الهجرة إلى الثقلين

إن التشيع لاقى على مرّ العصور أشد المعاناة والمحن من قبل الخصوم والسلطات الجائرة ، ذلك لأن التشيع أصبح بفكره النيّر وحججه المتينة يشكل خطرا يهدد عروش الظالمين ويدحض حجج كافة المذاهب المنحرفة ، التي أسس بنيانها على شفا جرف هار ، فكانت نتيجة هذا أن يتلقى الضربات القاسية على مرّ تاريخه من الحكومات الجائرة والمذاهب المنحرفة .

إقرأ في خطبة الطالوتية !

ورد في الكافي : سأل أبو بصير الامام أبو عبد الله ع :


" جعلت فداك فإنا قد نبزنا نبزا .. انكسرت له ظهورنا وماتت له أفئدتنا ، واستحلّت له الولاة دماءنا ، في حديث رواه لهم فقهاؤهم ! "


قال أبو عبد الله ع : الرافضة ؟؟؟ قال : نعم ، قال ع :


" لا والله ما هم سمّوكم ، ولكن الله سمّاكم به ، أما علمت يا أبا محمد أن سبعين رجلا من بني إسرائيل رفضوا فرعون وقومه لما استبان لهم ضلالهم ، فلحقوا بموسى ع لما استبان لهم هداه ، فسمّوا في عسكر موسى "الرافضة" لأنهم رفضوا فرعون ، وكانوا أشد أهل ذلك العسكر عبادة ، وأشدهم حبا لموسى وهارون وذريتهما ع ، فأوحى الله إلى موسى أن أثبت لهم هذا الاسم في التوراة ، فإني قد سميتهم به ونحلتهم إياه " ..

هذه الآية نزلت فينا !

ورد في الكافي :


عن علي بن محمد ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن عثمان بن عيسى ، عن ميسر قال : دخلت على أبي عبد الله ع فقال : كيف أصحابك ؟ فقلت : جعلت فداك لنحن عندهم أشرّ من اليهود والنصارى والمجوس والذين أشركوا ، قال وكان متكئا فاستوى : كيف ؟؟؟ قلت : والله لنحن عندهم أشرّ من اليهود والنصارى والمجوس والذين أشركوا ، فقال : أما والله لا يدخل النار منكم اثنان لا والله ولا واحد ، والله إنكم الذين قال الله عز وجل عنهم :


" وقالوا ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدّهم من الأشرار * اتخذناهم سخريا أم زاغت عنهم الأبصار * إن ذلك لحقّ تخاصم أهل النار "


ثم قال : طلبوكم والله في النار فما وجدوا واحدا منكم .

المستبصر التركي : محمد كوزال الآميري

يقول في أحد كتبه بعد أن أنعم الله عليه بنعمة التشيع :



كنت أفكر في نفسي وأقول : ما هو الدليل على أننا من أهل السنة ؟؟ مع أن رؤساءنا أمثال الخليفة الأول والثالني والثالث هم الذين أمروا بترك السنة ، ومحوها ومنعوا عن روايتها وانتشارها ، تحت ذريعة قوله ص : (( من كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار )) ؟؟؟ بل جمعوا أحاديث النبي ص وأحرقوها وسجنوا الصحابة الذين رووها ..


ومن أهم ما وقع في قلبي من الشبهات والأسئلة : لماذا ترك الخلفاء والصحابة جنازة الرسول ص بدون تشييع وتغسيل وتكفين ، وذهبوا إلى السقيفة ليتنازعوا لأجل الإمارة والرياسة ؟؟ فلم يبق على جنازة الرسول ص إلا عدة نفر على رأسهم أمير المؤمنين علي ؟؟؟



أخرج ابن أبي شيبة عن عروة : أن أبا بكر وعمر لم يشهدا دفن النبي ص ، كانا في الأنصار فدفن قبل أن يرجعا .

المصنف لابن شيبة 7/433
كنز العمال 5/652
تاريخ الطبري 2/234-238