كوني ولدت من أصول سنية , كان يخطر ببالي أن أقرأ حول الدين الإسلامي من المصادر المتاحة ..و السني إما أن يكون صوفياً أو سلفياً..و كون أقاربي من الصوفية فقد كان الطريق مختصراً للابتعاد عن التصوف بمجرد سماعي لجمل من قبيل : (( المريد بين يدي شيخه كالميت بين يدي المغسل )) , (( من قال لشيخه : لم؟ لم يفلح أبداً ))..
أما قصتي مع الوهابية فغريبة عجيبة , كلما قررت أن أعود لله سبحانه أتلقى ما يشبه الصدمة الكهربائية في كتب من يصدعون رؤوسنا ليل نهار بأنهم أصحاب الفهم الصحيح للإسلام رافعين شعار : الكتاب و السنة بفهم سلف الأمة...
المرة الأولى كانت عند قراءتي لمباحث التوحيد حيث يخرج من يقرؤوها بالنتائج التالية :
1- الوهابية هي الفرقة الناجية من الفرق الثلاثة و السبعين التي تفترق عليها الأمة , و باقي المليار مسلم كلهم مشركون و العياذ بالله و كل المسلمين بعد القرون الثلاثة الأولى على الشرك إلا جماعة ابن تيمية و ابن القيم ثم من بعدهم محمد بن عبد الوهاب.
2- الله سبحانه في السماء [حسب حديث الجارية ] و له يدان [كلتا يدي ربي يمين ] و له وجه و ساق و قدم يضعها في جهنم فتقول : إط إط , و ينزل كل يوم في الثلث الأخير من الليل إلى السماء الدنيا لكن [نزولاً يليق بجلاله] فيقول هل من مستغفر فأغفر له..إلى نهاية الحديث...
طبعاً ما سبق يدعوك ببساطة لأن تكفر لأن الأرض كما نعلم كروية , فإذا أشار من يسكن القطب الشمالي للسماء و قال الله هنا , و أشار من يسكن على خط الاستواء للسماء و قال الله هنا , و أشار من يسكن القطب الجنوبي للسماء و قال الله هنا , و أشرت حيث أسكن إلى السماء و قلت الله هنا..تخيل معي كيف يكون الوضع ساعتها!!! يكون الله إذاً محيطاً بالأرض كطبقة الأوزون!!!
أما موضوع النزول..فنعلم جميعاً أنه حين تكون الدنيا نهاراً في أحد نصفي الكرة الأرضية فهي ليل في النصف الآخر..و بناء عليه : متى يصعد الله إلى العرش ليستوي عليه ؟
المرة الثانية كانت عند قراءتي لمبحث : عدالة الصحابة..
(( و نعتقد أن الصحابة جميعهم عدول و نترضى عليهم جميعاً)) ..طيب التاريخ الذي قرأته يقول غير ذلك , و حتى بعض الأحاديث في كتبنا تقول غير ذلك , و حين تناقش يقال لك فوراً :
اجتهدوا جميعاً فللمصيب أجران و للمخطئ أجر !!!
دماء تسفك و فتنة طويلة عريضة .. و المطلوب : اسكت ...
أما المرة الثالثة فكانت عند قراءتي لما جاء في القضاء و القدر و قد ذكرت شيئاً منها في موضوع [كانت إقامتي بينكم أطيب إقامة]..حيث خلاصة ما جاء فيها أن كل ما كان و ما هو كائن و ما سيكون مكتوب مسبقاً في اللوح المحفوظ قبل أن يخلق الله سبحانه الخلق بخمسين ألف سنة , و أهل الجنة محددون و أهل النار محددون...
يا للعدالة !!!!
و أترككم مع بعض الأحاديث [ الصحيحة]..للتأمل..
