إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

[الوثائقية 1] يوم كان الشهيد الصدر(ابو) الدعوة ... [(ابن) الدعوة العاق]

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • السلام عليكم

    الاخ حسيني

    الرجاء توضيح التالي



    1-هل تريد ان تنفي قصة حصار الشهيد الصدر في بيته من قبل العفالقة؟


    2-هل تريد ان تقول ان حزب الدعوة اسسه حزب التحرير وهو حزب منحرف من اول الامر؟

    تعليق


    • قبل البداية اود الاشارة الى ما كتبه الكاتب المحترم:

      المشاركة الأصلية بواسطة الكرام الكاتبون

      اي وثائقية ؟ تلك التي تتناقش فيها مع العضو ( اليتيم ) ووصل عدد صفحاتها المئات ؟
      وما شاني بها ؟ وهل انا من حزب الدعوة او عراقيا لكي اتناقش معك فيها ؟
      او انك تظن اني اليتيم ؟ ربما ... فرب اخ لم تلده امك .. عفوا رب نفس تدخل بمعرفين ....
      عظيم !
      اتينا بك الى مربط الفرس وصدر الاعتراف على لسانك !

      كذاك الذي سرق سخلة جاره فاتاه صباحا يساله عنه فابتدءاه بالسلام قائلا
      صباح الخير!
      فاجابه:اي سخلة؟!

      ان كنت اليتيم ذاته او مدفوعا من اليتيم كما دفع علي فالامر سيان !
      من لايستحي ياهذا هو من يدافع عن حزب ضال مضل يتبع سفيها ضالا مضلا
      !
      لا احتاج للكلام والقسم أنه لم يدفعني أحد لأي شيء هنا سوى حرصي على بيان الحقائق ولعله بتقادم الزمان لو رأينا تحولا في الكلام الى الموضوعية وعدم اصدار الاحكام جزافا نرى تبدلا حتى في نظرتي الى التاريخ!! ما يدريني؟!!
      لكن لحد الآن لم نجد ما يكتب من حقائق تمتّ للواقع بصلة مع الاسف!!
      بل هي أحكام مسبقة وضعت ضمن خطة مدروسة ومنهج محكم!! آخره تنصل الكاتب عن كلام بعض من كان يتقاتل عليهم حتى العظم!! لأنه يعلم أن في كلامهم ما في الحقيقة من واقع!!
      عموما مادام الكلام عن الضال المضل الذي يتبعه حزب الدعوة لنعرض رأي هذا الضال المضل بالسيد الخوئي الذي لم نكمل الحديث عنه!!
      ولنرى رأي فقيه الدعوة كما يحلو للكاتب تسميته ما هو رأيه في موضوع الامام الخوئي رحمه الله؟!!!
      يقول رحمه الله:

      مواقف السيد الخوئي (رض) من القضايا العامة

      الحياة 09 صفر 1423 الموافق 22-04-2002

      كنا ندرس في النجف السطوح التي تمثل الدراسات الفقهية والأصولية في الكتب المتقدمة في علم الفقه والأصول، كنا نسمع أن مرجعاً عربياً كبيراً هو الشيخ محمد رضا آل ياسين كان منفتحاً على السيد أبي القاسم الخوئي انفتاحاً يومياً، وبأنه يؤهله للمرجعية، إذ كان يبعث إليه بين وقت وآخر ما يصله من الحقوق الشرعية ليوزعها على تلامذته، باعتبار أن بداية إطلالة المرجع الجديد على تلامذته وعلى المرجعية هي مساعدة تلامذته بشكل أو بآخر. وهكذا كان السيد الخوئي يأخذ موقعه في الساحة العلمية في النجف الأشرف، كأحد الكبار في مجال التدريس، وكنا نسمع آنذاك كثيراً من الفضلاء يتحدثون عن تلامذة الشيخ النائيني، الذي كان يمثل مدرسة أصولية متقدمة، كما كان تلامذته يمثلون طبقة متقدمة انفتحت أكثرية طليعتها على المرجعية بعد ذلك.

      الطالب المتفوق

      كنا نسمع بالشيخ النائيني، لأنه كان مهتماً بالتربية المباشرة لتلامذته، حيث كان يلاحقهم في كتابة تقريرات درسه بشكل أو بآخر، وكان يمثل القمة المنفتحة على شيء من التجديد في أسلوب الأبحاث الأصولية، وربما في بعض نظرياته. وكان الفضلاء يقولون إن تلميذه السيد الخوئي اقتحم نادي الأساتذة في الوقت الذي كان فيه شاباً لا يقترب عمره من أعمار التلامذة الآخرين، واستطاع بذكائه وألمعيته أن يكتب تقريراً لأبحاث الشيخ النائيني ويحصل على تقويم جيد من أستاذه، وقد فضله البعض على التقريرات الأخرى، ما أوجد نوعاً من العقدة في نفوس تلامذة آخرين، ومن الطبيعي أن يتعقد زملاء الدرس ممن يتقدمهم، مع أن مرتبته العمرية متأخرة, وقد طبع هذا التقرير في لبنان في مطبعة صيدا، وقام بطبعه المرحوم السيد حسن اللواساني الذي كان يقيم في بلدة الغازية آنذاك، ولا أستطيع أن أحدد إن كان ذلك في زمن أستاذه أو بعده بزمن قصير، لكن التقرير في طبعته الأولى كان يحمل تقويم أستاذه. ولعل هذا الاعتراف ـ إذا صح التعبيرـ لهذه المجموعة المتقدمة، هو الذي جعل الحوزة تنفتح عليه وجعل الطلاب يسارعون إليه في وقت متقدم (…)..

      انفتاح على التغيير

      هناك نقطة كنا نلاحظها في آفاق السيد الخوئي، إذ كان رجلاً منفتحاً على التجديد بحجم ما كانت النجف تحتاج إلى التجديد. في مرحلتنا التي عشناها معه، كان أول مرجع يخطط لدرس تفسير القرآن في النجف، ولعل من الأمور التي لا يعرفها الكثر، أن النجف في برنامجها الدراسي لا تضع تفسير القرآن في برنامجها العام، بل تأخذ من القرآن بمقدار ما يتصل بالشريعة، أما الدراسة القرآنية التفسيرية الواسعة، فأمر يخضع إلى توجهات الطالب الشخصية، إذ قد تكون لبعض الطلاب اهتمامات في الدراسات القرآنية تجعلهم ينفتحون على القرآن تفسيراً أو دراسة. السيد الخوئي هو أول شخص، على الأقل في المرحلة التي عشناها وما سبقها، أسس درساً للتفسير على مستوى درس الخارج، وأعطى فيه دروس مقدمة التفسير التي طبعت تحت عنوان (البيان في تفسير القرآن)، كما أعطى دروساً في تفسير القرآن مما لم يطبع حتى الآن، وربما كان سبقه إلى ذلك أستاذه الشيخ محمد جواد البلاغي الذي كان يتولى تدريس تفسير القرآن في النجف، ولكننا لاحظنا أن هذا التفسير قُطع لأنه لم يلق إقبالاً كاملاً في الحوزة بالطريقة التي كان فيها الإقبال على تدريس الفقه والأصول (...).
      وكان السيد الخوئي يحمل في داخل ذاته ذهنية طلقة مفتوحة على مسألة التغيير, لكن إمكانات التغيير لم تكن متاحة له، وكان ينفتح على ما ينفتح عليه بعض طلابه الكبار في القضايا الإسلامية العامة. فنحن نلاحظ أن السيد الخوئي كان يعمل على تعزيز مكانة السيد محمد باقر الصدر، الذي كان من أبرز تلامذته، فكان حين يعطي السيد الصدر ملاحظة في الدرس، يستمع إليه بهدوء، ثم يأخذ الفكرة منه ويقررها على الطلاب ويردّ عليها، في وقت كان السيد الخوئي يعرف أن السيد الصدر كان منفتحاً على الحركة الإسلامية، وهو الذي أسس الحركة الإسلامية الشيعية. كما أن السيد الخوئي تجاوب مع الانطلاقة الإسلامية لمواجهة المدّ الشيوعي، وكان من الأشخاص الذين أيدوا جماعة العلماء في النجف الأشرف، وكان يشجع هذه الاتجاهات. وإذا أردنا أن نقترب من المسألة السياسية، نلاحظ أن أول إطلالة للسيد الخوئي على هذه المسألة، كانت عندما اضطهد الإمام الخميني في إيران، وشاعت الأخبار عن نية إعدامه، فوقف السيد الخوئي بشكل قوي ولافت للنظر، وأطلق خطابات نارية ضد الشاه وحكومته في الحوزة العلمية، حيث حول النجف إلى ما يشبه حال التوتر الذي أثار الجو في شكل عام، في وقت كانت المرجعية منفتحة على الحكم في إيران، لا من خلال رضاها بالحكم، ولكن لشعورها بإمكان الإفادة منه في الإطلالة على الواقع الشيعي في العالم، لأنها كانت لا تملك قناة أخرى لإيصال المساعدات إلى هذه المنطقة أو تلك.

      مواجهة الشاه

      في ذلك الوقت سمعتُ من بعض المراجع، أن السيد الخوئي لم يكن يملك طريقة يرسل بها المساعدات إلى المسلمين الشيعة في أندونيسيا إلا من خلال الحكومة الإيرانية، ولذلك كانت الواسطة بين المرجعية في النجف والحكومة الإيرانية هو أحد العلماء المبرزين في طهران والمحترمين من قبل الشاه هو السيد محمد البهبهاني. وكذلك فإن المرجعية المتمثلة بالسيد محسن الحكيم كانت إذا أرادت شيئاً من حكومة إيران، فإنها لا ترسل إلى الشاه مباشرة، وإنما كانت ترسل إلى السيد محمد البهبهاني.

      في ظل الوضع القاسي الذي عاشه السيد الخميني أثار السيد الخوئي أكثر من حركة، فأطلق مجالس تعزية وقام بمبادرة تجاه السيد الحكيم حتى يمارس ضغطاً على الحكومة الإيرانية يمنعها من إصدار حكم الإعدام ضد السيد الخميني. وأذكر انه ذهب مرة والسيد محمود الشاهرودي، أحد المراجع، وتحدثا مع السيد الحكيم (رحمه الله)، ويبدو أن السيد الحكيم كان قام باتصالات حول هذا الموضوع، ولذلك طمأنهم بأن السيد الخميني لن يُعدم. ولم يكتف السيد الخوئي بهذه المبادرة النجفية، بل أرسل في ذلك الوقت رسولاً إلى علماء لبنان الكبار، مثل الشيخ حبيب آل إبراهيم والشيخ موسى عز الدين والشيخ محمد تقي الصادق والسيد محمد حسن فضل الله والمرحوم الوالد السيد عبد الرؤوف فضل الله، يدعوهم إلى الاجتماع، للإنكار على الشاه سياسته، وإصدار البيانات في هذا المجال، كخطوة تصعيدية للضغط على حكومة الشاه لمصلحة الإمام الخميني.
      وهذه الامور وما يليها فيها وثائق موجودة في الكتب التي أرّخت للثورة الاسلامية وفي غيرها مما أرّخ لتلك الفترة في العراق!!
      وأذكر أنني كنت آنذاك في لبنان عندما جاء رسول السيد الخوئي إلى لبنان، وهو الشيخ محمد رضا الجعفري، وهو من تلامذة السيد الخوئي ، وحضرنا اجتماع العلماء الكبير في المدرسة الدينية في صور الذي حضره العلماء الكبار. وأوكل أمر إصدار البيان إلى السيد موسى الصدر وإلى الشيخ الجعفري، وأذكر أننا بتنا ليلة في بيت السيد موسى الصدر في صور، وكتبنا البيان، ووضعت تواقيع العلماء، وأرسل إلى الصحف، ولم تنشره آنذاك إلا جريدة (صوت العروبة)، باعتبار أن الصحف الأخرى في لبنان كانت تؤيد الشاه، فيما كانت (صوت العروبة) تؤيد عبدالناصر الذي كان يقف في خط المواجهة للشاه.

      كما لاحظنا أن السيد الخوئي وقف مع القضية الفلسطينية من خلال إصدار الفتاوى لدفع الحقوق الشرعية للمجاهدين، كما كان يتعاطف مع الحركة الإسلامية في العراق بطريقة أو بأخرى، وكان يتعاطف مع الذين يتحركون ضد الظلم في العراق بالأسلوب الذي يتناسب مع موقعه ومع قدراته وإمكاناته (...).

      بين المكاسب والخسائر

      لقد كانت للسيد الخوئي رؤيته في كيفية التعاطي مع الواقع العراقي، وقد حدد موقفه على هذا الأساس، فربما كان يرى أن هذا الواقع لا يملك القاعدة التي تستطيع أن تنهض معه لمواجهة الحكم العراقي، لأن القاعدة الموجودة في العراق تختلف عن القاعدة الشعبية الموجودة في إيران، خصوصاً وأن هذه الأخيرة خضعت لتربية تاريخية طويلة في مسألة الالتزام الشرعي للمراجع من جهة، وفي مسألة حركة الواقع السياسي على مستوى الخط الشرعي في علاقة المراجع بالشعب، الأمر الذي لم يكن موجوداً عند الآخرين، لأن الالتزام الديني في العراق لا يشكل حتى 20 في المئة من الالتزام الديني في إيران، ولعلّ السيد الخوئي رأى أن الإمكانات المتاحة له في العراق لا تحمل أية آمال لقيام الثورة، ما يعني أن القيام بالمواجهة أكثر خطراً من الموادعة.


      أما في قضية السيد الصدر التي انتهت باستشهاده، ربما كان يرى أن الحركة لم تكن ناضجة ومدروسة تماماً، ولعلّه رأى في استشهاده دليلاً على صدق رؤيته بأن الواقع لا يحمل في داخله إمكانات الوقوف مع الثائرين، وفي حسابات أن الظروف قد تهيىء وضعاً يتيح فرصاً أكبر للتحرك، لذلك فإنني أختلف مع الذين يضعون السيد الخوئي في دائرة العلماء المستسلمين بدلاً من خط العلماء الواعين المنفتحين.

