يقول الكاتب:
دلنا على نص الفتوى وناقلها؟؟!!!
واعطني تلك الفتاوى (المشابهة) لسماحته؟؟!!
أَوصَل الأمر بنا أن نكذب حتى على الأموات، ارضاءا للأحياء؟؟!!!
ولا عجب من ذلك، علماً بأن هذه الفتوی لم يكن لها وجود يوم كان حزب الدعوة في العراق، وإنما سمعناها بعد وفاة الإمام الحكيم بأكثر من خمسة عشر عاماً، ولا نستبعد أن يكون للتزوير نصيب في ذلك.
ولقد ابتلي الإمام الحكيم بتزوير خطه وهو في حياته، ويذكر نجله المرحوم السيد مهدي في مذكراته أن السيد يوسف الحلو قد زوّر رسالة ونسبها للسيد الحكيم رحمه الله وبعثها الی نوري السعيد لإطلاق سراح ابنه الشيوعي.
ومن الطريف ما يذكره أحد تلامذة السيد الشهيد حين يقول:
.( من حديث للشيخ إبراهيم الأنصاري في مجلس التأبين الذي أقامته جماعة العلماء في قم المقدسة ليلة الخميس 9 شعبان 1407= 8 نيسان 1987)
ولنستمع إلى رأي الإمام الحكيم رحمه الله في ذلك:
(انظر الفقه السياسي في الإسلام, محمد صالح جعفر الظالمي, ص 156)
ولا بأس أن نقتبس من الشيخ محمد رضا النعماني يسيرا, إذ يقول:
(انظر سنوات المحنة, ص 175)
والجميع يعرف جيدا كم هو تأثير حزب الدعوة الإسلامية في العراق.
كيف كان العراق قبل جيل الدعوة وكيف أصبح؟
وكما قيل (إن الفضل ما شهدت به الأعداء) فلنقرأ ما ذكره التقرير المركزي للمؤتمر القطري التاسع لحزب البعث في العراق الذي جاء فيه:
(انظر التقرير المركزي للمؤتمر القطري التاسع لحزب البعث العربي الاشتراكي في العراق, ص295 ـ 296)
ولقد أجاد السيد علي المؤمن حين قال:
(انظر سنوات الجمر, ص50)
أما جريدة (لواء الصدر) وهي جريدة المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق وكانت تصدر في طهران ففي عام 1403هجرية كانت تقول:
(انظر جريدة لواء الصدر بتاريخ 25 ربيع الثاني 1403هجرية)
وتأثير حزب الدعوة لم يقتصر على داخل العراق فقط, فان الصحوة الإسلامية التي نراها ونسمع بها اليوم في كثير من المناطق مدينة لحزب الدعوة الإسلامية الذي كان يحمل مشعل الشهيد الصدر.
فلنقرأ هذا الخبر:
يقول أحد علماء فلسطين:
(انظر من حديث للشيخ عبدالعزيز عودة إمام مسجد الشيخ عز الدين القسام في غزة بفلسطين في جريدة الجهاد, العدد 243 في 4 شوال 1408هجرية)
ولعل خير من يصور تلك الحالة التي سبقت حزب الدعوة الإسلامية والحالة التي تلت التأسيس هو آية الله العلامة السيد مرتضى العسكري الذي كان أحد ركنين مهمين في تأسيس حزب الدعوة, هو والشهيد الصدر, ويمتاز سيدنا العسكري عن غيره بأنه كان أكبر الأعضاء سنا وأكثرهم تجربة, دقيقا جدا في ملاحظاته ومتابعاته وتشخيص مواطن الخلل.
ولذلك نجد الشهيد الصدر عندما يتم الحديث معه في تشكيل الحزب يقول:
إذا دخل السيد العسكري فانه معه, وعندما حان وقت أداء القسم, طلب الشهيد بإلحاح أن يكون السيد العسكري هو أول من يؤدي القسم, فكان السيد العسكري يقول: في تلك الحالة تصورت إنني ارفع جبال العالم على رأسي, ثم حلف ومن بعده الشهيد الصدر ومن ثم السيد مهدي الحكيم.
(من حديث لآية الله العسكري في 15/10/1999)
فلنصغ إليه ماذا يقول:
(من حديث آية الله السيد العسكري في 15/12/89)
ثم ماذا حدث في العراق بعدما كانت الأمة غافلة سادرة لا تجد من يوقظها من رقدتها ويبعث فيها أمل الحياة في الإسلام, حتى قيض الله لهم الفئة المؤمنة من الدعاة الذين بعثوا فيهم الحياة من جديد.
