بحثا عن الخاقاني!!!
قبل أن نبدأ نذكر شيئا من كلام الله تعالى والمعصومين عليهم السلام للتبرك ومناسبة المقام:
قال الله تعالى:
(الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون احدا الا الله وكفى بالله حسيبا)
(وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا اخرجنا من هذه القرية الظالم اهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا)
(واذكروا اذ انتم قليل مستضعفون في الارض تخافون ان يتخطفكم الناس فآوايكم وايدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون)
(وان منهم لفريق يلوون السنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون)
(واتل عليهم نبأ نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فاتبعه الشيطان فكان من الغاوين ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه اخلد الى الارض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب ان تحمل عليه يلهت وان تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون)
سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أي الناس أشر؟ قال: العلماء اذا فسدوا.
وقال صلى الله عليه وآله وسلم:
الفقهاء أمناء الرسل ما لم يدخلوا في الدنيا.
قيل: يا رسول الله وما دخولهم في الدنيا؟
قال: اتباع السلطان، فإذا فعلوا ذلك فاحذروهم على دينكم.
قال الامام علي عليه:
اما بعد فإن الله تعالى بعث محمدا صلى الله عليه وآله وسلم ليخرج عباده من عبادة عباده الى عبادته ومن عهود عباده الى عهوده ومن طاعة عباده الى طاعته ومن ولاية عباده الى ولايته.
وقال عليه السلام:
ومن ذلك ما ضيع الجهاد الذي فضله الله تعالى من الاعمال... واول ذلك الدعاء الى طاعة الله تعالى من طاعة العبادو... الى ولاية الله من ولاية العباد... وليس الدعاء من طاعة عبد الى طاعة عبد مثله.
وقال عليه السلام:
وآخر قد تسمى عالما وليس به... عطف الحق على اهوائه، فالصورة صورة انسان والقلب قلب حيوان.
وعن الامام العسكري عليه السلام:
...وكذلك عوامنا اذا عرفوا من علمائهم الفسق الظاهر والعصبية الشديدة والتكالب على الدنيا وحرامها فمن قلد مثل هؤلاء فهو مثل اليهود الذين ذمهم الله بالتقليد لفسقة علمائهم...
وقال عليه السلام:
فأما من كان من الفقهاء صائنا لنفسه ، حافظا لدينه ، مخالفا على هواه ، مطيعا لأمر مولاه ، فللعوام أن يقلدوه وذلك لا يكون إلا بعض فقهاء الشيعة لا جميعهم..
ونبدأ على بركة الله تعالى:
قدمنا فيما سبق (نص) رسالة محمد الشيخ عيسى الخاقاني المرسلة الى سماحة السيد كاظم الحائري حول ملابسات المنشور في كتاب مباحث الاصول والذي يذكر فيه سماحته قصة لقاء الشيخ عيسى الخاقاني بالإمام الشهيد الصدر قدس الله نفسه الزكية ، ويمكن مراجعة نص الرسالة هنا:
http://www.yahosein.com/vb/showpost....&postcount=431
وقد تفضل ونشرها مصورة الاخ هشام حيدر مستدلا بها على تناقضات النعماني قائلا:
ونبين ان شاء الله تعالى وبحوله وقوته نقض تلك (التناقضات) المزعومة.
قال ابن الخاقاني في معرض رده على الشيخ النعماني ، وقد نشرت في منتديات جد فحص:
على الصفحة:
http://74.220.207.124/~jidhafsc/jido...d.php?p=172110
واذا لم تظهر عندك عزيزي القاري يمكن لك مشاهدتها عبر النسخة المخبأة في جوجل هنا.
وقد تكون منشورة في مواقع اخرى كمنتديات البحرين اون لاين وموقع كتابات وغيرها...
واعتمادا على نقل الرأي والرأي الآخر ـ كما يقال ـ ننقل كلام (ابن) الخاقاني ونعلق عليها لاحقا:
ملاحظة: جعلنا هوامش بأرقام بين قوسين ( ) لسهولة المراجعة عند مناقشة الرسالة، فتنبه.
كتابة : محمد الشيخ عيسى الخاقاني
حضرات السادة والسيدات الأفاضل.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اما بعد... فقد كثر اللغط والحديث عن قصة اخترعها محمد رضا النعماني في كتاب نشره اطلق عليه (ايام المحنة وسنوات الحصار) متهما والدي سماحة العلامة الدكتور الشيخ عيسى الخاقاني بتهمة هو منها براء ، مدعيا انه كان مبعوثا من السلطة العراقية الى السيد الشهيد محمد باقر الصدر رضوان الله تعالى عليه ، ولأجل الوقوف على اصل القصة وتفنيد ادعاءات هذا الرجل ، وضعنا قصتة تحت مشرط النقد ومقابلة الحقيقة ، ليطلع عليها القاصي والداني ، واوضحنا الحقائق التي زورها ، واثبتنا عليه البهتان والافتراء ، نضعها بين ايديكم ، لننهي بذلك كل حجة يتحجج بها من في قلوبهم مرض او المرجفون ، خاصة وان خطر النظام البعثي قد زال الى الابد ولم يعد هناك ما يمنع من الرد على هذا الافتراء فقد كانت عوائلنا تعيش في العراق (1) ، والخطر محدق بها فصبرنا ، واضعين الله بين اعيننا ، اما الان فأننا نلزم الخصم حجتنا ، فمن افترى بعد ذلك فخصمه الله ، عليه توكلنا واليه انبنا واليه المصير.
مقدمة لابد منها
لقد نشر سماحة آية الله العظمى السيد كاظم الحائري في كتابه مباحث الاصول الصادر في عام 1982 للميلاد (2) ، قصة عن محمد رضا النعماني يروي فيها: ان والدي العلامة الشيخ عيسى الخاقاني قد زار الشهيد السيد محمد باقر الصدر ، ممثلا عن القيادة العراقية... وقد اسهب الرجل واطنب في شرح تفاصيلها ، وقد تراسلت مع سماحته حول النقاط الاساسية لهذه الفرية واختلافها مع ما افتراه النعماني في كتابه سنوات المحنة وايام الحصار ، وقد ذكر السيد الحائري ان ما كتبه كان عما سلمه له النعماني بخط يده ، وقد اثبتنا اختلاف ما كتبه هو نفسه في كتابه عما سلمه اياه ، انتهينا بعد اربع رسائل متبادلة مع سماحته (3) ، بفتوى اصدرها اكد فيها على طهارة الوالد العلامة الخاقاني من هذه الفرية (4) ، ونرفق مع هذه الكلمة الرسالة الثانية واجابتها وفتوى السيد الحائري ، بالاضافة الى تعليق آية الله السيد نور الدين الاشكوري ممثل السيد الحائري في النجف الاشرف في انه يؤيد هذه الفتوى ويعلم قصتها ويطلب من مقلدي السيد الحائري الالتزام بما جاء فيها (5) ، وطالما ان السيد الحائري حفظه الله لم يذكر الرسالتين الاولى والرابعة ، فاننا نلزم انفسنا بعدم ذكرها احتراما له ، الى هنا انتهت القضية مع السيد الحائري حفظه الله ، وارى ان هذه المقدمة لابد منها ونتحول الى القصة الثانية التي رواها محمد رضا النعماني نفسه في كتابه سنوات المحنة وايام الحصار.
و ساناقش القصة من جميع نواحيها اطارا ومضمونا :
و قبل الدخول الى الاطار اقتطع ما كتبه النعماني في الصفحة (19) من كتابه قائلا: "و ما كتابي هذا الا محاولة على هذا الطريق آليت على نفسي الابتعاد فيها عن الجوانب التقويمية والتحليلية ، واكتفيت بسرد سريع ومختصر للاحداث بالمقدار الذي اسعفتني فيه الذاكرة وسمحت به الظروف". وهنا اقول انه من الصعب على الكاتب ان يكتب اعتمادا على الذاكرة عن احداث مر عليها اكثر من ستة عشر عاما وبتفاصيل نقاشاتها (6) ، وهو كما اعترف انه لم يدون المجريات وانما اعتمد على ذاكرته وكذا بالنسبة للظروف التي نوه عنها ، وهل هي تسمح كما تفضل هو بقول الحقيقة كاملة ، فقد تكون الظروف في بعض الاحيان مفروضة (7) .