      أكاذيب وحقائق


      وفي شأن ما أثير من لغط حول استقباله ملكة إيران، وما وجه إليه من الانتقادات، باعتبار أن استقبالها بعد خروجها وزوجها من إيران مهزومين ومطرودين، قد يعني إعادة الاعتبار لها، فقد سمعت من أحد أقربائه، ولم أكن في النجف آنذاك، كلاماً قاسياً من السيد الخوئي في التنديد بسياسة الشاه لم تسمعه من أي إنسان آخر، كما أنه كان يفكر بأن الأفق السياسي لم يكن يحمل أية مؤشرات لنجاح الثورة، وأنا أرى أن الكثر ممن قادوا الثورة فوجئوا بسرعة نجاحها، ولذلك كان يفكر أنه إذا انفتح على هؤلاء وحدث هناك ضغط فوق العادة على فريق، فإن من الممكن له أن يحفظ البعض الآخر.
      وقد كذّب الامام الخوئي ذلك في وثائق موجودة في كتب من أرخ للموضوع ، وكان قد أرسل له الشهيد صدوقي رحمه الله رسالة جاء فيها تعليقا على زيارة فرح ديبا زوجة الشاه للامام الخوئي (لقد أذهبتم طيباتكم في الحياة الدنيا) وقبلها ارسل له رسالة يعاتبه فيها من عدم وقوفه مع الثورة ويقارن ذلك بمواقفه بمواقفه إبان انطلاقتها الاولى.
      ولكن الامام أجابه برسالة شديدة اللهجة على من يثير تلك الشائعات وأوعد بإصدار بيان يبين ملابسات الموضوع لكنني لم أطلع على ذلك البيان!!

      وفي هذا المجال لا بد من العلم بأن السيد الخوئي كان يفكر بذهنية توزيع الأدوار، أي أن ينطلق الآخرون بالثورة وأن يبقى هناك احتياط في المرجعية، ليستطيع أن يحفظ ما يمكن أن يحفظه في هذا المجال، ونحن نستطيع أن نؤكد هذا المعنى في شخصيته. وإن يكن استقبل زوجة الشاه، فهو من أثار النجف وأثار ما يمكن إثارته من لبنان ضد الشاه، لذا، فإن المسألة لا يمكن أن تكون استسلاماً للشاه. أما من يتحدث عنه بأنه قدم للشاه خاتمه هدية، فإني قرأت بخطه أن هذا الكلام كذب وافتراء.

      هذا من جهة، ومن جهة أخرى، أعرف من خلال كثر من أصدقائنا في الخليج أنه كان أثناء الحرب العراقية - الإيرانية يعطي الإجازات لمقلديه بصرف الحقوق الشرعية لمصلحة الثورة، في الوقت الذي كان ينسب إليه بأنه يقف ضد الثورة أو لا يتعاطف معها.

      حصار وتشتيت

      إنني أتصور أن الرجل كان على مستوى المرجع المنفتح على الواقع، وكان من الممكن له أن يقوم بالكثير الكثير في عملية التغيير في خط المرجعية لو أتيحت له الظروف الملائمة، ولكنه حوصر عندما حوصرت الحوزة أولاً وشتّتت ثانياً، وقاربت الإلغاء ثالثاً، وكان يعيش في موقع لا يملك فيه النوافذ الكثيرة التي تطل به على الواقع بشكل واسع، حتى أنه كان يصعب على كثير من وكلائه وتلامذته الاتصال به ليبحثوا معه قضاياهم بشكل تفصيلي، ويضعونه في الصورة الواضحة، لذلك لم تكن المسألة أنه كان لا يحمل ذهنية التغيير أو لا يحمل الأفق الواسع، ولكن هي الظروف التي حاصرته.


      من الطبيعي أن تطلّ مرجعية السيد الخوئي في البداية على الساحة الإسلامية في شكل محدود، لكن بوفاة المرجع المعروف السيد عبدالهادي الشيرازي الذي كان يتميز بروحانية عاليه وبثقة كبيرة في الفقاهة، فإن معظم تلامذته الذين يمثلون ثقلاً علمياً في النجف، رجعوا إلى السيد الخوئي بعده، ولم يرجعوا إلى السيد محسن الحكيم الذي كان المرجع المتقدم في ذلك الوقت، انطلاقاً من رؤية بعضهم أن السيد الخوئي كان الأعلم، أو من خلال بعض التعقيدات الأخرى التي تصاحب مسألة الإرجاع إلى هذا المرجع أو ذاك، ولذلك فُتحت مرجعية السيد الخوئي على لبنان وعلى العراق وإيران والباكستان وأفغانستان من خلال كل من يرتبط بتلامذة السيد عبدالهادي الشيرازي.

      لقد برزت مرجعية السيد الخوئي في ذلك الوقت بالطريقة الواسعة إلى درجة أن الحكومة العراقية عندما كانت تصطدم بالسيد محسن الحكيم في أيام عبدالكريم قاسم وعبدالرحمن عارف، وعبدالسلام عارف كانت تحاول الاستقواء بالسيد الخوئي على السيد الحكيم، على أساس أنه إذا ابتعد عن السلطة مرجع فهناك مرجع آخر.

      وأذكر أن السيد الخوئي رحمه الله أصيب بمرض شديد في وقت من الأوقات، ونقل إلى المستشفى في بغداد، وكان وزير الوحدة آنذاك الدكتور عبدالرزاق محيي الدين الذي كان طالباً في النجف، وكان ممن تتلمذوا على السيد الخوئي، وكان يحترم السيد الخوئي كثيراً، قد استفاد من موقعه ومن حاجة الحكومة العراقية إلى الاستقواء بمرجع على مرجع، لأنها كانت رصدت أن هناك شيئاً من الحساسيات بين جهاز السيد الحكيم وجهاز السيد الخوئي، ما جعل هذا الجهاز ينقل إلى السيد الحكيم شيئاً يُعقِّده على السيد الخوئي وينقل إلى السيد الخوئي شيئاً يعقِّده على السيد الحكيم، ما أوجد شيئاً من التباغض في ذلك الوقت. ولاحظ السيد الخوئي أن السفراء والوزراء والشخصيات الكبيرة في بغداد تزوره في المستشفى في وقت لم يكن بلغ في المرجعية موقعاً يبرر مثل هذه الزيارات، لأن المرجع كان السيد الحكيم. ونقل لي بعض أنسبائه أنه عندما شفي استعد أصحابه مع الحكومة العراقية لإقامة استقبال كبير له، وعندما توجهوا إلى النجف، حيث كان مسكنه، طلب منهم التوجه إلى الكوفة، حيث كان يقيم السيد الحكيم، ولم يكن أبلغ أحداً من أبنائه وأنسبائه بشيء، فتوجهوا إلى منزل السيد الحكيم وكان نائماً، فطلب إيقاظه، وفوجئ السيد الحكيم به، لأنه ربما لم يكن أرسل من يعوده. وقال السيد الخوئي له: قد تستغرب مجيئي، لكنني لاحظت عندما كنت في المستشفى أن رجال الدولة اهتموا بي اهتماماً كبيراً، وأنا إذا كنت أعتبر نفسي مرجعاً فلست مرجعاً معروفاً، أنت المرجع، لذلك أحسست بأن الجماعة يريدون أن يستقووا بي عليك، وأن يضربوك بي، ولذا جئت إليك لأعلن لك بأنني لن أكون عليك. فتعاتبا وتصارحا وخرجا كأفضل ما تكون الصداقة، وذهب السيد الخوئي إلى بيته وكان السيد الحكيم أول زائر له.

      لقد بدأت منذ ذلك الوقت العلاقة الحميمة التي عبرت عنها لقاءات السيد الحكيم والسيد الخوئي بما يشبه الاجتماعات اليومية. وعندما اضطهد السيد الحكيم وأعلن الاعتصام في بيته ضد النظام الطاغي في العراق، كان السيد الخوئي يذهب إليه، وبذلك كانت المسألة مهيأة بعد السيد الحكيم أن يكون المرجع هو السيد الخوئي إذا وقف معه أولاد السيد الحكيم وكل جهازه نتيجة هذه الثقة، وكانت الظروف قد تهيأت ليكون المرجع الأوحد المعين، لأن معظم العلماء في النجف كانوا تلامذته وتلامذة تلامذته. وهكذا استطاعت مرجعيته أن تنفتح على العالم الشيعي كله، ولا اقول إنه كان الوحيد، ولكنه كان الأكثر مرجعية حتى بعد الثورة الإسلامية وانتشار اسم الإمام الخميني، وكان الكثر، حتى ممن يلتزمون قيادة الإمام الخميني، من مقلديه، واستطاع أن يدير مرجعيته بالطريقة التي كان يدير فيها العلماء قبله في علاقته بالمقلدين وبوكلائه، على أساس الإجابة عن الاستفتاءات عن كثير من القضايا الفكرية والفقهية التي تصل إليه في مسألة توزيع الحقوق وتنظيمها ورعاية المشاريع الخيرية وإنشاء المؤسسات وما إلى ذلك.

      الموقف المستقل

      لقد كان السيد الخوئي يفكر بعقلية مؤسسية لحركة الخطوط الشاملة، فلاحظنا أنه شجع الكثير من المؤسسات وأسّس الكثير منها، وبهذا فإننا نعتقد أن مرجعيته إذا لم تكن المرجعية الرائدة في مسألة التغيير على مستوى الإطلالة على الواقع في العالم، فإنها كانت المرجعية الملتزمة بخط المرجعية الذي انطلق فيه العلماء، وكان المرجع الأعلى في التقليد وإن لم يكن المرجع الأوحد.
      وقد انفتحت على الإمام الخميني في حركته السياسية من موقع التكليف الشرعي في دعم مواقع القوة الإسلامية في أي مكان في العالم، بالرغم من أني لم أرجع الناس إليه في التقليد، كما أنني لم ألتزم بأخذ تكليفي الشرعي من الثورة الإسلامية، بل كنت أنطلق في اجتهادي السياسي بحسب ما أراه من تكليفي الشرعي.
      وقد كان بعضهم يقول لي أنت تقول بجواز تقليد غير الأعلم، ولا تقول بجواز تقليد (غير) الأعلم (واقعا) ، فلماذا لا تقول إن تقليد الإمام الخميني مبرئ للذمة، فقلت لهم إن الناس يطلبون شهادتي في من هو الأعلم ولم يسألوني رأيي حتى يقلدوني بعدم تقليد الأعلم.

      تعليق


      • ويضيف في محل آخر على ما نقل عنه من تسجيل صوتي له في ذكرى الامام الراحل الخوئي رحمه الله تعالى:

        يتصور كثير من الناس أنه كان سلبيا في نظرته للأمور ، هناك نقطة يجب أن نلاحظها في هذه القضايا ونحن في ذكراه وقد انتقل إلى رحاب الله ، وقد كان عندما ينقل له كيف ينسب له الناس إليه بعض الكلمات وكيف يتحدثون عنه وهو لا يملك من خلال ظروفه وموقعه أن يرد ، كان يقول سأقف غدا معهم بين يدي الله ، وأعتقد أن الكثيرين سوف يطول وقوفهم بين يدي الله عندما يكون خصمهم السيد الخوئي ، أنا أتحدث عنه بمرارة لأني أعرفه جيدا ، عشنا في خدمته فيما يقارب ربع قرن وصاحبناه بعد ذلك وكنت وأنا الإنسان الذي يرهقه أن يكون المرجع جامدا ويثقله أن يكون علماء الدين بعيدين عن الواقع لكن كنت أرى أن الرجل ليس لديه أي شيء من الجمود ، وليس بعيدا عن الواقع ، ولكن ظروفه كانت تحكم عليه ، ربما كان يختلف في إجتهاداته عن الآخرين ، وأحب أن أثير نقطة لا من خلال السيد الخوئي رضوان الله عليه فقد انتقل إلى رحاب ربه ولكن من أجل المستقبل ، اذا كان المرجع الذي نعرف صدقه واخلاصه اذا كنا نأخذ عليه أنه لم يتحرك هنا ولم يتحرك هناك ، اذا كنا نثقف الناس أن الثورية هي هذه الحركة حركة العنف فكيف نقنع الناس بالأئمة عليهم السلام ؟ اذا كانت القيمة هي هذه ، ولذا كنت أعتبر كثير من الحديث خطرا حتى على مستوى خط العقيدة ، اذا كنت تعتبر أن مسألة العنف والحركية كيفما كان حتى لو لم تكن هناك ظروف ملائمة ، اذا كنت تعتبر انها هي القيمة فكيف نفسر الكثير من سلوك أئمة أهل البيت عليهم السلام وهم في قمة ثوريتهم للحق وهم في قوة تحديهم للباطل ، ولكن قصة أن ترتبط بالحق هي أن تبقى الإستراتيجية ماثلة في وجدانك في كل تطلعاتك للمستقبل ، وينطلق التكتيك أو الأسلوب أو الوسائل من أجل أن تدرس الأرضية هنا وهناك ، نحن لا نتحدث عن عصمة مراجع ، فالمعصومون هم الأنبياء والأئمة عليهم السلام ، لكننا نتحدث أن علينا أن لا نظلم الناس وأن علينا أن ندقق جيدا ، وأن علينا أن نملك الموازين الشرعية للحكم على الأشياء ...

