إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

[الوثائقية 1] يوم كان الشهيد الصدر(ابو) الدعوة ... [(ابن) الدعوة العاق]

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قد يثير البيان المنشور اعلاه ذكريات مريرة لدى بعض من عايشوا تلك الفترة وخدعوا باكاذيب الدعوة !

    وقد يذكر البعض الاخر بالاشاعة القوية التي نشروها بين العراقيين في ايران بعد اغتيال السيد محمد محمد صادق الصدر اواخر التسعينات بان انتفاضة عارمة تجتاح مدن العراق الان !


    وقد يصدم من لم يطلع على كل تلك الامور بهذه القدرة على الكذب والدجل !

    ولعل البعض يتذكر كيف تبنت الدعوة بكل وقاحة عملية اغتيال الارعن عدي وقد استمعنا من خلال القسم العربي لاذاعة طهران من يتحدث باسم الدعوة وهو يتحدث عن هذه (العملية النوعية) ويعد بعمليات اخرى في الطريق قيد الاعداد والتخطيط !!!


    وماكل هذا الا غيض من فيض .....!!!!


    عموما.........




    من اراد المزيد فليتابع ....

    تعليق


    • والان لنعد الى الوراء قليلا

      ولنتذكر بداية خروج الدعاة من العراق الى ايران بعد ان كاد يقضى على الدعوة التي قضت قبلها على الالاف من خيرة شباب العراق لاسيما من كوادر الكليات الطبية والهندسية وقد اشرنا الى كيفية الكسب على اساس الكم لا النوع والى كم الاختراقات الهائل والذي اذهل المخلصين في صفوف الدعوة وحاولوا جاهدين لاجله تجميد نشاط الدعوة واعادة هيكلتها وتمحيص عناصرها الا ان القائد الديكتاتور من عمان كان يرفض كل ذلك !!!


      ولنسترجع الا هذه الصفحات..







      وللتعرف على مهدي الهاشمي هذا نذهب الى صفحة الهوامش حسب رقم الهامش على اسمه لنجد




      -------------------
      السؤال المحير هنا....

      حزب الدعوة....بكوادره القليلة المفككة المنهكة ...والواصل حديثا الى دولة غريبة ولاول مرة ...لها عاداتها ولغتها وحكومتها وووووو...كيف عرف ان مهدي الهاشمي عميل ليبي وانه مرتبط بالسفارة الليبية ؟؟؟؟

      وكيف خفي ذلك على الحكومة الايرانية التي تستنفر كل قواها انذاك لمجابهة الهجمة البعثية والعالمية في ان واحد؟؟؟

      ولماذا وقف مهدي الهاشمي هذا الموقف من الدعوة مما ادى الى تازيم العلاقة بينها وبين الحكومة الايرانية حتى قررت الدعوة لاحقا ترك ايران والاستقرار في .......لندن ؟؟؟
      الملفات المرفقة

      تعليق


      • وللحقيقة...

        فان تازم العلاقة بل انعدام الثقة بين الدعوة ومسؤول حركات التحرر في ايران كانت قبل خروج اي من عناصر الدعوة !

        والادق ان السيد الشهيد الصدر نفسه كان غير مرغوب فيه من قبل الهاشمي هذا !

        ويبدو ان لمنظمة العمل والحركة الشيرازية التي تهيمن عليها دورا كبيرا في هذا الاطار !







        وهذا يشير الى وجود تخطيط وتنسيق معد ومبرمج سلفا لتصعيد الامور داخل العراق والدفع بالشهيد الصدر الى الواجهة بقصد استصاله كما تم استئصال السيد موسى الصدر من قبل !

        والجهات المشتبه بها واحدة !

        منظمة العمل....وليبيا !



        ------
        (الهامش يشير الى كتاب النظرية السياسية للشهيد الصدر بقلم محمد باقر الحكيم)


        يتبع...
        الملفات المرفقة

        تعليق


        • وبالعودة الى صفحات من تقارير الاجهزة المخابراتية الصدامية نلاحظ ان

          1-
          مهدي الهاشمي قيادي في منظمة العمل اصلا !

          2-

          السيد كمال الحيدري كان احد القياديين ايضا في المنظمة !

          3-

          مع الدور الكبير للمنظمة وهيمنته على قسم حركات التحرر في الحرس الثوري الايراني والقسم العربي لاذاعة طهران وتحكمه وفقا لذلك بالحركات العراقية الاخرى وتنسيقه مع المخابرات الليبية وعلاقته بمكتب منتظري.....نلاحظ قلة عدد كوادره بشكل مريب لايتناسب مع دور المنظمة انذاك !!!

          كما نلاحظ وجود تمويل كويتي للمنظمة او باسم الشيرازيين لازال قائما حتى اليوم !

          وكان من المتوقع ان تهيمن المنظمة بشكل كبير لو ان الامور الت الى منتظري كما نصت الوصية الاولى للامام الخميني !!




          4-

          محمد تقي المدرسي يمثل الخط الليبي داخل المنظمة !

          والسيد كمال الحيدري ينشق عنها ويفضح علاقتها بليبيا !!
          الملفات المرفقة

          تعليق


          • بسم الله الرحمن الرحيم

            لم أكن اريد أن اقطع الحديث عن الخاقاني طويلا، ولم يكن من المقرر أن أترك الموضوع دون خاتمة، لكن ما جاء في آخر مشاركة للكاتب هشام حيدر جعلني استوقف كثيرا عندها ورأيت من الأفضل التعقيب عليها بـ(مطولة انشائية) كما يحلو له أن يسميها، ونترك تكملة الحديث عن الخاقاني الى فرصة اخرى.

            لنتذكر كما يتذكر (حيدر) ما جاء في بداية الموضوع (الخاقاني) !! ، قال هشام حيدر:
            http://www.yahosein.com/vb/showpost....&postcount=424
            قبل الانتقال الى الساحة اللبنانية افضل ان اقف وقفة قصيرة !
            قد يضع البعض مطولاته هنا بقصد تشتيت ذهن القارىء وصاحب الموضوع فان اصابت فبها وان قوبل بالاعراض والتجاهل قال تهرب ولم يجب !
            وقد رأينا التشتيت (الموثق) كيف اقلق هشام حيدر!!! ثم يضيف:
            اقول ان للموضوع خطا ونهجا يجب ان يسير عليه دون انحراف كما يراد له !
            واني لاعد الاخوة القراء الافاضل بعدم ترك اي شبهة ولو ركيكة دون رد ولكن في موضعها!
            ناهيك عن تكرار الوعد بالوفاء بكل ماوعدت به سابقا !
            نعم انه خط ونهج قلم الادعياء الذين حملوا شعار عفلق الخالد (امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة)!!!
            ورأينا كيف انه لم يترك (الشبهات) وعلمنا كيف انه لم (ينحرف) عن (الخط) العفلقي المعهود لمثل هؤلاء (الاذناب) و(الموتورين) و(الايتام) بسواعد (الدعوة) وتضحيات (الدعاة) والذين أقلقهم ذلك التاريخ المليء الناصع بقوافل الشهداء من (شيعة) محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين، ثم يأتينا من اتخذ شعار (عفلق) له دثارا وتستر بلبوس (المرجعية)!!! التي لا يفقه منها سوى اسمها و(الحواشي) الذين هم على شاكلته ، والذين أتوا على الدين منذ صدح رسول رب العالمين بدعوته الى (التوحيد) وحاول الالتفاف عليها (طلاب الدنيا) و(عبيد) الدينار والدرهم و(المناصب) وحتى يومنا هذا ، وما شأن (الحواشي) عنا ببعيد. فهل تريد يا هشام حيدر مزيد؟!!! سيأتيك المزيد ولا تستعجل القول الجديد!!! وسترى كيف تتهاوى تلك الوجوه الحسان الذي جعلتها (شعارات) لوثائقيتك وتخفي فيها ما في نفسك وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه!!!
            لنراجع مشاركات هشام حيدر الاخيرة ، وإن كنت قد أجبت عليها في موضعها لكن كما يقال : في الإعادة إفادة:
            وقد جاءت هذه المشاركة السابقة التي نقلتها بعد كلامي التالي:
            http://www.yahosein.com/vb/showpost....&postcount=423
            اعلم يا كاتب المقال:
            ان حالك وحال المجلس عندي سواء، وكما انت تصفني بالدفاع عن الدعوة وانني (قلم الدعوة)، فلماذا العجب أن تكون احد اقلام (المجلس) الذي تعودنا عليها منذ تأسيسه لحد الآن!!!
            واذا تشابهت (الاقلام) بأيدي اصحاب (الوجوه البيضاء الناصعة) التي لطالما رفعت امام صدور الكثيرين وتنادث كثيرا بأن (لنا القيادة ولكم الشهادة).
            ولماذا تعتبر هذا سبة عليك، اذا لم يكن (المجلس) سبة على أحد؟؟!!!
            الفارق بيني وبينك انني لم اكن يوما (دعوجيا) بخلافك، ولم ادافع عن رموز (الدعوجية) بخلافك، ومن يقرأ مقالاتك يرى فيها الدفاع المستميت عن رموز (المجلس) ولم نر اي انتقاد او كلام على اي شخصية تمثله وتمثل تياراته من اقل وزير الى اكبر سياسي فيهم...
            فهل يا ترى يشترك (المجلس) بحكومة غير الحكومة التي نعرفها الآن في العراق؟؟!!!
            وهل اعضاءه المستوزرين يديرون وزارات خارج العراق؟؟!!!
            الكل عندي سواء ومن نفس (الطين) مجلسها ودعوتها وعملها وشيوعيها..
            اورثوا البلاد الخراب منذ بداية التحرك الاسلامي المعاصر ومرورا بحياة (استاذهم) الامام الصدر، وانتقالا الى بلد المهجر، ثم رجوعهم كـ (الفاتحين) وتلاقفهم (دنيا هارون) وهم أبعد عنها، ولم يروا حقيقة تلك الدنيا، لكنهم تكالبوا عليها و(غمطوها) وهي لا تساوي عند امامهم (عفطة عنز)!!!
            فسقط كل ما في حيدر لأنه عرف أن القضية ستعري وجوه من يتستر ويتشدق بهم وكأننا لا نعلم من هم وما خلفياتهم وأعمالهم وماذا كانوا وما أصبحوا وماذا يريدون؟؟!!!
            فانتقل هشام حيدر بقدرة قادر ويريد التمهيد عن (موضوع ما) سنتعرف عليه!!! لأنه اراد الاستباق فسبقناه!!!
            فمثلا قلت ان ممن يحاول ايتام الحزب الماجور الاستناد اليهم في حملتهم ضد المرجعية امثال عادل رؤوف ومحمد رضا النعماني مثلا !
            ووعدت ان انقض احدهم بالاخر !
            قلنا مثلا ان عادل رؤوف يدعي ان مرجعيتي الامامين الخوئي والحكيم بمثابة ديكاتوريتين ....!!!
            قاتلهم الله انى يؤفكون !
            النعماني يكذب دعاوى رؤوف تلك ويقول مثلا
            والمرجعية بشكل عام ـ إذا استثنينا مرجعية الإمام السيد محسن الحكيم التي كانت واعية لدورها ومسؤوليتها ـ كانت تعيش هموما أخرى بعيدة عن هذا الخطر، بل اعتقد أن أحدا لم يصل بتفكيره إلى هذا المستوى، وإلى هذا اللون من التطّلع، بينما كان أخطبوط البعث يمتدّ إلى كل ميدان ومرفق، إلى كل قرية وناحية ومدينة ومحافظة، بل وتجاوز العراق إلى أقطار أخرى كاليمن والسودان والأردن وغيرها من الدول.
            ورغم ان من هوان الدنيا على الله ان يقيم دور (المرجعية بشكل عام) ويحط من قدرها نكرة وضيع مثل النعماني.....الا ان محل الشاهد هو مايقوله النعماني هذا عن مرجعية الامام الحكيم ومايصفه بها بخلاف كل الاسفاف والانحطاط الذي ورد في مؤلفات عادل رؤوف مدغوعة الثمن معروفة الغرض !

            ناهيك عما ذكره حول دور السيد عبد العزيز الحكيم رحمه الله اذ يقول
            كان لسماحته دور بطولي و فدائي في خدمة السيد الشهيد فمن اليوم الآخر منشهر شعبان وحتى نهاية الحجز كان اهم حلقة توصل السيد بخارج البيت و البمنفذ الحكيم لكل ما كان يطلبه السيد الشهيد رغم احتمال ان يؤدي به الأمر ان يضحي بنفسه وعائلتهفي أي لحظة وقد اشاد به السيد الشهيد كثيراً وفي آخر رسالة كتبها وهي اقرب ما تكون الى =السطح مترصّد الهلال.
            وبما أن المسافة بعيدة ـ نسبيا ـ بين دار السيد الشهيد وداره، كان تفاهمنا عبارة عن إشارات باليد، بعضها كانت مفهومة والأخرى غير مفهومة، ولكن الشيء الذي اتّفقنا عليه من خلال الإشارات أن نلتقي في اليوم التالي في نفس الوقت.
            وهكذا بدأت لنا أول صلة بالعالم من خلال هذا الطريق بعد عزلة تامّة استمرّت ما يقرب من خمسين يوما.
            وفي اليوم الثاني صعدت إلى السطح، فرأيته من بعيد يشير إليّ بإشارات، وأنا أيضا اُقابله بإشارات مماثلة حاولت من خلالها أن أفهم ما يقول وافهمه بما اريد، ولكن من دون نتيجة تذكر، حيث لم يفهم بعضنا مراد البعض عبر الإشارات فاتّفقنا على موعد آخر.
            وفي اليوم الذي بعده كتب عبارات على قطعة من الكارتون استطعت أن أقرأ بعضها، وعجزت عن قراءة البعض الآخر، وكان هذه المحاولة بداية التوصل إلى الأسلوب المناسب للتخاطب، فبعد ذلك كنت أكتب ما يريده السيد الشهيد؛ على (صينية الطعام) بخط كبير ـ وقد يستدعي ذلك عدّة صواني وأقوم بعرضها الواحدة بع الأخرى على حسب تسلسل كلمات الجملة، فاقدّم الاولى ثم الثانية وهكذا حتى تتمّة الجملة، وهو يقرأها بواسطة الناظور المقرّب (الدوربين) ويفهم ما نريد إيصاله إليه، وهكذا نحن نقرأ ما كان يكتبه لنا، ويتمّ التفاهم بيننا بهذا الأسلوب.
            وكنّا فيما بعد نتّفق على أكثر من موعد في اليوم حسب ما تقتضيه الظروف، وقد يحدث أن يتم الاتّصال من دون موعد في بعض الأحيان.
            وهذا يتناقض كليا مع طروحات المدعو عادل رؤوف حول مثل هذه الامور !
            اما التطرق الى اكاذيب الكاتب وتدليساته فمحلها مكان اخر !
            لكن
            ماذا عن محمد رضا النعماني نفسه ؟
            تطرق النعماني لزيارة الشيخ عيسى الخاقاني للسيد الشهيد الصدر فنال منه !
            ثم نقل السيد الحائري الرواية عن النعماني فتغيرت فصولها !!
            فجاء الاعتراض من نجل الشيخ الخاقاني....وجائت الاجابة من السيد الحائري !
            ثم ينقل هشام حيدر رسالتي الخاقاني والحائري ويعقب!!!
            http://www.yahosein.com/vb/showpost....&postcount=425
            مامصداقية النعماني في النقل اذن ؟؟؟
            ومن يتحمل مسؤولية التسقيط بهذا الحجم من الناحية الشرعية والتاريخية؟؟
            لاغراضه او اهوائه....تعمد تسقيط الشيخ الخاقاني !
            فمن قام بتسقيطه ايضا؟؟؟
            وهل اعتذر او قام بتغيير طبعة كتابه سيء الصيت؟؟؟
            اللهم الا ان كان البعض يرى تكذيب السيد الحائري وتصديق النعماني !!
            هؤلاء هم اقطاب حملة تسقيط المرجعية ومن يدعون انهم يقيمون (المرجعية بشكل عام)!!!
            اقول : لم نسمع بهذه الحملة وهذا الخطر الداهم على (الرجعية) الاّ من تهافتتات افكار هذا الكاتب المضطرب !!! رافع شعار المرجعية ، والمرجعية (الشريفة) منه براء!! وهو منها بعيد بعد الأرض والسماء!!
            ان كان هشام حيدر لا يقبل بالنعماني شاهدا على الخاقاني فلماذا يقبل شهادته عن غيره!!!
            ألا يمكن أن تكون هذه شهادة تحت (ضغوط) و(محاباة) و(تملق) وو..!!!!

            ثم يرد هشام حيدر ويعود الى الحزب مسرعا لانه رأى ان صاحبه الخاقاني سيتم فضحه!!
            وبعد ان وضحنا له متناقضات كلامه هو في (وثائقيته) بما فصلناه فراجع!! اتحفنا بالمعزوفة التالية:
            كنت قد ارسلت هذه المشاركة فهاج وماج البعض وحاول الالتحاف بورقة توت علها تواري عورة الحزب الماجور التي افتضحت !
            ولتوضيح اي اشكال قد يتولد في الاذهان حول جواب الاستفتاء اعلاه بما دلسه مبعوث الحزب اقول انه من الواضح ان الفتوى منقولة من موقع دعوجي اولا !
            ثانيا- نرفق طيا بعض الفتاوى التي تصب في ذات الاتجاه من الامام الحكيم قدس سره !
            http://www.yahosein.com/vb/showpost....&postcount=434
            ويذكر فتاوى لم تسلم من ادوات التشريح (الوثائقي) !! وان كان لدينا مزيد من تلك الادوات لكنني كما قلت لا اراها تصب في مصلحة القاريء ، ولعله يستفيد منها من اراد الاستفادة ولعله لتلك الفائدة احجمت عن تشريحها واكتفيت بما ذكرت فتأمل!! ولو أردت الاسفاف بالنقد كما فعلت مع قضية الخاقاني لاحتجت لشهور ولخرجت بتعرية الكثير الكثير حتى حزب الدعوة نفسه!!!

            ثم استمر عرضي لقضية الخاقاني!!!
            فيخرج علينا هشام حيدر كعادته في ردوده (النارية):
            http://www.yahosein.com/vb/showpost....&postcount=443
            على اية حال .....جل املي بفطنة القارىء الذي يجب ان يلتفت الى كل الاساليب الملتوية المستميتة لزرع اشكال هنا او هناك ولو كان اوهن من بيت العنكبوت !
            وقد رأينا خيوط العنكبوت تلك كيف اصطادت الخاقانيان ومحاميهما!!!
            ويستمر بعد أن رأى قوة تلك الخيوط (العنكبوتية) :
            http://www.yahosein.com/vb/showpost....&postcount=444
            اما خلاصة نقل النعماني فهي ما اعتذر عنه السيد الحائري وقال انه سيحذفه وانه سيثبت الموضوع في موقعه وانه سيكتب رسالة خطية بقصد نشرها وتكثيرها !
            ثم شهادته بطهارة والد الكاتب وارساله بتحياته اليه !!!
            وهذا يتناقض مع ماطرحه النعماني في كتابه الذي لم يعتذر عنه او يغير فيه !
            ولست ادري كيف يكون الشيخ المعمم العميل للسلطة والمبعوث من قبلها طاهرا يستحق كل هذا الجهد لتبرئته واعلان ذلك ونشره !!
            مع اني لااعرف الرجل ولست بمعرض الدفاع عنه كما يزعم ايتام الحزب المحتضر!
            واضاف مقالا مطولا لا كعادته عن (السبيتي) وكرر اسمه كالمتغابي اكثر من مرة وهو لا يعرف عن السبيتي غير ما نقله (الخرسان) !!! ويضيف بعد أن أتحفناه بوثائق ادانة صنوه القديم ورفيق دربه (الطاهر) :
            الخلاصة حتى الان في قراءة سريعة لابرز العناوين اليتيمة هي ان كل من نشر انما اعتمد على مانشره النعماني ليس الا عليه فان تعدد المصادر لايغني من الحق شيئا!
            لكن افضل ماتوصلنا اليه ان شهادة السيد الحائري لاتعني شيئا !
            المهم ان ندافع عن النعماني !!
            النعماني خط احمر !
            وفضل الله !
            والدعوة !
            رغم انهم يطعنون بالمرجعية !
            ويحطون من قدرها !
            يصفونها بالبلادة والسذاجة والتخلف والعمالة والانزواء ونهب اموال الحق الشرعي واباحته للاولاد والاصهار وغير ذلك !!
            يدعون ان من ضلل فضل الله انما حسده وخاف من مرجعيته وذهاب الاموال اليه بدلا منهم ....وهذا بحد ذاته يعني فسق هؤلاء لانهم يفترون ويغتابون مراجع شهد لهم القاصي والداني بالورع والتقوى !!
            لايحق لنا ان نطعن بهؤلاء.....ويحق لهم الطعن بالمراجع !!
            هذا هو نهج الدعوة............و(الدعاة)!
            ولا أدري ما هو منهج هشام حيدر في كل ما يكتبه ؟!!! والذي بيناه وسنتبينه وعرفه القاريء!!
            وهل رأى في كل ما نشرته نقلته فقط من النعماني نفسه؟!!
            وهل كل ما يقال عن (مراجع) الدنيا لا مراجع الدين بصحيح!!! وناقشنا لك مثالا واحدا من ابناء اولئك المراجع !!!
            أم تريد أن شخصا ما من أسواق الناصرية يقيم لنا دور (المرجعية) وأقل ما توصف به هو (الرجعية)!!!
            نعم تريدها (صراحة) من دون نقاط ، خذها وتشدق بها علي من الآن والى نهاية الزمن، فلن تغير انت من الحقيقة شيئا ، يعرفها القاصي والداني ، وإن غابت عنك أو (تغابيت) عنها فهذا وشأنك ولنا شأننا نقبل بهذا ولا نقبل بذاك وما يضيرك في الأمر ، لنا أعمالنا ولكم أعمالكم لا حجة بننا وبينكم الله يجمع بيننا وإليه المصير، ثم تنظر وينظرون !!
            عجيب أمرك يا هشام!!
            تتكلم عن (مرجعية) أم عن مراجع!!!
            ونحن نتكلم عن (مراجع) أم عن حواشي!!!
            ثم إن أراد أن يتكلم هشام حيدر يجرد المتكلم عنه من صفة (المراجع) ثم يبدأ بطعنه والنيل منه، ومواقف هذا المتحامق مبثوثة على اوراق الادانة هنا وفي كل ما يكتبه !!!
            فإن كنا نتهم (المرجعية) كجهاز ديني خطير فكيف يتفق مع الدعوة وتبني مرجعية فلان وفلان!!!
            وإن كنت أنت تدافع عن (المرجعية) فكيف تدعي انه لا يمثلها فلان وفلان!!! وكأنما جعل الله لك الولاية الكونية والاخلاقية والاجتماعية والقانونية بأن يكون لك الحق بإصدار شهادات (المرجعية) لفلان وحجبها عن آخر !!!
            ما هذا الاسفاف والاستهزاء بعقول الناس يا هشام حيدر!!! إن كنت أنت أعور فعيون الحقيقة أوسع وأكبر!!
            وإن كنت تتهم الآخرين بستر عوراته بورقة توت !! فإن حبة الخردل التي تغطي بها عثراتك قد نثرتها الريح بعد أن أفسدتها الشمس!!!
            الكل عند هشام حيدر متهم ، وكثيرا ما وصفه من انتقده من اعضاء المنديات وكتاب المواقع بالاضطراب النفسي والجنون!!
            لا إنه ليس اضطرابا نفسيا!! إنه خط ومنهج وتيار يسير وفقه هشام حيدر فإما أنه أعور أو لبس الأمر عليه؟!!!
            وبين هذا وذاك موقع الادانة والاتهام لا يجعل لأمثال هشام اصدار الاحكام!!!
            وقد رأينا وثائق السيد شريعتمداري والتي عندي بالعشرات مثلها وتدين الرجل !!!
            فهل هذا يكفي أن اصف الرجل أنه منحرف وليس بمرجع بناءا على وثائق أقل ما تدل عليه يؤدي بصاحبها الى الاعدام؟!!!
            ورأينا كيف اتخذت الدولة الاسلامية الحكم على مخططي المؤامرة بالاعدام ولكنها لم تمس شريعتمداري بشيء واكتفت بعزله وجعله (حبيس) داره، كما جعلت غيره!!! مع التأكيد أن هذه الأحكام صدرت في عهد السيد الخميني!!
            أكان السيد الخميني ظالما !!! وغير عادل!!! ولا يفقه من الدين شيئا!!! أو لعله صار (دعوجيا) حينما التقاه الفضلي قبل انتصار الثورة وتأثر بـ(ترجمة) الخاقاني وفصاحته العربية وقرر بعدها الخميني أن يكون عضوا من الدعوة!!!

