انتخابات أولية أم ضحك على الذقون ....
كتابات - عبد الخالق البغدادي
إن ما يسمى بالانتخابات الأولية التي يجريها ما يسمى بالتيار الصدري بين بعض قواعده إنما هي مهزلة واضحة وكذبة كبرى وإنها مجرد عملية ذر للرماد في العيون وإنها لا تعدوا أن تكون دعاية انتخابية وقعقعة إعلامية هزيلة .. فتبريرهم إن هذه الانتخابات إنما هي كسرا للقائمة المغلقة في حال إقرارها في البرلمان بمعنى أنهم في حال إقرار القائمة المغلقة فإنهم غير معنيين بها ولا تشملهم اللعنة , باعتبار أنهم اختاروا ممثليهم بانتخابات أولية مفتوحة وهذه الخطوة الساذجة والتي تعبر عن غباء واضح جدا تقودنا لأمرين .. الأمر الأول إن التيار يعلم مسبقا إن القائمة المغلقة هي التي سوف يتم إقرارها وأنها مبيتة فهو قد سبق الحدث حتى لا يلام إذا ما أقرت المغلقة وهذا يقودنا أيضا إلى تساؤل وعلامات استفهام كبيرة .. هو أننا لا نرى ولا نسمع الضجيج والزعيق والطنين الإعلامي الذي يحترفه هؤلاء عند كل تصويت بحجة أنهم وطنيون فيطبلون ويزمرون . إذن لماذا لا نرى مسيراتهم ودبكاتهم استنكارا للأمر المبيت وهو إقرار القائمة المغلقة ولماذا لم نسمع صوتا نكره منهم يستنكر إقرار التصويت الالكتروني الذي يخفي ويحجب المصوت ولا يتم التعرف عليه من قبل الشعب في حال إقرار أي مشروع .. ألا يؤكد ذلك مكر هؤلاء واللعب على سبعين حبلا وخداع الناس بشتى الطرق وللخروج من هذا المأزق أعلنوا عن قيامهم بهذه الانتخابات المهزلة ولكن نحن لا نلومهم بقدر ما نلوم هؤلاء الناس المساكين من أتباعهم الذين صدقوهم .. والأمر الثاني .. إن تيارهم دخل في تحالف مع الائتلاف العراقي الموحد الذي يقوده المجلس الأعلى الإسلامي فهم لا يمثلون إلا نسبة قليلة من هذا الائتلاف ربما الربع أو اقل فإذا كان الربع قد قام باختيار أعضاءه المرشحين في انتخابات أولية فما حكم باقي الائتلاف أليس هذا ضحك على الذقون وهل إن قيامهم بهذه الفبركة الانتخابية يبرئ ساحتهم .. كلا طبعا إن كل ما يقوم به الائتلاف الذي انضووا تحته ينسحب عليهم شاءوا أم أبوا ..كتابات - عبد الخالق البغدادي
والأمر الآخر الذي يسلط الضوء على غايتهم من إجراء هكذا انتخابات , هو إنهم يريدون أن يرسلوا رسالة ما إلى الحكومة أو إلى بعض الجهات إنهم يملكون قاعدة كبيرة ودليلهم على ذلك أنهم حصلوا على نسب كبيرة من الناخبين سيتم الإعلان عنها من قبلهم لإيهام الجهات الحكومية أو مفوضية الانتخابات بذلك .. إنها جزء من مغالطة قبيحة !! حتى لو تم لهم ذلك وسلمنا إن كثيرا من المواطنين صوتوا لمرشحيهم في هذه الانتخابات الأولية فهذا ليس دليلا أبدا على حجم قاعدتهم ذلك إن الساحة الآن خالية من المنافسين لان المرشحين من هذا التيار فقط وفقط ولا توجد جهة منافسة لهم فبمقتضى الحال وتحت الضغط أو الترهيب أو الترغيب أو استخدام العلاقات أو دفع الرشا والأموال أو بمساعدة من دول إقليمية سوف يتمكنون من خداع بعض الناس السذج الذين يدلون بأصواتهم .. وبهذا يكون هذا التيار قد سار على خطى البعثيين عندما كانوا يجرون الانتخابات فيحصل مرشح حزب البعث على الأغلبية الساحقة لأنه لا منافس آخر له ..
إن من الواضح جدا إن مهزلة الانتخابات الأولية التي يقوم بها ما يسمى بالتيار الصدري هي تهرب من الموقف الذي عليه أن يتخذه إزاء إقرار القائمة المغلقة وهو بهذا يخدع السذج من أتباعه وهذا لا يعفيه من المسؤولية حال إقرارها بل هو من شارك بإقرارها مرتين .. مرة لأنه محسوب ضمن ائتلاف يسعى جاهدا من اجل إقرار القائمة المغلقة والمرة الثانية عدم اعتراضه أبدا على التصويت الالكتروني ..
وإذا قام هؤلاء بخداع بعض السذج والجهلة فان هذه الخدعة لا تنطلي على أبناء شعبنا الواعي سيما إن هذا التيار غارق إلى أذنيه بدماء أبناء شعبنا الأبرياء وانه البطن الحرام التي ولدت أعتى المليشيات التي عاثت في الأرض فسادا وقتلا وتدميرا والعين العوراء التي لا تعرف غير الازدواجية والظلام واليد التي بطشت ولا زالت تبطش بها الدول الإقليمية في داخل العراق لتحقيق مآربها ومشاريعها التوسعية على حساب هذا الشعب وهذه الأرض ..