الجزء الاول
----------
بريطانيا............كانت.. إمبراطورية لاتغيب عنها الشمس !
غزت العالم شرقا وغربا واكتسحت جيوشها الدول والممالك وكأنها تسير في نزهة !!
في العام 1914 نزلت طلائع الجيوش البريطانية في أقصى الجنوب العراقي. واحتاجت الجيوش البريطانية ثلاثة أعوام حتى تصل بغداد ويقف جنرالها مود قائلا (لقد جئناكم محررين لافاتحين )!!
كانت تقف وتتعثر في كل مدينة عراقية , كما تعثرت في البصرة تعثرت في الناصرية وعشائرها وحاصرت الكوت عاما كاملا !!
كانت الهند إمبراطورية على مساحة قارة كاملة تقريبا فقد كانت تضم الباكستان والتي تضم بدورها بنغلاديش ! ولو قدر للهند أن تكون اليوم كما كانت لفاقت الصين في عدد النفوس !
هذه المساحة الشاسعة دخلتها جيوش بريطانيا العظمى ومرت بها مرور الكرام كما في غيرها من الممالك والأقاليم !
إذا لماذا اختلف الأمر مع بريطانيا في العراق ..؟؟؟؟؟
حين احتكت جيوش بريطانيا بحدود الدولة العثمانية أعلن (شيخ الإسلام) الجهاد من اسطنبول باعتبارها مقر (الخلافة الإسلامية) لكنه كان كإعلان الجهاد من قبل وعاظ سلاطين البعث أو غيره من حكام وطواغيت العصر ! لم يعر المسلمون اعلان(شيخ الاسلام) اهتماما !
لكن المفاجئ في الأمر والذي لم يكن في حسابات سلاطين العثمانيين ورجال الحكومة والجيش البريطاني هو إعلان الجهاد من قبل المرجعيات الشيعية !!. بل إن الانكليز توقعوا أن يقف الشيعة إلى جانبهم باعتبارهم أقلية مضطهدة من قبل الأغلبية السنية الحاكمة لأكثر من ألف عام في الدولة الاسلامية !!
توجهت الجموع المستجيبة لإعلان الجهاد يقف على رأسهم وفي مقدمتهم عدد من المراجع والمجتهدين وأبنائهم (كالسيد محمد نجل المرجع الأعلى السيد اليزدي قد)وشيوخ العشائر واستقبلوا الجيش الغازي بكل قوة وبسالة رغم عدم تكافوء القوى !
يصف حسن العلوي المشهد في كتابه الشيعة والدولة القومية بشكل أبكاني حين قرأته للمرة الأولى !. والطامة الكبرى إن معظم العراقيين بل الشيعة منهم على وجه الخصوص لايعلمون ذلك بل ولم يسمعوا به !
لم يسمعوا عن مرجع تجاوز عمره الثمانون يقطع هذه المسافة بوسائل النقل البدائية آنذاك (الخيول) ويعسكر مع الجيش ويقاتل ويركب الزورق الذي يصاب لاحقا فيجد هؤلاء العلماء أنفسهم يصارعون امواج شط العرب ولولا مسارعة الأهالي القريبين ونجدتهم لغرقوا !
يرفض المرجع الشيعي المضطهد(السيد مهدي الحيدري) أن ينسحب ويخلي خيمته بناء على طلب القائد التركي رغم انكسار الجيش وتساقط القذائف البريطانية لئلا تحل الهزيمة باعتبار إن الباقي من الجيش ينظر إليهم ويبقى لبقائهم !
وحين يأتي مفتي بغداد (النقيب) لعيادة قائد تركي مصاب في المستشفى يعرض عنه الأخير ويوبخه قائلا لقد قضيت عمرك ترفل بعز الدولة العثمانية وأنت لازلت هنا ومرجع الشيعة رغم كبر سنه يقاتل في البصرة !
لقد كلف كل هذا البريطانيين ثلاثة سنين للوصول إلى بغداد التي وصلها بوش في ظل حامي البوابة الشرقية الطاغية المقبور في عشرين يوما !
كما استنزف ميزانية الإمبراطورية العظمى وهوى بها إلى الحضيض وكاد ينسف كل المشاريع البريطانية !
وظلت صفحات هذا التاريخ نكسة وغصة لبريطانيا ! شرعت لاحقا باتخاذ التدابير لمعالجة هذا الخطر الكارثي الشيعي !
فعلت مافعلت بالنجف حين حاصرتها وقصفتها وأعدمت رجالها !. وقصفت العشائر العراقية في الناصرية والفرات الأوسط التي كانت رهن إشارة المرجعية وهبت لتسطر ملاحم جديدة في ثورة العشرين الخالدة لتجبر بريطانيا ولأول مرة على أن تتنازل عن الحكم المباشر وتشكل الحكومة الملكية برئاسة (النقيب )! الذي خاطب المس بيل بكل خضوع وتذلل قائلا انتم امة غالبة ونحن مغلوبون وعلينا الطاعة !
