

وروى الواحدي في أسباب النزول في قوله تعالى : ( ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ) ، قال : قال عطاء عن ابن عباس : وذلك أن علي بن أبي طالب ، أجر نفسه يسقي نخلا بشئ من شعير ليلة ، حتى أصبح ، وقبض الشعير ، وطحن ثلثه ،
فجعلوا منه شيئا ليأكلوا يقال له : ( الخزيرة ) ، فلما تم إنضاجه ، أتى مسكين فأخرجوا إليه الطعام ، ثم عمل الثلث الثاني فلما تم إنضاجه أتى يتيم فسأل فأطعموه ، ثم عمل الثلث الباقي ، فلما تم إنضاجه أتى أسير من المشركين فأطعموه ، وطووا يومهم ذلك ، فأنزلت فيهم هذه الآية
أسباب النزول ص 296
تفسير الزمخشري : عن ابن عباس ، إن الحسن والحسين مرضا ، فعادهما سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، في ناس معه ، فقالوا : يا أبا الحسن ، لو نذرت
على ولدك ، فنذر علي وفاطمة ، عليهما السلام - وفضة جارية لهما - إن برآ مما بهما ، أن يصوموا ثلاثة أيام ، فشفيا ، وما معهم شئ ، فاستقرض علي من شمعون اليهودي ثلاثة أصوع من شعير فطرزت فاطمة صاعا ، واختبزت خمسة أقراص ،
على عددهم ، فوضعوها بين أيديهم ليفطروا ، فوقف عليهم سائل ، فقال : السلام عليكم أهل بيت محمد ، مسكين من مساكين المسلمين ، أطعموني ، أطعمكم الله من موائد الجنة ، فآثروه ، وباتوا لم يذوقوا ، إلا الماء ، وأصبحوا صياما ، فلما أمسوا ،
ووضعوا الطعام بين أيديهم ، وقف عليهم يتيم فآثروه ، ثم وقف عليهم أسير في الثالثة ، ففعلوا مثل ذلك ، فلما أصبحوا أخذ علي ، رضي الله عنه ، الحسن والحسين ، وأقبلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما أبصرهم وهم يرتعشون
كالفراخ من شدة الجوع ، قال : ما أشد ما يسوؤني ما أرى بكم ، وقام فانطلق معهم ، فرأى فاطمة في محرابها ، قد التصق ظهرها ببطنها، وغارت عيناها، فساءه ذلك، فأنزل الله جبريل، وقال : يا محمد ، هنأك الله في أهل بيتك ، فاقرأ السورة
راجع ايضا
تفسير الكشاف 2 / 511 - 512
الرياض النضرة 2 / 302 - 303
ذخائر العقبى ص 102
مجمع البيان 5 / 404
تفسير الفخر الرازي 9 / 291
تفسير علي بن إبراهيم ص 707
يتبع...
تعليق