السيد الحائري يروي هذه القصة والتي ينقلها النعماني بدوره...
ويروي سماحة السيد كاظم الحائري القضية التالية:
(حدّثني الاستاذ ذات يوم فقال: إنّني أتصور أن الأمة مبتلاة اليوم بالمرض الذي كانت مبتلاة به في زمن الحسين عليه السلام، وهو مرض فقدان الإرادة، فالأمة تعرف حزب البعث، والرجال الحاكمين في العراق، ولا تشكّ في فسقهم وفجورهم وطغيانهم وكفرهم وظلمهم للعباد، ولكنّها فقدت قوّة الإرادة التي بها يجب أن تصول وتجاهد في سبيل الله، إلى أن تسقط هذه الزمرة الكافرة عن منصب الحكم، وترفع الأمة كابوس هذا الظلم عن نفسها.
وعلينا أن نعالج هذا المرض كي تدبّ حياة الإرادة في عروق هذه الأمة الميّتة وذلك بما عالج به الإمام الحسين عليه السلام فقدان الإرادة في نفوس الأمة وقتئذ، وهو التضحية الكبرى التي هز بها المشاعر ، وأعاد بها الحياة إلى الأمة، إلى أن انتهى الأمر بهذا السبب إلى سقوط دولة بني أمية، فعلينا أن نضحّي بنفوسنا في سبيل الله، ونبذل دماءنا بكل سخاء في سبيل نصرة الدين الحنيف.
والخطة التي أرى ضرورة تطبيقها اليوم هي أن أجمع ثلة من طلب، ومن صفوة أصحابي الذين يؤمنون بما أقول، ويستعدّون للفداء، ونذهب جميعا إلى الصحن
الشريف متحالفين فيما بيننا على أن لا نخرج من الصحن أحياء، وأنا أقوم خطيبا فيما بينهم ضد الحاكم القائم، ويدعمني الثلّة الطيّبة الملتفّة من حولي، ونثور بوجه الظلم والطغيان، فسيجابهنا جمع من الزمرة الطاغية ونحن نعارضهم ـ ولعلّه قال : ونحمل السلاح ـ إلى أن يضطرّوا إلى قتلنا جميعا في الصحن الشريف، وسأستثني ثلّة من أصحابي عن الاشتراك في هذه المعركة، كي يبقوا أحياء من بعدي ويستثمروا الجوّ الذي سيحصل نتيجة لهذه التضحية والفداء.
قال: إن هذا العمل مشروط في رأيي بشرطين:
الشرط الأوّل: أن يوجد في الحوزة العلميّة مستوى من التقبّل لعمل من هذا القبيل. أما لو أطبقت الحوزة العلميّة على بطلان هذا العمل وكونه عملا جنونيّا، أو مخالفا لتقيّة واجبة، فسوف يفقد هذا العمل أثره في نفوس الأمة،ولا يوفي ثماره المطلوبة.
الشرط الثاني: أن يوافق أحد المراجع الكبار مسبقا على هذا العمل كي يكتسب العمل في ذهن الأمة الشرعيّة الكاملة.
فلابد من الفحص عن مدي تواجد هذين الشرطين. أمّا الشرط الأوّل فصمّم الاستاذ على أن يبعث رسولا إلى أحد علماء الحوزة العلميّة لجسّ النبض ليعرض عليه هذه الفكرة ويستفسره عن مدى صحّتها، وبهذا الأسلوب سيعرف رأي عالم من العلماء كنموذج لرأي يتواجد في الحوزة العلميّة.
وقد اختار بهذا الصدد إرسال سماحة الشيخ محمد مهدي الآصفي ـ حفظه الله ـ إلى أحد العلماء، وأرسله بالفعل إلى أحدهم كي يعرض الفكرة عليه ويعرف رأيه ، ثم عاد الشيخ إلى بيت أستاذنا الشهيد وأخر الاستاذ بأنّه ذهب إلى ذاك العالم في مجلسه، ولكنّه لم يعرض عليه الفكرة، وكان السبب في ذلك أنّه حينما دخل المجلس رأى أن هذا الشخص مع الملتّفين حوله قد سادهم جو من الرعب والانبهار الكامل نتيجة قيام الحكومة البعثيّة بتسفير طلبة الحوزة العلميّة، ولا توجد
أرضية لعرض مثل هذه الفكرة عليه إطلاقا.
