إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

[الوثائقية 1] يوم كان الشهيد الصدر(ابو) الدعوة ... [(ابن) الدعوة العاق]

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المشاركة الأصلية بواسطة alyatem
    [CENTER]شهادات عن الشيخ محمد رضا النعماني

    قبل اكمال الكلام عن الخاقاني ومصيره
    لا بأس بذكر هذه الشهادات التي جاءت بحق النعماني وكتابه وللقاريء الحرية في الحكم عليها.
    عرضنا سابقا ما ذكره السيد الحائري حفظه الله في مقدمة كتابه مباحث الاصول القسم‏2 ج‏1، ص: 153 ـ 154
    http://www.yahosein.com/vb/showpost....&postcount=432
    وعرضنا كذلك تقديم السيد الحائري لكتاب (الشهيد الصدر سنوات المحنة وايام الحصار) ص 13 ـ 14


    وسيعلم القاريء الكريم مدى (طهارة) النعماني...

    حتى وإن شهد له مثل السيد الحائري حفظه الله تعالى
    ام ان باء الحائري تجر مرة وترفع اخرى ؟؟؟!!


    قبل اكتمال المتاجرة بالصدر نفسه قالوا انه ابن الدعوة العاق ثم صار (القائد المؤسس)!!

    ثم تحولت التجارة لاحقا لجعفر الصدر ....قبل ان يتبينوا صعوبة تجييره لصالحهم !


    اليوم طرحت للمتاجرة ام جعفر الصدر !

    ولست ادري بمن سيتاجرون من ال الصدر في المستقبل القريب !!!

    من حصل من الصدر على وسام كما حصل عليه السيد محمود الهاشمي؟



    فاذا كان الصدر عندكم مقدسا الى هذه الدرجة وتتمسكون باي نص صادر عنه فهذا نص صريح وفريد باجازة اجتهاد السيد الهاشمي واعتبار ماصدر عنه صادر عن الشهيد الصدر !!

    ومن يدعي انه على خط الصدر فالاولى ان يتبعه او على الاقل ان يرتبط به ولو من بعيد !!

    لم يصلنا عن الصدر وصية بالاستماع الى ماتقوله العلوية ام جعفر هذا ان صح النقل عنها اصلا !

    وعلى اية حال فان على من يحتج بقول للصدر ان يقبل بكل شهاداته بحق..؛(اخرين)!!!!

    لاان يغمز قناتهم بين الفينة والاخرى !!

    وان على من يحتج بقول للحائري ان يقبل بشهاداته بطهارة الاخرين لاان يطعن بها

    حتى وإن شهد له مثل السيد الحائري حفظه الله تعالى
    تلك هي قسمة ضيزى !!



    الملفات المرفقة

    تعليق






    • اذن فقد زجت الدعوة بعناصرها لاختراق منظمة امل حتى اوصلت العضو القيادي في الدعوة الشيخ شمس الدين الى منصب نائب رئيس الحركة !!

      كيف تتمكن الدعوة من الهيمنة المطلقة على الحركة بعد هذا؟؟؟

      لابد من ازالة رئيس الحركة.....موسى الصدر لتتحول الحركة الى حزب دعوة باسم جديد كما عودتنا الدعوة بواجهاتها المختلفة متعددة الاسماء داخل العراق وخارجه !

      لكن كيف تتم ازاحة موسى الصدر ؟

      الدور هنا على منظمة العمل التي ساهمت من قبل في تمهيد الارضية لازاحة عبء محمد باقر الصدر عن الدعوة والذي اخذ يتنصل عن الدعوة ويحرم الانتماء اليها تدريجيا كما قام بسحب الاسس التي كتبها من قبل وتراجع عن نظرية الشورى والكثير من الامور الاخرى !!



      لكن كيف تقوم منظمة العمل بتصفية السيد موسى الصدر؟؟؟

      الملفات المرفقة

      تعليق


      • الى الاستاذ هشام حيدر

        السلام عليكم

        اوصيك ايها الاستاذ العزيز ان تجعل لنفسك قليلا من الاحترام العلمي وان تعرف ماذا تتكلم وكيف تتكلم، فلست انا من يتاجر في هذه المهزلة الرخيصة التي تسمى (الوثائقية).

        الموضوع الذي اطرحه انا لا علاقة له بحزب الدعوة ولا بأي شخص من شخوص الدعوة الحاليين الذين لديك مشاكل معهم.

        اترك عائلة الصدر لشأنها واتهمني انا بما شئت وأردت. فلسنا نحن اعلم من ام جعفر ولا ازكى ولا اطهر ولا اكبر وهي انما تتكلم بما رأته وسمعته ولن تحتاج ان تقول ما تقول ليتاجر به أحد.

        كيف ذلك وهي صاحبة المصيبة وحبيسة الحصار ، اتراني نقلت عنها شيئا عن حزب الدعوة ومن لف لفهم... قاتلهم الله انى يؤفكون.

        انتظر وانظر ماذا سوف انقل لك ما تقول العلوية في غير ذلك.
        وما تريد انت ان تطبل وتزمر له هنا!! فهل يا ترى سوف يصمد امام ما تقوله ابنة الصدر وزوجة الصدر واخت الصدر؟؟!!!

        هل كنت انت في النجف لتعرف ما كنا نعانيه ممن هم على شاكلتك!!!
        هل كان بيتك محاصر لتعرف ما معنى الحصار!!!
        هل خرج ابوك او اخوك او ولدك يوما ولم يعد لتعرف ما معنى ذلك!!!

        وان كنت كذلك فالعجب كل العجب ان تكتب مثل هذه المزايدات هنا!!

        يا الله لطالما يتكرر علينا امثال هذا هشام حيدر.
        يالله لطالما يتكرر علينا من يصفنا بمثل اوصاف هشام حيدر.
        يا لله لطالما يظلمنا من هم من امثال هشام حيدر.

        يا اخي انا واحد من هذه المأساة وقضينا طفولتنا وشبابنا وعوائلنا وليالينا وصباحنا بين المطرقة والسندان، سندان البعث ومطرقة المنبعثين من امثالك.

        فالرجاء اعرف حدودك واعرف قدرك وانظر ماذا نكتب وماذا تكتب انت ولا تخلط الحابل بالنابل.

        واترك الوسام لصاحبه، وانت لست اعرف مني بالسيد محمود الشاهرودي واترك الحديث عن الامر، فالسيد الهاشمي لا يحتاج الى هذا الوسام وان كان يزيده اعتزازا وطريقة العلماء التي قد لا تعرفها في اعطاء مثل هكذا رسائل وظروفها ونواياها ومقاصدها ولماذا ارسل الهاشمي الى خارج العراق ولماذا لم يذهب غيره الى خارج العراق عندما طلب السيد منه ولماذا ولماذا!!!
        لا تجرنا لمواضيع اخرى بانفعلاتك التافهة وحربك على حزب اللغوة ومن لف لفهم الا لعنة الله على الظالمين منهم ومن جميع الاحزاب المنبعثة ومن لف لفهم الى يوم الدين، الذين لم يجروا لنا الا الويلات والآهات.

        اذا كنت لا تسطيع تحمل الوثائق التي نعرضها لك هنا لا تتفلسف علينا بمشاركاتك المحمومة جدا وتعلم ان تأتينا بأشياء جديدة ونقاشات علمية لا ورقة منشورة من عشرات السنين وانت لا تعرف ما هي وما خلفياتها ولماذا كتبت!!!

        أكان حزب الدعوة في ايران عندما ارسل الهاشمي الى ايران؟؟!!!
        أكان مرسلا لقيادة الدعوة، فان كان كذلك فلماذا تركهم يخوضون في واد والناس في واد آخر كما تدعي انت؟؟!!!
        ألم يكن من الاحرى له احتوائهم مثل ما فعل الحائري، ولم ينجح، ومثلما فعل الآصفي ولم يفلح.

        يا اخي ان كنت لا تعرف التاريخ لماذا تحشر انفك فيه!!!
        يا اخي ان كنت لا تقرأ جيدا وتمتلك المصادر وتقارن وتستنتج وتحكم بعقل المحايد لا عقل الحاقد!!! فلماذا تنشر اشياء لا تنفعك في دنيا وتضرك في آخرتك.

        ومن عجب الامر ان تقول:

        لم يصلنا عن الصدر وصية بالاستماع الى ماتقوله العلوية ام جعفر هذا ان صح النقل عنها اصلا !
        ايحتاج بيان المصيبة الى وصية؟؟؟!!! ومن قال لك انه لا توجد وصية، ومن قال لك ومن قال؟؟؟؟!!!

        وعلى اية حال فان على من يحتج بقول للصدر ان يقبل بكل شهاداته بحق..؛(اخرين)!!!!
        لاان يغمز قناتهم بين الفينة والاخرى !!
        يا اخي يا قناة الفرات يا قناة آفاق يا قناة العالم يا قناة بلادي
        يا اخي عرب وين وطنبورة وين
        والله هذا الكلام من اسخف ما اسمعه في حياتي، وكأنه نقاشات بـ(الغمز) و(اللمز)!!!

        يا اخي اعرض كلام منطقي وتحلى بشيء من الشجاعة وناقش وجاوب بمصداقية.

        وان على من يحتج بقول للحائري ان يقبل بشهاداته بطهارة الاخرين لاان يطعن بها
        وانا اعيد واقول واؤكد حتى وان طهر الحائري الخاقاني فهذا هو وشأنه فلست من مقلديه والمسألة ليست في التقليد!!
        لان لدي من الوثائق التي سأعرضها عليك هنا ما لو عرضتها على نفس السيد لكان رأيه من رأيي. ولا تستعجل لعله سيأتيك ذلك قريبا منه ان شاء اله تعالى!!!
        ولا تتصور ان الوثائق تخص موضوع مجيئه الى بيت السيد الصدر ، لا لا انتظر وسترى ولا تستعجل..

        وابق انت تنعم بصيف لبنان الهاديء وحزب الدعوة العميل ومنظمة امل الارهابية وحزب الله ويبقى فقط النزيه الذي ليس عليه شائبة ......... التوقيع هشام حيدر من الناصرية

        ان صح النقل عنها اصلا !
        لم احسبني سأحتاج لذلك وتصورت ان عندك نسخة من الكتاب ولو شئت ارسلت لك نسخة منه ولعلي افعل لكن الامر يحتاج الى وقت ان اردت النص مصورا وان اردته نصا مطبوعا فسأرتبه لك لعلك تستفيد منه في بعض الخفايا عن حزب الدعوة مثلا!!!
        وهاك خذ المصدر من نسخة مطبوعة ثانية لان النص المصفوف (كومبيوتريا) انقله من الطبعة الاولى، خذها هدية مني اليك وللقاريء الكريم ، الذي والله لا اكتب الا له وللتاريخ وللحقيقة.















        ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
        وحسبنا الله ونعم الوكيل نعم المولى ونعم النصير
        هدانا يا اخي واياك الى سواء السبيل
        الملفات المرفقة

        تعليق


        • قبل ان نستمر بالحديث عن (الخاقاني) نعيد الذاكرة لسبب طرح الموضوع وتأكيدي على كل ما كتبته وما سأكتبه هنا.
          قال هشام حيدر هنا وفي مقالاته على الانترنيت:
          http://www.yahosein.com/vb/showpost....&postcount=425

          مامصداقية النعماني في النقل اذن ؟؟؟
          ومن يتحمل مسؤولية التسقيط بهذا الحجم من الناحية الشرعية والتاريخية؟؟
          لاغراضه او اهوائه....تعمد تسقيط الشيخ الخاقاني !
          فمن قام بتسقيطه ايضا؟؟؟
          وهل اعتذر او قام بتغيير طبعة كتابه سيء الصيت؟؟؟
          اللهم الا ان كان البعض يرى تكذيب السيد الحائري وتصديق النعماني !!
          هؤلاء هم اقطاب حملة تسقيط المرجعية ومن يدعون انهم يقيمون (المرجعية بشكل عام)!!!
          وتبين لنا بعض فصول الموضوع في المشاركات السابقة بما فيه الكفاية فليراجع من احب ذلك.

          وقبل البدأ بعرض رد آخر للخاقاني (الابن) الذي بداءه بعبارات وخطبة دفاعية وفلسفية وينتهي في مقدمته للمسألة التالية على ما سيأتي:

          خاصة وانت لا تستطيع ان تقسم بالله العظيم على ان الخبر المنقول اليك ، صحيح، لأنك لم تكن من شهوده
          نقول:
          وهذا كلام منطقي وسليم ولا يمكن المزايدة عليه، لكنه اشكال وارد بنفسه على السيد الحائري حفظه الله تعالى!!!
          فإن كان يفتي بـ (طهارة) الخاقاني عن (تهمة) النعماني فهو فتيا بدون علم و(من افتى بغير علم فليتبوأ مقعده من النار) لأن السيد قطعا لم يكن حاضرا ولم يكن من شهود اثباته فضلا على ان يكون من شهود نفيه.

          وعلى هذا إما أن يكون الحائري افتى بدون علم وهذا مستبعد مالم يكن عن تراجع من الشيخ النعماني امام الحائري وهذا مما لم يقله في فتواه.
          أو يكون الموضوع نفي قدومه مع رجل الامن ، لا نفي أصل القدوم الى المفاوضات ، الذي ابقى عبارته في كتابه المطبوع بعد (التنقيح):




          فأخذ السيّد الشهيد وهو في كامل الاطمئنان بالاستشهاد ولقاء الله تعالى وأجداده الطاهرين; إذ كان ـ رضوان الله عليه ـ قد رأى رؤياً بعد انتهاء المفاوضات مع الشيخ الخاقانيّ: كأنّ أخاه المرحوم السيّد إسماعيل الصدر...
          وكذلك المنشور في كتاب (سمو الذات) الصادر من مكتب الحائري بقم:

          (لاحظ الصفحة 228 حسب ترقيم الموقع) و(الصفحة 222 حسب المطبوع) من الكتاب.
          http://www.alhaeri.org/main.php?p=li...15&pid=227#lib

          وكما ذكرنا سابقا المعنى المقصود من فتوى (الطهارة) ووضحه مكتب السيد في دمشق فلا نعيد.
          الملفات المرفقة

          تعليق


          • النص الآخر لأحد ردود الخاقاني (الابن) جاء على موقع ملتقى البحرين على الصفحة:

            http://bhr.no-ip.biz/showthread.php?t=74002
            المنشور 25-09-03
            جوابا على سؤال احد المشاركين:
            الشيخ عيسى الخاقاني يزور البحرين -- هل هذا صحيح ؟
            سمعنا مؤخرا عن وصول الشيخ عيسى الخاقاني للبحرين ...
            وانتشرت إعلانات تدعو للحضور في ندوات سوف يقيمها ..
            ولكن .. هذا الإسم يذكرنا بالشيخ عيسى الخاقاني الذي كانت له مشاركة في المفاوضات الأخيرة مع الشهيد السيد محمد باقر الصدر والتي انتهت باغتيال الشهيد .
            ...
            فمن يكونهذا الذي يزور البحرين ؟
            أهو الشيخ عيسى الخاقاني المذكور في سيرة الشهيد الصدر (رض) ؟
            أتمنى أن لا يكون ذلك ..
            فاجابه المشارك الآخر
            إنه هو..
            ولكن هناك توضيحات تقدّم به الشيخ الخاقاني ونجله تردّ على ما يُقال حوله في شأن هذه الحادثة وغيرها..
            يمكن مراجعة موقع "كتابات" للاطلاع على "الرأي والرأي الآخر" في هذا الموضوع..
            ونسأل الله الإخلاص وحُسن الخاتمة
            واضاف المشترك السائل جواب الخاقاني (الابن) والذي نقله على ما يقول من موقع كتابات والذي سنستعرضه لاحقا ان شاء الله تعالى.