وبدأ منذ ذلك التاريخ حصاد الزرع الوطني الجهادي الشيعي لتصبح مقولة (ان الشيعة خير الزارعين أسوأ الحاصدين)مقولة أشبه بنظرية فيثاغورس !
نشرت صحيفة الأمل البغدادية في عددها الصادر في 1\10\1923 مقالا بعنوان (الأكثرية الشيعية في العراق) جاء فيه(ان الشيعة الذين شيدوا هذا الملك العزيز فوق جماجم وعظام أبطالهم يجب ان ينالوا كأكثرية نصيبهم من الحكم والإدارة) بشرط (ان يتخلى الشيعة عن الأساليب التي اتبعت خلال العامين الماضيين)!!! ولست ادري لوان الشيعة لم ينتهجوا ويتبعوا تلك الأساليب التي يشير إليها كاتب المقال هل كان هنا ك ملك من الأساس ..؟؟
وحين أرادت بريطانيا تمرير مشاريعها باسم الحكومة العراقية تصدى لها المراجع والعلماء فانتدبت لهم بريطانيا محسن السعدون خلفا للنقيب والذي كان يفيض حقدا طائفيا وخنوعا وتذللا أمام بريطانيا ورجلا لمشاريعها حتى وقف مؤيدا لمشروع الاعمار البريطاني سيء الصيت الذي تهرب من الموافقة عليه معظم الأذلاء لما حوت بنوده من بيع للعراق وخيراته إلا السعدون الذي وقف في البرلمان قائلا انه لايعرف ايجابيات المشروع لكن بما أن بريطانيا هي من وضعته فلابد انه مشروع جيد ويجب علينا قبوله !
السعدون هذا شمر عن ساعديه القذرتين وضرب الشيعة بلا هوادة أو رحمة ونفى مراجعهم إلى إيران ! رغم إن معظمهم عراقيين !!!
لكن السعدون لاحقا أصبح بطلا وطنيا وقوميا وأقيم له تمثال! وسمي شارع من أهم شوارع بغداد باسمه رغم انه انتحر وهو لايجيد الكتابة بالعربية فكتب وصيته بالتركية !!
ويوم انتهى الانتداب وغادر المندوب السامي كان مزاحم الباجه جي في توديعه في المطار.... سأله المندوب قبل صعوده سلم الطائرة : على ماذا اتفقنا ..؟ قال الباجه جي : كل شيعي ايراني ... لم ولا أنسى ذلك مستر !
----------
بريطانيا............كانت.. إمبراطورية لاتغيب عنها الشمس !
غزت العالم شرقا وغربا واكتسحت جيوشها الدول والممالك وكأنها تسير في نزهة !!
في العام 1914 نزلت طلائع الجيوش البريطانية في أقصى الجنوب العراقي. واحتاجت الجيوش البريطانية ثلاثة أعوام حتى تصل بغداد ويقف جنرالها مود قائلا (لقد جئناكم محررين لافاتحين )!!
كانت تقف وتتعثر في كل مدينة عراقية , كما تعثرت في البصرة تعثرت في الناصرية وعشائرها وحاصرت الكوت عاما كاملا !!
كانت الهند إمبراطورية على مساحة قارة كاملة تقريبا فقد كانت تضم الباكستان والتي تضم بدورها بنغلاديش ! ولو قدر للهند أن تكون اليوم كما كانت لفاقت الصين في عدد النفوس !
هذه المساحة الشاسعة دخلتها جيوش بريطانيا العظمى ومرت بها مرور الكرام كما في غيرها من الممالك والأقاليم !
إذا لماذا اختلف الأمر مع بريطانيا في العراق ..؟؟؟؟؟
حين احتكت جيوش بريطانيا بحدود الدولة العثمانية أعلن (شيخ الإسلام) الجهاد من اسطنبول باعتبارها مقر (الخلافة الإسلامية) لكنه كان كإعلان الجهاد من قبل وعاظ سلاطين البعث أو غيره من حكام وطواغيت العصر ! لم يعر المسلمون اعلان(شيخ الاسلام) اهتماما !
لكن المفاجئ في الأمر والذي لم يكن في حسابات سلاطين العثمانيين ورجال الحكومة والجيش البريطاني هو إعلان الجهاد من قبل المرجعيات الشيعية !!. بل إن الانكليز توقعوا أن يقف الشيعة إلى جانبهم باعتبارهم أقلية مضطهدة من قبل الأغلبية السنية الحاكمة لأكثر من ألف عام في الدولة الاسلامية !!
يصف حسن العلوي المشهد في كتابه الشيعة والدولة القومية بشكل أبكاني حين قرأته للمرة الأولى !. والطامة الكبرى إن معظم العراقيين بل الشيعة منهم على وجه الخصوص لايعلمون ذلك بل ولم يسمعوا به !
