المفاهيم الفلكية في القرآن
"المفاهيم الفلكية في القرآن" موضوع لا يقل اتساعًا عن سابقه : "نشأة الكون" وسأكتفي هنا ببعض نماذج للإشارات القرآنية ، وأبدأ بوصف "القرآن الكريم" لكل من الشمس والقمر؛ فبينما لا تميز نصوص التوراة بين صفات الشمس والقمر إلا من ناحية الحجم [1]، فإن القرآن يسميها بصفات مميزة : القمر جسم منير (نور) فحسب ، بينما الشمس هي (السراج) الباعث للضوء .
أي أن القمر جسم بارد يعكس الضوء الذي يتلقاه من الشمس المتوهجة ، مصداقًا لما تؤكده المعارف الحديثة [2].
نموذج آخر للإشارات القرآنية
وفي مثال آخر يوصف النجم بكلمة "ثاقب" [3] أي الذي يحترق ويستهلك تدريجيًا في ظلام الكون .
ومن ناحية أخرى يشير القرآن إلى "الكواكب" بلفظ مستقل [4] كأجسام فلكية ذات طبيعة محددة ؛ لا يخلط بينها وبين النجوم (إذ لا تصدر بل تعكس الضوء كالقمر) .
كما يميزها عن الأقمار (التابعة للأرض أو غيرها) .
تطابق العلم الحديث مع نصوص القرآن بشأن حركة الأجرام السماوية
ثم يشير العلم الحديث إلى حركة الأجرام السماوية في أفلاك محددة، واتزان بعضها مع بعض طبقًا لقوى الجاذبية؛ التي تحددها – بدورها – الكتل والسرعات ، ويتطابق ذلك تمامًا مع نصوص القرآن الكريم ، وعباراته الدقيقة التي لم يُدرك البشر مغزاها قبل المفاهيم الحديثة، مثل ما جاء في سورة الأنبياء : ]وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُون[ [5](الأنبياء : 33)
ونلاحظ : أن حركة الأجرام يشار إليها بالفعل "سبح" الذي يشير لا إلى الحركة في الماء فحسب ، بل إلى نوع من الحركة الذاتية .
تعاقب الليل والنهار
أما تعاقب الليل والنهار فليس ثمة جديد في مجرد الإشارة إليهما ، ولكن الجديد والمثير هو التعبير القرآنى المستخدم في "سورة الزمر" [6] وهو "التكوير" الذي يشير إلى لَفٍّ وتدوير الليل حول النهار ، والنهار حول الليل .
والفعل "كوّر" لغةً يعنى لفَّ العمامة حول رأسه ، وهو تشبيه في غاية الدقة [7]. وقد مرت قرون وقرون بعد نزول القرآن قبل أن تعرف البشرية شيئًا من هذه الحقائق الكونية .
إشارات قرآنية أخرى
وبالقرآن إشارات أخرى إلى :
" أ " نشأة السموات [8] ووصفها [9] .
"ب" وإلى اتجاه الشمس المستمر نحو اتجاه محدد "مُسْتَقَر" [10].
"جـ" وما إلى ذلك مما يتفق مع أدق المفاهيم الحديثة، كما يبدو أن القرآن قد ألمح أيضا إلى الاتساع المستمر للكون [11].
غزو الفضاء
أما عن غزو الفضاء الذي تحقق حديثًا بفضل التقدم التكنولوجي، حيث نزل الإنسان لأول مرة على سطح القمر، فقد أشار إليه القرآن في سورة الرحمن: ]يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ فَانْفُذُوا لاَ تَنْفُذُونَ إِلاَّ بِسُلْطَان[ ( الرحمن : 33) .[12]
و "السلطان" هنا هو : كل ما يؤتيه الله سبحانه وتعالى عباده من قدرات وطاقات .
و"سورة الرحمن" بأكملها تدعو إلى التأمل في نعم الله على عباده .
كما تصف آيات أخرى ما يتعرض له الإنسان حين صعوده في السماء من ضيق في الصدر وصعوبة في التنفس:
] فَمَن يُرِدِ اللهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء [ (الأنعام : 125)
واختلال توازن العينين:
] وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَابًا مِّنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُون % لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَّسْحُورُون[ (الحجر 14 – 15) .
وقد تعرض رواد الفضاء وسفنه لهذه الظواهر كما أخبر بها القرآن .