            ويضيف احد المشاركين
            الدكتور الشيخ الخاقاني..
            الذي اعرفه بأن الامام الخميني (قده) قد كلفه بالسيطرة على السفارة الايرانية في قطر عند انتصار الثورة الاسلامية في ايران.. والظاهر انه بعد ذلك حدثت بعض الخلافات مما حدا بالجمهورية الى فرض الاقامة الجبرية عليه..
            اقول هذا فيه خلط سنتبينه لاحقا في مطاوي الحديث...

            وكان قد نشر المقال في موقع كتابات على ما افاده ناقل الموضوع في المنتدى المذكور.

            ولكنني حين الرجوع الى كتابات لم أجد ذلك هناك او أي ما يتصل بالموضوع الا بعض القليل سنتعرض له في مطاوي الحديث. ولعله تم حذفه لقدم الموضوع كما نوه عليه القائمون على (كتابات) في ارشيف (المقالات) للسنوات السابقة. ويمكن ان يكون هناك مواقع اخرى نقلت الموضوع فراجع.

            ننقل الآن الرد الآخر للخاقاني (الابن)، والذي يظهر انه جوابا على نقاشات كانت بينه وبين عديدين منهم (القاري) و(متابع) و(العتابي) و(عبدالله الحر)...
            ولكنني لن استعمل اسلوب التعليق على الرسالة كهوامش لما فيه صعوبة في توضيح المطلب على القاريء وانقطاع سلسلة الافكار لديه، وابقاءا للقاريء في الصورة التي يحاول قلبها الخاقاني (الابن) في ردوده التي سنرى كم هي متناقضة ومتباينة مستفيدا من اسلوب (السفسطة) الذي تعلمه في مدارس الفلسفة وجامعات (كلية القانون والسياسة) التي يتشارك بها ابن الخاقاني (عيسى عبدالحميد) وابن الخاقاني الجديد (هشام حيدر).
            ولا أدري لو عرض هشام حيدر ما نذكره هنا على ابنه البكر (المحامي) السياسي ماذا يكون جوابه؟ ايكون مثل والده (الوثائقي) فيقول كما قال والده حينما اعيته الحيلة ورأى الوثائق بعينها:

            هذا التفرغ والانقطاع والاعداد والتصوير والفهرسة وهذا الجهد من قبل من ؟ ولاجل من ؟؟!!
            ولنوضح للمحامي هشام حيدر التالي:

            ان المفارقة العجيبة ان الشيخ النعماني لم يعين من هو عيسى الخاقاني ولم يشر اليه الا بعموميات واوصاف عامة ولكن المشكلة ان ابن الخاقاني هو من فضح نفسه بنفسه وعرف عن نفسه، والا من كان يعرف من هو عيسى الخاقاني؟؟!!
            وهناك مليون خاقاني كما يقول الابن في رسالته السابقة!!!
            طبعا يمكن ان يقال ان الشيخ النعماني اجاب عنه في مكان ما واشار اليه وهذا لم يصلنا طبعا، فيبقى النقض هذا على قول (يكاد المريب يقول خذوني).
            كان من الممكن على الابن ان يقول ليس هو والسلام ختام. لا أن يأتي بمطولاته الفلسفية وشروحه السفسطائية كما نقلناها وسننقلها لاحقا!!

            على أي حال نذهب الى رسالة الخاقاني (الابن) الثانية.

            تعليق


            • مناقشة رسالة الخاقاني (الابن) الثانية


              بسم الله الرحمن الرحيم

              كتابات - محمد الشيخ عيسى الخاقاني

              الحمدلله رب العالمين ، واصلي واسلم على خير خلقه محمد وآله الطيبين الطاهرين ، اخوتي الاكارم الذين تابعوا نشر مواضيعي وردودي ، سواء من آزرني او ناقشني او خالفني ، اقدم هذه الرسالة ، وفيها القاء حجة نهائية على الاخوين رافعي شعار الفتنة ، والتي ساجيب فيها على كل اسئلتهم وبالطريقة التي طالبوني بها وبحسب مصادري التي بين يدي ، وهي بين كتب متوفرة في السوق ، واشخاص احياء اي ما زالو على قيد الحياة ، مع العلم انني ووالدي لسنا مجبرين على تقديم كشف حساب عن حياتنا للاخرين ، ولكني وبقدر معرفتي بالله سبحانه وتعالى ، وهو اعلم بما تخفي الصدور ، اريد القاء الحجة عليهم ، لعل الله عز وجل ، يظهر من يقول الحق ولا تأخذه العزة بالاثم ، ولذلك سأعيد تشكيل الصورة التي يحاولون تشويهها دون ان يدرون ، وعلى هذا الاساس يعملون ، فانقل لهم ما لا يدرون به واشرح لهم ما استصعب علي او ما استصعب عليهم فهمه ، وكذلك اجيب على الاسئلة التي وجهوها الي مشكورين ، دون ابداء راي بهذه الاسئلة وعلى الله توكلت فهو نعم المولى ونعم النصير.

              اولا : القاريء

              قال ينتقدني هداه الله ، ان كلمات كذاب ومرتزق التي تكرم واغدقها علي ووالدي لم تعجبني، فهي اوصاف وضعتها بجنب كل اتهام اخرجت دليله وفق ما املك من معلومات ، نعم كلامك من حيث انت صحيح ، ولكن الا ترى بأنك وضعت الاوصاف بجنب الاتهام ، والاتهام ايها السيد لا يجوز التأكد منه والقياس عليه، الا ان يكون حكما، وثم وفق ما تملك من معلومات ، وطالما انك ايقنت وحكمت حسب معلوماتك، فلا تسمي ذلك اتهاما، وان شئت ان تطور ملكاتك الفكرية أفدناك، بان العلم كله في العالم كله، وقد تاتيك معلومات اخرى ، وقد تكون هناك معلومات عند غيرك ، وان الادلة لا تكتمل ، الا ان يستمع الحاكم مثلك او فلنقل القاضي مثلك ، الى كل الآراء ، ومن ثم يستمع الى شهادة الشهود ، وهم شهود النفي والاثبات ، ولهم ان يعطوا ادلتهم وبراهينهم ، اما انت ايها القاريء فقد حكمت على شاهدك الوحيد بالعصمة وحكمت على بعض الشهود بالسفالة والانحطاط ، فكيف يمكن لك ان تعدل.

              و من ناحية اخرى ، انت ما زلت تردد اين ادلة وشهود ابن الخاقاني التي وعدنا بها ، فكيف حكمت قبل ان تسمع ، انا اعتقد انك حكمت لنفسك ، كما ذكرت انت نفسك ، بما عندك من ادلة واثباتات وما تملك من معلومات ، انا اجلك ان شاء الله ، ان تكون كذلك ، بل من الواجب ان تنتظر ردي المزعوم الذي فندته قبل ان تسمعه ، ثم تسمعه ، وترى ادلتي وشهودي ثم تحكم ، اليس ما اقول صحيحا ، خاصة وانت لا تستطيع ان تقسم بالله العظيم على ان الخبر المنقول اليك ، صحيح، لأنك لم تكن من شهوده ، آمل ان تكون لغتي سهلة الاستيعاب والفهم لديك! ، اما نقاطك التي اثرتها ، فاليك اجابتها ، كما تريد وتشتهي نفسك الكريمة!.
              اقول: قد بينا في بداية الكلام حول الشهود. فتأمل.

              ويضيف الخاقاني:

              تمثيل شخص ايراني من قبل سلطة عراقية ، افتراء غريب لم يقله حتى شيخك الاكرم النعماني ، لأنه هو الاخر عراقي ولا يمكن ان يقول ما قلته، وفيه من الغرابة ما يجعلك لا تدري كيف تشرحه ، وان حل جنسية الشيخ الوالد حفظه الله ورعاه ، وماهي هل هي ايرانية او عراقية ، ستأتي في الرد على صنوك العتابي ان شاء الله ، فاعذرني ...

              اما الخبر البشرى عن افتضاح امر الشيخ النعماني ، فلأني اعرفه، ولكن سماحة العلامة الدكتور المربي الشيخ عيسى الخاقاني ، امرني وامره مطاع عندي، وكما تعلم انت وقد عيرتني بأني حامل الشنطة (1) وذاك فخر اطلب من العلي القدير ان يراني اهل له ويشرفني به دائما، اقول امرني الوالد، ان لااكون مثل اولئك الذين يحبون ان تشيع الفاحشة ، وحين اتى من غيري اعتبرته بشرى لك ولأمثالك ، لعل الله يهديكم في البحث عن مصداق الخبر ، لعلكم استطعتم نفيه او اثباته ، ولكنه خبر ، قاله شخص اسمى نفسه متابع وكرره آخر واضاف عليه واسمه عبد الله الحر ، فقلت انك منصف وكما اتعبت نفسك واضعت عزيز وقتك ، وحبرت ورقك ، في البحث عن كلمة او جملة تفيدك من هنا وهناك ، آمنت بك مجدا ، فقلت انها بشرى ، ستبحث عن هذه المعلومات ايضا ، وهي قد لا تكون صحيحة ، وقد يكون بعضها صحيح ، وقد تكون كلها صحيحة ، الا انها تحتاج الى بحث واستقصاء وانت اهل لهذا وذاك ، فهيا يا عزيزي ، لعلنا نكمل الصورة الناقصة ، ونعيد تشكيلها ، ويكون لك فضل البحث والصدق مع النفس والاخرين ، بالرغم من زعمك ان تأييد كلامهما السافل الذي لا سند له ولا توثيق لمجرد انه كان يصب في صالح ما ترمون ، فهل لكلام شيخك النعماني سند او توثيق (2) ، ام ان هذا لونه احمر واولئك زرق مثلا ، وهذا ادعوه بالخبر البشرى ليهديك الى الصراط يكون خطأ مني وذاك تنقل عنه ما تريد وتؤيده ، لا يكون في صالح ما تزعم ، اتق الله يا رجل ، فكثير من امور الحياة نسبية كما تعلم
              اقول:
              (1) فيه اشارة الى قول الخاقاني (الابن) :

              وخاصة انا ولده كنت مرافقه لزيارة السيد الشهيد
              (2) رأينا الاسناد والتوثيق من نفس كلام الخاقاني وسنعرض البقية هنا ولاحقا ان شاء الله تعالى.
              ويستمر الخاقاني:

              اما فتوى السيد الحائري حفظه الله ، فقد نفذت امرك وذهبت بها الى مكتبه في مدينة النجف الاشرف ، وقد همش عليها السيد نور الدين الاشكوري (1)، بعد ان اتصل بالسيد الحائري (2)، والهامش كان على عكس ما تفضلت به تماما، بل فيه امر لأصحابه بتنفيذ ما ورد فيها وردع لمن يخالف ذلك ، وان امرتني بعثت لك نسخة منها ، او افدتني بالاسلوب الذي تتبعه في الكومبيوتر بنقلها ضمن المقال ، كما تفعل ، فانا لا اعرف هذه الفنون اللطيفة ، هداك الله وافاد الامة من فنك ، واذكرك ، بان الجملة الاعتراضية التي تستشهد بها ، في ان السيد الحائري حفظه الله قد قالها في فتواه ، (والاولى بي ان انسب الفرق الى خطأ في فهمي وقت كتابة الكتاب) ، هي ليست من الفتوى ، بل هي من اجابته على الرسالة الثالثة ، وحين اكدت له بانها لسوء ظن بالمؤلف ، اجاب ايها السيد الكريم بالفتوى ، وفيها النص الموضح الذي يقول وانقلها نصا اليك ، علك خلطت بينها وبين الرسائل ولا تقصد التدليس حاشاك وهي :" ما كتبناه في الجزء الاول من القسم الثاني من مباحث الاصول بشأن والدكم الكريم من قصة وروده برفقة رجل من الامن العراقي على استاذنا الشهيد الصدر رحمه الله كان نقلا عما سلمه لنا في وقته سماحة الشيخ النعماني حفظه الله بخط يده "، انتهى النقل ، اي ان ما مكتوب عند السيد الحائري ، كان بخط يد شيخكم الكريم، وقد اختلف ما كتبه للسيد الحائري عما نشره في كتابه ، كما ترى فقد اعلن السيد الحائري بوضوح عالم تقي ، يخاف الله ، في المقطع الثاني من الفتوى ما نصه : "والان وبعد ان اختلف ما كتبه لنا عما طبعه في كتابه فاننا نسحب ذاك النقل من خلال شهادتنا بطهارة الوالد عن ذلك " انتهى النقل ، هل عندك تفسير عقلاني وعقلي لمعنى جملة، "وبعد ان اختلف ما كتبه لنا عما طبعه في كتابه"، انا اعرف انك لست باحثا في علم الدلالة والمعنى ، ولكني ادري بانك تشرح وتسهب وتطيل وتربط المواضيع باساليب عديدة ومتنوعة ، امامك هذا النص استنطقه، ناقشه، اعد قرأءته ، اخرج لنا بحكم عليه ، حتى نرى انك باحث عن الحقيقة، لا مدلس ، مرجف ، كذاب ومتحامل ، كما وصفوك بعض الكتاب الاكارم، فانا شخصيا اجلك ان تكون كذلك ، فسره اي النص واخبرني بعد ذاك واكون لك من الشاكرين (3) .
              اقول:
              (1) راجع صورة الفتوى هنا:
              http://www.yahosein.com/vb/showpost....&postcount=425

              (2) راجع تعليق مكتب السيد الحائري في دمشق هنا:
              http://www.yahosein.com/vb/showpost....&postcount=465

              (3) نص كلام السيد الحائري المذكور : (من قصة وروده برفقة رجل من الامن العراقي على استاذنا الشهيد الصدر رحمه الله كان نقلا عما سلمه لنا في وقته سماحة الشيخ النعماني حفظه الله تعالى بخط يده).
              لا يناقض ما ذكره السيد الحائري في جوابه السابق للفتوى (والاولى بي أن أنسب الفرق الى خطأ في فهمي وقت كتابة كتابي لا الى اختلاف بين كتابتي للشيخ حفظه الله).
              بل يبقى هذا الاخير على قوته، والا فلا يكون هناك معنى لتخطئته نفسه.
              وان كان اشكال (الابن) يقوى أو يدفع اذا شاهدنا المخطوط الذي ارسله النعماني للحائري حتى نعرف الفرق بين المخطوط وبين ما أدرجه السيد في كتابه مباحث الاصول.
              وقد ناقشنا ذلك في النقطة الرابعة في التعليق على رد الخاقاني السابق فراجع.
              http://www.yahosein.com/vb/showpost....&postcount=451
              http://www.yahosein.com/vb/showpost....&postcount=452

              ويستمر الخاقاني:

              انا هذه المرة لن العب عليك كما امرت في رسالتك يا قاريء ولكن عليك انت ايضا ان تقرأ ما تكتب ، في قضية سماحة السيد محمد حسين فضل الله حفظه الله ، كتبت النص التالي : "بانني سالت السيد قبل سنوات عن هذا الامر واكدت فيما اكده هو قدمنا المسألة فيما لو ثبت على هذا الشخص الامر المذكور فاكد لنا انه ووفقا لهذه الامور لا يجوز الصلاة خلفه او الحضور عنده " نعم اؤيد ما قلت ، ولكن ان ثبت عكس ذلك ماذا تكون فتوى السيد ، وان كان من نقل له الخبر كاذبا مثلا ، حاشاكم ، او انه غير متيقن ، او ان الاحداث اثبتت غير ما نقل للسيد ، فماذا ستكون فتوى السيد ، والكلام المشروط ان رفع شرطه دل على عكسه ، وللتوضيح ان فتوى السيد محمد حسين فضل الله الشفهية التي زعمتم انه قالها ، وصدقناكم ، تقول : لو ثبت على هذا الشخص المذكور، ووفقا لهذه الامور ، فلا يجوز الصلاة خلفه ، اذن لو لم يثبت ، ولم تثبت هذه الامور فيجوز الصلاة خلفه ، اعتقد انها واضحة ايها القاريء ، وكذلك فقد كررت مشكورا استفتاء شفوي وقبل سنين ، وفي الاعلى قلت قبل سنوات، انك هنا لا تتناقض ، فلا تظنني العب عليك ، وحسب ما قلت استفتائك شفهي، قديم...