يقول النعماني في الصفحة(209) من كتابه: "بعثت السلطة الشيخ عيسى الخاقاني بمهمة خاصة" (8)، ولكنه حين يضع سيناريو المقابلة بين السيد الشهيد والوالد الشيخ ، ينسى انه قال مهمة خاصة ، فقد قال عن لسان الخاقاني مخاطبا الشهيد الصدر: "لقد جئت الى خدمتكم لأجل حل هذه المشكلة واعادة الامور الى طبيعتها" ، هنا اختفت مفردة المهمة ، ولكن اذا افترضنا ان النعماني اعتقد طالما ان الشيخ الخاقاني قد جاء فهو جاء بمهمة خاصة ، فانه بحاجة ان يقدم لذلك ، لا ان ينقل عن لسان الخاقاني شيئا لم يقله ثم يختار هو ما يشاء ان يتوقع مثلا (9) ، وان اجاب على هذه ، فكيف يشرح لنا الاختلاقات ولا نقول الاختلافات الاخرى التي سنذكرها (10).
و قبل ان يلج النعماني الموضوع يناقض مرة اخرى المنهج السردي الذي اعتمده لكتابه ، ويستهدف العلامة الخاقاني بقلمه ، وهو الوحيد دون جميع من كتب عنهم النعماني ، الذي قدم له باسهاب وشرح وضعه العام قبل مجيئه المزعوم (11) وبعد ذهابه كذلك ، سنرى ماذا كتب النعماني عن الشيخ الخاقاني من ثم سنقارنه بالحقائق المعروفة عند كل الناس الذين يعرفون العلامة الخاقاني (12) ، وكذلك سنعرضه على التاريخ ليحكم حكمه بهذه الفرية النعمانية ، يقول النعماني: "و قبل ان نعرف حقيقة هذه المهمة يجب ان نشير الى حقيقة مهمة ، وهي ان الشيخ الخاقاني لا يرتبط باي شكل من العلاقات بالسيد الشهيد رحمه الله ، فليس هو من تلاميذه ، ولا من وكلائه (13) ، كما ان الشيخ المذكور يعتبر من اعداء الثورة الاسلامية في ايران ، وكان له دور كبير في تأجيج الفتن في المنطقة العربية من خوزستان " (14) .
اشر النعماني بسطر واحد على امور مهمة لم يدركها تماما ولا يعلم دورها التاريخي والوثائق التي تدل على عكس ما ذهب اليه (15) ، وانما شمر الساعد كما ابناء الشوارع (16) ليفرغ من جعبته ما يمكن ان يفرغ بالسب والشتم وكيل التهم (17)، وحتى نضع النعماني على محك التاريخ ونرسم سوية حقيقة هذا الامر ، نناقش باسهاب ما اراده النعماني ويتلخص في امور كثيرة نختصرها :
الامر الاول: وهو ان الشهيد الصدر لا يعرف الشيخ الخاقاني (18) ، والثاني انه لا يرتبط معه باي شكل من العلاقات (19) ، وان كان قد ناقض هذا الرأي في السطر الذي يليه بقوله ان السيد استغرب الزيارة وتبادر الى ذهنه احتمالات كلها تدخل في المعرفة الدقيقة للزائر (20) ، وسنأتي على هذا السطر بعد الانتهاء من مناقشة الفقرات المتقدمة ، فنقول ان السلطة اذن بعثت بشخص لا يعرفه الشهيد الصدر ولم يرتبط معه باي شكل من العلاقات ، الم يكن بمقدار السلطة ان تبعث بشخص له تأثيره عند الشهيد الصدر (21) ، وعلى اقل التقادير يعرفه الشهيد او ان بينهم علاقة ارتباط ليتسنى له الحديث معه (22) ، بالرغم من ان السلطة كانت قد استغلت علاقة السيد على بدر الدين من الشهيد الصدر وبعثته ايضا مندوبا عنها (23) ، حسب زعم النعماني طبعا ، واذا ارادت السلطة ان تكلف احد الناس بمهمة ايصال رسالة الى الشهيد الصدر ، هل كان يجب عليها ان تبعث لمن هو خارج حدودها ليمثلها مع رعاياها (24).
اما الامر الثالث الذي اشره محمد رضا النعماني فهو ونقلا عن كتابه: "ان الشيخ المذكور يعتبر من اعداء الثورة الاسلامية في ايران". وهذا الامر يبدو انه كان من تأثير اسعاف الذاكرة التي نوه عنها سماحته ، فان الشيخ العلامة الخاقاني لم يكن في اعوام 1979 وحتى اواخر عام1980 الا من قادة الثورة الاسلامية في ايران (25) وقد اعترض على الحرب مع العراق ، وقد وقعت في نهاية الشهر التاسع من عام ثمانين ، أي بعد استشهاد الامام الصدر بخمسة اشهر ، وكذلك احتج الخاقاني على الاعدامات الكثيرة التي كانت تنفذها المحاكم الثورية ثم تعتذر بأن تبريء المقتول بعد موته ، وخرج من ايران الى باريس لتكملة الدراسات العليا (26) ، دون ان يعلن انه قد اختلف معهم (27) ، ولكن عندما طالت الحرب وبات اوارها يحصد شباب الامة الاسلامية ومن الطرفين ، صرح بعد مرور اكثر من اربع سنوات ، بأنه ضد الحرب ويتمنى انتهائها ، وفي مقابلة صحفية واحدة فقط ، وكان قد مر على استشهاد السيد اربع سنوات ونصف (28) ، ولكن النعماني ازاح هذا الحدث راجعا به الى الخلف ليفتري على الوالد العلامة من جهة ولينوب عن الدولة الايرانية من جهة اخرى في تعينه لأعدائها ، وان كانت لم تقره على ما انابه عنهم ، فما زال بعض كبار رجالاتها يتبادلون مع العلامة الخاقاني التحية والسلام ويزورونه في بيته ويراهم الناس في الاماكن الاسلامية العامة ، كما حدث في شهر محرم الحرام من عام 1422 للهجرة ، أي قبل عامين (29) ، في زيارة نائب رئيس القضاء العالي في ايران للشيخ الخاقاني في بيته واصطحبه العلامة الخاقاني لحضور العزاء الحسيني في مأتم ابوظبي الكبير ، وكذا تفقد السفارة الايرانية في الامارات للشيخ الخاقاني بين فترة واخرى ، وبواسطة مستشارها الثقافي ، وهؤلاء احياء (30) والحدثان الاخيران كانا في الحسينية والمسجد (31) ، أي ان شهودهما الناس ، وكذلك لم يصدر من الدولة الايرانية اي سوء نية تجاه العلامة الخاقاني ، فالرجل انتقد الحرب المجنونة (32) التي اودت بحياة الملايين وكذلك الاعدامات (33) ، والتي يبدو ان هناك كثير غيره لم يكونوا مقتنعين بهما (34) ، والتاريخ اثبت ان هذه الحرب لم تكن في صالح الشعبين ، ويبدو ان النعماني اطلع على رأي (جانب واحد) فقط من الدولة الاسلامية في ايران.
اما الامر الرابع الذي اشره النعماني وكما ورد في كتابه: "كان له دور كبير في تأجيج الفتن في المنطقة العربية من خوزستان" ، ويقصد الوالد العلامة الشيخ عيسى الخاقاني ونقف هنا امام هذه الفرية ، فعندما طالب عرب الاهواز بتغير الاميرال المستبد احمد مدني محافظ الاهواز ، من الدولة الاسلامية في ايران ، كان عمنا سماحة آية الله العظمى الشيخ محمد طاهر الخاقاني رضوان الله تعالى عليه (35) ، هو الذي يتزعم هذه المطاليب ، وقد زار الامام الخميني في وفد كبير ، وتفاوض معه... لكن عندما تأزمت الامور واوشكت ان تخرج عن السيطرة ، بعث الامام الخميني الوالد الشيخ عيسى الخاقاني لحل هذه المشكلة ودعما لمهمته طلب الامام الخميني من الصحف الايرانية الصادرة آنذاك ان تنشر: "بأن الشيخ عيسى الخاقاني ممثل الامام الخميني" ، ولكن الجنرال احمد مدني ساق المشكلة الى قتل العرب ، وحسب المخطط الامريكي الموضوع ، وعندما اكتشف بعد احتلال السفارة الامريكية في طهران انه عميل امريكي ، وكان عمنا المغفور له قد حذر من ذلك قبلا ، هرب المدني من ايران واعترف على الملأ بدوره في بذر الفتنة العربية ، الفارسية ورعايتها من قبل الولايات المتحدة الامريكية... ويبدو كذلك ان هناك من موه على النعماني في هذه الناحية ايضا (36).
