بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة على خير من مشى على الأرض سيدنا أبو الزهراء محمد وعلى آل بيته الطيبين الأطهارمن المعلوم أنه في أرض كربلاء يرقد جسد شريف وخالد بالقرب من سيدنا ومولانا الحسين(ع) وهو جسد أخيه أبا الفضل العباس(ع) حامل لواءه في واقعة الطف والذي حار المؤرخين والكتاب في وصف شجاعته وبسالته التي لا يفوقها إلا أبوه وأخوه الحسين روحي لهما الفداء وهو يبعد عنه بضع مئات من الأمتار وهو يقابله من الناحية الغربية في منطقة التي أعتبرها من أجمل البقاع في العالم وتسمى منطقة الحرمين وأعتبرها أنها قطعة ومن أرض الجنة والتي بقدرة الله وكرامة لسيد الشهداء وقمر العشيرة(ع) تتوسع عند الزيارات لتستوعب كل الحشود المليونية الهائلة التي تأتي لزيارة هذين الضريحين الخالدين .
وسوف أنقل لكم بعض الصور عن الحضرة الشريفة وكذلك عن مقال كتب في أيام الصنم صدام في مجلة الف باء التي كانت المجلة الرسمية للنظام عن سرداب الإمام العباس(ع) وماؤه الخالد ومن كاتب شيعي الذين وجدته في أحد المواقع وآثرت أن أنقله لكم حرفياً ولو فيه بعض الإطالة ولكنه يصور السرداب وبشيء جميل .
وأول الأمر لنمتع أنظارنا برؤية الحضرة من الخارج والداخل ثم نسترسل بالمقالة.

الصورة لأحد مداخل إلى صحن الحضرة العباسية المطهرة

والصورة الأخرى تمثل ضريح الإمام روحي له الفداء وداخل قبته الشريفة

وتبدأ المقالة عند تكليف كاتب المقال وهو شيعي موالي بكتابة مقال عن أبا الفضل العباس(ع) وتخوفه من كتابته في ذلك الوقت خوفاً من بطش سلطات صدام به وبعد التوكل على الله قرر كتابة المقال ويبدأ من لحظة مقابلة اللواء الركن صابر الدوري الذي كان محافظ كربلاء وهو من احد أزلام النظام وكان مدير مخابراته في أحد المناصب التي تولاها ولكنه كان يؤمن بعظمة الإمامين وأن الأمام الحسين شفاه من مرضه بعد أن عجز الأطباء عن علاجه وهو قد عمر مدينة كربلاء وأهتم ببركة الإمامين والذين يشهدون بها أهالي كربلاء وهي كما يلي :
عندما سأله عن لماذا لا يكتب عن بركات الإمامين.فأجابه وأترككم مع المقالة.
قلت له: اخشي إن اتهم بالطائفية، كما أنه لا يسمح بتناول الكرامات في الصحافة والإعلام!
سألني مبتسماً: تخاف من الحكومة؟
ابتسمت مرتبكاً، وقبل أن أجيب أضاف:
-هذا شيء لا علاقة له بالطائفية ولا بتعليمات الحكومة.. إن الله قادر على إن يضع آياته في كل شيء، فلماذا نستكثر إن يضع الله سبحانه وتعالى آياته في هذا العبد الصالح سيدنا العباس، الذي حرم نفسه من شرب الماء لعطش ابن بنت رسول الله فكرمه ربنا بأن جعل قبره محاطاً بالماء.. أليس هذا تفسيراً معقولاً؟
قلت.. بلى.. لكن يقال إن هذه مياه جوفية.
قال: صحيح.. لكن لماذا لم تظهر هذه المياه في مكتبة ضريح الحسين والتي هي بنفس العمق ولا تبعد الحضرة الحسينية عن الحضرة العباسية كثيراً.. أليست هذه كرامة.. أكتب على مسؤوليتي إذا أردت، أنا شخصياً كنت شاهداً على كرامة هذه المياه..
)وأضاف المحافظ) : قبل أسابيع اتصل بي هاتفياً رئيس ديوان الرئاسة احمد حسين خضير وأخبرني بوجود بروفسور هندي تعاني ابنته من الصرع الدائم وإمراض أخرى. وفي الرؤيا نصح الأب البروفيسور بأن يذهب بابنته إلى سرداب قبر العباس فبغير هذا لن تشفى، وفعلاً اتصل البروفيسور الهندي بصدام حسين وطلب منه السماح بزيارة سرداب القبر والأخذ من ماءه، وها هو أمر الرئيس بالسماع بالزيادة)ويستمر صابر الدوري في كلامه) : وفعلاً جاء البروفيسور وابنته ودخلا السرداب وغسلت ابنته بالماء وشفيت فوراً.. ولدي الكثير من القصص..
قلت له: أنا أصدق وأؤمن بما تقول، لكن أنت تعرف أن الإعلام تابع للدولة.. "ألف باء" مجلة رسمية!
ومن ثم سألني الدوري: هل عندك قدرة على النزول إلى السرداب ومواجهة قبر سيدنا العباس؟
كانت طريقة إلقاء السؤال فيها شيء من الخشوع والتحدي والتحذير، لكني أجبته مباشرة:
-نعم.. أستطيع! فأنا أمام مهمة خطيرة تخص ملايين المسلمين وتخص الكثير منهم الذين يعتقدون أن جثة الإمام العباس مازالت طافية على النهر وأن النهر مازال يجري.
قال الدوري:
-أود أن أخبرك، انه بعد قضية البروفيسور الهندي اتصل بي قاسم سلام عضو القيادة القومية مسئول الحزب في اليمن وطلب مني الدخول إلى القبر، وقد جاءني فعلاً.. ولكنه ما أن نزل درجتين من سلم السرداب حتى اصطكت ركبتاه وأجهش بالبكاء ثم انهار وأخرجناه قبل إن يصل إلى القبر الشريف.. أعطيك هذه الصورة لكي تعرف ما معنى زيارة قبر سيدنا العباس.
-أنا مستعد لذلك وأعرف أشياء أكثر مما قلته عن كرامات الإمام العباس.
عندها، رفع الفريق صابر الدوري سماعة الهاتف وكلم السيد الغرابي وأمره إن يفتح لي باب السرداب والنزول إلى القبر وأن افعل ما أشاء من دون تقيد.. وضع سماعة الهاتف والتفت لي:
-ادخل واكتب وصوّر.. وأرجو أن لا تخذلني بالكتابة؟
حكاية النهر