من البخاري:
حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا همام عن قتادة عن أنس رضي الله عنه
أن ناسا اجتووا في المدينة فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يلحقوا براعيه يعني الإبل فيشربوا من ألبانها وأبوالها فلحقوا براعيه فشربوا من ألبانها وأبوالها حتى صلحت أبدانهم فقتلوا الراعي وساقوا الإبل فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فبعث في طلبهم فجيء بهم فقطع أيديهم وأرجلهم وسمر أعينهم
قال قتادة فحدثني محمد بن سيرين أن ذلك كان قبل أن تنزل الحدود
أخبرنا أبو عبد الرحمن بن عبد الله الآملي قال: حدثنا محمد بن الفضل الطبري عن خلف بن ميمون قال: حدثنا عمرو بن صبح عن مقاتل بن حيان عن عكرمة عن ابن عباس -رضي الله عنهما- في قوله عز وجل: ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ قال: أنبت الله -عز وجل-من الياقوتة جبلا فأحاط بالأرضين السبع على مثل خلق الياقوتة في حسنها وخضرتها وصفائها، فصارت الأرضون السبع في ذلك الجبل كالإصبع في الخاتم، وارتفع بإذن الله -عز وجل- في الجو حتى لم يبق بينه وبين السماء إلا ثمانون فرسخا، وما بين السماء والأرض مسيرة خمسمائة عام للراكب المسرع.
ثم أنبت الله -عز وجل-هذه الجبال التي على وجه الأرض في برها وبحرها من ذلك الجبل، فهي عروق ذلك الجبل متشعبة في الأرضين السبع، فذلك قوله تعالى: وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا .
وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ فالرواسي: الثابتات الأصول إلى الأرض السابعة، والشامخات: العاليات الفروع فوق هذه الأرض، قال: ولذلك الجبل رأس كرأس الرجل ووجه كوجه الرجل وقلب على قلوب الملائكة؛ للمعرفة لله سبحانه وتعالى والخشية والطاعة له، فذلك قوله جل ذكره: ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ فقاف ذلك الجبل وهو اسمه، وهو أقطار السماوات والأرض التي يقول الله -عز وجل- إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ .
وخلق الله -عز وجل- في عروق ذلك الجبل ألوان المياه التي تجري في البحور من البياض والخضرة والسواد والصفرة والحمرة والكدرة والعذب والمالح والمنتن والزعاق، فإذا أراد الله -عز وجل- أن يزلزل قرية أوحى الله إلى ذلك الجبل أن يحرك منه عرق كذا وكذا، فإذا حركه خسف الله -عز وجل- بالقرية فخضرة السماء من ذلك، وخضرة ذلك الجبل من تلك الصخرة قضى ذلك الرحمن تبارك وتعالى.
فهبط جبريل على نبينا وعليه الصلاة والسلام إلى الأرض، فلما انفرجت عنه سماء الدنيا رمى ببصره إلى الأرض فإذا هي ساكنة قد استقرت بالجبال بإذن الله جلت في عظمة الله -عز وجل- فوقف مكانه، ثم أنشأ ينظر تعجبا فلما رأى جبريل صلى الله على نبينا وعليه وسلم جبل قاف أنكره، لما رأى من عظم خلقه وحسن لونه، فقال: إن هذا الخلق ابتدعه الرحمن تبارك وتعالى الليلة.
فلما أتاه أبصر خلقا عظيما عجيبا مع صفائه وحسن لونه، ورأى عروقه متشعبة في الأرض ما بين برها وبحرها قد ارتفعت على وجه الأرض منيفة ذراها في الهواء، فتعجب من كبرها واختلاف خلقها وتشتت ألوانها واستقرار الأرض عليها، فنظر إلى قاف وقبض عليها، فقال: إلهي، ما هذا؟ قال: يا جبرائيل هذا الجبل قال: إلهي، وما الجبل؟ قال: حجر، قال: إلهي، هل أنت خالق خلقا هو أشد من الحجر؟ قال: نعم، الحديد يقد به الحجر، قال: إلهي هل أنت خالق خلقا أشد من الحديد؟ قال: نعم، النار يلين بها الحديد، قال: إلهي، هل أنت خالق خلقا هو أشد من النار؟ قال: نعم، الماء يُطفأ به النار، قال: إلهي، هل أنت خالق خلقا هو أشد من الماء؟ قال: نعم، الريح تفرقه أمواجا وتحبسه عن مجراه، قال: إلهي، هل أنت خالق خلقا هو أشد من الريح؟ قال: نعم، ابن آدم يحتال لهذا كله بعضه ببعض.
