيّة.
--------------------------------------------------------------------------------
يتبع.....................
الملائكة) بعد الرسول الاكرم (ص)، ثابت ومسلّم في نظر الاحاديث الشيعية والسنيةّ، ولا ينكره أحد. ( 1 )
وبناءً على ذلك، فان مصحف فاطمة (عليها السلام) ليس قرآناً، فقرآن الشيعة نفس القرآن الموجود عند الآخرين وهو الموجود حالياً في أيدي المسلمين والذي يتلوه الجميع، ويقيمون المسابقات في حفظه وتلاوته وتفسيره كما في ايران وغيرها من الدول الاسلامية، فليس للشيعة الاّ هذا القرآن، وهو الذي يستند العلماء والمحققون عليه في كتاباتهم وخطاباتهم ويستندون الى آياته. ولا نجد اختلافاً في نقل آياته ابداً، فلو كان للشيعة قرآن آخر غير هذا، لسمعنا هم يتلونه في محافلهم، ويستندون الى آياته في أبحاثهم وتفاسيرهم، والحال أن شيئاً من ذلك لم يُسمع ولم يُشاهد منهم.
وعليه، فإن اولئك الذين يدّعون بأن للشيعة قرآناً آخر غير هذا القرآن
____________
1 ـ صحيح البخاري، ج5، ص72، كتاب فضائل أصحاب النبي (ص) باب مناقب عمر بن الخطاب، ج208، دار القلم، بيروت.
--------------------------------------------------------------------------------
( 9 )
الموجود بين أيدي المسلمين، لا يريدون الاّ إثارة الفتن والاختلافات بين المسلمين.
4 ـ إن الشيعة الامامية، ترى بأن آيات القرآن الكريم تدلّ دلالة واضحة على مذهب التشيع، وقد أوضحت هذه الدلالة في كتب التفسير والحديث والكلام الشيعية، وحمل هذه الآيات على غير هذا المعنى الظاهر، نوع من التحريف (التحريف المعنوي) الذي لابد ان يُجتنب جداً.
«الحديث»
تعتبر السنّة الشريفة أحد مصادر التشريع عند الشيعة الى جنب القرآن الكريم، وهي عندهم بمعنى قول أو فعل أو تقرير (امضاء) المعصوم، والحديث انما يحكي عن السنّة اذا كان بضوابط ومعايير معينة وموجودة في علم الرجال والرّواية.
وعلى هذا الاساس، فان الحديث انما يكون معتبراً عندهم فيما اذا كان جميع رواته من الثقاة، وامّا الحديث المرسل، أو كان أحد رواته ضعيفاً أو
--------------------------------------------------------------------------------
( 10 )
مجهولاً، فغير معتبر عندهم.
وعليه فالاحاديث الواردة بسند صحيح عن النبي الاكرم (ص)، هي الحجة، وكذا الاحاديث الواردة عن ائمة الشيعة المعصومين (عليهم السلام)، لان الشيعة الامامية تعتقد وبالاستناد الى أدلة قاطعة ذكرت في كتبهم الكلامية بعصمة الأئمة الاثنى عشر، وأن كلامهم هو سنّة رسول الله (ص).
وللشيعة عشرات الكتب الرجالية، كتبت لاهتمامهم بأمر سند الاحاديث ومعرفة الرواة.
وعلى هذا، فان ما نُسب للشيعة من عدم اهتمامهم بسند الاحاديث، واعتمادهم على الاحاديث المرسلة، لا يعدو كونه افتراءاً محظاً، نعم توجد بعض الاحاديث المرسلة والضعيفة السند في مصادرهم الحديثية كما يوجد ذلك في كتب حديث أهل السنة، وذكر حديث في كتاب لا يعني اعتبار ذلك الحديث، الاّ اذا ورد من الخارج دليل على أن صاحب الكتاب لم يذكر في كتابه الحديث الضعيف.
«الصحابة»
--------------------------------------------------------------------------------
( 11 )
ان الشيعة الامامية تكرّم الصحابة وتمجدهم وتثني عليهم، استناداً الى الكتاب والسنّة، والصحابة عندهم هم أولئك الذين آمنوا بالنبي (ص)، ولم يبخلوا بأموالهم وانفسهم عنه، والذين آثروا وجاهدون وثبتوا على الصراط المستقيم الى آخر حياتهم ولم ينحرفوا، وهذا المعنى وان تحقق في جمع غفير من الصحابة، الاّ أن الصحابة لم يكونوا باجمعهم كذلك، فقد عدَّ القرآن المجيد بعض الصحابة متخلفين عن الجهاد ( 1 ) أو فاسقين ( 2 ) أو كاذبين ( 3 ) كما أنه ورد في بعض منابع الحديث السنيّة وفي صحاحهم أن بعض الصحابة ارتدوا بعد النبي (ص) ( 4 ) أو أنهم احدثوا ( 5 ) في الدين، أو بدلوا فيه، ( 6 ) ولذا
____________
1 ـ سورة التوبة، الاية 39.
2 ـ سورة الحجرات / 6، سورة السجدة / 18، الاستيعاب ج4، ص1554 ـ 1553، نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع ـ مصر ـ القاهرة.
3 ـ سورة النور / 13.
4 ـ صحيح البخاري ج4، ص142، باب الحوض، ط، دار المعرفة بيروت.
5 ـ صحيح البخاري ج4، ص141.
