بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين و على آله و صحبه الكرام أجمعين ..
أما بعد ،،
و في ظل إنشغال البعض من المسلمين في الطعن في بعضهم و لعن بعضهم البعض ، يستغل أعداء الإسلام المتبرصين به دوما هذه الفرصة ليثيروا الفتن و التشكيك في الدين الإسلامي . ومن الغريب العجيب أن الفئة التي تقف و تدافع عن هذا الدين العظيم في كل ميدان هم فقط علماء أهل السنة و الجماعة في غياب فاضح لعلماء الشيعة و علماء الأباضية و علماء الصوفية و علماء الأحمدية و علماء المذاهب و الفرق الأخرى التي جعلت الطعن في المذهب الحق مذهب أهل السنة و الجماعة جلّ همهم و معظم تفكيرهم . بينما هناك العديد من المواقع و المنتديات الإسلامية ( السنية طبعا ) للرد على المسيحين و الملاحدة و أهل الملل الأخرى ، و هناك المئات من الدعاة المسلمين ( السنة طبعا ) جعلوا همهم الأول هو نشر هذا الدين في بقاع الأرض و الرد على أهل الملل الأخرى ، على سبيل المثال الشيخ أحمد ديدات رحمه الله الذي زلزل الكنائس في أمريكا و أوروبا بمناظراته المبهرة .. فهل عجزت الشيعة عن الإتيان بمثل الشيخ أحمد ديدات يدافع عن الإسلام في وجه المسيحين ...؟؟!!
و عليه ،،،
رأيت أن أفتح هذا الموضوع الذي بعنوان ( الحوار الساخن مع مسيحي ) ، أقوم فيه بدور مسيحي و أضع بعض الأسئلة أو الشبهات حول الإسلام ، و يقوم أهل السنة و الشيعة بالرد عليها و الدفاع عن الإسلام .. و بغيتي من الموضوع عدة أمور أهمها :-
1- حث الأعضاء على مزيد من القراءة في الدين حتى يستطيعوا الرد على تلك الشبهات خاصة الشيعة في المنتدى ، لأنني لم أجد منتدى شيعي مختص للرد على شبهات النصارى و أهل الملل الأخرى ، فمثل هذا الموضوع مفيد جدا للجميع لكي نستطيع الرد على تلك الافتراءات و الشبهات الموجهة ضد الإسلام .
2- سننظر مَن مِن أهل المذهبين الأقدر على الدفاع عن الإسلام ، هل الشيعة أم السنة ؟! .. حيث أني سأوجه سؤال للشيعة يقوم بالرد عليه الشيعة فقط ، و سأوجه سؤال مختلف للسنة يقوم بالرد عليه السنة فقط . فينظر الجميع من المتابعين ، أي الطائفتين أقدر على الدفاع عن الإسلام و أكثر حجة في الرد على الشبهات بما لا يتعارض مع النصوص واللغة و يقبله العقل .. و هذا بحد ذاته يصف للجميع المذهب الحق ، فلا خير في مذهب يعجز عن الدفاع عن الإسلام .
3- دعوة لجميع المسلمين إلى التدبر في القرآن الكريم ، و استثمار و قتهم فيما ينفعهم و يثبت إيمانهم و البعد عن إضاعة الوقت في المهاترات و الطعن . فلا علم أعظم من علوم القرآن و حسن تلاوته و تدبره و فهمه فهو الهدى و النور .
4- هناك عدة أهداف أخرى ، قد نوضحها لاحقا و لكن نكتفي بما ذكرنا ...
و لكن ليكن معلوما لأهل السنة أنني في هذا الموضوع لن أجاملهم في أسئلتي ، فأسئلتي التي سأوجهها لأهل السنة ستكون أصعب من الأسئلة التي أوجهها للشيعة ، حتى لا يظن الشيعة أني أطرح الشبهات الصعبة عليهم و السهلة على السنة . خاصة أن الهدف الأهم هو الرد على السؤال و الشبهة قبل معرفة الأقدر على الرد و الأكثر إقناعا .
و أكرر ... هناك سؤال موجه للشيعة فقط و أتمنى أن لا يقوم أي سني بالرد عليه ، كما أن هناك سؤال موجه للسنة فقط أتمنى أن لا يقوم أي شيعي بالرد عليه .... و أدعو الله أن يوفقكم في حسن الرد على هذه الأسئلة و الشبهات و حسن البحث عن إجابات صحيحة لها بم لا يدع مجالا للطعن في الإسلام ...
بسم الله نبدأ الحوار الساخن ....
و سنبدأ بأسئلة بسيطة سهلة ثم بعد ذلك نتدرج إلى الأصعب ...

السؤال الأول الموجه إلى الشيعة
يقول الله تعالى : (( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر و تؤمنون بالله و لو آمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم منهم المؤمنون و أكثرهم الفاسقون )) ... سورة آل عمران : 110
و يقول أيضا : (( لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود و الذين أشركوا و لتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسسين و رهبانا و أنهم لا يستكبرون . و إذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين . و مالنا لا نؤمن بالله و ما جاءنا من الحق و نطمع أن يدخلنا ربنا مع القوم الصالحين . فأثابهم الله بما قالوا جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها و ذلك جزاء المحسنين .)) ... سورة المائدة : 82-86
من الواضح في الآية الأولى أن الله يقسّم أهل الكتاب إلى قسمين : مؤمنين و فاسقين ... و لم يقل مؤمنين و كافرين..!!!