فخر جبريل -عليه السلام- ساجدا فأطال السجود والبكاء والثناء على الله عز وجل، ثم قال: يا رب ما كنت أظن أنك تخلق خلقا هو أشد مني، فأوحى الله -عز وجل- إليه يا جبريل ما لم ترَ من قدرتي ولم تبلغ من كنه شأني ولم تعلم به إلى ما قد رأيت، وعلمت كالبحر المغلوب الذي لا تعرف نواحيه ولا يوصف عمقه إلى قطر الرشاء.
قال جبريل كذلك أنت إلهي وأقدر وأعظم، ثم رجع إلى السماء السابعة العليا متقاصرة إليه نفسه، لما رأى من الخلق العظيم والعجب العجيب، حتى وقف في مكان متعبده من السماء السابعة، فذلك قوله جل ذكره: وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ يعني لكيلا تميد بكم كما كانت تفعل قبل ذلك.
من البخاري:
حدثنا قتيبة حدثنا إسماعيل بن جعفر عن عتبة بن مسلم مولى بني تيم عن عبيد بن حنين مولى بني زريق عن أبي هريرة رضي الله عنه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمسه كله ثم ليطرحه فإن في أحد جناحيه شفاء وفي الآخر داء
و رد في صحيح مسلم و البخاري ... و اللفظ للبخاري:
عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذرٍّ حين غربت الشمس:" أتدري أين تذهب؟". قلت: الله ورسوله أعلم. قال:" فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش، فتستأذن، فيؤذن لها، ويوشك أن تسجد فلا يقبل منها، وتستأذن فلا يؤذن لها، يقال: ارجعي من حيث جئت. فتطلع من مغربها، فذلك قوله تعالى: "وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ" [يّـس:38]. صحيح البخاري (3027)، وصحيح مسلم (159).
قال الامام احمد حدثنا عبد الرازق ,حدثنا يحيى بن العلاء عن عمه شعيب بن خالد , حدثني سماك بن حرب , عن عبد الله بن عميرة , عن الاحنف بن قيس , عن عبد المطلب قال :
كنا جلوسا مع رسول الله ص بالبطحاء , فمرت سحابة , فقال رسول الله ص : أتدرون ما هذا ؟
قال: قلنا : السحاب
قال : والمزن
قال : قلنا : والمزن
قال: والعنان
قال : فسكتنا
فقال : هل تدرون كم بين السماء والارض ؟
قال :قلنا : الله ورسوله اعلم
قال : بينهما مسيرة خمسمائة سنة , من كل سماء الي سماء مسيرة خمسمائة سنة وفوق السماء السابعة بحر بين اسفله واعلاه كما بين السماء والارض ,ثم فوق ذلك ثمانية اوعال بين ركبهن وأظلافهن كما بين السماء والارض , ثم على ظهورهم العرش , والله فوق ذلك , وليس يخفى عليه من اعمال بني آدم شئ .
الإمام ابن تيمية في مناظرته في الواسطية كما في الفتاوى(3/192)
الإمام ابن القيم في إجتماع الجيوش الاسلامية(43)قال:هذا حديث حسن صحيح.
وكذلك في تهذيب السنن(7/91) دافع عن الحديث ورد على من قدح فيه
وأخرج الطبراني في السنة ، ومن طريقه ابن مندة كما في إبطال التأويلات ( 1/ 143 ) من طريق عبد الله بن الإمام أحمد عن أبيه عن شاذان به مرفوعا
ولفظ الطبراني : ( رأيت ربي في صورة شاب له وفرة ) ، انظر السيوطي ( اللآلئ المصنوعة 1/ 29)
ولفظ ابن مندة ( رأيت ربي في صورة شاب أمرد له وفرة جعد قطط في روضة خضراء) )
و غيرها كثير...و الحمد لله على نعمة العقل..