و أكرر أسفي لما آلت إليه حالتنا, بعد 55 سنة من العمل الحزبي التغييري في العراق والذي كان الكثيرين شاهدين عليه, نرانا مضطرين إلى أن نعيد إلى الأذهان ما عمله حزب الدعوة الإسلامية. وتلك هي مأساتنا, بل هي مأساة التنافس على الحكم، ومأساة تاريخ حزب الدعوة الذي اقحم في هذه الترهات واللهاث على المناصب.
ولاننسى ان من اهم فتاوى الامام الحكيم قدس سره جوابا على استفتاء حول الانضمام لحزب لاتعرف قيادته باعتبار انها سرية !
اذا كانت القيادة سرية فلا يمكن الانقياد اليها ،لانها اذا كانت ذكية يخاف منها ،واذا لم تكن ذكية فيخاف عليها
وهناك فتاوى مشابهة لسماحته قدس سره
اذا كانت القيادة سرية فلا يمكن الانقياد اليها ،لانها اذا كانت ذكية يخاف منها ،واذا لم تكن ذكية فيخاف عليها
وهناك فتاوى مشابهة لسماحته قدس سره
واعطني تلك الفتاوى (المشابهة) لسماحته؟؟!!
أَوصَل الأمر بنا أن نكذب حتى على الأموات، ارضاءا للأحياء؟؟!!!
ولا عجب من ذلك، علماً بأن هذه الفتوی لم يكن لها وجود يوم كان حزب الدعوة في العراق، وإنما سمعناها بعد وفاة الإمام الحكيم بأكثر من خمسة عشر عاماً، ولا نستبعد أن يكون للتزوير نصيب في ذلك.
ولقد ابتلي الإمام الحكيم بتزوير خطه وهو في حياته، ويذكر نجله المرحوم السيد مهدي في مذكراته أن السيد يوسف الحلو قد زوّر رسالة ونسبها للسيد الحكيم رحمه الله وبعثها الی نوري السعيد لإطلاق سراح ابنه الشيوعي.
ومن الطريف ما يذكره أحد تلامذة السيد الشهيد حين يقول:
إن السيد الشهيد نقل لي إن احد الأشخاص قال لأستاذي الخوئي أن السيد محمد باقر الصدر أسس حزبا إسلاميا فأجابه السيد الخوئي: لو أسس السيد محمد باقر الصدر حزبا فاني أول من أسجل اسمي فيه
ولنستمع إلى رأي الإمام الحكيم رحمه الله في ذلك:
بسم الله الرحمن الرحيم, ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة. والدعوة إلى الإسلام ليس لها طريقة خاصة, فكلما يراه المبلغ أجدى وانفع يلزمه العمل به.
ولا بأس أن نقتبس من الشيخ محمد رضا النعماني يسيرا, إذ يقول:
...و حتى تأسيس حزب الدعوة الإسلامية الذي جعله البعض حربة لطعنه ـ يقصد الشهيد الصدر ـ أو تشويه سمعته بين أبناء الأمة, ما كان إلا من أجل حماية كيان الإسلام والأمة الإسلامية.
ومن الغريب أن البعض كان يسمح لأبنائه بالانتماء إلى حزب البعث الصليبي ـ لقد كان هذا البعض ينتسبون إلى أحزاب تعادي الإسلام, فلقد كان فيهم الشيوعي والقومي كما كان فيهم من يتعاون مع حزب البعث ـ ويحارب السيد الشهيد لتأسيسه حزب الدعوة الإسلامية.
كان البعض ينتقد العلماء أثناء فترة الاحتلال الانجليزي للعراق فيقول: إنهم حرموا على أبنائنا دخول المدارس الانجليزية في العراق ولم يفتحوا لهم مدارس إسلامية.
