بسم الله الرحمن الرحيم
وصل الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين
السؤال الذي قد يحير البعض أنه كيف سمع أكثر من مئة ألف مسلم في غدير خم قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ببيعته للإمام علي عليه السلام وسماعهم للآيات القرآنية النازلة في ذلك المكان ثم يغفلون عن بيعة الإمام علي عليه السلام بعد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ؟ وقد جاء :
( يأيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته )
( اليوم أكلمت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً )
وآية التحذير الإلهي للمخالفين :
( وإن يكذبوك فقد كذبت قبلهم قوم نوح وعاد وثمود وقوم إبراهيم وقوم لوط وأصحاب مدين وكذب موسى فأمليت للكافرين ثم أخذتهم فكيف كان نكير ) .
واجراء البيعة العملية للإمام علي عليه السلام ، وقولهم له : بخ بخ لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مسلم ومسلمة ، وأخبار النبي صلى الله عليه وآله وسلم المسلمين بأنه على وشك الموت ..
لذلك يؤول البعض تلك الحادثة كي لا تصلح دليلاً ونصاً على إمامة علي عليه السلام .
والجواب :
ان المسلمين لو تركوا وانفسهم في حرية تامة دون ضغوط ولا تهديد لبايعوا الإمام علي عليه السلام ولا شك في ذلك ، ولكنهم لم تسنح لهم الفرصة للتعبير عن ذلك بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، اذ حدث انقلاب سيطرت فيه مجموعة حزب قريش على النظام في فترة انشغال بني هاشم والمسلمين بمراسم دفن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم .
وعادة ما تحدث الانقلابات العسكرية والمدنية في نصف الليل ، في زمن نوم اعضاء الحكومة ، أو فترة سفر السلطان إلى خارج العاصمة أو الفترة الانتقالية بين زعيم وآخر ...
وعملية وصول أبي بكر إلى السلطة على حساب الوصي الشرعي علي بن أبي طالب عليه السلام قد حدثت في الفترة الانتقالية بين النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم ووصيه ووارثه علي عليه السلام وبالذات في فترة وفاته صلى الله عليه وآله وسلم وفي ساعات انشغال وصي المصطفى وقرابة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وصحابته بمراسم الغسل والتكفين والصلاة عليه .
ثم استخدم الحزب القرشي كافة الوسائل لكسب بيعة المعارضين ورغم ذلك نادت الأنصار في السقيفة : لا نبايع إلا علياً ( 1 ) .
واستمرت الجماعة في تفويت الفرصة عل المسلمين لاجراء البيعة العامة ليس فقط بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بل بعد وفاة ابي بكر وبعد وفاة عمر ، اذ فعلوا نفس الأمر السابق بتحويل البيعة عن قواعدها الإلهية والشعبية إلى قاعدة الرئاسة القبلية والحزبية المتناوبة .
وقد اثبتت خطب الإمام علي عليه السلام وكلمات فاطمة الزهراء ( سيدة المسلمين وسيدة نساء العالمين ) وصية الغدير ( 2 ) .
ولكن الانقلاب السريع الخطوات فد فوّت عل المعارضين الفرصة ، ولما أعطي المسلمون الفرصة في الانتخاب الحر والعام بعد ثورة المسلمين وقتلهم عثمان ابن عفان نراهم لم يترددوا لحظة في مبايعة صاحب نص الغدير ، الإمام علي عليه السلام ، تاركين وجوه الأنصار والمهاجرين من امثال سهل بن حنيف وقيس بن سعد بن عبادة ( رئيس الخزرج ) وسعد بن أبي وقاص وطلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام وغيرهم .
اذاً أكثرية المسلمين كانت مع نص الغدير عدا عصبة قريش .
الهامش :
( 1 ) تاريخ الطبري 2/443 .
( 2 ) أسد الغابة 3/469 ، المعجم الكبير ، الطبراني ح 5058 ، العلل ، الدارقطني 2/225 ، الضوء اللامع ، السخاوي 9/256 ، البدر الطالع ، الشوكاني 2/297 .
