كتاب ولاية الفقيه العامة في الميزان لآية الله الشيخ محمد جميل حمود العاملي دام ظله:
http://www.hashemya.com/hashemya33/n29/index29.html
http://www.aletra.org/Moalafat/WelayatFakeehBook.htm
http://www.hashemya.com/hashemya33/n29/index29.html
http://www.aletra.org/Moalafat/WelayatFakeehBook.htm
ليسَ لكَ من الأمرِ شيٌ(،وقوله تعالى: )ولو تقوّل علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين( .فولايةُ الرسول الأعظم وآلهِ الطاهرين عليهم السلام هي ــ كما أشرنا آنفاً ـــ ولايةُ حفظ الأحكام من التلاعب بها وتحريفها ثمَّ ولاية تبليغها للآخرين،فهم محدَّثون عن الله تعالى وناقلون لأحكامه وليس كما يدَّعي السيِّد الخميني بأنَّهم يحلِّلون حرام الله عزَّ اسمه ويحرِّمون حلاله،فإنَّ ذلك من التقوُّل عليه تبارك وتعالى، فقصاصه عند الله تعالى في الدنيا أن يقطع منه الوتين والعذاب في الآخرة!...ولو فرضنا أنَّهم حلَّلوا ما حرَّمه اللهٌ تعالى لكانوا بذلك مفترين على الله تعالى في حين قامت الأدلة القطعية من الكتاب والسنَّة المطهّرة بتنزيههم عن كلِّ ذلك،بل هم عبادٌ مخلَصون لقوله تعالى)عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون[ ]إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً[ وقولِهِم(عليهم السلام) (نحنُ أوعِيَةُ مشيئَةِ اللهِ إن شاءَ اللهُ شِئنا)،فمشيئتُهم من مشيئةِ الله، وإرادتُهم من إرادةِ الله تعالى ،فهم تابعون لإرادتهِ،فليس لهم إرادة غير إرادتهِ وليس لهم كيانٌ غيرَ كيانهِ "فليس غيرُهُ في الدار ديَّار " "وليس ورآءَ عبَّادان قريةٌ" فالمُرادُ من ولايتهِمُ التَّشريعيَّةَ هو ولايةُ الحِفظِ والرِّعايةِ والتَّبليغِ والإنذارِ والهِدايةِ ولا يُرادُ منها ما توهَّمَهُ أصحابُ هذهِ النَّظريَّةِ، فسُلطةُ الولايةِ عندَ الفقيهِ الولايتيِّ مُستمَدَّةٌ ـ كما أشرنا آنفاً ـ من نظريَّةِ التَّصويبِ الأشعريِّ والتَّفويضِ المُعتزليِّ، وهكذا صارَ الإستبدادُ المُشَرعَنُ جُزءاً منَ الفكرِ السِّياسيِّ الإسلاميِّ بكلا شقيه ـــ الشِّيعيِّ المتسيّس والأشعَريِّ السلفي المتصلب ــ بحيثُ صارَ يُنظَرُ إليهِ بقداسةٍ دونَ تمحيصٍ من قِبَلِ بعضِ فقهاءِ الشَِّيعةِ أمثال الشيخ النراقي مؤسِّسُ فكرةِ ولايةِ الفقيهِ العامة ثُمَّ تبِعَهُ بعضُ المُتأخِّرينَ ممن لا قيمةَ لآرائهم الفقهيّة المبتنية على القياسِ والإستحسانِ، فلم يُميِّز هؤلاءِ بينَ النُّصوصِ الشَّرعيَّةِ المقدَّسةِ المُتمَثِّلَةِ بالقُرآنِ الكريمِ والسُّنَّةِ الضَّروريَّة التي لا تقبلُ الإجتِهادَ والتَّأويلَ وبينَ اجتِهاداتِ الفُقهاءِ ومُمارساتِ الحُكَّامِ، فاعتبَروا الجميعَ نصَّاً إسلاميّاً مقدّساً لا يجوزُ نقدُهُ أو خدشه بالرَّغْمِ من تبايُنِ الظُّروفِ والأحداثِ، وكلُّ مَن يخدِشُ بهِ فهو خارجٌ عنِ الدِّينِ ويستحقُّ القتلَ أو التَّعزيرَ أو التوهين أو الإقصاء والإهانةِ (كما يحصل الآن على الساحة الإيرانية بين السلطة السياسيّة المستبدَّة وبينَ المعارضةِ الإصلاحيَّةِ السلميَّةِ بقيادة السيّدِ مير حسين موسوي المدعوم من الشيخ رفسنجاني والسيِّدالخاتمي و الشيِّخ كروبي وكلهم من أولاد النظام )، والسِّرُّ في ذلكَ ـــ بحسب هذه النظريَّة الموهومة ـــ أنَّ الحاكمَ سوآءٌ أكان مجتهداً أم عاميّاً يُعبِّرُ عن إرادةِ اللهِ تعالى ـــــ وهو ما صرَّح به علناً الشيخ محمد تقي مصباح يزدي قائلاً بأن طاعة محمود