واليوم أسس لهم العلماء حزبا إسلاميا ليحصنهم من الانتماء إلى حزب البعث أو الحزب الشيوعي ومن الإلحاد عموما فإذا بهم كالبنيان المرصوص ضده, ولو أنهم وقفوا عند حدود معقولة وناقشوا الأمر بروح موضوعية وتعقلوا مدى صحة هذا الأسلوب أو ذاك لكان أمرا سائغا ومنطقيا, أما أن يعتبروا ذلك انحرافا ويجعلوه حربة يحملونها بيد وتحملها السلطة باليد الأخرى فتسفك بها الدماء وتهتك بها الأعراض وتستحل بها الحرمات فهو أمر بمكان من الخطورة جعل قلب الشهيد يتفجر دما وروحه تفيض حزنا وألما
ومن الغريب أن البعض كان يسمح لأبنائه بالانتماء إلى حزب البعث الصليبي ـ لقد كان هذا البعض ينتسبون إلى أحزاب تعادي الإسلام, فلقد كان فيهم الشيوعي والقومي كما كان فيهم من يتعاون مع حزب البعث ـ ويحارب السيد الشهيد لتأسيسه حزب الدعوة الإسلامية.
كان البعض ينتقد العلماء أثناء فترة الاحتلال الانجليزي للعراق فيقول: إنهم حرموا على أبنائنا دخول المدارس الانجليزية في العراق ولم يفتحوا لهم مدارس إسلامية.
واليوم أسس لهم العلماء حزبا إسلاميا ليحصنهم من الانتماء إلى حزب البعث أو الحزب الشيوعي ومن الإلحاد عموما فإذا بهم كالبنيان المرصوص ضده, ولو أنهم وقفوا عند حدود معقولة وناقشوا الأمر بروح موضوعية وتعقلوا مدى صحة هذا الأسلوب أو ذاك لكان أمرا سائغا ومنطقيا, أما أن يعتبروا ذلك انحرافا ويجعلوه حربة يحملونها بيد وتحملها السلطة باليد الأخرى فتسفك بها الدماء وتهتك بها الأعراض وتستحل بها الحرمات فهو أمر بمكان من الخطورة جعل قلب الشهيد يتفجر دما وروحه تفيض حزنا وألما
والجميع يعرف جيدا كم هو تأثير حزب الدعوة الإسلامية في العراق.
كيف كان العراق قبل جيل الدعوة وكيف أصبح؟
وكما قيل (إن الفضل ما شهدت به الأعداء) فلنقرأ ما ذكره التقرير المركزي للمؤتمر القطري التاسع لحزب البعث في العراق الذي جاء فيه:
... لذلك بقيت في المجتمع الثوري نسبة معينة ولو كانت قلة من المواطنين ومن الشباب بوجه خاص خارج المسيرة الثورية فلم يعيشوا سخونة هذه المسيرة ولم يتأثروا بها بصورة مباشرة فوقفوا منها موقفا سلبيا, وقد ركزت الأحزاب الدينية السياسية وبخاصة حزب الدعوة على هذه الفئة واصطادتها في فخاخها ووعدت الشباب منهم بالمعارك الساخنة والتحديات الملحمية. ولا بد أن نشير إلى أن أخطاء قد ارتكبت في أساليب تنظيم الشباب والطلبة مما دفع قسما من هؤلاء إلى الوقوع في شرك حزب الدعوة والحركات الدينية السياسية الأخرى.. وعلينا أن نلاحظ إن نسبة من الشباب الطموح إذا لم يتمكن الحزب من استقطابها وتلبية مطامحها في إطار منزوع يمكن أن تبحث عن طموحات غير مشروعة ومنحرفة في أوساط القوى المعادية
ولقد أجاد السيد علي المؤمن حين قال:
أما حزب الدعوة الإسلامية فانه برغم الأوضاع الصعبة السائدة في العهد القاسمي, فقد ساهم في تعبئة الجماهير المؤمنة ضد المد الماركسي والتيارات الفكرية والسياسية الأخرى, وبذل جهدا كبيرا من أجل نشر الفكر الإسلامي وتحصين الأمة بالثقافة العقائدية من خلال مختلف النشاطات كإصدار الكتب والمجلات وإقامة الاحتفالات والندوات والدروس وغيرها من مظاهر التوعية الإسلامية, وذلك من خلال الواجهات الدينية المتعددة, التي توحي بأنها تعمل بشكل مستقل وفردي. كما عمل الدعاة في إطار برامج الحوزة والمرجعية الدينية وساندوها بمختلف الوسائل, فحين طرحت حكومة قاسم قانون الأحوال الشخصية والقرارات الأخرى المنافية للشريعة الإسلامية, بادر الدعاة للمساهمة في استنفار الجماهير لمؤازرة المرجعية وطالبوا بتطبيق القانون الإسلامي بدلا عن القانون المعلن