              ان قلت ان الاستفتاء الذي لدي كتابي وممهور بختم السيد وصادر في ربيع الاول من عام 1424 للهجرة النبوية الشريفة ، اي قبل اشهر واذا ما افترضنا جدلا ان السيد لا يعرف الوالد ، كما تكرمتم علينا وعرفتموه ، هل تستكثرون على السيد حفظه الله ، ان يكون تعرف على الوالد او عرف في اقل التقادير ، او قرأ عنه في كتاب شيخكم النعماني مثلا وعرفه ، او انكم كما تفضلتم نقلتم عنه وعرفتم السيد بالوالد مما تعرفون عنه ، حيث انه افتاكم شفهيا ، انه احتمال وارد ، خاصة وانتم شخصيا مصداق تعريف العلامة الوالد بسماحة السيد حفظه الله، وقد نقلتم ذلك لنا مشكورين ، فهل نكذبكم هنا، ونصدقكم في مكان آخر تقولون فيه ان السيد قبل سنين لم يكن يعرف الشيخ وانتم عرفتموه !!، اذن فقد عرفه ومنكم ، وها هو افتى ، بالرغم من تعريفكم الكريم المتحامل ، بانه لا يجوز لأحد من اتباعه ان يتعرض للشيخ الوالد ، هل تريد ان تلعب ما لعبته مع فتوى السيد الحائري ايضا مع فتوى سماحة السيد، تفضل !! فانت لست مرجفا ، ولكن ارجو ان تؤمن بأن الله يرى ... ولنخرج من مصطلح التأهيل الى اعادة التشكيل ، واقرأ هذه الفقرة بينك وبين نفسك واحكم هل لعبت عليك كما تزعم.
              اقول:
              لن اعلق على هذا الكلام حيث لا اعرف خلفياته وفتوى فضل الله التي يقولون عنها لم اجدها ولست بحاجة لها والذي يبدوا انها قضية عمومية لا تدخل في صلب الموضوع والا فما معنى (اذا هو فلا تجوز الصلاة خلفه واذا ليس هو فتجوز !!!) ويرد عليها قول الخاقاني (والكلام المشروط ان رفع شرطه دل على عكسه).
              ويرد عليها نفس اشكالنا الوارد على السيد الحائري في المقطع السابق حول قضية (شهود) القصة. فتأمل.

              ويستمر الخاقاني بالتعليق:

              وتعال معي قليلا الى معاوية الذي اقحمته موضوعك وقلت لا تفيدني الاستفادة من آيات القران الكريم كما فعل معاوية ، فقلت لك ان معاوية لم يستفد من آيات القران الكريم لتدعيم نفسه ، وانه اذكى منك !! فقد ثقف الناس على كره علي ونجح في ذلك ، حتى انه شن بهم الحروب ضد امير المؤمنين ، وانت حاولت ان تثقف الناس على كره طلاب علي وفشلت ، ولكنه رفع المصاحف لأيقاف حرب كاد ان يخسرها ويخسر نفسه ، فاردتم مولانا ان ترتقوا الفتق، فذكرتم قصة عمار الذي تقتله الفئة الباغية، احب فقط ان الفت انتباهكم بأن هذه ايضا ليست آية قرانية ، بل حديث نبوي شريف ، ولا يستدل بها كونها قرآنا استفاد معاوية من آيته .
              اقول:
              هذا الكلام كسابقه لا علاقة له في صلب الموضوع الذي نناقشه بل هو رد على متحاور آخر لا نعرف ما قاله!!

              ونستمر بعرض فصول رد الخاقاني (الابن):

              اما سؤالكم المحرج : اين الدليل على اقتحام الامن الصدامي لدار الشهيد الصدر اثناء اعتقالهما؟ فاعذرني على هذه الاجابة ، لأنها ليست مني ، فهي من المصادر ، راجعها ثم طابقها مع ما مكتوب ، ثم احكم علي ، ان اول من قال ان الامن الصدامي دخل الى بيت السيد الشهيد الصدر هو الشيخ محمد رضا النعماني ، ارضاكم الله عنا وعنه ، في الصفحة324 من كتابه الموسوم سنوات المحنة وايام الحصار ، المطبوع في المطبعة العلمية قم سنة 1996 الموافق 1417 للهجرة النبوية ، والنص هو كالاتي : " في اليوم الخامس من شهر نيسان الاسود عام 1980 وفي الساعة الثانية والنصف بعد الظهر جاء المجرم مدير امن النجف ومعه مساعده الخبيث ابو شيماء ، فالتقى بالسيد الشهيد وقال له ان المسؤولين يريدون لقاءك في بغداد فقال السيد اذا امروك باعتقالي فنعم ، اذهب معك الى حيث تشاء ، مدير الامن : نعم هو اعتقال ....". (1)

              وان اتممت بقية الصفحة وبتركيز ودقة ستصل الى بعض الامور المهمة، منها للفائدة ان الناقل واقصد بها الراوي الشيخ ، قد قال سابقا في فصل من الكتاب ان الامن يبحث عنه !! (2) ، فكيف تركه مدير الامن ومساعده الخبيث ابو شيماء ، يحضر هذا اللقاء ويحفظ تفاصيله ، فان قلت ، انها كما رواية الشيخ عيسى اخبرها به الشهيد الصدر نفسه ، او انه استرق السمع اليها، فان الكلمة المنقولة منه الى السيد الحائري ، بان الزيارة تمت بدون اذن مسبق ، تدل بان جنابه لم يكن مهيئا للبس طاقية الاخفاء التي لبسها حين دخل الخاقاني ، والتاريخ يقول ، انهم القوا القبض عليه وذهب معهم رحمة الله عليه ولم يعد الا شهيدا ضرجته الدماء ، فمتى اخبر النعماني بهذه المقاطع التى سمعها ونقلها ، او كيف رآهما وعرفهما وسمعهما ... اليس فيكم رجل رشيد!! (3).
              اقول:
              (1) هل لكلام النعماني دلالة على اقتحام الدار، وهو يصور مدير الامن (يلتقي) و(يطلب) من السيد مرافقته الى بغداد، ثم نكمل الفقرة من نفس الكتاب:

              السيد الشهيد: انتظرني دقائق حتّى أودّع أهلي.
              مدير الأمن: لا، ولكن لا حاجة لذلك، ومع ذلك فافعل ما تشاء.
              فقام (رضوان الله عليه) وودّع أهله وأطفاله. وهذه هي المرة الوحيدة التي أراه يودّعهم من بين الاعتقالات التي تعرّض لها.
              ثم عاد والابتسامة تعلو وجهه، فقال لمدير أمن النجف: هيّا بنا نذهب إلى بغداد.
              وهل الاقتحام يسمح بالتوديع والابتسام؟؟!!

              (2) و(3) تقدم ما يشير اليه في مناقشة رد الخاقاني السابق ما يشير الى ذلك في النقطة 47 الى 51 فراجع.

              ثم لو كان النعماني ظاهرا للعيان لفتح هو الباب واستقبل مدير الامن ، ولماذا يحتاج مع وجوده وظهوره للعيان أن تذهب العلوية الشهيدة بنت الهدى بعد اعتقال السيد لتستطلع الشارع بنفسها ولم يذهب النعماني، الذي لو كان ظاهرا للعيان لما احتاج ان يستطلع من في الدار الأمر، فهو قطعا سيرافق السيد الى باب الدار على الاقل ويعرف من في الشارع!!!

              يقول النعماني في ص325 من كتابه (سنوات الحصار):

              كانت اولى بوادر الشؤم أن السلطة قامت بسحب كافة قوّاتها من الزقاق، وذهبت الشهيدة بنت الهدى تستطلع الأمر فلم تجد أحدا منهم، فعلمنا أن هذا الاعتقال نذير شؤم.
              ثم عندما يعود المجرم (ابو شيماء) تخرج له بنت الهدى لباب الدار!! فلماذا لم يخرج النعماني ان كان القرار ان يكون ظاهرا امام العيان؟؟

              يقول في ص: 326

              وفي اليوم السادس من نيسان الأسود جاء المجرم الخبيث مساعد مدير أمن النجف المعروف بـ (أبي شيماء) ولم تسمح له السيدة الشهيدة بالدخول إلى الدار، فقال لها:
              علوية، إنّ السيد طلب حضورك إلى بغداد.
              (فقالت: نعم، سمعا وطاعة لأخي إن كان قد طلبني، ولا تظنّ أني خائفة من‏ الإعدام، والله إنّي سعيدة بذلك، إن هذا طريق آبائي وأجدادي.
              ضابط الأمن: لا علوية، بشرفي إنّ السيد طلب حضورك.
              أجابته الشهيدة مستهزئة: صدقت، بدليل أن قوّاتكم طوّقت بيتنا من جديد.
              ثم قالت له: دعني قليلا، سوف أعود إليك، ولا تخف، فأنا لن أهرب، وأغلقت الباب بوجهه.
              ثم جاءتني وقالت لي:
              (أخي أبا علي، لقد أدّى أخي ما عليه، وأنا ذاهبة لكي أودّي ما عليّ، إنّ عاقبتنا على خير ... أوصيك بأمي وأولاد أخي، لم يبق لهم أحد غيرك، إن جزاءك على أمي فاطمة الزهراء، والسلام عليك).
              قلت لها: لا تذهبي معهم.
              فقالت: لا والله حتّى أشارك أخي في كل شي‏ء حتّى الشهادة .
              الا يوجد اوضح من هذا الكلام. (اغلقت الباب بوجه الامن) و(جائتني) فهو إما أن يكون قد سمع ما جرى عند الباب مع السيدة الشهيدة أو أخبرته حين جائته.
              ثم اننا سنتعرض لقصة الاعتقال لاحقا ان شاء الله تعالى، من مصادر اخرى ان شاء الله.

              ويستمر الخاقاني بعرض الباقي من المصادر:

              اما المصدر الثاني الذي نقلت عنه فهو السيد كاظم الحائري ، ومن كتابه مباحث الاصول ، الجزء الاول من القسم الثاني الصفحات 163 و164 ، فيقول: " اما استشهاده ـ ره ـ فكان مروعا ومؤثرا فقد جاء مدير امن النجف ظهرا وبدون علم مسبق وقال للسيد ـ ره ـ ان المسؤولين يودون اللقاء بك في بغداد"، واعتقد ان السيد الحائري نقل القصة عن النعماني ايضا ، فأن وجدت فيها اختلاف بسيط ، فان مرده ، ان السيد استشهد عام 1980 ، فتذكره النعماني عام 1983 واخبر السيد الحائري بذلك فنشر السيد كلامه في مباحث الاصول ، ثم عاد واستذكر عام 1996 ، اي بعد ستة عشر عاما على استشهاده وثلاثة عشر عاما على كتاب الحائري ، وهو كما نراه بشر والاعتماد على الذاكرة بعد هذه السنين ، وبالتفاصيل تحتاج الى جهد ، خارق وخاصة التفاصيل الدقيقة والكلمات المتبادلة ، ولنتركه وشأنه ، فقد تكون عنده قابليات ليست عند غيره (1) ، لكن ركز على كلمات وبدون علم مسبق ، التي وردت في رواية السيد الحائري (2) .
              اقول:
              (1) قد بينا ذلك بتفصيل مسهب عند الحديث في النقطة (6) من مناقشة رد الخاقاني السابق، فلا نطيل الكلام فيه.
              (2) تلاعب بالكلمات، وما الفرق بدون علم مسبق او مع علم مسبق!! هل يدل على الاقتحام مثلا؟!! ويمكن حذفها النعماني لانها أمر مسلم به في الاعتقالات وليس كما في زيارة (المفاوضات) حتى يتم الاستئذان فيها وأخذ (موعد) كما فعل الخاقاني (الاب).

              ويعرض الخاقاني المصدر الثالث:

              نتابع ان شاء الله...

              تعليق


              • يعرض الخاقاني المصدر الثالث:

                اما الكتاب الثالث فهو محمد باقر الصدر ، دراسات في حياته ، وموضوع الدراسة الامام الصدر سيرة ذاتية للسيد محمد الحسيني، وفي الصفحة 100 من هذا الكتاب نقرأ هذا النص : " وفي صبيحة يوم الاحد 5 نيسان 1980 ـ 20 / 5 / 1400 هـ ، هاجم عدد كبير من ازلام السلطة منزل الامام الصدر لغرض اعتقاله ونقله الى بغداد..."

                فقط اريدك ان تقرأ: هاجم عدد كبير من ازلام السلطة منزل الامام الصدر لغرض اعتقاله ونقله الى بغداد..." ،
                لنتوقف عند هذه الفقرة طويلا فنقول:

                نعم هؤلاء الازلام المهاجمين نحن نعلمهم وشاهدنا بعضهم في ابعد نقطة من بيت السيد في آخر الحويش والسور والجديدة وغيرها حيث كانت بيوتنا!! فهل كلها اقتحمت منزل الصدر لاعتقاله؟!!

                وقبل المناقشة لنتعرف قليلا على الكتاب الذي ينقل منه الخاقاني:

                الكتاب هو (محمد باقر الصدر، دراسات في حياته وفكره) لنخبة من الباحثين، صدر عن مؤسسة دار الاسلام في لندن، عام 1996 ومن مطبوعات مؤسسة العارف في بيروت.






                تعريف بالباحث


                والرجاء التدقيق في مراجع البحث:




                من المفارقات مجيء اسم النعماني آخر الاسماء!!!

                ولنراجع ما جاء في ص 100 وتحديدا السطر 26 ، حيث قال المصنف:

                وفي صبيحة يوم الاحد (5/4/1980م ـ 20/5/1400هـ) هاجم عدد كبير من أزلام السلطة منزل الامام الصدر لغرض اعتقاله ونقله الى بغداد، وبعد يومين من اعتقاله أقدمت السلطات على اعتقال شقيقته الطاهرة العلوية (بنت الهدى)
                يؤكد ابن الخاقاني ويقول في رده:

                فقط اريدك أن تقرأ
                لكن لماذا فقط يريده أن يقرأ هذه الفقرة فقط؟؟!!!

                لنشاهد الصفحة 100 من دراسة السيد محمد طاهر الحسيني وتحديدا السطر 13 وانظر الاسم وأحكم!!!


                غروب الشمس

                في ظلّ الاحتجاز وما رافقه من قمع وارهاب تعرض له الشهيد الصدر طيلة ثمانية أشهر، حاولت السلطات العراقية (تطبيع) علاقاتها مع الشهيد الصدر واعلان (هدنة) جديدة. كان ذلك على خلفية استماتته وقوته وشجاعته التي أربكت النظام ففتحت السلطات مرة اخرى (ملف) الحوار والمفاوضات معه وأنيطت بعدد من رؤساء الاجهزة الأمنية ومعميين عملاء للسلطات الحاكمة في مقدمتهم الشيخ عيسى الخاقاني.
                كانت شروط السلطة شديدة وقاسية بادىء الأمر وتمثلت في أن يتراجع الشهيد الصدر عن:
                1 ـ دعمه للامام الخميني.
                2 ـ فتواه بتحريم الانتماء للحزب الحاكم.
                3 ـ دعمه لحزب الدعوة والافتاء بحرمة الانتماء له.
                كل هذه الشروط رفضت من قبل الشهيد الصدر وأعلن للمفاوضين استعداده التام لتحمل مسؤولياته كاملة.
                وأمام هذا الاصرار الكبير اضطرت السلطات للتراجع لتضع شرطاً واحداً بمقتضاه تجرى الصحافة العراقية أو الاجنبية مع الشهيد الصدر مقابلة يتحدث فيها عن العراق دونما اشارة الى أوضاعه السياسية وان لم يمكن فلا أقل من مقابلة يجيب فيها على أسئلة فقهية ومعرفية وهو شرط رفضه الشهيد الصدر أيضاً لتصل القطيعة الى غايتها ودرجتها الأخيرة.
                ولم يفتنا ما عرضناه من (مراجع البحث) للكاتب ورأينا اسم النعماني آخر الاسماء!!

