في نفس الوقت الذي نؤمن فيه بأن فريقاً من الصحابة قد بلغوا القمة بل وما فوق القمة في النزاهة والطهر.. نؤمن بأن سائر الصحابة كانوا كسائر الناس العاديين لا يزيدون عليهم، ولا يمتازون عنهم إلا في أنهم رأوا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وعاشوا معه فترة من الزمن، لم يتهيأ لغيرهم أن يعيشوها.. ولكن الذي لا يعني أن مجرد رؤيتهم للرسول صلى الله عليه وآله وسلم تعطيهم ملكة العدالة والاجتهاد، وتضفي عليهم صفة النزاهة والطهر.. كما يشهد على هذا كل من الكتاب واحاديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وكلمات الصحابة والتابعين والعلماء والأبرار.
أما الكتاب ففيه سورة (المنافقون) و (البراءة) التي تسمى أيضاً الفاضحة والمبعثرة والمشردة والمخزية والمثيرة والحافزة والمنكلة والمدمدمة وسورة العذاب[1].
وكذلك ما في سورة النساء، وثلاثون آية في أول البقرة، وسورة الأحزاب، وغير ذلك من الآيات القرآنية الكثيرة جداً، والتي لا مجال لذكرها في هذه العجالة..
ولقد تخلف في غزوة تبوك بضعة وثمانون رجلاً، وحلفوا للنبي (ص) فقبل منهم علانيتهم، فنزل فيهم قوله تعالى :
?سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ، يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللهَ لاَ يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ?[2].
وقد صرح تعالى بفسق بعضهم في قوله ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ?[3] وقد أجمع المفسرون، وأهل الحديث، والتراجم على نزول هذه الآية الكريمة بالوليد بن عقبة الصحابي، والذي شرب الخمر، في عهد عثمان، وصلى بالناس وهو سكران، وجلد الحد بيد علي عليه السلام[4].
وقال تعالى أيضاً : ?وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ?[5].
وقد استدل أبو بكر بهذه الآية على وفاة النبي (ص).
وأخرج ابن أبي شيبة عن إبراهيم قال : قال أبو بكر : " لو منعوني ولو عقالاً أعطوا رسول الله (ص) لجاهدتهم " ثم تلا : ?وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ?[6]. وكان حذيفة يتمثل بهذه الآية أيضاً في يوم اليمامة[7].. وكان علي أيضاً يرددها في حياة رسول الله (ص).
على أن القرآن الكريم يذكّر نبيّه والمؤمنين بأن : ?مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ?[8]. فإذا كان تعالى قد اختص نفسه بالعلم بهم ولم يعلم نبيه بهم فليس لأحد بعد هذا أن يدعّي العلم بعدالة كل من رأى الرسول (ص). إلا أن يتحقق من عدالة كل صحابي على حدة، وإلا فإنه يكون من القول بغير علم، وقد قال تعالى : ?وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ..?.
واما الآيات المتضمنة لرضا الله عنهم، والوعد لهم بالمغفرة، والاجر العظيم وما إلى ذلك.. أما هذه الآيات فإنها كلها مقيدة بالإيمان والعمل الصالح، كما لا يخفى على من لاحظها، وتمعّن فيها.. وإلا فكيف يمكن أن نتصور رضى الله عن عبد الله بن أبي رأس النفاق، مع أنه كان من المبايعين تحت الشجرة.. وكذلك كل من ارتكب بعدها أعظم الكبائر.. من قتل النفس المحترمة، والزنا، وشرب الخمر، وغير ذلك كما سنشير إليه فيما يأتي..