        نحن كمسلمين هدانا كتاب الله وهدانا هدى رسول الله وهدانا هدى أهل البيت وبالتالي هدانا الحكم الشرعي ، أن لا يقدم رجلا ولا يؤخر أخرى حتى يعلم أن ذلك لله رضى ، لا أن يكون المزاج هو الذي يطلق حكما هنا وهو الذي يطلق اتهاما هنا وهو الذي يطلق السباب هناك ، كان السيد الخوئي الإنسان الواعي الذي أثقلته ظروفه ، وكان يعيش في موقع قد لا يجد الكثيرين ممن يشيرون عليه أو يحدثونه عن البدائل أو ما إلى ذلك ، لهذا مات مظلوما منا كما مات مظلوما من الحكم الطاغي الوحشي الذي ظلمه كما لم يظلم أحد في مثل موقعه ، هناك بعض الظلامات تشعر فيها بكل أثقال الدنيا تطبق على صدرك ، ذلك كان شعوري عندما كنت أتطلع بالتلفزيون إلى جلسة هذا الرجل العظيم أمام ذلك الطاغية فأتذكر جلسة الإمام الصادق سلام الله عليه وجلسة غيره من الأئمة عليهم السلام .. كيف كان والناس ينتقدونه كيف تكلم بما تكلم وهو الذي كان لا يطيق حراكا ولا يطيق بيانا ، أي ظلم وحشي أكثر من ظلمنا حيث أننا نحاول أن نعلق تعليقات سيئة وهو يعيش في قلب المأساة ، ولكن مشكلتنا أيها الأحبة أننا نحكم على الآخرين عندما نضعهم في ظروفنا ولا نحكم على الآخرين عندما نضع أنفسنا في ظروفهم ، ضع نفسك في ظرف الآخر واحكم ، وهكذا نجد الكثيرين ممن يتكلمون على الشعب العراقي الذي قدم عشرات الألوف من الضحايا في سبيل الإسلام والعقيدة والقضية ، ويحدثونك عن جبن الشعب العراقي ولا ثوريته وما إلى ذلك ، ليكن الحاكم الذي تعيشون تحت سلطته صدام واحكموا ما شئتم ، فالشاه هذا الطاغية يمثل ملاكا أمام صدام ، لذلك لنتعلم أيها الأحبة أن نفهم واقع القضايا أن نعرف ظروفها أن نعرف خلفياتها ، لنتقي الله في أن لا نحكم إلا على أساس حجة واضحة البينة ، أنا لا أريد وأنا أتحدث عن مأساته أن أوزع الإتهامات على الآخرين ، فلعل الآخرين يجتهدون في نقده ويجتهدون في الحديث السلبي عنه ، ولكن أيها الجماعة لابد في الإجتهاد من أن تكون له شروط التقوى قبل أن تكون له شروط العلم ، ولذلك لماذا لابد للمجتهد أن يكون عادلا ليجوز لك أن تقلده ، ثم السيد الخوئي رضوان الله عليه هو في العلم رجل هذا النصف من القرن ، هو أستاذ ما يساوي 95% من علماء الشيعة في الثلاثين سنة الأخيرة ، هو أستاذهم أو أستاذ أساتذتهم ، أو هو الذي تعلموا من كتبه ، شخص لا تملك أن حتى لو ناقشته حتى لو اختلفت معه في رأي فقهي أو أصولي أو رجالي حتى لو اختلفت وأنت تختلف معه تشعر أن عليك أن ينحني فكرك أمام قوة الحجة عنده وأمام أصالة العلم في أبحاثه ، إن السيد الخوئي له الفضل في إعداد العلماء وله الفضل في كل عالمنا الإسلامي الشيعي ، ولذلك فإن علينا أن نشعر بأن مدرسته كانت مدرسة متحركة وأن أسلوبه العلمي - بقطع النظر عن المضمون – ورحابته في الإستدلال وفي رعاية طلابه الذين يقفون ليتسائلوا ...
        كلنا نتحدث عن الشهيد الصدر ، إنني أعتقد وللشهيد الصدر طاقته العجائبية لكن الذي فتح آفاقه وشجعه وقدمه للطلاب هو السيد الخوئي ، في الدرس كنا نحضر فإذا تكلم الشهيد الصدر فإن السيد الخوئي يقرر كلامه ثم يرد عليه وكان في بدايات الشباب ، وأنا أعرف رعايته له بأكثر من جانب ، أيها الأحبة لا يكفي أن يكون الإنسان عبقريا ليستطيع أن يغني الحياة بعبقريته بل لا بد أن تكون هناك شروطا إجتماعية وعلمية ترعى هذه العبقرية وتشيد بها وتشجعها وتقويها ....
        وليس الشهيد الصدر هو وحده ، ومن الطبيعي أن الشهيد الصدر تجاوز في إبداعه وفي عطاءاته وفي عبقريته تجاوز تلك المرحلة وأصبح يشار إليه بشكل مستقل في كل عطاءاته المتميزة والمتطورة ، ولكن علينا أيها الأحبة أن لا ننسى دائما من وضع اللبنة الأولى
        ، بعض الناس يفكرون دائما في الديكور ، ويفكرون دائما في الطوابق الشاهقة ، ولكن الذي قضى عمرا وهو يؤسس ويحفر الأرض ويصلبها ويقويها ثم لبنة لبنة لبنة دون أن يشعر أحد ، الذين يبنون الأسس لا يشعر بهم أحد لأن الأسس ليست تحت الأضواء ، وقد لا تكتشفها ، مشكلتنا وهذا ما عاناه السيد الشهيد الصدر وهذا ما عاناه السيد محسن الحكيم وهذا ما عاناه الكثيرون أنهم كانوا من بناة الأسس ، الأسس التي يمكن أن تنطلق منها العمارات الشاهقة ، ولكن الناس الذي أريد لهم أن يصلبوا مواقفهم في هذه الأسس ، حمل كل واحد معولا من أجل أن يحطم الذي بناها ، أيها الأحبة إننا نبكي عظماءنا بعد أن يموتوا وبعد أن نكون حطمنا منهم الكثير في حياتنا وأخشى أننا سنمنع العظماء أن يولدوا ، وأنه إذا ولد فينا عظيم أو مبدع فإن كل الذين يعيشون قدسية الجهل سوف ينطلقون إليه يغرقوه بكل وحولهم الكلامية وكل وحولهم الفكرية ، السيد الخوئي كان شاهدا كان عالما كان معلما كان الإنسان الذي عاش مع الله ، عاش مع الله في علمه ، وعاش مع الله في عطائه ، وعاش مع الله في مواقعه كلها ، الإنسان الذي أتخيله وهو يعيش كل القهر في آخر أيامه ، كم كانت له سبحات مع الله ، كم كانت إبتهالات مع الله ، كم كان يعيش العرفان بالله ، لا تنسوا السيد الخوئي حتى لا تنسوا الأصالة والإيمان والتقوى والعلم ، رحمه الله رحمة واسعة ورحم الله كل علماءنا ، وكل شهدائنا ، وكل مجاهدينا
        ولا سيما هذا الإمام الشامخ الذي أدخل الإسلام في كل عقل وكل فكر ، وأدخل خط أهل البيت عليهم السلام في كل مكان في العالم ، واستطاع ان يصنع الزلزال السياسي والزلزال الثوري والزلزال الثقافي ، والذي كان يفكر بحجم العالم من خلال فقهه ومن خلال عرفانه ، إنه الذي فرض نفسه على المرحلة بكل قوتها وبكل حيويتها ، نحن الآن كلنا الذين نتحرك في الخط لا نزال نعيش على فتات مائدته الإسلامية اللا شرقية واللا غربية المنفتحة على الإسلام كله وعلى الإنسان كله وعلى الحياة كلها ، إننا نقف بإنحناءة روحية وفكرية أمام هذا الإنسان الكبير العارف بالله السائر في طريق الله الإمام الخميني رضوان الله عليه ...
        هذا كل ما قاله فقيه الدعوة ، وهذا يعني أنه موقف الدعوة ما دمنا نقول ان الدعوة تتبعه وانه فقيهها، فهللا ياتينا الكاتب ببيان آخر صدر من الدعوة رسميا يؤيد كلامه ومدّعاه ؟!!
        أم أنه سوف يضل ينقل لنا كلام النعماني ويستوضعه ويلعنه ولعمري سألناه ما ربط النعماني بالدعوة فلم يجب؟!!!

        تعليق


        • المشاركة الأصلية بواسطة aqeel28
          السلام عليكم

          الاخ حسيني

          الرجاء توضيح التالي



          1-هل تريد ان تنفي قصة حصار الشهيد الصدر في بيته من قبل العفالقة؟


          2-هل تريد ان تقول ان حزب الدعوة اسسه حزب التحرير وهو حزب منحرف من اول الامر؟
          شنو هاي اخوي عقيل !

          اشو حامي شنو بسبب الكهرباء ؟

          عموما اسئلتك مختصرة فلاجب عليها قبل اكمال ماسبق !


          1-عزيزي من انا لانفي جريمة الحصار؟

          سنوات المحنة وايام الحصار اول معول رسمي رفع ليهوي على جسد المرجعية ليدعي وضيع مثل النعماني انه يقيم المرجعية وتاريخها وايجابياتها وسلبياتها ويدعي ان المرجعية والحوزة حاربت الشهيد الصدر وتعاونت مع السلطة ضده ولم تؤدي تكليفها الشرعي وكانه الوصي على الامة القيم عليها !

          انما عرضت - عزيزي - تناقضات الراوي وعدم انسجام التفاصيل التي يرويها والتي هي مصدر كل من تطرق لهذا الموضوع كالسيد الحائري او الحكيم او القبنجي او غيرهم !

          وهذه ابسط طرق تمحيص الرواة في علم الرجال كما هو معلوم !

          رغم ان بعض اتباعه المتناقضين زعم من بين عدة مزاعم متناقضة ان الطعن بالنعماني لاجل قضية القيادة النائبة ولو كانت الاجابة بعد مناقشة هذه القضية لعلمنا ان موقف النعماني منها موقف ايجابي لا العكس !

          عموما حتى وان كانت لاي غرض فان ماطرح من منقولات عن النعماني يثبت كذب وتناقض الرجل بلا شك وهذا هو المطلوب من طرح القضية للنقاش لانفي جريمة الحصار العفلقي !

          2-من اول الموضوع بينت ان الحزب تاسس في بيت الامام الحكيم!
          وعلى يد اثنين من انجاله والسيد الشهيد الصدر والعلامة العسكري....فكيف يكون حزبا تاسس على يد هؤلاء حزبا منحرفا؟؟؟

          فصلت الامر ولخصت في الصفحة السابقة ان الحزب تعرض للاختراق من قبل الاخوانيين والتحريريين واعدوا العدة ورتبوا الى ان هيمنوا على الحزب عام 1963 تقريبا فتحولت قيادة الحزب الى قيادة عميلة ماجورة مرتبطة وهذا اصح من القول انها منحرفة !

          ومن الواضح نهج الحزب بعد ذلك في اقصاء المرجعية وتهميشها وتوهين قدرها وابعاد من يؤيدها داخل الحزب وتنحيته تدريجيا حتى شمل ذلك من تبنى هذه الافكار على اساس مرجعية حركية واخرى تقليدية كالسيد الحائري والشيخ الاصفي لمجرد انهم رفضوا القيادة الفردية وتبنوا قيادة المرجعية والمجتهد الاعلم !

          تعليق


          • ناتي الان الى قضية القيادة النائبة رغم ان موقعها بالنسبة للموضوع هامشي لكن لكثرة ماتمشدق البعض بها ونزولا عند رغبة الاخ الفاضل عقيل فلاباس من الوقوف عندها !
            الحسيني فاتح السيد حسين هادي الصدر ليشرح له امرين وهو بصدد تاليف بضاعة تناسب السوق !
            اول الامرين هو قضية القيادة النائبة !
            فماذا قال حسين الصدر؟

            يقول ان الشهيد الصدر اعرض عن الموضوع وطوى صفحته !
            ثم يقول ان الفكرة راودته ايام الاحتجاز ولم اكن معه !
            ثم يقول انه لايملك الا المسموعات التي نقلها النعماني في كتابه !
            فنخلص الى ان :
            1- لايقبل من حسين الصدر حتى قوله ان الشهيد الصدر اعرض وطوى او لم يعرض حتى لانه يعترف انه لم يكن حاضرا !
            2- ان المصدر الاول والاخير هو...........محمد رضا النعماني !
            عليه فان كل مصدر اخر ياتي به البعض لايمكن عده مصادر.....لانها ان تطابقت مع كلام النعماني فهي تكرار لكلامه !
            وان اختلفت معه فهي زيادة من قائلها لحاجة في نفس جلوب !!
            النعماني قدم لهذه القضية بقوله :

            وقبل ان نسمع ماقاله النعماني لابد ان نطلع على ان النعماني يتبنى موقفا ايجابيا - كما يبدو - من السيد الحكيم وهو يعول على ارائه ويعتمد عليه وسبق ان قدم لذلك بقوله:



            لذا فان من السخف ان نجد من بين التهم المتعددة المتناقضة الرخيصة التي يتهم بها صاحب الموضوع ان موضوعه تحامل على النعماني بسبب موقفه من القيادة النائبة !!!!

            الامر الذي سيتضح في المشاركات القادمة ان شاء الله .

            ملاحظة:
            عزيزي بالنسبة لطلبك الاخير على الايميل حول ذكر المصدر,يبدو انك لم تتابعنا مؤخرا لاني ذكرت ان ماينقل عن النعماني ارفعه باسم رقم الصفحة الذي تجده في المرفقات بمجرد وضع المؤشر عليها!
            وطبعا ليس للنعماني مؤلفات او مجلدات تحتاج لذكرها مفصلا!

            الملفات المرفقة

            تعليق


            • المشاركة الأصلية بواسطة husaini4ever


              شنو هاي اخوي عقيل !

              اشو حامي شنو بسبب الكهرباء ؟

              !


              اخي العزيز

              منذ ان خرجت من العراق هربا من الكهرباء عام 2007 ولليوم لم تنقطع عندنا الكهرباء الا ساعة او ساعتين على اكثر تقدير لاسباب بعيدة عن الفساد والسرقة والحرامية لع .