الدكتور موريس بوكاي
ترجمة الدكتور نبيل عبد السلام هارون
منقول للفائدة
"المفاهيم الفلكية في القرآن" موضوع لا يقل اتساعًا عن سابقه : "نشأة الكون" وسأكتفي هنا ببعض نماذج للإشارات القرآنية ، وأبدأ بوصف "القرآن الكريم" لكل من الشمس والقمر؛ فبينما لا تميز نصوص التوراة بين صفات الشمس والقمر إلا من ناحية الحجم [1]، فإن القرآن يسميها بصفات مميزة : القمر جسم منير (نور) فحسب ، بينما الشمس هي (السراج) الباعث للضوء .
أي أن القمر جسم بارد يعكس الضوء الذي يتلقاه من الشمس المتوهجة ، مصداقًا لما تؤكده المعارف الحديثة [2].
نموذج آخر للإشارات القرآنية
وفي مثال آخر يوصف النجم بكلمة "ثاقب" [3] أي الذي يحترق ويستهلك تدريجيًا في ظلام الكون .
ومن ناحية أخرى يشير القرآن إلى "الكواكب" بلفظ مستقل [4] كأجسام فلكية ذات طبيعة محددة ؛ لا يخلط بينها وبين النجوم (إذ لا تصدر بل تعكس الضوء كالقمر) .
كما يميزها عن الأقمار (التابعة للأرض أو غيرها) .
تطابق العلم الحديث مع نصوص القرآن بشأن حركة الأجرام السماوية
ثم يشير العلم الحديث إلى حركة الأجرام السماوية في أفلاك محددة، واتزان بعضها مع بعض طبقًا لقوى الجاذبية؛ التي تحددها – بدورها – الكتل والسرعات ، ويتطابق ذلك تمامًا مع نصوص القرآن الكريم ، وعباراته الدقيقة التي لم يُدرك البشر مغزاها قبل المفاهيم الحديثة، مثل ما جاء في سورة الأنبياء : ]وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُون[ [5](الأنبياء : 33)
ونلاحظ : أن حركة الأجرام يشار إليها بالفعل "سبح" الذي يشير لا إلى الحركة في الماء فحسب ، بل إلى نوع من الحركة الذاتية .
تعاقب الليل والنهار
أما تعاقب الليل والنهار فليس ثمة جديد في مجرد الإشارة إليهما ، ولكن الجديد والمثير هو التعبير القرآنى المستخدم في "سورة الزمر" [6] وهو "التكوير" الذي يشير إلى لَفٍّ وتدوير الليل حول النهار ، والنهار حول الليل .
والفعل "كوّر" لغةً يعنى لفَّ العمامة حول رأسه ، وهو تشبيه في غاية الدقة [7]. وقد مرت قرون وقرون بعد نزول القرآن قبل أن تعرف البشرية شيئًا من هذه الحقائق الكونية .
إشارات قرآنية أخرى
وبالقرآن إشارات أخرى إلى :
" أ " نشأة السموات [8] ووصفها [9] .
"ب" وإلى اتجاه الشمس المستمر نحو اتجاه محدد "مُسْتَقَر" [10].
"جـ" وما إلى ذلك مما يتفق مع أدق المفاهيم الحديثة، كما يبدو أن القرآن قد ألمح أيضا إلى الاتساع المستمر للكون [11].
غزو الفضاء
أما عن غزو الفضاء الذي تحقق حديثًا بفضل التقدم التكنولوجي، حيث نزل الإنسان لأول مرة على سطح القمر، فقد أشار إليه القرآن في سورة الرحمن: ]يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ فَانْفُذُوا لاَ تَنْفُذُونَ إِلاَّ بِسُلْطَان[ ( الرحمن : 33) .[12]
و "السلطان" هنا هو : كل ما يؤتيه الله سبحانه وتعالى عباده من قدرات وطاقات .
و"سورة الرحمن" بأكملها تدعو إلى التأمل في نعم الله على عباده .
كما تصف آيات أخرى ما يتعرض له الإنسان حين صعوده في السماء من ضيق في الصدر وصعوبة في التنفس:
] فَمَن يُرِدِ اللهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء [ (الأنعام : 125)
واختلال توازن العينين:
] وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَابًا مِّنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُون % لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَّسْحُورُون[ (الحجر 14 – 15) .
وقد تعرض رواد الفضاء وسفنه لهذه الظواهر كما أخبر بها القرآن .
الدكتور موريس بوكاي
ترجمة الدكتور نبيل عبد السلام هارون
منقول للفائدة
تعليق