الشعب العراقي والمرجعية العليا(حفظهما الله) في خندق واحد فأين المفر!!
كتابات - ظاهر جواد الشمري
كتابات - ظاهر جواد الشمري
معلومات شبه مؤكدة أن موقف المرجعية العليا في دعم نظام القائمة المفتوحة في الإنتخابات البرلمانية القادمة سيتطور خلال الأيام القادمة التي تسبق يوم التصويت على قانون الإنتخابات المعدل,وستكون له تداعيات في عمق الساحة العراقية الشعبية وياخذ اكثر حيويةً ً . وسيسجل التاريخ هذا الموقف للشعب العراقي وقواه الوطنية المخلصة في فرض الأمر الواقع على كافة السياسيين في البلد! وسيكون هذا الموقف أكثر وقعا ً ونفعا ً من ثورة الأصابع البنفسجية !!لا بل أكثر أهمية وله تداعيات في حال الإنتصار ستكون ضمانة أكيدة لطرد كل من لا يرغب فيهم الشعب العراقي. والخطوة الأولى في هذا الإتجاه هي من خلال المظاهرات التي ستخرج في كافة أنحاء العراق للضغط على الكتل السياسية التي إبتعدت كثيرا ً عن طموح الشارع العراقي وإجماعه في هذا الجانب! ومن خلال منابر الجوامع والحسينيات والقاعات الثقافية والشوارع والمقاهي وكل منظمات المجتمع المدني الفاعلة في كافة أنحاء العراق. وسبب هذا الموقف بعد بيان مكتب المرجع الأعلى هو المعلومات التي تسربت عن نية الكثير من الكتل السياسية في إقرار نظام القائمة المغلقة! خلافا ً لتصريحاتهم العلنية التي تدعم القائمة المفتوحة ! علما ً أن ثقل الكتل البرلمانية التي أعلنت دعمها لنظام القائمة المفتوحة في البرلمان بلغ حوالي 65% من العدد الكلي!! وكان هذا واضحا ً من خلال محاولتهم وضع آلية التصويت الألكتروني السري!! لكي تستطيع الكتل التهرب و التملص من هذا الإلتزام,لأنها تعرف سلفا ً أن الإلتزام بموقف المرجعية العليا والشعب العراقي يعني الهزيمة الساحقة لهم في الإنتخابات القادمة.
وهناك إشارة واضحة في موقف المرجعية العليا(دام ظلها) لم يتناولها الإعلام المسموع والمقروء خلال الأيام الماضية في خضم النقاشات المحتدمة التي تناولت وفصلت هذا الموقف.
حيث أن موقف المرجعية العليا في الإصرار على إقرار نظام القائمة المفتوحة ينطوي على أبعاد تتمنى هي على الشعب العراقي أن يعيها جيدا ً وهو عدم رضاها عن أداء البرلمان والحكومة !وهي لاتحبذ التعميم في ذلك وتترك الخيار للشعب للفصل في هذا الأمر المهم!!
وإنطلاقا ً من رعايتها الأبوية لعامة الشعب العراقي وتفضيل مصالحه العليا! وهذا ما تجلى فعلا ً في طول العراق وعرضه حيث كل أبناء الشعب العراقي يصرون على مقاطعة الانتخابات في حال إقرار ( نظام القائمة المغلقة الرقمية)وهو يعني التأشير في ورقة الإنتخاب على رقم وليس إسم!
إذن نستطيع ان نقول قد إلتقى الجبلان الروحيان للعراق من خلال تلاقي إرادة الشعب العراقي بكل ألوانه الزاهية مع إرادة الراعي الأبوي لهذا الشعب! وهم الآن في خندق واحد مقابل خندق يمثله الفاشلون الذين لا يملكون قاعدة جماهيرية ويريدون استغفال الشعب العراقي والركوب على ظهره من جديد !! هذا الشعب الذي اثبت عبر سبع سنوات من سقوط الصنم إنه اكثر وعيا ً وطهرا ً ونقاءا ً منهم !! وهم الآن في حيرة من أمرهم أمام هذا الموقف الصعب عليهم وعلى كتلهم السياسية التي ينتمون لها! كيف ذلك وما هو الحل!! وأرجوا من القارئ الكريم أن لا يشتمني بسبب وضع حلول للميئوس منهم,فالحلول التي نقترحها لو انقلبت السماء على الأرض لن يقبلوا بها!!لأنها أيضا ً تجعل منهم خارج اللعبة بالمباشر وهذا مالا يرضون به مطلقا ً .