                ولعلك تقول انه اخذ المعلومة من النعماني!! فإن كان كذلك فلماذا يخطأ في تاريخ اعتقال (الشهيدة بنت الهدى) في الصفحة التالية:


                وبعد يومين من اعتقاله أقدمت السلطات على اعتقال شقيقته الطاهرة العلوية (بنت الهدى)
                والنعماني في ص 324 و 325 من كتابه (كما في غيره من المصادر الموثقة) ذكر التالي:

                اليوم الأسود:

                في اليوم الخامس من شهر نيسان الأسود عام (1980 م) وفي الساعة الثانية والنصف بعد الظهر جاء المجرم مدير أمن النجف ومعه مساعده الخبيث (أبو شيماء)، فالتقى بالسيد الشهيد (رضوان الله عليه) وقال له: إن المسؤولين يودّون لقاءك في بغداد...

                وجاء الليل، وأي ليلة كانت، فلقد خيّم فيها الحزن على قلوب طاهرة، عانت من العذاب والحرمان أكثر من تسعة أشهر لينفجر صباحها عن تطويق جديد لمنزل السيد الشهيد، فهل جاء هؤلاء لأنّ السيد الشهيد سيعود من بغداد سالما ويحتجز مرة أخر؟ كنّا نقول: يا ليت ذلك، إنّها نعمة ما أعظمها.
                أمّا الشهيدة بنت الهدى، فقد قالت: كلا، إن هؤلاء جاءوا لاعتقالي؟ فاستعدّت، وتهيّأت، وكانت والله كأّنّها زينب أخت الحسين عليه السلام في صبرها ورباطة جأشها، وشجاعتها.
                وفي اليوم السادس من نيسان الأسود جاء المجرم الخبيث مساعد مدير أمن النجف المعروف بـ (أبي شيماء) ولم تسمح له السيدة الشهيدة بالدخول إلى الدار، فقال لها: علوية، إنّ السيد طلب حضورك إلى بغداد....
                فيا ترى ما عذر محامي الدفاع هنا!!!!!!

                وسنكمل بقية مناقشة رد الخاقاني الثاني لاحقا ان شاء الله تعالى...
                الملفات المرفقة

                تعليق


                • ونستمر مع رد الخاقاني الذي يقول في معرض الدفاع:

                  نعم هذه الحقيقة (1) يعرفها كل سكان حي الحويش وحي العمارة في مدينة النجف الاشرف (2)، ان عددا كبيرا من ازلام السلطة هاجموا بيت الشهيد الصدر ، واني اخشى ان اذكر لك اسماء الجيران والاخوان الذين شاهدوا الحدث ، فتتأكد من ذلك ، وخوفي ان يتحولوا الى سفلة ومنحطين هو ما منعني من ذلك (3)، هنا وبعد ان علمت وقد اخبرك بعض الاساتذة الافاضل ان الاسلوب السويسري الذي ميزت به الامن الصدامي ، لتجد لأخيك منفذا منه ، لا يجدي نفعا ، تذكر كيف تهافت وانت تكتب المنطق الارسطي ، دون ان تعلمه طبعا ، لأنك لم تذكره ولم تحله الى اولياته ، وقد عفى على هذا الاسلوب الزمن ، وليتك توافق ، ان تأخذ مني بعض المحاضرات الادبية في المدارس الادبية الحديثة ، ولاضير ان يكون الموضوع بيننا ، فكما قال امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام : العلم يحرسك وانت تحرس المال .
                  اقول:
                  (1) يقصد بها الحقيقة التي عرضها السيد محمد الحسيني والتي كشفنا ملابساتها سابقا فراجع.
                  (2) قد بينا رؤية اولئك الازلام في المقاطع السابقة فراجع.
                  (3) هذا الكلام غير مبرر لأسباب:
                  اولا: الخوف قد زال خصوصا والمقال كتب في 2003 . أم أن هناك خوف من نوع آخر!!!
                  وثانيا: أعطنا اسما من اسماء هؤلاء لو سمحت؟
                  وثالثا : كيف عرفتهم وانت أو (الوالد) لستم في العراق وفي باريس تقاتلون مع السيد الخميني او تدرسون في (جامعة السوربون)، أوفي الاهواز مرسولين نيابة عن الامام الخميني، او في (سيهات) عند (المطوع)، أو يمكن وصلتكم التقارير الكاملة عن القصة من هؤلاء (الجيران)؟؟؟!!!!
                  ورابعا: ولماذا لم نسمع (من) و(عن) هؤلاء الجيران وسمعنا ذلك منك فقط؟؟!!!
                  وخامسا: الجيران اقرب ام من في الدار؟؟!!! بل كيف سنصدق بالجار إذا كان حال من في الدار ما تصف؟ !!!

                  ولنتبين قليلا بعض قصص هؤلاء الجيران:

                  جاء في كتاب (محمد باقر الصدر السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق) ج‏4، ص 251:

                  إعادة الحجز
                  بعد الأحداث التي جرت إثر رفع الحجز، قال السيّد الصدر (رحمة الله): «إنّ السلطة ستعود إلى فرض الحجز».
                  وهكذا كان، فبعد أيّام قليلة أعادت السلطة كلّ الإجراءات الإرهابيّة، وفرضت الإقامة الجبريّة بشدّة بالغة ووحشيّة لا نظير لها إلى درجة اضطرّ الحاج عبّاس مستخدم السيّد الصدر (رحمة الله) إلى ترك العمل والانقطاع عنهم، وعادت حالة الفاقة من جديدة بشدّة حتّى أوشك أهل الدار على مجاعة حقيقيّة لولا أن بادر بعض الإخوة إلى إقناع الحاج عباس بالعودة إلى العمل مرّة أخرى فعادت الأمور إلى ما كانت عليه.
                  وكان السيّد الصدر (رحمة الله) يقول: «ليس من حقّنا أن نكلّف الحاج عباس أكثر من طاقته، إنّ الرجل كان يتحمّل مسؤوليّة خدمة الضيوف وشراء احتياجات المنزل، أمّا أن يشاركنا المحنة إلى هذا الحدّ فهو أمر فوق طاقته وخارج عن واجبه ونحن لا نتوقّع ذلك منه‏».
                  وكان الحاج عبّاس إذا حضر صباحاً لشراء احتياجات العائلة يرافقه أحد أفراد الأمن ويتجوّل‏

                  السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق ج‏4، ص: 252

                  معه في السوق وهو معه كظلّه لا يفارقه لحظة، وقد يسأله لمن هذه الحاجة، ومَن يأكل هذا؟ ولِمَ اشتريت هذه؟ فإذا أكمل مهمّته وعاد بما اشترى إلى البيت وسلّمه إلى العائلة يرافقه الأمن إلى بيته عند عودته إليه. وكان في بعض الأحيان يتعرّض لتفتيش غير متوقّع، وكان السبب في ذلك أنّ أحد عملاء السلطة واسمه (باسم) ـ وكان بيته قريباً من بيت السيّد الصدر (رحمة الله) ـ قد حرّض قوّات الأمن على ذلك وأخبرهم أنّ بعض المؤمنين يبعثون رسائل إلى السيّد الصدر (رحمة الله) بواسطة الحاج عبّاس.
                  وكان بعضهم يستعمل معه الحرب النفسيّة ويهدّده بالإعدام، وكانت الأجواء تساعد على تصديق ذلك، فشكّلت هذه الأمور وغيرها ضغطاً نفسيّاً عليه اضطرّته إلى ترك العمل فترة معيّنة.
                  وعلى كلّ حال فإنّ السلطة استهدفت من إعادة الحجز أحد أمرين:
                  الأوّل: أن يتنازل السيّد الصدر (رحمة الله) للسلطة ويخضع لها خضوعاً كاملًا.
                  الثاني: التمهيد لعمليّة إعدامه أو اغتياله حسب طبيعة الظروف «1».

                  __________________________________________________
                  (1) شهيد الأمّة وشاهدها 2: 185 ـ 186.
                  ولكنّ الغريب في الموضوع أنّ الشيخ محمّد النعماني يتحدّث عن إعادة الحجز، بل يؤكّد أنّ التعبير بـ (رفع الحجز) غير صحيح لأنّه لم يرفع [مقابلة (1) مع الشيخ محمّد رضا النعماني‏]. بينما تقول أم فرقان إنّ آخر لقاء لها مع بنت الهدى خلال فترة الحجز بعد أن رفعوه عنهم كان عند الساعة الحادية عشرة من يوم السبت 19 جمادى الأولى (بطلة النجف: 100). ومن المؤكّد أن ذلك لم يكن عام 1399 هـ لأنّ السيّد قد اعتقل في رجب لا جمادى الأولى، فلا محيص من أن يكون في سنة 1400 هـ. ويوم السبت 19 / جمادى الأولى/ 1400 هـ يصادف الخامس من نيسان 1980 م، وهو اليوم الذي اقتادت فيه السلطة السيّد الصدر إلى بغداد ليتمّ إعدامه بعد ثلاثة أيّام. وهذا يعني أنّه كان بإمكان السيّدة بنت الهدى الخروج إلى يوم الخامس من نيسان، وهذا يعني أنّ الحجز لم يفرض عليهم مرّة ثانية، والمُطمأنُّ إليه ـ والذي أكّدته لي أسرة السيّد الصدر ـ هو كلام الشيخ النعماني‏.
                  ولنعرض نموذجا آخر مشرف ومشرق:

                  السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق ج‏4، ص: 209
                  التواصل مع الخارج‏
                  ابتداءً من يوم 18/ رجب/ 1399 هـ (13/ 6/ 1979 م) وحتّى اليوم الأخير من شهر شعبان كان السيّد الصدر (رحمة الله) في عزلة كاملة عن العالم، فلا أخبار الناس تصل إليه، ولا أخباره تصل إليهم.
                  وكانت السيّدة بنت الهدى (رحمة الله) تتظاهر بنشر بعض الملابس المغسولة على الحائط، فكانت تلقي نظرة سريعة على المكان الذي كانت تريد استطلاعه، ويكون ذلك في الليل عادةً وفي النهار أحياناً. واستمرّت هذه المهمة لفترة جعلت أهل البيت يستيقنون بأنّه لا شي‏ء حول بيت السيّد الصدر (رحمة الله) يشكّل خطراً «5».
                  يقول الشيخ النعماني: «كان يؤنسنا المذياع نستمع إلى أخباره، وكانت تسرّنا أبواق السيارات، فنسعد
                  __________________________________________________
                  (5) الشهيدة بنت الهدى .. سيرتها ومسيرتها: 132- 133.

                  السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق ج‏4، ص: 209

                  بها؛ لأنّنا نشعر بأنّنا قرب العالم، وكان صوت أُمّ تنادي ولدها أو صراخ طفل يصل إلى مسامعنا يؤنسنا غاية الأنس، وكان دويّ المخبز الملاصق للمنزل أحلى من أيّ لحن، هكذا يشعر الإنسان إذا وضع في قفص خانق‏».
                  وبدأت أوّل صلة بخارج البيت في اليوم الأخير من شهر شعبان (25 / 7 / 1979 م) حينما صعد الشيخ النعماني إلى سطح المنزل ووقف في زاوية منه بحيث لا تراه أجهزة المراقبة ولا عيون الأمن مترقّباً هلال شهر رمضان المبارك، فرأى السيّد عبد العزيز الحكيم، وكان هو أيضاً قد صعد إلى السطح مترصّداً الهلال. وبما أنّ المسافة بعيدة نسبيّاً بين الدارين «1» فقد كان تفاهمهما عبارة عن إشارات باليد، بعضها كانت مفهومة والأخرى غير مفهومة، ولكنّ الشي‏ء الذي اتّفقا عليه من خلال الإشارات هو الالتقاء في اليوم التالي في الوقت نفسه.
                  وهكذا بدأت أوّل صلة بالعالم من خلال هذا الطريق بعد عزلة تامّة استمرّت ما يقرب من أربعين يوماً.
                  وفي اليوم الثاني صعد الشيخ النعماني إلى السطح، فرأى السيّد عبد العزيز الحكيم من بعيد يشير إليه بإشارات، والشيخ النعماني أيضاً يُقابله بإشارات مماثلة حاول من خلالها أن يفهم ما يقول ويُفهمه ما يُريد ولكن من دون نتيجة تذكر، حيث لم يفهم أحدهما مراد الآخر عبر الإشارات فاتّفقا على موعد آخر.
                  وفي اليوم التالي كتب السيّد الحكيم عبارات على قطعة من الكارتون، استطاع الشيخ النعماني أن يقرأ بعضها دون بعض، وكانت هذه المحاولة بداية التوصّل إلى الأسلوب المناسب للتخاطب، فبعد ذلك كان الشيخ النعماني يكتب ما يريده السيّد الصدر (رحمه الله) على (صينيّة الطعام) بخطٍّ كبير، وقد يستدعي ذلك عدّة صوان، ثمّ يقوم بعرضها الواحدة بعد الأخرى على حسب تسلسل كلمات الجملة، فيُقدّم الأولى ثمّ الثانية وهكذا حتّى تتمّة الجملة، وكان السيّد الحكيم يقرؤها بواسطة (المنظار) المقرّب ويفهم ما يريد السيّد الصدر (رحمة الله) إيصاله إليه، وهكذا يقرأ الشيخ النعماني ما كان يكتبه السيّد الحكيم، ويتمّ التفاهم بينهما بهذا الأسلوب.
                  [وبعد ذلك صار التواصل يتمّ عبر النافذة، حيث يحمل الشيخ النعماني المنظار والمسجّل ويقرأ ما يكتبه السيّد عبد العزيز الحكيم ثمّ يسمعه للسيّد الصدر (رحمة الله)].
                  وكانا فيما بعد يتّفقان على أكثر من موعد في اليوم حسب ما تقتضيه الظروف، وقد يحدث أن يتمّ الاتّصال من دون موعد في بعض الأحيان.
                  وبهذه الطريقة استطاع السيّد الصدر (رحمة الله) أن يكون على اطّلاع كامل على الأوضاع، ومن خلاله كانت توجيهاته وتعليماته تصل إلى المجاهدين والمؤمنين «2».
                  __________________________________________________
                  (1) وصف لي الشيخ عبد الحليم الزهيري موقع المنزلين، وقال لي: إنّ منزل السيّد الصدر يقابل منزلًا آخر كان خالياً ويفصلهما الزقاق، ويلاصق منزل السيّد عبد العزيز الحكيم ذلك البيت، فيكون الفاصل بين بيت السيّد الصدر وبين بيت السيّد الحكيم عبارة عن الزقاق والبيت الخالي‏.
                  (2) شهيد الأمّة وشاهدها 161: 2- 163؛ الإمام محمّد باقر الصدر. معايشة من قريب: 161؛ وما بين [] حدّثني به الشيخ محمّد رضا النعماني بتاريخ 21 / 3 / 2005 م.