              لذلك مو حامي بسبب الكهرباء

              بل بسبب الفضائح التي تنشر هنا

              على العموم نرجع لموضوعنا

              عندي سؤالان

              1- ارجو توضيح قصة السيد حسين الصدر واعتراض السيد الحكيم على صلاته مكان ابيه

              2- بعض الاخوة المشاركين بالموضوع ينفي اي علاقة للشيخ النعماني بحزب الدعوة وكتب يقول

              أم أنه سوف يضل ينقل لنا كلام النعماني ويستوضعه ويلعنه ولعمري سألناه ما ربط النعماني بالدعوة فلم يجب؟!!!


              وانا اسف لكثرة الاسئلة ولكنها ضرورية

              ولابد ان نناقش فلايمكن ان نقبل كل ما تطرح ونسلم به

              تعليق


              • بسم الله الرحمن الرحيم
                اللهم صل على محمد وآل محمد

                1-عزيزي من انا لانفي جريمة الحصار؟
                الحمد لله رحم الله من عرف قدر نفسه فوقف عند حده!! لكن المشكلة لم يقف اكثر من هذا السطر!!!
                سنوات المحنة وايام الحصار اول معول رسمي رفع ليهوي على جسد المرجعية ليدعي وضيع مثل النعماني انه يقيم المرجعية وتاريخها وايجابياتها وسلبياتها ويدعي ان المرجعية والحوزة حاربت الشهيد الصدر وتعاونت مع السلطة ضده ولم تؤدي تكليفها الشرعي وكانه الوصي على الامة القيم عليها !
                اعتقد ان المعاول كانت كثيرة قبل النعماني!!
                ولا ندري فمع اعتراف نفس اتباع المرجعية بالامر وثبوت ذلك بشأنها !! هل يبقى هناك ادعاء؟!!!


                لقد تركت هذه الاحداث على آية الله [العظمى] الخوئي أثرا سلبيا بخاصة على نشاطه الاجتماعي ، وحيث كان السيد يرى اعتقال وترحيل تلامذة النابهين أو الرقابة التي تشرف عليه، اتخذ نتيجة ذلك سياسة التقية حيال كل ما يجري من القضايا، وركّز في سياسته لهذه الفترة على صيانة الحوزة العلمية في النجف، وقد قام بتقديم كل ما يستلزمها في استمرارية مسيرها العلمي، والتي اهمها الامتناع عن المشاركة في العمل السياسي، وبسبب تمسّكه بمواقفه الفكرية فشلت الحكومة البعثية من أن تستفيد من بصالحها أثناء الحرب العراقية - الايرانية.
                ويمكن القول ، بعد ملاحظة كافّة الأنظمة السياسية التي حكمت العراق، على أن الحكم البعثي العراقي القمعي قد أثّر بكثير على الجانب العلمي والفكري الموجود عند السيد الخوئي، ولذلك ما استطاع أن يربّي فكره السياسي وفقا لتطورات العهود الأخيرة، حسبما يريد، نتيجة ما ألمحنا إليه.
                ومن الغريب ان يكون النعماني مصدر كل هذا الالهام لهؤلاء الاعلام:
                انما عرضت - عزيزي - تناقضات الراوي وعدم انسجام التفاصيل التي يرويها والتي هي مصدر كل من تطرق لهذا الموضوع كالسيد الحائري او الحكيم او القبنجي او غيرهم !
                يعني كان هؤلاء فوق القمر ولا يعلمون بوقائع الامور وياتي (وضيع) مثل النعماني ليصبح مصدرا لهم؟!!!


                ولا ادري هل كان هذا مصدره النعماني وقد كتب قبل كتاب النعماني بـ 14 سنة؟!!!

                رغم ان بعض اتباعه المتناقضين زعم من بين عدة مزاعم متناقضة ان الطعن بالنعماني لاجل قضية القيادة النائبة ولو كانت الاجابة بعد مناقشة هذه القضية لعلمنا ان موقف النعماني منها موقف ايجابي لا العكس !
                لعلك حينما كتبت عن القضية النائبة تصورت انني اتهمك لوحدك بالطعن بالنعماني!! لا لست وحدك والدليل ما عرضته من رسالة مكتب الحكيم وناقشتها ( هنا ) وبما أنك تحمل نفس الافكار فوجب الجمع بينك وبينهم والفصل بنقاط (لاجل هذا أصبح النعماني .... وضيع!!!)

                عموما حتى وان كانت لاي غرض فان ماطرح من منقولات عن النعماني يثبت كذب وتناقض الرجل بلا شك وهذا هو المطلوب من طرح القضية للنقاش لانفي جريمة الحصار العفلقي !
                كان هذا هو الهدف منذ قضية الخاقاني!! وكم أنا متأسف أن قطعت عليك الحديث حينها بما لا يخفى ولو تركتك تسرتسل بالكلام لكنا رأينا بعض ما يضمره القلب وظهر في فلتات اللسان أخيرا!! ووقوفي الاخير ايضا حال دون التمادي او المرور مرّ الكرام على ما قيل من كلام!!!

                الحزب تعرض للاختراق من قبل الاخوانيين والتحريريين واعدوا العدة ورتبوا الى ان هيمنوا على الحزب عام 1963 تقريبا فتحولت قيادة الحزب الى قيادة عميلة ماجورة مرتبطة وهذا اصح من القول انها منحرفة !
                تطور بين صفحة وصفحة؟!! ولا ادري كيف بقي الفضلي والكوراني والحائري والهاشمي والحكيم وشبر والزهيري والدخيل والبصري وعز الدين القبنجي وحسين جلوخان وصالح الاديب والعسكري وغيرهم في الحزب بعد أن تم اختراقهم !! وكل هؤلاء استغفلوا ولعب على عمائمهم ولحاياهم المرحوم الشهيد السبيتي ؟!!!
                ولم يستطع أي واحد من هؤلاء ولا من أرّخ للحزب أن يكتشف هذه الحقيقة الا جناب العضو هشام حيدر؟!!!

                تعليق


                • الحسيني فاتح السيد حسين هادي الصدر ليشرح له امرين وهو بصدد تاليف بضاعة تناسب السوق !
                  اول الامرين هو قضية القيادة النائبة !
                  سبحان الله !! رجل باحث اسلامي مرموق ألف كتبا في مجالات عديدة ومنها كتابان في الشهيد الصدر رحمه الله وقضى عشر سنوات ( هنا ) وهو يؤلف الكتاب وبحث في التاريخ والتقى بالمعاصرين وأصحاب العلاقة ثم يأتي الكاتب ويصفه بهذا الوصف؟!!
                  فإن كان الحسيني يعرض بضاعة تلائم السوق وذاك كاذبا وهذا وضيعا ورابع مأجورا وأنا قلم الدعوة ووو فممن نأخذ التاريخ يا ترى؟!! من خطوطك الحمراء؟!!! ولا تنسى أنك قبل قليل قلت (ومن أنا) !!!
                  مع أن هذه الرسالة يذكرها الحسيني حفظه الله في كتابه الذي عرضناه ( هنا ) !!


                  وكان السيد الصدر قد أرسل له رسالة اخرى:


                  بسم الله الرحمن الرحيم
                  وبه نستعين
                  ولدنا الاعز الباحث الرسالي المفضال صاحب الخلق الرضي والالطاف الغامرة الاستاذ السيد محمد الحسيني ادام الله توفيقه
                  السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
                  وبعد:فقد حمل اليّ اخونا الشيخ ابو آمنة رسالتكم الكريمة الموّاره بشذاها الفواح ، ونفحاتها المنعشة وآفاقها الرحبة فسررت أبها أيما سرور ، وجدّدت في نفسي الحب والتقدير وأنك من معاقد الأمل ومشاعل المستقبل الواعد.
                  ولا أكتمك سرّا اذا قلت بأني شديد الشوق الى رؤيتك والاستمتاع بعذب أحاديثك ونظراتك، ولشد ما يؤسفني ضياع فرص كثيرة كان بمقدورها ان تحقق هذه الرغبة مرّات باهتة دون عطاء ، وعلى كل حال فإنّي توّاق الى لقاء بل لقاءات تطفيء شيئا من هذا الاوار المستعر وليس ذلك على الله بعزيز.
                  اخي الكريم.
                  تصديك لاعادة اخراج كتابك القيم عن الامام الشهيد السيد الصدر - عطر الله مرقده الشريف - قرار صائب وخطوة مباركة ليتحول من (الحسن) الى (الاحسن) وإلاّ فهو حتى الآن من خيرة ما تداولته الأيدي مما كتب عن السيد الامام الشهيد الصدر
                  قدس سره....
                  ويقصد سماحة السيد الصدر كتابه الاول (الإمام الشهيد السيّد محمّد باقر الصدر دراسات في سيرته) كنا قد عرضنا احد فصوله في قضية الخاقاني ( هنا )
                  وبمراجعة مصادر الكتاب وطبيعة المقابلات ، وكذلك موقف الحسيني من النعماني كما وضحه هو في مقدمته ( هنا ) ، يتعرف على أن هذا الباحث لم يقتصر على ما ذكره النعماني وليس النعماني هو مصدره الوحيد!! وقد عرضت كلامه عن القيادة النائبة ( هنا )
                  وقد ناقشت محتوى رسالة حسين الصدر ( هنا )
                  واما كلام السيد حسين الصدر فمردود :
                  اولا: قوله ان الامام الشهيد الصدر قد اعرض عن الموضوع وطوى صفحته ؟!! فكيف كان هذا الاعراض يا ترى؟!! نعم اعرض عنه واصابه ما اصابه من خيبة أمل ، حتى انتهى به الامر الى الاستشهاد دون ان يكون لاستشهادة اي رد فعل ودون ان يكون قبلها لاحتجازه اي رد فعل كما وضحه النعماني وعلق عليه الكاتب هنا بنقاطه السابقة!!
                  وكلام السيد حسين الصدر يدل على انه يعلم الموضوع ويعرف مجرياته والا كيف عرف ان الشهيد الصدر اعرض عنه؟!!

                  ثانيا: قوله ان هذه الفكرة راودت ذهنه الشريف ايام الاحتجاز ولم أكن معه!! فهل ان السيد ينفي أن الامر كان قبل ذلك وأن الفكرة كانت قبل ايام الاحتجاز ؟ وهل ان السيد حسين الصدر معني بالامر؟ّّ فلماذا لم يكن أحد هؤلاء (النواب)؟!!
                  القضية كانت قبل ايام الاحتجاز وقد عرضنا سابقا بعض صور ذلك من كلام السيد الحائري وغيره!!
                  وقول حسين الصدر لا املك عنها الا المسموعات التي اشار اليها الاخ النعماني في كتابه !! نعم هو لا يملك الا المسموعات فكيف عرف بها وهو اصلا غير موجود مع السيد حين الاحتجاز ؟!!
                  ولماذا قبل بهذه المسموعات وحينما اراد اسنادها محمد الحسيني له لم يقبل لانها مسموعات؟!!
                  نعم جزاه الله خيرا اذ لم يؤكدها لانها مسموعات وهي كذلك بالنسبة له وهذا اعتراف مشكور عليه!! لكن هذه المسموعات من قال له ان السيد اعرض عنها؟!! اكان من ناقل المسموعات؟!!
                  لكن ما الذي دفع محمد الحسيني للطلب منه حول معلومات القضية النائبة ان لم تكن هناك امور صدرت من حسين الصدر حول الموضوع والا فلماذا يسأله!!
                  واخيرا ما الذي نقله النعماني في كتابه عن القضية النائبة اكثر مما هو مذكور!!
                  والبهارات والخردل كان من النعماني وغيره ومن نفس السيد الحكيم رحمه الله واخوه السيد عبد العزيز!!
                  هذا فضلا على ان السيد حسين الصدر لم يكن احد الشهود فيما نقلته من كلام حول القضية النائبة!!
                  عموما ما وضحه العاملي حول القضية النائبة كلام لا يمكن الارتقاء اليه بأي كلام بعده، راجع ( هنا ) وأوضحت رأيي ( هنا )
                  والغريب ان الكاتب هناك يقول:
                  يستمر مسلسل التشويش الموجه , فبعد وثائقية الخاقاني جاء دور النعماني والحكيم والقيادة النائبة !!!!
                  عموما......الحجي ماعليه كمرك !!!
                  مع أن حجم التشويش والزج بالنعماني في وسط الكلام ، والنعماني ليس له لا من قريب ولا من بعيد أي دخل بموضوع (الوثائقية) لأنه ليس من الدعوة قطعا!!
                  وللعلم إن ما ينقله الكاتب:
                  هذه الصفحة ليست من كتاب (سنوات المحنة وأيام الحصار) بل هي من كتاب (شهيد الامة وشاهدها) وقد عرضناه ( هنا ) وقد استفاد منه الكاتب ليعرض ما عنده بعد أن كان يفتقده!!
                  وقد بيّنا ما جاء في الاصل (سنوات المحنة) وما اضيف على الكتاب الآخر (شهيد الامة وشاهدها) من تحريفات ، يذكرها الباحث الحسيني وقد بيناها في عدة مواضع ويمكن مراجعتها ( هنا ) ومراجعة مناقشاتها ( هنا )
                  وكذلك مناقشة رسالة مكتب الحكيم حول الموضوع ( هنا ) وبالتفصيل ( هنا ) وعرضت رسالة النعماني حول الكتاب للزهيري ( هنا ) وبالتفصيل ( هنا ) فراجع وتأمل!!
                  ومن هنا يتبين ما في قول الكاتب :
                  عزيزي بالنسبة لطلبك الاخير على الايميل حول ذكر المصدر,يبدو انك لم تتابعنا مؤخرا لاني ذكرت ان ماينقل عن النعماني ارفعه باسم رقم الصفحة الذي تجده في المرفقات بمجرد وضع المؤشر عليها!
                  وطبعا ليس للنعماني مؤلفات او مجلدات تحتاج لذكرها مفصلا!
                  مع ان الكاتب لم يذكر موضوع انه يرفع الصفحات ويسميها بأرقامها كما في المرفقات سابقا حتى يقول (لست من المتابعين) !!!
                  ومع ذلك فهو ايضا لم يذكر مصادر كثير من الاوراق ( هنا ) خصوصا الورقة التي ذكر ان الخرسان ( هنا ) و ناقشتها ( هنا ) اشار الى ان المقصود بالنقاط (...) في كلام المالكي نقلا عن شبر عن العسكري هو (الروحاني) ولم يأت لنا بصورة صفحة الكتاب لحد الآن!!!!
                  الملفات المرفقة

