ومرة أخرى أيها السياسيون الإبط..طال..حيث ثقفتموهم
د.حامد الحدراوي
وهنا وقفت مستغرباً مما رأيت فانا لم أجد من يهتم بالفرد العراقي وإيمانه وعباداته ودينه بل ان الجميع ذهب للكلام عن السياسة وترك الدين الإسلامي بعيدا, وذهب الجميع للتركيز على الانتخابات والائتلافات وتشكيل الحكومة المقبلة والمزايدات السياسية وتبادل الاتهامات والتهديدات الظاهرية والمبطنة .
وهنا وفي وسط هذه الفوضى السياسية ضاعت حقوق العباد والبلاد وكأن الجميع نسي أننا دولة محتلة تابعة وليست حرة في اتخاذ قراراتها بمفردها. وفي حدود فهمي ان مفهوم الدولة التابعة ينصرف إلى ارتباط الدولة بدولة أخرى برابط الخضوع عنوةً أو بالولاء تطوعاً وهنا تقوم الدولة المتبوعة برسم سياسة الدولة التابعة والتدخل بشؤونها بشكل مباشر أو غير مباشر. وبمراجعة بسيطة للتاريخ السياسي نجد ان هذا المفهوم (اقصد الدولة التابعة ) أصبح مطبقا في عدد من الدول مثل مصر في القرن التاسع عشر حينما أصبحت تابعة للدولة العثمانية بموجب معاهدة لندن في عام 1840 وتم ذلك لتواطؤ البعض من الساسة المصريين مع الدولة العثمانية , وعند المقارنة مع وضعنا الحالي في بلدنا الحبيب وخاصة بعد التوقيع على الاتفاقية المذلة مع الاحتلال , نجد ان بعض السياسيين يحاول التبعية للاحتلال وأذنابه ويقدم له خدماته بشكل مباشر أو غير مباشر (وسواء يعلم أو لايعلم فهو غير بريء الذمة على أفعاله هذه) , وبهذا أصبح يعيش في حالة من التأرجح بين اليأس والأمل في تحقيق أهدافه ونجده وبكل صلافة يقوم بمحاولات يائسة فاشلة لغسل ما يمكن من قذارة العمل الدنيء عن جبينه الناصع بالصبغ الأبيض , وبات المواطن البسيط هو الضحية الخاسرة في كل المقاييس.
وهنا لابد من الإشارة إلى ان بعض السياسيين لم يحسم أمره بعد بين العمالة لهذه الجهة أو تلك وكأنه صاحب سلعة في سوق ينتظر من يدفع له أكثر وبمزايدات رخيصة على دماء أبناء شعبه.
وهنا اتسائل هل هنا فهانت علينا أنفسنا ؟
فقد أصبح أي حدث أقل من جحيم الحادي عشر من سبتمبر مجرد حدث عادي في بلاد الإسلام والمسلمين وعراق الأنبياء والمرسلين وقد غدا العنف في بلادنا أمرا طبيعيا ومعتادا، وسيصبح في ثقافتنا اليوم مقبولا أن تطرح وبجرأة محطة إعلامية عربية استفتاءً على مشاهديها تسألهم:
في أي منطقة تؤيد تكرار تجربة التفجيرات للأربعاء الدامي؟؟؟؟
((في بغداد أم في كركوك أم في الموصل))
ثم تبث هذه القناة النتيجة متقاربة بان المصوتين كانوا متساوين في النتيجة 33% يؤيدون تكرار تجربة التفجير في بغداد و33% في كركوك و33% في الموصل .
وهنا سيصاب صاحب الأوامر العليا لعمليات التفجيرات الإرهابية بالحيرة من أمره فيقوم بتنفيذ التفجيرات في كل المحافظات المصوت عليها لان الجمهور قد أعطاها نفس النسبة وهو يرغب بتنفيذ رغبة الجمهور المصوت!!!!؟؟؟؟
ولكن الباري سبحانه وتعالى يعطينا الحل بقوله ((إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ)).
وأخيرا أقول هم يستطيعون قتلنا ولكنهم لن يستطيعون هزيمتنا