                  السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق ج‏4، ص: 210

                  وعادةً كان التواصل عند الساعة الثانية بعد الظهر. وكان السيّد الصدر (رحمة الله) يتابع من خلال هذا التواصل أخبار الخارج بدقّة وتفصيل «1».
                  وذات مرّة تغيّب السيّد عبد العزيز الحكيم لظرفٍ خاص، فحلّت مكانه زوجته السيّدة أم عمّار الحكيم، حيث راحت تتبادل المعلومات مع السيّدة بنت الهدى «2».
                  ويذكر المصنف ذلك في ج‏4، ص: 259

                  زيارة السيّدة أم عمّار الحكيم‏
                  في الشهر الأخير من الحجز، زارت السيّدة أم عمّار الحكيم السيّدة بنت الهدى مع إحدى رفيقاتها، وذلك بهدف إيصال بعض التعليمات من السيّد الصدر (رحمة الله) إلى زوجها السيّد عبد العزيز الحكيم، وقد بقيت في البيت إلى قريب الغروب. وعندما أرادت الخروج خاف عليها السيّد الصدر (رحمة الله) لأنّ صاحبتها سبقتها إلى الخروج، فاقترحت بنت الهدى أن ترافقها، ولكنّ السيّدة أم عمّار رفضت ذلك وخرجت إلى الحرم مستفيدةً في الخروج منه من حذاءٍ آخر حملته معها. ومن الحرم خرجت بسلامة «5».
                  __________________________________________________
                  (5) صحيفة (المبلّغ الرسالي)، العدد (129)، نقلًا عن السيّدة أم عمّار الحكيم (زوجة السيّد عبد العزيز).
                  اقول:
                  رأينا لحد الآن نموذجان من الجيران اولهما المجرم (باسم) والآخر السيد الشهيد عبد العزيز الحكيم وإن كان ذاك المجرم (باسم) لا يقاس بالشهيد الحكيم لكن لضرورة السياق نتكلم هكذا، ورأينا موقف العلوية الطاهرة زوجة السيد الحكيم رحمه الله.
                  فهل يا ترى من أين أخذ الخاقاني معلوماته من المجرمين امثال (باسم) أم من السيد الحكيم ، ولو كان كذلك فلماذا يخشى ذكر اسم الحكيم من ضمن قائمة الجيران الذين يدعيهم يا ترى؟؟!!!
                  وأعلق على زيارة السيدة الجليلة ام عمار الحكيم ، فهذه المراءة العلوية الطاهرة تحدت السلطة والنظام ولا عجب من هذه العائلة الشريفة، ولكن يأتي من أمثال الخاقاني عبر الحدود لينقل للشهيد الصدر قبول (مطالب) او (اعدام)، (حتى النساء أفقه منك يا عمر) ولكنها ليست نساء بل هم افضل من كل الرجال وهم ازواج رجال وبنات رجال لا كما هم أشباه الرجال ولا رجال!!!

                  تعليق


                  • ولنعرض من كتاب (وجع الصدر ومن وراء الصدر أم جعفر) نموذجا آخر لجيران السيد، قال السيد ام جعفر في ص211 ـ 212:


                    أيام السوافع‏
                    علمتنا الأقدار أنه ينبغي للمرء إذا توكل على ربِّه ألّا يقنط من بقية خير، وإن أجدبت الأيام وقل النصير. فالله اللطيف بعباده لن يترك من توكل عليه دون أن يهيئ له من يتنزّل لطف الله من خلاله. ومن لطفه بنا في تلك الأيام المكفهرة أنه كان يسكن في الجوار بالقرب منا آنذاك شاب في ربيع العمر، كان من طلاب العلوم الدينية وهو الشهيد المرحوم (السيد عبدالرزاق القاموسي). ذلك الشاب المجاهد الذي كان لنا شعاعاً من نور يضي‏ء لنا في بحر الظلمات المحيط بنا .. وسببا للطف الله وتنزل بعض ر حمته، فإن ذلك الشاب الطاهر والشجاع أعدمه المجرمون، لمجرد أنهم اكتشفوه وهو متلبس بخرق حصارهم المفروض علينا من كل الجهات، حيث إنه كان يغامر ويوصل إلينا بعض الخبز وما قد نتقوّت به عندما كنّا نعاني أحلك أيام الجوع والحرمان وذلك من خلال القفز من فوق أسطح المنازل حتى يصل إلينا من فوق، ولعله كان يسرب إلينا بعض المعلومات عما يجري في خارج الدار أو ينقل عن الشهيد بعض ما يريد إيصاله إلى أحد ما. ولقد كان وحيد أمّه التي كانت تعيش‏ معه، وزوجه الشابّة الطيبة في المنزل، لم يكن لهما معيل غيره، فهاجمته تلك الوحوش الضواري في منزله، واقتادوه معهم في عنف، ثم ما لبثوا أن أرجعوا جثمانه مقطعاً شهيداً .. واأسفاه عليه .. والله إن المهجة لتذوب له حزناً وكمداً، كلما مرت ذكراه على القلب المكلوم.
                    ومن المرارات الكثيرة التي ينفلق لها القلب غماً. أن من ضمن جيراننا الطيبين أيضاً، خباز كان يقطن في نفس الزقاق، وهو من إخواننا الأفغان المقيمين في العراق. وكان الشهيد قد اتفق مع الخبّاز ذلك سابقاً منذ عدة سنوات على أن يصرف، الخبز مجانا لكل طالب عالم يأتيه بورقة موقعة وممهورة من مكتب آية الله العظمى الشهيد الصدر. ثم يتولى الشهيد أو بعض أعوانه محاسبته. وقد بقى مخبزه يعمل في الفترة الأولى من الحجز. ولكن ذلك الرجل المظلوم اختفى فجأة في يوم مشؤوم، وغاب خبره عن الجميع، ولم يُسمع له صوت، ولم يُر له أثر من بعد ذلك.
                    ولدي الكثير من ذلك، وأترك الحكم للقاريء حول هؤلاء الجيران!!!

                    تعليق


                    • وما دمنا قد أتينا على ذكر فصل (أيام السوافع) من كتاب السيد ام جعفر (وجع الصدر) دعونا نستمر وننقل القسم الباقي الذي يوضح حجم المأساة التي عانوا فيها آل الصدر أيام (سنوات المحنة وأيام الحصار) وله علاقة بما قدمنا وما سنقدم من شواهد:

                      ومرّت الأيام بطيئة ثقيلة .. كنا نشعر في تلك الأحيان كأنّ الأرض تُزلزل من تحتنا .. وكانوا يصوِّرون لنا أن السماء تكاد تطبق علينا من فوقنا ..
                      وبدأت آثار التجويع والقهر تظهر على أجسادنا هزالًا وضعفاً ومرضاً .. ولكن رغم ذلك، لم يكن الشهيد يزداد إلّا إصراراً وقوة

                      وجع الصدر ومن وراء الصدر أم جعفر، ص: 213

                      وإشراقاً. وأنا كنت أرى أن كيان عائلتي وبيتي يكاد ينهار .. ويجري ذلك بين يديّ وأمام عيني، فأذوب لذلك وُجداً وحسرة. ولكني مع ذلك أحمد الله ولا ينقضي شكري له سبحانه، لأني رأيت أن أطفالي آنذاك، رغم أنهم كانوا يعيشون معاناة حقيقية، من الحصر والضيق والجوع، والحرمان من كل شي‏ء، حتى المدرسة التي هي حق طبيعي لكل أطفال الدنيا ممن هم في عمرهم قد حرموا من الذهاب إليها، طوال فترة الحجز والحصار، إلّا أنهم رغم ذلك أبدوا شجاعة وتماسكاً وصبراً لا يقدر عليه إلّا الكبار عادة .. كانوا يتواصون فيما بينهم على صغر سنِّهم على ضرورة ألّا يظهروا آلامهم وشكاواهم أمام أبيهم الممتحن، حتى لا تزداد همومه ويمرض لأجلهم قلبه زيادة على ما يعانيه!. كنت أشعر بالمصيبة تهدُّ كياني، لأجلهم ولأجل هذا البيت المنكوب. ولكني كنت أقول لنفسي: لا يهم .. ها هو ربُّ عائلتي وسيِّد بيتي ووجودي، مهيمن بظله الوارف، في صموده العجيب .. نوراً مشعاً وإيماناً راسخاً، يزرع فينا الأمل والصبر والتحمل. تلك كانت أعظم نعمة أحسُّها وألهج بالشكر لها، وأستصغر كل خطير في جنبها.
                      والشهيد من جهته، ازداد جسده المكدود إنهاكاً وخوراً .. لأنه هو أساساً كان يعاني من علل وأسقام مزمنة، لكن حرمانه من الدواء والعلاج، زاده علة على علته. ثم هو أيضاً كان يشعر في داخله بجبال من الهم يكاد يندك تحتها ظهره، وبالحزن يأكل حنايا قلبه تجاه ما يجري لعائلته ولأطفاله، لا لذنب اقترفوه عدا كونهم أبناء «محمد باقر الصدر» ..

                      وجع الصدر ومن وراء الصدر أم جعفر، ص: 214

                      فهؤلاء الجبناء جعلوا منهم ضحايا بريئة تدفع معه ثمن موقفه، في مواجهة ظالمة غير متكافئة.
                      كل ذلك لم يكن كافياً لشفاء غليل الطغاة، بل زيادة عليه قاموا بعدة محاولات يائسة لإنهاء وجودنا وتصفيتنا جسدياً، بأساليب شيطانية ماكرة، يكون معها الأمر لو تحقق موتنا كأنّه قضاء وقدر ولكنّهم «همّوا بما لم ينالوا».
                      ولو أردت أن أعدّد تلك الأساليب الخبيثة والمكائد والمصائب التي كانوا ينزلونها على رؤوسنا إذن لطال الحديث كثيراً. لكني أجد فيما رواه الشيخ محمد رضا النعماني في كتاب (سنوات المحنة): وصفا وافيا لتفاصيل المأساة التي عاشها معنا متخفياً في نفس الدار؛ وشاطرنا المصيبة بكل آلامها وألوانها، كأي واحد منا.
                      في الفترة الأخيرة من الحجز الذي طال تسعة أشهر حدث تطور من الإنفراج النسبي، سبق الاعتقال الأخير الذي أعقبته الشهادة .. ويظهر أن الطواغيت يأسوا بعد طول تلك المدة من فرض ذلك الخناق بكل أبعاده الوحشية، وفقدوا أي أمل في تنازل ولو يسير من السيد الشهيد لأي مطلب ولو صغير من مطالبهم. ويبدو أنه قد سقط من أيديهم سلاح التركيع عن طريق الضغط على الشهيد من خلال إيذاء عائلته ومحاولة إذلالهم. على أثر ذلك أحسسنا بنوع من تخفيف الحصار على بعض أفراد العائلة وبالذات الصغار.
                      وبعد حين، اتصل بنا هاتفياً من عرَّف نفسه على أن مدير الأمن‏

                      وجع الصدر ومن وراء الصدر أم جعفر، ص: 215

                      العام، وسمّى نفسه (فاضل البرّاك)، وأشار إلى قرار السلطة برفع الحجز والحصار عن البيت والعائلة. بل عن الشهيد نفسه.
                      ولكن الشهيد خمّن حينها أن ذلك مكر جديد لكشف ما تبقى من خيوط، قد يهتدون بها إلى مكامن وقواعد وأفراد وأبطال الحركة الإسلامية المجاهدة ممن قد يتصل بالشهيد، عن طريق أفراد عائلته لو أُفسح لهم أن يخرجوا لبعض شأنهم، أو به هو شخصياً.
                      ولكن الشهيد قدس الله تلك الروح الكبيرة أصر على البقاء حبيس الدار مواساة لجميع أبنائه وإخوانه المعتقلين، وأعلن سواء لرجال الأمن أو لمن استطاع زيارتنا حينذاك، بأنه يرفض إخلاء سبيله والإفراج عنه وحده بينما المؤمنون المبتلون يئنون تحت سياط التعذيب والقهر. فبقي في داره ولم يخرج، واعتبر كأن الحجز لازال كما هو. وقد تبين حقا فيما بعد، صحة ما ذهب إليه وانكشف جلياً مكرهم وخبثهم.
                      ثم كان هناك أمل أخير عند الشهيد وذويه وكل من خلفه، بأن تتحرك المرجعية لاستغلال الفرصة وإعلان التبني والانتماء لنفس الموقف الرسالي الذي تمسك به الشهيد. ولو فعلت المرجعية ذلك من خلال زيارة واحدة على الأقل، لتفاعلت باقي أركان الحوزة والأمة، ولعرفت السلطة أنها تواجه شعبا متكافلا وكيانا متماسكا، وليس مجرد شخص، حبيس أسوار منزله.
                      وبدلًا عن ذلك كنا نسمع أحياناً من ينقل لنا عن البعض انتقادات للشهيد على صلابته ومعاندته للسلطة الجائرة، وتخطئة لموقفه، وتخذيل‏

                      وجع الصدر ومن وراء الصدر أم جعفر، ص: 216

                      وتثبيط عن مناصرته. وما كان من الشهيد إلّا التسلّح بالصبر والثبات، وإدامة الاستغفار لهم، وسؤاله الله جلّ وعلا أن يدفع عنهم البلاء الذي كان يحذره عليهم «1» من بعده، ما كان ينتقد منهم أحدا ولا يذكره بلسانه أبداً. وما كان جوابه إذا سمع بتلك المواقف المسيئة، إلا الإكثار من الاسترجاع والحولقة، والتمثل بحال جدِّه الحسين (ع) في ساعاته الأخيرة .. كان نداء الحسين (ع) في أيامنا تلك متجسداً شاخصاً في كل لحظة: «أما من ناصر ينصرنا!».
                      في أيام الانفراج النسبي تلك، لم يخرق جدار الرعب والتخاذل السميك، إلّا سماحة المرجع الديني الكبير آية الله السيد السبزواري طيّب الله ثراه، فقد ضحّى وغامر، وجاء يزور ا لسيد الشهيد في منزله مع قلة من العلماء الآخرين. وتوافدت في تلك الأيام بعض صديقات الشهيدة بنت الهدى، جئن يزرنها أيضاً.
                      وقد استطاع الأطفال في تلك الفترة أن يرجعوا للتردد على مدارسهم، فقد كانوا يخرجون بصحبة الحاج عباس (رحمة الله)، وكان يتبعه كالظل واحد من الأزلام المخذولين. ثم إذا عاد الحاج عباس أدراجه، بقي ذلك الجاسوس، واقفا متسمراً أمام بوابة المدرسة بشكل واضح وعلني، حتى يخرج الأطفال، ويكرون عائدين إلى المنزل متوجسين‏
                      __________________________________________________
                      (1) الواقع المرّ يشهد بأن ما كان يحذره الشهيد قد تطبّق على الأرض تماماً كما توقعه الشهيد .. إذ كان يقول: إن تلك سنّة إلهية طبيعية، فأي أمة ترضى بالذل وبهتك حرماتها ومقدساتها. فلن تبقى بعد ذلك حرمة لأحد فيها حتما.

                      وجع الصدر ومن وراء الصدر أم جعفر، ص: 217

                      حانقين وهم يرون ذلك الكابوس المظلم يتبعهم من ورائهم.
                      وهنا تحضرني إحدى الخواطر المرّة فيما يرتبط بالأطفال والجاسوس الذي كان موكلًا بمراقبتهم.
                      فإنّه لما لاحظ سائر أطفال المدرسة ذلك الرجل متواجداً بشكل يومي، يرافق أطفالي من و إلى المدرسة، فقد ظنّوه من أفراد العائلة .. وفي يوم من الأيام تأخر بعض أطفالي في الخروج من المدرسة. فناداهم زملاؤهم قائلين لهم: أسرعوا، إن أباكم ينتظركم في الخارج!
                      فنزلت الكلمة كالصاعقة على نفوسهم الغضة، وما دخلوا البيت إلّا وهم يبكون في حالة يرثى لها من الإحساس بالقهر والاختناق والشعور بالمساءة والإهانة وهم أبناء المرجع العظيم محمد باقر الصدر.
                      ولم تطل أيام ذلك الإنفراج النسبي، فسرعان ما هاجت أمواج الحقد وماجت، وسئم الجلّاد من الإنتظار، خاصة وأنّه بلغ ما يريد، وحقق هدفه المخزي من ذلك الإنفراج الذي اصطنعه. فقد تمكن آنذاك من جسِّ نبض الشارع .. إذ لم يجد له نبضاً يبشر بحياة .. وتمكن من قياس ردود الأفعال المحتملة، عندما يعزم على إنزال ضربته الأخيرة بكيان المرجعية الرشيدة.
                      وقد اكتشف الطاغوت في تلك الأيام القلائل أنه لم يبق أمامه من مقارع .. فلا صوت ولا نسمة ولا نأمة، وقد خلا له الجوّ: يهتك ويعربد ويفسد ويسفك الدماء .. ولا من معترض .. كأنما مدينة النجف والحوزة والناس في كوكب آخر.