وعلى كل حال.. فإن لدينا إلى جانب تلك الآيات القرآنية الكثيرة، التي لا تزال تنعى على المنافقين الذين لم يكن النبي (ص) نفسه يعلمهم، وعلى كثير من الصحابة مواقفهم، وتذمهم عليها إن لدينا إلى جانب ذلك الكثير من الروايات الواردة عنه (ص) في ذلك، وهو الذي ?وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى، إِنْ هُوَ إِلاَ وَحْيٌ يُوحَى? ويكفي أنه كان باستمرار يقرع اسماع اصحابه، واتباع دينه بالحديث عن الفتن، في موارد مختلفة، بقي لنا الكثير الطيب منها، وهي مخرجة في أوثق المصادر عنهم، ومخرجة في أصح الكتب بعد القرآن الكريم حسب ما يعتقده إخوتنا أهل السنة كالصحيحين وغيرهما ونحن نذكر بعضها على سبيل المثال :
1 - عن أبي وائل قال : قال عبد الله : قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : أنا فرطكم على الحوض، ليرفعن إليَّ رجال منكم، حتى إذا أهويت لأناولهم اختلجوا دوني، فأقول : أي رب أصحابي، يقول : لا تدري ما أحدثوا بعدك[9].
2 - عن ابي حازم قال : سمعت سهل بن سعد يقول : سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول : أنا فرطكم على الحوض من ورده شرب منه، ومن شرب منه لم يظمأ بعده أبداً ليرد عليّ أقوام أعرفهم ويعرفوني، ثم يحال بيني وبينهم..
قال أبو حازم : فمسعني النعمان ابن أبي عيّاش وأنا أحدثهم هذا فقال : هكذا سمعت سهلاً ؟ فقلت : نعم، قال : وانا أشهد على أبي سعيد الخدري لسمعته يزيد فيه قال : إنهم مني، فيقال : إنك لا تدري ما بدّلوا بعدك، فأقول : سحقاً سحقاً لمن بدّل بعدي[10].
3 - عن ابن عمر أنه سمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول : لا ترجعوا بعدي كفاراً. يضرب بعضكم رقاب بعض ونفس ذلك رواه أبو بكرة، وجرير، وابن عباس عنه ( صلى الله عليه وآله وسلم)[11].
4 _ عن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : إني فرطكم على الحوض، وإني سأنازع رجالاً فأغلب عليهم، فأقول : يا رب أصحابي. فيقال : لا تدري ما احدثوا بعدك[12].
5 - عن حذيفة : أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : ليردن علي الحوض أقوام فيختلجون دوني فاقول : رب أصحابي رب أصحابي فيقال : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك[13].
أما الكتاب ففيه سورة (المنافقون) و (البراءة) التي تسمى أيضاً الفاضحة والمبعثرة والمشردة والمخزية والمثيرة والحافزة والمنكلة والمدمدمة وسورة العذاب[1].
وكذلك ما في سورة النساء، وثلاثون آية في أول البقرة، وسورة الأحزاب، وغير ذلك من الآيات القرآنية الكثيرة جداً، والتي لا مجال لذكرها في هذه العجالة..
ولقد تخلف في غزوة تبوك بضعة وثمانون رجلاً، وحلفوا للنبي (ص) فقبل منهم علانيتهم، فنزل فيهم قوله تعالى :
?سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ، يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللهَ لاَ يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ?[2].
وقد صرح تعالى بفسق بعضهم في قوله ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ?[3] وقد أجمع المفسرون، وأهل الحديث، والتراجم على نزول هذه الآية الكريمة بالوليد بن عقبة الصحابي، والذي شرب الخمر، في عهد عثمان، وصلى بالناس وهو سكران، وجلد الحد بيد علي عليه السلام[4].
وقال تعالى أيضاً : ?وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ?[5].
وقد استدل أبو بكر بهذه الآية على وفاة النبي (ص).
وأخرج ابن أبي شيبة عن إبراهيم قال : قال أبو بكر : " لو منعوني ولو عقالاً أعطوا رسول الله (ص) لجاهدتهم " ثم تلا : ?وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ?[6]. وكان حذيفة يتمثل بهذه الآية أيضاً في يوم اليمامة[7].. وكان علي أيضاً يرددها في حياة رسول الله (ص).
