السائل : عبر البريد
السؤال :
ما هو رأي الشيعة بمسألة تحريف القرآن ؟ وما هي المعاني الممكنة من معاني التحريف ؟
الجواب :
التحريف معناه التغيير والتبديل وهو على ثلاثة أقسام :
1. التغيير بالزيادة
2. التغيير بالنقيصة
3. التغيير الجزئي في الحروف والكلمات وعلامات الاعراب ونحوها.
أما التغيير بالزيادة فقد اتفق المسلمون (سنة وشيعة) على بطلانه وعدم وقوعه في القرآن الكريم، بل استحالة ذلك، لان كلام المخلوق يمتاز قهراً عن كلام الخالق، ولقوله تعالى {لا يَأْتيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ لا مِنْ خَلْفِه}
وأما التغيير الجزئي فهو ممكن وواقع في القرآن الكريم، والدليل على ذلك القراءات السبع بعد عدم كونها متواترة، فان معنى ذلك ان الكلمة الأصلية في القرآن النازل على محمد (ص) كان بنحو خاص، لكن قُرأ مع تغيير في تلك الكلمة كالصراط والسراط، ومالك وملك، وغير المغضوب عليهم ولا الضالين مع قراءة غير الضالين.
وأما التحريف والتغيير بالنقيصة فقد وقع الخلاف فيه، والمحققون من علماء الشيعة على أنه لم يقع في القرآن الكريم أيضاً كالزيادة، وقد صرحوا بذلك في كتبهم، وكذلك أهل السنة يدَّعون القول بعدم التحريف في النقيصة، لكن يروون روايات كثيرة وبأعداد هائلة يظهر منها وقوع النقيصة في القرآن الكريم، وان الصحابة كانوا يعتقدون ذلك، وأول من اعتقد بوقوع النقيصة في القرآن الكريم هو عمر بن الخطاب حيث أتى بعد وفاة النبي (ص) بآية رجم الشيخ والشيخة وطلب من ابي بكر ان يثبتها في القرآن الذي جمعه، لكن لم يقبل منه لأنه لم يشهد معه غيره على ذلك، فباعتقاد عمر ان هذه الآية سقطت (اي اسقطوها) من القرآن الكريم، والآية التي جاء بها عمر هي : (اذا زنى الشيخ والشيخة فارجموهما البتة نكالاً من الله والله عزيزي حكيم)، وروي (الشيخ والشيخة فارجموهما البتّة بما قضيا من اللذة) (الاتقان ج1 ص101)
وروى ابن عباس عن عمر فيما قال وهو على المنبر : ان الله بعث محمداً (ص) بالحق وانزل عليه الكتاب فكان مما انزل الله آية الرجم، فقرأناها وعقلناها ووعيناها، الى ان قال : ثم انا كنا نقرأ من كتاب الله (ان لا ترغبوا عن آبائكم فانه كفر بكم ان ترغبوا عن آبائكم) او (ان كفراً بكم ان ترغبوا عن آبائكم) صحيح البخاري ج8 ص26
واخرج الطبراني بسند موثق عن عمر بن الخطاب مرفوعاً : القرآن الف الف وسبعة وعشرون الف حرف (الاتقان ج1 ص121)، بينما نجد ان القرآن الذي بايدينا لا يبلغ ثلث هذا المقدار، فباعتقاد عمر سقط من القرآن اكثر من ثلثيه.
ومن القائلين بوقوع التحريف بالنقيصة في القرآن عائشة، فقد روى عروة بن الزبير عن عائشة قالت : كانت سورة الاحزاب تقرأ في زمن النبي (ص) مئتي آية فلما كتب عثمان المصاحف لم نقدر منها إلا ما هو الآن (الإتقان ج2 ص40 و41)
وفي الاتقان ايضا : وروت حميدة بنت ابي يونس قالت : قرأ عليَّ أبي وهو ابن ثمانين سنة في مصحف عائشة : (ان الله وملائكته يصلون على النبي يا ايها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما وعلى الذين يصلّون في الصفوف الأول)، قالت : قبل ان يغير عثمان المصاحف.
وفي حديث عن زرّ قال : قال أُبيّ بن كعب : يا زرّ، كأين تقرأ سورة الأحزاب ؟ قلت : ثلاث وسبعين آية، قال : إن كانت لتضاهي سورة البقرة أو هي اطول من سورة البقرة (منتخب كنز العمال بهامش مسند احمد ج2 ص43)
وروى السيوطي في الدر المنثور في قوله تعالى {فما استمتعهم به منهن فآتوهن أجورهن} ان ابن عباس قال : انها نزلت هكذا : (فما استمتعتم به منهنّ إلى أجل مسمى فآتوهن أجورهن)، وروي ذلك عن غيره ايضا، فباعتقاد ابن عباس ان قوله (الى اجل مسمى) ساقط من آية المتعة.
وروى أيضاً في قوله تعالى {يا أيها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك...} قال : واخرج ابن مردويه عن ابن مسعود قال : كنا نقرأ على عهد رسول الله (ص): (يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك ان علياً مولى المؤمنين، فان لم تفعل فما بلغت رسالته..)
