تويت
كيف تعاطى حزب الدعوة مع النهضة الصدرية؟
كتابات - علي المالكي
لابد لكل باحث يحاول الخوض في النهضة الصدرية وافاقها الرحبة ان يتسم بالموضوعية والرؤية المعمقة والفكرة الموثقة ويبتعد عن الانفعال والارتجال في قراءة هذه النهضة التي اثارت جدلاً واسعاً في العراق والمنطقة وخاصة في الوسط الشيعي الحوزوي والمحلي.
وقراءة النهضة الصدرية باستنتاجات ذوقية وتصورات مزاجية بعيداً عن الوقائع والوثائق تكون قراءة منقوصة وغير مجدية بل تتحول الى ترف ذهني ومجرد اطلاع سطحي لا غير.
قد يكون من الصعب على الباحث التقرب الى مساحات النهضة الصدرية واثارة مقارباتها في تلك المرحلة الصعبة التي تميزت بالتعتيم الشديد والرقابة الحكومية على وسائل الاعلام وضعف الاداء الاعلامي الخارجي معها.
وصعوبة ذلك لا تعفينا من الوقفة الجادة والمحاولة التحليلية لهذه النهضة التي نفضت بيديها المباركة غبار الخوف والرعب عن وجه العراق واسهمت في ايجاد مناخات من التحدي الشعبي للسلطة الحاكمة الغاشمة التي لا تتردد في ارتكاب اية ابادة مع خصومها من ابناء شعبنا.
وبعيداً عن الخلط والتعميم لابد ان نكشف مواقف المعارضة العراقية في العهد البائد من النهضة الصدرية وكيف تعاطى معه المعارضون وكيف وظفها الاخرون لاسقاط واضعاف خصومهم السياسيين.
سنتناول هذه المرة موقف حزب الدعوة من النهضة الصدرية بعيداً عن الاتهامات وتصفية الحسابات لكي يطلع الصدريون بشكل واضح على تلك المواقف ويميزوا بين الانتهازيين والمخلصين.
وقبل كل شىء ينبغي ان نميز اولاً بين موقف اطياف الدعوة واجنحتها المنشقة والتمييز بين موقف الدعاة وبين مواقف قيادات حزب الدعوة من النهضة الصدرية.
وكما هو واضح ان الدعوة قد اصبحت دعوات متعددة وتشظت الى شظايا غير متآخية واصيبت بداء الانشطار الاميبي رغم اسلاميتها وزعمها انها جزء من حركة السيد الشهيد محمد باقر الصدر الذي خاطبه الشاعر النائب والقيادي في حزب الدعوة حسن السنيد بقوله:
يا صدر الف يد مدت مبايعة على المسير فهل وفت اليك يد
1- جناح حزب الدعوة المركزي بقيادة الثلاثي الاقليمي ( المالكي جناح سوريا والاديب جناح ايران والجعفري جناح بريطانيا قبل خروجه من الحزب وتشكيله تيار الاصلاح الوطني).
2- حزب الدعوة تنظيم العراق بقيادة السيد هاشم الموسوي الامين العام الشكلي للحزب وعبد الكريم العنزي الامين العام الفعلي والممول الرئيسي للحزب وهذا الحزب انشق على نفسه فاصبح جناح عبد الكريم العنزي وجناح هاشم الموسوي.
3- حركة الدعوة الاسلامية بقيادة الشهيد عز الدين سليم ( عبد الزهرة عثمان) او ما اطلق عليه جناح البصرة.
4- جناح حزب الدعوة ولاية الفقيه بزعامة السيد ابو يونس والحاج ابو احمد الواسطي وقد انتهى هذا الجناح ولم يكد يؤثر في الساحة.
5- جناح حزب الدعوة العربي بقيادة النائب خير الله البصري والذي رفع شعاراً قرانياً "وما أرسلنا من رسول الا بلسان قومه" وهذا الحزب انهار ايضا وليس له وجود يذكر ، والمفارقة في هذا السياق ان حزب الدعوة رغم اسلاميته وقياداته وشهدائه وتضحياتها الا انه انشق الى اكثر من ثلاث اجنحة بينما الحزب الديمقراطي والجمهوري الامريكي لم ينشقا رغم مرور اكثر من قرن على تأسيسهما!!!