                      وجع الصدر ومن وراء الصدر أم جعفر، ص: 218

                      هنا وجد المجرمون الفرصة مواتية، للإجهاز على قلعة الصمود الأخيرة في وجههم، ففرضوا الحصار والحجز مجددا بشكل علني سافر وأكثر تحدياً ووحشية، وضراوة من ذي قبل .. إلّا أنهم مع ذلك أرادوا أن يرسلوا رسالتهم الأخيرة مصحوبة بتوسل وتذلل غريب، لذلك الرجل الشامخ المستميت رغم أنه لم يعد يملك حولًا ولا قوة ولا عشيرة تنفعه ولا أصحاب يمكنهم أن ينصرونه .. بقي في ميدانه وحده يواجه هجمة الشر بلا ناصر ولا معين. لقد كانوا حريصين بشكل لافت على أن ينالوا من ذلك الشموخ أو يفتتوا شيئاً من تلك الصلابة التي لا تلين .. باتت العملية عملية تحدٍّ وكسر عظام .. ذلك أنهم وجدوا قوة وجبروتاً متدفقاً من إنسان حبيس محاصر ذي جسد منهك، لا ظهر له ولا ظهير. أرسل الطاغية عدة رسل من مسؤولي السلطة في بغداد، يحاولون أن ينالوا ولو تنازلًا بسيطاً من السيد الشهيد. طلبوا منه مثلا أن يلزم الصمت ويسكت ويترك التحريض ضد النظام، هذا في أقل الأحوال ما دام يرفض ممالأتهم أو أن يمدحهم ويدعم سلطانهم رغم ما بذل له من الأموال والامتيازات والإمكانيات لكنّ رفضَ الشهيد يتوالى. فصاروا يتنازلون من جانبهم في طرح مطالبهم .. ويؤكدون له بأنهم سيرضون منه بالنزر اليسير، فليقبل بأي شي‏ء من شروطهم .. أيّ شي‏ء. حتى قالوا له: نكتفي منك بتوجيه كلمة ولو غير مباشرة، عن عدم معاداتك لنا .. افعل ذلك ولو من خلال مقابلة صحفية مع وسيلة إعلامية من خارج العراق «1» لتتكلم‏
                      __________________________________________________
                      (1) اقترحوا عليه الحديث مع مجلة الوطن العربي التي كانت تصدر في باريس.

                      وجع الصدر ومن وراء الصدر أم جعفر، ص: 219

                      فيها عن وضع الحوزة العلمية والنجف وأن الأمور فيها غير سيئة، وفي مقابل ذلك خذ ما تشاء.
                      ولكن الشهيد في المقابل كان يصعّد ولا يريهم إلّا صلابة الحق ويؤكّد لهم رفضه وغضبه من جرائمهم ومعاداتهم للدين وللمؤمنين .. كان في كل مرة تُوجه إليه دعوة للتنازل يرد عليهم بلسان جدِّه الحسين (ع) (هيهات منّا الذلّة، يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون، وحجور طابت وطهرت ..).
                      من ضمن من تكررت زيارتهم واتصالاتهم في تلك الأيام الأخيرة من عمر الشهيد، المدعو فاضل البراك السي‏ء الذكر، الذي استمات في محاولة جعل الشهيد يتنازل ولو لأمر بسيط من مطالبهم، قال له مرة وهو يحاول إقناع الشهيد: (سيدنا والله سنضطر لأن نقتلك ونتورط بدمك ونحن نبكي عليك)؟ وقال له مسؤول آخر كان قد أرسل كمبعوث خاص إليه من قبل قصر الرئاسة: (والله حيف يأكل مثلك القاع)!.
                      ولم يفرق الأمر عند الشهيد. فلقد والله قلّ سروره، وضاقت عليه الوسيعة بما رحبت .. و «من قلّ سروره كان في الموت راحته»، فهانت عليه الدنيا، واجترأ على الممات كمن استحنط وانطلقت نفسه نحو الشهادة وانشرحت. ورخصت في التضحية مهجته.
                      وبدأت صحة الشهيد تنهار، ولم يعد يقو على المشي؛ حتى أنه كان إذا أراد صعود الدرج، انبرى له سماحة الشيخ النعماني رفيق المحنة والصبر يعينه ويرفده، في تلك الأيام القليلة التي سبقت استشهاده،

                      وجع الصدر ومن وراء الصدر أم جعفر، ص: 220

                      واتخذ من الصوم شعاراً له ودثاراً. صار يديم الذكر والإنقطاع. وبدأ يسلو ما حوله عن وعي و إرادة واختيار. كان الرجل يودِّع .. لقد بدا أنه متيقن من أن ساعة الرحيل قد اقتربت. صار يؤكد لي في تيك الأيام القلائل أن الرؤيا التي تبشره بالفرج لا تنفك تلازمه، وهي سلواه و مبتغاه.

                      تعليق


                      • ولنستمر في عرض السيدة ام جعفر حفظها الله تعالى وهي تروي فصول المأساة الكبرى:


                        وجع الصدر ومن وراء الصدر أم جعفر، ص: 221

                        فصل من فصول الطف‏

                        في يوم السبت 19 جمادى الاولى 1400 هـ ، نعق نذير الشؤم عندما طرق الباب بعد ظهر ذلك اليوم الكئيب مدير أمن النجف، وطلب من الشهيد مرافقتهم إلى بغداد. سألهم رضوان الله عليه عن الأمر؟
                        فأجابوا: إنه أمرٌ بالاعتقال «1». فاستمهلهم دقائق ليودع أهله. ورفضوا، بحجة أن الأمر بسيط؟ ولن يطول فراقه للبيت، وأصرّ هو على موقفه قائلًا: إن ذلك لن يضرّكم .. ولم يروا بُداً من الرضوخ، إذ أن الشهيد لم ينتظر موافقتهم، فدخل البيت لفوره واتجه أمام ناظرينا جميعاً بينما نحن في وجوم وذهول إلى حيث اغتسل غسل الشهادة .. بتلك النية تحديداً، ثم خرج وصلى بين يدي الله ركعتين، ثم إنه اتجه إلى والدته المذهولة والمكروبة، وأخذ يدها وضمها إلى صدره بين يديه، ثم رفعها إلى فيه يلثمها في حنوٍّ، حادباً على أمِّه، يرجو الرضا والدعاء وطلب التسديد. ثم احتضن جميع من في البيت يضمهم ويقبلهم فعلمنا من خلال تصرفه أنه الوداع الأخير.
                        __________________________________________________
                        (1) هذا هو الاعتقال الرابع والأخير.

                        وجع الصدر ومن وراء الصدر أم جعفر، ص: 222

                        كان الموقف مأساوياً محزناً بكل تفاصيله، غير أن اللحظات الأكثر إيلاماً وتفجعاً هو عندما أراد احتضان ابنته الثانية «1» ابنة الخامسة عشرة فإنها لم تحتمل ذلك وأشاحت بوجهها، واتجهت نحو الجدار وأحنت رأسها عليه وهي تتنشغ في بكاء مرير، فأحاطها الأب الشهيد بذراعيه وصار يناجيها:
                        (حلوتي، إن أصحاب عيسى (ع) نشروا بالمناشير، وعلقوا بالمسامير على صلبان الخشب، وثبتوا من أجل موت في طاعة. لاتكترثي يا صغيرتي. فكلنا سنموت. اليوم أو غداً. وإن أكرم الموت القتل. بنيتي أنا راض بما يجري علي، وحتى لو كانت هذه القتلة ستثمر ولو بعد عشرين سنة، فأنا راض بها ...) ! . وبهذه الكلمات انفجر ما كان مكبوتاً في النفوس، فتحاتن الدمع زفراتٍ من الآماق، وللقلوب رجيعُ وَلْوَلةٍ خفّاق.
                        وأخيراً حان دوري للوداع .. ووقف إمامي أمامي، شامخاً شاخصاً ببصره إليّ .. وجمد الدم في عروقي، وتصلّبت عيناي على محيّاه المشرق الوقور، فرأيته قد استنار وجهه، واعتدلت قامته! أين منه ذلك الوهن، وانحناء الظهر، الذي لازمه أياماً وأياماً؟
                        اقترب مني وقال لي هامساً: يا «أخت موسى» : بالأمس أخوك، واليوم النديم والشريك والحبيب. اليوم أنا .. لك الله ياجنتي. ويافردوسي، تصبّري، إنما هي البيعة مع الله، قد بعناه ما ليس بمرجوع، وهو قد اشترى سبحانه .. ياغريبة الأهل والوطن .. حملك ثقيل .. ولك العيال.
                        __________________________________________________
                        (1) ابنته الكبرى كانت حينذاك في الكاظمية مع زوجها وقد حرمت من وداعه.

                        وجع الصدر ومن وراء الصدر أم جعفر، ص: 223

                        أسألكِ الحِلّ .. فأولئك هم سود الأكباد على بابكِ ينتظرون، وما من مفر .. أنا ذاهب .. وعند مليك مقتدر، لنا لقاء. و .. خرج .. فكان الرحيل.
                        بعد ساعة من رحيله معهم، صعدت المرحومة أمّه وكانت قد تعدّت سن الثمانين فوق السطح بعد أن جددت وأسبغت الوضوء، لتشكو إلى الله ما لاقت .. وقد كانت تفعل ذلك في كل مرة يعتقل فيها الشهيد. وفي هذه المرة .. جلست فوق السطح، جاثية، مستقبلة للقبلة، ناشرة شعرها، كاشفة جيبها، ضارعة إلى ربِّها في مشهد مؤثر يذوب له الجلمود، تتوسل أن يعيد إليها ولدها، ترجو أن يثمر توسلها، كما أثمر سابقاً واستجيب لها ذاك الدعاء «1»، ما كانت تعلم أن القدر المحتوم في هذه المرة قد تنزّل، وأن السماء قد حسمت أمر الشهيد، فقد اشتاق الملأ الأعلى لمحمد باقر، كما الأم تشتاق إليه.
                        في اليوم التالي، أي في يوم الأحد 20 جمادى الأولى وفيما بعد الظهيرة أيضاً، سمعنا جلبة، وأصواتا مختلفة في الزقاق، ولما تنبهت الشهيدة بنت الهدى إلى ذلك سارعت للقول وبثبات قلب: (هاهم قد رجعوا، لقد جاؤوا لأخذي أنا أيضاً)!
                        يا سبحان الله كأنما كانت على موعد مع نفس القدر، الذي قدِّر لأخيها. طرقوا الباب، ففُتح لهم، وإذا بالجلاوزة قد تكاثروا على الباب .. وكان عددهم كبيراً، ومدججين بالسلاح! .. يا للعجب لم كل هذا
                        __________________________________________________
                        (1) كانت رحمها الله تقول في سجودها: (اللهم ربي أنت أعطيتنيه، وأنت وهبته لي. اللهم فاجعل هبتك اليوم جديدة انك قادر مقتدر).

                        وجع الصدر ومن وراء الصدر أم جعفر، ص: 224

                        الإستنفار، وإنما هي امرأة واحدة؟! إنها عادة المبطلين الجبناء، وقد أخبر عن عادتهم هذه الصادق المصدق جعفر بن محمد (ع) حين قال: «إنّ الشياطين أكثر على المؤمنين من الزنابير على اللحم< .
                        اقتحموا الباب فكانت هي المترصدة للرد عليهم ومواجهتهم. فسألوا عنها. وأجابتهم بأناة : أن المتكلمة هي مطلوبهم، فقال متحدثهم: يا علوية، إن أخاك يطلب حضورك. ففهمت المقصود. عند ذاك دخلت وتهيأت بكامل الستر للخروج، وجاءت الأم المكروبة متلهفة وهي تقول: (ها .. هل أنتِ ذاهبة إذن؟).
                        فقالت: نعم أنا ذاهبة إلى أخي. فسارعت الأم أيضاً ولبست عباءتها، وأصرت على مرافقتها. فلحقتها إلى حيث السيارة تنتظر. إلّا أن صعافيق البعث رفضوا وزجروها، مهدّدين لها: بأنهم سيرمون بها على قارعة الطريق إن أصرّت على الركوب، فبقيت مكانها مدهوشة لهول مصابها، وأما الجناة فقد اختطفوا مصونة الخدر وولّوا هاربين.
                        وبذلك مُزِّق كل ستر عن الحق والحقيقة في العراق .. ومن بعدها لم تبق حرمة لمخلوق، كائناً من كان. لقد عادت أحداث الطف تتراءى لي شاخصة، فها نحن مقبلون على ملحمة كربلائية جديدة .. وما وقع الآن، لم يكن إلّا أوّل معالم تلك الملحمة ... اللهم فأعن أمَتَك الضعيفة على طامّات الأيام القادمات.
                        بقينا تحت وطأة الصدمة، ثلاثة أيام نحسات، يمزقنا القلق والذهول. لم نكن ندري ما الذي يجري في خارج باب الدار. كانت تلك الأيام‏

                        وجع الصدر ومن وراء الصدر أم جعفر، ص: 225

                        الثلاثة، كفيلة بأن يجف وينتهي كل ما كان متبقياً في البيت لنقتات به، ولم يبق عندنا إلّا ملابسنا مع الأثاث الموجود. والأنكى من ذلك أن السلطة عمدت إلى قطع الكهرباء والماء وخدمة الهاتف عن البيت، بُعيد اعتقال الشهيد مباشرة. وقد لطف الله بحالنا أن لم يكن الجوُّ حاراً في ذلك الوقت من السنة إذ أن الواقعة، قد حدثت في شهر نيسان، أي في فصل الربيع.
                        وتضيف العلوية الطاهرة الى فصول القصة التي سنتبين منها (الجيران) الذين يدعيهم (الخاقاني).

                        لنكمل مع سليلة الطاهرين:

                        تحملنا الشدة والأذى المتواصل بل المتعاظم ثلاثة أيام كنّ ليالي حالكات .. وبعد انسلاخها قررت الخروج مهما كان من أمر سوءٍ متوقع، وذلك لإنقاذ الأطفال من خطر الجوع والعطش. أردت أن أشتري خبزاً، أو أي شي‏ء نتبلّغ به. فخرجت متكلة على الله مسلِّمة أمري إليه، غير مكترثة بما قد أواجه بعدما واجهنا ذروة البلاء باعتقال الشهيدين، ولكني إذ خرجت تفاجأت عندما رأيت الزقاق خالياً تماماً من أي مظهر من مظاهر الحياة، فلا صوت ولا أثر لأيِّ أحد، لا من أزلام الطاغية الذين احتلوا هذا الزقاق شهوراً متطاولة، ولا حتى من أهل الحي؟. تحركت نحو الخباز القريب .. وبعدما صرت منه على خطوات، خفق قلبي وازدادت هواجسي .. لم أسمع حينها أي صوت أبداً للتنور ولا لأي شي‏ء يتعلق بالمخبز .. فيما سبق كان صوت حسيس النار وتأجّج التنور قوياً في العادة، يسمع عن بعد، حتى لقد صار ذلك الصوت متى ما سُجِّر التنور مع أنه حسيس نار مؤنساً لنا في وحشتنا، عندما كنا وحدنا محبوسين في الدار، في أيام الحجز الكاويات.

