تويت
الديمقراطية والانتخابات في السعودية
توفيق شومان:
السلام عليكم.
حين يكون معنا السياسة ادارة الشأن العام يبدو السؤال عن احوال البلاد والعباد محقا والاجابة هنا ان الناس مواطنون لارعاية، لهم حق الاختيار وحق التعبير ، هل هذا هو حال المملكة العربية السعودية يطرح نفسه مع ازدياد التقارير الدولية حول الحريات السياسية في المملكة. اذن الديمقراطية والانتخابات في السعودية عنوان حلقة اليوم من تحت الرماد. ضيفنا في الاستوديو رئيس البرنامج العربي لنشطاء حقوق الانسان حجاج نايل ومن لندن الباحث والمعارض السعودي الدكتور محمد المسعري وعبر الهاتف من جدة استاذ العلوم السياسية في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور وحيد هاشم.نبدأ بالتقرير التالي.
تقرير:
لم تعرف المملكة العربية السعودية حياة سياسية بالمعنى الحديث منذ نشؤوها في العالم 1932 ومنذ ذلك الحين والعربية السعودية تعرف الحكم الملكي المطلق فالعمل الحزبي ممنوع والجمعيات ممنوعة والصحافة المستقلة ممنوعة ايضا ولاشيء جديدا حين يقال ان الانتخابات ممنوعة في العربية السعودية حيث توصف العمليات الانتخابية بانها مستورد خارجي تارة وبانها متعارضة مع الاعراف الاجتماعية تارة اخرى فيما يقول فقهاء مقربون من السلطة بان الانتخابات محرمة شرعا. واذ شهدت المملكة قبل عامين انتخابات بلدية جزئية فان مراقبين وصفوا هذه الانتخابات بانها مصدرة لمطالب الاصلاح السياسي الذي ترفع لوائه غالبية السكان، وتتهم منضمات سياسية وانسانية دولية عمل مجلس الشورى السعودي بعمل من لاعمل له. فهذا يتم اختيار اعضائه بالتعيين مما يعني ان وظيفة المجلس مقيدة برضى السلطات عنه. ومؤخرا طالبت منظمة هيومن رايتس وورش المعنية بحقوق الانسان السلطات السعودية بالكشف عن عدد المعتقلين السياسيين في سجون المملكة وكذلك عن بعض الكتاب الصحفيين الذي ابدو آراء مختلفة حيال آليات عمل السلطة.
توفيق شومان: سيد حجاج لغاية الان اكثر من منظمة دولية تحديدا منظمة العفو الدولية اصدرت تقارير متعلقة بالحريات السياسية في المملكة العربية السعودية برأيك هذا مفاجئا؟
حجاج نايل: هو ليس في الحقيقة مفاجئة ، المملكة العربية السعودية حسب تصنيف حقوق الانسان يعتبروها من الدولة المغلقة تماما. يعني على مدار 25 سنة هي من الدول التي صعب اختراقها. هي مغلقة تماما لاتؤمن بمنظمة الدولة لحقوق الانسان . المملكة العربية لاتوقع الا على اربع اتفاقيات فقط من مئات الاتفاقيات الدولية ، مع التحفظ الشديد على هذه الاربعة وبالتالي كانت لاتعترف اصلا بما يسمى الشرعية الدولية لحقوق الانسان ومن هنا وجدت المنظمات الدولية الانسانية صعوبة شديدة في دخول المملكة والبحث عن الانتهاكات التي تتعرض لها المواطنين السعوديين في مجال حقوق الانسان. بعد 11 سبتمبر اضطرت المملكة العربية تحت الضغوط الامريكية بالاصلاح السياسي وبدأت تمارس اصلاحا كباقي الدول العربية ، اصلاحا لتجاوز هذه الضغوط. هذا الاصلاح هو شكلي ولتجاوز الضغوط فقط، اصلاح ليس مؤصل وليس مؤسس ، اصلاح قائم قائم على فكرة خداع المجتمع الدولي ببعض المستويات هي شكليا ديمقراطية ولكن ليس ديمقراطية.
