ألتقيته في بلاد الغرب الباردة
كان يكبرني بسنوات قليلة , محام شاب مثقف يعتز بدينه وبقومه , متزوج وله بنات صغار
ألا أن سمرة وجهه ولحيته الخفيفة وخاتمه وحواره المفعم بالادلة وحبه للدين والمراجع يبعث على أستكانة النفس وحرارة الاجواء ولاتشعر بضغط العالم المادي من حولك .
أتذكر يوما حيث كنا ندرس لتطوير لغتنا الجديدة , كنا ثلاث عراقيين , ثالثنا من النوع الذي تكسرت على رأسه مصائب كثيرة وبائع للفرارات والخبز اليابس , الا أنه كان متعلما ويحمل الماجستير والحق يقال أن الرجل كان لايملك أي شرف أو ضمير ويضحك من الذين يتكلمون بالمبادئ !
أنظمت الينا في تلك الوقفة أيرانية من النوع المنفتح , سافرة لاتقيم للدين والاخلاق أي وزن , وكانت تدعي أنها طالبة أيضا تتعلم اللغة , لكن لغتها وأسلوبها تدلل على أنها مقيمة منذ فترة طويلة وربما تكون عميلة للحكومة هناك ,وبما أننا أجانب أيضا فحبت أن تتعرف علينا وتبادلنا الحديث حسب أدعائها.
صاحبنا أبو الخبز اليابس أنفتح معها بالحديث كثيرا فهي لازالت شابة وجميلة و علمت أننا عراقيين فدار بعض الحديث عن ايران والعراق وذكرت السيد الخميني رض بنوع من عدم الاحترام فما كان من صاحبي الا أن قطب حاجبيه وأمتعض وغادر المكان , ولولا أنه في بلد غربي يكن العداء لايران والتشيع ورأى برهان ربه لكان هم بضربها .
هذا الشاب الملتزم أنتقل مع عائلته بعد سنتين تقريبا للسكن في مكان اخر وأنقطعت أخباره عني ولم نكن على أتصال , فالحياة في الغرب حياة سريعة الايقاع ومادية وتشغل الناس بأمورهم الدنيوية كثيرا ولاتترك لك الكثير من الوقت للعلاقات الاجتماعية ( أذهب أنت وربك فقاتلا ) خصوصا والعراق كان يعاني من الحصار الاقتصادي وأغلب من كان هناك في تلك الفترة يفكر في عائلته وكيفية مساعدتها ماديا وحتى جلبها لدول المهجر .
كان لي زميل سكن قد ذهب لسوريا لاجل الزواج وعند عودته سمعت أنه يسكن مؤقتا مع عراقي اخر حتى يتدبر أمره من جديد , فرحت بعودته خصوصا وأننا كنا نتشارك السكن لمدة أربع سنوات أيام العزوبية وللعشرة حوبة كما يقال فذهبت مسرعا للقائه هناك ورب صدفة خير من الف ميعاد , تفاجأت برؤية هذا المحامي من جديد ( وكان قد مضى على أخر مرة رأيته فيها ست سنوات ).
لكن المفاجأة الحقيقة تكمن في, ملامح التغير البدني والنفسي الكبيرة عليه ولايمكن مقارنتها فيما سابق ولايوجد أثر للحية على وجهه , فكان منتفخ الوزن كثيرا وحتى أنه يقال كان يملك الكثير من الورق الاخضر المبارك ويتعامل بالاسهم والبورصة .
تبادلنا التحية وقبل كل منا وجنات الاخر بلهفة وجلسنا حول المائدة وتناولنا طعام العشاء وقتها فكنا أربع أشخاص وبعد شرب الشاي بدأت الاحاديث تأخذ طابعا اخر , طابع التعرف من جديد على الشخص الذي يجلس أمامك.
مما فاجأني فيه من الافكار الجديدة التي يحملها بأن المرجع أنسان وأنا أنسان , وأنا خليفة الله في الارض !