أما جريدة (لواء الصدر) وهي جريدة المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق وكانت تصدر في طهران ففي عام 1403هجرية كانت تقول:
وعاشت الجامعات العراقية أفضل أيامها الإسلامية خلال السنوات العشر الأخيرة, فقد توسعت دائرة النشاط الإسلامي بجهود الصفوة المثقفة من الدعاة إلى الله ونشطت ظاهرة الاستقطاب الشعبي الذي قادته الطليعة الرسالية المؤمنة بطريق ذات الشوكة والتفت حولها الجماهير باعتبارها القوة الأكثر تأثيرا وفاعلية على تحريك الساحة العراقية في الوسط الجامعي.. فصارت الجامعة مركزا لانطلاقة إسلامية متصاعدة, وكان النشاط واضحا جدا في جامعات بغداد والبصرة والموصل والسليمانية, مما أثار ثائرة السلطة الباغية وأشعرها بأن هناك موجة إسلامية عارمة ستكتسح الساحة إن لم تواجه بقوة وعنف
وتأثير حزب الدعوة لم يقتصر على داخل العراق فقط, فان الصحوة الإسلامية التي نراها ونسمع بها اليوم في كثير من المناطق مدينة لحزب الدعوة الإسلامية الذي كان يحمل مشعل الشهيد الصدر.
فلنقرأ هذا الخبر:
يقول أحد علماء فلسطين:
إن فكره ـ أي فكر الشهيد الصدر ـ أشعل الثورة في قلوبنا ونفوسنا وفجر الوعي في فكرنا وعقولنا في الوقت الذي كنا في جوع إلى الفكر الإسلامي, بل إن بعض التنظيمات الإسلامية جعلت من كتبه منهاجا لهم
ولعل خير من يصور تلك الحالة التي سبقت حزب الدعوة الإسلامية والحالة التي تلت التأسيس هو آية الله العلامة السيد مرتضى العسكري الذي كان أحد ركنين مهمين في تأسيس حزب الدعوة, هو والشهيد الصدر, ويمتاز سيدنا العسكري عن غيره بأنه كان أكبر الأعضاء سنا وأكثرهم تجربة, دقيقا جدا في ملاحظاته ومتابعاته وتشخيص مواطن الخلل.
ولذلك نجد الشهيد الصدر عندما يتم الحديث معه في تشكيل الحزب يقول:
إذا دخل السيد العسكري فانه معه, وعندما حان وقت أداء القسم, طلب الشهيد بإلحاح أن يكون السيد العسكري هو أول من يؤدي القسم, فكان السيد العسكري يقول: في تلك الحالة تصورت إنني ارفع جبال العالم على رأسي, ثم حلف ومن بعده الشهيد الصدر ومن ثم السيد مهدي الحكيم.
(من حديث لآية الله العسكري في 15/10/1999)
فلنصغ إليه ماذا يقول:
كان هناك انصراف عن التفكير في الحكم الإسلامي وهذا يعني انصرافا عن التفكير في إجراء قسم كبير من الأحكام الإسلامية, القصاص, الديات..
كنا ندرس شرح اللمعة, والطلبة عندما بلغوا باب إحياء الموات تركوا دراسة هذا الباب لأنه لا حاجة اليوم به, فلماذا نقرأه؟ هكذا كانت تتعطل الأحكام الإسلامية حكما بعد حكم ونحن لا نحس بذلك.
بعيد الحرب العالمية الثانية انتشرت الشيوعية في العراق وكذلك انتسبوا إلى القومية الناصرية أو البعثية.
ولم يكن أي صوت إسلامي, كنت قد كتبت كتابا سميته بـ(الأمراض الاجتماعية) قلت فيه إن هذا العملاق يعني المسلم خدر وهو يعيش في خدر لذيذ.
يقول الإمام الصادق سلام الله عليه: إن الوجع نعمة, سئل لماذا؟ قال: لان المرض موجود فإذا لم يكن الإنسان يحس بالوجع لا يداويه.
كان المرض موجودا ولكن لا شعور ولا إحساس ولا إدراك بوجود المرض.