            ثم يضيف حيدر:
            طعنا بالنعماني وكتابه.....قالوا زكاه وقدم له الحائري !
            قلنا ان الحائري زكى الخاقاني وشهد بطهاراته قالوا ليس بطاهر بموجب فتوى النعماني وان شهد له الحائري !!
            عموما
            هذا التفرغ والانقطاع والاعداد والتصوير والفهرسة وهذا الجهد من قبل من ؟ ولاجل من ؟؟!!
            الخلاصة على اية حال ؟
            هل ان السيد الحائري مرجع وصاحب مرجعية (حركية واعية) فنحتج بشهادته ودعواته لحزب الدعوة وللنعماني ومن لف لفه ؟
            ام ان السيد الحائري يشهد بالتزكية والطهارة بموجب علاقات شخصية ومزاجية او انه (ساذج) او مستدرج مثلا؟
            هل نقبل شهادته مرة ونردها اخرى ؟
            اسقطت شهادة الحائري حتى الان بحق الخاقاني ...كما اسقطت شهادته المحتج بها سابقا من نفس المصدر بحق الدعوة والخاقاني !!!
            اي ان من قدم الشهادة اسقط الشاهد بنفسه فكفى الله المؤمنين شر القتال !!
            اما النعماني وغيره من اذناب مؤسسة تسقيط المرجعية فلم نفعل حتى الان سوى تقديم فلاشات اوومضات صغيرة من باب الدعاية والاعلان والا فان القادم اكبر ان شاء الله تعالى !
            نكتفي بهذا القدر الان فيما يخص هذه الجزئية وننتقل الى حزب الدعوة في لبنان !!
            وقد بينا الكلام في قضية النعماني بحذافيرها ونقلنا من المصادر ما اراد استقطاعه حيدر والخاقاني من افتراءات لم تسلم امام الوثائق والحقائق!!
            ولم يسعف الحظ هشام بالسفر الى لبنان لتخلفه عن الطائرة التي تركت صاحبه الخاقاني في باريس عن اللحوق بالإمام الخميني!!!
            ورأينا كيف تهاوت تلك الاعلانات والومضات أمام اضوية الحقائق والوثائق!!!
            ثم بعد ان اكملنا نقاشنا في قضية الخاقاني خرج مرة اخرى من جحره الناصري وازبد وارعد:
            http://www.yahosein.com/vb/showpost....&postcount=466
            وسيعلم القاريء الكريم مدى (طهارة) النعماني...
            حتى وإن شهد له مثل السيد الحائري حفظه الله تعالى
            ام ان باء الحائري تجر مرة وترفع اخرى ؟؟؟!!
            قبل اكتمال المتاجرة بالصدر نفسه قالوا انه ابن الدعوة العاق ثم صار (القائد المؤسس)!!
            ثم تحولت التجارة لاحقا لجعفر الصدر ....قبل ان يتبينوا صعوبة تجييره لصالحهم !
            اليوم طرحت للمتاجرة ام جعفر الصدر !
            ولست ادري بمن سيتاجرون من ال الصدر في المستقبل القريب !!!
            من حصل من الصدر على وسام كما حصل عليه السيد محمود الهاشمي؟
            فاذا كان الصدر عندكم مقدسا الى هذه الدرجة وتتمسكون باي نص صادر عنه فهذا نص صريح وفريد باجازة اجتهاد السيد الهاشمي واعتبار ماصدر عنه صادر عن الشهيد الصدر !!
            ومن يدعي انه على خط الصدر فالاولى ان يتبعه او على الاقل ان يرتبط به ولو من بعيد !!
            لم يصلنا عن الصدر وصية بالاستماع الى ماتقوله العلوية ام جعفر هذا ان صح النقل عنها اصلا !
            وعلى اية حال فان على من يحتج بقول للصدر ان يقبل بكل شهاداته بحق..؛(اخرين)!!!!
            ثم يأتينا بأتفه دليل يكشف عن مدى ضحالة افكار اتباع هذه المدارس كأدلة الصغار حين يتغامزون بينهم:
            لاان يغمز قناتهم بين الفينة والاخرى !!
            ويضيف:
            وان على من يحتج بقول للحائري ان يقبل بشهاداته بطهارة الاخرين لاان يطعن بها
            حتى وإن شهد له مثل السيد الحائري حفظه الله تعالى
            تلك هي قسمة ضيزى !!
            وقد اجبته بما فيه ذكرى لكل عاقل يحمل قيمة للغيرة والشرف والمنهجية العلمية في الكلام أوصلته لما سيكرره مرة اخرى، ونعيد الاجابة للفائدة:
            http://www.yahosein.com/vb/showpost....&postcount=468
            الى الاستاذ هشام حيدر
            السلام عليكم
            اوصيك ايها الاستاذ العزيز ان تجعل لنفسك قليلا من الاحترام العلمي وان تعرف ماذا تتكلم وكيف تتكلم، فلست انا من يتاجر في هذه المهزلة الرخيصة التي تسمى (الوثائقية).
            الموضوع الذي اطرحه انا لا علاقة له بحزب الدعوة ولا بأي شخص من شخوص الدعوة الحاليين الذين لديك مشاكل معهم.
            اترك عائلة الصدر لشأنها واتهمني انا بما شئت وأردت. فلسنا نحن اعلم من ام جعفر ولا ازكى ولا اطهر ولا اكبر وهي انما تتكلم بما رأته وسمعته ولن تحتاج ان تقول ما تقول ليتاجر به أحد.
            كيف ذلك وهي صاحبة المصيبة وحبيسة الحصار ، اتراني نقلت عنها شيئا عن حزب الدعوة ومن لف لفهم... قاتلهم الله انى يؤفكون.
            انتظر وانظر ماذا سوف انقل لك ما تقول العلوية في غير ذلك.
            وما تريد انت ان تطبل وتزمر له هنا!! فهل يا ترى سوف يصمد امام ما تقوله ابنة الصدر وزوجة الصدر واخت الصدر؟؟!!!
            هل كنت انت في النجف لتعرف ما كنا نعانيه ممن هم على شاكلتك!!!
            هل كان بيتك محاصر لتعرف ما معنى الحصار!!!
            هل خرج ابوك او اخوك او ولدك يوما ولم يعد لتعرف ما معنى ذلك!!!
            وان كنت كذلك فالعجب كل العجب ان تكتب مثل هذه المزايدات هنا!!
            يا الله لطالما يتكرر علينا امثال هذا هشام حيدر.
            يالله لطالما يتكرر علينا من يصفنا بمثل اوصاف هشام حيدر.
            يا لله لطالما يظلمنا من هم من امثال هشام حيدر.
            يا اخي انا واحد من هذه المأساة وقضينا طفولتنا وشبابنا وعوائلنا وليالينا وصباحنا بين المطرقة والسندان، سندان البعث ومطرقة المنبعثين من امثالك.
            فالرجاء اعرف حدودك واعرف قدرك وانظر ماذا نكتب وماذا تكتب انت ولا تخلط الحابل بالنابل.
            واترك الوسام لصاحبه، وانت لست اعرف مني بالسيد محمود الشاهرودي واترك الحديث عن الامر، فالسيد الهاشمي لا يحتاج الى هذا الوسام وان كان يزيده اعتزازا وطريقة العلماء التي قد لا تعرفها في اعطاء مثل هكذا رسائل وظروفها ونواياها ومقاصدها ولماذا ارسل الهاشمي الى خارج العراق ولماذا لم يذهب غيره الى خارج العراق عندما طلب السيد منه ولماذا ولماذا!!!
            لا تجرنا لمواضيع اخرى بانفعلاتك التافهة وحربك على حزب اللغوة ومن لف لفهم الا لعنة الله على الظالمين منهم ومن جميع الاحزاب المنبعثة ومن لف لفهم الى يوم الدين، الذين لم يجروا لنا الا الويلات والآهات.
            اذا كنت لا تسطيع تحمل الوثائق التي نعرضها لك هنا لا تتفلسف علينا بمشاركاتك المحمومة جدا وتعلم ان تأتينا بأشياء جديدة ونقاشات علمية لا ورقة منشورة من عشرات السنين وانت لا تعرف ما هي وما خلفياتها ولماذا كتبت!!!
            ...
            يا اخي ان كنت لا تعرف التاريخ لماذا تحشر انفك فيه!!!
            يا اخي ان كنت لا تقرأ جيدا وتمتلك المصادر وتقارن وتستنتج وتحكم بعقل المحايد لا عقل الحاقد!!! فلماذا تنشر اشياء لا تنفعك في دنيا وتضرك في آخرتك.
            ومن عجب الامر ان تقول:
            لم يصلنا عن الصدر وصية بالاستماع الى ماتقوله العلوية ام جعفر هذا ان صح النقل عنها اصلا !
            ايحتاج بيان المصيبة الى وصية؟؟؟!!! ومن قال لك انه لا توجد وصية، ومن قال لك ومن قال؟؟؟؟!!!
            وعلى اية حال فان على من يحتج بقول للصدر ان يقبل بكل شهاداته بحق..؛(اخرين)!!!!
            لاان يغمز قناتهم بين الفينة والاخرى !!
            يا اخي يا قناة الفرات يا قناة آفاق يا قناة العالم يا قناة بلادي
            يا اخي عرب وين وطنبورة وين
            والله هذا الكلام من اسخف ما اسمعه في حياتي، وكأنه نقاشات بـ(الغمز) و(اللمز)!!!
            يا اخي اعرض كلام منطقي وتحلى بشيء من الشجاعة وناقش وجاوب بمصداقية.
            وان على من يحتج بقول للحائري ان يقبل بشهاداته بطهارة الاخرين لاان يطعن بها
            وانا اعيد واقول واؤكد حتى وان طهر الحائري الخاقاني فهذا هو وشأنه فلست من مقلديه والمسألة ليست في التقليد!!
            لان لدي من الوثائق التي سأعرضها عليك هنا ما لو عرضتها على نفس السيد لكان رأيه من رأيي. ولا تستعجل لعله سيأتيك ذلك قريبا منه ان شاء اله تعالى!!!
            ولا تتصور ان الوثائق تخص موضوع مجيئه الى بيت السيد الصدر ، لا لا انتظر وسترى ولا تستعجل..

            وابق انت تنعم بصيف لبنان الهاديء وحزب الدعوة العميل ومنظمة امل الارهابية وحزب الله ويبقى فقط النزيه الذي ليس عليه شائبة ......... التوقيع هشام حيدر من الناصرية

            تعليق


            • ثم مع كل ما عرضناه من تناقضات الخاقاني يخرج حيدر ويقول:
              http://www.yahosein.com/vb/showpost....&postcount=486
              من المؤسف ان يخدع البعض بتدليسات المغرضين واباطيلهم!
              ولعل احدهم غدا سيسالني على العلوم العسكرية لان يتيما ما قال (ايها الملازم هشام حيدر)!
              وقد يناقشني اخر بالقانون او السياسة لانه قال مرة اني ادرس القانون واخرى اني حاصل على الماجستير فيه!
              من المؤسف ان يخدع البعض بتدليسات المغرضين واباطيلهم!
              ولعل احدهم غدا سيسالني على العلوم العسكرية لان يتيما ما قال (ايها الملازم هشام حيدر)!
              وقد يناقشني اخر بالقانون او السياسة لانه قال مرة اني ادرس القانون واخرى اني حاصل على الماجستير فيه!
              ثم يضيف:
              http://www.yahosein.com/vb/showpost....&postcount=487
              اما بخصوص (تحولات) السبيتي ودخيل والرفاعي وكل فريق الملتحقين بالدعوة قادمين من الاخوان المسلمين او من حزب التحرير !!!
              فاقول:
              اولا ان مثل تحولي انا او انت ....كمناصرين لهذا الفريق او ذاك ونحن لانعلم الا الجزئيات التي نسمعها او نقراها هنا او هناك فنصدم بحقيقة او حقائق بخلاف ماكنا نعتقد فنقرر التراجع عن الطريق الخاطىء الذي نسير عليه فهو امر طبيعي ومقبول جدا!
              لكن ان حصل الامر مع القاة وكبار القادة فهو امر موضع شبهة!
              ثم يأتي بكلام اسخف من سابقه واستعمله كدليل (دعم) :
              قد اكون مناصرا للدعوة يوم ما مثلا فاقف على حقيقتها فانقلب ضدها واهاجمها فهو امر طبيعي ومقبول !
              لكن ان انقلب على الدعوة مثلا.....ثم تبقى علاقتي بهم قوية ...فهذا موضع شبهة!
              هل تعقل ان يعلن العرعور او عثمان الخميس مثلا ....عن ااستبصاره واعتناقه التشيع ؟
              نقول ان فرض المحال ليس بمحال!
              فان حصل وتشيع مثل هؤلاء.....ايكون من الطبيعي ان يذهب هؤلاء الى السعودية بين الفينة والاخرى ويعقدوا اجتماعات خاصة مع كبار مشايخ السلفية وتكفيرييهم ....وان تبقى علاقتهم قائمة وطبيعية؟؟؟
              هل تعقل مثلا ان تعلن هيئة كبار العلماء في مهلكة ال سعود عن فصل وطرد بعض مشايخها....ثم يعلن هؤلاء انهم كانوا ضالين....وانهم قد تشيعوا!!
              ثم تبقى علاقة هؤلاء مع هيئة ال سلول طبيعية وودية يلتقون ويجتمعون؟
              ثم تكون علاقة هؤلاء (المتشيعين) علاقة غير ودية ومتوترة مع المرجعية الشيعية بل قد تهاجمها وتفتري عليها؟؟؟؟!!!!
              ان قبلت بهذا فاقبل ان يكون السبيتي والرفاعي وفريقهم قد تحولوا وانتقلوا من تلك الحركات المخابراتية الغربية(التحرير والاخوان)....لينضموا الى حزب الدعوة الشيعي....ثم تتم تنحية كل قيادييه بصورة او باخرى ليكون هؤلاء التحريريين والاخوانيين هم قادة الحزب !!
              وهم مراجعه الذين يقال لهم .....قدس سره !!!!
              ولك فوق كل هذا عزيزي......ادلة اثبات كل ماقلت اعلاه وانا بالخدمة في كل تسائل مقبول لايقصد منه اللجاج وتشتيت الموضوع وذهن القارىء!
              لنتوقف عند هذا ونقول بـ(الصراحة) التي يريدها هشام حيدر ولن نشير بـ (...) :
              وقبلها اؤكد على أمر أنني انقل الكلام التالي كأحد الآراء عن الشخصية التي سأذكرها وليس بالضرورة أن أتبناه وعلى رأي المثل أنّ النقّال بقّال كما يقولون . وعندما أذكرُ في هنا أنّ فلاناً فعل كذا ثمّ أذكر المصدر ، فهذا لا يعني أنّني أقول إنّه فعل كذا ، بل يعني أنّني أقول : ذكر المصدر الفلاني أنّ فلاناً فعل كذا . ومن الواضح أنّني أحاسب على صدقي في النقل عن المصدر لا على صدق المصدر في ما ذكره!!
              لكنها لن تصل الى بقالة (الوثائقية)!!!

              فلنتابع...

              السيد عادل عبد المهدي؟؟!! الناصري!!!


              ذكر موقع ويكيبيديا ، نقلا عن موقع الجزيرة نت، ونحن ننقله من الاخير:
              أصبح عادل عبد المهدي أحد نائبي الرئيس العراقي في إطار اتفاق بين قائمة الائتلاف الشيعية والقائمة الكردية، بعد أن كان مرشحا أساسا لمنصب رئيس الوزراء قبل أن يتنازل لصالح إبراهيم الجعفري.
              وعبد المهدي قيادي في المجلس الأعلى للثورة الإسلامية وأسهم في تأسيسه بإيران في ثمانينيات القرن الماضي. وكان قد شغل منصب وزير المالية ممثلا لهذا المجلس في حكومة إياد علاوي، وقبل ذلك كان عضوا مناوبا عن عبد العزيز الحكيم في مجلس الحكم.
              شارك مع الإدارة الأميركية في المفاوضات الخاصة بشطب الديون الخارجية العراقية وأقنع عددا من المانحين الدوليين أثناء توليه المنصب بإسقاط جزء كبير منها.
              يعد عبد المهدي أقرب للعلمانية حسب العديد من التوصيفات لشخصيته التي تدرجت من الإيمان بالقومية عبر الانتماء لحزب البعث الذي تركه وهرب من العراق بعد عام 1968، ثم بالشيوعية الماوية التي انتمى إليها أثناء وجوده في فرنسا حيث أكمل دراساته في الاقتصاد، وأخيرا انخراطه في التيار الإسلامي الشيعي بعد الثورة الإيرانية.
              ورغم أن منافسيه يعدونه انتهازيا غير متدين دخل التيار الإسلامي بحثا عن مناصب سياسية، فإنه يبرر تحولاته الفكرية والسياسية بقوله إن الأمر استغرق 50 عاما وهي فترة طبيعية ليتغير المرء، كما يصف نفسه بالسياسي الواقعي لكن مع الحفاظ على المبادئ.
              يتفق عبد المهدي مع حكم إسلامي يكون أكثر اعتدالا من النموذج الإيراني، ولا يقر بوجود مخاطر من رياح الدولة الدينية القادمة من إيران. لكن مراقبين يرون أنه لن يخرج عن أجندة المجلس الأعلى الذي يمثله في هيئة الرئاسة في علاقة الدين بالدولة.
              ينحدر عبد المهدي من عائلة برجوازية حيث كان أبوه وزيرا خلال عهد الملك فيصل الأول، وقد تأثر في شبابه بالأفكار القومية العربية وله صداقات طفولة مع أحمد الجلبي وإياد علاوي.
              فلا أدري: اولها كان بعثيا بعدها صار شيوعيا ماويا واخيرا صلى وصام ، وانتسب إلى المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق، والغريب في تقلبات السيد عادل عبد المهدي هو انه ينتقل من اليمين إلى اقصى اليسار، ثم يستدير ليأخذ مكانه في اقصى اليمين !
              ولا غرابة في الأمر ... فالعادة القديمة طبع والسلوك الأنتهازي تطبع ...
              وهذا في تعريف النفسيين لهكذا شخصية بأنها شخصية قلقة وغير مستقرة.. ولكن هذا التشخيص لن يكون دقيقا اذا ما تصورنا حجم الرغبة للوصول إلى ما يثير انتباه الاخرين في التقلبات الفكرية لصاحبنا.
              و لعل الرجل يعاني من رواسب الاضطهاد ايضا، ولكن ان عرفنا انه ابن عائلة ميسورة، ووالديه من عليّة القوم، فسيزول هذا التبرير!!
              وكان عادل في الستينات على ما يصفه (زملاؤه) نشطا بتوزيع نشرات لحزب البعث في منطقة الكرادة.. وكان يتواجد بإستمرار في مقر الاتحاد الوطني لطلبة وشباب العراق في الوزيرية (مسرح حاليا).
              وعادل رجل سياسي مثقف !!! لكنه استغل ثقافته ووعيه بالاوضاع السياسية لمصلحته الشخصية، وبواسطة هذه الثقافة استطاع ان يتبوأ مراكز رفيعة في (الاحزاب) التي انتمى اليها ، بأعتبارها احزابا قلما ينتسب اليها المثقفون.
              وفي المجلس الاعلى للثورة الاسلامية، ما كان لعادل ان يصل إلى مقدمة الصفوف لولا ثقافته التي يندر ان يتوفر عليها كثيرون!!! .. ولهذا شق طريقه بسرعة وصار اسما كبيرا، وتم التغاضي عن ماضيه نظرا للحاجة اليه، والتقلبات التي رافقت حياته السياسية!!!.