                  تعليق


                  • بسم الله الرحمن الرحيم
                    اللهم صلي على محمد وآل محمد
                    لابد أن كل من عاصر الفتنة المعروفة بفتنة فضل الله وما رافقها من امور مدفوعة الثمن من قبل رجل المخابرات عباس بن نخي!!
                    يدرك حجم الاسفاف الذي وقع فيه أعلام الفتنة ومروجوها !!
                    وكم كان للاستقطاعات الضحلة من كلام السيد وبثه هنا وهناك حتى وصل الامر الى الاستشهاد بالرحباني وتلحينه لقصيدة شعرية للسيد كأغنية وإتخاذه دليلا على الضلال والاضلال!!!
                    كل ذلك ومع بيان الكثير من الحقائق حول تلك الامور والتي دفعت بالطرف الآخر ـ الموافق ـ الى تقليد السيد حتى وإن لم يؤمنوا بكل أفكاره !! وأدى مراجعاتهم لحجم تلك الاستقطاعات في الحديث ومحاولة التهويل فيها ومن ثم اكتشافها على ايدي المدافعين عنه ، ادى ذلك الى العناد عن علم أو عن غير علم وتمسكهم بعرض مظلومية السيد مع اغفالهم لكل متبنيات السيد الفكرية ، حتى مع دعوة العلماء مثل السيد الروحاني للسيد لبيانها على العلن واتخاذ الموقف النهائي منها والذي لم يحصل مع الاسف!!
                    وبنظري إن هؤلاء المستقطعين هم من تسببوا بكل هذا الاغفال للناس وأتباع السيد رحمه الله وكانوا هم السبب الرئيسي لإتساع حجم مقلديه لا بل تطور الأمر الى تبني بعض أفكاره!! وقد ساهم في ذلك من يدّعون أنهم محققون وكتّاب معروفون!!!
                    ولو خلص الأمر الى أننا وبدلا من أن نلعن الظلام نقوم بإشعال شمعة النور والحقيقة ونترك للآخرين حرية القرار بين القبول وعدمه وعندها تتم الحجة على كل من يؤمن بالله وحقيقة الفكر الذي يدّعي أصحاب الاستقطاعات أنهم يتبعونه!!
                    ولو أقتصر الأمر على آراء علمائنا رحمهم الله تعالى في الموضوع ولم نسمع الزيادات والكم الهائل من الاتهامات المصحوبة باللعن والتفسيق والتوضيع والالفاظ النابية التي تصدر من هنا وهناك !! والغريب أن من يطلقها يدّعي أنه يتبع بذلك المرجعية وثوابت أهل البيت عليهم السلام!!
                    مع أن المرجعية لم تقل سوى كلمة واحدة (ضال مضل) وفي هذه العبارة كفاية عن كل شيء آخر ، خصوصا وأنها صدرت من علماء يشار لهم بالبنان ويعترف لهم في البيان!!
                    ومنهج أهل البيت عليهم السلام هو كونوا لنا زينا ولا تكونوا لنا شينا!! وعلّموا الناس محاسن كلامنا فلو علم الناس محاسن كلامنا لأتبعونا!! وليس من اراد الحق فاخطاه كمن اراد الباطل فاصابه!!
                    ونحن هنا مع الاسف نجد أن الكاتب ينحو نفس المنحى في ذلك!!
                    فعلى الرغم من أنه ينقل كلام النعماني ويناقشه بإسفاف واستخفاف و(وضيع) و(لعين) والخ..
                    نجده مع عدم قبوله بكلامه وتفسيقه وتسفيهه ، مع ذلك نراه يقبل كلامه بحق الشهيد الحكيم؟!!
                    فإما أن يكون النعماني (وضيع) وعدو للمرجعية (الخوئي) فلا يمكننا قبول كلامه لما احتواه من تناقض مزعوم وكلام معلوم!!
                    فلماذا نقبل منه هذه الشهادة وغيرها كشهادة الصينية وشهادة القيادة النائبة التي يدّعي الكاتب ان موقف النعماني منها موقف المؤيد!!
                    المهم في الأمر مع كل ما نقله الكاتب وعرضه من (وثائق) على حدّ زعمه!! وقد لاحظنا التقديم والتأخير في الكلام!! ومحاولة اكساء الكلام وتفسيره وتحميله بأكثر ما يكون فيه!!
                    ولو عرض الكاتب كامل الحديث في المحل الذي أشار له وما قبله ولو أتى على دراسة موضوعية لكل كتاب النعماني لكانت النتائج غير ما يحاول تصويره الكاتب!!
                    محاولا ومستفيدا من تزويق الكلام كالعادة!! واضفاء نكهة على الاتهام باللعن والسب والوضاعة وإن كنا شهدنا تخفيفا ملحوظا في اخريات الحديث لكنه عاد في بعضه بما يتلائم وطبيعته المألوفة!!
                    وكما قلت إنني أأسف أن أرى قلما رصينا لربما ، كان من المفترض أن يسخره كاتبه في رضا الله وفي نفع عباده!!
                    لكن هيهات هيهات!! فبين معاشرة القوم وانتكاس القلوب بعد تجاوز امكان اصلاحها وانتهاج المنهج والخطط !! والتلون بكل ألوان الادعياء ومحاولة ليّ الأدلة كيفما يشاء حتى ولو بالتخلي عن كل من دافع عنهم بالأمس القريب في محاولة تكتيكية لعدم وقوع الصدمة والاعتراف بالخطأ مع كل ما يعرض من كلام لأشخاص يعتبرهم الكاتب ثقات المحفل!! بين هذا وذاك لا أعتقد أن الاصلاح لا فلاح!!
                    حتى صار الحائري والحكيم والقبنجي يكتبون بنفَسٍ حزبي؟!!!
                    ولو أننا لم نسمع تعليقا على ما قاله السيد محمود الشاهرودي عن تأسيس السيد للحزب وكلامه الذي نقلناه!! فلو أنني أصريت على طلب الجواب ، لأجابنا الكاتب ولن يجيب لأنه كفى نفسه مؤونة ذلك بوضعي حسب مدّعاه بقائمة (التجاهل)!!
                    وما هذا إلا جهد العاجز وتهربا من الكلام الناجز!!
                    ويا ترى كيف يتلائم ما يكتبه النعماني عن القيمة الوثائقية لكلام الشهيد الحكيم وبين مدعى الكاتب أنه يؤيده في القضية النائبة؟!!
                    في حين أن ما ذكره النعماني هو هذا:

                    الشهيد الصدر سنوات المحنة وأيام الحصار، ص: 310

                    وكان المفروض- كشرط ضروري لتنفيذ الفكرة وضمان نجاحها- أن يكون كافّة أعضاء القيادة الرباعيّة في خارج العراق، لأن الإعلان عن أسمائهم وهم في داخله يعني- على أقل الاحتمالات- قيام السلطة باعتقالهم إن لم يكن إعدامهم. وعلى هذا الأساس عرض فكرة مشروع القيادة النائبة على أحدهم، وبعد نقاش للمشروع وشكل اشتراكه فيه اعتذر عن الاشتراك.
                    وفشل مشروع القيادة النائبة، وأصابت السيد الشهيد رحمه الله، خيبة أمل قاتلة، وهم دائم، فتدهورت صحّته، وأصيب بانهيار صحّي، وضعف بدني، حتى كان لا يقوى على صعود السلّم إلا بالاستعانة بي، وظهرت على وجهه علامات وحالات لا أعرف كيف أعبّر عنها.
                    قلت لسماحته: سيّدي لماذا هذا الهمّ والحزن والاضطراب ..؟
                    فقال: لقد تبدّدت كل التضحيات والآمال، أنت تعرف أنّني سوف لن أتنازل للعفالقة، وسوف اقتل ... أنا لا اريد أن اقتل في الزنزانات- وإن كان ذلك شهادة مقدّسة في سبيل الله- بل اريد أن اقتل أمام الناس، ليحرّكهم مشهد قتلي، ويستثيرهم دمي، هل تراني أملك شيئا غير سلاح الدم، وها أنذا قد فقدته، إن قتلني هؤلاء فسوف لن يفلحوا بعدي، ولن ينتصروا.
                    في حين أن النعماني لم يذكر هنا اسم السيد الحكيم رحمه الله تعالى، ولكننا نجد أن يد التحريف التي نقلنا صورتها سابقا هي من أدخلت الاسم وأضافت ما أضافت على الكتاب، مع أن النعماني لا ينفي أن المقصود منه هو السيد الحكيم كما عرضنا ذلك بالتفصيل سابقا.
                    وأعتقد أن الكاتب أراد أن يستشهد بالكلام المنقول في كتاب (شهيد الامّة وشاهدها) نقلا عن مجلة المبلغ الرسالي ويستشهد بأن النعماني هو من ينقله!!
                    على أي حال طال الكلام حول هذا الموضوع الذي لا طائل فيه وقد بيّنا ونقلنا أوجه الكلام بما لا يعتريه الشبهات والتحليلات!!

                    تعليق


                    • ما يهمنا هنا الآن هو عرض كلام النعماني كاملا حتى نتبين كيف استفاد الكاتب من أفكاره وحاول جاهدا النيل من النعماني ووثاقته مستفيدا من نفس الاسلوب الاستقطاعي وعدم عرض الحقائق كاملة بناءا على المتبنى الفكري له (فأستخف قومه فأطاعوه)!!!

                      ولنعرض الآن كلام الشيخ النعماني حفظه الله عن علاقة السيد الصدر بإستاذه السيد الخوئي ومنه نتبين هل كان النعماني عدوا للمرجعية؟!!!

                      يقول المحقق الشيخ أحمد ابو زيد العاملي في كتابه السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق ج‏3، ص: 337

                      قطيعة جديدة مع مرجعيّة السيّد الخوئي (رحمه الله)

                      بعد أحداث انتفاضة صفر سمحت الحكومة العراقيّة لبعض مراسلي الصحافة بإجراء مقابلة مع السيّد الخوئي (رحمه الله) ذكر فيه أنّ (شيعة العراق بخير)، الأمر الذي أدّى إلى استياء السيّد الصدر (رحمه الله) الذي طالته يد التعذيب ضمن من طالته من أبناء الشعب. وكان هذا الحدث منشأً جديداً للتباعد بين خطّي المرجعيّتين‏ «4».
                      وقد ذكر الشيخ النعماني أنّ خلافاً غير معلن وقع بين السيّد الصدر (رحمه الله) والسيّد الخوئي (رحمه الله) في الآونة الأخيرة سبَّبَ نوعاً من الفتور والبرود في العلاقات، وهذا الخلاف على ما يعتقد الشيخ النعماني يعزى إلى أمرين:
                      1- الأمر الأوّل: هو كيفيّة تعامل السيّد الخوئي (رحمه الله) مع أوضاع الشعب العراقي ومشاكله السياسيّة والاجتماعيّة وغيرها.
                      2- الأمر الثاني: هو بعض الأطراف الذين كانت لهم رؤية معيّنة في المرجعيّة بعد السيّد الخوئي (رحمه الله)، وكان وجود السيّد الصدر (رحمه الله) من الأمور المزعجة لهم، فحاولوا إيجاد فجوة بين الأستاذ وتلميذه لكي يخسر ما يسمّى بـ (الإرجاع في الاحتياطات) الذي هو أوّل مؤشّرات المرجعيّة البَعديّة.
                      ولكنّ المهم- على ما ذكره الشيخ النعماني- والذي يجب أن يُسجّل للأمانة والتاريخ أنّه رغم وصول هذا الخلاف في بعض المراحل إلى حدود تكاد تكون فاصلة، فإنّه لم يصدر من أيّ منهما ما يشين الآخر أو يتعدّى حدود الأدب فضلًا عن الشرع وهو يدلّ على مستوى رفيع من الطهارة والإيمان‏ «5»، ولم يؤثّر ذلك على العلاقات الشخصيّة بينهما...
                      __________________________________________________
                      (4) انظر: إشكاليّة الفقهاء والدولة وبداية الحركة الإسلاميّة في العراق، جودت القزويني، مجلّة الفكر الجديد، العدد (2)، حزيران 1992 م؛ محمّد باقر الصدر .. حياة حافلة .. فكرٌ خلّاق [محمد طاهر الحسيني] : 180، نقلًا عن المصدر نفسه في: مجلّة الموسم، العدد (2) : 262.
                      (5) شهيد الأمّة وشاهدها 1: 173.
                      وقد عرضنا رأي الدكتور الطريحي في ما جاء في النقطة الاولى، وكيف وضّح نظرية الامام الخوئي وأسباب تعامله بحسب متبنياته الفكرية نظرا للظروف والواقع الذي كان يعيشه في تلك المرحلة!! ( هنا )

                      تعليق


                      • ثم لنقرأ ما كتبه النعماني في كتابه شهيد الأمة وشاهدها ج‏1، ص: 170:
                        أخلاقه مع أساتذته‏