أما قصتي مع الوهابية فغريبة عجيبة , كلما قررت أن أعود لله سبحانه أتلقى ما يشبه الصدمة الكهربائية في كتب من يصدعون رؤوسنا ليل نهار بأنهم أصحاب الفهم الصحيح للإسلام رافعين شعار : الكتاب و السنة بفهم سلف الأمة...
المرة الأولى كانت عند قراءتي لمباحث التوحيد حيث يخرج من يقرؤوها بالنتائج التالية :
1- الوهابية هي الفرقة الناجية من الفرق الثلاثة و السبعين التي تفترق عليها الأمة , و باقي المليار مسلم كلهم مشركون و العياذ بالله و كل المسلمين بعد القرون الثلاثة الأولى على الشرك إلا جماعة ابن تيمية و ابن القيم ثم من بعدهم محمد بن عبد الوهاب.
2- الله سبحانه في السماء [حسب حديث الجارية ] و له يدان [كلتا يدي ربي يمين ] و له وجه و ساق و قدم يضعها في جهنم فتقول : إط إط , و ينزل كل يوم في الثلث الأخير من الليل إلى السماء الدنيا لكن [نزولاً يليق بجلاله] فيقول هل من مستغفر فأغفر له..إلى نهاية الحديث...
طبعاً ما سبق يدعوك ببساطة لأن تكفر لأن الأرض كما نعلم كروية , فإذا أشار من يسكن القطب الشمالي للسماء و قال الله هنا , و أشار من يسكن على خط الاستواء للسماء و قال الله هنا , و أشار من يسكن القطب الجنوبي للسماء و قال الله هنا , و أشرت حيث أسكن إلى السماء و قلت الله هنا..تخيل معي كيف يكون الوضع ساعتها!!! يكون الله إذاً محيطاً بالأرض كطبقة الأوزون!!!
أما موضوع النزول..فنعلم جميعاً أنه حين تكون الدنيا نهاراً في أحد نصفي الكرة الأرضية فهي ليل في النصف الآخر..و بناء عليه : متى يصعد الله إلى العرش ليستوي عليه ؟
المرة الثانية كانت عند قراءتي لمبحث : عدالة الصحابة..
(( و نعتقد أن الصحابة جميعهم عدول و نترضى عليهم جميعاً)) ..طيب التاريخ الذي قرأته يقول غير ذلك , و حتى بعض الأحاديث في كتبنا تقول غير ذلك , و حين تناقش يقال لك فوراً :
اجتهدوا جميعاً فللمصيب أجران و للمخطئ أجر !!!
دماء تسفك و فتنة طويلة عريضة .. و المطلوب : اسكت ...
أما المرة الثالثة فكانت عند قراءتي لما جاء في القضاء و القدر و قد ذكرت شيئاً منها في موضوع [كانت إقامتي بينكم أطيب إقامة]..حيث خلاصة ما جاء فيها أن كل ما كان و ما هو كائن و ما سيكون مكتوب مسبقاً في اللوح المحفوظ قبل أن يخلق الله سبحانه الخلق بخمسين ألف سنة , و أهل الجنة محددون و أهل النار محددون...
يا للعدالة !!!!
و أترككم مع بعض الأحاديث [ الصحيحة]..للتأمل..