و ما زلنا نناقش الاطار الذي يقول فيه النعماني: "و الحقيقة ان السيد الشهيد رحمه الله استغرب كثيرا حينما اتصل الشيخ الخاقاني هاتفيا وطلب الاذن بزيارته رحمه الله ، وكان الاحتمال الاقرب الذي تبادر الى اذهاننا قبل ان يلتقي بالسيد الشهيد هو ان ضغطا حصل من قبل الشيعة في دول الخليج على السلطة البعثية مما اجبرها على السماح لممثل لهم يزور السيد الشهيد ليطمئن على صحته وسلامته ، اما ان يأتي على انه ممثل او مبعوث للسلطة ، فهو امر لم يكن محتملا لدينا".هنا ايضا لدينا حقائق عند النعماني نريد ان نقف عليها:
اولها: ان النعماني كان قد ذكر في منتصف الصفحة (279) ما نصه: "ثم قامت السلطة بقطع الماء والكهرباء والهاتف واستمر ذلك ما يقرب من خمسة عشر يوما ، ولولا وجود خزانات المياه لقتلنا العطش حتما" ، وكذلك ايدت منظمة العفو الدولية ما قاله النعماني في بيانها الصادر 17- 10- 1979 ، بان السلطة قد قطعت الماء والكهرباء والهاتف من بيت السيد الشهيد ، ولكن كيف تكلم الشيخ العلامة الخاقاني مع الشهيد الصدر في الهاتف المقطوع اصلا ، باعتراف النعماني نفسه ، هذا لا يعلمه الا النعماني والراسخون (37) .
ثانيها: ان ضغطا حصل من قبل الشيعة في دول الخليج ، مما اجبر السلطة على السماح لممثل لهم بزيارة الشهيد الصدر ، نعلمكم وشهودنا شياع اهل الخليج ، بان الوالد خرج من قطر عام 1978 وذهب مع الامام الخميني في باريس (38) ، وكان يقوم بترجمة خطبه الى العربية وأي قراءة للجرائد اللبنانية آنذاك تثبت هذا (39) ، ولم يعد الى الخليج منذ ذلك الوقت ، وحين خرج من ايران ذهب الى اسلام آباد ومنها الى باريس لتكملة دراسته (40)، ولم يعد الى الخليج الا عام 1986 للميلاد ، أي ان الفترة التي كان الشهيد الصدر فيها محاصرا ، لم يكن الوالد في دول الخليج ، وكذا في فترة استشهاده (41) ، ولم يعد الى الخليج الا بعد استشهاد الامام الصدر بست الى سبع سنوات ، وكان قد خرج من الخليج قبل استشهاد السيد بعامين (42) ، اما كيف رأه النعماني ممثلا لشيعة الخليج؟ فان هذه الفرية تكون بنفس الطريقة التي ازاح قضية الثورة الايرانية الى الخلف فقد دفع هذه الى الامام ، وما هي الا سنوات تقدم او تؤخر ، فيستقيم المعنى وتستقيم التمثيلية البائسة ، واهل قطر الذين غادرهم العلامة الخاقاني عام 1978 الى باريس (43) واهل الامارات الذين اتاهم عام 1986مازالو احياء ، ولم يمر زمن طويل على الاحداث (44).
ثالثها: هو المقطع الذي يصف هول المفاجأة بزيارة الخاقاني مبعوثا من السلطة ، قائلا: "اما ان ياتي على اساس انه ممثل او مبعوث للسلطة ، فهو امر لم يكن محتملا لدينا". وهذه المقولة تناقض ما ذهب اليه في البداية ان السيد الشهيد لا يرتبط باي شكل من العلاقات بالخاقاني ، بل يظهر انه يعرفه تماما (45)، ويعرف ورعه وخلقه ، لذلك لم يكن محتملا ان يكون مبعوثا من السلطة ، ان كانت القصة صادقة والا فهذه الكلمة هي الحقيقة بعينها اجريت على لسانه دون ان يشعر (46) .
و مازلنا في الاطار الذي يقول نصه: " التقى الشيخ الخاقاني بالسيد الشهيد ، وكان يرافقه شخص آخر ، لم نعرفه بشكل دقيق ومن المحتمل ان يكون من اقاربه". ويبدو ان الشيخ الخاقاني سيكون اول مبعوث دولة يذهب لمهمة خاصة يصطحب اقاربه معه (47) ، فكيف تكون مهمة خاصة ومن قبل القيادة وقد اتى اليها واقاربه معه وحضر اللقاء النعماني الذي لا يعلم الامن الصدامي انه في بيت السيد الشهيد ، فقد قال النعماني في كتابه تحت عنوان الامن يبحث عني في الصفحة (281) فهم لا يعلمون انه في بيت الشهيد الصدر (48)، ونحن نستغرب من مبعوث دولة لا يبلغ عن حضور اجتماعاته ، ونستفسر ، لماذا لم يخبر الشيخ الخاقاني الامن عن وجود النعماني في البيت؟ المسألة هنا تحتاج الى تمحيص اكثر(49) . اما السطر الاخر فيقول النعماني: “بدأ الخاقاني حديثه مخاطبا السيد الشهيد بخجل مفتعل ، فقال لقد جئت الى خدمتكم لأجل حل هذه المشكلة ، واعادة الامور الى طبيعتها ، فيجيبه السيد الشهيد من كلفك بهذه المهمة؟". وهنا اضع علامة استفهام على كيفية النظر الى تعبيرات وجه الخاقاني التي لا تدل الا على وجود النعماني بينهم ، ولم يكن يسترق السمع كما يبرر الذين في قلوبهم مرض والمرجفون ، بل كان ينظر ويرى انفعالات الوجه (50)، وهذا يؤكد واحدة من ثلاث حقائق ، الاولى ان الخاقاني رأى النعماني في بيت الشهيد الصدر ولم يخبر السلطات عنه ، والاخرى تؤكد ان وجود النعماني عند الشهيد الصدر كان شرعيا وان السلطة كانت تعلم بذلك وقد غضت الطرف عنه ، لأسباب يعلمها النعماني والسلطة ، والحقيقة الثالثة هي ان اصل القصة يحتاج الى من يتأكد منه ، ليبريء ذمة النعماني من الحقيقتين الاوليتين (51).
ونصل الى المضمون العجيب للقاء وما قاله الخاقاني ورد عليه الشهيد الصدر ، وفيه وقفات :
الوقفة الاولى: ان الخاقاني يقول لقد جئت الى خدمتكم لأجل حل هذه المشكلة ، فيجيبه الشهيد الصدر ومن كلفك بهذه المهمة؟ والسؤال ليس منطقيا ان يصدر من الفيلسوف الصدر ، أي مهمة التي سأل عنها الشهيد الصدر؟ ان الرجل يقول جئت لحل المشكلة واعادة الامور ، من المتوقع من السيد ان يسأل وكيف تحل المشكلة؟ وما المطلوب من الشهيد الصدر؟ وماذا يريد من خصومه؟ هل لديهم شروطا لحل المشكلة؟ هل لديه رضوان الله عليه شروطا؟ وهناك مئات من الاسئلة تحتاج الى اجابة ، اما من كلفك بهذه المهمة!!! فهو سؤال طاريء جاء بعد اعوام من استشهاد السيد الصدر (52)، والوقفة الثانية: ان الحل بيد الشيخ واعادة الامور كذلك ، اذا ما اخذنا بنظر الاعتبار ان قرار اعدام الشهيد الصدر كان قرارا دوليا اتى من خارج الحدود ، كما هو معروف ، وان صداما قد اعدم قبل الشهيد الصدر ، زوج اخته ووزيره المدلل عدنان الحمداني وبعد الشهيد الصدر اعدم زوج ابنته ووزيره المدلل جدا حسين كامل ، دون ان يوسط احدا او يأخذ برأي احد (53)، جاء هنا الشيخ لينوب عنه وعن قيادته والمسؤولين (هكذا وردت في نص النعماني) كيف يستطيع شخص ان ينوب عن سلطة سياسية في اعادة الامور الى طبيعتها ، هذا الطرح لا يليق بشخص حاز الدكتوراة من ارقى الجامعات الاروبية (54) مع فيلسوف الاسلام الاول ، وفي تلك الظروف العصيبة ...... . وما اجابة صدام على سؤال الدكتور موفق الربيعي عضو مجلس الحكم الانتقالي ، حين سأله : لماذا اعدمت الشهيد الصدر ؟ فقال يا صدر يا بطن !!! الا دلالة على شخصيته المعروفة عند كل الناس ، اما عند النعماني ، فمراسيل صدام كثر !!! (55).