                        من الامور الجديرة بالبحث والتوثيق موضوع أخلاق وسلوك السيد الشهيد (رضوان الله عليه) مع أساتذته لأنّه يكشف عن بعض جوانب السلوك الشخصي والروحي له.
                        ويجب أن نشير إلى أنّنا لا نمتلك معلومات هامّة عن مرحلة مديدة من عمر السيد الشهيد الصدر من ناحية سلوكه مع أساتذته تبدأ من مرحلة السطوح وحتى حضوره لأبحاث الخارج إلا في حدود ما ذكرناه سابقاً في موضوع (الهجرة إلى‏

                        شهيد الأمة وشاهدها ج‏1، ص: 171

                        النجف الأشرف والدراسة فيها) إلا أنّنا وفي الوقت نفسه يمكن أن نقدّم صورة متكاملة عن علاقته بأهمّ أساتذته الذي تتلمذ عنده بالمعنى الحقيقي للكلمة وهو آية الله العظمى المرحوم السيد الخوئي قدس سره فإنّه يعتبر الاستاذ الحقيقي له والذي حضر أبحاثه الفقهيّة والاصوليّة فترة طويلة من الزمن، ومن خلال ذلك يمكن أن نشكّل صورة إجمالية لسلوكه مع أساتذته الآخرين رحمهم الله جميعاً- قياسياً على ذلك.
                        وللأمانة التاريخية أقول: إنّه بالرغم ممّا سنقدّمه من رسائل في غاية الروعة صدرت من السيد الشهيد الصدر بشأن استاذه الإمام الخوئي قدس سره، فإنّ خلافاً- غير معلن- وقع بينهما في الآونة الأخيرة سبَّبَ نوعا من الفتور والبرود في العلاقات، وهذا الخلاف على ما أعتقد يعزى إلى أمرين،
                        الأمر الأوّل: هو كيفيّة تعامله مع أوضاع الشعب العراقي ومشاكله السياسيّة والاجتاعيّة وغيرها
                        والأمر الثاني: هو بعض الأطراف الذين كانت لهم رؤية معيّنة في المرجعيّة بعد السيّد الخوئي وكان وجود السيد الشهيد الصدر قدس سره من الامور المزعجة لهم فحاولوا إيجاد فجوة بين الاستاذ وتلميذه لكي يخسر ما نسميه بـ (الإرجاع إليه في الاحتياطات) الذي هو أوّل مؤشّرات المرجعيّة البعديّة.
                        ولكن المهم والذي يجب أن يُسجّل للأمانة والتاريخ إنّه- رغم وصول هذا الخلاف في بعض المراحل إلى حدود تكاد تكون فاصلة- لم يصدر من أيّ منهما ما يشين الآخر أو يتعدّى حدود الأدب فضلًا عن الشرع وهو يدلّ على مستوى رفيع من الطهارة والإيمان.
                        وهنا أودّ تقديم هذه الصورة الرائعة من علاقة السيد الشهيد باستاذه، فمثلًا لما اشيع في فترة من الزمن بأنّ العلاقة بيهما أصابها الفتور والبرود فكتب أحدهم سؤالًا وطلب من السيد الشهيد الإجابة عليه وهذا نصّ السؤال والجواب:

                        شهيد الأمة وشاهدها ج‏1، ص: 172

                        (بسم الله الرحمن الرحيم‏

                        من المعلوم لدينا علاقتكم الروحية منذ القديم مع سماحة آية الله العظمى المرجع الديني الأعلى السيد الخوئي دام ظله الوارف، لكن هناك بعض المسموعات التي أوجبت الإجمال ممّا استدعى أن نتوجه إليكم بالسؤال مباشرة عن هذا الموضوع والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

                        بسم الله الرحمن الرحيم‏

                        إنّ هذا السؤال الذي تفضلتم بتوجيهه إليَّ يوجب شكري من ناحية إذ تتيحون لي بذلك الفرصة للتعبير عن واقع يعيش في نفسي، ويؤلمين من ناحية اخرى ألماً شديداً لأنّه يوحي بأنّ علاقة هي من أشرف وأطهر وأقدس العلاقات في حياتي وكأنّها عرضة للشكّ والإجمال، وهي علاقتي بسيدنا واستاذنا وسندنا استاذنا آية الله العظمة الإمام الخوئي دام ظلّه الوارف، هذا الاستاذ الذث ابصرت نور العلم في حوزته وذقت طعم المعرفة على يده، وإنّ أعظم ما ينعم الله به على الإنسان بعد الإيمان العلم، ولئن كنت قد حصلت على شي‏ء من هذه النعمة فإنّ فضل ذلك يعود إليه، فلست إلا ثمرة من ثمرات وجوده وفيضه الشريف، وولداً من أولاده الروحيين.
                        وإذا كان هناك من يحاول غضّ النظر عن هذه الحقيقة أو ينسب هذا الغضّ إليَّ إمّا لأجل صرف قلب الأب عن ابنه، أو لأجل استغلال مكانة هذا الابن للتاثير على المقام الأعلى للأب فإنّي اغتنم فرصة سؤالكم الكريم لأقول لكم بكلّ وضوح: إنّي أتعامل مع السيد الخوئي دام ظله- وسأظلّ كذلك- كما يتعامل الابن مع أبيه، والتلميذ مع استاذه، والطالب مع مرجعه، وقد صرّحت بذلك مراراً للناس وللطلبة وللمسؤولين، ولا أرضى عن أيّ شخص إلا أن يعترف بذلك ويتعامل معي ومعه دام ظله على هذا الأساس، وإذا أراد شخص أن ينوّه باسم هذا الجانب فليعلم أنّ ممّا يزعجني أشدّ الإزعاج أن يخرج هذا التنويه من مقتضيات العلاقة الطوليّة بين الابن وأبيه والتلميذ واستاذه، وكلّ‏

                        شهيد الأمة وشاهدها ج‏1، ص: 173

                        خروج عن هذه المقتضيات مناقض لسلوكي وتعاملي، وقد جرى ديدن العلماء على التمييز بين الأمرين، بين الإفتاء وإصدار ما يتضمن ذلك لمن يحتاج إليه في عمله الديني الشخصي، وبين الالتزام بمتطلبات المرجعيّة العليا وصيانتها، ونحن نرى لزوم التمييز بين هذين الأمرين فلا يجوز الخلط بينهما، ولا يجوز مسّ مقام المرجعيّة العليا، ولا يجوز أيّ عمل يقصد به تفتيت الشمل المجتمع للمؤمنين على مرجعيّتهم العليا وتمزيق كلمتهم.
                        وإني أبتهل إلى المولى سبحانه وتعالى أن يمتّعنا بدوام وجود السيد الاستاذ والاستظلال بظله الوارف والقيام بواجب البنوّة له والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
                        8 جماد الاولى 1396 هـ [/ 1976 م‏] «1»
                        محمد باقر الصدر
                        )

                        وعلى الصعيد العملي سلك (رضوان الله عليه) نفس السلوك فقد اتخذ نهجاً في وجوب احترام شخص السيد الخوئي قدس سره فلم يتعرّض له إلا بكلّ خير، وكان يذهب لزيارته وتفقّد أحواله وأوضاعه الصحّية بين الحين والآخر وإلى آخر يوم قبل احتجازه ومن ثمّ استشهاده.
                        وأمّا على المستوى المرجعي فإنّ السيد الشهيد قدس سره رغم علمه بحاجة الشعب العراقي إليه أكثر من غيره لقدرته على تفهّم احتياجاته ومتطلّبات حياته والظروف السياسيّة التي يعيشها فإنّه مع ذلك حرص على احترام مرجعيّة الإمام الخوئي قدس سره يما يقتضيه الأدب والاحترام لا في العراق فقط بل وفي كلّ مكان يتواجد فيه الشيعة، وقد أوصى طلابه مراراً وتكراراً على الالتزام بعدم إبرازه كمرجع إلا في حدود الطولية لا العرضيّة، وأصرّ على إبراز مرجعية المرحوم السيد
                        __________________________________________________
                        (1) راجع الوثيقة رقم (27).

                        شهيد الأمة وشاهدها ج‏1، ص: 174

                        الخوئي على أنها المرجعية الاولى ففي رسالة له بعثها إلى سماحة حجة الإسلام والمسلمين السيد محمد الغروي ذكر هذا المعنى، والظاهر أنّ بعض الملاحظات كانت قد وصلته من ابن عمه المرحوم آية الله السيد رضا الصدر رحمه الله حول الموضوع نفسه فأحبّ أن يؤكّد لطلابه رؤيته وموقفه من هذا الأمر فجاء في مقطع من رسالته ما يلي:

                        (وأما حديث السيد أبي كاظم الصدر دامت بركاته حول الإخوان في قم فالحقيقة إني كنت باستمرار أكتب إلى أبنائنا حفظهم الله اؤكّد عليهم المضامين التي تبعث على التريّث والاحتياط والعزوف عن تقديم المرجعية التي يؤمنون بها فعلًا إلى الامة في بلادهم، والسيد الأردبيلي حين هاجر إلى إيران في شعبان السابق قلب له: إني أمنعك منعاً باتاً عن ذكر اسمي في أردبيل كمرجع فعليّ. وكتب إلى آقاي إسلامي مراراً يطلب طبع الرسالة الفارسيّة، وكتبت إليه: إنّي لا أطبع رسالة فارسية ما دامت المرجعية العليا قائمة فعلًا متمثلة في السيد الخوئي دام ظله.
                        ومن جديد قبل نصف شهر أرسلت رسائل خاصة بهذا الشأن إلى السيد الحائري من ناحية والسيد الأردبيلي من ناحية اخرى، والسيد عبد الكريم القزويني من ناحية ثالثة وأكّدت في كلّ هذه الرسائل عليهم أن لا ينعكس في أقواهم وأفعالهم تقديمي إلى الناس كمرجع فعلي في عَرض السيد الخوئي وحرّمت عليهم أن يدخلوا في باب المقارنة بيني وبينه، أو أن يشهدوا لأحدٍ بمساواتي أو أعلميّتي على السيّد دام ظله، وقلت لهم: يجب أن يكون السلوك بيننا على الطوليّة، هذا ما أقوم به باستمرار والرفقاء تعرفونهم أمانةً وإخلاصاً وطاعةً والباقي على الله سبحانه وتعالى
                        ...) «1»
                        أمّا الرسالة التي ذكر أنّ بعثها إلى المرحوم السيد عبد الغني الأردبيلي قدس سره بشأن هذا الموضوع فقد جاء في مقطع منها ما يلي:
                        __________________________________________________
                        (1)- راجع الوثيقة رقم (28).

                        شهيد الأمة وشاهدها ج‏1، ص: 175

                        (اغتنمت فرصة الشيخ شمس الدين فكتبت معه هذه السطور إليكم وبودّي أن أحدّثكم بحديث دار بين وبين حجة الإسلام والمسلمين الحاج السيد جلال صهر الإمام الخوئي دام ظلّه، وهو إنسان تربطني به رابطة ودّ وصحبة ومحبّة منذ أكثر من عشرين عاماً، وقد جاء إلى الزيارة قبل شهر وزرته وزارني وقد جرت بيننا أحاديث أوضحت له فيها جواباً على بعض استفساراته حرصاً على مقام المرجعيّة العليا للسيد الخوئي دام ظله وعلى عدم المزاحمة بوجه من الموجوه، وعدم رضائي بان يقدّم هذا الوجود إلى الأمة إلا في إطار من الطوليّة تجاه السيد الاستاذ كما تقتضيه البنوة والتلمذة. وقد ذكر دامت بركاته (أي الحاج السيد جلال) وهو يخاطبني: إنّ بعض أصحابكم في إيران يخرجون عن مقتضيات هذه الطوليّة فذكرت له: إنّي لا اقرّ هذا الخروج بوجه، واستشهدت بجملة من الأحاديث منها حديثي معكم وقلت له: إنّ السيد الأردبيلي من أقرب أولادي إليّ وقد سافر مهاجراً إلى أردبيل قبل أقل من سنة وقد أكّدت عليه في توديعي له أن لا ينوّه بهذه الجهة «1» على نحو يخرج عن الطوليّة بوجه من الوجوه، وأن لا يذكرني بوصفي شخصاً فعليّاً بل على نحو الشأنية والبَعدية إن أحبّ. كلّ ذلك حرصا على مقام السيد الاستاذ: وإني أكتب إليكم هذا المعنى لأجل أن اؤكّد ما قلته لكم سابقاً، وإذا كان قد صدر منكم ما ينافي وصيّتي السابقة فأرجو العدول عن ذلك فيما يأتي ...)) «2»
                        ومن الواضع أنّنا لا نملك نصّاً لا من الكتاب ولا من السنّة يحرّم على التلميذ التصدّي للمرجعيّة في زمن حياة استاذه إذا وجد في نفسه القدرة والكفائة، ومع ذلك حرص (رضوان الله عليه) على أن يبقى وفيّاً لُاستاذه حريصاً على احترامه واحترام مرجعيّته، وهذه الرسائل شاهد صدق على ما أقول.
                        __________________________________________________
                        (1) الجهة مصطلح يُراد به المرجعيّة، ويعني هنا مرجعيّته، وهو بهذا المعنى في كلّ ما سيأتي.
                        (2) راجع الوثيقة رقم (29).

                        شهيد الأمة وشاهدها ج‏1، ص: 176

                        فإنّه قدس سره لم يكتبها لتنشر ويسجّل له بها مواقف تدلّ على روحيّة عالية وأخلاق فاضلة وصدق في التامل، وإنّما أراد في الواقع أن يؤكّد على ما يؤمن به ويعتقده.
                        وقد توّج (رضوان الله عليه) كلّ ذلك بشهادة كبيرة بحقّ استاذه وذلك بعد وفاة الإمام الحكيم قدس سره هذه الشهادة التي كلّفته الكثير من الأضرار والأتعاب، ولا اريد أن أتحدّث عن ظروف هذه الرسالة إذ سوف يأتي الحديث عن ذلك مع عرض نصّ الرسالة في موضوع (المرجعيّة والحوزة في حياة السيد الشهيد) وإنّما فقط اريد التأكيد على ما سبق الحديث عنه وهو الصدق في التعامل والوفاء الحقيقي، والتضحية التي يُراد بها خدمة بها خدمة الإسلام والامة الإسلاميّة.