نجاد طاعة لله تعالى ــــ والحاكم مُنتَخَبٌ من قِبَلِ اللهِ عزَّ وجلَّ لقيادةِ الأمَّةِ ولو كانَ هذا الإنتِخابُ بواسطةِ جماعةٍ منَ الفُقهاءِ وهو ما يُصطَلحُ عليهِ في الجمهوريَّةِ الإيرانيَّةِ بنظامِ شورى الفُقهاءِ ومهمَّتُهُ تعيينُ المرشِدِ الحاكمِ كما تنصُّ على ذلكَ المادَّةُ الخامِسَةُ من دستورِ الجمهوريَّةِ الإيرانيَّةِ، وهؤلاءِ الفُقهاءُ مُنتَخبونَ مِن قِبَلِ الشَّعبِ، فتعيينُ اللهِ لهُ إنَّما يكونُ مِن قِبَلِ تعيينِ الفُقهاءِ لهُ، ولستُ أدري كيفَ صارَ المرشدُ الأعلى وهؤلاءِ الفُقهاء عينَ اللهِ النَّاظرَةَ في خلقِهِ وهم بأمسِّ الحاجةِ لمن يقوِّمهم لكونهم معرَّضين للأخطاءِ بحكمِ عدم عصمتهم؟!! وكيفَ أنَّهُ تعالى جعلَ إرادتَهُ فيهِم أيضاً مع أنَّ إختيارهم للخامنئي صار موضع إستنكار ورفض من قِبَلِ ثلة منهم وعلى رأسهم الشيخ رفسنجاني نفسه الذي دعا سابقاً إليه وكان متحمساً له بشدة!! وهل تبدلت إرادةُ اللهِ تعالى بتبدُّلِ إرادةِ هؤلاء الفقهاءِ فتدورُ إرادتُه تعالى مدارَ إرادةِ هؤلاءِ الفقهاءِ الذين يُخطئون ويُصيبون؟! وهل صارت إرادتُه تعالى مناصفةً بين المؤيدين للخامنئي وبين الرافضين له،فتصير إرادته تعالى محلاً للتناقض والتعارض وقد قام الدليل العقلي على إستحالته؟! كما أنَّه أمرٌ مرفوضٌ ـــ عندنا نحن الإماميَّة ــــ جملةً وتفصيلاً لمخالفته لجلال الله تعالى المعصوم عن الزلل والخطأ والمحاباة ؟؟!وهل أنَّ الله تعالى أراد للخامنئي أن يدوسَ برجله كراماتِ النساءِ بضربهنَّ في الطرقات أمام الملأ وقتل بعضهنَّ وهتك سترهنَّ وخدرهنَّ بل واغتصاب ثلة منهنّ ودفنهنّ سراً في مقبرة بهشت زهراء، فقد ذكّرتنا هذه المشاهد المرعبة بما فعله المغتصبون للحكم بعد شهادة رسول الله ،فقد أقدم قادة وجلاوذة النظام على أذيةِ الصديّقةِ الكبرى الزهراء البتول عليها السلام عندما حاولت منعهم من قهر الإمام عليّ عليه السلام على البيعة لأبي بكر فتناوبوا على ضربها ورفسها بأرجلهنّ وتكسير أضلاعها،فما الفرق بين خالد بن الوليد وبين بعض حرس الثورة الذين تناوبوا على إغتصاب فتاة في سجن إفين؟؟!!،فما فعله النظام الإيراني الحالي نظير ما فعله المتقدّمون لا يختلفان بشيءٍ أبداً، فإمتهان كرامة المرأة والشبابِ العُزَّل لمجرَّدِ مطالبتهم بإعادة الإنتخابات لإعتقادهم بحصول تزوير فيها صار من الواجبات الدينيَّة عند الحاكم الولايتي تماماً كما كان في عهد المغتصبين السابقين؟؟!!وهل إرادة الله تعالى سمحت للحرس الخاص بالخامنئي بأن يسحبَ الرجالَ على الطرقات بشعورهم ويتناوب على ضرب الواحد منهم العشرات من جلاوزته ؟؟!!لا لشيءٍ سوى أنَّ الله تعالى أراد للجمهورية الإيرانية العزَّةَ والبقاءَ ولو كان ذلك على حسابِ الدماءِ البريئةِ والنساءِ المستضعفاتِ اللاتي أمر النبيُّ الأكرم بمداراتهنَّ والإحسان إليهنَّ بقوله عليه السلام:"اتقوا الله تعالى في النساء"...لكنَّ ولايةَ الفقيهِ الإلهيَّةِ لها أحكامُها الخاصةُ بها بحيث يكونُ لها حيثيّةُ الحاكميّةِ على كلّ الأحكام الضروريّة في الإسلام وعند عامة العقلاء،فهي خارجة تخصصاً وتخصيصاً عن المحاسبة والمعاتبَة والإتهام،فلها الحق بالمحاسبة والمعاقبة من دون جدال لأنَّ الخامنئي الحاكم ينطق عن الله تعالى،وما ذلك إلاّ توافُقاً مع نظريَّةِ الكسْبِ الأشعريَّةِ القائِلةِ بأنَّ إرادةَ اللهِ تعالى في عبادهِ وهُم كسْبٌ لها بمعنى أنَّهم آلةٌ لتحقيقِ تلكَ الإرادةِ..!.
تعليق