                        وجع الصدر ومن وراء الصدر أم جعفر، ص: 226

                        وحقا، عندما وصلت إلى محل المخبز وجدته مقفلًا! وتلفتُّ حولي فوجدت كل الحوانيت، والدكاكين، أو محالّ الخدمات، كلّها كانت مغلقة! وكذلك أبواب الدور المجاورة، كلّها كانت مقفلة أو مزنجرة، علامة أنّ أهاليها ما كانوا موجودين في دُورهم؟!. فأدركت أن الجميع إما طُردوا أو هم بأنفسهم فرّوا من الحيِّ، مخافة أن يحدث لهم ما لا يطيقون تحمله من قبل الزمرة المجرمة، من بعد جريمتها الشنعاء، التي أقدمت عليها باعتقال السيد المرجع الإمام محمد باقر الصدر، وعلمت أننا الآن وحدنا تماماً في حي بأكمله: امرأتان، إحداهما تعدّت الثمانين، وخمسة من الأطفال لا حول لهم ولا قوة ولا ذنب .. في بلاقع خالية .. عرضةً لأيِّ سوء محتمل، وما من مغيث ولا جارٍ ولا مارّ.
                        تحيّرت حينها وبقيت واقفة أفكر مع نفسي: إن كلَّ شر هو متوقّع الحدوث، لاحتمال معاودتهم الهجوم على الدار .. لقد رأيت نفسي هناك كمن يريد أن يدفع الشر بعود.
                        توجهت إلى رأس الزقاق، حيث الشارع الرئيس، لعلّي أجد هناك قبساً من فرج أو هدىً أو أحداً. في الضفة الأخرى من الشارع مقابل رأس الزقاق، وجدت سيارة واقفة، وكان سائقها بداخلها، كأنه يرتقب أمراً أو أحداً، رغم خلوِّ المنطقة من سوانا كما أسلفت! ففهمت أنها تابعة لأجهزة الشر والبغي، وعندها قلت: لابد من أن أتخذ قراراً سريعاً .. إن مصير العائلة الآن رهن بيدي .. آهٍ يا ابن عمِّ، كم هي ثقيلة تركتك التي خلفتها طوقاً ثقيلًا في عنقي. ولكن لّست أنت الملوم على ذلك، وإلى‏

                        وجع الصدر ومن وراء الصدر أم جعفر، ص: 227

                        الله المشتكى.
                        تذكرت أن الشهيد كان قد خوّلني بالتصرف في مثل هذه الساعة، حسبما يقتضيه الظرف وتمليه المصلحة التي أقدِّرها، عندما يحدث له شي‏ء ويكون الأمر بيدي، ذلك أنّه كان متيقناً تقريباً أن الدنيا بأسرها ستسلمنا، وسيتخلى عنا الجميع من قريب أو صديق، لخوف أو لغيره. هنا قررت أنه لابد من التحرك والخروج سريعاً إلى خارج النجف، فإنّ لنا بيتاً في الكاظمية يمكن اللجوء إليه مؤقتاً هو بيت ابنتي الكبرى زوج السيد حسين ابن المرحوم آية الله السيّد إسماعيل أخي السيد الشهيد.
                        ويظهر أن السلطة بنفسها أرادت أن تدفعني لاتّخاذ هذا القرار، من خلال تعمُّدِهم قطع الماء والكهرباء والهاتف عنا، وإخلاء الحيِّ من حولنا، حتى يبعدونا عن جوِّ النجف، لئلّا نبقى فيها بؤرة أو مدعاةً لإحداث أيّ تمرد من قبل «المشاغبين» المحتَمَلين.
                        ثم فكرت في نفسي: إن أفضل وسيلة للابتعاد عن الشر، هو الاقتراب منه أو اقتحامه ومهاجمته أحيانا. وإن الخيار الأفضل كوسيلة لابتعادنا عن هذا الجوِّ هو تلك السيارة الواقفة نفسها، لأن استئجار أي سيارة أخرى، سوف يؤدي إلى متابعتها. ولن نجني إلّا المضايقة والمتاعب. ثم ستحوم الشبهة على سائقها البري‏ء، وقد يتعرض للإعدام مباشرة، لأنه بذلك سوف يُعد عميلًا للسيد الصدر: العدوِّ الأوّل للنظام، أو سيعتبر قائداً في تنظيم «حزب الدعوة»!.
                        فاقتربت من سائق السيارة المذكورة، وطلبت منه نقلنا إلى محطة

                        وجع الصدر ومن وراء الصدر أم جعفر، ص: 228

                        سيارات الأجرة، فوافق بلا تردد ويبدو أنه كان مأموراً بالاستجابة لمثل هذا المطلب.
                        رجعت إلى البيت وأخبرت أم الشهيد بكل ما جرى. فتحاملت تلك الثكول على نفسها وقامت معي وبصحبتي الأطفال. ولم يكن أمامي من خيار للانتظار سوى دقائق. وبالتالي فلم يتسنّ لي أن أرفع ولو عوداً من ذلك البيت، المهم أن أنجُوَ بتلك العجوز المسنّة المفجوعة، وبالأطفال. فخرجنا إلى السيارة، لكي نتحرك نحو الكاظمية، حيث بيت صهرنا السيد حسين الصدر.
                        فتركنا الدار لا نلوي علي شي‏ء، تركنا كل متاعنا، وكل ما في البيت، بما في ذلك من ضروريات الحياة الأوليّة، وكل ما كان يخصني أو يخص أطفالي من لوازم أو هدايا مجتمعة وغير ذلك. مع أن بعضها كان غالياً جداً لا يقدر بثمن، فمثلًا ما أهداه إليّ الشهيد عند زواجنا، لعله من ناحية الكم الماديّ لا يعد شيئاً كثيرا ذال بال .. ولكن ما من شي‏ء أعز ولا أغلى منه على قلبي .. ولقد تركنا مرغمين ما هو أغلى من ذلك: نفائس ما خطّه الشهيد بيده في أيام الحجز والحصار، فقد سجّل في تلك الأيام العجاف بيراعه عصارة عمره، ولباب فكره من آخر ما تفتّق عنه ذهنه الخلّاق، والذي زادته المحنة صقلا وسمواً.، ولقد أرغمنا هناك إضافة إلى ذلك على ترك تاريخنا وكياننا تعبث به يد الشرور.
                        ولم تكن مغادرتنا للبيت وترك ما فيه، تخلياً واستهانة، لأننا كنا نؤمّل العود إليه في أسرع فرصة. صحيح أن احتمال نهب الدار من ورائنا كان‏

                        وجع الصدر ومن وراء الصدر أم جعفر، ص: 229

                        وارداً .. لكننا كنا نواجه احتمالًا آخر أسوء وأقرب للوقوع، وهو تعرضنا لأي سوء لو بقينا، أو احتمال تعرضنا للتفتيش في الطريق لو أخذنا تلك النفائس معنا، مما سيجعل البلاء الذي قد نتعرض له أشدَّ وآلم. مع أننا لم ننجُ منه كما سيتبين فيما يأتي.
                        وقد قدّرت مع ذلك أن احتمال سلامتها ببقائها في البيت أقرب في الحساب. والعاقل يختار أهون الضررين، كان لابد من أحدهما في كل حال، ولكن وقع المحذور، فهم استحوذوا على الدار ونهبوا كل ما فيها، ويظهر أنهم أعدموا وأفنوا كل ما وجدوه من آثار الشهيد، فهم لم يكونوا يريدون فقط إخماد شعلة الشهيد الصدر في شخصه وحسب. بل حرصوا على إطفاء ودفن شمس السيد محمد باقر الصدر بكل إشعاعاتها وآثارها .. وأبى الله إلّا أن يتم نوره.
                        الى هنا تبين لما قصة هجوم (ازلام النظام) الذين يدعيهم (الخاقاني) وتبين كيفية الحادث بتفاصيله، وان كان المحقق أحمد العاملي في كتابه يرويها بتفصيل أكثر لكننا آثرنا أن ننقلها عن لسان صاحبتها وهو الأفضل.
                        وكذلك تبين قصة (الجيران) المزعومين، وعرضنا نموذج (الابطال) منهم ونموذج (العملاء) الآخرين..
                        سنتوقف عند هذا الحد على أمل اللقاء في وقت قريب ان شاء الله تعالى.

                        تعليق


                        • الاخ حسيني
                          وفق مقالك القديم و المنشور في سنة 2005 تطرقت لموقف حزب الدعوه من بيعة الغدير و دار التوحيد او البلاغ لكن هذا الكلام يحتاج الى دليل قوي لأني لا أستطيع نقله الى الآخرين بلا دليل لأنهم لم يصدقو كما أصدقك
                          و سؤالي الثاني أخي الكريم انت بررت كما قرانا تحول البعض فلماذا لا تبرر تحول السبيتي و الرفاعي و غيرهم و لم تصدق به او لم تقبله؟

                          مع شكري الجزيل أخي الكريم

                          تعليق


                          • الاخ سماء بغداد المحترم
                            الذي والله يعجبني توقيعك (فقاعات) (الفافون)

                            لا فض فاك ، أي قانون نتكلم عنه ونحن نرى حدود العراق البحرية تغلق وما من متكلم
                            وارجع الى مشاركتي هناك وتبين ذلك

                            http://www.yahosein.com/vb/showthread.php?t=153226

                            بالنسبة لسؤالك وان كان غير موجه لي
                            لكنني احب ان انوه ان الاخ حسيني لي هو من قال بموضوع البيعة ودار التوحيد ولا ادري هل يتبناها ام لا ولعله ذكرها في مكان آخر كما أظن
                            المهم هنا لم اجد اشارة مباشرة منه لذلك
                            لكن كان نقلا منه لموضوع منشور لشخص ما
                            وقد ناقشته هنا فراجع وتأمل يرحمك الله

                            http://www.yahosein.com/vb/showpost....&postcount=427

                            http://www.yahosein.com/vb/showpost....&postcount=428

                            اما السؤال الآخر فنترك الاخ حسيني الكلام فيه

                            وشكرا لمروركم

                            تعليق


                            • (لكنني احب ان انوه ان الاخ حسيني لي هو من قال بموضوع)

                              الصحيح = ليس هو

                              فاقتضى التنويه

                              تعليق


                              • بسم الله الرحمن الرحيم

                                توصلنا في ما مضى الى مغالطة (الجيران) الذين ينقل عنهم (الخاقاني)!!!
                                وقد كفتنا السيدة الطاهرة ام جعفر الموضوع فقالت:

                                تحملنا الشدة والأذى المتواصل بل المتعاظم ثلاثة أيام كنّ ليالي حالكات .. وبعد انسلاخها قررت الخروج مهما كان من أمر سوءٍ متوقع، وذلك لإنقاذ الأطفال من خطر الجوع والعطش. أردت أن أشتري خبزاً، أو أي شي‏ء نتبلّغ به. فخرجت متكلة على الله مسلِّمة أمري إليه، غير مكترثة بما قد أواجه بعدما واجهنا ذروة البلاء باعتقال الشهيدين، ولكني إذ خرجت تفاجأت عندما رأيت الزقاق خالياً تماماً من أي مظهر من مظاهر الحياة، فلا صوت ولا أثر لأيِّ أحد، لا من أزلام الطاغية الذين احتلوا هذا الزقاق شهوراً متطاولة، ولا حتى من أهل الحي؟. تحركت نحو الخباز القريب .. وبعدما صرت منه على خطوات، خفق قلبي وازدادت هواجسي .. لم أسمع حينها أي صوت أبداً للتنور ولا لأي شي‏ء يتعلق بالمخبز .. فيما سبق كان صوت حسيس النار وتأجّج التنور قوياً في العادة، يسمع عن بعد، حتى لقد صار ذلك الصوت متى ما سُجِّر التنور مع أنه حسيس نار مؤنساً لنا في وحشتنا، عندما كنا وحدنا محبوسين في الدار، في أيام الحجز الكاويات.
                                وحقا، عندما وصلت إلى محل المخبز وجدته مقفلًا! وتلفتُّ حولي فوجدت كل الحوانيت، والدكاكين، أو محالّ الخدمات، كلّها كانت مغلقة! وكذلك أبواب الدور المجاورة، كلّها كانت مقفلة أو مزنجرة، علامة أنّ أهاليها ما كانوا موجودين في دُورهم؟!. فأدركت أن الجميع إما طُردوا أو هم بأنفسهم فرّوا من الحيِّ، مخافة أن يحدث لهم ما لا يطيقون تحمله من قبل الزمرة المجرمة، من بعد جريمتها الشنعاء، التي أقدمت عليها باعتقال السيد المرجع الإمام محمد باقر الصدر، وعلمت أننا الآن وحدنا تماماً في حي بأكمله: امرأتان، إحداهما تعدّت الثمانين، وخمسة من الأطفال لا حول لهم ولا قوة ولا ذنب .. في بلاقع خالية .. عرضةً لأيِّ سوء محتمل، وما من مغيث ولا جارٍ ولا مارّ.
                                تحيّرت حينها وبقيت واقفة أفكر مع نفسي: إن كلَّ شر هو متوقّع الحدوث، لاحتمال معاودتهم الهجوم على الدار .. لقد رأيت نفسي هناك كمن يريد أن يدفع الشر بعود.
                                توجهت إلى رأس الزقاق، حيث الشارع الرئيس، لعلّي أجد هناك قبساً من فرج أو هدىً أو أحداً. في الضفة الأخرى من الشارع مقابل رأس الزقاق، وجدت سيارة واقفة، وكان سائقها بداخلها، كأنه يرتقب أمراً أو أحداً، رغم خلوِّ المنطقة من سوانا كما أسلفت! ففهمت أنها تابعة لأجهزة الشر والبغي...
                                فيا ترى هل كان هذا الواقف في السيارة من (الجيران) الذين يخبر عنهم الخاقاني!!!

                                على أي حال نستمر ونناقش مغالطات الخاقاني وبياناته الدفاعية الواهية واحدة تلو الاخرى.

                                قال الدكتور المحامي محمد عيسى الخاقاني الاستاذ بجامعة البحرين!!!

                                وما زال حواره مع شخصية (القاريء) وأتصور أن اسمه (قاريء من الخليج) على ما سيتبين لاحقا ومن ردود (الابن) في هذا الرد.

                                هذا بالنسبة لسؤالكم الكريم ، اما بالنسبة الى بعض الامور التي نحتاج ان نعيد تشكليلها ، ففي موضوعكم الاخير ، اجد نفسي مجبرا ان اصححه لكم هو الآية الشريفة التي استشهدتم بها واقصد الآية 56 من سورة غافر : "ان في صدورهم الا كبر ما هم ببالغيه فاستعذ بالله انه هو السميع البصير " صدق الله العلي العظيم ، قيلت هذه الآية المباركة عن الذين في صدورهم كبر عن الايمان بالله، واليك اكثر النصوص تفسيرا لهذه الاية ، اي الكبر عظمة تحول بينهم وبين الايمان بالله وتجعلهم ينكرون الآيات الدالة على وجوده ، فلا ادري ايها القاريء ماذا قصدت بهذه الآية مثلا ، هل تريد ان تقول ان من لا يؤمن بالنعماني لا يؤمن بالله مثلا ، ام ان اسلوبك في تقطيع النصوص ولصقها قد اوصلك الى تقطيع آيات القران الكريم ، وساكتبها لك كاملة ليتسنى لك فهمها وقرآتها " ان الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم ان في صدورهم الا كبر ما هم ببالغيه فاستعذ بالله انه هم السميع البصير " ، فارجو الحذر اخي الكريم حين تستشهد بآي الذكر الحكيم ، ليكون الاستشهاد في محله .
                                هذه مجرد خطبة كما لاحظناها سابقا في هذا الرد وفي الرد السابق له هدفها اللعب بذهنية القاريء تمهيدا لما سيلقي عليه من تناقضات وقد بينا هشاشتها وسنبين ذلك بالباقي ان شاء الله تعالى.

                                ثم يضيف الخاقاني والظاهر بعد أن طلب منه المتحاورون ان يعترف الخاقاني (الاب) بكل ما ثبت عليه!!!