توفيق شومان: دكتور المسعري وعود كثيرة ترافقت مع مجيء الملك عبدالله الى رأس السلطة وجرت انتخابات بلدية البعض كان يعتقد بانها تشهد دورات عادية ولكن هذا لم يحدث، لماذا؟
د.محمد المسعري: سبق ان نوقشنا هذه الامور واتضح لنا ان النظام السعودي بطبيعته نظام اقطاعي وهو ليس نظام مستقل وهو نظام تابع لدول عظمى وطبيعة النظام الاقطاعي ان السيد الحاكم عليها هو مالك الارض ومن عليها. فطبيعة النظام وعقليته وفلسفته تختلف جذريا عن اي نظام موجود في العالم الان ، قد تكون بعض الانظمة قبل خمسة او ستة قرون من هذا النوع ولكن ايضا تختلف. مثلا كانت في الماضي دولة اقطاعية عسكرية كالدولة العثمانية، هذه الدولة سنت الاحزاب وكان يعتبر نظام راقي جدا، على اي حال كانت هناك انتخابات موجودة.
توفيق شومان: هناك من يقول ان المجتمع السعودي غير مؤهل للعملية الديمقراطية وبالتالي ان يشهد انتخابات واحزاب، الى آخره ، ما هو رأيك؟
د.محمد المسعري : هذا ادعاء مجرد ليس عليه برهان ، اذا اردنا ان نقارن المجتمع السعودي في التعليم العام وانتشار الثقافة العامة ووجود طبقة متوسطة فبلاشك انه اكثر قابلية لمثل هذه الاجراءات . اليمن ليست مساوية للسعودية لافي حجم الطبقة المتوسطة ولا في حجم الانجاز الاقتصادي ولا في مستوى محو الامية ومع ذلك توجد فيها انتخابات، تعتبر الى درجة كبيرة انتخابات جيدة ويستطيع الناس ان يعبر عن وجهة نظرهم بشكل معقول وانا مررت من اليمن اثناء خروجي من الجزيرة العربية ورأيت في مكتبات كتب تنتقد علي عبدالله صالح سنة 94 ، هذا مستحيل ولايوجد في السعودية اصلا.
توفيق شومان: انتقل الى جدة دكتور وحيد هاشم في اليمن انتخابات، في الكويت ايضا انتخابات مع ذلك لايوجد اي مؤشر بالنسبة للمملكة العربية السعودية ان تشهد انتخابات سعودية لماذا؟ يبدو ليس معنا على الخط اعود اليك سيد حجاج، دكتور المسعري طرح نقطة مهمة بالنسبة لنسبة التعليم والطبقة المتوسطة في المملكة ، ما هو تعليقك؟
حجاج نايل: الحقيقة الارادة السياسية في المملكة العربية السعودية لاترغب بالانتخابات ، المملكة العربية بلد ضمن البلدان القليلة في العالم الان لاحرية رأي وتعبير ولاحرية تكوين احزاب سياسية ، ولاحرية تكوين جمعيات اهلية ولاحرية صحافة مستقلة ولا اعلام مستقل، ولا انتخابات مستقلة ، ولاتداول سلطة وملكة مطلقة. انا اخجل من الدستور في المملكة او ما يسمى بالنظام الاساسي للمبادئ العامة، الحقيقة تعليقي يستمد الحكم من الاله، حكمه مقدس بطبيعة الحال لا احد يستطيع ان ينتقد ، الملك هو صاحب كل شيء، هو يعين كل شيء ، البلد الوحيد في العالم الذي ليس للسلطة القضائية اي استقلالية.
