بسم الله الرحمنالرحيم
((وقال ربكم ادعوني أستجب لكم))
إن المتأمل في هذهالآية يجد دعوة من الله لعباده بالدعاء , وترغيبًا لهم في ذلك
وكذلك الآيات الأخريات كقوله تعالى((وَإِذَا سَأَلَكَعِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَادَعَانِ))
فنجد بأن الله قدأولى الدعاء عناية هامة بذكره في القرآن , وبيّن أنه مجيب لدعاء العباد غير غافلٍعنهم وعن دعواهم
وفي أهمية الدعاءفقد ورد عن أهل البيت (عليهم السلام) الكثير من الأحاديث والتي تبين فضل الدعاء ومشروعية الاكثار منه بل وترغّب بالإلحاح على الله في الدعاء
ففي أهمية الدعاءيقول -صلى الله عليه وآله وسلم-: ((الدعاء مخ العبادة))
ويقول -صلى الله عليه وآله وسلم-: ((الدعاء سلاح المؤمن وعمود الدين ونور السماواتوالأرض))
ومما ورد فياستحباب الإلحاح على الله في الدعاء
عن النبي محمد -صلى الله عليه وآله-: ((إن الله عز وجل يحب السائل اللحوح))
وفي التوراة أنالله -عز وجل- يقول: يا موسى من رجاني ألحّ في مسألتي
وعن الوليد بن عقبةالهجري قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: ((والله لا يلح عبد مؤمن على الله فيحاجته إلا قضاها له))
وأيضًا قيل فيالدعاء:
عن حماد بن عثمانقال: سمعته يقول: ((إن الدعاء يرد القضاء، ينقضه كما ينقض السلك وقد ابرمإبراما))]أبرم: أي أُحكِمْ , والمراد أن الدعاء يرد القضاء المُحكَم[
عن عمر بن يزيدقال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: ((إن الدعاء يرد ما قد قدر وما لم يقدر، قلتوما قد قدر عرفته فما لم يقدر؟ قال: حتى لايكون))
عن أبي عبداللهعليه السلام قال: ((إن الدعاء يرد القضاء وقد نزل من السماء وقد ابرمإبراما))
قال علي بن الحسينعليهما السلام: ((إن الدعاء والبلاء ليترافقان إلى يوم القيامة، إن الدعاء ليردالبلاء وقد ابرم إبراما))
قال أبوعبداللهعليه السلام: ((إن الله عزوجل ليدفع بالدعاء الامر الذي علمه إن يدعى له فيستجيبولولا ما وفق العبد من ذلك الدعاء لاصابه منه ما يجثه من جديدالارض))
قال أبو عبد الله (عليه السلام): ((عليك بالدعاء, فإنه شفاء من كل داء))
عن عبد الله بنسنان سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: ((الدعاء يرد القضاء بعدما أبرم إبراماً, فأكثر من الدعاء, فإنه مفتاح كل رحمة, ونجاح كل حاجة, ولا ينال ما عند الله عز وجلإلا بالدعاء, وإنه ليس من باب يكثر قرعه, ألا يوشك أن يفتحلصاحبه))
عن رسول الله صلى الله عليه وآله: ((أفضل العبادة الدعاء ، وإذا أذن الله لعبد في الدعاء فتح له أبواب الرحمة ، إنّه لن يهلك مع الدعاء أحد))
قال صلى الله عليه وآله وسلم : ((أفضل العبادة الدعاء))
عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم قال
(سلوا الله عزوجل ما بدا لكم من حوائجكم حتى شسع النعل فإنه إن لم ييسره الله لم يتيسر))

وكذا فيما أوحى الله إلى موسى عليه السلام حيث قال: ((يا موسى سلني كل ما تحتاج إليه حتى علف شاتك وملح عجينك))
ولاشك للمتأمل فيهذه الأحاديث يلاحظ الأهمية البالغة للدعاء , والدعوة له , والترغيب بالمداومة عليهوعدم تركه في أي زمان
شروط الدعاء:
قال الإمام علي (عليه السلام) :للدعاء شروط أربعة : الأول إحضار النية، والثاني إخلاص السريرة، والثالث معرفة المسؤول، الرابع الإنصاف في المسألة.
ولكن قد يعرضللإنسان وأن يترك الدعاء بحجة عدم استجابة الله لدعائه وعدم حصولمايتمناه
فهذا الإنسان قدوقع في خطأ بجانب خطئه لترك الدعاء , ألا وهو:
قوله بأن الله لايستجيب له , وفي الحقيقة أن هناك فرق شاسع بين استجابة الدعاء وبين قضاءالحاجة
فاستجابة الدعاء :أمر غيبي لايمكن للإنسان العادي والبسيط أن يعلمه , بينما قضاء الحاجة: هي تحقق مادعونا به في أرض الواقع
لمزيد من التوضيح أضرب لكم مثلاً بقصة نبي الله موسى عليه السلام عندما دعا موسى وهارون على فرعون فقال الله تعالى ((قد أجيبت دعوتكما)) ولكن لم يهلك فرعون إلا بعد مرور أربعين سنة من ذلك [أي من قول الله ((قد أجيبت دعوتكما))]
ومن خلال ماورديمكننا ان نقول بأن الله عندما قال ((قد أجيبت دعوتكما)) فهنا قد تم استجابة الدعاء , لكن بعد مرور 40 سنة وعندما فإن هلاك فرعون هو قضاء الحاجة (أي أن الفاصل بيناستجابة الله ((لدعاء النبي موسى عليه السلام وبين قضاء الحاجة كان 40سنة
أنقل لكم قصة أخرىلترسيخ الفكرة
قال أبو عبد الله (عليه السلام) : إن إبراهيم عليه السلام خرج مرتادا لغنمه و بقره مكانا للشتاء فسمع شهادة ألا إله إلا الله فتبع الصوت حتى أتاه , فقال إبراهيم: يا عبد الله من أنت؟ أنا في هذه البلاد مذ ما شاء الله ما رأيت أحدا يوحد الله غيرك. قال الرجل: أنا رجل كنت في سفينة قد غرقت فنجوت على لوح فأنا هاهنا في جزيرة. قال إبراهيم: فمن أي شيء معاشك قال الرجل: أجمع هذه الثمار في الصيف للشتاء. قال إبراهيم: انطلق حتى تريني مكانك قال الرجل: لا تستطيع ذلك لان بيني و بينها ماء بحر. قال إبراهيم: فكيف تصنع أنت. قال الرجل: أمشي عليه حتى أبلغ. قال إبراهيم: أرجو الذي أعانك أن يعينني قال فانطلق فأخذ الرجل يمشي و إبراهيم يتبعه فلما بلغا الماء أخذ الرجل ينظر إلى إبراهيم ساعة بعد ساعة و إبراهيم يتعجب منه حتى عبرا فأتى به كهفا فقال الرجل: هاهنا مكاني. قال إبراهيم: فلو دعوتَ الله و أمّنتُ أنا. قال الرجل: أما إني أستحي من ربي و لكن ادع أنت و أؤمن أنا. قال إبراهيم: و ما حياؤك؟ قال الرجل: أتيت الموضع الذي رأيتني فيه فرأيت غلاما أجمل الناس كأن خديه صفحتا ذهب له ذؤابة مع غنم و بقر كان عليهما الدهن فقلت له من أنت؟ قال: أنا إسماعيل بن إبراهيم خليل الرحمن فسألت الله أن يريني إبراهيم منذ ثلاثة أشهر و قد أبطأ ذلك علي. قال إبراهيم: فأنا إبراهيم خليل الرحمن
تعليق