وللتأريخ وشهادة امام الضمير فان حزب الدعوة تنظيم العراق كان موقفه متميزاً ومتفاعلاً مع النهضة الصدرية وكان عبد الكريم العنزي القيادي البارز لحزب الدعوة تنظيم العراق من المقربين والمتفاعلين مع النهضة الصدرية ومدافعاً عنها ولم يتخلى او يتنصل عنها.
كذلك حركة الدعوة الاسلامية جناح عز الدين سليم فقد كان هو الاخر متفاعلاً ومدافعاً عن النهضة الصدرية وقد اصدر الامين العام للحزب الشهيد عز الدين سليم بياناً يشبه الدراسة عن هذه النهضة واهمية احتوائها والتفاعل معها.
ويبقى حزب الدعوة المركزي الذي يمثله الثلاثي الدكتور احمد الجعفري فرع لندن ونوري كامل المالكي جناح دمشق وعلي الاديب جناح طهران له موقف خطير من النهضة الصدرية وربما انعكس موقف كل فرع على قراءة الدولة التي يعيش فيها حول النهضة الصدرية فالدكتور الجعفري لم يكن معادياً او مناهضاً للنهضة الصدرية بل كان متفهماً لهذه النهضة ومؤيداً لها بشكل شخصي لا حزبي لاعتقاده بان الحزب يختلف موقفه من هذه النهضة.
وموقف المالكي في العهد البائد الايجابي من النهضة الصدرية كان يختلف تماماً عن موقف مستشاره الحالي الشيخ عبد الحليم الزهيري من المولى المقدس السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر الذي وصف السيد الصدر بالجبان واكد بقوله كنت اعرفه في النجف الاشرف وكان يخشى رجال الامن ويرهب السلطة.
واما موقف المالكي فلم يكن موقفاً مضاداً او مناهضاً للنهضة الصدرية وربما حاول استيعابها او التعامل مع قياداتها قبل ان ينقلب عليها في صولة الفرسان ويستخدم القوة المفرطة في ضرب ابنائها بحجة فرض القانون ومحاربة العصابات الخارجة على القانون.
والموقف السلبي والخطير هو موقف حزب الدعوة المركزي جناح طهران فقد كان متناغماً مع موقف المخابرات الايرانية المتحفظ من النهضة الصدرية بسبب علاقات الاديب الوطيدة مع المخابرات الايرانية واتصالاتها المكثفة مع ضباط هذه المخابرات.
ان الاديب هو اول من حذر من السيد الشهيد المولى المقدس السيد محمد محمد صادق الصدر واتهم النهضة الصدرية بانها صنيعة المخابرات العراقية لاختراق الواقع المعارض الاسلامي وافراغ الحوزة العلمية من محتواها الهادف والثوري وقال ان النهضة الصدرية مؤامرة على المرجعية الدينية في العالم.
علي الاديب هو العدو اللدود للنهضة الصدرية والمحرض على ضربها وقد اعطى معلومات مضللة للمخابرات الايرانية (الاطلاعات) عن السيد الصدر لتضليلهم الامر الذي اغلق مكتب السيد الشهيد الصدر في قم المقدسة وغلقه بالشمع الاحمر.
واتهم كل الصحف التي وقفت مع النهضة الصدرية سنة 1999 بالاختراق المخابراتي الصدامي وقال يجب ان لا ننشغل عن عدونا الاول صدام في اشارة واضحة الى اجهاض النهضة الصدرية وتقويضها.
واليوم يعتبر علي الاديب هو مهندس صولة الفرسان وهو المحرض على ضرب الصدريين ونوري المالكي ما هو الا اداة بيد الاديب يحركها كيفما واينما يشاء.
هذه شهادة للتأريخ والاجيال لكي يعرف الصدريون حقيقة من وقف معهم ومن حرض ضدهم من اجل ان تتضح الرؤية وتنكشف الاوراق وتفرز الخنادق.