              فهل أن (حزب البعث) و(الحزب الشيوعي الماوي) أشرف من (الاخوان) و(التحرير) !!! أم أن عادل الذي أمضى حسب قوله (إن الأمر استغرق 50 عاما وهي فترة طبيعية ليتغير المرء، كما يصف نفسه بالسياسي الواقعي لكن مع الحفاظ على المبادئ). ويصفوه بأنه (كان أبوه وزيرا خلال عهد الملك فيصل الأول)، وعادل قد (تأثر في شبابه بالأفكار القومية العربية) و(له صداقات طفولة مع أحمد الجلبي وإياد علاوي)!!!
              ومع وجود حزب الدعوة ووجود (المرجعية) في ذلك الزمان، هرب الى فرنسا بعد اعتقاله في الفضيلية بتهمة (حزبية) !!! ثم يكمل مسيرته وينتمي الى (الاشتراكية الماوية) ثم يؤسس (المجلس) بعد أن يصبح (متدينا) بقدرة قادر!!!
              ألا يكون ذلك كذلك!!! أم أن (عادل) يجب وصفه بـ (العادل) وغيره بـ(الفسوق) و(الماسونية) ونخرجهم من (الشيعية) ونرميهم بـ(الضلال)!!!
              أليست تلك (قسمة ضيزى) كما يحلو لك ان توصف بها من وصفت!!!

              ثم نطوي الصفحة ونكمل : واجبناه فيما يخص بحثنا حول الخاقاني فقط ولم نتطرق حينها الى قضية (الدعوة) الا باليسير فيما يخص البحث!!! فراجع، ثم يفسر الماء من بعد الجهد بالماء:
              http://www.yahosein.com/vb/showpost....&postcount=491
              الاخ الفاضل سماء بغداد
              ومخافة ان تقع في حبائل بعض المغرضين مجددا ابرزت في اعلاه ادلة يمكن لاي عراقي ان يقف على حقيقتها ولم اقل ان الدليل هو سمعت وقالوا !!
              ثم اني قلت
              والدليل الاقوى الذي عثرت عليه هو موقف صنمهم البيروتي الضال المضل الذي يروجون ان المرجعية في قم وطهران حسدته وطعنت به كذبا وافتراء لان المراجع يخافون ان تذهب كل الاموال اليه او لانه اجتذب تجار الكويت !!!!
              وان نجحت برفع الفيديو الان وضعت رابطه والا فاني مدين لك وللسادة القراء به وكله بتوفيق الله وتسديده !
              الا ان الدجل يقتضي ان يكون صاحبه اعورا !!
              عليه فلاتعجب من ان يدعم هؤلاء (المصالحة الوطنية) ويعيدوا عتاة البعثيين على انهم (تابوا) كما تاب السبيتي ورموز التحرير والاخوان وصاروا قادة للشيعة ومراجع بشهادة الهندسة ودورات امريكا واعدادية الصناعة ليقال لاحدهم قدس سرك الخطير الذي يلو اطلع عليه العراقيون لولوا منه فرارا ولانفطرت قلوبهم رعبا !
              وقد ترى (توبة) عزة الدوري وعبد حمود عما قريب !!
              كما رأينا توبة (العادل)!!! صديق (العادلين) احمد الجلبي وأياد علاوي!! الذي يتغنى بالأخير من تغنى وقال: كثر الحديث عن (العراقية)، وكنت احسبه سيردد كلام الشاعر: كثر الحديث عن التي (أهواها) ... بغداد!!! ويفيض علينا بفيضه القدسي ويعدد مناقب (علاوي) الجهادية ضد (البعث) !!! وهو لا يعلم أن تاريخه كتاريخ من احتضنه وافجر ، وهو الذي أعاد البعث والبعثيين الى سدة الحكم والكلام في مثله مضيعة للوقت!!!

              ثم اني اجبت على حيدر ايضا وبينت من لديه (اعورار) و(غرض) وعرضت الحقائق، لكن القلوب التي بـ (المقلوب) تأبى ان تسمع الحقيقة وتعي !!! فماذا نعمل!!!
              ثم بعد ان عرضنا مذكرات الفضلي التي فضحت الكثير من الملابسات التي يدلي بها (الخاقاني) وقبله (حيدر)!! فلم يرق له الامر ومر على ما ذكرته مرور الكرام!!!، وقد تعمدت ذكره جميعه والا فكنت استطيع الاقتصار على موضع الشاهد وهو رفقة الخاقاني للفضلي في مشروع (الترجمة) ، ولو عرضت (كل) و(اصل) ما يتحدث به الفضلي لا ما لخصه ابنه، وعرضت من غيره عن موضوع حزب الدعوة لرأينا التفاهات التي يتحفنا بها هشام حيدر كل مرة ، لخرج حيدر مهرولا الى الاهوار ولما استطاع ان يجد له مأوى يؤيه امام (الوثائق).

              ولم نسمع من حيدر الاّ مطالعته كعادته في التدليس والاتهام:
              http://www.yahosein.com/vb/showpost....&postcount=501
              جهد استثنائي ومصادر حاضرة بالكم والنوع سمينة كانت ام هزيلة !
              لاشان لي بالخاقاني على اية حال .....
              لكني حين قلت اول الامر
              اللهم الا ان كان البعض يرى تكذيب السيد الحائري وتصديق النعماني !!
              نفش البعض ريشه معتقدا انه سياتي بالذئب من ذيله فقال:
              وسنتعرف على رأي كاتب (الوثائقية) بالسيد الحائري بعد قليل...
              على اساس ان
              لا يعلم الكاتب ان الشيخ النعماني عندما وصل الى ايران اتخذ مكتب السيد الحائري مأواً له وكان بيته على بعد ابواب من مكتب السيد الحائري وهو من طلابه والكتاب طبع في حياة السيد الحائري ولم نسمع مثل هذه الاعتراضات وعلى أي حال فسبيل التأكد بسيط، وفقط ارجوا من الكاتب المحترم أن يدلني على مصدر هذه الورقتين التين وضعهما هنا وأين نجدهما في أي كتاب ونحن له شاكرون.
              ولكن حين لم يجد مناصا من التسليم بما طرح وتاكيد موقف الحائري وحيث انه لم يعد ينفعه صار بامكاني انا اقول هذه المرة ماقاله سابقا
              وسنتعرف على راي منكر الوثائقية بالسيد الحائري بعد قليل
              حيث تبين ان
              وسيعلم القاريء الكريم مدى (طهارة) الخاقاني حتى وإن شهد له مثل السيد الحائري حفظه الله تعالى
              وبتبرير واه اوهن من بيت العنكبوت
              والتي لم تكن شهادة لطهارته بمعناها الذي تصوره الكاتب وغيره بل هي نفيا لما كتبه السيد حفظه الله من قدوم الخاقاني مع رجل المخابرات
              فالسيد الحائري اذن شهد بطهارة الرجل رغم انه مبعوث السلطة البعثية وان موفد صدام حسين لكن الحائري يشد بطهارته ويبعث له بتحياته لمجرد انه لم يات مع رجل المخابرات !!!
              مايمكن استنتاجه من كل هذا
              1-ان السيد الحائري مجامل على حساب العقيدة وان شهادته ليست بذات قيمة !
              2-ان السيد الحائري يشهد بما لايعلم به !
              3-انه ساذج يمكن ان يخدع بكلمة من هنا او هناك !
              4-انه لازال يحترم النعماني رغم تعارض الشهادات ومايترتب عليها!
              5-احتمال عدم صحة كل هذا ونفاق مدعيه الذي بذل كل هذا الجهد دفاعا عن النعماني حتى وان ادى الى توهين السيد الحائري وغيره !!
              ثم يقفز كعادته ويقول:

              فوق هذا كله.....
              ورغم اعتراف المقبور البيروتي بانكاره النص على تنصيب الامام علي عليه السلام مما يعني انكار كل النص القراني وانكار بيعة الغدير والطعن بالنبي صلى الله عليه واله والخروج عن المذهب هو واتباعه والمدافعين عنه ...
              رغم كل هذا....
              يعزف النشيد الدعوجي من جديد حول (العداء) و(الحرب) ضد مرجعية (الصدرين) يلحق بها صنم بيروت الهالك !!
              ومن هم الاعداء.....؟؟؟؟
              لايجرؤ حتى ان ان يسميهم بالاسم.....رغم ان كل متابع يعرف او عرف موقف حزب الدعوة الماجور من المرجعية ومناصبته العداء لها ومحاولات بث الفتنة والفرقة وتشويش الصورة وابعاد المجتمع وفصله عن المرجعية !!!
              ورغم ان ماطرح حتى الان فيه الكفاية لمن عقل وتدبر....
              الا ان هناك الكثير ان شاء الله !
              ويضيف حيدر:
              وحتى بالنسبة للنعماني ذاته
              فان ماطرح عنه حتى الان من قبلي لم يتعد حدود ماشهد به السيد الحائري الذي سعيت من خلاله لاجبار اليتيم على الاحتلام لنعامله معاملة اخرى غير معاملة الايتام...
              اذ لايتم بعد احتلام !
              انتظر مني موقفا من الحائري فاذا هو يجهر به !
              اما حقيقة النعماني فستاتي في حينه ان شاء الله تعالى !
              ويقول:
              وهو الموقف الذي سيتخذه الكثيرون ممن خدعوا بهذه الحركة الماسونية معتقدين انها حركة اسلامية شيعية !!
              وقد أجبته مفصلا عن هذه (التفاهات) هنا فراجع!!
              http://www.yahosein.com/vb/showpost....&postcount=504
              الملفات المرفقة

              تعليق


              • ثم اخيرا بعد انتهاء عرض الادلة الخاصة بالمحاكمة الاخيرة، خرج لنا هشام حيدر من قمقمه ويقول:
                http://www.yahosein.com/vb/showpost....&postcount=510
                والله لاتزيدني هذه المحاولات الرخيصة بكم معرفة فقد خبرتكم وعرفتكم وها انا افضح كل ما اقف عليه !
                قلت من اول الامر اني لااعرف الخاقاني هذا !
                وقلت ان الخلاصة هي تضارب شهادات هؤلاء الحركيين الثوريين الواعين الناطقين !!!
                فان صحت شهادة النعماني فقد سقطت شهادة الحائري والعكس بالعكس !
                مع ان شهادة الحائري اوثق من شهادة ام جعفر لان الحائري كما يفترض اكثر معرفة وحكمة وملازمة للنعماني من الملازمة المؤقتة لدار الشهيد الصدر بما تحول عليها من شبهات نوضحها لاحقا !
                لكن ليطلع الجميع على هذا الحزب الرخيص واكاذيبه وقابليته للتلون وبث الاكاذيب !!
                اقول: لم يتبين لنا معنى (عبائر) : (بكم) و(خبرتكم) و(عرفتكم) !!! ان كنت انا قلم الدعوة فأنت قلم الأدعياء حاملي رسالة سماحة (ميشيل عفلق)!!!
                وان كنت لا تعرف الخاقاني فقد عرفناك به ولدينا مزيد!!
                وقد بينا ان لا تضارب فيما ذكرته انت من مغالطات!!! انت تبنيتها واثرتها على الحائري وغيره وأنت من وصفتهم بالسذاجة وقلة الخبرة!!! والآن نراهم أكثر معرفة وحكمة!!!
                وقد عرفت ان هذه الملازمة بين آر الصدر والنعماني لم تكن ملازمة وقتية ولا كعلاقة مكتب وتلميذ بل هو (واحد منهم) ، فراجع ولا تلقي الكلام على عواهنه!!
                ومن قال لك ان شهادة الحائري اوثق من شهادة آل الصدر؟!! وقد بينت لك سابقا ان تحترم نفسك وتجعل لكلامك قيمة يقدرها القاري ويحترمها وان كان ليس لكلامك اي تقدير واحترام. لكن لا تذهب بك المذاهب وتنسى قدرك وحجمك لتزايد بآل الصدر كما زايدت بإسمه في عنوان موضوعك (الوثائقي)!!!
                وراجع ردي السابق عليك ورجاءا لا تتعدى حدود الادب واخلاق البحث العلمي والنقل والوثائق!!!
                سأنقل لك من كلام آل الصدر كلاما قد لا يستسيغه عقلك (المنبعث) ، وادخره الى موضوعي القادم حول (دور الحوزة مع الشهيد الصدر) ، ولنرى ما تتحفنا به من تفاهات وترهات ، هل ستصمد أمام أبنة الصدرييين أم ستضيفها على (الدعوجية)؟!!! وما يدرينا لعلك ستقول أنها جائتنا من (قرى) ايران ، ولا تعلم بحقائق الامور ولا نسوتثق شهادتها التي قطعا ستزمر انت ضدها وتصفها انها ايضا ممن يتبلى ويتهجم على (مرجعيتك) التي انت ترتضيها وحدك لا غير وهي ليست من مرجعياتنا التي نعرفها نحن بل من مثل مرجعية (الكفائي) وامثاله والخاقاني واشباهه و(حواشي) فلان وفلان الذين تنتمي انت لهم!!!

                ثم يكمل حيدر وبعدها نكمل نحن:
                اترككم الان مع بيان للحزب في عام 1987 !!
                والذي يدور حول انتفاضة عارمة في العراق انذاك !!
                ثم يعرض البيان ويعلق:
                قد يثير البيان المنشور اعلاه ذكريات مريرة لدى بعض من عايشوا تلك الفترة وخدعوا باكاذيب الدعوة !
                وقد يذكر البعض الاخر بالاشاعة القوية التي نشروها بين العراقيين في ايران بعد اغتيال السيد محمد محمد صادق الصدر اواخر التسعينات بان انتفاضة عارمة تجتاح مدن العراق الان !
                وقد يصدم من لم يطلع على كل تلك الامور بهذه القدرة على الكذب والدجل !
                ولعل البعض يتذكر كيف تبنت الدعوة بكل وقاحة عملية اغتيال الارعن عدي وقد استمعنا من خلال القسم العربي لاذاعة طهران من يتحدث باسم الدعوة وهو يتحدث عن هذه (العملية النوعية) ويعد بعمليات اخرى في الطريق قيد الاعداد والتخطيط !!!
                وماكل هذا الا غيض من فيض .....!!!!
                عموما.........
                من اراد المزيد فليتابع ....
                وهل تنكر تلك الانتفاضة (العارمة) التي اجتاحت العراق و(قم) وغيرها أم انك لا تعلم بمجريات الامور ، وارجعك الى مصدر يشرح كل ذلك لعلنا سنعرضه يوما (الصدر الثاني ، الشاهد والشهيد ، الظاهرة وردود الافعال) للكاتب الشيخ مختار الاسدي الذي كان من رموز (المجلس) وكتّاب جرائده!!!
                ويشرح فيه بالتفصيل عن مجريات الامور وخفايا (المنشور) الذي استهدف الصدر الثاني ونشر في العراق على نطاق واسع ، (اسفل) ما صدر فيه اتهام (الصدر) بالعمالة للبعث ونبزه بان لا (اب) له ، وهذا قد تكرر من احد (المراجع) الذين ينتمون الى نفس المدرسة في النجف وأمام جموع محبي الصدر ونبزه بنفس الكلام ، ولولا خوف الفتنة واستغلال الكلام من محبي (الصدر) لعقدنا لذلك (وثائقية) مشابهة لهذه (الوثائقية)!!! عن ذلك.
                لكننا وحيث نخاف الفتنة ولا نريد الوقوع بما يريد ان يجرنا اليه هشام حيدر وجعله خطا ممنهجا في كل ما يطرحه من كلام وفي جميع مقالاته!!! لكان لنا شأنا آخر لا يقوى عليه هو ولا أسياده أصحاب الرسالة (الخالدة) الذين يتقنعون اليوم وراء مسميات انصار (المرجعية) ويصفون أنفسهم بأنهم (فقط هم) ولا أحد (غيرهم) متناسيا أنه يدعم (حواشي) المرجعيات التي ساقت الويلات على المسلمين منذ أن أعلن الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم دعوته وألتف حوله طلاب الدنيا وعبيد الدينار والدرهم والمناصب وحتى يومنا هذا وما شأن (الحواشي) عنا ببعيد.
                فإن بعدت تلك الحقائق عن شخص من اسواق الجنوب الذين لم تتورع تلك (الحواشي) عن وصفهم بـ(المعدان) !!! وأفضل ما يقال لهم حينما يريدون الحضور الى (برانيات) المراجع المحتكرة على حواشيها وكنا نسمعها بآذاننا (برو) والكلمة وان كانت بمعناها العربي تعني (اذهب) لكنها بمعناها (الفارسي) عندما تقال (الطرد) بتهكم!!!
                ان بعدت عن اسماع الكثير، فلن تبعد عن مسامعنا وواقعنا ونحن أبناء هذه (المرجعيات) وجيرانهم ونعرفهم ونشاهدهم جيئة وذهابا!!! ولا اريد الاسفاف في أمر الكثير يعرفونه وعرضنا دور واحد فقط من ابناء تلك المرجعيات ومن احفادها وروادها وهو (الخاقاني) وكل من ارتبط به!!! فلا نعيد.

                ثم يضيف هشام:
                http://www.yahosein.com/vb/showpost....&postcount=512

                والان لنعد الى الوراء قليلا
                ولنتذكر بداية خروج الدعاة من العراق الى ايران بعد ان كاد يقضى على الدعوة التي قضت قبلها على الالاف من خيرة شباب العراق لاسيما من كوادر الكليات الطبية والهندسية وقد اشرنا الى كيفية الكسب على اساس الكم لا النوع والى كم الاختراقات الهائل والذي اذهل المخلصين في صفوف الدعوة وحاولوا جاهدين لاجله تجميد نشاط الدعوة واعادة هيكلتها وتمحيص عناصرها الا ان القائد الديكتاتور من عمان كان يرفض كل ذلك !!! ...
                ويضيف:
                http://www.yahosein.com/vb/showpost....&postcount=513
                السؤال المحير هنا....
                حزب الدعوة....بكوادره القليلة المفككة المنهكة ...والواصل حديثا الى دولة غريبة ولاول مرة ...لها عاداتها ولغتها وحكومتها وووووو...كيف عرف ان مهدي الهاشمي عميل ليبي وانه مرتبط بالسفارة الليبية ؟؟؟؟
                وكيف خفي ذلك على الحكومة الايرانية التي تستنفر كل قواها انذاك لمجابهة الهجمة البعثية والعالمية في ان واحد؟؟؟
                ولماذا وقف مهدي الهاشمي هذا الموقف من الدعوة مما ادى الى تازيم العلاقة بينها وبين الحكومة الايرانية حتى قررت الدعوة لاحقا ترك ايران والاستقرار في .......لندن ؟؟؟
                ويزيد:
                وللحقيقة...
                فان تازم العلاقة بل انعدام الثقة بين الدعوة ومسؤول حركات التحرر في ايران كانت قبل خروج اي من عناصر الدعوة !
                والادق ان السيد الشهيد الصدر نفسه كان غير مرغوب فيه من قبل الهاشمي هذا !
                ويبدو ان لمنظمة العمل والحركة الشيرازية التي تهيمن عليها دورا كبيرا في هذا الاطار !
                وهذا يشير الى وجود تخطيط وتنسيق معد ومبرمج سلفا لتصعيد الامور داخل العراق والدفع بالشهيد الصدر الى الواجهة بقصد استصاله كما تم استئصال السيد موسى الصدر من قبل !
                والجهات المشتبه بها واحدة !
                منظمة العمل....وليبيا !
                ثم يريد أن ينتهج المنهج الذي انتهجته في عرضي للادلة ولن يفلح ابدا!!!
                لان ما أشار اليه بقوله:
                (الهامش يشير الى كتاب النظرية السياسية للشهيد الصدر بقلم محمد باقر الحكيم)
                وانا لا ادري الورقة التي اعتمدها كـ(وثيقة) ان كانت من كتاب صلاح الخرسان ، فالكتاب صادر قبل ان تنشر (النظرية السياسية للحكيم) والتي كانت قبل ذلك (محدودة الانتشار) ولم تكن بالاسم ولا الحجم الذي عليه كما نشرت عام 2000 كما يشير لذلك نفس الكاتب (الحكيم) لها، وقد اشرنا اليها سابقا ، مع تحفظنا على كل ما جاء فيها من مغالطات وسقطات وهفوات لعل الزمن كفيل بعرضها لاحقا ان وجدنا فائدة في ذلك.
                ومع الاحتفاظ بمنزلة الشهيد السعيد آية الله المجاهد السيد محمد باقر الحكيم فلنتعرض لبعض تلك الهفوات ، لان الكلام حينما يصدر يصبح ملك الجميع ، والنقد العلمي البناء لا يتنافى مع منزلة أحد مهما كان!!
                ونقول وليكلا نبخس السيد الحكيم كلماته التي تصيب كبد الحقيقة احياناً فاننا نراه موضوعياً عندما يتكلم عن خطة ‌العمل في المرحلة الجهادية التي تبناها الشهيد الصدر اذ يقول:
                «وقد بدأ الشهيد الصدر(رض) عملية فحص وإحصاء وتقييم للمرحلة ومسلتزماتها ومتطلباتها لتحقيق الاهداف الآنفة فقام بالخطوات الآتية.
                2. مطالبة الأمة بطرد علماء السوء او الادعياء منهم وكشفهم وملاحقتهم وقد وقعت حوادث حاصرت فيها الأمة هؤلاء الادعياء واخرجتهم من مواقعهم» (مجلة المنهاج، ص 269).
                احسنت احسنت سيدنا الشهيد وعطر الله مثواك ، ان علماء السوء اساءوا الى الشهيد والى القضيه بصورة عامة اساءة بالغة، وقانا الله شرهم آمين آمين.
                ومن الإدعاءات التي تخالفها الوقائع:
                يقول الشهيد الحكيم ما يلي:
                «قام (الشهيد الصدر) في الوقت نفسه، بالتنسيق مع بعض قيادات العمل المنظم الخاص في التحرك للمواجهة الجهادية من خلال وجهة نظره لموقع المرجعية والعمل المنظم الخاص، حيث تمت الموافقة على أن يسلم العمل المنظم الخاص على مستوى العراق على الأقل بقيادة المرجعية ويرتبط بقرارها السياسي» (المنهاج، ص 270).
                فنقول:
                نعم، نسق الشهيد الصدر مع (حزب الدعوة‌ الاسلامية) في التحرك للمواجهة الجهادية، اما موضوع تسليم العمل للمرجعية فلم يجر حديث به، لأن الأمر واضح، فان كان المقصود بالمرجعية هو نفسه بالذات فالقضية منتهية، لأنه مع الحزب يتشاور معه ويتشارون معه ويتفاهمون حول العمل دائماً.
                واما اذا كان المقصود غيره، فلم يكن بالعراق حينذاك من يتصدى للعمل الجهادي من المراجع، خصوصاً وان السيد الحكيم يقول (العمل الجهادي على مستوى العراق).
                وشيء آخر نقوله:
                ان السيد الحكيم كان مسحوباً من (الحزب) منذ عام 1960، وهذه القضية ـ التي يشير اليها ـ لابد ان تكون في عام 1979، حيث يقول (انها بعد قيام الثورة الاسلامية في ايران و بعد استشهاد آية الله الشيخ المطهري رحمه الله).
                والحصار على الشهيد كان ابتداء من يوم 17رجب / 1399 هـ الى يوم اعتقاله في 4 / 4 / 13980 وهو الذي يحدده.
                اذن متى جرى هذا اللقاء الذي يدعيه السيد الحكيم؟ ولا يمكنه ان يقول ان ذلك تم بينه وبين الشهيد الصدر، لأنه في تلك الفتره لم يكن ممكناً ان يدخل عليه احد.
                وكانت تحصل بين الحكيم والشهيد الصدر اشارات من فوق السطوح بالكتابة على (الصينية) وقطعاً لم يكن كلام الحكيم هذه الاشارات، لأنه يقول في الهامش رقم (58)
                «كما اخبرني (رضوان الله عليه) بذلك شخصياً» (المنهاج ص 289)
                فالقضية هذه التي يدعيها الحكيم مرفوضة بناء على هذا الحساب الذي لا يحتاج الى تعقيد في فهمه وحل رموزه.
                واما الحدث الذي يذكره السيد الحكيم فإنه يغيّر بعض الادعاء:
                يقول السيد الحكيم ما يلي:
                ان الشهيد الصدر
                «قام في الوقت نفسه بالتخطيط للتحرك الاعلامي والسياسي في الخارج، وكتب رسالة في هذا المجال» (المنهاج، ص 289)
                لا تعليق لنا على الرسالة، فربما تكون صحيحة ولكن الكلام من نوع آخر.
                فان السيد الحكيم يكتب في الهامش (59) ما يلي:
                «لقد كلفني الشهيد الصدر بكتابة هذه الرسالة، وقد دونتها ثم عرضتها عليه، وبعد اقرارها من قبله، تمّ ارسالها الى الخارج باسمه بعد ان استنسخها بخط يده، واطلعت على نشرها ـ بعد ذلك ـ في صوت الدعوة، وهي النشرة السرية الخاصة لحزب الدعوة الاسلامية» (المنهاج، ص 289)
                نقول:
                اذا كان الشهيد الصدر قد خرج من الحزب منذ عام 1960 كما يدّعي السيد الحكيم، (وهذه الرسالة تنسجم مع تاريخ 1979 أي بعد نجاح الثورة الاسلامية في ايران اي بعد خروجه من الحزب كما يدعي السيد الحكيم بتسعة عشر عاماً والتي نشرت في النشرة المركزية لحزب الدعوة الاسلامية).
                فكيف ينسجم هذا الكلام مع ما يدعيه السيد الحكيم ان الشهيد كان في خلال تلك الفترة يحاول جاهداً ان لا يبدو أي شيء في علاقته لحزب الدعوة؟
                ولنقرأ ما جاء في الصفحة 261، اذ يقول الشهيد الحكيم رحمه الله تعالى:
                «ومن هنا كان بعض المخلصين من الأمة يقفون من مرجعيته (اي مرجعية الصدر) موقفاً سلبياً متردداً تشوبه الحيرة والارتياب ويطرحون هذا التساؤل: ما هو مدى علاقة الشهيد الصدر بالتنظيم الخاص؟ وما هي طبيعة هذه العلاقة؟
                وعندما يجابون بنفي العلاقة يذكرون الشواهد والأرقام ذات المداليل الظنية الحدسية او شبه الحسية، ومنها هذه الشواهد وهي ان اكثر المرتبطين به وخاصتهم يرتبطون عضوياً بالعمل الخاص» (المنهاج، ص 261)
                وتلك محاولة ‌من المحاولات المتعددة في ان يبعّد الشهيد الصدر عن الانتساب لحزب الدعوة الاسلامية بالمداليل الظنية. وفي اعتقادي ان هؤلاء المخلصين كانوا صادقين في اعتقادهم في ارتباط الشهيد بالحزب لأنهم يمتلكون شواهد كثيرة، ولا شاهد على النفي.
                ونجيب سيدنا الحكيم، فنقول له: ان الفترة طويلة جداً تلك التي يدعيها في خروج الشهيد من الحزب (من عام 1960 الى 1973) ثلاثة عشرة سنة، كانت تعمق العلاقة بالحزب. ولو كان المدّعى صحيحاً لكانت هذه الفترة كافية في سلب الانتساب، وهو على مدّعى السيد الحكيم ان الشهيد الصدر لم ينتسب اكثر من سنتين.
                ثم تبدر من السيد الحكيم بادرة لمنفعة الحزب، لعله لم يقصدها، ولكن الواقع فرضها على لسانه عندما يقول (ان هناك دوافع اخرى في توجيه التهم للشهيد الصدر لأنها ناشئة من التخلف في الرؤية السياسية ومرض القلب).
                ولنتعرف على الامر، ولنقرأ هذه الكلمات:

                «كل هذه الأمور جعلت الشهيد يفكر بشكل اعمق واكثر جدية بأن يتبنّى عملياً ونظرياً الاتجاه الى بناء المرجعية والحوزة العلمية وجهازها واستقلالها، ويعطي ذلك الأولوية في الاهتمام، مع اهتمامه في الوقت نفسه برعاية العمل المنظم الخاص الذي يمكن أن يكون ذا أهمية‌ في بعض المجالات والأعمال» (المنهاج، ص 262)
                فالكلام هذا في اواسط السبعينات، بعد وفاة الامام الحكيم، بل بعد 1974.
                والسيد الشهيد لا يزال الى ذلك التاريخ يرعى حزب الدعوة الاسلامية، في حين ان السيد الحكيم يدعي ويصّر على ادعائه بأن الشهيد الصدر، خرج من الحزب عام 1960.
                ألا نجد في هذا الكلام تناقضاً؟ والسيد الحكيم يقول في ص 234 ان الشهيد الصدر:
                (انتهى به الشك في صحة العمل الحزبي)
                ويقول في ص 235:
                (وعلى هذا الاساس انسحب الشهيد الصدر من تنظيم حزب الدعوة)
                وكان قد قال في الصفحة 227 ان الشهيد الصدر خرج من الحزب (في صيف عام 1380 هـ / 1960 م).
                اذن حسب جدولة الشهيد الحكيم يكون التسلسل هكذا:
                1. يخرج الشهيد الصدر من الحزب عام 1960.
                2. ويبقى يرعى الحزب الى عام 1974.
                في حين ان المدّعى ان خروج الشهيد كان للشك في صحة العمل الحزبي.
                فالتناقض واضح. ثم من الناحية الشرعية، أليس في ذلك حرمة في عمل الشهيد، اذا انه يخرج من الحزب للشبهة الشرعية ولكنه يرعاه ويعاون عليه (انه حلال و حرام في آن واحد).
                ثم أليس فيما يدعيه السيد الحكيم اساءة بالغة للشهيد الصدر بعد موته كما اسيء اليه في حياته؟
                أمن العدل والانصاف ان يساهم الشهيد الصدر في تشكيل حزب الدعوة الاسلامية ويرعاه تلك الرعاية الفائقة ثم تعرض له شبهة في العمل الحزبي، فينسحب وينجو بنفسه من حرمة هذا العمل ولا يأمر اخوانه ومن تورط بالحزب ان ينجوا ايضاً؟
                ولماذا لم يأمر بحل الحزب الذي بدا له بطلانه لئلا يقع الناس في الاشكال الشرعي الذي حرره الشهيد الحكيم؟
                الى غير ذلك من الامور، وهذا غيض من فيض!!

                ثم يكمل هشام حيدر (الوثائقي) :
                http://www.yahosein.com/vb/showpost....&postcount=514
                وبالعودة الى صفحات من تقارير الاجهزة المخابراتية الصدامية نلاحظ ان
                1- مهدي الهاشمي قيادي في منظمة العمل اصلا !
                2- السيد كمال الحيدري كان احد القياديين ايضا في المنظمة !
                3- مع الدور الكبير للمنظمة وهيمنته على قسم حركات التحرر في الحرس الثوري الايراني والقسم العربي لاذاعة طهران وتحكمه وفقا لذلك بالحركات العراقية الاخرى وتنسيقه مع المخابرات الليبية وعلاقته بمكتب منتظري.....نلاحظ قلة عدد كوادره بشكل مريب لايتناسب مع دور المنظمة انذاك !!!
                كما نلاحظ وجود تمويل كويتي للمنظمة او باسم الشيرازيين لازال قائما حتى اليوم !
                وكان من المتوقع ان تهيمن المنظمة بشكل كبير لو ان الامور الت الى منتظري كما نصت الوصية الاولى للامام الخميني !!
                4- محمد تقي المدرسي يمثل الخط الليبي داخل المنظمة !
                والسيد كمال الحيدري ينشق عنها ويفضح علاقتها بليبيا !!
                أقول ألا تجدون محاولات (رخيصة) في كل ما يقوله ويدعيه ويتهم به هشام حيدر غيره!!!
                ألا تجدون بالاعتماد على وثائق (المخابرات) حنينا الى (الاسياد)!!!
                يا ترى مستوى هكذا كتابات (رخيصة) تستحق (القراءة) فضلا على (التفنيد) والنقض؟؟؟!!!
                وقد رأينا في قضية (الخاقاني) التي زايد عليها الكاتب (الفضائح) والتي لم نكملها بعد وأوكلناها الى حين ان شاء الله تعالى!!!

                خلاصة كل ما يطرحه هشام حيدر التالي:
                كل من :
                1 ـ حزب الدعوة الاسلامية بكل رموزه وشخصياته وشهدائه!! في التاريخ والحاضر!! وبكل فرقه وانشقاقاته!!!
                2 ـ رموز الدعوة المستقيلين: آية الله العظمى السيد كاظم الحائري!! ، والشيخ محمد مهدي الآصفي!! والشيخ علي الكوراني!!! وغيرهم.
                3 ـ الشيرازية: آية الله العظمى السيد محمد الشيرازي!!! ، وآية الله العظمى السيد صادق الشيرازي!!! آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي!!!
                4 ـ المستقلين: آية الله السيد كمال الحيدري!! ، والشيخ محمد رضا النعماني!!!
                5 ـ الاحزاب الاسلامية السنية : حزب التحرير!! ، وحركة الاخوان المسلمين!!!
                6 ـ الاحزاب والحركات الاسلامية الشيعية : حزب الله !!! وحركة أمل !!! ومنظمة العمل!!!
                7 ـ رموز تلك الحركات: الشيخ محمد مهدي شمس الدين!!، الاستاذ نبيه بري (رئيس حركة امل)!! ، السيد حسن نصر الله !!! ، الشيخ عبدالامير قبلان (نائب رئيس المجلس الشيعي)!!!
                7 ـ الثورة الاسلامية في ايران!!، وثورة الشعب في البحرين!!
                8 ـ الدولة العراقية الحالية بكل رموزها ومنهم المرتبطين طبعا بحزب الدعوة!!!
                9 ـ طلاب الحوزة العلمية وعلمائهم ومراجعهم : السيد الصرخي!! ، الشيخ اليعقوبي!! ، مقتدى الصدر!! ، وعلى رأس القائمة السيد فضل الله!!!
                10 ـ كل من غرر به واتبع رضوان الله حسب اعتقاده لكنه فاسد بنظر الكاتب لانه اتخذ من حزب الدعوة حزبا ينقاد له ومنهم طلبة الجامعات والمثقفين والعمال وغرهم!!!
                وفوقهم كلهم سيدهم الامام الشهيد محمد باقر الصدر والشهيد الثاني محمد محمد صادق الصدر ومن قبلهم الامام موسى الصدر!!!
                كل من ذكرناه أعلاه (عملاء) ولديهم (سذاجة) واصحاب فكر (التقاطي) وغير مولودين من (اب) و(منحرفين) و(ماسونيين) و(دجالين) و(فاسقين) و(مدعين) و وليسو بـ(شيعة) وو!!!!
                كل اولئك عقد لفرد فرد منهم هشام حيدر هنا في (الوثائقية) وفي كل كتاباته (الطعن) و(السب) و(الشتم) و(الغمز) و(اللمز) وووو...

                اما من بقي من غير هؤلاء فئة قليلة تتلخص كلها بمن مثلا!!!
                ارجعوا وراجعوا وتبينوا واعرفوا مستوى الضحالة التي اغرقنا بها الكاتب ومنهج الاعورار الذي اصاب قلم الادعياء المتستر خلف غطاء (المراجع) و(حواشيهم) !!!
                وبعد هذه المطولة التي كان يمكن اختصار الرد عليها بكلمة للمرجع السيد محمد صادق الروحاني حيث يقول بإستفتاء وجه له هنا في موقع يا حسين وننقله بيانا للحقيقة:

                الموضوع : طلبة العلوم الدينية وطلب الدنيا
                العضو السائل : حسين علي
                رقم السؤال : 43

                السؤال :

                يتكرر اليوم رؤية بعض طلبة العلوم الدينية وهم يبحثون عن الجاه والبيت العالي وغيره من زخارف الدنيا التي لم نكن نراها في طالب العلم من قبل .
                هذه الصورة بدأت تعطي انطباعا لدى عامة الناس بان بعض طلبة العلوم الدينية لا يختلفون عن الاخرين من حيث طلب الدنيا وغيره .
                فما رأيكم في هذا ؟

                الجواب :
                بسمه جلّت اسماؤه

                لا إشكال ولا كلام في أن كل طلبة العلوم ليسوا على ما يتوقع منهم، ولكن فساد كلهم فضلاً عن بعضهم لا يوجب خللاً في الدين وفي عقائد المسلمين، ولذلك فعلى كل مسلم أن يعمل بوظيفته ويجعل من العلماء العاملين قدوة له دون كل من تلبس بلباس العلماء، بل يوجد في العلماء من غرته زخارف الدنيا وانحرف عن مصير الصراط المستقيم، وقد دلت النصوص على لزوم التحرز عن أمثال هذه العلماء، ويعبر عنهم في الأخبار بعلماء السوء.

                الخامس من جمادى الاولى لعام 1423
                محمد صادق الحسيني الروحاني
                وقد رأينا علماء السوء من امثال الخاقاني وأشباهه من هم وكيف هم والى ماذا هم صائرون!!!

                ولنختم الحديث بكلام سليلة الطاهرين لا المدلسين المعورين المغرضين!!!

                تعليق


                • الشهيد الصدر والمرجعية


                  وجع الصدر ومن وراء الصدر أم جعفر، ص: 192

                  الشهيد الصدر والمرجعية الرشيدة

                  في عام 1970 م اختار الله جل وعلا، الإمام المرجع السيد الحكيم إلى جواره. ولفّ الحزن، وأوشحة السواد خواصر العراق والبلاد الإسلامية المحيطة. وكانت مرجعية الإمام الحكيم صمّام أمان للأمة والوطن. ذوداً عن حريم الدين، وراية وحدة للأمة. وركنا شديداً يأوي إليه كل المصلحين، وطلّاب التغيير والبناء والإصلاح. في ظلِّه (قدس سره) لم تتجرأ سلطة حاقدة على الجأر بصراحة بمعاداة حركة دينية، أو شعيرة مذهبية أو حرب على المتدينين صريحة وجماعية، نعم كانت السلطات الجائرة تفعل بعض ذلك، بعناوين مختلفة وأكاذيب مختلقة، تسرِّجها على الشعب والناس. تطلقها هنا وهناك. لكن هيهات لها أن تعلن عن أهدافها بصراحة. إلّا أنّه في السنة الأخيرة من حياة السيد المرجع الحكيم، تعرضت مرجعيته لمحاولات يائسة من قبل النظام البعثي، لأجل هزِّ هيبتها والنيل من حرمتها. فكان للسيد الشهيد موقف علوي‏
                  __________________________________________________
                  (1) يمكن معرفة التفصيل عن هذا الحديث بالرجوع إلى كتاب (سنوات المحنة وأيام الحصار) للشيخ النعماني.

                  وجع الصدر ومن وراء الصدر أم جعفر، ص: 193

                  حيدري متميّز، قام به وحده، في حين نكص الآخرون عن فعل شي‏ء يذكر، عدا مجرّد الدعاء والصلاة.
                  ففي عام 1969 م وُجِّهت تهمة خطيرة للمرحوم" السيد مهدي" نجل الإمام الحكيم من قِبل أجهزة السلطة المعادية للإسلام بالتجسس والعمالة للأجنبي .. والشهيد السيد مهدي كان يمثل ركناً أساسياً لفاعلية مرجعية والده وتحركها ونشاطها واكتسابها ذلك البعد الشعبي الكبير وتجذرها في أعماق الجماهير. فعلم الشهيد الصدر آنذاك بعزم السلطة على تحطيم تلك الدِّعامة الأساسية للمرجعية وهزِّ ثقة الناس في الحوزة والعلماء بتوجيه تهمة التجسس إلى المرحوم السيد مهدي. فشارك سيدنا الشهيد بفعالية وتنسيق مع مرجعية الإمام الحكيم (رحمه الله)، لإقامة مهرجان كبير، واجتماع جماهيري حاشد، يعبِّر عن مستوى تغلغل المرجعية الدينية، وامتدادها في أوساط الأمة وقوتها وتجذرها. وخطّط لمحاصرة مكر الطغاة بجعل السيد مهدي هو الذي يلقي كلمة المرجعية، حتى يعطيه ذلك البعد الجماهيري المطلوب، ويسقط بذلك سلاح الشيطان من يده. وحصل الاجتماع في الصحن العلوي الشريف، وكان حاشداً مهيباً، ضم كل طبقات المجتمع العراقي وفئاته. وعبّرت الجماهير باجتماعها ذاك عن موقفها ودعمها الواضح والتام للمرجعية الدينية الرشيدة.
                  وكان من شأن ذلك الحشد الذي عُدَّ من أكبر التظاهرات الشعبية في العراق آنذاك، أن يحذِّر السلطة، ويردعها عن تنفيذ جريمتها، إلّا أن‏

                  وجع الصدر ومن وراء الصدر أم جعفر، ص: 194

                  المخطط كان كبيراً ومدعوماً من الخارج، وكانت تلك الجريمة أولى حلقاته.
                  فإنه بعد تلك التظاهرة، حاصرت السلطة بأزلامها، بيت السيد الإمام الحكيم، ومنعت من الدخول إليه والخروج منه. وامتنع بالفعل عن ذلك حتى أقرب المقربين، خوفاً من غضب السلطة الجائرة وبطشها.
                  وهنا كان للسيد الشهيد موقفه البطولي الخالد، فقد كسر الحصار، وكان أول داخل على الإمام الحكيم. وكان يعلم أنه يعرض بذلك، حياته لخطر كبير، خاصة وأن خصمه هو سلطة حزب البعث المعروف بدمويته وتوحشه. ولكنه لم يأبه لذلك كلِّه. فقد حقق ما كان يراه تكليفاً شرعياً.
                  تلك الحادثة المشهودة، ودور الشهيد الواضح فيها، كانت أول إسفين دقه السيد الشهيد، لتحديد أو لخلق نوعية العلاقة التي ستربط بل ستفصل بينه وبين سلطة الشر مستقبلًا.
                  من بعد تلك الحادثة فكّر الشهيد في ضرورة خرق الحصار والتكتيم الإعلامي الذي فرضته السلطات لطمس أي معلومة عما يجري في العراق، وبالتحديد في حاضرة الحوزة العلمية: النجف الاشرف وزعامتها الدينية المجاهدة. ولذلك عزم (رحمه الله) على السفر إلى لبنان، نافذة العالم العربي على الدنيا بأسرها .. وهكذا سافرنا إلى لبنان، حيث يوجد كثير من تلامذته وأصدقائه هناك، بل كان هناك" صدرنا" المجاهد الآخر، وهو شقيقي (أبوصدري) : الإمام السيد موسى. ولقد كان الهدف من هذه الرحلة، إيصال صوت الحق والمرجعية الرشيدة إلى أسماع العالم في‏

                  وجع الصدر ومن وراء الصدر أم جعفر، ص: 195

                  خارج العراق.
                  وبعد وصولنا، اجتمع الشهيد مع الإمام السيد موسى، ومعه جماعة كبيرة من العلماء، ورجال الدين الذين أصدروا على أثر ذلك بيانا استنكاريا ضد ما يجري في النجف، يستنهضون فيه زعماء العالم العربي والمسلمين والهيئات الدولية، ويناشدون العالم للتدخل ومعالجة الأوضاع السيئة هناك.
                  وقد قام الإمام السيد موسى باعتباره" رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى" بإرسال برقيات إلى جميع رؤساء وزعماء الدول العربية والإسلامية باسم المجلس في لبنان، يوضح لهم فيها ما جرى في العراق من محن وإحن، ويستصرخهم فيها لنصرة المظلومين. وقد تجاوب معه بعضهم، وأجابه على برقيته، كالرئيس جمال عبدالناصر والملك السعودي فيصل، والرئيس اليمني الأرياني.
                  ومن الأنشطة التي جرت في لبنان لتأليب الرأي العام خارج العراق، أن وُزِّعت بيانات على الصحف تفضح النظام البعثي، وملصقات جدارية، تشرح الأوضاع في العراق. ولقد نقل لي السيد الشهيد: أن السفارة العراقية في بيروت بذلت جهوداً كبيرة من خلال اتصالاتها مع الصحف والمراكز الإعلامية، لكي لا تتفاعل مع الموضوع. وقام أركان السفارة بتحركات محمومة، في سبيل المراوغة وتشويه الحقائق ومحاولة التستر والتغطية، في نشاط مضاد لما قمنا به من إجراءات لفضح النظام.
                  هذا من جانب السيد الشهيد وجهاده وجهوده لنصرة دينه وشعبه.