هذا ما ورد في اطار المدخل للموضوع ، اما ما هو موجود في مخرج الموضوع ، فاني سالقي الضوء عليه بعد الانتهاء من مناقشة المضمون .
فبعد هذه التقدمة التي اتحفنا بها النعماني ، واكد لنا ان الشيخ الخاقاني مبعوث "رئيس الجمهورية والمسؤولين" ، هكذا وردت في النص ، يقول النعماني: “فكشف الشيخ الخاقاني عن المهمة الحقيقية التي بعثوه من اجلها" ، ما هي المهمة انها الحوزة العربية!!! ، انه يطلب من السيد الشهيد ان يؤسس حوزة عربية في النجف الاشرف ، وفي تلك الظروف والسيد الشهيد محاصر وقد قابله مدراء الامن وتفاوضوا معه ووصل التفاوض بينه وبين سلطة البعث الى طلبهم سحب الفتوى بتحريم الانتماء الى حزب البعث والرد على رسالة الامام الخميني والحجز والاعتقالات واعتقال الشهيد نفسه وتهديده بالقتل ، بالاضافة الى الوضع المتأزم من الطرفين السلطة والسيد الشهيد ... جاء احدهم ليطلب تأسيس حوزة عربية!!! ، ومقابل ماذا لم يذكر النعماني ما هو المقابل لتأسيس حوزة عربية (56) ، فلما يقول له السيد الشهيد لا فرق بين الحوزة العربية والفارسية والافغانية ، يجيبه الخاقاني هل رأيت سيدنا ما فعل العجم بالعرب في خوزستان ، ثم يقول الشهيد الصدر"انه لا يسمح ان يقال هذا الكلام عن ايران فهي دولة اسلامية والخميني مرجع عادل".بالله عليكم هل فكرتم ورأيتم اسلوب النقاش ، هل يليق هذا الكلام بالعلماء (57) ويدل على عقلانية وفكر وثقافة ، ولكن يبدو ان كاتب السيناريو الفاشل قد اسقط شخصيته على ابطال رواياته ، وقد قيل في المثل (حدث العاقل بما لا يليق فان صدق فلا عقل له) (58) .
اين المهمة التي جاء من اجلها الشيخ الخاقاني ، على ماذا انتهى اللقاء ، والى ماذا توصل الطرفان ، هل هناك نقاطا طرحها الخاقاني مبعوث رئيس الجمهورية والمسؤولين جميعا ، ليناقشه فيها الشهيد الصدر ، ولماذا لم يسأله عن المهمة التي جاء من اجلها ، هل ليقرأ عليه جريدة قومية تطالب بحقوق عرب الاهواز فقط ، اذن كيف سيعيد الامور الى طبيعتها ، كما ذكر النعماني وكيف سيحل هذه المشكلة (59)،
بناء على ما تقدم ، يتبين لكل قاريء حتى لو لم يكن فطنا ، بان القضية تحمل تسطيحا كاملا لعقلية الناس وان المتناقشين المفترضين فيها ليسا الشهيد الفيلسوف الصدر او العالم الحائز على دكتوراة فلسفة ، انهما يتنقلان من موضوع الى آخر ودون هدف او اسلوب منطقي يليق باشباه المثقفين (60) .
و اعود الى الاطار الخارجي مرة اخرى ، ويبدو فيه ان النعماني احس بالمأزق الذي وضع نفسه فيه ، ففسر لنا معنى اللقاء المتهافت واستنتج من تفسيره ، يقول النعماني في خاتمة الموضوع: “ان التفسير الاقرب لما حدث هو ان السلطة استهدفت ـ عن غباء ـ ان تجعل من السيد الشهيد رحمه الله منافسا قويا لقيادة السيد الخميني رحمه الله ، وتجعل من النجف منافسا قويا لحوزة قم ، وتقوم بتأجيج الصراع بينهم. وهذا لو حدث فانه يحقق لها من الآمال ما لم تكن تحلم به". وفقط نسأل النعماني سؤالا واحدا فقط ، هل السلطة كانت ترى في الشهيد الصدر رجلا من رجالاتها في تلك الفترة العصيبة من خلافاتهما حتى تفكر بان تجعله منافسا للخميني؟ (61) وان اكثر ما كان يقلق السلطة هو قيادة السيد الشهيد للجماهير (62) ، وقد قلت في كتابك ان بعضهم يريد اعدام الشهيد الصدر حتى لا يكون خمينيا ثانيا ، ولا اريد ان استقريء هذا النص ، ففيه ما فيه من علل لا تخفى على كل ذي لب (63).
و في الختام اقول مختصرا ، بان الشيخ عيسى الخاقاني لم يكن في العراق في تلك الفترة ، وكذلك لم يكن في الخليج قبلها ليمثل شيعتها واتصل بالهاتف المقطوع في بلد لم يكن فيها وطلب موعدا من بيت السيد الشهيد الصدر الذي لا يعرفه ، والذي لم يتوقع ان رجلا يعرفه مثل الخاقاني يمكن ان ينوب عن السلطة والقيادة والمسؤولين جميعا ، الذين لم يعرفهم الشيخ الخاقاني الى اليوم الذي اختفوا فيه من الساحة العراقية ، في حل المشكلة واعادة الامور الى طبيعتها ، وكيف تحل؟ تحل في الطلب من السيد الشهيد بتأسيس حوزة عربية وليبلغه عن اضطهاد الحكومة الايرانية لعرب الاهواز ، ولا يوافق السيد الشهيد على ذلك!!! وتنتهي هذه التمثيلة البائسة (63).
معذرة للسيدات والسادة عن الاطالة ، فاننا اردنا ان نثبت من خلال ذلك ان ما ادعاه النعماني هذا ، فرية لا اساس لها ، ونحيلكم الى ما حققناه في كتابنا ( النعماني والمحنة والحصار) وفيه رد وبالادلة الدامغة لكل مفتريات النعماني بحق السيد الشهيد الصدر رضوان الله تعالى عليه اولا والمجتهدين والمراجع والعلماء ، الذي يبدو انه كلف بان يحط من كرامتهم وان يكيل لهم جزافا مفتريات لا اساس لها من الصحة (64).
وفقكم الله تعالى في البحث عن الحقيقة (65)، وجعلكم من عباده الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه.
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انتهى كلام ابن الخاقاني ويأتيكم المناقشة حسب الترقيم الذي وضعناه بين ( ) فتنبه.
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قبل أن نبدأ نذكر شيئا من كلام الله تعالى والمعصومين عليهم السلام للتبرك ومناسبة المقام:
قال الله تعالى:
(الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون احدا الا الله وكفى بالله حسيبا)
(وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا اخرجنا من هذه القرية الظالم اهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا)
(واذكروا اذ انتم قليل مستضعفون في الارض تخافون ان يتخطفكم الناس فآوايكم وايدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون)
(وان منهم لفريق يلوون السنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون)
(واتل عليهم نبأ نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فاتبعه الشيطان فكان من الغاوين ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه اخلد الى الارض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب ان تحمل عليه يلهت وان تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون)
سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أي الناس أشر؟ قال: العلماء اذا فسدوا.
وقال صلى الله عليه وآله وسلم:
الفقهاء أمناء الرسل ما لم يدخلوا في الدنيا.