من البخاري:
حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا همام عن قتادة عن أنس رضي الله عنه
أن ناسا اجتووا في المدينة فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يلحقوا براعيه يعني الإبل فيشربوا من ألبانها وأبوالها فلحقوا براعيه فشربوا من ألبانها وأبوالها حتى صلحت أبدانهم فقتلوا الراعي وساقوا الإبل فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فبعث في طلبهم فجيء بهم فقطع أيديهم وأرجلهم وسمر أعينهم
قال قتادة فحدثني محمد بن سيرين أن ذلك كان قبل أن تنزل الحدود
أخبرنا أبو عبد الرحمن بن عبد الله الآملي قال: حدثنا محمد بن الفضل الطبري عن خلف بن ميمون قال: حدثنا عمرو بن صبح عن مقاتل بن حيان عن عكرمة عن ابن عباس -رضي الله عنهما- في قوله عز وجل: ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ قال: أنبت الله -عز وجل-من الياقوتة جبلا فأحاط بالأرضين السبع على مثل خلق الياقوتة في حسنها وخضرتها وصفائها، فصارت الأرضون السبع في ذلك الجبل كالإصبع في الخاتم، وارتفع بإذن الله -عز وجل- في الجو حتى لم يبق بينه وبين السماء إلا ثمانون فرسخا، وما بين السماء والأرض مسيرة خمسمائة عام للراكب المسرع.
ثم أنبت الله -عز وجل-هذه الجبال التي على وجه الأرض في برها وبحرها من ذلك الجبل، فهي عروق ذلك الجبل متشعبة في الأرضين السبع، فذلك قوله تعالى: وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا .
وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ فالرواسي: الثابتات الأصول إلى الأرض السابعة، والشامخات: العاليات الفروع فوق هذه الأرض، قال: ولذلك الجبل رأس كرأس الرجل ووجه كوجه الرجل وقلب على قلوب الملائكة؛ للمعرفة لله سبحانه وتعالى والخشية والطاعة له، فذلك قوله جل ذكره: ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ فقاف ذلك الجبل وهو اسمه، وهو أقطار السماوات والأرض التي يقول الله -عز وجل- إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ .
وخلق الله -عز وجل- في عروق ذلك الجبل ألوان المياه التي تجري في البحور من البياض والخضرة والسواد والصفرة والحمرة والكدرة والعذب والمالح والمنتن والزعاق، فإذا أراد الله -عز وجل- أن يزلزل قرية أوحى الله إلى ذلك الجبل أن يحرك منه عرق كذا وكذا، فإذا حركه خسف الله -عز وجل- بالقرية فخضرة السماء من ذلك، وخضرة ذلك الجبل من تلك الصخرة قضى ذلك الرحمن تبارك وتعالى.
فهبط جبريل على نبينا وعليه الصلاة والسلام إلى الأرض، فلما انفرجت عنه سماء الدنيا رمى ببصره إلى الأرض فإذا هي ساكنة قد استقرت بالجبال بإذن الله جلت في عظمة الله -عز وجل- فوقف مكانه، ثم أنشأ ينظر تعجبا فلما رأى جبريل صلى الله على نبينا وعليه وسلم جبل قاف أنكره، لما رأى من عظم خلقه وحسن لونه، فقال: إن هذا الخلق ابتدعه الرحمن تبارك وتعالى الليلة.
فلما أتاه أبصر خلقا عظيما عجيبا مع صفائه وحسن لونه، ورأى عروقه متشعبة في الأرض ما بين برها وبحرها قد ارتفعت على وجه الأرض منيفة ذراها في الهواء، فتعجب من كبرها واختلاف خلقها وتشتت ألوانها واستقرار الأرض عليها، فنظر إلى قاف وقبض عليها، فقال: إلهي، ما هذا؟ قال: يا جبرائيل هذا الجبل قال: إلهي، وما الجبل؟ قال: حجر، قال: إلهي، هل أنت خالق خلقا هو أشد من الحجر؟ قال: نعم، الحديد يقد به الحجر، قال: إلهي هل أنت خالق خلقا أشد من الحديد؟ قال: نعم، النار يلين بها الحديد، قال: إلهي، هل أنت خالق خلقا هو أشد من النار؟ قال: نعم، الماء يُطفأ به النار، قال: إلهي، هل أنت خالق خلقا هو أشد من الماء؟ قال: نعم، الريح تفرقه أمواجا وتحبسه عن مجراه، قال: إلهي، هل أنت خالق خلقا هو أشد من الريح؟ قال: نعم، ابن آدم يحتال لهذا كله بعضه ببعض.
