بسم الله الرحمن الرحيم
وصل الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين
حاول علماء اهل السنة اخفاء واقعة الهجوم على الدار وطيها باساليبهم المعتادة ، فيذكرون رواية تهديد عمر بإحراق الدار ويستبدلون كلمة التهديد إلى وكلمها أو لأفعلن وأفعلن ! ، علماً ان مصادر أخرى تنقل أصل الواقعة وتهديد عمر بحرق الدار
نذكر اولا الرواية التي رويت مع ذكر التهديد
عن أسلم: إنّه حين بويع لأبي بكر ـ بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ كان علي والزبير يدخلون على فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ويشاورونها ويرجعون في أمرهم. وفي رواية: كان الزبير والمقداد يختلفان في جماعة من الناس إلى عليّ (عليه السلام) ـ وهو في بيت فاطمة (عليها السلام) ـ فيتشاورون ويتراجعون أُمورهم، فلما بلغ ذلك عمر بن الخطاب خرج حتى دخل على فاطمة فقال:
يا بنت رسول الله! ما من أحد أحبّ إليّ من أبيك وما من أحد أحبّ إلينا بعد أبيك منك..! وأيم الله ما ذاك بمانعي إن اجتمع هؤلاء النفر عندك أن آمر بهم أن يحرق عليهم البيت.
فلما خرج عمر جاؤوها قالت: " تعلمون أنّ عمر قد جاءني وقد حلف بالله لئن عدتم ليحرقنّ عليكم البيت؟ وأيم الله ليمضينّ ما حلف عليه، فانصرفوا راشدين فتروا رأيكم ولا ترجعوا إليّ.. " فانصرفوا عنها ولم يرجعوا إليها حتّى بايعوا لأبي بكر(1).
ورواه من العامة: عثمان بن أبي شيبة (المتوفى 239) في السنن، عنه إبراهيم بن عبد الله اليمني الشافعي(2) (القرن العاشر)
وأحمد بن عمرو بن الضحّاك المشهور بـ: ابن أبي عاصم الشيباني(3) ( المتوفى 287)
وأبو بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري(4) (المتوفى 323)
والسيوطي(5) (المتوفى 911)
والمتّقي الهندي(6) (المتوفى 975)
والمحدث الشاه ولي الله الدهلوي(7) (المتوفى 1176)
وأما من رواه محرفاً
احمد بن حنبل المتوفي ( 241 )
[ 532 ] حدثنا محمد بن إبراهيم قثنا أبو مسعود قال نا معاوية بن عمرو قثنا محمد بن بشر عن عبيد الله بن عمر عن زيد بن اسلم عن أبيه قال لما بويع لأبي بكر بعد النبي صلى الله عليه وسلم كان علي والزبير بن العوام يدخلان على فاطمة فيشاورانها فبلغ عمر فدخل على فاطمة فقال يا بنت رسول الله ما أحد من الخلق أحب إلينا من أبيك وما أحد من الخلق بعد أبيك أحب إلينا منك وكلمها فدخل علي والزبير على فاطمة فقالت انصرفا راشدين فما رجعا إليها حتى بايعا ( 8 )
وكذا ابن عبد البر المتوفي ( 463 )
الاستيعاب - ابن عبد البر - ج 3 - ص 975
حدثنا محمد بن أحمد حدثنا محمد بن أيوب حدثنا أحمد بن عمرو البزار حدثنا أحمد بن يحيى حدثنا محمد بن نسير حدثنا عبد الله بن عمر عن زيد ابن أسلم عن أبيه أن عليا والزبير كانا حين بويع لأبى بكر يدخلان على فاطمة فيشاورانها ويتراجعان في أمرهم فبلغ ذلك عمر فدخل عليها عمر فقال يا بنت رسول الله ما كان من الخلق أحد أحب إلينا من أبيك وما أحد أحب إلينا بعده منك ولقد بلغني أن هؤلاء النفر يدخلون عليك ولئن بلغني لأفعلن ولأفعلن ثم خرج وجاءوها فقالت لهم إن عمر قد جاءني وحلف لئن عدتم ليفعلن وأيم الله ليفين بها فانظروا في أمركم ولا ترجعوا إلى فانصرفوا فلم يرجعوا حتى بايعوا لأبى بكر
وكذا الصفدي ( المتوفي 764 )
الوافي بالوفيات - الصفدي - ج 17 - ص 167
وعن زيد بن أسلم عن أبيه أن عليا والزبير كانا حين بويع لأبي بكر يدخلان على فاطمة فيشاورانها ويتراجعان في أمرهم فبلغ ذلك عمر فدخل عليها فقال يا بنت سول الله ما كان من الخلق أحد أحب إلينا من أبيك وما أحد أحب إلينا بعده منك وقد بلغني أن هؤلاء النفر يدخلون عليك ولئن بلغني لأفعلن ولأفعلن ثم خرج وجاءوها فقالت لهم إن عمر قد جاءني وحلف لئن عدتم ليفعلن وأيم الله ليفين بها فانظروا في أمركم ولا ترجعوا إلي فانصرفوا فلم يرجعوا حتى بايعوا أبا بكر
وكذا النويري ( المتوفي 733 ) ( 9 )
والسؤال : لم كل هذه المحاولات من القوم لاخفاء تهديد عمر وتبديلها بكلمات أخرى ؟
الهامش :
( 1 ) المصنف: 14/267.
