تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
هناك فرق بين السجود على التراب والسجود للتراب . اجمع علماء الشيعة على القول بأفضلية السجود على الارض لما يروونه عن أئمة اهل البيت عليهم السلام قول جدهم رسول الله صلى الله عليه واله وسلم : ( افضل السجود على الارض ) وفي رواية اخرى : ( لا يجوز السجود الا على الارض او ما انبتت الارض غير مأكول ولا ملبوس ) .
وقد روي صاحب وسائل الشيعة عن محمد بن علي بن الحسين بأسناده عن هشام بن الحكم عن ابي عبد الله عليه السلام قال : ( السجود على الارض افضل لأنه ابلغ في التواضع والخضوع لله عز وجل ) , وفي رواية اخرى عن محمد بن الحسن بأسناده عن اسحاق بن الفضل انه سأل ابا عبد الله عليه السلام عن السجود على الحصر والبواري المنسوجة من القصب فقال : ( لابأس وان يسجد على الارض احب الي فأن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم كان يحب ذلك ان يمكن جبهته من الارض فأنا احب لك ما كان حبه رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ) .
ومما يدل على ان الصحابة كانوا يفضلون السجود على الارض وذلك بحضرة النبي صلى الله عليه واله وسلم ما اخرجه الامام النسائي في سننه في باب تبريد الحصى للسجود عليه , قال : اخبرنا قتيبة قال : حدثنا عبادة عن محمد بن عمر عن سعيد بن الحرث عن جابر بن عبد الله قال : كنا نصلي مع رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فأخذت قبضة من حصى في كفي ابرده , ثم احوله في كفي الاخر فأذا سيحدث وضعته لجبهتي ( سنن النسائي ج2 ص204 باب تبريد الحصى للسجود عليه ) .
اضف الى ذلك ان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قال : ( جعلت لي الارض مسجدا وطهورا ) وقال ايضا : ( جعلت لنا الارض كلها مسجدا وجعلت تربتها لنا طهورا ) صحيح مسلم ج2 ص64 كتاب المساجد ومواضع الصلاة .
فكيف يتعصب المسلمون ضد الشيعة لأنهم يسجدون على الارض بدلا من السجود على الزراي , وكيف يصل بهم الامر الى تكفيرهم والتشنيع عليهم وقذفهم زورا وبهتانا بأنهم عباد الاصنام . وكيف يضربونهم في السعودية لمجرد وجود التربة في جيوبهم او في حقائبهم .
اهذا هو الاسلام الذي يأمرنا بأحترام بعضنا وعد اهانة المسلم الموحد الذي يشهد ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله ويقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويصوم رمضان ويحج البيت وهل يعقل عاقل بأن الشيعي يتكبد تلك الاتعاب ويخسر تلك الخسائر ويأتي لحج بيت الله الحرام وزيارة قبر النبي صلى الله عليه واله وسلم وهو يعبد الحجارة كما يحلو للبعض ان يصوره .
فهناك فرق بين السجود على التراب والسجود للتراب .
واذا كان الشيعي يحتاط ليكون سجوده طاهرا ومقبولا عند الله فيتمثل اوامر رسول الله والائمة الاطهار وخصوصا في زماننا هذا الذي اصبحت ابنية كل المساجد مفروشة بالزراري الوتيرة وفي البعض بما يسمى موكوت ( moquette ) وهي مادة مجهولة الصنع لدى عامة المسلمين ولم تصنع في بلاد اسلامية ولعل البعض منها فيها ما لا يجوز السجود عليه .
والحمد لله رب العالمين
وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم
والعن عدوهم من الاولين والاخرين
امين رب العالمين
وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم
والعن عدوهم من الاولين والاخرين
امين رب العالمين