الذي شاهدته أنا بنفسي كان احد أولاد العلماء شيوعيا, التقى بي مساء يوم من أيام شهر رمضان, فأخذت أعاتبه وألومه وانصحه: ماذا رأيت في الإسلام من نقص وقصور حتى تركت الإسلام وسجلت في الحزب الشيوعي؟
قال لي: أنا مسلم وأنا الآن صائم واصلي واعمل الأعمال التي بيني وبين الله ولكن البشر بحاجة إلى حكومة, والإسلام ليس فيه حكومة, وأنا بين اثنين إما أن اقبل الحكم الشيوعي أو الحكم الديمقراطي الرأسمالي, وأنا أرى أن الحكم الشيوعي أفضل.
بعد تأسيس الحركة الإسلامية (الدعوة) ذهبت إلى مسجد الكوفة أنا والشهيد الصدر ولا أذكر من كان معنا, وكان هناك (السيد...) معتكفا وتحدثت مع الشهيد الصدر في مفاتحته بالحكومة الإسلامية, فقال لي الشهيد الصدر: لا يمكن أن يفاتح هذا الإنسان بالحكومة الإسلامية.
قلت: أنا أفاتحه.
قال: لا تستطيع.
ذهبت إليه وقرأت له هذه الآية (ونريد أن نمنّ على الذين استضعفوا في الأرض...).
قال: هذه تفسيرها هو قيام الحجة.
فأخذت أناقشه وانه ألا يمكن أن يكون هذا الشئ يقام بجماعة من المسلمين يعملون في سبيل الله ويرثون الأرض؟
قال: نعم يمكن.
قلت له: إذن يمكن أن نقيم حكما إسلاميا بمفاد هذه الآية.
قال: نعم.
فالأمر كان إلى هذا الحد, لا نستطيع أن نفاتح الناس بهذا الشئ, هذا ما أدركته بنفسي, رأيت الوضع هكذا, أكثر ما كان المتدينون يطلبون من الحكومة أن تعمر العتبة المقدسة كربلاء, المنارة مثلا, أو الإضاءة. وأما العامة فإذا سمحوا لهم بأن يخرجوا موكب القامات, فالمتصرف متصرف جيد.
وتأسست الحركة (حزب الدعوة), إذا شاء الله أمرا هيأ أسبابه, هذه ليست من الحركة ولكن بتوفيق من الله سبحانه.
قبل هذه الحركة رأيت في الكاظمية مسجدا تسكنه الحيوانات السائبة. والمساجد لا يحضرها الا الشيبة وليس كل الشيبة.
لقد كان الجو ملائما للحركة (للدعوة) كان العدد قليلا, أولئك الذين يقررون شيئا واحدا, فينطلق العراق كله بهذا الصدد.
أذكر مرة أن أحد الإخوان من خارج القيادة, اقترح على القيادة أن نقرأ في القنوت (اللهم إنا نرغب إليك..) فأصغيت في بعض العتبات, رأيت جماعة من الناس يقرأون هذا, ولم يكن هؤلاء من الحركة, فلما كانت الحركة تتبناه كان كل المؤمنون المسلمون يتبنون, حتى بلغ إلى حد أن المجتمع يفكر في الحكم الإسلامي بشكل وبآخر ويعتبر شيئا مستساغا.
على كل تغير الواقع وأصبحت المجالس الحسينية, من كان منظما إلى الحركة أو غير منظم يتكلمون عن الأحكام الإسلامية وتنفيذها وانتشر الفكر الإسلامي بحيث أصبح شيئا مستساغا
كنا ندرس شرح اللمعة, والطلبة عندما بلغوا باب إحياء الموات تركوا دراسة هذا الباب لأنه لا حاجة اليوم به, فلماذا نقرأه؟ هكذا كانت تتعطل الأحكام الإسلامية حكما بعد حكم ونحن لا نحس بذلك.
بعيد الحرب العالمية الثانية انتشرت الشيوعية في العراق وكذلك انتسبوا إلى القومية الناصرية أو البعثية.
ولم يكن أي صوت إسلامي, كنت قد كتبت كتابا سميته بـ(الأمراض الاجتماعية) قلت فيه إن هذا العملاق يعني المسلم خدر وهو يعيش في خدر لذيذ.
يقول الإمام الصادق سلام الله عليه: إن الوجع نعمة, سئل لماذا؟ قال: لان المرض موجود فإذا لم يكن الإنسان يحس بالوجع لا يداويه.
كان المرض موجودا ولكن لا شعور ولا إحساس ولا إدراك بوجود المرض.