6 ـ الموطا، ح1، ص28 ط، دار احياء التراث العربي.
--------------------------------------------------------------------------------
( 12 )
فانهم يطردون عن الحوض يوم القيامة.
وقد ذكرنا في كتب الرجال أسماء بعض الصحابة الذين كانوا قد ارتكبوا المعاصي والذنوب مراراً، وقد اُجري الحد عليهم ( 1 )، وقد فصل هذا الامر في كراسٍ سيطبع وينشر انشاء الله، كما أن كتباً ألفت في هذا المجال. ( 2 )
وما ينبغي الاشارة اليه هنا هو أن الشيعة وطبقاً للأدلة القاطعة ( 3 ) يعتقدون بأن علياً (ع) منصوب من قبل الله عز وجل خليفة لرسول الله (ص)، ويعتقدون بان إمامة الخلفاء الذين جاءوا قبل علي (ع) ليست مشروعة.
وترى الشيعة بأن اعتقاد أهل السنة المبني على عدالة كل الصحابة لا يستند الى الأصول وانه بعيد عن مفاهيم القرآن والسنّة، وأن هذا
____________
1 ـ الاستيعاب، ج4، ص1530 ط، نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع. أسد الغابة ج5، ص352، دار الشعب.
2 ـ ومن جملتها كتاب (ثم اهتديت) القيّم وكتاب «نظرية عدالة الصحابة».
3 ـ كآية الولاية، وآية اولي الأمر، وحديث الغدير، وحديث الثقلين، وحديث المنزلة وادلة كثيرة أخرى لا يسعها هذا المختصر.
--------------------------------------------------------------------------------
( 13 )
الاسلوب في عدم اعمال التحقيق الرجالي في مورد الصحابة وعدم البحث في وثاقتهم أو عدم وثاقتهم ـ كما هو المعمول به عندهم ـ غير صحيح.
«التوحيد»
يعتقد الشيعة الامامية بالتوحيد على أساس حكم العقل والكتاب والسنة القطعية، وينزّهون الله تعالى عن كل محدودية وحاجة، ويعتقدون بأن صفات الكمال كالعلم والقدرة والحياة هي عين الذات المقدّسة، وأن كل موجودات العالم مخلوقة ومحتاجة للذات المنزهة، وليس لها تأثير في الكون بنحو الاستقلال، وان تأثير كلّ مؤثّر انّما يكون بأذن ومشية الله عز وجل، وان الله عز وجل هو الذي يستحق العبادة دون غيره، كما يعتقدون أنّ الذي يملك ضر ونفع الانسان هو الله عز وجل، والاعتقاد بأن ذلك بغير الله، شرك ويعتبر عبادة لغير الله وهي محرّمة.
ولما كانت الادلة القطعية تدلّ على أن الانبياء والائمة المعصومين
--------------------------------------------------------------------------------
( 14 )
وأولياء الله يعيشون بعد رحلتهم عن هذا العالم، حياة برزخية هي أكمل من الحياة المادية، وأن لهم منزلة وجاهاً عند الله تعالى، لذلك فالشيعة يعتقدون بجواز التوسل بهم في قضاء الحوائج وطلب الشفاعة. ( 1 )
وعليه، فان من ينسبون الشرك الى الشيعة أو غيرهم من المسلمين لقولهم بجواز التوسل بالائمة (عليهم السلام) والنبي (ص) بهذا المعنى، لم يدركوا معنى الشرك بشكل دقيق، اذ لا فرق بالتوسل بغير الله، وطلب العون والشفاعة منه، بين أن يكون ميّتاً أو حياً ما دام ذلك لا يعني القول باستقلال في التاثير، فان الانسان لو اعتقد الاصالة والاستقلال بالتأثير لشخص حي فهو مشرك، ولو طلب العون من الارواح، التي لها حياة، ولكن لا بعنوان أنها مستقلة بذاتها، فلا يكون مشركاً، ولا يكون ذلك منافياً للتوحيد.
كما أنه لا مانع في النذر، أو التضحية والذبح، أن يذكر اسم النبي (ص) أو الوليّ بأن ينذر لله تعالى ويهدي ثواب النذر الى روح
____________
1 ـ سورة المائدة / 35.
--------------------------------------------------------------------------------
( 15 )
النبي (ص) أو الامام (ع) أو الولي، وأن يذبح الحيوان ويهدي ثواب اطعام لحمه لهم.
ويعتقد الشيعة، بان الائمة الاثني عشر (عليهم السلام) معصومون كالنبي الاكرم محمد (ص) طبقاً للأدلة القطعية ( 1 )، وان الله عز وجل قد أعطاهم العلم والقدرة كما وهب ذلك لنبيه (ص)، ولذا فهم قادرون على التصرف بعالم الطبيعة، وهذا مقام كرمّهم الله به وتفضّل به عليهم.
وكما انه عز وجل اختارهم للامامة، فكذلك هو الذي أعطاهم تلك المقامات والمواهب الالهية. وسنبحث ذلك بشكل أوسع في مبحث علم الغيب.
«علم الغيب»
1 ـ تعتقد الشيعة الامامية بأن الله عز وجل وحده يعلم الغيب والشهادة، ولا
____________
كآية أولي الأمر وآية التطهير وحديث الثقلين، وللوقوف على دلالتها لابد من مراجعة كتب العقائد الشيعيّة.
--------------------------------------------------------------------------------
يتبع.....................
تعليق