فباعتقاد الصحابي ابن مسعود ان جملة (ان علياً مولى المؤمنين) قد سقطت من الآية المباركة.
هذا وقد روى السيوطي في آخر الجزء السادس من تفسيره سورتين ليستا في القرآن الكريم (سورة الخلع وسورة الحفد)، وقد روي ذلك في روايات عديدة منها قوله : واخرج محمد بن نصر عن ابي اسحاق قال : قرأت في مصحف (ابي بن كعب) بالكتاب الاول العتيق : (بسم الله الرحمن الرحيم قل هو الله احد ... إلى أخرها.. بسم الله الرحمن الرحيم قل اعوذ برب الفلق ... إلى أخرها.. بسم الله الرحمن الرحيم قل اعوذ برب الناس ... إلى أخرها.. بسم الله الرحمن الرحيم اللهم انا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك الخير ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك بسم الله الرحمن الرحيم اللهم اياك نعبد ولك نصلي ونسجد واليك نسعى ونحفد نرجو رحمتك ...)
نعم قال علماء السنة بأن ذلك يكون من نسخ التلاوة، وفيه ان بعض الروايات صريحة في أن الآية الساقطة لم تنسخ، فقد كان عمر يصرّ على اثبات آية الرجم في المصحف، وكذلك عائشة لا تقول بالنسخ وانما ادعت ان العلة في سقوط الآيات من سورة الاحزاب عدم القدرة عليها وضياعها.
مضافاً الى ما ذكره السيد الخوئي قدس سره من ان نسخ التلاوة مرجعه الى القول بالتحريف، فان واقِعَهُ النقيصة، والتعبير بنسخ التلاوة مجرّد تفنّن في العبارة، فراجع البيان في تفسير القرآن ص224.
أما علماء الشيعة فقد حملوا ما ورد من الروايات الظاهرة في وقوع النقيصة على ارادة التفسير والتأويل وأسباب النزول، فالساقط هذه الأمور لا نصّ القرآن الكريم وآياته النازلة على محمد (ص) وقد وردت روايات كثيرة عن الائمة الاطهار عليهم السلام بلزوم التمسّك بالقرآن الكريم ومتابعته والعمل على طبقه وقراءته والاستدلال به على الاحكام الشرعيّة وطرح الاخبار المخالفة للقرآن الكريم، وهذا يدلّ بالدلالة الالتزامية القطعية على ان القرآن الكريم النازل على محمد (ص) لم يتغيّر بالزيادة والنقصان، وان ما بأيدينا هو نفس ما نزل على النبي (ص) بلا زيادة فيه ولا نقيصة.
السؤال :
ما هو رأي الشيعة بمسألة تحريف القرآن ؟ وما هي المعاني الممكنة من معاني التحريف ؟
الجواب :
التحريف معناه التغيير والتبديل وهو على ثلاثة أقسام :
1. التغيير بالزيادة
2. التغيير بالنقيصة
3. التغيير الجزئي في الحروف والكلمات وعلامات الاعراب ونحوها.
أما التغيير بالزيادة فقد اتفق المسلمون (سنة وشيعة) على بطلانه وعدم وقوعه في القرآن الكريم، بل استحالة ذلك، لان كلام المخلوق يمتاز قهراً عن كلام الخالق، ولقوله تعالى {لا يَأْتيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ لا مِنْ خَلْفِه}
وأما التغيير الجزئي فهو ممكن وواقع في القرآن الكريم، والدليل على ذلك القراءات السبع بعد عدم كونها متواترة، فان معنى ذلك ان الكلمة الأصلية في القرآن النازل على محمد (ص) كان بنحو خاص، لكن قُرأ مع تغيير في تلك الكلمة كالصراط والسراط، ومالك وملك، وغير المغضوب عليهم ولا الضالين مع قراءة غير الضالين.
وأما التحريف والتغيير بالنقيصة فقد وقع الخلاف فيه، والمحققون من علماء الشيعة على أنه لم يقع في القرآن الكريم أيضاً كالزيادة، وقد صرحوا بذلك في كتبهم، وكذلك أهل السنة يدَّعون القول بعدم التحريف في النقيصة، لكن يروون روايات كثيرة وبأعداد هائلة يظهر منها وقوع النقيصة في القرآن الكريم، وان الصحابة كانوا يعتقدون ذلك، وأول من اعتقد بوقوع النقيصة في القرآن الكريم هو عمر بن الخطاب حيث أتى بعد وفاة النبي (ص) بآية رجم الشيخ والشيخة وطلب من ابي بكر ان يثبتها في القرآن الذي جمعه، لكن لم يقبل منه لأنه لم يشهد معه غيره على ذلك، فباعتقاد عمر ان هذه الآية سقطت (اي اسقطوها) من القرآن الكريم، والآية التي جاء بها عمر هي : (اذا زنى الشيخ والشيخة فارجموهما البتة نكالاً من الله والله عزيزي حكيم)، وروي (الشيخ والشيخة فارجموهما البتّة بما قضيا من اللذة) (الاتقان ج1 ص101)
وروى ابن عباس عن عمر فيما قال وهو على المنبر : ان الله بعث محمداً (ص) بالحق وانزل عليه الكتاب فكان مما انزل الله آية الرجم، فقرأناها وعقلناها ووعيناها، الى ان قال : ثم انا كنا نقرأ من كتاب الله (ان لا ترغبوا عن آبائكم فانه كفر بكم ان ترغبوا عن آبائكم) او (ان كفراً بكم ان ترغبوا عن آبائكم) صحيح البخاري ج8 ص26
واخرج الطبراني بسند موثق عن عمر بن الخطاب مرفوعاً : القرآن الف الف وسبعة وعشرون الف حرف (الاتقان ج1 ص121)، بينما نجد ان القرآن الذي بايدينا لا يبلغ ثلث هذا المقدار، فباعتقاد عمر سقط من القرآن اكثر من ثلثيه.
