تويت
الامام أمير المؤمنين "عليه السلام" يرفض بيعة أبي بكر "جزء الثاني"
الامام أمير المؤمنين "عليه السلام" يرفض بيعة أبي بكر "جزء الثاني"
فانطلق الرسول الى أبكر واخبره بمقال الامام "عليه السلام" فسكتوا عنه يومهم ذاك 1
له "عليه السلام" أبيات رائعة:يشير فيها الى حقه في الخلافة، نذكرها بالمناسبة:
محمد النبي أخـي وصنـوي ***** وحمزة سيد الشهداء عمي
وجعفر الذي يضحي ويمسى ***** يطير مع الملائكة ابن أمي
وبنت محمد سكني وعرسي ***** منوط لحمها بدمي ولحمي
وسبطا احمد ولداي منـها ***** فأيكم له سهم كسهـمي ؟
سبقتكم الى الاسلام طـرا ***** على ما كان من فهمي وعلمي
فاوجب لـي ولايته عليكم ***** رسول الله يـوم غدير خـم
فويـل ثم ويـل ثم ويل ***** لمن يلقي الاله غدا بظلمي 2
وروى انه "عليه السلام" خاطب أبا بكر بهذين البيتين:
فان كنت بالشورى ملكت أمورهم *** فكيف بهذا والمشيرون غيب
وان كنت بالقربى حججت خصيمهم *** فغـيرك أولى بالنبي واقـرب
وكان "عليه السلام" كثيرا ما يقول : وأعجباه ! تكون الخلافة بالصحابة، ولا يكون بالقرابة والصحابة ؟!
وقال له قائل : انك يابن طالب على الأمر لحريص!!
فقال "عليه السلام" بل انتم –والله – احرص وابعد، وأنا اخص واقرب، وإنما طلبت حقا لي، وانتم تحولون بيني وبينه، وتضربون وجهي دونه
قال "عليه السلام" : فلما قرعته بالحجة في الملا الحاضر ،بهت لا يدري ما يجيبني 3
ثم انه " عليه السلام" لزم بيته واعتزل القوم ولم يحضر معهم في جمعه ولا جماعة، وبدا يجمع القران وكتابة وتفسيره وتأويله، وتفرغ للعبادة
وكان "عليه السلام" يرفض التعاون مع الغاصبين والانضواء تحت رايتهم
قال ابن عباس : خرجت مع عمر الى الشام –في إحدى خريجاته- فانفرد يوما يسير على بعيره ،فاتبعته... فقال لي : بابن عباس .. أشكو إليك ابن عمك ، سألته ان يخرج معي فلم يفعل ،ولم أزل أراه واجدا 4 فيم تظن موجدته ؟!
قلت انك لتعلم
قال اطنه لا زال كئيبا لفوت الخلافة !
قلت هو ذاك... انه يرى ان رسول الله أراد الأمر له
فقال :ابن عباس .. وأراد رسول الله الأمر له ...!5
ومرة قيل لعمر:إلا تفوض الى علي عملا ؟
فقال : أتراه يرضى ان يكون لنا عاملا ؟!
ان الامام "عليه السلام" كان يرفض ان يكون عاملا لمن هو دونه ،ولما كان يتمتع به عزة النفس وسمو الروح واستقلال الشخصية ،ولأنه اعلي منزله وأعظم شانا من ان يكون عاملا أو وزيرا لاحد إلا رسول الله "صلى الله عليه واله وسلم"
ولكنه "عليه السلام" ما كان يبخل برأيه عليهم عندما كانوا يستشيرونه في موضوع أو يسألونه مسالة في الإحكام أو القضاء، بل كان يتصدى بنفسه- في بعض الأحيان –لحل مشاكل المسلمين وحسم خلافهم الاجتماعية والعائلية وغيرها
ـــــــــــــــــــــ
1 – كتاب سليم بن قيس الهلالي وهو أقدم كتاب كتب عن الخلافة وقضاياها
2 – رواها جميع كبير من علماء ومؤرخي الشيعة والسنة ،قال الحافظ البيهقي الشافعي –وهو من أكابر مشايخ أهل السنة بعد ذكر هذه الأبيان : ان الشعر مما يجب على كل احد –متوال في علي –حفظة ليعلم مفاخره في الاسلام
3 – بحار الأنوار : ج38 ص318
4 - واجدا:غاضبا
5 – شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد :ج12 ص78
يتبع
منقول من كتاب "الإمام علي " خليفة رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم"