الذي شاهدته أنا بنفسي كان احد أولاد العلماء شيوعيا, التقى بي مساء يوم من أيام شهر رمضان, فأخذت أعاتبه وألومه وانصحه: ماذا رأيت في الإسلام من نقص وقصور حتى تركت الإسلام وسجلت في الحزب الشيوعي؟
قال لي: أنا مسلم وأنا الآن صائم واصلي واعمل الأعمال التي بيني وبين الله ولكن البشر بحاجة إلى حكومة, والإسلام ليس فيه حكومة, وأنا بين اثنين إما أن اقبل الحكم الشيوعي أو الحكم الديمقراطي الرأسمالي, وأنا أرى أن الحكم الشيوعي أفضل.
بعد تأسيس الحركة الإسلامية (الدعوة) ذهبت إلى مسجد الكوفة أنا والشهيد الصدر ولا أذكر من كان معنا, وكان هناك (السيد...) معتكفا وتحدثت مع الشهيد الصدر في مفاتحته بالحكومة الإسلامية, فقال لي الشهيد الصدر: لا يمكن أن يفاتح هذا الإنسان بالحكومة الإسلامية.
قلت: أنا أفاتحه.
قال: لا تستطيع.
ذهبت إليه وقرأت له هذه الآية (ونريد أن نمنّ على الذين استضعفوا في الأرض...).
قال: هذه تفسيرها هو قيام الحجة.
فأخذت أناقشه وانه ألا يمكن أن يكون هذا الشئ يقام بجماعة من المسلمين يعملون في سبيل الله ويرثون الأرض؟
قال: نعم يمكن.
قلت له: إذن يمكن أن نقيم حكما إسلاميا بمفاد هذه الآية.
قال: نعم.
فالأمر كان إلى هذا الحد, لا نستطيع أن نفاتح الناس بهذا الشئ, هذا ما أدركته بنفسي, رأيت الوضع هكذا, أكثر ما كان المتدينون يطلبون من الحكومة أن تعمر العتبة المقدسة كربلاء, المنارة مثلا, أو الإضاءة. وأما العامة فإذا سمحوا لهم بأن يخرجوا موكب القامات, فالمتصرف متصرف جيد.
وتأسست الحركة (حزب الدعوة), إذا شاء الله أمرا هيأ أسبابه, هذه ليست من الحركة ولكن بتوفيق من الله سبحانه.
قبل هذه الحركة رأيت في الكاظمية مسجدا تسكنه الحيوانات السائبة. والمساجد لا يحضرها الا الشيبة وليس كل الشيبة.
لقد كان الجو ملائما للحركة (للدعوة) كان العدد قليلا, أولئك الذين يقررون شيئا واحدا, فينطلق العراق كله بهذا الصدد.
أذكر مرة أن أحد الإخوان من خارج القيادة, اقترح على القيادة أن نقرأ في القنوت (اللهم إنا نرغب إليك..) فأصغيت في بعض العتبات, رأيت جماعة من الناس يقرأون هذا, ولم يكن هؤلاء من الحركة, فلما كانت الحركة تتبناه كان كل المؤمنون المسلمون يتبنون, حتى بلغ إلى حد أن المجتمع يفكر في الحكم الإسلامي بشكل وبآخر ويعتبر شيئا مستساغا.
على كل تغير الواقع وأصبحت المجالس الحسينية, من كان منظما إلى الحركة أو غير منظم يتكلمون عن الأحكام الإسلامية وتنفيذها وانتشر الفكر الإسلامي بحيث أصبح شيئا مستساغا
ثم ماذا حدث في العراق بعدما كانت الأمة غافلة سادرة لا تجد من يوقظها من رقدتها ويبعث فيها أمل الحياة في الإسلام, حتى قيض الله لهم الفئة المؤمنة من الدعاة الذين بعثوا فيهم الحياة من جديد.
و أكرر أسفي لما آلت إليه حالتنا, بعد 55 سنة من العمل الحزبي التغييري في العراق والذي كان الكثيرين شاهدين عليه, نرانا مضطرين إلى أن نعيد إلى الأذهان ما عمله حزب الدعوة الإسلامية. وتلك هي مأساتنا, بل هي مأساة التنافس على الحكم، ومأساة تاريخ حزب الدعوة الذي اقحم في هذه الترهات واللهاث على المناصب.
تعليق