ومن القائلين بوقوع التحريف بالنقيصة في القرآن عائشة، فقد روى عروة بن الزبير عن عائشة قالت : كانت سورة الاحزاب تقرأ في زمن النبي (ص) مئتي آية فلما كتب عثمان المصاحف لم نقدر منها إلا ما هو الآن (الإتقان ج2 ص40 و41)
وفي الاتقان ايضا : وروت حميدة بنت ابي يونس قالت : قرأ عليَّ أبي وهو ابن ثمانين سنة في مصحف عائشة : (ان الله وملائكته يصلون على النبي يا ايها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما وعلى الذين يصلّون في الصفوف الأول)، قالت : قبل ان يغير عثمان المصاحف.
وفي حديث عن زرّ قال : قال أُبيّ بن كعب : يا زرّ، كأين تقرأ سورة الأحزاب ؟ قلت : ثلاث وسبعين آية، قال : إن كانت لتضاهي سورة البقرة أو هي اطول من سورة البقرة (منتخب كنز العمال بهامش مسند احمد ج2 ص43)
وروى السيوطي في الدر المنثور في قوله تعالى {فما استمتعهم به منهن فآتوهن أجورهن} ان ابن عباس قال : انها نزلت هكذا : (فما استمتعتم به منهنّ إلى أجل مسمى فآتوهن أجورهن)، وروي ذلك عن غيره ايضا، فباعتقاد ابن عباس ان قوله (الى اجل مسمى) ساقط من آية المتعة.
وروى أيضاً في قوله تعالى {يا أيها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك...} قال : واخرج ابن مردويه عن ابن مسعود قال : كنا نقرأ على عهد رسول الله (ص): (يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك ان علياً مولى المؤمنين، فان لم تفعل فما بلغت رسالته..)
فباعتقاد الصحابي ابن مسعود ان جملة (ان علياً مولى المؤمنين) قد سقطت من الآية المباركة.
هذا وقد روى السيوطي في آخر الجزء السادس من تفسيره سورتين ليستا في القرآن الكريم (سورة الخلع وسورة الحفد)، وقد روي ذلك في روايات عديدة منها قوله : واخرج محمد بن نصر عن ابي اسحاق قال : قرأت في مصحف (ابي بن كعب) بالكتاب الاول العتيق : (بسم الله الرحمن الرحيم قل هو الله احد ... إلى أخرها.. بسم الله الرحمن الرحيم قل اعوذ برب الفلق ... إلى أخرها.. بسم الله الرحمن الرحيم قل اعوذ برب الناس ... إلى أخرها.. بسم الله الرحمن الرحيم اللهم انا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك الخير ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك بسم الله الرحمن الرحيم اللهم اياك نعبد ولك نصلي ونسجد واليك نسعى ونحفد نرجو رحمتك ...)
نعم قال علماء السنة بأن ذلك يكون من نسخ التلاوة، وفيه ان بعض الروايات صريحة في أن الآية الساقطة لم تنسخ، فقد كان عمر يصرّ على اثبات آية الرجم في المصحف، وكذلك عائشة لا تقول بالنسخ وانما ادعت ان العلة في سقوط الآيات من سورة الاحزاب عدم القدرة عليها وضياعها.
مضافاً الى ما ذكره السيد الخوئي قدس سره من ان نسخ التلاوة مرجعه الى القول بالتحريف، فان واقِعَهُ النقيصة، والتعبير بنسخ التلاوة مجرّد تفنّن في العبارة، فراجع البيان في تفسير القرآن ص224.
أما علماء الشيعة فقد حملوا ما ورد من الروايات الظاهرة في وقوع النقيصة على ارادة التفسير والتأويل وأسباب النزول، فالساقط هذه الأمور لا نصّ القرآن الكريم وآياته النازلة على محمد (ص) وقد وردت روايات كثيرة عن الائمة الاطهار عليهم السلام بلزوم التمسّك بالقرآن الكريم ومتابعته والعمل على طبقه وقراءته والاستدلال به على الاحكام الشرعيّة وطرح الاخبار المخالفة للقرآن الكريم، وهذا يدلّ بالدلالة الالتزامية القطعية على ان القرآن الكريم النازل على محمد (ص) لم يتغيّر بالزيادة والنقصان، وان ما بأيدينا هو نفس ما نزل على النبي (ص) بلا زيادة فيه ولا نقيصة.