واضعا رأسه الحلزوني برأس السيد الخوئي رض , بل كان يرى نفسه أفضل منه , بل أن السيد رحمه الله لم يكن قد أدى رسالته الملقات على عاتقه وفرط بالعراق خوفا على نفسه ( وناقل الكفر ليس بكافر ) فكان يراه جبانا !!
ثارة ثائرتي وقلت له من تكون أنت حتى تعتدي على حرمة المراجع .
أنا خليفة الله في الارض .
فقلت له ولكن الله يقول , ورفعنا بعضكم فوق بعض درجات .
فبهت الذي كفر
وحقيقة لم أكن مستعدا لهكذا جدال ولم أكن أتوقعه من هذا الشخص .
كانت تصلني من لندن ولمدة عام تقريبا جريدة الدعوة ( صوت العراق ) مجانا وكانت تسعدني كثيرا , حيث صورة الشهيد الصدر الاول رض ومقتطفات فيها من كلماته الخالدة في الاعلى ومواضيع أسلامية متنوعة وبعض أخبار الوطن , حيث كنا في ذلك الوقت على قطيعة تامة مع أخبار الوطن والاخبار العربية , فلا يوجد ستلايت ولا انترنت ولاصحف عربية في منتصف التسعينيات.
والسبب في قطعها عني أني قرأت في أحد المرات مقالا طويلا عريضا فيه تعريض كبير ضد السيد رحمه الله , حيث كان الدعاة يحملونه تجبر وطغيان صدام !!
فأرلست لهم رسالة توبيخية .
فكان صاحبنا هذا يستقي أفكاره النيرة من فكر الدعوة النير على ما يبدو بالاضافة الى خفافيشهم التي تزورنا بين الحين والاخر حتى جعلوا غالبية الناس ترفع صور فضل الله في البيوت !
والذي فلق الحبة وبعد أن تفرقنا وكنت كارها للقاء هذا الشخص من جديد , وصلتني أخبار بأنه فقد رأس ماله في مضاربات سوق الاسهم وتعرض لصدمة نفسية كبيرة كادت تأتي على حياته أيضا ودخل على أثرها للعناية المركزة وبقي هناك حتى تعافى جسديا أما روحيا فلا أدري.
كان يكبرني بسنوات قليلة , محام شاب مثقف يعتز بدينه وبقومه , متزوج وله بنات صغار
ألا أن سمرة وجهه ولحيته الخفيفة وخاتمه وحواره المفعم بالادلة وحبه للدين والمراجع يبعث على أستكانة النفس وحرارة الاجواء ولاتشعر بضغط العالم المادي من حولك .
أتذكر يوما حيث كنا ندرس لتطوير لغتنا الجديدة , كنا ثلاث عراقيين , ثالثنا من النوع الذي تكسرت على رأسه مصائب كثيرة وبائع للفرارات والخبز اليابس , الا أنه كان متعلما ويحمل الماجستير والحق يقال أن الرجل كان لايملك أي شرف أو ضمير ويضحك من الذين يتكلمون بالمبادئ !
أنظمت الينا في تلك الوقفة أيرانية من النوع المنفتح , سافرة لاتقيم للدين والاخلاق أي وزن , وكانت تدعي أنها طالبة أيضا تتعلم اللغة , لكن لغتها وأسلوبها تدلل على أنها مقيمة منذ فترة طويلة وربما تكون عميلة للحكومة هناك ,وبما أننا أجانب أيضا فحبت أن تتعرف علينا وتبادلنا الحديث حسب أدعائها.
صاحبنا أبو الخبز اليابس أنفتح معها بالحديث كثيرا فهي لازالت شابة وجميلة و علمت أننا عراقيين فدار بعض الحديث عن ايران والعراق وذكرت السيد الخميني رض بنوع من عدم الاحترام فما كان من صاحبي الا أن قطب حاجبيه وأمتعض وغادر المكان , ولولا أنه في بلد غربي يكن العداء لايران والتشيع ورأى برهان ربه لكان هم بضربها .