كتابات - علي المالكي
لابد لكل باحث يحاول الخوض في النهضة الصدرية وافاقها الرحبة ان يتسم بالموضوعية والرؤية المعمقة والفكرة الموثقة ويبتعد عن الانفعال والارتجال في قراءة هذه النهضة التي اثارت جدلاً واسعاً في العراق والمنطقة وخاصة في الوسط الشيعي الحوزوي والمحلي.
وقراءة النهضة الصدرية باستنتاجات ذوقية وتصورات مزاجية بعيداً عن الوقائع والوثائق تكون قراءة منقوصة وغير مجدية بل تتحول الى ترف ذهني ومجرد اطلاع سطحي لا غير.
قد يكون من الصعب على الباحث التقرب الى مساحات النهضة الصدرية واثارة مقارباتها في تلك المرحلة الصعبة التي تميزت بالتعتيم الشديد والرقابة الحكومية على وسائل الاعلام وضعف الاداء الاعلامي الخارجي معها.
وصعوبة ذلك لا تعفينا من الوقفة الجادة والمحاولة التحليلية لهذه النهضة التي نفضت بيديها المباركة غبار الخوف والرعب عن وجه العراق واسهمت في ايجاد مناخات من التحدي الشعبي للسلطة الحاكمة الغاشمة التي لا تتردد في ارتكاب اية ابادة مع خصومها من ابناء شعبنا.
وبعيداً عن الخلط والتعميم لابد ان نكشف مواقف المعارضة العراقية في العهد البائد من النهضة الصدرية وكيف تعاطى معه المعارضون وكيف وظفها الاخرون لاسقاط واضعاف خصومهم السياسيين.
سنتناول هذه المرة موقف حزب الدعوة من النهضة الصدرية بعيداً عن الاتهامات وتصفية الحسابات لكي يطلع الصدريون بشكل واضح على تلك المواقف ويميزوا بين الانتهازيين والمخلصين.
وقبل كل شىء ينبغي ان نميز اولاً بين موقف اطياف الدعوة واجنحتها المنشقة والتمييز بين موقف الدعاة وبين مواقف قيادات حزب الدعوة من النهضة الصدرية.
وكما هو واضح ان الدعوة قد اصبحت دعوات متعددة وتشظت الى شظايا غير متآخية واصيبت بداء الانشطار الاميبي رغم اسلاميتها وزعمها انها جزء من حركة السيد الشهيد محمد باقر الصدر الذي خاطبه الشاعر النائب والقيادي في حزب الدعوة حسن السنيد بقوله:
يا صدر الف يد مدت مبايعة على المسير فهل وفت اليك يد
1- جناح حزب الدعوة المركزي بقيادة الثلاثي الاقليمي ( المالكي جناح سوريا والاديب جناح ايران والجعفري جناح بريطانيا قبل خروجه من الحزب وتشكيله تيار الاصلاح الوطني).
2- حزب الدعوة تنظيم العراق بقيادة السيد هاشم الموسوي الامين العام الشكلي للحزب وعبد الكريم العنزي الامين العام الفعلي والممول الرئيسي للحزب وهذا الحزب انشق على نفسه فاصبح جناح عبد الكريم العنزي وجناح هاشم الموسوي.
3- حركة الدعوة الاسلامية بقيادة الشهيد عز الدين سليم ( عبد الزهرة عثمان) او ما اطلق عليه جناح البصرة.
4- جناح حزب الدعوة ولاية الفقيه بزعامة السيد ابو يونس والحاج ابو احمد الواسطي وقد انتهى هذا الجناح ولم يكد يؤثر في الساحة.
5- جناح حزب الدعوة العربي بقيادة النائب خير الله البصري والذي رفع شعاراً قرانياً "وما أرسلنا من رسول الا بلسان قومه" وهذا الحزب انهار ايضا وليس له وجود يذكر ، والمفارقة في هذا السياق ان حزب الدعوة رغم اسلاميته وقياداته وشهدائه وتضحياتها الا انه انشق الى اكثر من ثلاث اجنحة بينما الحزب الديمقراطي والجمهوري الامريكي لم ينشقا رغم مرور اكثر من قرن على تأسيسهما!!!