بإمكان الكتل السياسية الكبيرة تجاوز هذا الأمر من خلال الدفع بوجوه جديد ومقبولة شعبيا ً في مناطقهم وعدم الدفع بالوجوه الحالية التي نبذ معظمها الشعب العراقي وهو يفضل المقاطعة والموت جوعا ً على انتخاب هؤلاء! وهنا نتساءل هل تستطيع الكتل أن تقول لفلان ونقصد به عضو البرلمان الحالي أنت لا ترشح فيستجيب لهذا الطلب! طبعا ًيستحيل أن يتنازل وسيقول أن الشعب العراقي يفضلني على غيري كونه محاط ببعض المتملقين الذين لا هم ّ لهم سوى التطبيل له كما فعلوا مع العم هدام حتى أوصلوه لحبل المشنقة وهو غير مصدق لما يحدث!!
وأخيرا ً وهو المهم والأهم على الإطلاق نطالب جميع أبناء الشعب العراقي نساءا ً ورجالا ً وكل الشرفاء في الدولة والحكومة والبرلمان ومنظمات المجتمع المدني بالضغط
أولا ً : لإقرار نظام القائمة المفتوحة وتوجيه المواطن بتفعيل دوره من خلال المشاركة في المظاهرات والإعتصامات والتهديد بالمقاطعة! ونقول للجميع طالما طالبتم بالتغيير(تغيير الوجوه والتيارات في البرلمان الحالي) وهاهي الفرصة قد لاحت وبما لا يقبل الشك في حال إقرار نظام القائمة المفتوحة,فإن الشعب العراقي عازم هذه المرة على طرد كل الوجوه التي تسببت بمعاناته وذبحه,وطرد كل الأجندات الأقليمية القومية والطائفية , وطرد من لا همّ لهم سوى جمع المال الحرام على حساب قوت ومستقبل هذا الشعب المتحفز والمتطلع للحرية والكرامة والآدمية
ثانيا ً : لكي لا تذهب أصوات الشعب العراقي كما حصل في انتخابات مجالس المحافظات هدرا ً وفي غير محلها الحقيقي,ولوجود اتفاق شبه مؤكد بين أمريكا وبعض القوى السياسية التي أغرتها السلطة وباعت دينها وضميرها وحرية وكرامة وطنها بمتاع الدنيا الزائل وفضلت الساقطين من بعض أزلام العهد البائد على ابناء الشهداء والمقابر الجماعية والشرفاء الطاهرين ,ووضعتهم في الأماكن التي لاتليق إلا ً بأبناء العراق الغيارى !! ( إن كنت لاتدري يامن تدعي الوطنية فتلك مصيبة وإن كنت تدري فالمصيبة اعظم) وتم هذا الإتفاق على خلفية إبرام الاتفاقية الأمنية ,وبين المفوضية العليا الغير مستقلة للانتخابات العراقية وبعد عجز أمريكا وتسرعها في الوصول للحل الذي يحفظ مصالحها ويؤمن لها حكومة لا تتقاطع معها ومع مصالحها العليا التي احتلت العراق بسببها. ندعو وقبل فوات الأوان إلى حل مجلس المفوضين والدعوة القوية لذلك,وتشكيل مجلس مؤقت بعيدا ً عن القوى الحالية الماسكة بالسلطة والبرلمان لإدارة العملية الانتخابية القادمة,ونطالب الأمم المتحدة بالتدخل القوي وإرسال المندوبين وفسح المجال إلى المنظمات العالمية للإشراف على الانتخابات ومراقبتها بكل حرص كونها تمثل حجر الزاوية في أن يكون العراق ديمقراطي وحر حقيقي أو لا سامح الله سينحرف إلى المربع الأول لعصر الظلم والدكتاتورية ولكن بوجوه جديدة!! ونحذر نحذر من التهاون في تمرير هذه النقطتين اعلاه وإلا ً فسنقول للجميع باي باي حرية باي باي ديمقراطية وأهلا ً بالظلم والاستبداد واهلا ً بالمحسوبية على حساب ملايين الشهداء والمشردين والمساكين المضطهدين في كل عصر وحين! وكان الله في عونك ياعراق الصابرين ...
من الآن ولعشرة أيام على الجميع أن لايترك أي وسيلة لتحقيق هذه القضية التي ستقرر مصير شكل النظام العراقي القادم.
zhaher@yahoo.com