لم يسمعوا عن مرجع تجاوز عمره الثمانون يقطع هذه المسافة بوسائل النقل البدائية آنذاك (الخيول) ويعسكر مع الجيش ويقاتل ويركب الزورق الذي يصاب لاحقا فيجد هؤلاء العلماء أنفسهم يصارعون امواج شط العرب ولولا مسارعة الأهالي القريبين ونجدتهم لغرقوا !
يرفض المرجع الشيعي المضطهد(السيد مهدي الحيدري) أن ينسحب ويخلي خيمته بناء على طلب القائد التركي رغم انكسار الجيش وتساقط القذائف البريطانية لئلا تحل الهزيمة باعتبار إن الباقي من الجيش ينظر إليهم ويبقى لبقائهم !
وحين يأتي مفتي بغداد (النقيب) لعيادة قائد تركي مصاب في المستشفى يعرض عنه الأخير ويوبخه قائلا لقد قضيت عمرك ترفل بعز الدولة العثمانية وأنت لازلت هنا ومرجع الشيعة رغم كبر سنه يقاتل في البصرة !
لقد كلف كل هذا البريطانيين ثلاثة سنين للوصول إلى بغداد التي وصلها بوش في ظل حامي البوابة الشرقية الطاغية المقبور في عشرين يوما !
كما استنزف ميزانية الإمبراطورية العظمى وهوى بها إلى الحضيض وكاد ينسف كل المشاريع البريطانية !
وظلت صفحات هذا التاريخ نكسة وغصة لبريطانيا ! شرعت لاحقا باتخاذ التدابير لمعالجة هذا الخطر الكارثي الشيعي !
فعلت مافعلت بالنجف حين حاصرتها وقصفتها وأعدمت رجالها !. وقصفت العشائر العراقية في الناصرية والفرات الأوسط التي كانت رهن إشارة المرجعية وهبت لتسطر ملاحم جديدة في ثورة العشرين الخالدة لتجبر بريطانيا ولأول مرة على أن تتنازل عن الحكم المباشر وتشكل الحكومة الملكية برئاسة (النقيب )! الذي خاطب المس بيل بكل خضوع وتذلل قائلا انتم امة غالبة ونحن مغلوبون وعلينا الطاعة !
وبدأ منذ ذلك التاريخ حصاد الزرع الوطني الجهادي الشيعي لتصبح مقولة (ان الشيعة خير الزارعين أسوأ الحاصدين)مقولة أشبه بنظرية فيثاغورس !
نشرت صحيفة الأمل البغدادية في عددها الصادر في 1\10\1923 مقالا بعنوان (الأكثرية الشيعية في العراق) جاء فيه(ان الشيعة الذين شيدوا هذا الملك العزيز فوق جماجم وعظام أبطالهم يجب ان ينالوا كأكثرية نصيبهم من الحكم والإدارة) بشرط (ان يتخلى الشيعة عن الأساليب التي اتبعت خلال العامين الماضيين)!!! ولست ادري لوان الشيعة لم ينتهجوا ويتبعوا تلك الأساليب التي يشير إليها كاتب المقال هل كان هنا ك ملك من الأساس ..؟؟
وحين أرادت بريطانيا تمرير مشاريعها باسم الحكومة العراقية تصدى لها المراجع والعلماء فانتدبت لهم بريطانيا محسن السعدون خلفا للنقيب والذي كان يفيض حقدا طائفيا وخنوعا وتذللا أمام بريطانيا ورجلا لمشاريعها حتى وقف مؤيدا لمشروع الاعمار البريطاني سيء الصيت الذي تهرب من الموافقة عليه معظم الأذلاء لما حوت بنوده من بيع للعراق وخيراته إلا السعدون الذي وقف في البرلمان قائلا انه لايعرف ايجابيات المشروع لكن بما أن بريطانيا هي من وضعته فلابد انه مشروع جيد ويجب علينا قبوله !
السعدون هذا شمر عن ساعديه القذرتين وضرب الشيعة بلا هوادة أو رحمة ونفى مراجعهم إلى إيران ! رغم إن معظمهم عراقيين !!!
لكن السعدون لاحقا أصبح بطلا وطنيا وقوميا وأقيم له تمثال! وسمي شارع من أهم شوارع بغداد باسمه رغم انه انتحر وهو لايجيد الكتابة بالعربية فكتب وصيته بالتركية !!
ويوم انتهى الانتداب وغادر المندوب السامي كان مزاحم الباجه جي في توديعه في المطار.... سأله المندوب قبل صعوده سلم الطائرة : على ماذا اتفقنا ..؟ قال الباجه جي : كل شيعي ايراني ... لم ولا أنسى ذلك مستر !
تعليق