على مدى يومين منحهما لنا من وقته سادن الروضة العباسية مع سادن الروضة الحسينية حاولنا الخروج بإجابات عن عشرات الأسئلة..
بدأنا البحث عن نهر العلقمي هل هو فعلاً يجري تحت الحضرة المقدسة؟.. من خلال اطلاعنا على بعض الكتب في مكتبة الحضرتين، وجدنا ان الإمام الحسين اختار مكان معركة الطف على وفق رؤية عسكرية مسبقة، حيث نصب مخيماته بين مجموعة من التلال محاطة بقرى الفاخرية والنواويس ونينوى وكور بابلالتي ترجع إليها تسمية كربلاء.. والى الخلف بعيداً عن”التل الزينبي“ هناك هور يشكل حماية طبيعية خلفية لمعسكر الحسين وفي الإمام يقع نهر العلقمي الذي هو فرع من نهر الفرات القديم وقد اندثر منذ قرون. ويبعد مكانه عن مرقد العباس مسافة ”150 ـ 200“ م قريباً من مقام سقوط الكف الأيسر.. حيث تدل هذه الأمكنة على مسار حركته عندما أخذ الماء من النهر ومن ثم قطعت يده اليمنى وبعد ذلك قطعت يده اليسرى بمسافة قبل ان يسقط صريعاً في مكانه الحالي..
زميلي المصور سمير هادي هيأ نفسه لالتقاط صور القبر، إذ إنه سوف ينزل ويكشف الحقائق بالصور..
عند باب الضريح
وعندما لاحظ السيد الغرابي استعدادات المصور قال لي:
-صحيح إن المحافظ وافق على التصوير لكن لي رجاء فأنتم مسلمون واعتقد إن تصوير القبر يمس حرمة الإمام، أنا لا أمنعكم لكن اعتقد ان في الأمر شيئاً من مس الحرمات،وأسرد لك ما روته لنا "بناظير بوتو" وزوجها "عاصف زادة" عندما زرناهم في الباكستان قبل سنوات، حيث انعقد المؤتمر الإسلامي هناك، وقد أقامت بوتو وزوجها دعوة غداء في بيتها للوفد العراقي وأتذكر ضمن ما قاله "عاصف زادة" حيث كان قد خسر الانتخابات مع زوجته بناظير:”لا نستغرب خسارتنا الانتخابات واتهامنا بالفساد لأننا اعتدينا على حرمة العباس فعندما زرناه دخلنا على قبره في السرداب، وهذا لا يجوز.. تصور انك تدخل على رئيس جمهورية وهو نائم، وفي ملابس النوم.. هل يجوز هذا؟ فكيف فعلنا ذلك مع العباس“ علماً إن بوتو عندما دخلت السرداب منعت المصورين الذين يرافقونها من تصوير السرداب والقبر احتراماً للعباس.
عندها طلبت من الزميل سمير هادي إن يغض النظر عن التصوير وفعلاً استجاب لطلبي وأعاد كاميرته إلى حقيبته وعاد إلى بغداد
ودخلنا الحضرة العباسية المطهرة
وفي الجزء القادم سوف نكمل المسيرة المشوقة للدخول إلى الماء الشريف للروضة العباسية المطهرة.
ونسألكم الدعاء والمسألة
تعليق