والحمد لله رب العالمين
وصل الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين
احمد اشكناني
وصل الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين
السؤال الذي قد يحير البعض أنه كيف سمع أكثر من مئة ألف مسلم في غدير خم قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ببيعته للإمام علي عليه السلام وسماعهم للآيات القرآنية النازلة في ذلك المكان ثم يغفلون عن بيعة الإمام علي عليه السلام بعد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ؟ وقد جاء :
( يأيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته )
( اليوم أكلمت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً )
وآية التحذير الإلهي للمخالفين :
( وإن يكذبوك فقد كذبت قبلهم قوم نوح وعاد وثمود وقوم إبراهيم وقوم لوط وأصحاب مدين وكذب موسى فأمليت للكافرين ثم أخذتهم فكيف كان نكير ) .
واجراء البيعة العملية للإمام علي عليه السلام ، وقولهم له : بخ بخ لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مسلم ومسلمة ، وأخبار النبي صلى الله عليه وآله وسلم المسلمين بأنه على وشك الموت ..
لذلك يؤول البعض تلك الحادثة كي لا تصلح دليلاً ونصاً على إمامة علي عليه السلام .
والجواب :
ان المسلمين لو تركوا وانفسهم في حرية تامة دون ضغوط ولا تهديد لبايعوا الإمام علي عليه السلام ولا شك في ذلك ، ولكنهم لم تسنح لهم الفرصة للتعبير عن ذلك بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، اذ حدث انقلاب سيطرت فيه مجموعة حزب قريش على النظام في فترة انشغال بني هاشم والمسلمين بمراسم دفن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم .
وعادة ما تحدث الانقلابات العسكرية والمدنية في نصف الليل ، في زمن نوم اعضاء الحكومة ، أو فترة سفر السلطان إلى خارج العاصمة أو الفترة الانتقالية بين زعيم وآخر ...
وعملية وصول أبي بكر إلى السلطة على حساب الوصي الشرعي علي بن أبي طالب عليه السلام قد حدثت في الفترة الانتقالية بين النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم ووصيه ووارثه علي عليه السلام وبالذات في فترة وفاته صلى الله عليه وآله وسلم وفي ساعات انشغال وصي المصطفى وقرابة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وصحابته بمراسم الغسل والتكفين والصلاة عليه .
ثم استخدم الحزب القرشي كافة الوسائل لكسب بيعة المعارضين ورغم ذلك نادت الأنصار في السقيفة : لا نبايع إلا علياً ( 1 ) .
واستمرت الجماعة في تفويت الفرصة عل المسلمين لاجراء البيعة العامة ليس فقط بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بل بعد وفاة ابي بكر وبعد وفاة عمر ، اذ فعلوا نفس الأمر السابق بتحويل البيعة عن قواعدها الإلهية والشعبية إلى قاعدة الرئاسة القبلية والحزبية المتناوبة .
وقد اثبتت خطب الإمام علي عليه السلام وكلمات فاطمة الزهراء ( سيدة المسلمين وسيدة نساء العالمين ) وصية الغدير ( 2 ) .
ولكن الانقلاب السريع الخطوات فد فوّت عل المعارضين الفرصة ، ولما أعطي المسلمون الفرصة في الانتخاب الحر والعام بعد ثورة المسلمين وقتلهم عثمان ابن عفان نراهم لم يترددوا لحظة في مبايعة صاحب نص الغدير ، الإمام علي عليه السلام ، تاركين وجوه الأنصار والمهاجرين من امثال سهل بن حنيف وقيس بن سعد بن عبادة ( رئيس الخزرج ) وسعد بن أبي وقاص وطلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام وغيرهم .
اذاً أكثرية المسلمين كانت مع نص الغدير عدا عصبة قريش .
الهامش :
( 1 ) تاريخ الطبري 2/443 .
( 2 ) أسد الغابة 3/469 ، المعجم الكبير ، الطبراني ح 5058 ، العلل ، الدارقطني 2/225 ، الضوء اللامع ، السخاوي 9/256 ، البدر الطالع ، الشوكاني 2/297 .
والحمد لله رب العالمين
وصل الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين
احمد اشكناني
تعليق