                  وجع الصدر ومن وراء الصدر أم جعفر، ص: 196

                  وأما أنا فكنت أخوض جهاداً على صعيد آخر. ...
                  .
                  بعد سفر العودة إلى العراق، هناك شعر الشهيد أنه حقق انتصاراً جزئياً، ووُفِّق لتمزيق الستار الحديدي، الذي كان مفروضاً على المرجعية، المتمثلة في الإمام الحكيم. الأمر الذي أربك برامج السلطة الغاشمة وأفشل جهودها الشيطانية، ومما أدّى إلى انفراج نسبي في أوضاع النجف والمرجعية. وزاد الشهيد قرباً والتصاقاً بالسيد الإمام الحكيم، على أن السيد المرجع الحكيم، كان يكنّ للسيد الشهيد مشاعر حميمية خاصة، ويبدي أبوة ورعاية متميزة، وخصوصاً لما كان يراه فيه من تميُّز ويأمل فيه من خير للدين وللعراق والأمة. والشهيد من جهته كان يرى في الإمام الحكيم ذلك الرجل القائد الشجاع، والفقيه الواعي‏

                  وجع الصدر ومن وراء الصدر أم جعفر، ص: 197

                  المسؤول. فجنّد الشهيد كل طاقاته وجهوده وتلامذته لدعم هذه المرجعية الرشيدة. والدفاع عنها، والاستماتة في سبيل عزتها، لأنها عزة للإسلام والبلاد والعباد. وكان يثق في تشخيص السيد الحكيم للأوضاع، وتوصيفه للأحداث، ويستجيب لأطروحاته، ويتفاعل مع رأيه في الشؤون العامة. ومن ذلك مثلًا: أن الإمام الحكيم، عندما طُرح عليه موضوع حزب الدعوة الإسلامية، كان من رأي السيد الحكيم وجوب بقاء النشاط الإسلامي الجهادي قائما، مع أهمية ابتعاد العلماء المعروفين وطلاب الحوزة عن صفوف التنظيم، لما في انخراطهم مع الآخرين في الصفوف التنظيمية، من ضرر يعود على الحوزة العلمية بشكل كبير. ولقد أرسل الإمام الحكيم إلى الشهيد من يبلِّغه برأيه ذاك. فتقبّل الشهيد موقف المرجعية، وأرسل بدوره إلى قيادة الحزب من يبلِّغهم بضرورة الفصل بين رجال ونشاطات حزب الدعوة الإسلامية، وبين رجال العلم والحوزة العلمية، وأكد ضرورة بقاء التنظيم، وأهمية استمرار العمل الحزبي الجهادي، وأنّه استجابة لمقتضيات الظروف والأوضاع التي شخصها الإمام المرجع، فقد قرر هو (الشهيد) أن يبقى بمعزل ومنأى عن صفوف التنظيم: باعتبار أن شخصية الفقيه المجتهد يجب أن تكون أرفع وأعلى من أن تتأطّر بإطار أو أن تنتمي إلى جهة أو اسم معين، لأن الفقيه أب للجميع وراعٍ للجميع.
                  لا أدري: هل أنّ الأوضاع والأحداث كانت ستتخذ منحىً آخر أقل بؤساً وشقاءً، لو بقي الإمام الحكيم حياً على ظهر الأرض فترة أطول؟ أم‏

                  وجع الصدر ومن وراء الصدر أم جعفر، ص: 198

                  أنه قدر كان مكتوباً على كل حال، والمهم أن الزمن لم يطل بعد تلك الأحداث المؤلمة التي مرّ ذكرها. فما هي إلّا شهور معدودات، إلّا ونفاجأ صبيحة أحد الأيام «1» بالصيحة تعلو، والشوارع تغلي ضاجّة في بكاء ونحيب و افتجاع، فقد رحل الإمام في وقت أحوج ما تكون البلاد والعباد بحاجة إلى رجل مثله .. أدى الأمانة وعرج إلى ربٍ كريم وتركنا لهمها وغمها، نواجه أيامنا نبحث عن خلف .. يحمل أمانة الأنبياء بكل شجاعة كما كان السيد الإمام الحكيم. وفقد الشهيد بذلك خير أب وسندٍ له وللحركة الإسلامية والجهادية في تلك الأرض الحزينة.
                  وتعددت من بعد الإمام الحكيم، مراكز الزعامة الدينية، وتعددت بيوت المرجعية، ففقدت ذلك الوهج السابق بكل أبعاده الإيجابية. صحيح أن للتعدية إيجابيات أيضاً. ولكن بشرط أن يؤدي المجموع دور القائد الواحد «الحكيم»، وبنفس القوة الشعبية المتغلغلة، ثم بشرط أن يحمل المجموع، نفس الآلام والآمال و الطموحات والهموم الشعبية التي كانت القيادة الحكيمة الموحدة تعكسها، وتناضل من أجلها، بتلك الشجاعة وبذلك الإصرار. وبذلك النَفس الجهادي الدءوب. وهذه بعض المعالم الكبرى للمرجعية الرشيدة التي كان السيد الشهيد يدعو إليها، ويدعمها، فإذ رأى السيد الشهيد تلك البيوتات العلمية المتعددة على عراقتها وعظمة شأنها علمياً وروحياً وأخلاقياً وشعبياً أيضاً، إلّا أنها لم تعد تسدُّ فراغ القائد الموحَّد الحكيم. فإن الشهيد، الذي كان أعظم طاقة
                  __________________________________________________
                  (1) وقع ذلك في صبيحة يوم 27 ربيع الأول عام 1390 هـ / 1970 م.

                  وجع الصدر ومن وراء الصدر أم جعفر، ص: 199

                  محركة للجهد الإسلامي ككل، بالتنسيق والاستناد إلى مرجعية السيد الراحل الحكيم، اضطر أمام ذلك الوضع الجديد أن يتصدّى بنفسه لبعض مسؤوليات المرجعية الرشيدة.
                  وشيئاً فشيئاً، رأى كثير من المؤمنين والمجاهدين والمتحركين من أبناء وأتباع الحوزة العلمية أو من سائر الفئات الاجتماعية الأخرى، لزام أن يعتمدوا كلية على الرجوع إلى الإمام السيد آية الله العظمى محمد باقر الصدر، باعتباره يمثل الأمل الكبير لقيادة الأمة بكل فئاتها وتوجهاتها، وليس الحوزة وحدها فقط، في ظل مفهومه الذي كان يطرحه ويمارسه عن المرجعية الرشيدة. وصار السيد المرجع الصدر يوالي طرح أفكاره التجديدية أو يؤكد على ضرورة التغيير على صعيد الحوزة والمجتمع.
                  كان يعتقد أن من أهم أسباب عدم اقتدار الحوزة في مقابل مخططات الشياطين الحاكمة ومؤامراتهم وكيدهم للدين والأمة، هو عدم قدرة الحوزة على التجديد والتجدد، وعدم الرغبة في الانعتاق عن الأساليب والمناهج التي عمّرت قرونا متطاولة، وأبناؤها يلوكون نفس المناهج والمقررات، ويدورون في نفس الحلقات، ويتخلقون بنفس السلوكيات ويحملون نفس المفاهيم الاجتماعية والنظرات الاجتهادية في العمل الإجتماعي والعلاقة مع السلطة وجميع الجدليات الفكرية الجديدة.
                  كان يعتقد بكل ذلك، بجانب إيمانه العميق بوجود الجوانب الإجابية

                  وجع الصدر ومن وراء الصدر أم جعفر، ص: 200

                  العظيمة التي تختزنها هذه المؤسسة الدينية العريقة، والذخائر العلمية والروحية والفكرية الثرة التي لا تزال الحوزة تتحف بها أجيال الأمة، في ماضيها وحاضرها. ولكن مع ذلك كان يؤمن (رحمه الله) بأنه يجب التحرك لإصلاح ما يجب إصلاحه في مناهج الطرح والتلقي وأساليب التدريس ووسائل التعليم، وطرقه وأساليب المعيشة في أوساط الحوزة العلمية.
                  لقد كانت له أفكار وبرامج طموحة لخدمة منتسبي الحوزة من رؤساء ومرؤوسين، من أساتذة وطلاب. لم يكن عنده مقبولًا أن تكون أروقة الحوزة ملجأً ومأوى لكل نطيحة ومتردية من أفراد الناس. فتتلقى صفوف الدراسة فيها سنوياً، عدداً من الكسالى والفاشلين في حياتهم، ليتسلقوا أكتاف الناس، ويكونوا عالة على المجتمع.
                  كان يطمح لجعل الحوزة ميادين علم وورش عمل لصنع حضارة أخلاقية وعلمية جديدة، في خضم هذا البحر المادّي الهائج .. فكان حريصاً على توفير الأجواء الكفيلة باستقطاب أفضل طاقات الأمة وشبابها.
                  كان يقول: أن ليس ميادين الطب والهندسة وسائر العلوم المدنية، بأولى من ميادين وساحات ورثة الأنبياء وأمناء الرسل، ومنصة خلافة الله في الأرض، بتلك الطاقات والعقول المبدعة والخبرات المتفتقة.
                  إن بيد أركان الحوزة العلمية من المقدّرات والإمكانات المادية والمعنوية إذا ما استُفيد منها بتخطيط سليم، وذكاء وتوازن ما يؤهل هذه الحوزة لصنع جيوش من المفكرين والمبدعين والقادة الهداة.

                  وجع الصدر ومن وراء الصدر أم جعفر، ص: 201

                  كان عازماً على بناء مدن سكنية، وجامعات علمية ومراكز فكرية ومؤسسات إعلامية كبيرة، كلها تحت لواء الحوزة وزعاماتها الروحية.
                  ولكن أنّى لمثل تلك القيم المخلَصة الجديدة أن تقتلع تراثا، تعاقبت أجيال على تقبله واعتناقه والإلتزام به، حتى صار مقدساً قداسة السماء؟
                  نعم، إنها حقيقة مرة، واجهها الشهيد وعانى من أجلها عقبات ومرارات متتالية، لم يكن آخرها استشهاده على يد أبغض خلق الله إليه.

                  تعليق


                  • الشهيد الصدر الممتحن

                    وجع الصدر ومن وراء الصدر أم جعفر، ص: 202

                    الشهيد الممتحن‏


                    لم تكن العقبات التي واجهت الشهيد والصدود الذي لاقاه والحرب التي شُنّت ضده، مقتصرة على جبهة واحدة، ولا كانت تُشنُّ من جهة واحدة .. لهان الخطب إذن لو كانت كذلك .. إلا أن قدر السيد الشهيد حتم عليه أن يبتلى بزمن لا يفهمه، وبيئة تقصر عن النهوض إلى ما كان يطمح إليه. لاشك أنه كان سابقاً لزمانه .. ولقد غصّت هذه الدنيا الضيقة بلقمة إسمها السيد الشهيد الصدر. ولو كان الأمر مقتصراً على معاداة السلطة الغاشمة لهان. ولكن الأنكى من ذلك أن يتلقى ما لم يكن يتوقعه من قبل مَن أحرق (الشهيد) شمعة حياته لأجل عزهم ومستقبلهم وعظمة دينهم وصلاح دنياهم.
                    إن لمحنة السيد الشهيد حديث مُرّ يطول. والحقيقة التي أعلنها هنا أن كتاب «سنوات المحنة» للشيخ النعماني أماط اللثام عن جزء من وجوه المعاناة التي عاشها سيدنا الصدر الشهيد وأهل بيته وليست كل الحقيقة. فما كان يجري من معاناة لهو أمر أمرُّ من أن يستمرأ. وأكبر من أن يقال أو ينشر. لكني أريد هنا أن أتكلم من داخل بيته، عما حلّ به وبعائلته من ظلامات لايعلم بها إلّا الله.

                    وجع الصدر ومن وراء الصدر أم جعفر، ص: 203

                    فمنذ العام 1968 م حيث حلّ الشؤم على جبين العراق بانقلاب البعث واغتصابهم السلطة وتمكنهم من رقبة الأمة .. عَرف السيد الشهيد بنظره الثاقب أن الحقبة القادمة ستحفل بأعاصير هوجاء. تحمل في باطن دواماتها كل ويل للعراق من آثارها المدمرة.
                    في الحقيقة كنت أعجب من السيد الشهيد عندما كان يدور الكلام معه حول النظام الذي تسلم السلطة فقد كان شديد التشاؤم من مستقبل العراق تحت حراب هؤلاء .. لقد كان يؤكد على حقيقة رجال النظام وخاصة صدَّامهم الصنم الماحق. وأن هؤلاء حفنة من الحفاة اللصوص .. وقد سُلِّم العراق فريسة بين أيديهم، نتيجة مخطط أعدت تفاصيله من وراء المحيطات.
                    ومن خلالهم فرض على العراق أسوء وأخطر وأشرس نظام سياسي على الإطلاق في التاريخ المعاصر. هكذا كان قد رأى السيد الشهيد، والحق أنّا رأينا كيف استعجل هذا النظام سريعاً إنزال الضربات القاصمة بأهم مرتكزات العزة والقداسة في العراق: الزعامة الدينية ومجاهدي الشعب العراقي المظلوم .. فالشهيد عرفهم من بدايتهم والواقع صدّق ما كان يُحذِّر منه ويؤكد عليه.
                    وفي المقابل صار النظام أيضاً يدرس جميع مكونات القوة الحقيقية لدى الطرف الذي يقف في مقابله.
                    لقد عرف أركان النظام، بما أوتوا من وسائل دعم وخبرة من قبل أسيادهم، عرفوا أن ليس قوى اليسار بمختلف فئاتهم، ولا تكتلات الوطنيين الليبراليين، على اختلاف طبقاتهم، ممن يمكن أن يشكلوا

                    وجع الصدر ومن وراء الصدر أم جعفر، ص: 204

                    مكامن خطر يحسب لها حساب، فأولئك ما كانوا إلّا كأحجارٍ تناثرت، ورُفعت من الطريق بكل يسر. وإنما القوة كل القوة والمنعة، وجدوها تكمن في المارد الإسلامي الذي استعمر «1» النجف الأشرف أم القرى وما حولها. ولذلك رأينا أن أقوى الضربات قد أنزلت على النجف لهدِّ كيان المرجعية، من أجل تفتيت صفوف الأمة الموالية لها واستسلام جميع القوى من ورائها حتى الإنهيار. ولذلك تصدّى الشهيد كما تقدم للدفاع عنها إلى الأخير، بكل ما استطاع أن يتسلح به ويناله من إرث الأنبياء.
                    وبتلك المواقف الصدرية العظيمة، عرفت السلطة الغاشمة أن مكمن الخطر .. كل الخطر في هذا الرجل الفريد. ومن حينذاك فتح الملف الأمنيُّ الأخطر، في عراق البعث. وابتدأ الصراع. لقد اتخذت المواجهة بين الشهيد والسلطة الغاشمة مظاهر متعددة، لست في صدد تعدادها، فهي كثيرة ومتنوعة من حرب نفسية بسلاح الشائعات إلى التهديدات المتلاحقة، إلى تأليب الغافلين والمضَلَّلين، إلى الاستفادة من النقود اللاذعة من قبل الحاسدين .. الخ .. الخ وصولًا إلى تنفيذ انتهاكات خطيرة بحق المقام المقدس لكبار العلماء والمراجع، ما كان ليتجرؤوا على الإقدام عليها، لولا التخاذل والرعب الذي كان يهيمن على نفوس الكثيرين، فيسكتون في كل مرة وفي كل مفردة، والطاغوت يزيد ويتشجع ويتجبر بلا رادع. وهكذا تجرأ على اعتساف سلسلة من‏
                    __________________________________________________
                    (1) استقاءً من قوله تعالى: (هُوَ أَنشَأَكُم مّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا).

                    وجع الصدر ومن وراء الصدر أم جعفر، ص: 205

                    الاعتقالات الوحشية فرضها على السيد الشهيد على فترات متفرقة. فلقد تعرض قدس الله نفسه للاعتقال أربع مرات، كان آخرها المرة التي استشهد فيها ولاقى فيها ربّه.
                    وأوّل جرائم الاعتقال تلك فرضت عليه عندما كان مرة «1» راقداً في مستشفى النجف، ليخضع للعلاج على أثر دواء تناوله بالخطأ مما عرّضه لتسمم ادخل لأجله المستشفى عدة ليال وفي ليلة من تلك الليالي البائسة، داهم رجال أمن الطاغية الدار، يسألون عنه، فلما أجبتهم بأنه في المستشفى، ولأنهم لا يتمتعون بأيٍّ من الشيم الإنسانية النبيلة، لذلك لم يرتدعوا عن التوجه إلى المستشفى وتطويقها، وفرض الحصار عليها. وبالذات على الغرفة التي رقد فيها الشهيد مريضاً.
                    هنا أأذن لنفسي أن أتوقف قليلًا، لأسرد لكم شيئاً من ذاكرتي، عن تلك المستشفى المعتقل والشهيد الراقد فيها، تحت حراب العسكر. فلقد ذهبت إليه في أول زيارة له في غرفة العناية بالمستشفى، ترافقني الشهيدة بنت الهدى، فوجدته في غرفة كأنها خربة، قد تراكم التراب، في كل مكان من زواياها وعلى جدرانها، وتلطخت جوانبها بأشكال من البقع والأوساخ، وسرير متهالك قد فُرش عليه فراش متهتك ومتسخ. فلم أتحمل تلك المناظر الكريهة والحالة السيئة. فشمّرت عن ساعديّ، وشرعت أنظف الغرفة، زاوية زاوية، وقطعة قطعة .. كنساً وتغسيلًا، وتنظيفاً، حتى عاد كل شي‏ء فيها يلمع بريقاً.
                    __________________________________________________
                    (1) حدث ذلك في شهر رجب من عام 1392 هـ

                    وجع الصدر ومن وراء الصدر أم جعفر، ص: 206

                    فالتفت إليّ الشهيد وتبسم ضاحكاً منتشياً لتصرُّفي، وهو يقول: الله أكبر .. من مثلي له زوجة تحرص على راحته ونظافته حتى في معتقله.
                    وخافت سُلطات البعث من أن ينتشر خبر وجوده في المستشفى تحت حرابهم، فنقلوه مكبّلًا بالأغلال رغم مرضه، إلى مستشفى الكوفة، لكي يكون أبعد عن أعين الناس، وليكون أكثر عزلة، حيث يوجد هناك قسم خاص للمعتقلين في المستشفى. وبعد مدة مضت على هاتيك الشاكلة أرجعوه مرة أخرى معتقلًا إلى مستشفى النجف، ليطلق سراحه منها أخيراً.
                    وعاود الجلاوزة اعتقاله في عام 1977 م الموافق لـ 1397 هـ، حيث كانت انتفاضة «صفر» المظفرة قد أقضّت مضاجع الكافرين. وكان اتهام السلطة المجرمة الذي وجّهته إلى الشهيد آنذاك، أنّه هو الذي كان وراء كل ما حصل من أحداث .. وبعد ذلك اطلق سراح الشهيد سريعاً، ولعلّ ذلك كان بسبب الخوف من أن تزداد الساحة اضطراماً ضد السلطة.
                    ومرّت سنتان ونيف. قبل اعتقاله الثالث .. فكانت تلك السنتان أشبه بهدنة مضطربة بين جبهة الشهيد وبين سلطة الشرّ الصدامي، سادها التوتر والترقب والحذر.
                    وتسنّى لنا في هذه الفترة وبالتحديد في شهر رجب / 1398 هـ أن نحظى بعمرة أخرى لبيت الله الحرام مع الشهيد .. فقد جمع كل أفراد العائلة وأبلغنا برغبته في أداء العمرة وزيارة النبي (ع) والأئمة الأطهار (ع)، وأنّه يريدنا جميعاً لمرافقته بما في ذلك المرحومة أمّه، رغم كبر سنّها وثقلها، والمرحومة أخته الشهيدة بنت الهدى. وقد اصطحبنا

                    وجع الصدر ومن وراء الصدر أم جعفر، ص: 207

                    معنا ابنتنا الكبرى المتزوجة من ابن عمّها السيد حسين الصدر «1» مع جميع الأطفال، وكان في معيّتنا أيضاً الشيخ محمد رضا النعماني، وكذلك سماحة آية الله السيد محمود الهاشمي الشاهرودي «2» مع عائلته.
                    فسافرنا جميعاً قاصدين بيت الله الحرام عن طريق الجو، وأجهزة الحقد تحصي علينا خطواتنا، بل تعدّ أنفاسنا. وحللنا في الديار المقدسة «3»، ورجال أمن البعث أمامنا ومن خلفنا، يتابعوننا أولًا بأول، وبشكل صريح وبلا أي مواربة، حتى أننا عندما أقمنا في فندق، استأجروا غرفاً لهم تقابل غرفنا، ومنهم من كان ينتظر عند المداخل لمراقبة أي تحرك دخولًا أو خروجاً. وحتى الشهيدة بنت الهدى، استأجروا غرفة في مقابل غرفتها لامرأة منهم مكلفة برصد ومراقبة الشهيدة، ولم يتركونا، إلّا عند رجوعنا إلى الوطن .. السجن الكبير.
                    وفي 16 رجب من العام 1399 هـ بعيد انتصار الثورة الاسلامية في إيران، تعرض الشهيد للاعتقال مرة ثالثة، وكانت الأجواء السياسية متوترة في داخل العراق والمنطقة من حوله. في تلك الفترة استطاع الطاغوت أن‏
                    __________________________________________________
                    (1) هي البنت الوحيدة التي تزوّجت في حياة أبيها الشهيد، وتولّى هو بنفسه عقد قرانها.
                    (2) وهو من أبرز تلامذة الشهيد .. ويشغل الآن مسؤولية رئاسة السلطة القضائية في الجمهورية الاسلامية
                    (3) كان الشهيد الصدر قد خطّط للالتقاء والاجتماع بسماحة الإمام السيد موسى في رحاب بيت الله، للتباحث معه والتنسيق فيما يمكن القيام به في تلك الفترة لتفعيل الأنشطة الجهادية ضد نظام البعث في الخارج. ولكن الشهيد غيّر خطّته بعدملاحظة تلك الإجراءات الأمنية المشدّدة وأرسل إلى سماحة السيد موسى بألّا يحضر. والمعروف أن سماحة الإمام السيد موسى قد اختُطف وغيِّب بعيد تلك الفترة بقليل.

