في الواقع أو ربما في الخيال تنتصب عروشهم الرملية المجللة بالبخار والضباب ، متربعون متسيدون على ركام خوائهم ، تلصف جلود وجوههم بمساحيق فسفورية زائفة ، يلوكون الكلمات ويمطونها فتخرج من افواههم لا ماء فيها .. واذا ما اكتتبوا سالت كلماتهم في كل حدب وتوزعت على كل صوب ، لا لجهة انتشارها بل لتشرذمها واشتجانها وتناقضها الفج .. ينمّقونها ويزوقونها جهد جهدهم فلا يمكن قراءتها الا على انها أحاجٍ او ترهات او ربما قيءٌ خرج بغث اقلامها سهوا .. لكنهم يقصدون ، ويتبجحون بقصد ترصد ترهاتهم التي يظنون انها من فرائد نظم الجمان وعجائب ما نطق به الإنسان ..
مثقفون وإعلاميون وسياسيون ومفكرون وعباقرة ويفهمون في كل شيء !! هكذا يرون أنفسهم ، موسوعيون عصيّون على التصنيف!! .. وفي الحقيقة أنهم جهّال بامتياز.
اذا عسعس بهم ليلهم تراهم يطوفون في دهاليز متاهات اوهامهم ، ويفتحون قلاع آمالهم ويدكون حصونها بمجانيق عجائب ابتكاراتهم ، فهم الاوحدون في قطع أسفار ما أبدعوا فيه ، وهم الاحوذيون في غريب ما اجترحوه .. وان تنفس بهم صبحهم ترى ان ليس ثمة في الدنيا من يداني شمم أنوفهم ، يطأون الأرض فتتبرك بانطباع ارقام احذيتهم عليها ، ويركبون السيارات فتضيء مصابيحها بنور انبلاج وجوههم ، ويجلسون على الكراسي فيرتفع شأنها حتى لا تقبل جلوس احد غيرهم عليها .
هم في كل مكان ، نراهم ونعرفهم ، نضحك عليهم ويضحكون منا ، واحدهم في عيوننا مثل بالون في فم طفل ينفخها ، ينفث فيها من بخار رئتيه ، تكبر وتكبر وتكبر ، نعلم خواءها ونحزن لأننا نعرف نهايتها التي ما فتئت تأتي مباغتة ، فذروة ما ستبلغه سيمثل في ذات الوقت نقطة اختفائها الأبدي ، لتخلف خلفها بخارا سرعان ما سيتبدد في زحمة الحياة وصخبها. أما نحن في عيونهم فصغار جدا ، بالونات خالية من البخار .. وهنا يكمن الفرق بيننا وبينهم ، لان البالون التي لم تنتفخ لا يمكن ان تتفرقع.
مثقفون وإعلاميون وسياسيون ومفكرون وعباقرة ويفهمون في كل شيء !! هكذا يرون أنفسهم ، موسوعيون عصيّون على التصنيف!! .. وفي الحقيقة أنهم جهّال بامتياز.
اذا عسعس بهم ليلهم تراهم يطوفون في دهاليز متاهات اوهامهم ، ويفتحون قلاع آمالهم ويدكون حصونها بمجانيق عجائب ابتكاراتهم ، فهم الاوحدون في قطع أسفار ما أبدعوا فيه ، وهم الاحوذيون في غريب ما اجترحوه .. وان تنفس بهم صبحهم ترى ان ليس ثمة في الدنيا من يداني شمم أنوفهم ، يطأون الأرض فتتبرك بانطباع ارقام احذيتهم عليها ، ويركبون السيارات فتضيء مصابيحها بنور انبلاج وجوههم ، ويجلسون على الكراسي فيرتفع شأنها حتى لا تقبل جلوس احد غيرهم عليها .
هم في كل مكان ، نراهم ونعرفهم ، نضحك عليهم ويضحكون منا ، واحدهم في عيوننا مثل بالون في فم طفل ينفخها ، ينفث فيها من بخار رئتيه ، تكبر وتكبر وتكبر ، نعلم خواءها ونحزن لأننا نعرف نهايتها التي ما فتئت تأتي مباغتة ، فذروة ما ستبلغه سيمثل في ذات الوقت نقطة اختفائها الأبدي ، لتخلف خلفها بخارا سرعان ما سيتبدد في زحمة الحياة وصخبها. أما نحن في عيونهم فصغار جدا ، بالونات خالية من البخار .. وهنا يكمن الفرق بيننا وبينهم ، لان البالون التي لم تنتفخ لا يمكن ان تتفرقع.