فهل يعني هذا أنه لا يوجد مسيحي كافر ، و لكن فقط مسيحي مؤمن أو مسيحي فاسق ؟؟!
فلست كافرا لكوني مسيحيا بشهادة القرآن الذي وصف أن من المسيحين مؤمنين .. صحيح أكثر المسيحين فاسقين و لكن منهم مؤمنين ..!!
ثم تأتي الآية الثانية في سورة المائدة لتؤكد أن المسيحية دين حق يوصل إلى الجنة ، فقط بشرط بسيط جدا حسب ما ذكرته الآية الثانية .. فالآية الثانية ذكرت أن من المسيحين قساوسة و رهبان و أنهم لا يستكبرون . و هذه شهادة ثانية من القرآن حول المسيحين ، فبعد شهادة القرآن أن من المسيحين مؤمنين يشهد كذلك أنهم لا يستكبرون و أنهم أقربهم مودة للمسلمين .. و بالتالي المسيحية دين صحيح يوصل إلى الجنة ..!
و الشرط الذي وضعته الآية لكي يشترك المسيحي مع المسلم في الجنة هو أن يصدق ببعض ماجاء به الرسول ، فلم تقل الآية : " و ما لنا لا نؤمن بالله و ما جاءنا من الرسول " .. بل نؤمن ببعض الحق الذي جاء به و نترك الباطل الذي جاء به - (أستغفر الله ! ) - حيث قالت الآية : " من الحق " .. و من تبعيضية .. أي بعض ماجاء به الرسول حق .." من الحق " ..كقولك : أصدق الكلام من الحق و لا أصدق الباقي من الباطل .. ثم تختم الآية هذه الشهادة بالقول بأن المسيحين الذين يصدقون بالحق الذي أنزل و يتركون الباقي و تذرف دموعهم لذلك يدخلون الجنة ليس لعملهم عمل الإسلام ، فلا حاجة للمسيحي في عمل أعمال الإسلام بل المطلوب القولو الإقرار اللفظي بأنه مصدق بالحق المنزل إلى الرسول فقط .. والدليل : " فأثابهم الله بما قالوا جنات " .. , في حين لا توجد آية في القرآن تقول بأن المسلمين يدخلون الجنة بما قالوا .. بينما يدخلون الجنة إذا آمنوا و عملوا الصالحات مع عدم الضمان أيضا .. !! و لكن المسيحي لأنه على الحق الأصلي فهو يدخل الجنة بمجرد القول و القول فقط .. أما العمل فيكون حسب شريعة المسيح .. فالدين الذي يثبت نفسه من الكتاب المقدس لمخالفيه أحق أن يتبع و الدين الذي يناقض نفسه من كتابه المقدس أحق أن يتجنب عنه ..
السؤال يا شيعة : هل فعلا هناك من المسيحين مؤمنين ؟؟ .. و هل المسيحين يدخلون الجنة لمجرد القول بأن بعض ما جاء به الرسول محمد حق ؟؟
السؤال الأول الموجه إلى السنة
يقول الله تعالى : (( ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين )) .... سورة المؤمنون : 14
من الملاحظ أن الآية ختمت بالقول : " تبارك الله أحسن الخالقين " .. و هذا إقرار من القرآن بأن هناك شريك لله في الخلق ...!!!
عندما نقول بأن سمير أحسن الطلاب معناه هناك مجموعة من الطلاب و أحسنهم سمير . و عندما نقول أن زيدان أحسن اللاعبين فمعناه هناك مجموعة من اللاعبين و أحسنهم زيدان و عندما نقول بأن نيوتن أحسن المخترعين فمعناه أن هناك مجموعة مخترعين و نيوتن أحسنهم .. و هكذا
فعندما يقول الله بأنه أحسن الخالقين فمعناه أن هناك مجموعة من الخالقين والله أحسنهم ؟؟!!
فهل هناك أكثر من خالق للكون ؟؟ .. و من هؤلاء الخالقون الذين يتفوق عليهم الله فأصبح أحسنهم و أفضلهم ؟؟
مع ملاحظة أن " من " حرف تبعيض .. هناك مجموعة أخرجنا منها فرد .. مجموعة خالقين أخرجنا منها خالق واحد أحسنهم و أفضلهم ...!! .. ماهذا ؟؟
ثم من خلال الآية نجدها تقول : " فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما "
ما هي المضغة ؟؟ أليست قطعة لحمية ؟؟ .. فكيف نقول أن من اللحم خلق العظم ثم من العظم خلق اللحم ..!! ما هذا التناقض ؟؟
فالسؤال يا سنّـة : ما المقصود بقوله : " تبارك الله أحسن الخالقين " .. و كم خالق للكون حتى نقول بأن الله أحسنهم ؟ .. ثم وضحوا لنا مالذي خلقه الله أولا هل من اللحم خلق العظم أم من العظم خلق اللحم ؟؟!
تعليق