                    وجع الصدر ومن وراء الصدر أم جعفر، ص: 208

                    يكمِّم الأفواه، ويسكت أي صرخة تنطلق من أي حنجرة ثائرة، بعد وجبات الإعدام المتتالية والجماعية لخيرة أبناء العراق. إلّا السيد الشهيد لم يقدر الطاغوت على إخافته ودفعه ليلتزم الصمت الحرام، مما دفع بالسلطات الجائرة لاتخاذ قرار جديد باعتقاله لإسكاته ووأد أقوى وآخر صوت بقي يقاومهم ويفضحهم، دون أي اكتراث منه لطاحونة إرهابهم .. فأقدموا على جريمة محاصرة البيت واقتياد سماحته تحت الحراب، وأخذوه معهم إلى حيث مركباتهم تنتظر.
                    وهناك انبرت توأم روحه: الشهيدة بنت الهدى وخرجت عليهم في سيماء زينب وحيدريّة علي (ع) فوقفت أمام أقزامهم خارج الدار تعنِّفهم وتوبِّخهم بكلمات بليغة، فأقامت بذلك عليهم الحجة، وعلى من سمعها من الناس. ثم انتظرت ريثما يقترب وقت الصلاة المفروضة لتضمن اجتماع أكبر عدد من الناس في الحرم العلويِّ الشريف، وعندئذ خرجت وحدها حتى وقفت بكل صلابة وجرأة في صحن الحرم المبارك ونادت بأعلى صوتها معرفة بنفسها قائلة: «الظليمة .. الظليمة يا جدّاه يا أمير المؤمنين ها هم قد اعتقلوا ولدك الصدر. يا جدّاه يا أمير المؤمنين: إني أشكو إلى الله وإليك ما يجري ويوقع علينا من ظلم واضطهاد». ثم توجهت إلى الناس ونادت فيهم، كأنّ لبؤة تزأر من عرينها فقالت: «يا أيها العراقيون الشرفاء .. هل تسكتون، وإمامكم يقتاد للسجون ويعذّب؟ ماذا ستقولون غداً لجدِّنا أمير المؤمنين؟ إن سألكم عن سكوتكم وتخاذلكم؟، اخرجوا وتظاهروا واحتجوا».

                    وجع الصدر ومن وراء الصدر أم جعفر، ص: 209

                    كانت السلطة عازمة في هذه المرة على إدامة اعتقال الشهيد، وتهيئة الأمر للتخلص منه نهائياً. ولكن يبدو أن الأمور لم تكن تحت السيطرة تماماً، ويظهر أنها خافت من غليان الشارع، فأطلقته .. ولكن أبقت عليه أسيراً حبيس منزله تحت الحصار. فإنه بعيد وصوله (رحمه الله) إلى البيت، اتصل رئيس دائرة الأمن مباشرة، وأبلغنا بفرض الإقامة الجبرية والحجز داخل البيت، وفُرض الحصار الجائر من ذلك اليوم.
                    وطوِّق المنزل بزبانية حَجّاج زمانه، واقيمت حواجز المراقبة والتفتيش على مداخل الحيّ والزقاق الذي كانت تقع فيه دارنا «1»، ثم قُطِعَت عنا جميع منافذ الاتصال، بل قطعوا عنا حتى شريان الحياة .. فلم يعد يصلنا ماء ولا كهرباء، ولم يُسمح بدخول ولا بخروج أحد من وإلى الدار. أي كلّنا كنا رهن الاعتقال أو الاحتجاز، في أسوء صور الحبس والمحاصرة، وأبشعها. وأرجعونا بذلك إلى شعاب جدِّنا «مؤمن قريش» أبي طالب رضوان الله عليه. فعشنا الجوع والألم والحرمان والغربة .. كانت محنة حقيقية. وإني لأعجب الآن لأرواحنا، كيف لم تغادر أجسادها، رغم أننا كنا نواجه الموت في كل يوم عدة مرات.
                    __________________________________________________
                    (1) في هذه الفترة كنا نسكن بيتا موقوفاً هو بيت الشيخ عبدالله المامقاني (رحمه الله) (صاحب تنقيح المقال)، وهو في الواقع عبارة عن مقبرة تقع في القبو لآل المامقاني، أبيح للشهيد أن يقيم في طابقيه العلويين، وقد أقدمت السلطة على هدمه مع كامل المنطقة المحيطة من حوله. لمحو أي أثر قد يذكر بالشهيد، ولم تبق منه إلا شجرة سدر (نبق)، قائمة اليوم على أرضه، تصرخ في الأجيال: إنه من هاهنا عرج يوماً ولي من أولياء الله إلى بارئه، بعد أن تجرع غصص القتل في أبشع صوره.

                    وجع الصدر ومن وراء الصدر أم جعفر، ص: 210

                    ثم أعجب مرة أخرى لقدرة الطاغوت ونجاحه في فرض عزلة قاسية علينا كتلك، في قلعة الحوزة العلمية المجيدة، كأن أحداً لا يعرفنا ممن هم حولنا .. أو كأننا كنّا نقبع في مقصورة تطوِّح خارج نطاق الأرض.
                    حينذاك، كان الوحيد الذي قد سُمح له بالدخول علينا بين فترة وأخرى هو المرحوم السيد محمد صادق الصدر والد الشهيد الصدر الثاني، باعتباره ابنُ عمِّ الشهيد وابن خالته أيضاً.
                    مع بداية الحجز، لم يكن في البيت من مؤن غذائيّة مذخورة، فنحن كنّا قد اعتدنا أن نتسوّق حاجات معاشنا اليومي يوماً بيوم. فلئن كان هناك آنئذ من فتات رزق يمكن أن يسمح بتسربه إلينا كالقطارة فهو عن طريق الحاج الطيب، والمؤمن الوفي: «الحاج عباس»، خادم مجلس الشهيد (البرّاني). فقد كان الوحيد الذي اذن له بعد مرور أسبوعين تقريباً على بداية فرض الحجز، بأن يخرج إلى الحوانيت المجاورة أو القريبة، يرافقه بعض الجلاوزة، فيشتري ما يكاد يسدُّ الرمق، ولكن تحت أعينهم، وبعد ألف سين وجيم. كلُّ ذلك لأجل كسر إرادة الشهيد وتركيعه .. وجعله يتنازل ويقبل ببعض الإملاءات والقرارات الجائرة التي تثبت سلطانهم.
                    لم يكن لنا آنذاك إلّا الله رفيقاً وسنداً ومعيناً .. وليس لنا من زاد إلّا الصبر والتأسي بسيرة أجدادنا الطاهرين (ع) الممتحنين، وهم خيرة الله في الأرضين.

                    تعليق


                    • ايام السوافع

                      وجع الصدر ومن وراء الصدر أم جعفر، ص: 211

                      أيام السوافع‏

                      علمتنا الأقدار أنه ينبغي للمرء إذا توكل على ربِّه ألّا يقنط من بقية خير، وإن أجدبت الأيام وقل النصير. فالله اللطيف بعباده لن يترك من توكل عليه دون أن يهيئ له من يتنزّل لطف الله من خلاله. ومن لطفه بنا في تلك الأيام المكفهرة أنه كان يسكن في الجوار بالقرب منا آنذاك شاب في ربيع العمر، كان من طلاب العلوم الدينية وهو الشهيد المرحوم (السيد عبدالرزاق القاموسي). ذلك الشاب المجاهد الذي كان لنا شعاعاً من نور يضي‏ء لنا في بحر الظلمات ا لمحيط بنا .. وسببا للطف الله وتنزل بعض ر حمته، فإن ذلك الشاب الطاهر والشجاع أعدمه المجرمون، لمجرد أنهم اكتشفوه وهو متلبس بخرق حصارهم المفروض علينا من كل الجهات، حيث إنه كان يغامر ويوصل إلينا بعض الخبز وما قد نتقوّت به عندما كنّا نعاني أحلك أيام الجوع والحرمان وذلك من خلال القفز من فوق أسطح المنازل حتى يصل إلينا من فوق، ولعله كان يسرب إلينا بعض المعلومات عما يجري في خارج الدار أو ينقل عن الشهيد بعض ما يريد إيصاله إلى أحد ما. ولقد كان وحيد أمّه التي كانت تعيش‏

                      وجع الصدر ومن وراء الصدر أم جعفر، ص: 212

                      معه، وزوجه الشابّة الطيبة في المنزل، لم يكن لهما معيل غيره، فهاجمته تلك الوحوش الضواري في منزله، واقتادوه معهم في عنف، ثم ما لبثوا أن أرجعوا جثمانه مقطعاً شهيداً .. واأسفاه عليه .. والله إن المهجة لتذوب له حزناً وكمداً، كلما مرت ذكراه على القلب المكلوم.
                      ومن المرارات الكثيرة التي ينفلق لها القلب غماً. أن من ضمن جيراننا الطيبين أيضاً، خباز كان يقطن في نفس الزقاق، وهو من إخواننا الأفغان المقيمين في العراق. وكان الشهيد قد اتفق مع الخبّاز ذلك سابقاً منذ عدة سنوات على أن يصرف، الخبز مجانا لكل طالب عالم يأتيه بورقة موقعة وممهورة من مكتب آية الله العظمى الشهيد الصدر. ثم يتولى «1» الشهيد أو بعض أعوانه محاسبته. وقد بقى مخبزه يعمل في الفترة الأولى من الحجز. ولكن ذلك الرجل المظلوم اختفى فجأة في يوم مشؤوم، وغاب خبره عن الجميع، ولم يُسمع له صوت، ولم يُر له أثر من بعد ذلك.
                      ومرّت الأيام بطيئة ثقيلة .. كنا نشعر في تلك الأحيان كأنّ الأرض تُزلزل من تحتنا .. وكانوا يصوِّرون لنا أن السماء تكاد تطبق علينا من فوقنا ..
                      وبدأت آثار التجويع والقهر تظهر على أجسادنا هزالًا وضعفاً ومرضاً .. ولكن رغم ذلك، لم يكن الشهيد يزداد إلّا إصراراً وقوة
                      __________________________________________________
                      (1) تلك كانت سنّة جارية وعرف معروف في مجتمع الحوزة العلمية .. حيث كان العلماء الكبار ومراجع الدين يوفرون هذه الخدمة لطلابهم أو لكثير من المحتاجين.

                      وجع الصدر ومن وراء الصدر أم جعفر، ص: 213

                      وإشراقاً. وأنا كنت أرى أن كيان عائلتي وبيتي يكاد ينهار .. ويجري ذلك بين يديّ وأمام عيني، فأذوب لذلك وُجداً وحسرة. ولكني مع ذلك أحمد الله ولا ينقضي شكري له سبحانه، لأني رأيت أن أطفالي آنذاك، رغم أنهم كانوا يعيشون معاناة حقيقية، من الحصر والضيق والجوع، والحرمان من كل شي‏ء، حتى المدرسة التي هي حق طبيعي لكل أطفال الدنيا ممن هم في عمرهم قد حرموا من الذهاب إليها، طوال فترة الحجز والحصار، إلّا أنهم رغم ذلك أبدوا شجاعة وتماسكاً وصبراً لا يقدر عليه إلّا الكبار عادة .. كانوا يتواصون فيما بينهم على صغر سنِّهم على ضرورة ألّا يظهروا آلامهم وشكاواهم أمام أبيهم الممتحن، حتى لا تزداد همومه ويمرض لأجلهم قلبه زيادة على ما يعانيه!. كنت أشعر بالمصيبة تهدُّ كياني، لأجلهم ولأجل هذا البيت المنكوب. ولكني كنت أقول لنفسي: لا يهم .. ها هو ربُّ عائلتي وسيِّد بيتي ووجودي، مهيمن بظله الوارف، في صموده العجيب .. نوراً مشعاً وإيماناً راسخاً، يزرع فينا الأمل والصبر والتحمل. تلك كانت أعظم نعمة أحسُّها وألهج بالشكر لها، وأستصغر كل خطير في جنبها.
                      والشهيد من جهته، ازداد جسده المكدود إنهاكاً وخوراً .. لأنه هو أساساً كان يعاني من علل وأسقام مزمنة، لكن حرمانه من الدواء والعلاج، زاده علة على علته. ثم هو أيضاً كان يشعر في داخله بجبال من الهم يكاد يندك تحتها ظهره، وبالحزن يأكل حنايا قلبه تجاه ما يجري لعائلته ولأطفاله، لا لذنب اقترفوه عدا كونهم أبناء «محمد باقر الصدر» ..

                      وجع الصدر ومن وراء الصدر أم جعفر، ص: 214

                      فهؤلاء الجبناء جعلوا منهم ضحايا بريئة تدفع معه ثمن موقفه، في مواجهة ظالمة غير متكافئة.
                      كل ذلك لم يكن كافياً لشفاء غليل الطغاة، بل زيادة عليه قاموا بعدة محاولات يائسة لإنهاء وجودنا وتصفيتنا جسدياً، بأساليب شيطانية ماكرة، يكون معها الأمر لو تحقق موتنا كأنّه قضاء وقدر ولكنّهم «همّوا بما لم ينالوا».
                      ولو أردت أن أعدّد تلك الأساليب الخبيثة والمكائد والمصائب التي كانوا ينزلونها على رؤوسنا إذن لطال الحديث كثيراً. لكني أجد فيما رواه الشيخ محمد رضا النعماني في كتاب (سنوات المحنة) : وصفا وافيا لتفاصيل المأساة التي عاشها معنا متخفياً في نفس الدار؛ وشاطرنا المصيبة بكل آلامها وألوانها، كأي واحد منا.
                      في الفترة الأخيرة من الحجز الذي طال تسعة أشهر حدث تطور من الإنفراج النسبي، سبق الاعتقال الأخير الذي أعقبته الشهادة .. ويظهر أن الطواغيت يأسوا بعد طول تلك المدة من فرض ذلك الخناق بكل أبعاده الوحشية، وفقدوا أي أمل في تنازل ولو يسير من السيد الشهيد لأي مطلب ولو صغير من مطالبهم. ويبدو أنه قد سقط من أيديهم سلاح التركيع عن طريق الضغط على الشهيد من خلال إيذاء عائلته ومحاولة إذلالهم. على أثر ذلك أحسسنا بنوع من تخفيف الحصار على بعض أفراد العائلة وبالذات الصغار.
                      وبعد حين، اتصل بنا هاتفياً من عرَّف نفسه على أن مدير الأمن‏

                      وجع الصدر ومن وراء الصدر أم جعفر، ص: 215

                      العام، وسمّى نفسه (فاضل البرّاك)، وأشار إلى قرار السلطة برفع الحجز والحصار عن البيت والعائلة. بل عن الشهيد نفسه.
                      ولكن الشهيد خمّن حينها أن ذلك مكر جديد لكشف ما تبقى من خيوط، قد يهتدون بها إلى مكامن وقواعد وأفراد وأبطال الحركة الإسلامية المجاهدة ممن قد يتصل بالشهيد، عن طريق أفراد عائلته لو أُفسح لهم أن يخرجوا لبعض شأنهم، أو به هو شخصياً.
                      ولكن الشهيد قدس الله تلك الروح الكبيرة أصر على البقاء حبيس الدار مواساة لجميع أبنائه وإخوانه المعتقلين، وأعلن سواء لرجال الأمن أو لمن استطاع زيارتنا حينذاك، بأنه يرفض إخلاء سبيله والإفراج عنه وحده بينما المؤمنون المبتلون يئنون تحت سياط التعذيب والقهر. فبقي في داره ولم يخرج، واعتبر كأن الحجز لازال كما هو. وقد تبين حقا فيما بعد، صحة ما ذهب إليه وانكشف جلياً مكرهم وخبثهم.
                      ثم كان هناك أمل أخير عند الشهيد وذويه وكل من خلفه، بأن تتحرك المرجعية لاستغلال الفرصة وإعلان التبني والانتماء لنفس الموقف الرسالي الذي تمسك به الشهيد. ولو فعلت المرجعية ذلك من خلال زيارة واحدة على الأقل، لتفاعلت باقي أركان الحوزة والأمة، ولعرفت السلطة أنها تواجه شعبا متكافلا وكيانا متماسكا، وليس مجرد شخص، حبيس أسوار منزله.
                      وبدلًا عن ذلك كنا نسمع أحياناً من ينقل لنا عن البعض انتقادات للشهيد على صلابته ومعاندته للسلطة الجائرة، وتخطئة لموقفه، وتخذيل‏

                      وجع الصدر ومن وراء الصدر أم جعفر، ص: 216

                      وتثبيط عن مناصرته. وما كان من الشهيد إلّا التسلّح بالصبر والثبات، وإدامة الاستغفار لهم، وسؤاله الله جلّ وعلا أن يدفع عنهم البلاء الذي كان يحذره عليهم «1» من بعده، ما كان ينتقد منهم أحدا ولا يذكره بلسانه أبداً. وما كان جوابه إذا سمع بتلك المواقف المسيئة، إلا الإكثار من الاسترجاع والحولقة، والتمثل بحال جدِّه الحسين (ع) في ساعاته الأخيرة .. كان نداء الحسين (ع) في أيامنا تلك متجسداً شاخصاً في كل لحظة: «أما من ناصر ينصرنا!».
                      في أيام الانفراج النسبي تلك، لم يخرق جدار الرعب والتخاذل السميك، إلّا سماحة المرجع الديني الكبير آية الله السيد السبزواري طيّب الله ثراه، فقد ضحّى وغامر، وجاء يزور ا لسيد الشهيد في منزله مع قلة من العلماء الآخرين. وتوافدت في تلك الأيام بعض صديقات الشهيدة بنت الهدى، جئن يزرنها أيضاً.
                      وقد استطاع الأطفال في تلك الفترة أن يرجعوا للتردد على مدارسهم، فقد كانوا يخرجون بصحبة الحاج عباس (رحمه الله)، وكان يتبعه كالظل واحد من الأزلام المخذولين. ثم إذا عاد الحاج عباس أدراجه، بقي ذلك الجاسوس، واقفا متسمراً أمام بوابة المدرسة بشكل واضح وعلني، حتى يخرج الأطفال، ويكرون عائدين إلى المنزل متوجسين‏
                      __________________________________________________
                      (1) الواقع المرّ يشهد بأن ما كان يحذره الشهيد قد تطبّق على الأرض تماماً كما توقعه الشهيد .. إذ كان يقول: إن تلك سنّة إلهية طبيعية، فأي أمة ترضى بالذل وبهتك حرماتها ومقدساتها. فلن تبقى بعد ذلك حرمة لأحد فيها حتما.

                      وجع الصدر ومن وراء الصدر أم جعفر، ص: 217

                      حانقين وهم يرون ذلك الكابوس المظلم يتبعهم من ورائهم.
                      وهنا تحضرني إحدى الخواطر المرّة فيما يرتبط بالأطفال والجاسوس الذي كان موكلًا بمراقبتهم.
                      فإنّه لما لاحظ سائر أطفال المدرسة ذلك الرجل متواجداً بشكل يومي، يرافق أطفالي من و إلى المدرسة، فقد ظنّوه من أفراد العائلة .. وفي يوم من الأيام تأخر بعض أطفالي في الخروج من المدرسة. فناداهم زملاؤهم قائلين لهم: أسرعوا، إن أباكم ينتظركم في الخارج!
                      فنزلت الكلمة كالصاعقة على نفوسهم الغضة، وما دخلوا البيت إلّا وهم يبكون في حالة يرثى لها من الإحساس بالقهر والاختناق والشعور بالمساءة والإهانة وهم أبناء المرجع العظيم محمد باقر الصدر.
                      ولم تطل أيام ذلك الإنفراج النسبي، فسرعان ما هاجت أمواج الحقد وماجت، وسئم الجلّاد من الإنتظار، خاصة وأنّه بلغ ما يريد، وحقق هدفه المخزي من ذلك الإنفراج الذي اصطنعه. فقد تمكن آنذاك من جسِّ نبض الشارع .. إذ لم يجد له نبضاً يبشر بحياة .. وتمكن من قياس ردود الأفعال المحتملة، عندما يعزم على إنزال ضربته الأخيرة بكيان المرجعية الرشيدة.
                      وقد اكتشف الطاغوت في تلك الأيام القلائل أنه لم يبق أمامه من مقارع .. فلا صوت ولا نسمة ولا نأمة، وقد خلا له الجوّ: يهتك ويعربد ويفسد ويسفك الدماء .. ولا من معترض .. كأنما مدينة النجف والحوزة والناس في كوكب آخر.

                      وجع الصدر ومن وراء الصدر أم جعفر، ص: 218

                      هنا وجد المجرمون الفرصة مواتية، للإجهاز على قلعة الصمود الأخيرة في وجههم، ففرضوا الحصار والحجز مجددا بشكل علني سافر وأكثر تحدياً ووحشية، وضراوة من ذي قبل .. إلّا أنهم مع ذلك أرادوا أن يرسلوا رسالتهم الأخيرة مصحوبة بتوسل وتذلل غريب، لذلك الرجل الشامخ المستميت رغم أنه لم يعد يملك حولًا ولا قوة ولا عشيرة تنفعه ولا أصحاب يمكنهم أن ينصرونه .. بقي في ميدانه وحده يواجه هجمة الشر بلا ناصر ولا معين. لقد كانوا حريصين بشكل لافت على أن ينالوا من ذلك الشموخ أو يفتتوا شيئاً من تلك الصلابة التي لا تلين .. باتت العملية عملية تحدٍّ وكسر عظام .. ذلك أنهم وجدوا قوة وجبروتاً متدفقاً من إنسان حبيس محاصر ذي جسد منهك، لا ظهر له ولا ظهير. أرسل الطاغية عدة رسل من مسؤولي السلطة في بغداد، يحاولون أن ينالوا ولو تنازلًا بسيطاً من السيد الشهيد. طلبوا منه مثلا أن يلزم الصمت ويسكت ويترك التحريض ضد النظام، هذا في أقل الأحوال ما دام يرفض ممالأتهم أو أن يمدحهم ويدعم سلطانهم رغم ما بذل له من الأموال والامتيازات والإمكانيات لكنّ رفضَ الشهيد يتوالى. فصاروا يتنازلون من جانبهم في طرح مطالبهم .. ويؤكدون له بأنهم سيرضون منه بالنزر اليسير، فليقبل بأي شي‏ء من شروطهم .. أيّ شي‏ء. حتى قالوا له: نكتفي منك بتوجيه كلمة ولو غير مباشرة، عن عدم معاداتك لنا .. افعل ذلك ولو من خلال مقابلة صحفية مع وسيلة إعلامية من خارج العراق «1» لتتكلم‏
                      __________________________________________________
                      (1) اقترحوا عليه الحديث مع مجلة الوطن العربي التي كانت تصدر في باريس.