على أن القرآن الكريم يذكّر نبيّه والمؤمنين بأن : ?مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ?[8]. فإذا كان تعالى قد اختص نفسه بالعلم بهم ولم يعلم نبيه بهم فليس لأحد بعد هذا أن يدعّي العلم بعدالة كل من رأى الرسول (ص). إلا أن يتحقق من عدالة كل صحابي على حدة، وإلا فإنه يكون من القول بغير علم، وقد قال تعالى : ?وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ..?.
واما الآيات المتضمنة لرضا الله عنهم، والوعد لهم بالمغفرة، والاجر العظيم وما إلى ذلك.. أما هذه الآيات فإنها كلها مقيدة بالإيمان والعمل الصالح، كما لا يخفى على من لاحظها، وتمعّن فيها.. وإلا فكيف يمكن أن نتصور رضى الله عن عبد الله بن أبي رأس النفاق، مع أنه كان من المبايعين تحت الشجرة.. وكذلك كل من ارتكب بعدها أعظم الكبائر.. من قتل النفس المحترمة، والزنا، وشرب الخمر، وغير ذلك كما سنشير إليه فيما يأتي..
وعلى كل حال.. فإن لدينا إلى جانب تلك الآيات القرآنية الكثيرة، التي لا تزال تنعى على المنافقين الذين لم يكن النبي (ص) نفسه يعلمهم، وعلى كثير من الصحابة مواقفهم، وتذمهم عليها إن لدينا إلى جانب ذلك الكثير من الروايات الواردة عنه (ص) في ذلك، وهو الذي ?وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى، إِنْ هُوَ إِلاَ وَحْيٌ يُوحَى? ويكفي أنه كان باستمرار يقرع اسماع اصحابه، واتباع دينه بالحديث عن الفتن، في موارد مختلفة، بقي لنا الكثير الطيب منها، وهي مخرجة في أوثق المصادر عنهم، ومخرجة في أصح الكتب بعد القرآن الكريم حسب ما يعتقده إخوتنا أهل السنة كالصحيحين وغيرهما ونحن نذكر بعضها على سبيل المثال :
1 - عن أبي وائل قال : قال عبد الله : قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : أنا فرطكم على الحوض، ليرفعن إليَّ رجال منكم، حتى إذا أهويت لأناولهم اختلجوا دوني، فأقول : أي رب أصحابي، يقول : لا تدري ما أحدثوا بعدك[9].
2 - عن ابي حازم قال : سمعت سهل بن سعد يقول : سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول : أنا فرطكم على الحوض من ورده شرب منه، ومن شرب منه لم يظمأ بعده أبداً ليرد عليّ أقوام أعرفهم ويعرفوني، ثم يحال بيني وبينهم..
قال أبو حازم : فمسعني النعمان ابن أبي عيّاش وأنا أحدثهم هذا فقال : هكذا سمعت سهلاً ؟ فقلت : نعم، قال : وانا أشهد على أبي سعيد الخدري لسمعته يزيد فيه قال : إنهم مني، فيقال : إنك لا تدري ما بدّلوا بعدك، فأقول : سحقاً سحقاً لمن بدّل بعدي[10].
3 - عن ابن عمر أنه سمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول : لا ترجعوا بعدي كفاراً. يضرب بعضكم رقاب بعض ونفس ذلك رواه أبو بكرة، وجرير، وابن عباس عنه ( صلى الله عليه وآله وسلم)[11].
4 _ عن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : إني فرطكم على الحوض، وإني سأنازع رجالاً فأغلب عليهم، فأقول : يا رب أصحابي. فيقال : لا تدري ما احدثوا بعدك[12].
5 - عن حذيفة : أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : ليردن علي الحوض أقوام فيختلجون دوني فاقول : رب أصحابي رب أصحابي فيقال : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك[13].
تعليق