قيل: يا رسول الله وما دخولهم في الدنيا؟
قال: اتباع السلطان، فإذا فعلوا ذلك فاحذروهم على دينكم.
قال الامام علي عليه:
اما بعد فإن الله تعالى بعث محمدا صلى الله عليه وآله وسلم ليخرج عباده من عبادة عباده الى عبادته ومن عهود عباده الى عهوده ومن طاعة عباده الى طاعته ومن ولاية عباده الى ولايته.
وقال عليه السلام:
ومن ذلك ما ضيع الجهاد الذي فضله الله تعالى من الاعمال... واول ذلك الدعاء الى طاعة الله تعالى من طاعة العبادو... الى ولاية الله من ولاية العباد... وليس الدعاء من طاعة عبد الى طاعة عبد مثله.
وقال عليه السلام:
وآخر قد تسمى عالما وليس به... عطف الحق على اهوائه، فالصورة صورة انسان والقلب قلب حيوان.
وعن الامام العسكري عليه السلام:
...وكذلك عوامنا اذا عرفوا من علمائهم الفسق الظاهر والعصبية الشديدة والتكالب على الدنيا وحرامها فمن قلد مثل هؤلاء فهو مثل اليهود الذين ذمهم الله بالتقليد لفسقة علمائهم...
وقال عليه السلام:
فأما من كان من الفقهاء صائنا لنفسه ، حافظا لدينه ، مخالفا على هواه ، مطيعا لأمر مولاه ، فللعوام أن يقلدوه وذلك لا يكون إلا بعض فقهاء الشيعة لا جميعهم..
ونبدأ على بركة الله تعالى:
قدمنا فيما سبق (نص) رسالة محمد الشيخ عيسى الخاقاني المرسلة الى سماحة السيد كاظم الحائري حول ملابسات المنشور في كتاب مباحث الاصول والذي يذكر فيه سماحته قصة لقاء الشيخ عيسى الخاقاني بالإمام الشهيد الصدر قدس الله نفسه الزكية ، ويمكن مراجعة نص الرسالة هنا:
http://www.yahosein.com/vb/showpost....&postcount=431
وقد تفضل ونشرها مصورة الاخ هشام حيدر مستدلا بها على تناقضات النعماني قائلا:
ماذا عن محمد رضا النعماني نفسه ؟
تطرق النعماني لزيارة الشيخ عيسى الخاقاني للسيد الشهيد الصدر فنال منه !
ثم نقل السيد الحائري الرواية عن النعماني فتغيرت فصولها !!
فجاء الاعتراض من نجل الشيخ الخاقاني....وجائت الاجابة من السيد الحائري !
=====
مامصداقية النعماني في النقل اذن ؟؟؟
ومن يتحمل مسؤولية التسقيط بهذا الحجم من الناحية الشرعية والتاريخية؟؟
لاغراضه او اهوائه....تعمد تسقيط الشيخ الخاقاني !
فمن قام بتسقيطه ايضا؟؟؟
وهل اعتذر او قام بتغيير طبعة كتابه سيء الصيت؟؟؟
اللهم الا ان كان البعض يرى تكذيب السيد الحائري وتصديق النعماني !!
هؤلاء هم اقطاب حملة تسقيط المرجعية ومن يدعون انهم يقيمون (المرجعية بشكل عام)!!!
تطرق النعماني لزيارة الشيخ عيسى الخاقاني للسيد الشهيد الصدر فنال منه !
ثم نقل السيد الحائري الرواية عن النعماني فتغيرت فصولها !!
فجاء الاعتراض من نجل الشيخ الخاقاني....وجائت الاجابة من السيد الحائري !
=====
مامصداقية النعماني في النقل اذن ؟؟؟
ومن يتحمل مسؤولية التسقيط بهذا الحجم من الناحية الشرعية والتاريخية؟؟
لاغراضه او اهوائه....تعمد تسقيط الشيخ الخاقاني !
فمن قام بتسقيطه ايضا؟؟؟
وهل اعتذر او قام بتغيير طبعة كتابه سيء الصيت؟؟؟
اللهم الا ان كان البعض يرى تكذيب السيد الحائري وتصديق النعماني !!
هؤلاء هم اقطاب حملة تسقيط المرجعية ومن يدعون انهم يقيمون (المرجعية بشكل عام)!!!
قال ابن الخاقاني في معرض رده على الشيخ النعماني ، وقد نشرت في منتديات جد فحص:
على الصفحة:
http://74.220.207.124/~jidhafsc/jido...d.php?p=172110
واذا لم تظهر عندك عزيزي القاري يمكن لك مشاهدتها عبر النسخة المخبأة في جوجل هنا.
وقد تكون منشورة في مواقع اخرى كمنتديات البحرين اون لاين وموقع كتابات وغيرها...
واعتمادا على نقل الرأي والرأي الآخر ـ كما يقال ـ ننقل كلام (ابن) الخاقاني ونعلق عليها لاحقا:
ملاحظة: جعلنا هوامش بأرقام بين قوسين ( ) لسهولة المراجعة عند مناقشة الرسالة، فتنبه.
(فرية النعماني بحق العلامة الدكتور الشيخ عيسى الخاقاني)
كتابة : محمد الشيخ عيسى الخاقاني
حضرات السادة والسيدات الأفاضل.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اما بعد... فقد كثر اللغط والحديث عن قصة اخترعها محمد رضا النعماني في كتاب نشره اطلق عليه (ايام المحنة وسنوات الحصار) متهما والدي سماحة العلامة الدكتور الشيخ عيسى الخاقاني بتهمة هو منها براء ، مدعيا انه كان مبعوثا من السلطة العراقية الى السيد الشهيد محمد باقر الصدر رضوان الله تعالى عليه ، ولأجل الوقوف على اصل القصة وتفنيد ادعاءات هذا الرجل ، وضعنا قصتة تحت مشرط النقد ومقابلة الحقيقة ، ليطلع عليها القاصي والداني ، واوضحنا الحقائق التي زورها ، واثبتنا عليه البهتان والافتراء ، نضعها بين ايديكم ، لننهي بذلك كل حجة يتحجج بها من في قلوبهم مرض او المرجفون ، خاصة وان خطر النظام البعثي قد زال الى الابد ولم يعد هناك ما يمنع من الرد على هذا الافتراء فقد كانت عوائلنا تعيش في العراق (1) ، والخطر محدق بها فصبرنا ، واضعين الله بين اعيننا ، اما الان فأننا نلزم الخصم حجتنا ، فمن افترى بعد ذلك فخصمه الله ، عليه توكلنا واليه انبنا واليه المصير.
مقدمة لابد منها
لقد نشر سماحة آية الله العظمى السيد كاظم الحائري في كتابه مباحث الاصول الصادر في عام 1982 للميلاد (2) ، قصة عن محمد رضا النعماني يروي فيها: ان والدي العلامة الشيخ عيسى الخاقاني قد زار الشهيد السيد محمد باقر الصدر ، ممثلا عن القيادة العراقية... وقد اسهب الرجل واطنب في شرح تفاصيلها ، وقد تراسلت مع سماحته حول النقاط الاساسية لهذه الفرية واختلافها مع ما افتراه النعماني في كتابه سنوات المحنة وايام الحصار ، وقد ذكر السيد الحائري ان ما كتبه كان عما سلمه له النعماني بخط يده ، وقد اثبتنا اختلاف ما كتبه هو نفسه في كتابه عما سلمه اياه ، انتهينا بعد اربع رسائل متبادلة مع سماحته (3) ، بفتوى اصدرها اكد فيها على طهارة الوالد العلامة الخاقاني من هذه الفرية (4) ، ونرفق مع هذه الكلمة الرسالة الثانية واجابتها وفتوى السيد الحائري ، بالاضافة الى تعليق آية الله السيد نور الدين الاشكوري ممثل السيد الحائري في النجف الاشرف في انه يؤيد هذه الفتوى ويعلم قصتها ويطلب من مقلدي السيد الحائري الالتزام بما جاء فيها (5) ، وطالما ان السيد الحائري حفظه الله لم يذكر الرسالتين الاولى والرابعة ، فاننا نلزم انفسنا بعدم ذكرها احتراما له ، الى هنا انتهت القضية مع السيد الحائري حفظه الله ، وارى ان هذه المقدمة لابد منها ونتحول الى القصة الثانية التي رواها محمد رضا النعماني نفسه في كتابه سنوات المحنة وايام الحصار.