وأما عن الشرط لثان فرأى أستاذنا الشهيد أن مرجع الوحيد الذي يترقّب بشأنه أن يوافق على فكرة من هذا القبيل هو الإمام الخميني ـ دام ظله ـ الذي كان يعين وقتئذ في النجف الأشرف، فلا يصحّ أن يكون هذا العمل من دون استشارته ، فذهب هو إلى بيت السيد الإمام ، وعرض عليه الكفرة مستفسرا عن مدى صحّتها، فبدأ على وجه الإمام ـ دام ظله ـ التألمّ ، وأجاب على السؤال بكلمة (لا أدري) وكانت هذه الكلمة تعني أن السيد الامام ـ دام ظله ـ كان يحتمل أن تكون الخسارة التي ستوجّه إلى الأمة من جرّاء فقد هذا الوجود العظيم أ:بر مما قد تترتب على هذا العمل من الفائدة.
وبهذا وذاك تبيّن أن الشرطين مفقودان فعدل أستاذنا الشهيد عن فكرته، وكان تاريخ هذه القصّة بحدود عام (1390 ) أو (1391 هـ) ولعل التاريخ الصحيح هو سنة(1394 هـ).
وكان من جملة الظروف والأسباب التي أدت إلى هذا التفكير التضحوي ما تعرض له طلبة الحوزة العلميّة والعلماء وبعض أوساط الأمة من حملات تسفير وتشريد رهيبة كانت تستهدف القضاء على الإسلام.
------------------
ومع ان نوري المالكي لم يذكر لنا شواهد على التكرار المزعوم للامام الحكيم بان (الامة تخوننا)....لكن هل يصح ان يتهم احدهم الشهيد الصدر بانه يرى ان الامة......ميتة !!!
ثم لماذا يهاجم الامام الحكيم والحال ان هذا هو راي كل المرجعيات وفي كل الازمان حيث انهم لايعتقدون ان الامة مهيأة !
ويروي سماحة السيد كاظم الحائري القضية التالية:
(حدّثني الاستاذ ذات يوم فقال: إنّني أتصور أن الأمة مبتلاة اليوم بالمرض الذي كانت مبتلاة به في زمن الحسين عليه السلام، وهو مرض فقدان الإرادة، فالأمة تعرف حزب البعث، والرجال الحاكمين في العراق، ولا تشكّ في فسقهم وفجورهم وطغيانهم وكفرهم وظلمهم للعباد، ولكنّها فقدت قوّة الإرادة التي بها يجب أن تصول وتجاهد في سبيل الله، إلى أن تسقط هذه الزمرة الكافرة عن منصب الحكم، وترفع الأمة كابوس هذا الظلم عن نفسها.
وعلينا أن نعالج هذا المرض كي تدبّ حياة الإرادة في عروق هذه الأمة الميّتة وذلك بما عالج به الإمام الحسين عليه السلام فقدان الإرادة في نفوس الأمة وقتئذ، وهو التضحية الكبرى التي هز بها المشاعر ، وأعاد بها الحياة إلى الأمة، إلى أن انتهى الأمر بهذا السبب إلى سقوط دولة بني أمية، فعلينا أن نضحّي بنفوسنا في سبيل الله، ونبذل دماءنا بكل سخاء في سبيل نصرة الدين الحنيف.
والخطة التي أرى ضرورة تطبيقها اليوم هي أن أجمع ثلة من طلب، ومن صفوة أصحابي الذين يؤمنون بما أقول، ويستعدّون للفداء، ونذهب جميعا إلى الصحن
الشريف متحالفين فيما بيننا على أن لا نخرج من الصحن أحياء، وأنا أقوم خطيبا فيما بينهم ضد الحاكم القائم، ويدعمني الثلّة الطيّبة الملتفّة من حولي، ونثور بوجه الظلم والطغيان، فسيجابهنا جمع من الزمرة الطاغية ونحن نعارضهم ـ ولعلّه قال : ونحمل السلاح ـ إلى أن يضطرّوا إلى قتلنا جميعا في الصحن الشريف، وسأستثني ثلّة من أصحابي عن الاشتراك في هذه المعركة، كي يبقوا أحياء من بعدي ويستثمروا الجوّ الذي سيحصل نتيجة لهذه التضحية والفداء.