توفيق شومان: دكتور وحيد هاشم في المقارنة بين المملكة العربية واليمن في المملكة توجد طبقة وسطى وتقريبا هي شبه معدومة في اليمن ايضا نسبة التعليم اعلى بكثير في المملكة من اليمن ومع ذلك تشهد اليمن دورات انتخابية متعاقبة في حين ان هذا الامر محجوب تماما او ممنوع. لماذا؟
د.وحيد حمزة هاشم: طبعا انا لم استمع بالحوار من بدايتها. اولا يجب ان لاتكون هناك مقارنة بين اليمن والسعودية منذ ان دخلت الديمقراطية في العالم الثالث ما حدث في لبنان في مصر ، ما حدث في ايران في موريتانيا في معظم هذه الدول لديها ثقافة سياسية تتنافى تماما او نوعا ما مع ثقافة الديمقراطية.
توفيق هاشم: دكتور وحيد الاتصال ليس جيدا ثوان قليلة ونعود اليك. عودة اليك سيد حجاج.
حجاج نايل: في الحقيقة النظام الاساسي الذي في اطاره يتصرف المملكة العربية السعودية، انا لم ارى كلمة الشعب السعودي في هذا النظام ، ليس هناك اي شكل من اشكال المشاركة السياسية ، المشاركة في شؤون العامة. هناك تربية ثقافية ما تتم ، هناك ثقافة ، ثقافة حقوق الانسان هي من توافق جميع الاطراف ويمكن التربية عليها في خلال سنوات تقر بتشكيل احزاب سياسية ، تقوم بتشكيل جمعيات اهلية ، تعلم الناس كيفية المشاركة في الشؤون العامة وكيفية المشاركة في اتخاذ القرارات العامة وكيفية المشاركة في صنع القرار ، هذه مسائل لم تعد دولة في العالم غير الدول العربية ودول الخليج على وجه التحديد.
توفيق شومان: دكتور المسعري سيد حجاج اثار نقطة مهمة بان لاوجود لكلمة الشعب السعودي في النظام النظام الاساسي لها.
د. محمد المسعري: طبعا لاوجود لها في نظام اقطاعي والملك يملك الارض ومن عليها. يوجد الشعب السعودي في بعض اللوائح الصحية والعامة، تماما كمالك المزرعة يعني كالبهائم ، هذه البهائم ستحلم وسيذبح منها شيء لانتاج اللحم، لكن لاينظر على انها مساوية له، هذه عقلية مزرعة الابقار، مصر احسن حالة لان فيها شكليات دستورية وفيها مؤسسات قديمة وفيها انتخابات سابقة وان كان الحاكم استطاع ان يجير احزاب سياسية لمصلحته، على الاقل الحاكم يبطش على قانون الطوارئ في السعودية لايوجد قانون الطوارئ اصلا. الحالة هي دائما حالة اقطاع . فهناك فرق يعني مصر احسن بكثير بالرغم من سوء حال حسني مبارك ووضعه المزري. هناك مظاهرات واشياء تلفت النظر لايوجد مثل هذا في السعودية اطلاقا، اضافة الى ذلك ان النظام مبني على شرعية دينية مزيفة ولديه مجموعة من مشائخ منافقين وجهلة يصدرون الفتاوى التي لا رأس لها ولازمام ولا خطاب اصلا، فامور عجيبة لايكاد يصدقها العقل الا ان يراها بنفسه.
توفيق شومان: نعود الى الدكتور هاشم، تفضل دكتور.
د.وحيد حمزة هاشم: واضح ان الديمقطراية في العالم الثالث ثقافتها السياسية شبه معدومة وان كان هناك بعض الدول لديها نوعا ما او شيء ما من ثقافة سياسية ديمقراطية وتحاول ان تؤقلم نفسها مع الانظمة الديمقراطية ، طبقا في الاسلام لاتوجد ديمقراطية ، فمن المعروف ان الولي الامر هو الذي يدير كل شيء وشؤون المسلمين والسلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية .
توفيق شومان: دكتور وحيد بين قوسين هل الديمقراطية حرام ، هكذا فهمت منك؟
د. وحيد حمزة هاشم: انا لم اقل الديمقراطية حرام وانا لست في موضع ان احرم شيء . انا درست النظام الديمقراطي بكافة اوجهه وخلفيته التاريخية والسياسية في العالم الغربي.