                        تعليق


                        • ويذكر النعماني في كتابه الشهيد الصدر سنوات المحنة وأيام الحصار، ص: 152 مع ملاحظة أن ما جاء بين المعقوفتين [ ] هو من كتاب (شهيد الامة وشاهدها) فتنبه :
                          المرجعيّة والحوزة في حياة الشهيد الصدر

                          من المواضيع الجديرة بالبحث موضوع المرجعيّة- فكرا وسلوكا- في حياة الشهيد الصدر، وكيف كان يعمل ويخطط للنهوض بها إلى مستوى الطموح الكبير، وبما يواكب متطلّبات العصر الحديث، وحاجاته الأساسيّة [المتجددة] .
                          والحوزة العلميّة كمؤسسة علميّة وبكل تفاصيلها وتشعباها تعيش في ظل المرجعيّة، وتعيش المرجعيّة في كنفها، فما هو رأي السيد الشهيد بها، وكيف كان يفكّر لإعادة، بنائها، وتنظيم كافّة مرافقها الدراسية والمنهجيّة والإداريّة؟
                          ولا اريد هنا أن استعرض تاريخ المرجعيات والحوزة العلميّة على امتداد التاريخ، والمشاكل والصعاب التي ترشّحت منها والتي شكّلت ثقلا كبيرا على‏

                          الشهيد الصدر سنوات المحنة وأيام الحصار، ص: 153

                          المرجعيات الواعية والموضوعيّة فيما بعد.
                          وقد جائت هذه الفقرة في كتاب (شهيد الامة وشاهدها) ص 237 هكذا:

                          والحوزة العلميّة باعتبارها مؤسسة علميّة ودينية تعيش في ظل المرجعيّة، وتعيش المرجعيّة في كنفها، كيف كان يراها الإمام الشهيد الصدر؟ وهل كان يخطط لإعادة بنائها وتنظيم كافّة مرافقها الدراسية والمنهجيّة والإداريّة بما يتناسب مع دورها في الحياة الإسلامية، ومع مقتضيات العصر وحاجاته الراهنة والمستقبليّة؟
                          ولا اريد هنا أن استعرض تاريخ المرجعيّات والحوزة العلميّة على امتداد التاريخ، وما لهما من نقاط إيجابية ومواقف رائعة، أو ما عليها من سلبيات شكّلت نقاط ضعف ومحاسبة ترشحت منها مشاكل كبيرة ورثتها المرجعيات الواعية وتحمّلت عواقبها ودفعت ثمناً غالياً وكبيراً تسبب في تأخير حصاد المردودات الإيجابية لصالح المسيرة الإسلامية الكبرى.
                          ويستمر الكلام:
                          إنّ ذلك يحتاج إلى دراسات مستقلّة تبحث المسألة من جذورها القديمة، إنّما أشير فقط إلى ما كان منها محل اهتمام السيد الشهيد رحمه الله.
                          لقد وجد شهيدنا العظيم أن أوّل وأهم قضية يجب أن تعالج هي الحالة الذاتيّة في المرجعيّة، إذ المفروض على كل مرجعيّة أن تعتمد الموضوعيّة أسلوبا في عملها المرجعي، لأنه يحقق أكبر قدر من الخدمة الإسلام، ولا بد لكل مرجعيّة أن تكون حلقة في سلسلة كبرى، ولبنة قوية تشدّ اللبنة التي سبقتها والتي تليها، والمرجعيّة الجديدة يجب أن تواصل علمية البناء من حيث انتهت المرجعيّة التي سبقتها، لا أن تبدأ من نقطة الصفر كما هو الحال في أسلوب المرجعيّة الذاتيّة. [لأنّ المرجعيّة الدينية ليست مجداً شخصياً ولا وقفاً على صنف دون آخر، بل هي مسؤولية دينية ومقام رباني، وعلى هذا الأساس لا يجوز أن تُترك هذ الأمانة رهناً للظروف والأوضاع، ولا بدّ من إيجاد صيغة سليمة تضمن استمرار عمل المرجعيّة وتكفل سلامة مسيرتها]
                          وقد عالج شهيدنا الصدر ذلك بوضع اطروحة المرجعيّة الموضوعيّة التي سيأتي ذكرها.
                          والقضية الأخرى المهمة هي افتقار المرجعيّة والحوزة إلى نظام واضح المعالم، محدّد الصورة، يحكم كافة المجالات.
                          كان السيد الشهيد رحمه الله قد شخص تلك المشاكل، واقترح لها الحلول الناجعة قبل تصديّه العملي للمرجعيّة، فكان طموحه وتفكيره باتجاه بناء هيكل مرجعي وحوزوي متين ينسجم مع متطلبات العصر، ويلبّي المستجدّات في حياة الأمة بما يخدم الإسلام على أكمل وجه، ولم يكن بالإمكان إحداث هذا التغيير بين عشية وضحاها، خاصّة إذ أخذنا بنظر الاعتبار أجواء الحوزة، والتقاليد التي تسودها، وكذلك الإمكانات العمليّة والماديّة في مجال التنفيذ بالنسبة للسيد الشهيد، التي كانت محدودة إلى درجة كبيرة.
                          ولم يكن من خيار أمام سيدنا الشهيد رحمه الله في تلك الفترة إلا الاستفادة من الوضع الموجود، والإمكانات المتاحة لإحداث بدايات التغيير حسب، الاطروحة التي كان قد وضعها.

                          الشهيد الصدر سنوات المحنة وأيام الحصار، ص: 154

                          ومن المؤكد أن عملية التغيير التي كان يستهدفها الشهيد الصدر في تلك المرحلة كانت شاملة للمرجعيّة والحوزة من جانب، وللامّة من جانب آخر، إذ يبدو من تاريخ تأسيس حزب الدعوة الإسلامية في أواخر عام (1957 م) المصادف لربيع الأوّل (1377 هـ) وتأسيس جماعة العلماء في عام (1958 م)، أن ما كان قد صمّم على تنفيذه خطّة شاملة وعامّ لكليهما.

                          [تأسيس جماعة العلماء]

                          وظهرت اولى معالم التغيير بتأسيس جماعة العلماء في النجف الأشرف، وإصدار مجلة الأضواء، ومما لا شك فيه أن الشهيد الصدر كان قد أدى دورا كبيرا في دعمها وتطورها وتنميتها بكل ما يملك من طاقات وإمكانات، وهو وإن لم يكن عضوا فيها إلا أن تأثيره كان يتم عن طريق خاله المرحوم آية الله الشيخ المرتضى آل ياسين، الذي كان يثق ثقة تامّة بسيدنا الشهيد الصدر وبحكنته وتخطيطه.

                          تعليق


                          • ويستمر الكلام في نفس الكتاب على النحو التالي:

                            وعن جماعة العلماء ومبررات وجودها وأهدافها كتب سماحة حجة الاسلام والمسلمين السيد محمد باقر الحكيم عن تلك الفترة ما يلي:

                            (لابد لأن نفهم عمق الأحداث التي سوف أتناولها، والمواجهة التي وقعت بين الإمام الشهيد الصدر وحزب البعث في العراق، من أن نرجع إلى بدايات سنة (1378 هـ [= 1958] ) أي بعد التغيير في الحكم الذي حصل في العراق بعد انقلاب الرابع عشر من تموز عام (1958 م)، فقد ظهرت على سطح المسرح السياسي في العراق مجموعة من التيّارات السياسيّة والفكريّة، بعد أن حصل الشعب العراقي نتيجة الانقلاب على بعض المكاسب السياسيّة والاجتماعيّة.
                            وقد احتدم الصراع في المرحلة الاولى بين التيار الماركسي الذي كان يقوده الحزب الشيوعي العراقي والذي كان يحصل على الدعم المعنوي من قائد الانقلاب عبد الكريم قاسم من جانب، ومجموعة التيّارات السياسية الأخرى كالتيار القومي الذي كان يجمع بين الناصريين والبعثيين وغيرهم، والذي كان له وجود سياسي في الحكم وفي الشارع، بسبب الدعم الذي كان يحصل عليه من الجمهورية العربيّة

                            الشهيد الصدر سنوات المحنة وأيام الحصار، ص: 155

                            المتّحدة حينذاك بقيادة جمال عبد الناصر، وكالتيار الإسلامي الذي كانت تتعاطف معه جماهير واسعة من الشعب العراقي المسلم دون أن يكون له وجود سياسي قوي، عدا بعض الأحزاب السياسية الإسلامية الصغيرة:
                            وقد وجد علماء النجف الأشرف أن من الضروري أن يطرح الإسلام كقوّة فكريّة وسياسيّة أصيلة تنتمي إلى السماء، وتمتد جذورها في الشعب المسلم.
                            وولدت من أجل ذلك اطروحة (جماعة العلماء) التي مكن أن نقول بحق إن وجودها يرتبط بشكل رئيسي بعقليّة السيد الشهيد الصدر، واهتمامات المرجعيّة الدينيّة وطموحاتها الكبيرة التي كانت تتمثّل بالمرحوم الإمام السيد محسن الحكيم، بالإضافة إلى الشعور بالحاجة الملحّة لمثل هذه الاطروحة لدى قطّاع واسع من الأمة.
                            ورغم أن السيد الشهيد (رضوان الله عليه) لم يكن أحد أعضاء جماعة العلماء لصغره عمره، إلا أنّه كان له دور رئيسي في تحريكها وتوجيهها، كما ذكرت ذلك في مذكّراتي عن جماعة العلماء في النجف الأشرف.
                            ومن خلال ذلك تمّكن علماء النجف الأشرف أن يطرحوا الخطّ الإسلامي الصحيح، ويعملوا على القوّة السياسيّة الإسلاميّة المتميّزة.
                            وقد باشرت جماعة العلماء- بالرغم من قوّة الأحداث، وعدم توفّر الخبرة السياسيّة الكافية، وتخلف الوعي الإسلامي في الأمة- عملها من أجل إرساء قواعد هذا الخطّ الأصيل، وذلك من خلال بعض المنشورات والاحتفالات الجماهيريّة، والاتّصال ببعض قطّاعات الشباب، وإصدارها لمجلة الأضواء الإسلامية التي كانت تشرف عليها لجنة توجيهيّة مكوّنة من شباب العلماء، كانه اتّصال وثيق بالسيد الشهيد الصدر.
                            بعد مضي أقل من عام تمكّنت جماعة من العلماء من بناء قاعدة إسلامية شابّة، ولذا قرّرت هذه الجماعة إصدار نشرة الأضواء الإسلاميّة كأداة للتعبير عن‏

                            الشهيد الصدر سنوات المحنة وأيام الحصار، ص: 156

                            وجودها من ناحية، ولمواصلة السير في الطريق الذي رسمته من ناحية ثانية.
                            وقد بعثت مجلة الأضواء من خلال خطها الفكري والسياسي، ومن خلال ما رسمته من معالم الطريق الإسلامي وخطوطه العريضة، وبالأخص الخطوط التي كانت ترسم ضمن موضوع- رسالتنا- الذي كان يكتبه السيد الشهيد باسم جماعة العلماء، وبإذنها طبعا بعث الروح الإسلامية في قطّاعات واسعة من الجماهير.
                            وسافرت إلى لبنان في سنة (1380 هـ [= 1960] ) حيث كانت طموحاتنا أن أنقل أفكارنا إلى ذلك البلد، وودعت السيد الاستاذ الشهيد حيث كان في الكاظميّة حينذاك بعد أن عشت معه أياما، وكنت أراسله باستمرار في رسائل طويلة، وكان يجيبني بأخرى يتحدث فيها عن عواطفه الفيّاضة وهمومه الإسلاميّة.
                            وفي هذه الرسائل بدأ السيد الشهيد يحّدثني عن هجمة قاسية شرسة، قام بها حزب البعث تستّرت ببعض أهل العلم، فلقد كانت الواجهة في هذه الهجمة بعض من ينتسب إلى أهل العلم، ولكن كانت يد حزب البعث وراءها، حيث يطرح السيد الاستاذ في بعض رسائله بأن المحامي (حسين الصافي) الذي كان معمما من قبل، ومن عائلة علميّة، وله صلات شخصيّة وطيدة ببعض أهل العلم، ومسؤول حزب البعث في النجف الأشرف كان وراء هذه الحملة، وتحدّث إلى بعض الأشخاص لإثارتهم،
                            فقد كتب السيد الشهيد في صفر (1380 هـ [= 1960] ) يقول:

                            لقد كان بعدك أنباء وهنبثة، وكلام، وضجيج، وحملات متعدّدة جنّدت كلها ضد صاحبك (1) وبغية تحطيمه ... ابتدأت تلك الحملات في أوساط الجماعة التوجيهية المشرفة على الأضواء، أو بالأحرى لدى بعضهم ومن يدور في فلكهم فأخذوا يتكلّمون وينتقدون، ثم تضاعفت‏
                            __________________________________________________
                            (1) يعني نفسه رضوان الله عليه.

                            الشهيد الصدر سنوات المحنة وأيام الحصار، ص: 157

                            الحملة، وإذا بجماعة تنبري من أمثال حسين الصافي- ولا أدري ما إذا كانت هناك علاقة سببيّة وارتباط بين الحملتين، أو لا- تنبري هذه الجماعة .... فتذكر عنّي وعن جماعة ممّن تعرفهم شيئا كثيرا من التهم من الأمور العجيبة.)