و ساناقش القصة من جميع نواحيها اطارا ومضمونا :
و قبل الدخول الى الاطار اقتطع ما كتبه النعماني في الصفحة (19) من كتابه قائلا: "و ما كتابي هذا الا محاولة على هذا الطريق آليت على نفسي الابتعاد فيها عن الجوانب التقويمية والتحليلية ، واكتفيت بسرد سريع ومختصر للاحداث بالمقدار الذي اسعفتني فيه الذاكرة وسمحت به الظروف". وهنا اقول انه من الصعب على الكاتب ان يكتب اعتمادا على الذاكرة عن احداث مر عليها اكثر من ستة عشر عاما وبتفاصيل نقاشاتها (6) ، وهو كما اعترف انه لم يدون المجريات وانما اعتمد على ذاكرته وكذا بالنسبة للظروف التي نوه عنها ، وهل هي تسمح كما تفضل هو بقول الحقيقة كاملة ، فقد تكون الظروف في بعض الاحيان مفروضة (7) .
يقول النعماني في الصفحة(209) من كتابه: "بعثت السلطة الشيخ عيسى الخاقاني بمهمة خاصة" (8)، ولكنه حين يضع سيناريو المقابلة بين السيد الشهيد والوالد الشيخ ، ينسى انه قال مهمة خاصة ، فقد قال عن لسان الخاقاني مخاطبا الشهيد الصدر: "لقد جئت الى خدمتكم لأجل حل هذه المشكلة واعادة الامور الى طبيعتها" ، هنا اختفت مفردة المهمة ، ولكن اذا افترضنا ان النعماني اعتقد طالما ان الشيخ الخاقاني قد جاء فهو جاء بمهمة خاصة ، فانه بحاجة ان يقدم لذلك ، لا ان ينقل عن لسان الخاقاني شيئا لم يقله ثم يختار هو ما يشاء ان يتوقع مثلا (9) ، وان اجاب على هذه ، فكيف يشرح لنا الاختلاقات ولا نقول الاختلافات الاخرى التي سنذكرها (10).
و قبل ان يلج النعماني الموضوع يناقض مرة اخرى المنهج السردي الذي اعتمده لكتابه ، ويستهدف العلامة الخاقاني بقلمه ، وهو الوحيد دون جميع من كتب عنهم النعماني ، الذي قدم له باسهاب وشرح وضعه العام قبل مجيئه المزعوم (11) وبعد ذهابه كذلك ، سنرى ماذا كتب النعماني عن الشيخ الخاقاني من ثم سنقارنه بالحقائق المعروفة عند كل الناس الذين يعرفون العلامة الخاقاني (12) ، وكذلك سنعرضه على التاريخ ليحكم حكمه بهذه الفرية النعمانية ، يقول النعماني: "و قبل ان نعرف حقيقة هذه المهمة يجب ان نشير الى حقيقة مهمة ، وهي ان الشيخ الخاقاني لا يرتبط باي شكل من العلاقات بالسيد الشهيد رحمه الله ، فليس هو من تلاميذه ، ولا من وكلائه (13) ، كما ان الشيخ المذكور يعتبر من اعداء الثورة الاسلامية في ايران ، وكان له دور كبير في تأجيج الفتن في المنطقة العربية من خوزستان " (14) .
اشر النعماني بسطر واحد على امور مهمة لم يدركها تماما ولا يعلم دورها التاريخي والوثائق التي تدل على عكس ما ذهب اليه (15) ، وانما شمر الساعد كما ابناء الشوارع (16) ليفرغ من جعبته ما يمكن ان يفرغ بالسب والشتم وكيل التهم (17)، وحتى نضع النعماني على محك التاريخ ونرسم سوية حقيقة هذا الامر ، نناقش باسهاب ما اراده النعماني ويتلخص في امور كثيرة نختصرها :
الامر الاول: وهو ان الشهيد الصدر لا يعرف الشيخ الخاقاني (18) ، والثاني انه لا يرتبط معه باي شكل من العلاقات (19) ، وان كان قد ناقض هذا الرأي في السطر الذي يليه بقوله ان السيد استغرب الزيارة وتبادر الى ذهنه احتمالات كلها تدخل في المعرفة الدقيقة للزائر (20) ، وسنأتي على هذا السطر بعد الانتهاء من مناقشة الفقرات المتقدمة ، فنقول ان السلطة اذن بعثت بشخص لا يعرفه الشهيد الصدر ولم يرتبط معه باي شكل من العلاقات ، الم يكن بمقدار السلطة ان تبعث بشخص له تأثيره عند الشهيد الصدر (21) ، وعلى اقل التقادير يعرفه الشهيد او ان بينهم علاقة ارتباط ليتسنى له الحديث معه (22) ، بالرغم من ان السلطة كانت قد استغلت علاقة السيد على بدر الدين من الشهيد الصدر وبعثته ايضا مندوبا عنها (23) ، حسب زعم النعماني طبعا ، واذا ارادت السلطة ان تكلف احد الناس بمهمة ايصال رسالة الى الشهيد الصدر ، هل كان يجب عليها ان تبعث لمن هو خارج حدودها ليمثلها مع رعاياها (24).
اما الامر الثالث الذي اشره محمد رضا النعماني فهو ونقلا عن كتابه: "ان الشيخ المذكور يعتبر من اعداء الثورة الاسلامية في ايران". وهذا الامر يبدو انه كان من تأثير اسعاف الذاكرة التي نوه عنها سماحته ، فان الشيخ العلامة الخاقاني لم يكن في اعوام 1979 وحتى اواخر عام1980 الا من قادة الثورة الاسلامية في ايران (25) وقد اعترض على الحرب مع العراق ، وقد وقعت في نهاية الشهر التاسع من عام ثمانين ، أي بعد استشهاد الامام الصدر بخمسة اشهر ، وكذلك احتج الخاقاني على الاعدامات الكثيرة التي كانت تنفذها المحاكم الثورية ثم تعتذر بأن تبريء المقتول بعد موته ، وخرج من ايران الى باريس لتكملة الدراسات العليا (26) ، دون ان يعلن انه قد اختلف معهم (27) ، ولكن عندما طالت الحرب وبات اوارها يحصد شباب الامة الاسلامية ومن الطرفين ، صرح بعد مرور اكثر من اربع سنوات ، بأنه ضد الحرب ويتمنى انتهائها ، وفي مقابلة صحفية واحدة فقط ، وكان قد مر على استشهاد السيد اربع سنوات ونصف (28) ، ولكن النعماني ازاح هذا الحدث راجعا به الى الخلف ليفتري على الوالد العلامة من جهة ولينوب عن الدولة الايرانية من جهة اخرى في تعينه لأعدائها ، وان كانت لم تقره على ما انابه عنهم ، فما زال بعض كبار رجالاتها يتبادلون مع العلامة الخاقاني التحية والسلام ويزورونه في بيته ويراهم الناس في الاماكن الاسلامية العامة ، كما حدث في شهر محرم الحرام من عام 1422 للهجرة ، أي قبل عامين (29) ، في زيارة نائب رئيس القضاء العالي في ايران للشيخ الخاقاني في بيته واصطحبه العلامة الخاقاني لحضور العزاء الحسيني في مأتم ابوظبي الكبير ، وكذا تفقد السفارة الايرانية في الامارات للشيخ الخاقاني بين فترة واخرى ، وبواسطة مستشارها الثقافي ، وهؤلاء احياء (30) والحدثان الاخيران كانا في الحسينية والمسجد (31) ، أي ان شهودهما الناس ، وكذلك لم يصدر من الدولة الايرانية اي سوء نية تجاه العلامة الخاقاني ، فالرجل انتقد الحرب المجنونة (32) التي اودت بحياة الملايين وكذلك الاعدامات (33) ، والتي يبدو ان هناك كثير غيره لم يكونوا مقتنعين بهما (34) ، والتاريخ اثبت ان هذه الحرب لم تكن في صالح الشعبين ، ويبدو ان النعماني اطلع على رأي (جانب واحد) فقط من الدولة الاسلامية في ايران.