                      وجع الصدر ومن وراء الصدر أم جعفر، ص: 219

                      فيها عن وضع الحوزة العلمية والنجف وأن الأمور فيها غير سيئة، وفي مقابل ذلك خذ ما تشاء.
                      ولكن الشهيد في المقابل كان يصعّد ولا يريهم إلّا صلابة الحق ويؤكّد لهم رفضه وغضبه من جرائمهم ومعاداتهم للدين وللمؤمنين .. كان في كل مرة تُوجه إليه دعوة للتنازل يرد عليهم بلسان جدِّه الحسين (ع) (هيهات منّا الذلّة، يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون، وحجور طابت وطهرت ..).
                      من ضمن من تكررت زيارتهم واتصالاتهم في تلك الأيام الأخيرة من عمر الشهيد، المدعو فاضل البراك السي‏ء الذكر، الذي استمات في محاولة جعل الشهيد يتنازل ولو لأمر بسيط من مطالبهم، قال له مرة وهو يحاول إقناع الشهيد: (سيدنا والله سنضطر لأن نقتلك ونتورط بدمك ونحن نبكي عليك)؟ وقال له مسؤول آخر كان قد أرسل كمبعوث خاص إليه من قبل قصر الرئاسة: (والله حيف يأكل مثلك القاع)!.
                      ولم يفرق الأمر عند الشهيد. فلقد والله قلّ سروره، وضاقت عليه الوسيعة بما رحبت .. و «من قلّ سروره كان في الموت راحته»، فهانت عليه الدنيا، واجترأ على الممات كمن استحنط وانطلقت نفسه نحو الشهادة وانشرحت. ورخصت في التضحية مهجته.
                      وبدأت صحة الشهيد تنهار، ولم يعد يقو على المشي؛ حتى أنه كان إذا أراد صعود الدرج، انبرى له سماحة الشيخ النعماني رفيق المحنة والصبر يعينه ويرفده، في تلك الأيام القليلة التي سبقت استشهاده،

                      وجع الصدر ومن وراء الصدر أم جعفر، ص: 220

                      واتخذ من الصوم شعاراً له ودثاراً. صار يديم الذكر والإنقطاع. وبدأ يسلو ما حوله عن وعي و إرادة واختيار. كان الرجل يودِّع .. لقد بدا أنه متيقن من أن ساعة الرحيل قد اقتربت. صار يؤكد لي في تيك الأيام القلائل أن الرؤيا التي تبشره بالفرج لا تنفك تلازمه، وهي سلواه و مبتغاه.

                      تعليق


                      • فصل من فصول الطف

                        وجع الصدر ومن وراء الصدر أم جعفر، ص: 221

                        فصل من فصول الطف‏

                        في يوم السبت 19 جمادى الاولى 1400 هـ، نعق نذير الشؤم عندما طرق الباب بعد ظهر ذلك اليوم الكئيب مدير أمن النجف، وطلب من الشهيد مرافقتهم إلى بغداد. سألهم رضوان الله عليه عن الأمر؟
                        فأجابوا: إنه أمرٌ بالاعتقال «1». فاستمهلهم دقائق ليودع أهله. ورفضوا، بحجة أن الأمر بسيط؟ ولن يطول فراقه للبيت، وأصرّ هو على موقفه قائلًا: إن ذلك لن يضرّكم .. ولم يروا بُداً من الرضوخ، إذ أن الشهيد لم ينتظر موافقتهم، فدخل البيت لفوره واتجه أمام ناظرينا جميعاً بينما نحن في وجوم وذهول إلى حيث اغتسل غسل الشهادة .. بتلك النية تحديداً، ثم خرج وصلى بين يدي الله ركعتين، ثم إنه اتجه إلى والدته المذهولة والمكروبة، وأخذ يدها وضمها إلى صدره بين يديه، ثم رفعها إلى فيه يلثمها في حنوٍّ، حادباً على أمِّه، يرجو الرضا والدعاء وطلب التسديد. ثم احتضن جميع من في البيت يضمهم ويقبلهم فعلمنا من خلال تصرفه أنه الوداع الأخير.
                        __________________________________________________
                        (1) هذا هو الاعتقال الرابع والأخير.

                        وجع الصدر ومن وراء الصدر أم جعفر، ص: 222

                        كان الموقف مأساوياً محزناً بكل تفاصيله، غير أن اللحظات الأكثر إيلاماً وتفجعاً هو عندما أراد احتضان ابنته الثانية «1» ابنة الخامسة عشرة فإنها لم تحتمل ذلك وأشاحت بوجهها، واتجهت نحو الجدار وأحنت رأسها عليه وهي تتنشغ في بكاء مرير، فأحاطها الأب الشهيد بذراعيه وصار يناجيها:
                        (حلوتي، إن أصحاب عيسى (ع) نشروا بالمناشير، وعلقوا بالمسامير على صلبان الخشب، وثبتوا من أجل موت في طاعة. لاتكترثي يا صغيرتي. فكلنا سنموت. اليوم أو غداً. وإن أكرم الموت القتل. بنيتي أنا راض بما يجري علي، وحتى لو كانت هذه القتلة ستثمر ولو بعد عشرين سنة، فأنا راض بها ...)!. وبهذه الكلمات انفجر ما كان مكبوتاً في النفوس، فتحاتن الدمع زفراتٍ من الآماق، وللقلوب رجيعُ وَلْوَلةٍ خفّاق.
                        وأخيراً حان دوري للوداع .. ووقف إمامي أمامي، شامخاً شاخصاً ببصره إليّ .. وجمد الدم في عروقي، وتصلّبت عيناي على محيّاه المشرق الوقور، فرأيته قد استنار وجهه، واعتدلت قامته! أين منه ذلك الوهن، وانحناء الظهر، الذي لازمه أياماً وأياماً؟
                        اقترب مني وقال لي هامساً: يا «أخت موسى»: بالأمس أخوك، واليوم النديم والشريك والحبيب. اليوم أنا .. لك الله ياجنتي. ويافردوسي، تصبّري، إنما هي البيعة مع الله، قد بعناه ماليس بمرجوع، وهو قد اشترى سبحانه .. ياغريبة الأهل والوطن .. حملك ثقيل .. ولك العيال.

                        __________________________________________________
                        (1) ابنته الكبرى كانت حينذاك في الكاظمية مع زوجها وقد حرمت من وداعه.

                        وجع الصدر ومن وراء الصدر أم جعفر، ص: 223

                        أسألكِ الحِلّ .. فأولئك هم سود الأكباد على بابكِ ينتظرون، وما من مفر .. أنا ذاهب .. وعند مليك مقتدر، لنا لقاء. و .. خرج .. فكان الرحيل.
                        بعد ساعة من رحيله معهم، صعدت المرحومة أمّه وكانت قد تعدّت سن الثمانين فوق السطح بعد أن جددت وأسبغت الوضوء، لتشكو إلى الله ما لاقت .. وقد كانت تفعل ذلك في كل مرة يعتقل فيها الشهيد. وفي هذه المرة .. جلست فوق السطح، جاثية، مستقبلة للقبلة، ناشرة شعرها، كاشفة جيبها، ضارعة إلى ربِّها في مشهد مؤثر يذوب له الجلمود، تتوسل أن يعيد إليها ولدها، ترجو أن يثمر توسلها، كما أثمر سابقاً واستجيب لها ذاك الدعاء «1»، ما كانت تعلم أن القدر المحتوم في هذه المرة قد تنزّل، وأن السماء قد حسمت أمر الشهيد، فقد اشتاق الملأ الأعلى لمحمد باقر، كما الأم تشتاق إليه.
                        في اليوم التالي، أي في يوم الأحد 20 جمادى الأولى وفيما بعد الظهيرة أيضاً، سمعنا جلبة، وأصواتا مختلفة في الزقاق، ولما تنبهت الشهيدة بنت الهدى إلى ذلك سارعت للقول وبثبات قلب: (هاهم قد رجعوا، لقد جاؤوا لأخذي أنا أيضاً)!
                        يا سبحان الله كأنما كانت على موعد مع نفس القدر، الذي قدِّر لأخيها. طرقوا الباب، ففُتح لهم، وإذا بالجلاوزة قد تكاثروا على الباب .. وكان عددهم كبيراً، ومدججين بالسلاح! .. ياللعجب لم كل هذا
                        __________________________________________________
                        (1) كانت رحمها الله تقول في سجودها: (اللهم ربي أنت أعطيتنيه، وأنت وهبته لي. اللهم فاجعل هبتك اليوم جديدة انك قادر مقتدر).

                        وجع الصدر ومن وراء الصدر أم جعفر، ص: 224

                        الإستنفار، وإنما هي امرأة واحدة؟! إنها عادة المبطلين الجبناء، وقد أخبر عن عادتهم هذه الصادق المصدق جعفر بن محمد (ع) حين قال: «إنّ الشياطين أكثر على المؤمنين من الزنابير على اللحم).
                        اقتحموا الباب فكانت هي المترصدة للرد عليهم ومواجهتهم. فسألوا عنها. وأجابتهم بأناة: أن المتكلمة هي مطلوبهم، فقال متحدثهم: يا علوية، إن أخاك يطلب حضورك. ففهمت المقصود. عند ذاك دخلت وتهيأت بكامل الستر للخروج، وجاءت الأم المكروبة متلهفة وهي تقول: (ها .. هل أنتِ ذاهبة إذن؟).
                        فقالت: نعم أنا ذاهبة إلى أخي. فسارعت الأم أيضاً ولبست عباءتها، وأصرت على مرافقتها. فلحقتها إلى حيث السيارة تنتظر. إلّا أن صعافيق البعث رفضوا وزجروها، مهدّدين لها: بأنهم سيرمون بها على قارعة الطريق إن أصرّت على الركوب، فبقيت مكانها مدهوشة لهول مصابها، وأما الجناة فقد اختطفوا مصونة الخدر وولّوا هاربين.
                        وبذلك مُزِّق كل ستر عن الحق والحقيقة في العراق .. ومن بعدها لم تبق حرمة لمخلوق، كائناً من كان. لقد عادت أحداث الطف تتراءى لي شاخصة، فها نحن مقبلون على ملحمة كربلائية جديدة .. وما وقع الآن، لم يكن إلّا أوّل معالم تلك الملحمة ... اللهم فأعن أمَتَك الضعيفة على طامّات الأيام القادمات.
                        بقينا تحت وطأة الصدمة، ثلاثة أيام نحسات، يمزقنا القلق والذهول. لم نكن ندري ما الذي يجري في خارج باب الدار. كانت تلك الأيام‏

                        وجع الصدر ومن وراء الصدر أم جعفر، ص: 225

                        الثلاثة، كفيلة بأن يجف وينتهي كل ما كان متبقياً في البيت لنقتات به، ولم يبق عندنا إلّا ملابسنا مع الأثاث الموجود. والأنكى من ذلك أن السلطة عمدت إلى قطع الكهرباء والماء وخدمة الهاتف عن البيت، بُعيد اعتقال الشهيد مباشرة. وقد لطف الله بحالنا أن لم يكن الجوُّ حاراً في ذلك الوقت من السنة إذ أن الواقعة، قد حدثت في شهر نيسان، أي في فصل الربيع.
                        تحملنا الشدة والأذى المتواصل بل المتعاظم ثلاثة أيام كنّ ليالي حالكات .. وبعد انسلاخها قررت الخروج مهما كان من أمر سوءٍ متوقع، وذلك لإنقاذ الأطفال من خطر الجوع والعطش. أردت أن أشتري خبزاً، أو أي شي‏ء نتبلّغ به. فخرجت متكلة على الله مسلِّمة أمري إليه، غير مكترثة بما قد أواجه بعدما واجهنا ذروة البلاء باعتقال الشهيدين، ولكني إذ خرجت تفاجأت عندما رأيت الزقاق خالياً تماماً من أي مظهر من مظاهر الحياة، فلا صوت ولا أثر لأيِّ أحد، لا من أزلام الطاغية الذين احتلوا هذا الزقاق شهوراً متطاولة، ولا حتى من أهل الحي؟. تحركت نحو الخباز القريب .. وبعدما صرت منه على خطوات، خفق قلبي وازدادت هواجسي .. لم أسمع حينها أي صوت أبداً للتنور ولا لأي شي‏ء يتعلق بالمخبز .. فيما سبق كان صوت حسيس النار وتأجّج التنور قوياً في العادة، يسمع عن بعد، حتى لقد صار ذلك الصوت متى ما سُجِّر التنور مع أنه حسيس نار مؤنساً لنا في وحشتنا، عندما كنا وحدنا محبوسين في الدار، في أيام الحجز الكاويات.

                        وجع الصدر ومن وراء الصدر أم جعفر، ص: 226

                        وحقا، عندما وصلت إلى محل المخبز وجدته مقفلًا! وتلفتُّ حولي فوجدت كل الحوانيت، والدكاكين، أو محالّ الخدمات، كلّها كانت مغلقة! وكذلك أبواب الدور المجاورة، كلّها كانت مقفلة أو مزنجرة، علامة أنّ أهاليها ما كانوا موجودين في دُورهم؟!. فأدركت أن الجميع إما طُردوا أو هم بأنفسهم فرّوا من الحيِّ، مخافة أن يحدث لهم ما لا يطيقون تحمله من قبل الزمرة المجرمة، من بعد جريمتها الشنعاء، التي أقدمت عليها باعتقال السيد المرجع الإمام محمد باقر الصدر، وعلمت أننا الآن وحدنا تماماً في حي بأكمله: امرأتان، إحداهما تعدّت الثمانين، وخمسة من الأطفال لا حول لهم ولا قوة ولا ذنب .. في بلاقع خالية .. عرضةً لأيِّ سوء محتمل، وما من مغيث ولا جارٍ ولا مارّ.
                        تحيّرت حينها وبقيت واقفة أفكر مع نفسي: إن كلَّ شر هو متوقّع الحدوث، لاحتمال معاودتهم الهجوم على الدار .. لقد رأيت نفسي هناك كمن يريد أن يدفع الشر بعود.
                        توجهت إلى رأس الزقاق، حيث الشارع الرئيس، لعلّي أجد هناك قبساً من فرج أو هدىً أو أحداً. في الضفة الأخرى من الشارع مقابل رأس الزقاق، وجدت سيارة واقفة، وكان سائقها بداخلها، كأنه يرتقب أمراً أو أحداً، رغم خلوِّ المنطقة من سوانا كما أسلفت! ففهمت أنها تابعة لأجهزة الشر والبغي، وعندها قلت: لابد من أن أتخذ قراراً سريعاً .. إن مصير العائلة الآن رهن بيدي .. آهٍ يا ابن عمِّ، كم هي ثقيلة تركتك التي خلفتها طوقاً ثقيلًا في عنقي. ولكن لّست أنت الملوم على ذلك، وإلى‏

                        وجع الصدر ومن وراء الصدر أم جعفر، ص: 227

                        الله المشتكى.
                        تذكرت أن الشهيد كان قد خوّلني بالتصرف في مثل هذه الساعة، حسبما يقتضيه الظرف وتمليه المصلحة التي أقدِّرها، عندما يحدث له شي‏ء ويكون الأمر بيدي، ذلك أنّه كان متيقناً تقريباً أن الدنيا بأسرها ستسلمنا، وسيتخلى عنا الجميع من قريب أو صديق، لخوف أو لغيره. هنا قررت أنه لابد من التحرك والخروج سريعاً إلى خارج النجف، فإنّ لنا بيتاً في الكاظمية يمكن اللجوء إليه مؤقتاً هو بيت ابنتي الكبرى زوج السيد حسين ابن المرحوم آية الله السيّد إسماعيل أخي السيد الشهيد.
                        ويظهر أن السلطة بنفسها أرادت أن تدفعني لاتّخاذ هذا القرار، من خلال تعمُّدِهم قطع الماء والكهرباء والهاتف عنا، وإخلاء الحيِّ من حولنا، حتى يبعدونا عن جوِّ النجف، لئلّا نبقى فيها بؤرة أو مدعاةً لإحداث أيّ تمرد من قبل «المشاغبين» المحتَمَلين.
                        ثم فكرت في نفسي: إن أفضل وسيلة للابتعاد عن الشر، هو الاقتراب منه أو اقتحامه ومهاجمته أحيانا. وإن الخيار الأفضل كوسيلة لابتعادنا عن هذا الجوِّ هو تلك السيارة الواقفة نفسها، لأن استئجار أي سيارة أخرى، سوف يؤدي إلى متابعتها. ولن نجني إلّا المضايقة والمتاعب. ثم ستحوم الشبهة على سائقها البري‏ء، وقد يتعرض للإعدام مباشرة، لأنه بذلك سوف يُعد عميلًا للسيد الصدر: العدوِّ الأوّل للنظام، أو سيعتبر قائداً في تنظيم «حزب الدعوة»!.
                        فاقتربت من سائق السيارة المذكورة، وطلبت منه نقلنا إلى محطة

                        وجع الصدر ومن وراء الصدر أم جعفر، ص: 228

                        سيارات الأجرة، فوافق بلا تردد ويبدو أنه كان مأموراً بالاستجابة لمثل هذا المطلب.
                        رجعت إلى البيت وأخبرت أم الشهيد بكل ما جرى. فتحاملت تلك الثكول على نفسها وقامت معي وبصحبتي الأطفال. ولم يكن أمامي من خيار للانتظار سوى دقائق. وبالتالي فلم يتسنّ لي أن أرفع ولو عوداً من ذلك البيت، المهم أن أنجُوَ بتلك العجوز المسنّة المفجوعة، وبالأطفال. فخرجنا إلى السيارة، لكي نتحرك نحو الكاظمية، حيث بيت صهرنا السيد حسين الصدر.
                        فتركنا الدار لا نلوي علي شي‏ء، تركنا كل متاعنا، وكل ما في البيت، بما في ذلك من ضروريات الحياة الأوليّة، وكل ما كان يخصني أو يخص أطفالي من لوازم أو هدايا مجتمعة وغير ذلك. مع أن بعضها كان غالياً جداً لا يقدر بثمن، فمثلًا ما أهداه إليّ الشهيد عند زواجنا، لعله من ناحية الكم الماديّ لا يعد شيئاً كثيرا ذال بال .. ولكن ما من شي‏ء أعز ولا أغلى منه على قلبي .. ولقد تركنا مرغمين ما هو أغلى من ذلك: نفائس ما خطّه الشهيد بيده في أيام الحجز والحصار، فقد سجّل في تلك الأيام العجاف بيراعه عصارة عمره، ولباب فكره من آخر ما تفتّق عنه ذهنه الخلّاق، والذي زادته المحنة صقلا وسمواً.، ولقد أرغمنا هناك إضافة إلى ذلك على ترك تاريخنا وكياننا تعبث به يد الشرور.
                        ولم تكن مغادرتنا للبيت وترك ما فيه، تخلياً واستهانة، لأننا كنا نؤمّل العود إليه في أسرع فرصة. صحيح أن احتمال نهب الدار من ورائنا كان‏

                        وجع الصدر ومن وراء الصدر أم جعفر، ص: 229

                        وارداً .. لكننا كنا نواجه احتمالًا آخر أسوء وأقرب للوقوع، وهو تعرضنا لأي سوء لو بقينا، أو احتمال تعرضنا للتفتيش في الطريق لو أخذنا تلك النفائس معنا، مما سيجعل البلاء الذي قد نتعرض له أشدَّ وآلم. مع أننا لم ننجُ منه كما سيتبين فيما يأتي.
                        وقد قدّرت مع ذلك أن احتمال سلامتها ببقائها في البيت أقرب في الحساب. والعاقل يختار أهون الضررين، كان لابد من أحدهما في كل حال، ولكن وقع المحذور، فهم استحوذوا على الدار ونهبوا كل ما فيها، ويظهر أنهم أعدموا وأفنوا كل ما وجدوه من آثار الشهيد، فهم لم يكونوا يريدون فقط إخماد شعلة الشهيد الصدر في شخصه وحسب. بل حرصوا على إطفاء ودفن شمس السيد محمد باقر الصدر بكل إشعاعاتها وآثارها .. وأبى الله إلّا أن يتم نوره.

                        تعليق


                        • عودة الى الخاقاني

                          بعد أن عرضنا (الوثائق) التي تدين الخاقاني، وكشفت كل اباطليه وكذبه وتدليسه!!
                          نكمل الحديث ونذكر ما هي علاقة الخاقاني بالشيخ سليمان المدني؟؟ ولماذا واجه الخاقاني (ضغوطا) لترك البحرين والذهاب الى قطر؟؟! ثم بعد وفاة المدني عاد ليكمل المسيرة والهدف و(المهمة) الموكلة له منذ القديم!!!

                          من خلال سيرة الشيخ المدني نتعرف على ان الرجل هو من البحرين اصلا وليس وافدا لها من قبل (شاه) ايران !! لتنفيذ (المهمة) التي ارسل من اجلها!!


                          يذكر موقع الشيخ محسن آل عصفور في ترجمة الشيخ سليمان المدني ننقلها مختصرا:

                          الشيخ سليمان بن العلامة محمد علي المدني بن الحاج حسن بن الشيخ محمد علي المدني عالم دين شيعي بحريني ، ولد في سنة 1359هـ الموافق 1939 ميلادية وذلك بمدينةجد حفص في البحرين.
                          أكمل دروس المقدمات في البحرين ، سافر الى النجف عام 1958 وبقي فيها مدة تقرب من 15 سنة ، وحصل فيها على شهادة البكلوريوس من كلية الفقه التي اسسها العلامة المظفر رحمه الله تعالى ، بالاضافة الى تتلمذه على كبار العلماء.

                          عودته إلى وطنه البحرين
                          نتيجة لما مر به العراق من ظروف وأحداث في بداية السبعينات، أضطر إلى مغادرة العراق والرجوع إلى وطنه، وذلك في عام 1971م. وبمجرد استقراره بدأ في التعليم والتوجيه الديني على مستوى منطقته جد حفص ، وعلى مستوى بلده البحرين .

                          مناصبه
                          1ـ توليه لمنصب القضاء الشرعي فصار عضوا في المحكمة الكبرى الشرعية، ثم رئيسا لها، ثم عضوا في محكمة الإستئناف العليا، ثم رئيسا لها إلى أن وافاه الأجل المحتوم.
                          2ـ عضوية المجلس الأعلى للقضاء، الذي هو أعلى سلطة قضائية في البحرين.
                          3ـ عضوية المجلس الأعلى للشئون الإسلامية.
                          4ـ توليه لمسؤولية الحوزة العلمية في جدحفص.
                          5ـ الرئاسة الفخرية لجمعية الرابطة الإسلامية.
                          6ـ الرئاسة الفخرية لصندوق جد حفص الخيري.
                          وافاه الأجل المحتوم إثر نوبة قلبية في جمهورية ألمانيا حيث كان متواجدا فيها للعلاج وإجراء الفحوصات الطبية في عصر يوم الإثنين 21 / محرم الحرام / 1424هـ الموافق 24 / مارس / 2003م. ودفن في البحرين.
                          ومن اراد الاطلاع على خلفية علمه وموقعه في البحرين فليراجع تمام المقال وليراجع موقع المدني الخاص!!