توفيق شومان: طيب هل الملكية تتوافق مع طبيعة المجتمع ومع الارث الديني؟
د. وحيد حمزة هاشم: في العالم الاسلامي ، وفي تاريخ الاسلام وجدت خمسة انظمة.
توفيق شومان: عفوا دكتور تاريخ المسلمين وليس تاريخ الاسلام. حتى نكون اكثر دقة.
د. وحيد حمزة هاشم: الصوت يأتي ويذهب معك دكتور وحيد
د. محمد المسعري: يجب استخدام القمر الصناعي
توفيق شومان: لايوجد قمر صناعي في المملكة.
د. محمد المسعري: بالنسبة لما زعمه بانه لايوجد نظام ان الحاكم لديه كل الصلاحيات في الاسلام، هكذا كان الحال في عهد الخلفاء الراشدين لكن هذه الصلاحيات ليس له ابتداءا ، هذه الصلاحيات للامة ويتفوض اليه وكانت الدولة بسيطة وبدائية وكان يكفي ان يقوم الحاكم بهذه الصلاحيات بنفسه ولكن يعتمد على البيعة، وهذا عمر بن الخطاب في صحيح البخاري وقف على المنبر وحذر من اولئك الذين يريدوا ان يغصبوا الناس امورهم، وحذر ان يبايع احد بدون مشورة المسلمين، فكلام الدكتور وحيد لا اعلم عن اي اسلام يتكلم يمكن اسلام الهنود الحمر او اسلام الصين لكن ليس الاسلام الذي جاء به محمد صلوات الله عليه وسلامه. نحن لانتكلم عن حق السيادة ، نتكلم عن اجراءات ادارة شؤون البلاد والعباد بناءا على اطار دستوري وفلسفة معينة موجودة مسلم بها.
توفيق شومان: في ختام الحلقة اشكرك دكتور محمد المسعري وشكرا لك ايضا سيد حجاج نايل والشكر موصول للدكتور وحيد هاشم وتحية لكم مشاهدينا نلتقي في الاسبوع المقبل الى اللقاء.
توفيق شومان:
السلام عليكم.
حين يكون معنا السياسة ادارة الشأن العام يبدو السؤال عن احوال البلاد والعباد محقا والاجابة هنا ان الناس مواطنون لارعاية، لهم حق الاختيار وحق التعبير ، هل هذا هو حال المملكة العربية السعودية يطرح نفسه مع ازدياد التقارير الدولية حول الحريات السياسية في المملكة. اذن الديمقراطية والانتخابات في السعودية عنوان حلقة اليوم من تحت الرماد. ضيفنا في الاستوديو رئيس البرنامج العربي لنشطاء حقوق الانسان حجاج نايل ومن لندن الباحث والمعارض السعودي الدكتور محمد المسعري وعبر الهاتف من جدة استاذ العلوم السياسية في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور وحيد هاشم.نبدأ بالتقرير التالي.
تقرير:
لم تعرف المملكة العربية السعودية حياة سياسية بالمعنى الحديث منذ نشؤوها في العالم 1932 ومنذ ذلك الحين والعربية السعودية تعرف الحكم الملكي المطلق فالعمل الحزبي ممنوع والجمعيات ممنوعة والصحافة المستقلة ممنوعة ايضا ولاشيء جديدا حين يقال ان الانتخابات ممنوعة في العربية السعودية حيث توصف العمليات الانتخابية بانها مستورد خارجي تارة وبانها متعارضة مع الاعراف الاجتماعية تارة اخرى فيما يقول فقهاء مقربون من السلطة بان الانتخابات محرمة شرعا. واذ شهدت المملكة قبل عامين انتخابات بلدية جزئية فان مراقبين وصفوا هذه الانتخابات بانها مصدرة لمطالب الاصلاح السياسي الذي ترفع لوائه غالبية السكان، وتتهم منضمات سياسية وانسانية دولية عمل مجلس الشورى السعودي بعمل من لاعمل له. فهذا يتم اختيار اعضائه بالتعيين مما يعني ان وظيفة المجلس مقيدة برضى السلطات عنه. ومؤخرا طالبت منظمة هيومن رايتس وورش المعنية بحقوق الانسان السلطات السعودية بالكشف عن عدد المعتقلين السياسيين في سجون المملكة وكذلك عن بعض الكتاب الصحفيين الذي ابدو آراء مختلفة حيال آليات عمل السلطة.