للكاتب محمد إبراهيم الموحد القزويني
فانطلق الرسول الى أبكر واخبره بمقال الامام "عليه السلام" فسكتوا عنه يومهم ذاك 1
له "عليه السلام" أبيات رائعة:يشير فيها الى حقه في الخلافة، نذكرها بالمناسبة:
محمد النبي أخـي وصنـوي ***** وحمزة سيد الشهداء عمي
وجعفر الذي يضحي ويمسى ***** يطير مع الملائكة ابن أمي
وبنت محمد سكني وعرسي ***** منوط لحمها بدمي ولحمي
وسبطا احمد ولداي منـها ***** فأيكم له سهم كسهـمي ؟
سبقتكم الى الاسلام طـرا ***** على ما كان من فهمي وعلمي
فاوجب لـي ولايته عليكم ***** رسول الله يـوم غدير خـم
فويـل ثم ويـل ثم ويل ***** لمن يلقي الاله غدا بظلمي 2
وروى انه "عليه السلام" خاطب أبا بكر بهذين البيتين:
فان كنت بالشورى ملكت أمورهم *** فكيف بهذا والمشيرون غيب
وان كنت بالقربى حججت خصيمهم *** فغـيرك أولى بالنبي واقـرب
وكان "عليه السلام" كثيرا ما يقول : وأعجباه ! تكون الخلافة بالصحابة، ولا يكون بالقرابة والصحابة ؟!
وقال له قائل : انك يابن طالب على الأمر لحريص!!
فقال "عليه السلام" بل انتم –والله – احرص وابعد، وأنا اخص واقرب، وإنما طلبت حقا لي، وانتم تحولون بيني وبينه، وتضربون وجهي دونه
قال "عليه السلام" : فلما قرعته بالحجة في الملا الحاضر ،بهت لا يدري ما يجيبني 3
ثم انه " عليه السلام" لزم بيته واعتزل القوم ولم يحضر معهم في جمعه ولا جماعة، وبدا يجمع القران وكتابة وتفسيره وتأويله، وتفرغ للعبادة
وكان "عليه السلام" يرفض التعاون مع الغاصبين والانضواء تحت رايتهم
قال ابن عباس : خرجت مع عمر الى الشام –في إحدى خريجاته- فانفرد يوما يسير على بعيره ،فاتبعته... فقال لي : بابن عباس .. أشكو إليك ابن عمك ، سألته ان يخرج معي فلم يفعل ،ولم أزل أراه واجدا 4 فيم تظن موجدته ؟!
قلت انك لتعلم
قال اطنه لا زال كئيبا لفوت الخلافة !
قلت هو ذاك... انه يرى ان رسول الله أراد الأمر له
فقال :ابن عباس .. وأراد رسول الله الأمر له ...!5
ومرة قيل لعمر:إلا تفوض الى علي عملا ؟
فقال : أتراه يرضى ان يكون لنا عاملا ؟!
ان الامام "عليه السلام" كان يرفض ان يكون عاملا لمن هو دونه ،ولما كان يتمتع به عزة النفس وسمو الروح واستقلال الشخصية ،ولأنه اعلي منزله وأعظم شانا من ان يكون عاملا أو وزيرا لاحد إلا رسول الله "صلى الله عليه واله وسلم"
ولكنه "عليه السلام" ما كان يبخل برأيه عليهم عندما كانوا يستشيرونه في موضوع أو يسألونه مسالة في الإحكام أو القضاء، بل كان يتصدى بنفسه- في بعض الأحيان –لحل مشاكل المسلمين وحسم خلافهم الاجتماعية والعائلية وغيرها
ـــــــــــــــــــــ
1 – كتاب سليم بن قيس الهلالي وهو أقدم كتاب كتب عن الخلافة وقضاياها
2 – رواها جميع كبير من علماء ومؤرخي الشيعة والسنة ،قال الحافظ البيهقي الشافعي –وهو من أكابر مشايخ أهل السنة بعد ذكر هذه الأبيان : ان الشعر مما يجب على كل احد –متوال في علي –حفظة ليعلم مفاخره في الاسلام
3 – بحار الأنوار : ج38 ص318
4 - واجدا:غاضبا
5 – شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد :ج12 ص78
يتبع
منقول من كتاب "الإمام علي " خليفة رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم"
للكاتب محمد إبراهيم الموحد القزويني
تعليق