علاوي ينضم إلى الائتلاف الشيعي : وأخيراً، انضم المتعوس إلى ائتلاف خائبي الرجاء !
************************************************** ************************************
ليس ثمة مناسبة ينطبق عليها المثل المصري القائل: " التم المتعوس على خايب الرجا " كمناسبة التحاق كتلة السيد إياد علاوي بالتحالف الذي يقوده السيد عمار الحكيم والمدعوم بقوة من نظام الحكم الطائفي الإيراني. فقد نقلت جريدة الحياة / عدد21 أيلول الجاري، خبرا بهذا المعنى. وأضاف كاتب هذا التقرير الإخباري أن عددا من النواب المنشقين على هذه الكتلة التي أصبحت شذر مذر، صرحوا بأن علاوي وجه ضربة قاصمة لما أسموه التيار اللبرالي والعلماني في العراق. وقال النائب عزة الشاهبندر والذي انسحب من هذه الكتلة باكرا ( لا اعتقد أن ائتلافاً بهذا الحجم يمكن أن يتشكل بجهد داخلي... إيران لعبت دوراً في تشكيله).أما العضو المنسحب الآخر من كتلة علاوي أسامة النجيفي فاعتبر ما حدث اندماجا للكتلة في الائتلاف الطائفي، وان علاوي سيخسر كثيرا من جمهوره.
النائبة صفية السهيل، وفي لمحة لا تخلو من نباهة ربة البيت الحريصة، قالت إن ما حدث هو التحاق لحزب علاوي " الوفاق " بالائتلاف لأن كتلة " العراقية" لم يبق منها شيء في الواقع. ونقلت الصحيفة عمن وصفته بـ" سياسي منشق من قائمة علاوي رفض أن يذكر اسمه " قوله أن علاوي "أخذ ضوءاً إيرانياً أخضر لرئاسة الحكومة المقبلة... وأن طهران غاضبة من المالكي وهي تعاقبه على مجموعة سياسات اتخذها ولم تكن متطابقة مع المصالح الإيرانية "، مع أن القيادة الإيرانية والتي، بالمناسبة ، لا تفتقر إلى الدهاء، تعرف جيدا أن موهبة أياد علاوي الوحيدة هي جشعه السياسي وطموحه للوصل إلى كرسي رئاسة الوزراء حتى لو اضطره ذلك لشرب لتر من الزرنيخ أو القفز من قمة حصاروست! وبغض النظر عما احتوته هذه التعليقات من واقعية أو مبالغة يمكن لنا أن نستشف من هذا الحدث
- إن ضخامة الحشد الذي أصبح ائتلاف السيد الحكيم يضمه، تدل بما لا يقبل الشك على ضخامة الخوف، بل والرعب الإيراني، من احتمال انهيار النظام السياسي الطائفي الذي داسته أقدام العراقيين في الانتخابات المحلية الأخيرة وأثخنته بالجراح رغم إنها لم تزهق روحه تماما، والذي مازال المالكي - حتى هذه اللحظة على الأقل – أقوى وأخطر المتمردين والمنشقين عليه، والمهددين له، رغم تردده وتلكؤه وافتقاده للخطوات العملية التي تكسو عظامه البارزة باللحم السياسي الحقيقي، وخصوصا في موضوع القطع مع الاحتلال ومعاهدته الأمنية الاستعمارية، و الخروج من قمقم العملية السياسية الاحتلالية إلى فضاء النظام الوطني الديموقراطي الذي يعمل على إنهاء الاحتلال سريعا، و يحرم الطائفية ويطلق عملية مصالحة اجتماعية وسياسية حقيقية تنهي عملية الانتحار الجماعي البطيء الذي يدفع الاحتلالُ الشعبَ العراقيَّ إليه.
تعليق