توفيق شومان: سيد حجاج لغاية الان اكثر من منظمة دولية تحديدا منظمة العفو الدولية اصدرت تقارير متعلقة بالحريات السياسية في المملكة العربية السعودية برأيك هذا مفاجئا؟
حجاج نايل: هو ليس في الحقيقة مفاجئة ، المملكة العربية السعودية حسب تصنيف حقوق الانسان يعتبروها من الدولة المغلقة تماما. يعني على مدار 25 سنة هي من الدول التي صعب اختراقها. هي مغلقة تماما لاتؤمن بمنظمة الدولة لحقوق الانسان . المملكة العربية لاتوقع الا على اربع اتفاقيات فقط من مئات الاتفاقيات الدولية ، مع التحفظ الشديد على هذه الاربعة وبالتالي كانت لاتعترف اصلا بما يسمى الشرعية الدولية لحقوق الانسان ومن هنا وجدت المنظمات الدولية الانسانية صعوبة شديدة في دخول المملكة والبحث عن الانتهاكات التي تتعرض لها المواطنين السعوديين في مجال حقوق الانسان. بعد 11 سبتمبر اضطرت المملكة العربية تحت الضغوط الامريكية بالاصلاح السياسي وبدأت تمارس اصلاحا كباقي الدول العربية ، اصلاحا لتجاوز هذه الضغوط. هذا الاصلاح هو شكلي ولتجاوز الضغوط فقط، اصلاح ليس مؤصل وليس مؤسس ، اصلاح قائم قائم على فكرة خداع المجتمع الدولي ببعض المستويات هي شكليا ديمقراطية ولكن ليس ديمقراطية.
توفيق شومان: دكتور المسعري وعود كثيرة ترافقت مع مجيء الملك عبدالله الى رأس السلطة وجرت انتخابات بلدية البعض كان يعتقد بانها تشهد دورات عادية ولكن هذا لم يحدث، لماذا؟
د.محمد المسعري: سبق ان نوقشنا هذه الامور واتضح لنا ان النظام السعودي بطبيعته نظام اقطاعي وهو ليس نظام مستقل وهو نظام تابع لدول عظمى وطبيعة النظام الاقطاعي ان السيد الحاكم عليها هو مالك الارض ومن عليها. فطبيعة النظام وعقليته وفلسفته تختلف جذريا عن اي نظام موجود في العالم الان ، قد تكون بعض الانظمة قبل خمسة او ستة قرون من هذا النوع ولكن ايضا تختلف. مثلا كانت في الماضي دولة اقطاعية عسكرية كالدولة العثمانية، هذه الدولة سنت الاحزاب وكان يعتبر نظام راقي جدا، على اي حال كانت هناك انتخابات موجودة.
توفيق شومان: هناك من يقول ان المجتمع السعودي غير مؤهل للعملية الديمقراطية وبالتالي ان يشهد انتخابات واحزاب، الى آخره ، ما هو رأيك؟
د.محمد المسعري : هذا ادعاء مجرد ليس عليه برهان ، اذا اردنا ان نقارن المجتمع السعودي في التعليم العام وانتشار الثقافة العامة ووجود طبقة متوسطة فبلاشك انه اكثر قابلية لمثل هذه الاجراءات . اليمن ليست مساوية للسعودية لافي حجم الطبقة المتوسطة ولا في حجم الانجاز الاقتصادي ولا في مستوى محو الامية ومع ذلك توجد فيها انتخابات، تعتبر الى درجة كبيرة انتخابات جيدة ويستطيع الناس ان يعبر عن وجهة نظرهم بشكل معقول وانا مررت من اليمن اثناء خروجي من الجزيرة العربية ورأيت في مكتبات كتب تنتقد علي عبدالله صالح سنة 94 ، هذا مستحيل ولايوجد في السعودية اصلا.