                                اما دعوتك الاخيرة ، فانها اشبه ما تكون بالمزاح ، بان يقر معترفا بكل ما ثبت عليه ، وهل ثبت الا عندك وصنوك العتابي ، فما زالت رسالة الدكتور ناصر الحق واضحة فقد قال : لقد سمعت من الشيخ النعماني في حوار .... اذا لم يكن الشيخ الخاقاني هو المذكور عن السيد الشهيد الصدر فاني اقدم شهادة اعتذار وبراءة امام الجميع (1) ، افترضنا اعترف واقر الوالد العلامة وحاشاه من هذا ، بكل ما اراده الاخوين قاري وعتابي ، ومن ثم قال النعماني لقد ثبت عندي انه ليس هو الشيخ عيسى الخاقاني ؟ فالرجل حين حاصره الناس بالاسئلة وكنت من المستمعين اليه ، قال قد يكون خاقاني آخر (2) ، ثم ادلى برأيه ، بانه لو ثبت ، فانه يقدم اعتذاره امام الناس (3) ، وكأن المشكلة تخص الناس ، وليس لله فيها دور او حكم ، عندها من باب الفرض والرجل ما زال شاكا ، عندها هل نقول اننا نفذنا امركما ، واتهمنا انفسنا ، او ماذا يجب ان نفعل حينذاك .
                                اقول:
                                (1) لم نستطع التأكد من هذا الامر فيما عرض من مناقشات حول الموضوع.
                                (2) واذا كان هناك شخص آخر اسمه (عيسى الخاقاني) فعرفه علينا لو سمحت؟؟ ثم لم يتصدى ذلك الشخص ليدافع عن نفسه، لماذا!!!
                                (3) ثم على فرض صدور هذا الكلام الوارد من الدكتور ناصر الحق الذي لا نعرفه ولعله من (لندن) كما تشير بعض المواقع، فالكلام لا يدل على شك النعماني ـ ان صح النقل عنه ـ في شخصية الخاقاني ولعل الله يوفقنا لمراجعة الشيخ النعماني في ذلك ونرى رأيه في الموضوع ونخصم الكلام من اساسه!!!

                                ويستمر الخاقاني:


                                ارجوك تابع القاء الحجة على العتابي ففيها بعض اجوبتك

                                العتابي

                                الاستاذ جواد العتابي هداه الله ، سأناقشك فقرة فقرة وكما تريد لا كما اريد ، وارجو ان تضع المقال الذي كتبته امامك ليتسنى لك المتابعة ، حتى لا تعيد الاسئلة مرة اخرى وتكتب شيئا جديدا غير الذي كتبت ان اردت الكتابة ، فقد بدأ العتابي هداه الله ، بدأ باسلوبي وقال انهم يقولون بان عندي منهج علمي ، ولا ادري من هم الذين يقولون وهو فند مقولتهم ، بان لم يجد عندي سوء تهافت واعتقد انه يقصد سوى تهافت وخفة في ربط الاحداث واستحسان ذوقي في جمع المتناقضات ، الحقيقة للرجل رأيه فيما اكتب وله الحق ان يقول ما يريد واللهم لا اعتراض ، اما كيف خفة في ربط الاحداث واستحسان ذوقي في جمع المتناقضات ، فانه اقرار على اقل التقادير بالمتناقضات ، وان هناك استحسانا ذوقيا لها ، وهي تناقض التهافت في الاستدلال !! (1) ، فانا لم اكتب فيما كتبت من مواضيع عن كتاب النعماني ، وكانت لي استدلالات ، بل نقلت ما قال النعماني نفسه وراجع مقالاتي ، انا فقط استفهم (2) ، من اين للنعماني معرفة بما جرى بين مدير امن النجف وابن المرجع مثلا ؟ (3)، وكيف يرى وهو في الحمام ؟ وكيف يشرف على كتاب الشهيد الصدر وهو مازال طفلا (4)؟

                                انه يقول وانا استفسر منه ومنكم ، لعل احدكم يجيبني يوما (5)، وقد قلت بوضوح منذ الموضوع الاول ، ان هذا الكتاب لا يمكن ان يخضع لمنهج البحث العلمي ، لأن صاحبه يقول وليس انا وفي نهاية الصفحة 18 وبداية الصفحة 19 ما نصه : " ما كان كتابي هذا الا محاولة على هذا الطريق آليت على نفسي الابتعاد فيها عن الجوانب التقويمية والتحليلية ، واكتفيت بسرد سريع ومختصر للاحداث بالمقدار الذي اسعفتني به الذاكرة وسمحت به الظروف " ، فهل تريدني ان اقيم الكتاب اكثر من صاحبه ، والذي يعترف انه نقله من الذاكرة ، وما سمحت به الظروف، وقد نشر الكتاب عام 1996 اي بعد استشهاد السيد الصدر بستةعشر عاما، وينقل من الذاكرة (6)، فهلا جلست وتذكرت احداثا بين قال وقلت وقال لهم وبالتفاصيل قبل ستة عشر عاما، وهو محاط بظروف تسمح له ان يكتب بهذا القدر، فكيف يخضع هكذا كتاب الى منهج البحث العلمي ، لا ادري هل يفهم العتابي ما اقول، ام هل يفهم ما يقول ، وكم تذكرت الفراهيدي الكبير حين قال :

                                لو كنت تدري ما اقول عذرتني او كنت تدري ما تقول عذرتك
                                اقول:
                                (1) لقد راينا كل ما عرضه الخاقاني من (تهافت في الاستدلال) فراجع وانظر بعين البصيرة.
                                (2) الخاقاني يستفهم ونحن قد أفهمناه فتأمل.
                                (3) يقول النعماني: في كتابه الشهيد الصدر سنوات المحنة وأيام الحصار، ص: 126

                                ولا اريد هنا إلا تسجيل بعض النماذج مما كان من خلقه، وهي تقصر عن التعبير الكامل عما كانت تحله روحه من سمو وعلو....
                                ويعرض نماذج منها:

                                2- بلغه أن أحد أبناء المراجع قال لمدير أمن النجف: (ماذا تنتظرون بالصدر، هل تريدونه خمينيّا ثانيا في العراق لماذا لا تعدمونه ....)
                                فقال (رضوان الله عليه) لمّا بلغه ذلك: (غفر الله لك يا فلان، إن قتلوني اليوم، قتلوكم غدا ..).
                                ولم يزد على ذلك شيئا.
                                يقول (بلغه) اي الشهيد الصدر ولم يقل (بلغني) حتى نقول كيف سمع بذلك وهو في (الحمام).

                                وتقول سليلة الطاهرين السيدة ام جعفر:

                                وجع الصدر ومن وراء الصدر أم جعفر، ص: 215 ـ 216

                                ثم كان هناك أمل أخير عند الشهيد وذويه وكل من خلفه، بأن تتحرك المرجعية لاستغلال الفرصة وإعلان التبني والانتماء لنفس الموقف الرسالي الذي تمسك به الشهيد. ولو فعلت المرجعية ذلك من خلال زيارة واحدة على الأقل، لتفاعلت باقي أركان الحوزة والأمة، ولعرفت السلطة أنها تواجه شعبا متكافلا وكيانا متماسكا، وليس مجرد شخص، حبيس أسوار منزله.
                                وبدلًا عن ذلك كنا نسمع أحياناً من ينقل لنا عن البعض انتقادات للشهيد على صلابته ومعاندته للسلطة الجائرة، وتخطئة لموقفه، وتخذيل‏ وتثبيط عن مناصرته. وما كان من الشهيد إلّا التسلّح بالصبر والثبات، وإدامة الاستغفار لهم، وسؤاله الله جلّ وعلا أن يدفع عنهم البلاء الذي كان يحذره عليهم من بعده، ما كان ينتقد منهم أحدا ولا يذكره بلسانه أبداً. وما كان جوابه إذا سمع بتلك المواقف المسيئة، إلا الإكثار من الاسترجاع والحولقة، والتمثل بحال جدِّه الحسين (ع) في ساعاته الأخيرة .. كان نداء الحسين (ع) في أيامنا تلك متجسداً شاخصاً في كل لحظة: «أما من ناصر ينصرنا!».
                                واذا كان الشهيد الصدر رحمه الله (يبلغ) النعماني ما ذكره، ويودع (الامل) عند زوجته السيدة ام جعفر ولم يزد بنفسي هو غير (انا لله وانا اليه راجعون) و(لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم)، فكيف تريد أن (يتفلسف) النعماني ويأتي بشيء من (عندياته) كقصة (الجيران) المزعومين!!!
                                ان الشيخ النعماني هو ربيب هذه المدرسة وهذا البيت وليس خريج (السوربون) و(جامعة بغداد) و(منتديات) الخاقاني ومجالس (آل خليفة) !!!
                                وسوف نتعرض بشيء من التفصيل لقضية (الحوزة العلمية والشهيد الصدر) لاحقا ان شاء الله تعالى.

                                واذا كان ما نقله النعماني يعتبره البعض سبة عليه فقد أتحفنا الخاقاني مثلها كما سيأتي في رده هنا:

                                وان هناك عمامات من عوائل كبيرة عراقية وعربية وايرانية ، كان تقوم بهذا الدور...
                                ولعله اعتراف بأن حاله لم يكن بأفضل من حال الآخرين، واللطيف جمعه بين (عراقيته) و(عربيته) و(ايرانيته) كما سيتبين ان شاء اله تعالى!!!

                                (4) يقصد بهذا ما سيطرحه لاحقا عمر الشيخ الخاقاني وعن اشرافه على طباعة كتاب (فلسفتنا) للشهيد الصدر وسيأتي الكلام حوله بعد حين حيث يقول:

                                اما نقطة ترى التهافت في خمسة امور وعندك ستة اسئلة ، فساوضح لك واجيب على اسئلتك كما تريد لا كما اريد ، وسوف ترى بعد ذلك ان الله يرى.

                                اولا : عمر الشيخ النعماني لا يوجد عليه دليل واضح ، اوؤكد لك انني اخذت عمر الشيخ النعماني من السيد حيدر السيد اسماعيل الصدر وقال انه مواليد اواخر 1957 ، وقد وضعته انا احتياطا من مواليد 1956 ، لتستقيم بعض قصصه قليلا .

                                ثانيا : طباعة كتاب فلسفتنا يقول عنه الشيخ النعماني انه جاء بامر من الرئيس احمد حسن البكر وكان الواسطة بين السيد الشهيد والبكر المقبور فاضل البراك ، اذن يقصد ان طبعته ظهرت بعد عام 1968 حين استلام البكر للسلطة حتى عام 1979 حين اخذها منه صدام ، انا لم اعثر على هذه الطبعة ولكنه اي نفس الشيخ النعماني يقول انه طبع عام 1959 حين كان الشهيد الصدر مع جماعة العلماء ، في الصفحة 72 من الكتاب ، ثم ياتي على قصة ظهور الشيوعين في العراق واحتياج النظام الى فلسفتنا ، ومجيء فاضل البراك الى الشهيد الصدر والمفاوضات ومن ثم في الصفحة 75 من كتاب المحنة يقول ما نصه : " وقد امرني رحمه الله بالاشراف على طباعته احتياطا منه على ان لا يحذف منه الا المقدار الذي حدده " ، هذا ما مكتوب ، وما قلته انا يكون الشيخ النعماني قد اشرف على طباعة كتاب فلسفتنا وعمره حسب قصصه هو، ما بين الثالثة حتى السابعة عشرة ، ويشرف على كتاب الشهيد الصدر فلسفتنا وامام الامن العراقي الذي يطبع الكتاب !! صدق بها ان شئت وراجع صفحات الكتاب ، اصلح لي الخطأ الذي وقعت فيه اكون لك من الشاكرين .
                                فيا ترى ان كان خريج (السربون) لا يعرف بطبعات فلسفتنا وليس عنده كتاب فلسفتنا ولا يعلم متى طبعت اصلا!!! فما ندري في أي موضوع كانت رسالة (الدكتوراه) في (الفلسفة) التي أخذها من باريس!!!!
                                ونقدم الجواب على هذه النقطة للفائدة ولمناسبة الكلام، وستكون الاجابة من شقين:
                                الاول: ترجمة حياة النعماني.
                                ثانيا: قصة فلسفتنا وما ادراك ما قصة فلسفتنا؟!!!
                                وسنتعرض لها بعد أن نجيب على النقاط الباقية اولا ثم نعود.

                                اقول:
                                (5) وقد جاء هذا اليوم وأجبناك فتأمل وأحكم بنفسك على نفسك والقادم اكثر ان شاء الله تعالى!!!
                                (6) للمرة الثالثة يذكر هذا الدليل (التعجيزي) الذي هو اول من نقضه بنفسه فراجع هنا ما كتبناه له في رسالته السابقة في النقطة 2 و6 و 7 فراجع المشاركة 452 و453 و 454 و455 و456


                                ولنعيد بعضا منها باختصار للفائدة.
                                قال الخاقاني في الرسالة السابقة:



                                لقد نشر سماحة آية الله العظمى السيد كاظم الحائري في كتابه مباحث الاصول الصادر في عام 1982 للميلاد ، قصة عن محمد رضا النعماني يروي فيها...

                                و قبل الدخول الى الاطار اقتطع ما كتبه النعماني في الصفحة (19) من كتابه قائلا: "و ما كتابي هذا الا محاولة على هذا الطريق آليت على نفسي الابتعاد فيها عن الجوانب التقويمية والتحليلية ، واكتفيت بسرد سريع ومختصر للاحداث بالمقدار الذي اسعفتني فيه الذاكرة وسمحت به الظروف". وهنا اقول انه من الصعب على الكاتب ان يكتب اعتمادا على الذاكرة عن احداث مر عليها اكثر من ستة عشر عاما وبتفاصيل نقاشاتها ، وهو كما اعترف انه لم يدون المجريات وانما اعتمد على ذاكرته وكذا بالنسبة للظروف التي نوه عنها ، وهل هي تسمح كما تفضل هو بقول الحقيقة كاملة ، فقد تكون الظروف في بعض الاحيان مفروضة .
                                وقد أجبناه في المشاركات المذكورة اعلاه:
                                اولا: يقول النعماني 16 عاما لان طبع كتاب (سنوات المحنة) كان 1996 واستشهاد الامام الصدر كان 1980.

                                وثانيا: ذكر (الابن) انه اطلع على نسخة من مباحث الاصول مطبوعة عام 1982 يعني اقل من سنتين فقط من الذاكرة. 1982 - 1980 = 2 سنة !

                                وثالثا: كتاب مباحث الاصول للسيد الحائري المأخوذ من مذكرات بخط يد الشيخ النعماني طبع عام 1407 = 1986 على ما عندي من نسخة ولم اطلع على نسخة (الخاقاني = 1982)
                                وقد ذيل السيد الحائري المقدمة التي كتب فيها عن حياة الشهيد في ص 147 من ط2 لمباحث الاصول بتاريخ (2 شعبان 1406) = 1985، وبما انه قد وصلته بخط النعماني، والنعماني خرج من العراق الى سوريا ثم الى ايران بعد استشهاد الشهيد الصدر في 9 / 4 / 1980، وكتب حياة الشهيد بخط يده وسلمها للحائري واودع قسما غير صالح للنشر عند السيد الحائري. وقطعا احتاج السيد الوقت لقراءتها واستخلاص ما فيها والا لماذا وقع الخطأ منه كما عبر سماحته بذلك برسالة (الطهارة) !!!
                                على أي حال، في أحسن الأحوال خمس سنوات بعيدا عن (الذاكرة)!!! ، وهل يمكن نسيان تلك الأيام والأعوام والآلام؟!! ومع من؟ مع شخصية من مثل الإمام الشهيد الصدر؟!!! وفي ظروف مثل ظروف (سنوات المحنة وأيام الحصار)!!!
                                والباقي نترك للقاري الكريم الرجوع الى الرد على الرسالة السابقة ليتبين الحقيقة!!!

                                تعليق

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                                يعمل...
                                X