هذا الشاب الملتزم أنتقل مع عائلته بعد سنتين تقريبا للسكن في مكان اخر وأنقطعت أخباره عني ولم نكن على أتصال , فالحياة في الغرب حياة سريعة الايقاع ومادية وتشغل الناس بأمورهم الدنيوية كثيرا ولاتترك لك الكثير من الوقت للعلاقات الاجتماعية ( أذهب أنت وربك فقاتلا ) خصوصا والعراق كان يعاني من الحصار الاقتصادي وأغلب من كان هناك في تلك الفترة يفكر في عائلته وكيفية مساعدتها ماديا وحتى جلبها لدول المهجر .
كان لي زميل سكن قد ذهب لسوريا لاجل الزواج وعند عودته سمعت أنه يسكن مؤقتا مع عراقي اخر حتى يتدبر أمره من جديد , فرحت بعودته خصوصا وأننا كنا نتشارك السكن لمدة أربع سنوات أيام العزوبية وللعشرة حوبة كما يقال فذهبت مسرعا للقائه هناك ورب صدفة خير من الف ميعاد , تفاجأت برؤية هذا المحامي من جديد ( وكان قد مضى على أخر مرة رأيته فيها ست سنوات ).
لكن المفاجأة الحقيقة تكمن في, ملامح التغير البدني والنفسي الكبيرة عليه ولايمكن مقارنتها فيما سابق ولايوجد أثر للحية على وجهه , فكان منتفخ الوزن كثيرا وحتى أنه يقال كان يملك الكثير من الورق الاخضر المبارك ويتعامل بالاسهم والبورصة .
تبادلنا التحية وقبل كل منا وجنات الاخر بلهفة وجلسنا حول المائدة وتناولنا طعام العشاء وقتها فكنا أربع أشخاص وبعد شرب الشاي بدأت الاحاديث تأخذ طابعا اخر , طابع التعرف من جديد على الشخص الذي يجلس أمامك.
مما فاجأني فيه من الافكار الجديدة التي يحملها بأن المرجع أنسان وأنا أنسان , وأنا خليفة الله في الارض !
واضعا رأسه الحلزوني برأس السيد الخوئي رض , بل كان يرى نفسه أفضل منه , بل أن السيد رحمه الله لم يكن قد أدى رسالته الملقات على عاتقه وفرط بالعراق خوفا على نفسه ( وناقل الكفر ليس بكافر ) فكان يراه جبانا !!
ثارة ثائرتي وقلت له من تكون أنت حتى تعتدي على حرمة المراجع .
أنا خليفة الله في الارض .
فقلت له ولكن الله يقول , ورفعنا بعضكم فوق بعض درجات .
فبهت الذي كفر
وحقيقة لم أكن مستعدا لهكذا جدال ولم أكن أتوقعه من هذا الشخص .
كانت تصلني من لندن ولمدة عام تقريبا جريدة الدعوة ( صوت العراق ) مجانا وكانت تسعدني كثيرا , حيث صورة الشهيد الصدر الاول رض ومقتطفات فيها من كلماته الخالدة في الاعلى ومواضيع أسلامية متنوعة وبعض أخبار الوطن , حيث كنا في ذلك الوقت على قطيعة تامة مع أخبار الوطن والاخبار العربية , فلا يوجد ستلايت ولا انترنت ولاصحف عربية في منتصف التسعينيات.
والسبب في قطعها عني أني قرأت في أحد المرات مقالا طويلا عريضا فيه تعريض كبير ضد السيد رحمه الله , حيث كان الدعاة يحملونه تجبر وطغيان صدام !!
فأرلست لهم رسالة توبيخية .
فكان صاحبنا هذا يستقي أفكاره النيرة من فكر الدعوة النير على ما يبدو بالاضافة الى خفافيشهم التي تزورنا بين الحين والاخر حتى جعلوا غالبية الناس ترفع صور فضل الله في البيوت !
والذي فلق الحبة وبعد أن تفرقنا وكنت كارها للقاء هذا الشخص من جديد , وصلتني أخبار بأنه فقد رأس ماله في مضاربات سوق الاسهم وتعرض لصدمة نفسية كبيرة كادت تأتي على حياته أيضا ودخل على أثرها للعناية المركزة وبقي هناك حتى تعافى جسديا أما روحيا فلا أدري.
تعليق