فخر جبريل -عليه السلام- ساجدا فأطال السجود والبكاء والثناء على الله عز وجل، ثم قال: يا رب ما كنت أظن أنك تخلق خلقا هو أشد مني، فأوحى الله -عز وجل- إليه يا جبريل ما لم ترَ من قدرتي ولم تبلغ من كنه شأني ولم تعلم به إلى ما قد رأيت، وعلمت كالبحر المغلوب الذي لا تعرف نواحيه ولا يوصف عمقه إلى قطر الرشاء.
قال جبريل كذلك أنت إلهي وأقدر وأعظم، ثم رجع إلى السماء السابعة العليا متقاصرة إليه نفسه، لما رأى من الخلق العظيم والعجب العجيب، حتى وقف في مكان متعبده من السماء السابعة، فذلك قوله جل ذكره: وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ يعني لكيلا تميد بكم كما كانت تفعل قبل ذلك.
من البخاري:
حدثنا قتيبة حدثنا إسماعيل بن جعفر عن عتبة بن مسلم مولى بني تيم عن عبيد بن حنين مولى بني زريق عن أبي هريرة رضي الله عنه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمسه كله ثم ليطرحه فإن في أحد جناحيه شفاء وفي الآخر داء
و رد في صحيح مسلم و البخاري ... و اللفظ للبخاري:
عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذرٍّ حين غربت الشمس:" أتدري أين تذهب؟". قلت: الله ورسوله أعلم. قال:" فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش، فتستأذن، فيؤذن لها، ويوشك أن تسجد فلا يقبل منها، وتستأذن فلا يؤذن لها، يقال: ارجعي من حيث جئت. فتطلع من مغربها، فذلك قوله تعالى: "وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ" [يّـس:38]. صحيح البخاري (3027)، وصحيح مسلم (159).
قال الامام احمد حدثنا عبد الرازق ,حدثنا يحيى بن العلاء عن عمه شعيب بن خالد , حدثني سماك بن حرب , عن عبد الله بن عميرة , عن الاحنف بن قيس , عن عبد المطلب قال :
كنا جلوسا مع رسول الله ص بالبطحاء , فمرت سحابة , فقال رسول الله ص : أتدرون ما هذا ؟
قال: قلنا : السحاب
قال : والمزن
قال : قلنا : والمزن
قال: والعنان
قال : فسكتنا
فقال : هل تدرون كم بين السماء والارض ؟
قال :قلنا : الله ورسوله اعلم
قال : بينهما مسيرة خمسمائة سنة , من كل سماء الي سماء مسيرة خمسمائة سنة وفوق السماء السابعة بحر بين اسفله واعلاه كما بين السماء والارض ,ثم فوق ذلك ثمانية اوعال بين ركبهن وأظلافهن كما بين السماء والارض , ثم على ظهورهم العرش , والله فوق ذلك , وليس يخفى عليه من اعمال بني آدم شئ .
الإمام ابن تيمية في مناظرته في الواسطية كما في الفتاوى(3/192)
الإمام ابن القيم في إجتماع الجيوش الاسلامية(43)قال:هذا حديث حسن صحيح.
وكذلك في تهذيب السنن(7/91) دافع عن الحديث ورد على من قدح فيه
وأخرج الطبراني في السنة ، ومن طريقه ابن مندة كما في إبطال التأويلات ( 1/ 143 ) من طريق عبد الله بن الإمام أحمد عن أبيه عن شاذان به مرفوعا
ولفظ الطبراني : ( رأيت ربي في صورة شاب له وفرة ) ، انظر السيوطي ( اللآلئ المصنوعة 1/ 29)
ولفظ ابن مندة ( رأيت ربي في صورة شاب أمرد له وفرة جعد قطط في روضة خضراء) )
و غيرها كثير...و الحمد لله على نعمة العقل..
تعليق