اما الامر الرابع الذي اشره النعماني وكما ورد في كتابه: "كان له دور كبير في تأجيج الفتن في المنطقة العربية من خوزستان" ، ويقصد الوالد العلامة الشيخ عيسى الخاقاني ونقف هنا امام هذه الفرية ، فعندما طالب عرب الاهواز بتغير الاميرال المستبد احمد مدني محافظ الاهواز ، من الدولة الاسلامية في ايران ، كان عمنا سماحة آية الله العظمى الشيخ محمد طاهر الخاقاني رضوان الله تعالى عليه (35) ، هو الذي يتزعم هذه المطاليب ، وقد زار الامام الخميني في وفد كبير ، وتفاوض معه... لكن عندما تأزمت الامور واوشكت ان تخرج عن السيطرة ، بعث الامام الخميني الوالد الشيخ عيسى الخاقاني لحل هذه المشكلة ودعما لمهمته طلب الامام الخميني من الصحف الايرانية الصادرة آنذاك ان تنشر: "بأن الشيخ عيسى الخاقاني ممثل الامام الخميني" ، ولكن الجنرال احمد مدني ساق المشكلة الى قتل العرب ، وحسب المخطط الامريكي الموضوع ، وعندما اكتشف بعد احتلال السفارة الامريكية في طهران انه عميل امريكي ، وكان عمنا المغفور له قد حذر من ذلك قبلا ، هرب المدني من ايران واعترف على الملأ بدوره في بذر الفتنة العربية ، الفارسية ورعايتها من قبل الولايات المتحدة الامريكية... ويبدو كذلك ان هناك من موه على النعماني في هذه الناحية ايضا (36).
و ما زلنا نناقش الاطار الذي يقول فيه النعماني: "و الحقيقة ان السيد الشهيد رحمه الله استغرب كثيرا حينما اتصل الشيخ الخاقاني هاتفيا وطلب الاذن بزيارته رحمه الله ، وكان الاحتمال الاقرب الذي تبادر الى اذهاننا قبل ان يلتقي بالسيد الشهيد هو ان ضغطا حصل من قبل الشيعة في دول الخليج على السلطة البعثية مما اجبرها على السماح لممثل لهم يزور السيد الشهيد ليطمئن على صحته وسلامته ، اما ان يأتي على انه ممثل او مبعوث للسلطة ، فهو امر لم يكن محتملا لدينا".هنا ايضا لدينا حقائق عند النعماني نريد ان نقف عليها:
اولها: ان النعماني كان قد ذكر في منتصف الصفحة (279) ما نصه: "ثم قامت السلطة بقطع الماء والكهرباء والهاتف واستمر ذلك ما يقرب من خمسة عشر يوما ، ولولا وجود خزانات المياه لقتلنا العطش حتما" ، وكذلك ايدت منظمة العفو الدولية ما قاله النعماني في بيانها الصادر 17- 10- 1979 ، بان السلطة قد قطعت الماء والكهرباء والهاتف من بيت السيد الشهيد ، ولكن كيف تكلم الشيخ العلامة الخاقاني مع الشهيد الصدر في الهاتف المقطوع اصلا ، باعتراف النعماني نفسه ، هذا لا يعلمه الا النعماني والراسخون (37) .
ثانيها: ان ضغطا حصل من قبل الشيعة في دول الخليج ، مما اجبر السلطة على السماح لممثل لهم بزيارة الشهيد الصدر ، نعلمكم وشهودنا شياع اهل الخليج ، بان الوالد خرج من قطر عام 1978 وذهب مع الامام الخميني في باريس (38) ، وكان يقوم بترجمة خطبه الى العربية وأي قراءة للجرائد اللبنانية آنذاك تثبت هذا (39) ، ولم يعد الى الخليج منذ ذلك الوقت ، وحين خرج من ايران ذهب الى اسلام آباد ومنها الى باريس لتكملة دراسته (40)، ولم يعد الى الخليج الا عام 1986 للميلاد ، أي ان الفترة التي كان الشهيد الصدر فيها محاصرا ، لم يكن الوالد في دول الخليج ، وكذا في فترة استشهاده (41) ، ولم يعد الى الخليج الا بعد استشهاد الامام الصدر بست الى سبع سنوات ، وكان قد خرج من الخليج قبل استشهاد السيد بعامين (42) ، اما كيف رأه النعماني ممثلا لشيعة الخليج؟ فان هذه الفرية تكون بنفس الطريقة التي ازاح قضية الثورة الايرانية الى الخلف فقد دفع هذه الى الامام ، وما هي الا سنوات تقدم او تؤخر ، فيستقيم المعنى وتستقيم التمثيلية البائسة ، واهل قطر الذين غادرهم العلامة الخاقاني عام 1978 الى باريس (43) واهل الامارات الذين اتاهم عام 1986مازالو احياء ، ولم يمر زمن طويل على الاحداث (44).
ثالثها: هو المقطع الذي يصف هول المفاجأة بزيارة الخاقاني مبعوثا من السلطة ، قائلا: "اما ان ياتي على اساس انه ممثل او مبعوث للسلطة ، فهو امر لم يكن محتملا لدينا". وهذه المقولة تناقض ما ذهب اليه في البداية ان السيد الشهيد لا يرتبط باي شكل من العلاقات بالخاقاني ، بل يظهر انه يعرفه تماما (45)، ويعرف ورعه وخلقه ، لذلك لم يكن محتملا ان يكون مبعوثا من السلطة ، ان كانت القصة صادقة والا فهذه الكلمة هي الحقيقة بعينها اجريت على لسانه دون ان يشعر (46) .
و مازلنا في الاطار الذي يقول نصه: " التقى الشيخ الخاقاني بالسيد الشهيد ، وكان يرافقه شخص آخر ، لم نعرفه بشكل دقيق ومن المحتمل ان يكون من اقاربه". ويبدو ان الشيخ الخاقاني سيكون اول مبعوث دولة يذهب لمهمة خاصة يصطحب اقاربه معه (47) ، فكيف تكون مهمة خاصة ومن قبل القيادة وقد اتى اليها واقاربه معه وحضر اللقاء النعماني الذي لا يعلم الامن الصدامي انه في بيت السيد الشهيد ، فقد قال النعماني في كتابه تحت عنوان الامن يبحث عني في الصفحة (281) فهم لا يعلمون انه في بيت الشهيد الصدر (48)، ونحن نستغرب من مبعوث دولة لا يبلغ عن حضور اجتماعاته ، ونستفسر ، لماذا لم يخبر الشيخ الخاقاني الامن عن وجود النعماني في البيت؟ المسألة هنا تحتاج الى تمحيص اكثر(49) . اما السطر الاخر فيقول النعماني: “بدأ الخاقاني حديثه مخاطبا السيد الشهيد بخجل مفتعل ، فقال لقد جئت الى خدمتكم لأجل حل هذه المشكلة ، واعادة الامور الى طبيعتها ، فيجيبه السيد الشهيد من كلفك بهذه المهمة؟". وهنا اضع علامة استفهام على كيفية النظر الى تعبيرات وجه الخاقاني التي لا تدل الا على وجود النعماني بينهم ، ولم يكن يسترق السمع كما يبرر الذين في قلوبهم مرض والمرجفون ، بل كان ينظر ويرى انفعالات الوجه (50)، وهذا يؤكد واحدة من ثلاث حقائق ، الاولى ان الخاقاني رأى النعماني في بيت الشهيد الصدر ولم يخبر السلطات عنه ، والاخرى تؤكد ان وجود النعماني عند الشهيد الصدر كان شرعيا وان السلطة كانت تعلم بذلك وقد غضت الطرف عنه ، لأسباب يعلمها النعماني والسلطة ، والحقيقة الثالثة هي ان اصل القصة يحتاج الى من يتأكد منه ، ليبريء ذمة النعماني من الحقيقتين الاوليتين (51).