                            ومن الملاحظ أن البعثيين استعملوا في هذه الحملة أسلوبين رئيسين:

                            الأوّل: أسلوب الاتّهام بأن هذه المجلة لا تعبّر عن رأي جماعة العلماء، وإنّما هي تعبّر عن رأي تنظيم سياسي ديني سرّي يستغل اسم جماعة العلماء، وقد كان الاتّهام بالتنظيم السياسي في تلك الفترة الزمنيّة يعتبر تهمة شنيعة، بسبب التخلّف السياسي الديني في أوساط المتديّنين، وبالأخص أهل العلم منهم.
                            الثاني: موضوع (رسالتنا) الذي يكتب باسم جماعة العلماء، وكان يكتبه السيد الشهيد الصدر دون أن يعرضه على أحد منهم، فقد كتب السيد الشهيد في نفس الفترة، يقول:

                            ما أن هناك زحمة من الإشكالات والاعتراضات لدى جملة من الناس، أو (الآخوندية) في النجف على النشرة، وخاصّة (رسالتنا)، باعتبار أنها كيف تنسب إلى جماعة العلماء مع أنها لم توضع من قبلهم، ولم يطلعوا عليها سلفا، وأن في ذلك هدرا لكرامة العلماء، هذا في الوقت الذي يقول الأخ .... إن الكلمة في بغداد متّفقة على أن (رسالتنا) كتابة تجديد وابتكار تختص بمستواها الخاصّ عن بقية الأضواء.).
                            وقد كتب في 6 ربيع الأول 1380 هـ [1960] :

                            (لا أستطيع أن أذكر تفصيلات الأسماء في مسألة جماعة العلماء وحملتها على الأضواء .... ولكن اكتفي بالقول: بأن بعض الجماعة كان نشيطا في زيارة أعضاء جماعة العلماء لإثارتهم على الأضواء، وعلى (رسالتنا)، حتّى لقد قيل: إن الشيخ الهمداني الطيّب القول قد شوّهت‏

                            الشهيد الصدر سنوات المحنة وأيام الحصار، ص: 158

                            فكرته عن الموضوع .... وهذا الذي حصل بالنسبة للشيخ الهمداني حصل بالنسبة إلى جملة من الطلبة مع الاختلاف في بعض الجهات.)
                            وقد كتب أيضا:
                            (فإنّني أجيبك على سؤالك فيما يخصّ من موقف الخال، فإنّ الشيخ الخال كان في الكاظميّة بعيدا عن الأحداث نسبيا، ولم يطّلع إلّا على سطحها الظاهري، وهو ماض في تأييده (للأضواء) ومساندته لها، وقد طلب .... أن يكتب إلى بعض جماعة العلماء لتطييب خاطرهم، وجلب رضاهم عن (الأضواء) .... فكتب إلى .. وأخبره بأن (الأضواء) لم تكن تصدر إلا بعد مراقبته وإشرافه، أنّها تناط الآن .. كما أخبره بأن كاتب (رسالتنا) سوف ينقطع عن الكتابة ...).
                            وأيضا كتب السيد الشهيد:

                            (فقد حدثني شخص في الكاظمية أنه اجتمع في النجف الأشرف فأخذ يذكر عنّي له سنخ التهم التي كالها حسين الصافي من دون مناسبة مبرّرة. وعلى كل حال، عسى أن يكون له وجه صحّة في عمله إن شاء الله).
                            وقد كان لهذه الإثارة دور كبير في تحريك جماعة العلماء بالخصوص ضد السيد الشهيد، فأنّ دوره الأساسي كان في أوساط المتشدّدين من أهل العلم البعيدين عن التيار الإسلامي وهمومه، ومشاكل الأمّة وانحرافاتها الفكريّة والسياسيّة، ولذا كان تأثيره على جماعة العلماء محدودا ...
                            وقد أحسن السيد الاستاذ الشهيد الصدر في معالجة الموقف بهدوء حيث تمسّك بالصبر والسكوت، فقد كتب يقول:

                            (وأما واقع (الأضواء) هنا فهو ناقع المجلة المجاهدة في سبيل الله، وقد هدأت- والحمد لله- حملة جماعة العلماء علها بعد أن تم‏

                            الشهيد الصدر سنوات المحنة وأيام الحصار، ص: 159

                            إشعارهم بأنهم المشرفون عليها، غير أن حملة هائلة على ما أسمع يشنها جملة من الطلبة، ومن يسمى بأهل العلم أو يحسب عليهم، وهي حملة مخيفة، وقد أدت على ما قيل إلى تشويه سمعة (الأضواء) في نظر بعض أكابر الحوزة، حتى كان جملة ممن يسميهم المجتمع الآخوندي مقدسين، أو وجهاء لا يتورعون عن إلصاق التهم (بالأضواء) وكل من يكتب فيها ....).
                            ومن الجدير بالذكر أنه كان الإخوان في اللجنة التوجيهية يتسامحون في تقديم ما يكتبونه إلى الجماعة للإشراف المباشر عليه خوفا من ملاحظات تبديها الجماعة تمسّ الصيغ الجديدة التي كانوا يقدمونا للأفكار الإسلامية التي كانت تمد التيار الإسلامي الواعي بالوقود والعطاء.
                            ولكن التجربة التي مارسوها بعد الضجّة دلّلت على أن جماعة العلماء كانت على درجة من الوعي تجعلها لا تعارض مثل هذه الأفكار، بل تمنحها التأييد والقبول لأنه يشهد (رضوان الله عليه) بعد ذلك في تاريخ 18 ربيع الأوّل فيقول:

                            (وأسرة (الأضواء) التي لا غبار عليها وجه من الوجود مورد للاطمئنان الكامل، وهم يعرضون مقالاتهم على الثلاثة، ولم يصادفوا لحدّ الآن مشكلة مبدأيّة في هذا المقام، والحمد لله الرب العالمين.
                            (حسي أن (الأضواء) سوف تستمر إن شاء الله تعالى لأنّها تتمتّع الآن برصيد قويّ من الداخل والخارج، فمن الخارج بلغت عدد الاشتراكات (....) ومن الداخل تتمتّع برضا جماعة العلماء
                            ).
                            وهكذا تمكّن السيد الشهيد (رضوان الله عليه) بحكمته وصموده وصبره أن يواصل طريقة مع إخوانه وتلامذته في الجهاد، وأن يقفوا جميعا في وجه هذه الهجمة الشرسة التي استغلت أخسّ المشاعر في الإنسان، واستعملت أخبث أخبث الأساليب، وتمكّن بسبب ذلك الخط الإسلامي الأصيل أن يستمر في تفاعله مع‏

                            الشهيد الصدر سنوات المحنة وأيام الحصار، ص: 160

                            الأمة والتأثير فيها) (1).
                            __________________________________________________
                            (1) مجلة الجهاد العدد (14) الصادر في شهر جمادى الآخرة سنة 1401 هـ. [1981] .
                            ومع ما ذكره الشيخ النعماني هنا فإن الباحث القدير الشيخ أحمد ابو زيد العاملي في كتابه القيّم ذكر حيثيات ووثائق وخلفيات للموضوع أكثر مما قيل هنا وسنتعرض لها في محلها من الموضوع المخصص لذلك ان شاء الله تعالى.

                            تعليق


                            • السلام عليكم


                              طبعا لابد من الاشارة بين الفينة والاخرى الى ان مشاركات بعض الاعضاء هنا موضع تجاهل لما لمسناه من نية التشتيت وماسمعناه من الفاظ !



                              عموما

                              ----------
                              الاخ عقيل لايتركني التقط انفاسي ....اعتقد انه (مو صايم)!


                              عزيزي لم اكمل بعد الاجابة على ماتقدمت به ووقتي والكهرباء لايسعفانني والله !

                              لكن اسئلتك (حلوة)!

                              ويعجبني فيها (القفشات)!

                              اجيبك على سؤالك الثاني لان الاول يحتاج الى اطالة !


                              أم أنه سوف يضل ينقل لنا كلام النعماني ويستوضعه ويلعنه ولعمري سألناه ما ربط النعماني بالدعوة فلم يجب؟!!!
                              اتيت بهذا الاقتباس وسبق ان اجبت صاحبه عليه !

                              يقول النعماني



                              وانا اسئلك والاخوة القراء....

                              هل ان هذا التحامل على العلماء والتمجيد بالدعوة بهذه الاكاذيب لوجه الله ولاتعني علاقة النعماني بالدعوة ؟؟؟؟

                              لاسيما انها اكاذيب واخص قضية التاسيس التي وقفت على شهادات اخرى لمؤسسين تؤكد مانقلته سابقا وتنفي مزاعم اللاحقين !
                              فبحمد الله الذي قيض لنا من حمل اسفار القوم فاذا بها مليئة بالسم الزعاف الذي لايقارن بسموم النعماني !
                              ومع ذلك هي مليئة بالعورات والثغرات الفاحشة لكن القوم يبثونها على طريقة (اقرا ولاتناقش) البعثية لذا هالهم ان تخضع اباطيلهم للمناقشة وهم يريدون ان تكون مسلمات !

                              عموما

                              مع ذلك عزيزي بحثت في كوكل عن معلومة نسيت مصدرها....فاذا بي اقف على هدية لطيفة لك وللقراء ....وغير لطيفة لاحدهم !

                              تعلم اني اليتيم موضع تجاهل.....لكن البحث قادني الى رابط للمنتدى لم اسجل دخولي فيه ثم كانت هذه الهدية واضحة ضمن نتائج البحث !

                              http://www.yahosein.org/vb/showthrea...124698&page=15

                              في الصفحة 15
                              مشاركة 293
                              http://www.yahosein.org/vb/showpost....&postcount=293

                              لست موتورا من حزب الدعوة ولا معاديا له وكما قلت لك انا لست في جزر القمر حتى لا اعرف شخصياتهم. وهل اصبح عار ان اعرف قياديي حزب الدعوة
                              ثم اقتبس قولي

                              ورغم ان حزب الدعوة في العراق فان غالبية العراقيين لايعرفون قياديا فيه ليسالوه !!
                              واجاب عليه
                              يعني تريد ان تقول كل من سقت اسماؤهم هنا في كلامك وهذه الخمسة عشر صفحة والعشون الف مشاهد شاهدها هنا لا احد يعرفهم:
                              هل الناس لا تعرف:
                              1 - نوري المالكي.
                              2 - السيد ابراهيم الجعفري.
                              3 - الشيخ عبدالحليم الزهيري.
                              4 - الشيخ محمد باقر الناصري.
                              5 - السيد سامي البدري
                              6 - ابو بلال الاديب
                              7 - السيد حسن شبر
                              8 - وليد الحلي
                              9 - خضير الخزاعي.
                              10- عبد الكريم العنزي
                              11 - السيد عقيل الموسوي
                              12 - الشيخ محمد مهدي الآصفي
                              13 - الشيخ علي الكوراني
                              14 - الشيخ محمد رضا النعماني15 - السيد محمود الهاشمي

                              ثم لاتعجب منه اذ ياتي بالاقتباس الذي اتيت به

                              أم أنه سوف يضل ينقل لنا كلام النعماني ويستوضعه ويلعنه ولعمري سألناه ما ربط النعماني بالدعوة فلم يجب؟!!!
                              ومع اني اجبت سابقا....لكني اعتدت منه قول انك لم تجب وانه لم يجب وسالته وقلت له واتحداك ان اكون قلت !!!!
                              الملفات المرفقة

                              تعليق


                              • هذه مفاجأة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

                                ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم

                                السيد اليتيم

                                كنت اتابع ردودك على الاخ حسيني واتابع ما يدور بينكما من سجال

                                مرة اميل الى قولك واخرى الى حسيني

                                رغم اني رايت الكثير الكثير من سلبيات هذا الحزب المأجور حيث انه واقع يومي نعيشه بالعراق

                                لكن لابأس بالاطلاع ايضا على تأريخه المظلم وما يحوي من دفات سوداء مخزية ( زيادة الخير خيرين )

                                عجبي هنا

                                ان السيد اليتيم كان قد نفى ان تكون هناك اي علاقة للنعماني بهذا الحزب المأجور

                                بل وكان يصر ويطالب الاخ حسيني باكثر من موضع ومرة في مداخلاته بان يثبت تلك العلاقة بين النعماني وحزب الدعوة المأجور

                                ويحاول ان يثبت لنا ان النعماني و كتابه المشؤوم هذا والذي كان معولا للنيل من رجالات الحوزة ومراجعها بحجة التباكي على الشهيد الصدر لاعلاقة له بالدعوة

                                اذا بنا نفاجأ الان

                                بأن السيد اليتيم هو من يشخص ويعرف النعماني على انه واحد من قادة الدعوة المعروفين والكبار

                                حيث وضع اسمه مع اسماء اعلام في هذا الحزب المأجور من امثال


                                1 - نوري المالكي.
                                2 - السيد ابراهيم الجعفري.
                                3 - الشيخ عبدالحليم الزهيري.
                                4 - الشيخ محمد باقر الناصري.
                                5 - السيد سامي البدري
                                6 - ابو بلال الاديب
                                7 - السيد حسن شبر
                                8 - وليد الحلي
                                9 - خضير الخزاعي.
                                10- عبد الكريم العنزي
                                11 - السيد عقيل الموسوي
                                12 - الشيخ محمد مهدي الآصفي
                                13 - الشيخ علي الكوراني
                                14 - الشيخ محمد رضا النعماني

                                15 - السيد محمود الهاشمي


                                فهل كتبها ثم نسيها السيد اليتيم وفقد حينها بعض الذاكرة !!!

                                بسبب هول ما يقرأه هنا

                                ورغم ان الرجل لايهتم بالحزب ولا برجاله !!!

                                ويدافع عن الحقيقة لوجه الله فقط


                                اصبح من الضروري مراجعة مشاركات السيد اليتيم

                                لنطلع على كم المعلومات التي كتبها ونسيها ايضا

                                واعتقد ان فيها الكثير من المفاجات

                                تعليق

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                                يعمل...
                                X