توفيق شومان: انتقل الى جدة دكتور وحيد هاشم في اليمن انتخابات، في الكويت ايضا انتخابات مع ذلك لايوجد اي مؤشر بالنسبة للمملكة العربية السعودية ان تشهد انتخابات سعودية لماذا؟ يبدو ليس معنا على الخط اعود اليك سيد حجاج، دكتور المسعري طرح نقطة مهمة بالنسبة لنسبة التعليم والطبقة المتوسطة في المملكة ، ما هو تعليقك؟
حجاج نايل: الحقيقة الارادة السياسية في المملكة العربية السعودية لاترغب بالانتخابات ، المملكة العربية بلد ضمن البلدان القليلة في العالم الان لاحرية رأي وتعبير ولاحرية تكوين احزاب سياسية ، ولاحرية تكوين جمعيات اهلية ولاحرية صحافة مستقلة ولا اعلام مستقل، ولا انتخابات مستقلة ، ولاتداول سلطة وملكة مطلقة. انا اخجل من الدستور في المملكة او ما يسمى بالنظام الاساسي للمبادئ العامة، الحقيقة تعليقي يستمد الحكم من الاله، حكمه مقدس بطبيعة الحال لا احد يستطيع ان ينتقد ، الملك هو صاحب كل شيء، هو يعين كل شيء ، البلد الوحيد في العالم الذي ليس للسلطة القضائية اي استقلالية.
توفيق شومان: دكتور وحيد هاشم في المقارنة بين المملكة العربية واليمن في المملكة توجد طبقة وسطى وتقريبا هي شبه معدومة في اليمن ايضا نسبة التعليم اعلى بكثير في المملكة من اليمن ومع ذلك تشهد اليمن دورات انتخابية متعاقبة في حين ان هذا الامر محجوب تماما او ممنوع. لماذا؟
د.وحيد حمزة هاشم: طبعا انا لم استمع بالحوار من بدايتها. اولا يجب ان لاتكون هناك مقارنة بين اليمن والسعودية منذ ان دخلت الديمقراطية في العالم الثالث ما حدث في لبنان في مصر ، ما حدث في ايران في موريتانيا في معظم هذه الدول لديها ثقافة سياسية تتنافى تماما او نوعا ما مع ثقافة الديمقراطية.
توفيق هاشم: دكتور وحيد الاتصال ليس جيدا ثوان قليلة ونعود اليك. عودة اليك سيد حجاج.
حجاج نايل: في الحقيقة النظام الاساسي الذي في اطاره يتصرف المملكة العربية السعودية، انا لم ارى كلمة الشعب السعودي في هذا النظام ، ليس هناك اي شكل من اشكال المشاركة السياسية ، المشاركة في شؤون العامة. هناك تربية ثقافية ما تتم ، هناك ثقافة ، ثقافة حقوق الانسان هي من توافق جميع الاطراف ويمكن التربية عليها في خلال سنوات تقر بتشكيل احزاب سياسية ، تقوم بتشكيل جمعيات اهلية ، تعلم الناس كيفية المشاركة في الشؤون العامة وكيفية المشاركة في اتخاذ القرارات العامة وكيفية المشاركة في صنع القرار ، هذه مسائل لم تعد دولة في العالم غير الدول العربية ودول الخليج على وجه التحديد.
توفيق شومان: دكتور المسعري سيد حجاج اثار نقطة مهمة بان لاوجود لكلمة الشعب السعودي في النظام النظام الاساسي لها.