ونصل الى المضمون العجيب للقاء وما قاله الخاقاني ورد عليه الشهيد الصدر ، وفيه وقفات :
الوقفة الاولى: ان الخاقاني يقول لقد جئت الى خدمتكم لأجل حل هذه المشكلة ، فيجيبه الشهيد الصدر ومن كلفك بهذه المهمة؟ والسؤال ليس منطقيا ان يصدر من الفيلسوف الصدر ، أي مهمة التي سأل عنها الشهيد الصدر؟ ان الرجل يقول جئت لحل المشكلة واعادة الامور ، من المتوقع من السيد ان يسأل وكيف تحل المشكلة؟ وما المطلوب من الشهيد الصدر؟ وماذا يريد من خصومه؟ هل لديهم شروطا لحل المشكلة؟ هل لديه رضوان الله عليه شروطا؟ وهناك مئات من الاسئلة تحتاج الى اجابة ، اما من كلفك بهذه المهمة!!! فهو سؤال طاريء جاء بعد اعوام من استشهاد السيد الصدر (52)، والوقفة الثانية: ان الحل بيد الشيخ واعادة الامور كذلك ، اذا ما اخذنا بنظر الاعتبار ان قرار اعدام الشهيد الصدر كان قرارا دوليا اتى من خارج الحدود ، كما هو معروف ، وان صداما قد اعدم قبل الشهيد الصدر ، زوج اخته ووزيره المدلل عدنان الحمداني وبعد الشهيد الصدر اعدم زوج ابنته ووزيره المدلل جدا حسين كامل ، دون ان يوسط احدا او يأخذ برأي احد (53)، جاء هنا الشيخ لينوب عنه وعن قيادته والمسؤولين (هكذا وردت في نص النعماني) كيف يستطيع شخص ان ينوب عن سلطة سياسية في اعادة الامور الى طبيعتها ، هذا الطرح لا يليق بشخص حاز الدكتوراة من ارقى الجامعات الاروبية (54) مع فيلسوف الاسلام الاول ، وفي تلك الظروف العصيبة ...... . وما اجابة صدام على سؤال الدكتور موفق الربيعي عضو مجلس الحكم الانتقالي ، حين سأله : لماذا اعدمت الشهيد الصدر ؟ فقال يا صدر يا بطن !!! الا دلالة على شخصيته المعروفة عند كل الناس ، اما عند النعماني ، فمراسيل صدام كثر !!! (55).
هذا ما ورد في اطار المدخل للموضوع ، اما ما هو موجود في مخرج الموضوع ، فاني سالقي الضوء عليه بعد الانتهاء من مناقشة المضمون .
فبعد هذه التقدمة التي اتحفنا بها النعماني ، واكد لنا ان الشيخ الخاقاني مبعوث "رئيس الجمهورية والمسؤولين" ، هكذا وردت في النص ، يقول النعماني: “فكشف الشيخ الخاقاني عن المهمة الحقيقية التي بعثوه من اجلها" ، ما هي المهمة انها الحوزة العربية!!! ، انه يطلب من السيد الشهيد ان يؤسس حوزة عربية في النجف الاشرف ، وفي تلك الظروف والسيد الشهيد محاصر وقد قابله مدراء الامن وتفاوضوا معه ووصل التفاوض بينه وبين سلطة البعث الى طلبهم سحب الفتوى بتحريم الانتماء الى حزب البعث والرد على رسالة الامام الخميني والحجز والاعتقالات واعتقال الشهيد نفسه وتهديده بالقتل ، بالاضافة الى الوضع المتأزم من الطرفين السلطة والسيد الشهيد ... جاء احدهم ليطلب تأسيس حوزة عربية!!! ، ومقابل ماذا لم يذكر النعماني ما هو المقابل لتأسيس حوزة عربية (56) ، فلما يقول له السيد الشهيد لا فرق بين الحوزة العربية والفارسية والافغانية ، يجيبه الخاقاني هل رأيت سيدنا ما فعل العجم بالعرب في خوزستان ، ثم يقول الشهيد الصدر"انه لا يسمح ان يقال هذا الكلام عن ايران فهي دولة اسلامية والخميني مرجع عادل".بالله عليكم هل فكرتم ورأيتم اسلوب النقاش ، هل يليق هذا الكلام بالعلماء (57) ويدل على عقلانية وفكر وثقافة ، ولكن يبدو ان كاتب السيناريو الفاشل قد اسقط شخصيته على ابطال رواياته ، وقد قيل في المثل (حدث العاقل بما لا يليق فان صدق فلا عقل له) (58) .
اين المهمة التي جاء من اجلها الشيخ الخاقاني ، على ماذا انتهى اللقاء ، والى ماذا توصل الطرفان ، هل هناك نقاطا طرحها الخاقاني مبعوث رئيس الجمهورية والمسؤولين جميعا ، ليناقشه فيها الشهيد الصدر ، ولماذا لم يسأله عن المهمة التي جاء من اجلها ، هل ليقرأ عليه جريدة قومية تطالب بحقوق عرب الاهواز فقط ، اذن كيف سيعيد الامور الى طبيعتها ، كما ذكر النعماني وكيف سيحل هذه المشكلة (59)،
بناء على ما تقدم ، يتبين لكل قاريء حتى لو لم يكن فطنا ، بان القضية تحمل تسطيحا كاملا لعقلية الناس وان المتناقشين المفترضين فيها ليسا الشهيد الفيلسوف الصدر او العالم الحائز على دكتوراة فلسفة ، انهما يتنقلان من موضوع الى آخر ودون هدف او اسلوب منطقي يليق باشباه المثقفين (60) .
و اعود الى الاطار الخارجي مرة اخرى ، ويبدو فيه ان النعماني احس بالمأزق الذي وضع نفسه فيه ، ففسر لنا معنى اللقاء المتهافت واستنتج من تفسيره ، يقول النعماني في خاتمة الموضوع: “ان التفسير الاقرب لما حدث هو ان السلطة استهدفت ـ عن غباء ـ ان تجعل من السيد الشهيد رحمه الله منافسا قويا لقيادة السيد الخميني رحمه الله ، وتجعل من النجف منافسا قويا لحوزة قم ، وتقوم بتأجيج الصراع بينهم. وهذا لو حدث فانه يحقق لها من الآمال ما لم تكن تحلم به". وفقط نسأل النعماني سؤالا واحدا فقط ، هل السلطة كانت ترى في الشهيد الصدر رجلا من رجالاتها في تلك الفترة العصيبة من خلافاتهما حتى تفكر بان تجعله منافسا للخميني؟ (61) وان اكثر ما كان يقلق السلطة هو قيادة السيد الشهيد للجماهير (62) ، وقد قلت في كتابك ان بعضهم يريد اعدام الشهيد الصدر حتى لا يكون خمينيا ثانيا ، ولا اريد ان استقريء هذا النص ، ففيه ما فيه من علل لا تخفى على كل ذي لب (63).
و في الختام اقول مختصرا ، بان الشيخ عيسى الخاقاني لم يكن في العراق في تلك الفترة ، وكذلك لم يكن في الخليج قبلها ليمثل شيعتها واتصل بالهاتف المقطوع في بلد لم يكن فيها وطلب موعدا من بيت السيد الشهيد الصدر الذي لا يعرفه ، والذي لم يتوقع ان رجلا يعرفه مثل الخاقاني يمكن ان ينوب عن السلطة والقيادة والمسؤولين جميعا ، الذين لم يعرفهم الشيخ الخاقاني الى اليوم الذي اختفوا فيه من الساحة العراقية ، في حل المشكلة واعادة الامور الى طبيعتها ، وكيف تحل؟ تحل في الطلب من السيد الشهيد بتأسيس حوزة عربية وليبلغه عن اضطهاد الحكومة الايرانية لعرب الاهواز ، ولا يوافق السيد الشهيد على ذلك!!! وتنتهي هذه التمثيلة البائسة (63).
معذرة للسيدات والسادة عن الاطالة ، فاننا اردنا ان نثبت من خلال ذلك ان ما ادعاه النعماني هذا ، فرية لا اساس لها ، ونحيلكم الى ما حققناه في كتابنا ( النعماني والمحنة والحصار) وفيه رد وبالادلة الدامغة لكل مفتريات النعماني بحق السيد الشهيد الصدر رضوان الله تعالى عليه اولا والمجتهدين والمراجع والعلماء ، الذي يبدو انه كلف بان يحط من كرامتهم وان يكيل لهم جزافا مفتريات لا اساس لها من الصحة (64).
وفقكم الله تعالى في البحث عن الحقيقة (65)، وجعلكم من عباده الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه.
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
محمد الشيخ عيسى الخاقاني
تعليق