( 2 ) الاكتفاء، عنه تشييد المطاعن: 1/440.
( 3 ) المذكّر والتذكير والذكر: 41 (ط دار الصحابة للتراث بطنطا).
( 4 ) السقيفة وفدك، عنه شرح نهج البلاغة: 2/45، عنه بحار الأنوار: 28/313.
( 5 ) مسند فاطمة الزهراء (عليها السلام): 20 ـ 21 ; جامع الأحاديث: 13/267 (جمع الجوامع: 1/ ق 2/1163).
( 6 ) كنز العمال: 5/651 ; منتخب كنز العمال: 2/146.
( 7 )قرّة العينين: 78 ; إزالة الخفاء: 2/29، 179.
( 8 ) فضائل الصحابة: 1/364.
( 9 ) نهاية الارب: 19/40.
والحمد لله رب العالمين
وصل الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين
احمد اشكناني
وصل الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين
حاول علماء اهل السنة اخفاء واقعة الهجوم على الدار وطيها باساليبهم المعتادة ، فيذكرون رواية تهديد عمر بإحراق الدار ويستبدلون كلمة التهديد إلى وكلمها أو لأفعلن وأفعلن ! ، علماً ان مصادر أخرى تنقل أصل الواقعة وتهديد عمر بحرق الدار
نذكر اولا الرواية التي رويت مع ذكر التهديد
عن أسلم: إنّه حين بويع لأبي بكر ـ بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ كان علي والزبير يدخلون على فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ويشاورونها ويرجعون في أمرهم. وفي رواية: كان الزبير والمقداد يختلفان في جماعة من الناس إلى عليّ (عليه السلام) ـ وهو في بيت فاطمة (عليها السلام) ـ فيتشاورون ويتراجعون أُمورهم، فلما بلغ ذلك عمر بن الخطاب خرج حتى دخل على فاطمة فقال:
يا بنت رسول الله! ما من أحد أحبّ إليّ من أبيك وما من أحد أحبّ إلينا بعد أبيك منك..! وأيم الله ما ذاك بمانعي إن اجتمع هؤلاء النفر عندك أن آمر بهم أن يحرق عليهم البيت.
فلما خرج عمر جاؤوها قالت: " تعلمون أنّ عمر قد جاءني وقد حلف بالله لئن عدتم ليحرقنّ عليكم البيت؟ وأيم الله ليمضينّ ما حلف عليه، فانصرفوا راشدين فتروا رأيكم ولا ترجعوا إليّ.. " فانصرفوا عنها ولم يرجعوا إليها حتّى بايعوا لأبي بكر(1).