قال: إن هذا العمل مشروط في رأيي بشرطين:
الشرط الأوّل: أن يوجد في الحوزة العلميّة مستوى من التقبّل لعمل من هذا القبيل. أما لو أطبقت الحوزة العلميّة على بطلان هذا العمل وكونه عملا جنونيّا، أو مخالفا لتقيّة واجبة، فسوف يفقد هذا العمل أثره في نفوس الأمة،ولا يوفي ثماره المطلوبة.
الشرط الثاني: أن يوافق أحد المراجع الكبار مسبقا على هذا العمل كي يكتسب العمل في ذهن الأمة الشرعيّة الكاملة.
فلابد من الفحص عن مدي تواجد هذين الشرطين. أمّا الشرط الأوّل فصمّم الاستاذ على أن يبعث رسولا إلى أحد علماء الحوزة العلميّة لجسّ النبض ليعرض عليه هذه الفكرة ويستفسره عن مدى صحّتها، وبهذا الأسلوب سيعرف رأي عالم من العلماء كنموذج لرأي يتواجد في الحوزة العلميّة.
وقد اختار بهذا الصدد إرسال سماحة الشيخ محمد مهدي الآصفي ـ حفظه الله ـ إلى أحد العلماء، وأرسله بالفعل إلى أحدهم كي يعرض الفكرة عليه ويعرف رأيه ، ثم عاد الشيخ إلى بيت أستاذنا الشهيد وأخر الاستاذ بأنّه ذهب إلى ذاك العالم في مجلسه، ولكنّه لم يعرض عليه الفكرة، وكان السبب في ذلك أنّه حينما دخل المجلس رأى أن هذا الشخص مع الملتّفين حوله قد سادهم جو من الرعب والانبهار الكامل نتيجة قيام الحكومة البعثيّة بتسفير طلبة الحوزة العلميّة، ولا توجد
أرضية لعرض مثل هذه الفكرة عليه إطلاقا.
وأما عن الشرط لثان فرأى أستاذنا الشهيد أن مرجع الوحيد الذي يترقّب بشأنه أن يوافق على فكرة من هذا القبيل هو الإمام الخميني ـ دام ظله ـ الذي كان يعين وقتئذ في النجف الأشرف، فلا يصحّ أن يكون هذا العمل من دون استشارته ، فذهب هو إلى بيت السيد الإمام ، وعرض عليه الكفرة مستفسرا عن مدى صحّتها، فبدأ على وجه الإمام ـ دام ظله ـ التألمّ ، وأجاب على السؤال بكلمة (لا أدري) وكانت هذه الكلمة تعني أن السيد الامام ـ دام ظله ـ كان يحتمل أن تكون الخسارة التي ستوجّه إلى الأمة من جرّاء فقد هذا الوجود العظيم أ:بر مما قد تترتب على هذا العمل من الفائدة.
وبهذا وذاك تبيّن أن الشرطين مفقودان فعدل أستاذنا الشهيد عن فكرته، وكان تاريخ هذه القصّة بحدود عام (1390 ) أو (1391 هـ) ولعل التاريخ الصحيح هو سنة(1394 هـ).
وكان من جملة الظروف والأسباب التي أدت إلى هذا التفكير التضحوي ما تعرض له طلبة الحوزة العلميّة والعلماء وبعض أوساط الأمة من حملات تسفير وتشريد رهيبة كانت تستهدف القضاء على الإسلام.
------------------
ومع ان نوري المالكي لم يذكر لنا شواهد على التكرار المزعوم للامام الحكيم بان (الامة تخوننا)....لكن هل يصح ان يتهم احدهم الشهيد الصدر بانه يرى ان الامة......ميتة !!!
ثم لماذا يهاجم الامام الحكيم والحال ان هذا هو راي كل المرجعيات وفي كل الازمان حيث انهم لايعتقدون ان الامة مهيأة !
تعليق