وللتأريخ وشهادة امام الضمير فان حزب الدعوة تنظيم العراق كان موقفه متميزاً ومتفاعلاً مع النهضة الصدرية وكان عبد الكريم العنزي القيادي البارز لحزب الدعوة تنظيم العراق من المقربين والمتفاعلين مع النهضة الصدرية ومدافعاً عنها ولم يتخلى او يتنصل عنها.
كذلك حركة الدعوة الاسلامية جناح عز الدين سليم فقد كان هو الاخر متفاعلاً ومدافعاً عن النهضة الصدرية وقد اصدر الامين العام للحزب الشهيد عز الدين سليم بياناً يشبه الدراسة عن هذه النهضة واهمية احتوائها والتفاعل معها.
ويبقى حزب الدعوة المركزي الذي يمثله الثلاثي الدكتور احمد الجعفري فرع لندن ونوري كامل المالكي جناح دمشق وعلي الاديب جناح طهران له موقف خطير من النهضة الصدرية وربما انعكس موقف كل فرع على قراءة الدولة التي يعيش فيها حول النهضة الصدرية فالدكتور الجعفري لم يكن معادياً او مناهضاً للنهضة الصدرية بل كان متفهماً لهذه النهضة ومؤيداً لها بشكل شخصي لا حزبي لاعتقاده بان الحزب يختلف موقفه من هذه النهضة.
وموقف المالكي في العهد البائد الايجابي من النهضة الصدرية كان يختلف تماماً عن موقف مستشاره الحالي الشيخ عبد الحليم الزهيري من المولى المقدس السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر الذي وصف السيد الصدر بالجبان واكد بقوله كنت اعرفه في النجف الاشرف وكان يخشى رجال الامن ويرهب السلطة.
واما موقف المالكي فلم يكن موقفاً مضاداً او مناهضاً للنهضة الصدرية وربما حاول استيعابها او التعامل مع قياداتها قبل ان ينقلب عليها في صولة الفرسان ويستخدم القوة المفرطة في ضرب ابنائها بحجة فرض القانون ومحاربة العصابات الخارجة على القانون.
والموقف السلبي والخطير هو موقف حزب الدعوة المركزي جناح طهران فقد كان متناغماً مع موقف المخابرات الايرانية المتحفظ من النهضة الصدرية بسبب علاقات الاديب الوطيدة مع المخابرات الايرانية واتصالاتها المكثفة مع ضباط هذه المخابرات.
ان الاديب هو اول من حذر من السيد الشهيد المولى المقدس السيد محمد محمد صادق الصدر واتهم النهضة الصدرية بانها صنيعة المخابرات العراقية لاختراق الواقع المعارض الاسلامي وافراغ الحوزة العلمية من محتواها الهادف والثوري وقال ان النهضة الصدرية مؤامرة على المرجعية الدينية في العالم.
علي الاديب هو العدو اللدود للنهضة الصدرية والمحرض على ضربها وقد اعطى معلومات مضللة للمخابرات الايرانية (الاطلاعات) عن السيد الصدر لتضليلهم الامر الذي اغلق مكتب السيد الشهيد الصدر في قم المقدسة وغلقه بالشمع الاحمر.
واتهم كل الصحف التي وقفت مع النهضة الصدرية سنة 1999 بالاختراق المخابراتي الصدامي وقال يجب ان لا ننشغل عن عدونا الاول صدام في اشارة واضحة الى اجهاض النهضة الصدرية وتقويضها.
واليوم يعتبر علي الاديب هو مهندس صولة الفرسان وهو المحرض على ضرب الصدريين ونوري المالكي ما هو الا اداة بيد الاديب يحركها كيفما واينما يشاء.
هذه شهادة للتأريخ والاجيال لكي يعرف الصدريون حقيقة من وقف معهم ومن حرض ضدهم من اجل ان تتضح الرؤية وتنكشف الاوراق وتفرز الخنادق.
تعليق