ورواه من العامة: عثمان بن أبي شيبة (المتوفى 239) في السنن، عنه إبراهيم بن عبد الله اليمني الشافعي(2) (القرن العاشر)
وأحمد بن عمرو بن الضحّاك المشهور بـ: ابن أبي عاصم الشيباني(3) ( المتوفى 287)
وأبو بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري(4) (المتوفى 323)
والسيوطي(5) (المتوفى 911)
والمتّقي الهندي(6) (المتوفى 975)
والمحدث الشاه ولي الله الدهلوي(7) (المتوفى 1176)
وأما من رواه محرفاً
احمد بن حنبل المتوفي ( 241 )
[ 532 ] حدثنا محمد بن إبراهيم قثنا أبو مسعود قال نا معاوية بن عمرو قثنا محمد بن بشر عن عبيد الله بن عمر عن زيد بن اسلم عن أبيه قال لما بويع لأبي بكر بعد النبي صلى الله عليه وسلم كان علي والزبير بن العوام يدخلان على فاطمة فيشاورانها فبلغ عمر فدخل على فاطمة فقال يا بنت رسول الله ما أحد من الخلق أحب إلينا من أبيك وما أحد من الخلق بعد أبيك أحب إلينا منك وكلمها فدخل علي والزبير على فاطمة فقالت انصرفا راشدين فما رجعا إليها حتى بايعا ( 8 )
وكذا ابن عبد البر المتوفي ( 463 )
الاستيعاب - ابن عبد البر - ج 3 - ص 975
حدثنا محمد بن أحمد حدثنا محمد بن أيوب حدثنا أحمد بن عمرو البزار حدثنا أحمد بن يحيى حدثنا محمد بن نسير حدثنا عبد الله بن عمر عن زيد ابن أسلم عن أبيه أن عليا والزبير كانا حين بويع لأبى بكر يدخلان على فاطمة فيشاورانها ويتراجعان في أمرهم فبلغ ذلك عمر فدخل عليها عمر فقال يا بنت رسول الله ما كان من الخلق أحد أحب إلينا من أبيك وما أحد أحب إلينا بعده منك ولقد بلغني أن هؤلاء النفر يدخلون عليك ولئن بلغني لأفعلن ولأفعلن ثم خرج وجاءوها فقالت لهم إن عمر قد جاءني وحلف لئن عدتم ليفعلن وأيم الله ليفين بها فانظروا في أمركم ولا ترجعوا إلى فانصرفوا فلم يرجعوا حتى بايعوا لأبى بكر
وكذا الصفدي ( المتوفي 764 )
الوافي بالوفيات - الصفدي - ج 17 - ص 167
وعن زيد بن أسلم عن أبيه أن عليا والزبير كانا حين بويع لأبي بكر يدخلان على فاطمة فيشاورانها ويتراجعان في أمرهم فبلغ ذلك عمر فدخل عليها فقال يا بنت سول الله ما كان من الخلق أحد أحب إلينا من أبيك وما أحد أحب إلينا بعده منك وقد بلغني أن هؤلاء النفر يدخلون عليك ولئن بلغني لأفعلن ولأفعلن ثم خرج وجاءوها فقالت لهم إن عمر قد جاءني وحلف لئن عدتم ليفعلن وأيم الله ليفين بها فانظروا في أمركم ولا ترجعوا إلي فانصرفوا فلم يرجعوا حتى بايعوا أبا بكر
وكذا النويري ( المتوفي 733 ) ( 9 )
والسؤال : لم كل هذه المحاولات من القوم لاخفاء تهديد عمر وتبديلها بكلمات أخرى ؟
الهامش :
( 1 ) المصنف: 14/267.
( 2 ) الاكتفاء، عنه تشييد المطاعن: 1/440.
( 3 ) المذكّر والتذكير والذكر: 41 (ط دار الصحابة للتراث بطنطا).
( 4 ) السقيفة وفدك، عنه شرح نهج البلاغة: 2/45، عنه بحار الأنوار: 28/313.
( 5 ) مسند فاطمة الزهراء (عليها السلام): 20 ـ 21 ; جامع الأحاديث: 13/267 (جمع الجوامع: 1/ ق 2/1163).
( 6 ) كنز العمال: 5/651 ; منتخب كنز العمال: 2/146.
( 7 )قرّة العينين: 78 ; إزالة الخفاء: 2/29، 179.
( 8 ) فضائل الصحابة: 1/364.
( 9 ) نهاية الارب: 19/40.
والحمد لله رب العالمين
وصل الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين
احمد اشكناني
تعليق