                          ما يهمنا الكلام فيه هنا، وبعد وفاة المدني ما هو دور الخاقاني في البحرين حاليا والتي عاد اليها وقد تعرفنا على جزء منها في لقاءاته بـ(الملك) والامراء والحكام في البحرين ،وما عرضناه في (فوضى الفتاوى) فراجع!!

                          وبملاحظة النقطة الخامسة من مناصب المدني (الرئيس الفخري لجمعية الرابطة الاسلامية) الموالية للنظام الحاكم في البحرين !!! يتبين لنا حجم الدور الذي يلعبه الخاقاني الآن بإعتباره الوريث للشيخ المدني!!!

                          كنا قد اثرنا تساؤلا عن علاقة الخاقاني بالرابطة وهذا جوابه:


                          لنطالع هذا المقال المنشور في جريدة الوسط البحرينية:


                          العدد: 3039 السبت 01 يناير 2011م الموافق 26 محرم 1432هـ



                          تيار الشيخ المدني... تواجد «خجول» لكنه «مؤثر»

                          «الرابطة»: ندعم ملفات «السداسي» العادلة و «إن لم نكن فيه»

                          الوسط ـ وسام السبع

                          بصدور الأمر الملكي رقم 42 لسنة 2010 بتعيين أعضاء مجلس الشورى يكون تيار المرحوم الشيخ سليمان المدني ممثلا بمقعدين اثنين هما عضو جمعية الرابطة الإسلامية أستاذ اللغة العربية في جامعة البحرين ناصر حميد المبارك والعضو الجديد محمد حسن الستري رئيس تحرير صحيفة الميثاق (سابقاً).
                          وبحسب القيادي في جمعية الرابطة عضو مجلس الشورى ناصر المبارك فإن: «تعيينات مجلس الشورى منذ بداية انطلاق مسيرته في التسعينيات تراعى فيها جملة من الاعتبارات والتوازنات السياسية أبرزها تطعيم المجلس برجال الأعمال والاقتصاد وتمثيل المتخصصين (التكنوقراط) إضافة الى تمثيل التيارات الفكرية والسياسية التي لم تحظ بتمثيل عادل ومناسب في الغرفة الأخرى بالمجلس الوطني».
                          وعن موقف الرابطة من مساعي جمعيات التحالف السداسي الى إيجاد صيغة بديلة لإعادة إحياء التحالف، قال المبارك: «نحن لا نعرف الأسس العامة التي تحكم هذا التحالف وعلى ما ينبني عليه، ولكن نحن وان لم نكن أعضاء في هذا التحالف، إلا أننا ندعم أي توجه لطرح الملفات الوطنية ومعالجتها معالجة سياسية دون ضجيج أو مزايدات».
                          وعن رؤيته لمستقبل الرابطة أوضح أن «الرابطة لا تعتمد في عملها السياسي على البعد الجماهيري، بل تفضل عليه العمل الهادئ والبعيد عن ضجيج وضوضاء الشارع». وعن وضع الرابطة ما بعد الانتخابات أوضح المبارك أن الرابطة بصدد تطوير أدائها السياسي والإعلامي «ربما لاحظتم في الفترة الأخيرة اهتمامنا بالناحية الإعلامية وانتظام صدور نشرة الجمعية بحلة لائقة لإيصال أفكارنا للناس، اعتقد بأننا بحاجة اكثر للتواصل مع الناس». لكنه يرى أن التيار الذي تمثله الرابطة «هو التيار العقلاني القادر على البقاء والصمود، الزمن متقلب ومنهجنا وسطي معتدل، في السابق كانت تعاب علينا مواقفنا واليوم بانت بشكل أوضح أمام الجميع واقعية الطرح الذي كنا نلتزم به منذ أكثر من عقدين».
                          لقد مُنيت جمعية الرابطة الإسلامية الذراع السياسي لما بات يعرف بتيار الراحل الشيخ سليمان المدني (1939 ـ 2003) في الانتخابات التشريعية الثالثة في أكتوبر/ تشرين الأول 2010 بخسارة متوقعة لكنها موجعة، وكانت الرابطة قدمت دعمها في الانتخابات الى عدد من المستقلين أبرزهم الشيخ محمد حسن عبدالمهدي، ومحمد خيامي، رئيس إدارة الأوقاف الجعفرية أحمد حسين إضافة الى تسمية مرشحها للنيابي محمد حسين الخياط وعبدالعزيز القصاب في أولى الشمالية.
                          يمكن القول إن التباين ـ إن لم نقل التعارض ـ السياسي الحاد بين التيار المدني لم يمنع الأخيرة من التحالف غير المعلن مع التيار الرسالي/ الشيرازي، وهو تكتيك يبدو مستغرباً ولكنه مفهوم جدا وله ما يبرر استمراره على المدى المنظور، فأمام «صلابة الكتلة» الجماهيرية المتنامية لما يمكن أن نطلق عليه بـ «التيار العلمائي» والذي يتمثل سياسياً في جمعية الوفاق، لابد من محاولة إيجاد بدائل تؤمِّن الحد الأدنى من المكاسب، بشكل يسمح بتبادل المنافع بين التيار الشيرازي والتيار المدني عبر بناء «جبهة موحدة» قادرة على مقارعة عنفوان «التيار العلمائي» وحضوره الكاسح، وبالتالي كسر حالة أحادية التمثيل الشيعي في البلاد.
                          لقد ترك مشروع الإصلاح السياسي الذي دشنه عاهل البلاد في فبراير/ شباط 2001 تأثيرات سلبية على مكانة «التيار» جماهيرياً وأضفى شكلا من أشكال التحجيم القاسي لدوره، إذ لطالما لعب التيار دور «الوسيط» بين الشيعة وبيت الحكم عند كل مأزق أمني وسياسي تمر به البلاد، وإذ إن مبررات هذا الدور انعدمت مع ما شهدته البلاد من إصلاح سياسي بعد تقلد الأمير الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة مقاليد الحكم في 6 مارس / آذار 1999.
                          أهمية التيار، في الحالة الشيعية تتضح إذا ما لاحظنا أن رموزه التاريخيين، كانت لهم إسهامات فكرية واجتماعية كبيرة على مسيرة العمل الإسلامي في البحرين، فالشيخ عبدالله المدني (1939 ـ 1976) ليس فقط عضواً في برلمان 1973 وعنصراً بارزاً في الكتلة الدينية، بل كان وجهاً فكرياً وحركياً، كما أن بصمته الأهم جاءت من رئاسته لتحرير مجلة «المواقف» البحرينية واضطلاعه بدور إعلامي موجه سياسياً وإسلامياً، ما جعل مجلة «المواقف» توفر غطاء إعلامياً للتيار الإسلامي الذي بدأ حينها يبلور خطاباً واضحاً.
                          إضافة الى أن عائلة المدني لها تاريخ ديني عريق، فوالد الشيخ سليمان المدني هو الشيخ محمد علي المدني (1892 ـ 1945) أحد كبار رجال علماء الدين وممن كان لهم دور مع أستاذه السيدعدنان الموسوي في تأسيس ديوان الأوقاف الجعفرية بالبلاد، كما كانت لهما إسهامات بارزة في القضاء الشرعي الرسمي، بالإضافة إلى الإصلاحات الدينية والاجتماعية التي قدماها إلى الوطن والمجتمع. وقد حصل المدني (الأب) على درجة الفقاهة بتأييدات أساتذته منهم العلامة الموسوي وبعض فقهاء النجف، ناهيك عن أن الشيخ سليمان المدني كان قبل عقد التسعينيات «يقيم واحدة من أكثر صلوات الجمعة احتشاداً، وكان محوراً مهماً في التلاقي العلمائي الذي تعزز مع مبادرته المركزية في التصدي لما يُعرف بجماعة السفارة، وهو تصد اتخذ شكل الحوار والنقاش الكلامي والتاريخي المطول، ما جعله عنواناً للافتخار العقائدي، وهو افتخارٌ تراكم مع أساسياته الأخرى التي شيد فيها المعنى الخاص لمقولة الحكم الشرعي، وتحريم التعاون مع الشيوعيين والعلمانيين، ولو كانوا رموزاً وطنية وقادة تاريخيين».
                          عمق التأسيس التاريخي للتيار بدأ يتبلور مع التشكل العلمي لشخصية الشيخ المدني نفسه، فهو أحد أكثر علماء الدين علماً، والمشهود له بالاجتهاد الفقهي، والأوفر إسهاماً في المواجهة العقائدية وتثبيت رؤيته الإسلامية على مستوى صياغة خطاب مناهض للفكر الحزبي المأخوذ باليسار القومي والماركسي الآخذ في التدفق منذ ستينيات القرن الماضي على دول حوض الخليج.
                          إلى ذلك، فإن الأهمية الأبرز للتيار، لا تكمن في منحاه السياسي فيما يتعلق بمشاركته ونظرته الى النظام السياسي، بل في موقفه الفقهي تحديداً، أي في تأصيل رؤية شرعية تسند موقفها السياسي فيما يتعلق بتجسير العلاقة بالنظام وصياغة فقه «سلطاني» جديد إذا جاز التعبير، من هنا لا ينظر النظام للتيار باعتباره حليفا سياسيا بقدر ما ينظر إليه كحليف سياسي يضفي «شرعية دينية» يحتاجها أي نظام سياسي، وهذا يعني من وجهة نظر النظام ضمان بقاء واستمرار هذا التحالف المبني على أرضية شرعية صلبة وثابتة، لا تتأثر بالأهواء أو بعوامل تغير المناخ السياسي. فإذا كانت جمعية الوفاق / التيار العلمائي تشترك الآن ـ بعد قرار المشاركة في البرلمان ـ مع التيار المدني في الموقف السياسي من مبدأ المشاركة والإصلاح «من الداخل»، إلا أن خيار الأولى يبقى «سياسياً» في حين أن خيار الثاني «ديني»، وفي حين أن قرار الأولى «تكتيكي» ينظر دائماً لخيار الثانية على أنه «استراتيجي».
                          ساهمت أحداث التسعينيات في إحداث شرخ هائل هو الأول من نوعه من حيث العمق والاتساع في الوسط العلمائي الشيعي، ومع الشهور الأخيرة من العام 1994 اندلع اضطراب عنيف داخل البيت الشيعي. أفرزت الانتفاضة التسعينية مفاصلة بين الشيخ المدني وأنصاره وبين تيار عريض وجدَ في عباءة الشيخ عبدالأمير الجمري (1937 ـ 2006) المكان الدافئ، والحضن الواسع، والرمزية الدينية المفقودة. الجمري الذي تتلمذ على المدني، وزامله في النجف وإبان العمل القضائي، سيصبح الوجه النقيض للمدني.
                          مكمن الخلاف، أن الشيخ المدني لم يتعاطف مع مطلب عودة برلمان 73 ومن هذا الفهم أيضاً كانت تبريراته في التعاطي مع المؤسسة الدينية الرسمية والدخول فيها بدلاً ممن لا يؤمن له دين.
                          وبالإمكان قراءة الدور الحالي والمستقبلي لتيار الشيخ المدني في النقاط التالية:
                          1 ـ الضعف السياسي وتراجع النفوذ الشعبي الذي يعتري التيار، قابلته رعاية وحدب حكومي واضح، ومحاولة ضخ دماء جديدة في عروقه لاستعادة دوره في الساحة، فكوادر التيار يملكون نفوذاً محسوساً في مفاصل مهمة بجهاز الدولة، وبشكل خاص في سلك القضاء الشرعي، والمجلس الإسلامي الأعلى، والأوقاف الجعفرية وفي المحافظات ومجلس الشورى والمؤسسة الخيرية الملكية، ويمكن فهم هذه الرعاية على أنها «استرضاء منصف» لمواقف التيار وأدواره التاريخية التي كانت تريح النظام، ناهيك عن أن هذه الرعاية تنسجم مع سياسة «التشطير العمودي» المدروسة التي يعمل عليها النظام منذ مدة ليست بقصيرة.
                          2 ـ يبدو واضحاً أن تيار المدني يفتقد «الزعامة الدينية»، فبعد رحيله المفاجئ في 24 مارس/ آذار 2003 شكل غياب الشيخ سليمان المدني فراغاً لا يمكن تعويضه على مستوى قيادة التيار، فحالياً يتزعم «التيار» نجله الشاب الشيخ محمدطاهر المدني، الذي خلفه في إمامة الجمعة بجامع المشرف، وبات المسئول الأول عن الحوزة العلمية التي يديرها والده. والشيخ محمدطاهر يتلقى حالياً دروسه الدينية في مدينة قم المقدسة في إيران، ويتردد بصفة منتظمة على البلاد.

                          وتكثر جمعية الرابطة الإسلامية من استضافة الشيخ عيسى الخاقاني أحد الأصدقاء الحميمين للشيخ سلميان المدني لإلقاء محاضرات دينية قبل أن تحط به عصى الترحال في البحرين ليسكن في منطقة عالي، في محاولة للإبقاء على «النبض الفكري الحي» للتيار. ولاسيما أن أحد أهم القيادات الفكرية أهمية وهو مستشار جلالة الملك لشئون السلطة القضائية والوزير السابق الشيخ محمدعلي الستري، تعمل «مهماته الرسمية» من دون شك على الحد من حركيته ودوره الميداني في متابعة شئون التيار السياسية.

                          3 ـ المشاركة السياسية لجمعية الوفاق الوطني الإسلامية الذراع السياسي للتيار العلمائي، أو تيار الانتفاضة التسعينية، سحبت الكثير من حيوية دور التيار المدني، فالوفاق باتت الآن ومنذ 2006، شريكة في صنع القرار التشريعي والرقابي، بعد مقاطعة الفصل التشريعي الأول لأربع سنوات.
                          4 ـ الأرجح أن التيار المدني سيبقى ـ على المدى المستقبلي المنظور ـ يمد المؤسسة الدينية الرسمية بـ «حضور شيعي» تستفيد منه لاشك السلطة التنفيذية لتأكيد صحة دعوى التمثيل المذهبي «العادل» في المؤسسات الرسمية، ولعل الدور الأكبر للتيار يتمثل حصراً في هذه الناحية بالذات.
                          5 ـ من الوارد جداً، طبقاً للموازين السياسية الحالية، أن يلعب التيار دوراً محدوداً ـ إلى جانب جمعية الوفاق والوجوه العلمائية المؤثرة ـ في التفاوض مع السلطة لتسوية بعض المسائل الأمنية المرتبطة بالأحداث الأمنية التي تتفاعل في الشارع منذ منعطف أغسطس/ آب الماضي (2010).
                          6 ـ بالنسبة للتيار العلمائي، يعتبر تيار الشيخ المدني «حليفا دينيا»، فمواقفه الرافضة من تقنين «الأحوال الشخصية»، لا تنسى، ووقفته المتحفظة من عملية التقنين، بمثابة «جميل» لا يمكن أن ينساه له التيار العلمائي، وفي الواقع إن موقف الشيخ المدني نفسه من مسألة قانون الأحوال الشخصية ليس جديداً، فقد كان له موقف افصح عنه في محاضرة له في نادي الخريجين في 25 من ديسمبر/ كانون الأول 1990، قال فيه «نحن نرفض قانون الأحوال الشخصية لأن وزارات التقنين في الدول الإسلامية لا تعتمد على الفقهاء المسلمين وإنما تعتمد على الفقهاء الوضعيين. ووضع النص ولو بصورة يرتضيها الشرع يعرض حياة الأسرة أن تحكم بحكم الكفر غدا»... وعلى أي حال فإن موقف التيار المدني هذا هو ما يعطي إشارة دالة لإمكانية تأسيس أرضية للحوار والتنسيق الدائم والمشترك فيما يرتبط بالقضايا الدينية، ففي نهاية المطاف يعتبر كلا التياران ذوي توجه «إسلامي» ولديهما رؤية متقاربة قد لا تقف عند حدود قانون «الأحوال الشخصية» بل تتجاوزها الى العديد من المسائل.

                          المصدر: صحيفة الوسط البحرينية
                          وبالحديث عن هذا الموضوع تعالوا لنتذكر هذه الصورة:


                          يطالعنا احد رموز جمعية الرابطة الاسلامية بالمقال التالي عن السيد موسى الصدر:


                          موسى الصدر .. اين انت
                          حسن المدني
                          ...
                          وكان فكر الإمام موسى الصدر يماثله في البحرين فكر الشيخ سليمان المدني القاضي بمحكمة الشرع والأستاذ عبد الله المدني رئيس تحرير مجلة المواقف وأمين سر المجلس الوطني، وقد زار السيد موسى الصدر البحرين في العام 1972 والتقى أميرها الراحل الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة كما التقى رئيس الوزراء الشيخ خليفة بن سلمان ورافقه في زيارته تلك الشيخ سليمان والأستاذ عبدالله، وألقى السيد موسى خطبة في جامع جدحفص الذي اكتظ بالجماهير التي تقاطرت إلى جدحفص من أنحاء البحرين لسماع خطابه، وحضر برفقة الشيخ سليمان المدني بعض جلسات المجلس التأسيسي البحريني، ونقلت جريدة الأضواء، آنذاك، زيارة السيد إلى المجلس التأسيسي، وقد تصدرت صورة السيد أعداد مجلة المواقف التي أسهبت في الكتابة عن سماحته وتأييد مواقفه السياسية والفكرية وذلك بعد ظهورها في شهر سبتمبر من العام 1973.

                          أخفي الإمام موسي الصدر ظلما وعدوانا ولا نعلم اليوم إن كان حيا يرزق أم انتقل إلى جوار ربه، لكن ما نعلمه حقيقة أن صدر لبنان وسيد المقاومة اللبنانية الأول أسس أنموذجا يحتذي في العالم الإسلامي ظهر جليا في فكر الشيخ محمد مهدي شمس الدين رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلي بلبنان وتوجهه، وقد زار شمس الدين البحرين والتقى الشيخ سليمان المدني وزار الشيخ منصور الستري إمام جامع سترة قبل وفاتهما وألقى عددا من الكلمات في سترة وجدحفص، كما بدا هذا التيار بوضوح لدى كثير من علماء الشيعة ومفكريهم في لبنان وفي العراق والبحرين، وإن كان هذا التوجه الفكري يواجه اليوم تحديات بدأت منذ عقد الثمانينيات، لكن التجارب أثبتت جدواه على مستوى الممارسة السياسية الواقعية ووجوب دعمه من قبل المفكرين المستنيرين والمنادين بالتعايش.


                          ومن هنا نتعرف على تاريخ الصورة وحقيقة محلها التي اراد الخاقاني ان يزيفها واعتبرها كـ(وثيقة) على علاقته بالشهيد محمد باقر الصدر كما بيناه سابقا فراجع وتأمل!!!!
                          الملفات المرفقة

                          تعليق


                          • بتامل كل هذه الاطالة التي حولت (الداعية) اليتيم الى وثائقية تسقيط الخاقاني دفاعا عن النعماني اعتقد اني قد فريت تقرحا لم يندمل بعد فسال منه كل هذا القيح والصديد !


                            مع اني اوضحت وكررت وقلت اني لااعرف الخاقاني !

                            وان هذه الشهادات المتعارضة للحائري والنعماني توجب رد احداها على الاقل !


                            كما توجب الطعن بالاثنين معا تبعا لذلك لان احدهما قد وقف على انعدام ورع الاخر على الاقل دون ان يصرح به !


                            وعلى اية حال فان الخاقاني والنعماني والحائري لايشكلون بالنسبة للدعوة مايشكله قائدها الخفي السري المغيب ....المقبور السبيتي !!!


                            الذي يعاني يتيم الدعوة من عقدة منه رغم ثبوت نقل الدعوجية عنه دون اعتراض !!

                            لكن لاعتب ولاعجب فقد اعترف بانه وهو صاحب الارشيفات والمطولات وقلم الدعوة......انه لايعرف السبيتي !!!


                            لكنه يشكل علينا حين نقول ان القيادة سرية !!!


                            ثم يدعي اني لااعرف عن السبيتي الا مانقله الخرسان !!


                            ورغم انه - ان صح - لايعد منقصة فقد وجدنا (الدعاة) ينقلون عنه نصا للتعريف بقائدهم السبيتي ....الا اني قد ارفقت رابطا يتحدث عن السبيتي بما تحدث به الخرسان يفقأ عين كل اعور فيحيله الى قعر الظلمات !!

                            http://www.adawaanews.net/old_newspa...08Dirasat.html


                            هل هذا رابط للدعوة او للخرسان ؟؟؟؟

                            ام ان السياق يشير الى حلقات قادمة مؤلمة يشق تحملها الى جانب تحمل حالة اليتم ؟؟؟؟

                            تعليق


                            • اما مانقلناه عن صفحات تقاير الاجهزة البعثية....


                              فاولا كان مانقلناه عنها يتطابق مع ماورد من مصادر اخرى كما هو واضح !

                              وثانيا فان كل تلك الوثائق عثر عليها اما اثناء الانتفاضة الشعبانية او بعيد سقوط صنم الفردوس !

                              وقد نشرت الصحف والفضائيات الكثير منها ومن مشاهد الفيديو فهل يعد هذا جريمة او (حنينا) الى الحقبة البعثية كما ورد من اتهامات رخيصة كانت البديل عن رد موضوعي يكذب كل ماورد ؟؟؟


                              المصيبة التي ستنزل على راس هذا النفاق الرخيص هو ان مصادر الدعوة ذاتها ستوثق ما ورد انفا فاي جواب سنسمع حينها ؟؟


                              طبعا لن يكون هناك حرج فقد احتج علينا بالحائري ثم رد شهادته بكل صلف !!


                              اما تكرار قضية الاتهام بالسذاجة فوالله لن تكون اقل وقعا على صاحبها من غيرها لنتوقع ردود فعل هستيرية اقوى من كل ماوقفنا عليه حتى الان !


                              وسنستنطق الافعى حتى تنفث كل ما انيابها من سموم بتنا نشم ريحها من تعريض دعوجي قذر بالبرانيات والحواشي والعداء لال الصدر وما الى ذلك من فتن الاجهزة المخابراتية صاحبة فكرة المرجعية العربية والوطنية والبيروتية والانفتاحية !!

                              تعليق


                              • وبالعود الى الدور الليبي وعلاقة منظمة العمل لابد من العودة الى بداية الثورة الايرانية !


                                لنتعرف على بعض رجالاتها ومنهم مهدي الهاشمي !



                                وعلاقته بمكتب منتظري !



                                ومن هو اياد سعيد ثابت ؟


                                يتبع...

                                تعليق

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                                يعمل...
                                X