أنقلاب المرجعية ..السيد السيستاني .. الموقف
كتابات - هادي جلومرعي
منذ عام 2003 اجتهد القائمون على خدمة وترتيب وتنسيق المواعيد واستقبال الضيوف في مكتب السيد علي الحسيني السيستاني ليلبوا العدد المتصاعد من الراغبين بالوصول الى مقر المرجع الاعلى المتواضع والبسيط في واحد من احياء النجف الفقيرة .
السياسيون الاغنياء الذين اوغلوا في جوع وعطش ودماء ابناء الشعب الحائر بامره طالما وقفوا على باب هذا العالم الجليل تلبية لمقولة عظيمة نصها (اذا رأيت العلماء على ابواب السلاطين فقل ..بئس العلماء وبئس السلاطين .واذا رايت السلاطين على ابواب العلماء فقل ..نعم السلاطين ونعم العلماء)..
واذا اعترف سياسيونا انهم سلاطين فالامر في غاية الغرابة لانهم سلاطين بالفعل وبالتالي فهم منفصلين عن الشعب العراقي لان ابناء الشعب وبسبب السياسات الحمقاء لسياسسيهم تحولوا الى (كمن بلاع الموسى فلا هو بقادر على اخراجها من فضاء البلعوم ولاهو بقادر على دفعها الى امعائه ثم انها اذا اجتازت الى الامعاء مزقتها وصار خراج المسكين القيح والدم..
هذه المقولة العظيمة فقدت حضورها في الوقت الحاضر لسبب وجيه جدا مرتبط بالنوايا .فنوايا السياسيين لاتقصد حكمة وعلم السيد السيستاني بقدر اظهار الامر وكان السيد اعطى مباركته لمشروع انتخابي او تشكيل سياسي لااكثر ولاعلاقة لسماحته بالامر.
هولاء الذين مزقوا غشاء الافق الممتد بالصياح والتصريحات فوجئوا منذ يومين براي انساني يستهدف مصلحة العامة من الناس الذين انتظروا منه الوقوف الى جانبهم ورفض اساليب السياسيين من ذوي المنافع حين رفض العمل بنظام القائمة المغلقة في الانتخابات المزمعة في مطلع 2010 ودعا الى اتباع القائمة المفتوحة ليتسنى لقوى وجماعات وافراد المشاركة بقوة وتحقيق حضور ما في المنافسة القادمة لتكون الانتخابات ضرورة اانسانية لا وسيلة لوصول حفنة من المنتفعين المتسكعين في بعض العواصم او المنفذين لاجندات خارجية تسعى لمصالح منفصلة عن الشعب المقهور .
وحتى لو حاول البعض فرض هذا النظام فانهم لن يفلحوا ابدا لان الامور توضحت اكثر من السابق وصار الجميع يدرك حجم المشكلة ودور السياسيين النفعيين في تازيم وتعقيد القضايا العالقة اصلا وسيكون لراي السيد السيستاني الاثر الاكبر في صناعة الواقع المنتظر والبعيد عن المساومات والصفقات .اما اثارة المشاكل وتعطيل عمل البرلمان والتهديد بتصعيد المشكلة في بعض المناطق المتنازع عليها فليس لها ان تغير من نزعة الشعب الى النهوض بقضاياه ومسؤلياته ولامن رغبة المرجعية التي تعمل على الاقتراب من الناس وكشف الادعاءات الزائفة التي ارادت تجيير المؤسسة الدنيية ووصمها بدعم فئة على حساب اخرى
شكرا لسماحة السيد السيستاني ولموقفه النبيل الذي لايخشى التهديد ولا الابتزاز والتخويف وفرض الاجندات ... انها المرجعية اذن وهذا هو دورها الكريم الذي يلبي المصلحة الوطنية والانسانية..
تعليق