
رحلتَ وقد مضى عامٌ فـقيــــــداً ** وذكــرك لم يزل غضاً جديـدا
فقدنا منك حصناً مشـمــخــــــرّاً ولم نفقد جهــادَكَ والـــمجهودا
مضيت بجسمك العالي ولكـــــنْ بقيتَ بروحك العالي عــــمودا
وكيف يموت من أبقى تــراثـــــاً وقد أحيا له ذكـــراً مــجيـــــدا
وكيف يموت من تُحييه دنــيـــــاً من الآثار قد خلدن خــــــلـودا
ومدرسة الفضائلِ والــمــعــالــي تُخرِّجُ دائماً جيــــلاً جـــديــــدا
ومكتبة حوت كـنــزاً ثــمـينـــــــاً من الأسفار ألفـــاً أو مــــزيدا
وأبــنـــاءً عــبــاقــرةً كـــرامــــــاً أعادوا مجدك السامـــي تــليدا
وأصــحابــاً عـلى الإيمان ساروا وللإسلام قد قـــادوا الــجنودا
بـنيـــت معاهـد الإيمــان فــيـهــم فلم تنقضْ ولم تُخلف عــهودا
صروح هدى على التقوى أقيمت فأضحت للهدى عقداً فريــــدا
مـدارسَ شــامـخــاتٍ عــامـراتٍ بها الطلاّب قد حُشّدتْ حشودا
مـساجـد بـالـعــبادة قــد أُنــيــرت قياماً أو ركوعاً أو سجـــــودا
مراكز للتـقــى شــرقــاً وغــربــاً قد انتشرت ولم تعرف حدودا
مـصـانــع انــتجـت أزكــى نـتاجٍ جهاداً واجتهاداً أو صمـــــودا
* * * * *
إذا اشـتـقـنـــا لــرؤيــاك انتجعنـا أخاك الصادق البـــرّ الــودودا
هــو الحصن المـلاذ لــعارفيــــه صفاتك أثمرت فيـــه وُجـــودا
فــــقيــه زاهــــــــد ورع تــقـــي نقيّ قد حوى كرمــــاً وجــودا
يــــربّـــي خـــيرة الـفـقـهاء بحثاً عميق الغور تحقيقاً مـــفيـــــدا
مـــحمـــد الــرضـا حبــر فقيـــهٌ عليمٌ يقتدي بك لــــن يــحـيــدا
مــــنـــارٌ للتقــى يــلقــي دروساً على طلاّبه قـــولاً ســــديـــــدا
* * * * *
ونـجلك مرتضى قد حاز كنزاً من الطاقات ما يغــــزو الـسدودا
فيوماً قد بنى في الشرق مجداً ويوماً قد علا في الغرب جــيـــدا
* * * * *
فلست أبا الرضا ميّتــــاً ولكــن خَلُدتَ وكنت محمــــوداً رشـيدا
وعِشت على التقى عيشاً حميداً وغبتَ مهــذّبـــاً فـــذّاً ســعيـــدا
* * * * *
بــيــوم الـعيـد نعيـك قــد دهانـا فلم نر بعد ذاك اليـــوم عــيــــدا
فــللفقهـــاء كـنــت منـــار عــزّ وللطلاّب صــرت أبـــاً ودودا
ولـلفقــراء كــنـت مـــلاذ عونٍ وللمستضعفين حـــمـــىً وطــيدا
وللطاغيـــن كنـت أشدّ خصـــم وللباغين معتــرضـــاً عـــنــيــدا
فــكــم أرغمت للحكّــام أنـــفـــاً وكم أفحمـــت شــيـطانــاً مريـدا
وكم عانيت منهم مـــن عـــذابٍ لأنّك أصلب العـلــمـــاء عـــودا
وأشجعهم وأربطهـــــم عــنانـــاً وأقواهم وأدومـهــــم صــمــودا
فلم يُرعبك بطشٌ واعـــتـــقـــالٌ ولا قمعٌ ولم تخــشَ الــوعــيـدا
صبرتَ على الأذى صبراً جميلاً ونِلتَ من العدى بطشاً شديــداً
فــحسبــك مــن حيــاة في جهــاد قضيت ورحت محتسبا شهيـدا
مرتضى القزويني
لوس انجلس ـ كاليفورنيا
1/ شعبان/ 1423هـ
تعليق