د. محمد المسعري: طبعا لاوجود لها في نظام اقطاعي والملك يملك الارض ومن عليها. يوجد الشعب السعودي في بعض اللوائح الصحية والعامة، تماما كمالك المزرعة يعني كالبهائم ، هذه البهائم ستحلم وسيذبح منها شيء لانتاج اللحم، لكن لاينظر على انها مساوية له، هذه عقلية مزرعة الابقار، مصر احسن حالة لان فيها شكليات دستورية وفيها مؤسسات قديمة وفيها انتخابات سابقة وان كان الحاكم استطاع ان يجير احزاب سياسية لمصلحته، على الاقل الحاكم يبطش على قانون الطوارئ في السعودية لايوجد قانون الطوارئ اصلا. الحالة هي دائما حالة اقطاع . فهناك فرق يعني مصر احسن بكثير بالرغم من سوء حال حسني مبارك ووضعه المزري. هناك مظاهرات واشياء تلفت النظر لايوجد مثل هذا في السعودية اطلاقا، اضافة الى ذلك ان النظام مبني على شرعية دينية مزيفة ولديه مجموعة من مشائخ منافقين وجهلة يصدرون الفتاوى التي لا رأس لها ولازمام ولا خطاب اصلا، فامور عجيبة لايكاد يصدقها العقل الا ان يراها بنفسه.
توفيق شومان: نعود الى الدكتور هاشم، تفضل دكتور.
د.وحيد حمزة هاشم: واضح ان الديمقطراية في العالم الثالث ثقافتها السياسية شبه معدومة وان كان هناك بعض الدول لديها نوعا ما او شيء ما من ثقافة سياسية ديمقراطية وتحاول ان تؤقلم نفسها مع الانظمة الديمقراطية ، طبقا في الاسلام لاتوجد ديمقراطية ، فمن المعروف ان الولي الامر هو الذي يدير كل شيء وشؤون المسلمين والسلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية .
توفيق شومان: دكتور وحيد بين قوسين هل الديمقراطية حرام ، هكذا فهمت منك؟
د. وحيد حمزة هاشم: انا لم اقل الديمقراطية حرام وانا لست في موضع ان احرم شيء . انا درست النظام الديمقراطي بكافة اوجهه وخلفيته التاريخية والسياسية في العالم الغربي.
توفيق شومان: طيب هل الملكية تتوافق مع طبيعة المجتمع ومع الارث الديني؟
د. وحيد حمزة هاشم: في العالم الاسلامي ، وفي تاريخ الاسلام وجدت خمسة انظمة.
توفيق شومان: عفوا دكتور تاريخ المسلمين وليس تاريخ الاسلام. حتى نكون اكثر دقة.
د. وحيد حمزة هاشم: الصوت يأتي ويذهب معك دكتور وحيد
د. محمد المسعري: يجب استخدام القمر الصناعي
توفيق شومان: لايوجد قمر صناعي في المملكة.
د. محمد المسعري: بالنسبة لما زعمه بانه لايوجد نظام ان الحاكم لديه كل الصلاحيات في الاسلام، هكذا كان الحال في عهد الخلفاء الراشدين لكن هذه الصلاحيات ليس له ابتداءا ، هذه الصلاحيات للامة ويتفوض اليه وكانت الدولة بسيطة وبدائية وكان يكفي ان يقوم الحاكم بهذه الصلاحيات بنفسه ولكن يعتمد على البيعة، وهذا عمر بن الخطاب في صحيح البخاري وقف على المنبر وحذر من اولئك الذين يريدوا ان يغصبوا الناس امورهم، وحذر ان يبايع احد بدون مشورة المسلمين، فكلام الدكتور وحيد لا اعلم عن اي اسلام يتكلم يمكن اسلام الهنود الحمر او اسلام الصين لكن ليس الاسلام الذي جاء به محمد صلوات الله عليه وسلامه. نحن لانتكلم عن حق السيادة ، نتكلم عن اجراءات ادارة شؤون البلاد والعباد بناءا على اطار دستوري وفلسفة معينة موجودة مسلم بها.
توفيق شومان: في ختام الحلقة اشكرك دكتور محمد المسعري وشكرا لك ايضا سيد حجاج نايل والشكر موصول للدكتور وحيد هاشم وتحية لكم مشاهدينا نلتقي في الاسبوع المقبل الى اللقاء.