بسم الله الرحمن الرحيم
وصل الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين
ان حادثة يوم الخميس تحتاج لشيء من التدبر ، وابتعاد المسلم عن عصبيته واهوائه كي يفهمها ويعي شجونها واحزانها ، تلك الحادثة المتواترة الحدوث الواضحة الدلالة والخطيرة النتائج .
فنبي البشرية وبعد ثلاث وستين سنة حياة مع الصدق والأمانة والاخلاص والوعظ والتقوى ، وبعد ثلاث وعشرين سنة من تبليغ الاسلام بكل ما عاصره من أذى ومحرومية ومقاطعة وصعاب ، وبعد ثمان وعشرين غزوة في سبيل الله تعالى ، بحرّها وبردها ومشاقها ومخاوفها وسهرها ، يجابهه بعض المسلمين بهذا الكلام الفظ .
وقراءة مثل هذه النصوص الحساسة والحكم عليها يحتاج إلى عناية إلهية تعصم الانسان من الزلل ، وتنشله من امراض النفس ووساوس الشيطان وتراكم الآثام .
نبدأ بعرض بعض الادلة التي تشير إلى وصية النبي صلى الله عليه وآله سلم لعلي عليه السلام في يوم الخميس :
1 ـ قال ابن حجر العسقلاني : وقبل ان يكثر اللغط عند النبي ( صلى الله عليه وآله سلم ) اثر طلبه ورقة ودواة لكتابة الوصية لعلي بن ابي طالب ( عليه السلام ) قال ( صلى الله عليه وآله سلم ) : يوشك أن اقبض سريعاً فينطلق بي ، وقد قدّمت اليكم القول معذرة إليكم ، ألا إني مخلّف فيكم كتاب الله ربي عز وجل وعترتي أهل بيتي ، ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فرفعها فقال ( صلى الله عليه وآله سلم ) : هذا علي مع القرآن والقرآن مع علي لا يفترقان حتى يردا عليّ الحوض فاسألكم ان تخلفوني فيهما . ( 1 )
2 ـ سماع فاطمة الزهراء عليها السلام وام سلمة رضي الله عنها الوصية لعلي عليه السلام :
الأمالي - الشيخ الطوسي - ص 478 – 479
عن أبي سعيد التيمي ، قال : سمعت أبا ثابت مولى أبي ذر ( رحمه الله ) يقول : سمعت أم سلمة ( رضي الله عنها ) تقول : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في مرضه الذي قبض فيه يقول وقد امتلأت الحجرة من أصحابه : أيها الناس ، يوشك أن أقبض قبضا سريعا فينطلق بي ، وقد قدمت إليكم القول معذرة إليكم ، ألا إني مخلف فيكم كتاب الله ( عز وجل ) وعترتي أهل بيتي . ثم أخذ بيد علي ( عليه السلام ) فرفعها فقال : هذا علي مع القرآن والقرآن مع علي ، خليفتان بصيران لا يفترقان حتى يردا علي الحوض ، فأسألهما ماذا خلفت فيهما .
بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 22 - ص 476
كشف الغمة : قال أبو ثابت مولى أبي ذر سمعت أم سلمة رضي الله عنها قالت : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في مرضه الذي قبض فيه يقول وقد امتلأت الحجرة من أصحابه : " أيها الناس يوشك أن اقبض قبضا سريعا ، فينطلق بي ، وقد قدمت إليكم القول معذرة إليكم ، ألا إني مخلف فيكم كتاب الله ربي عز وجل ، و عترتي أهل بيتي ، ثم أخذ بيد علي ( عليه السلام ) فرفعها ، فقال : هذا علي مع القرآن والقرآن مع علي ، خليفتان نصيران ، لا يفترقا حتى يردا علي الحوض فأسألهما ماذا خلفت فيهما
ينابيع المودة لذوي القربى - القندوزي - ج 1 - ص 124
وأخرج ابن عقدة : من طريق عروة بن خارجة عن فاطمة الزهراء ( رضي الله عنها ) قالت : سمعت أبي صلى الله عليه وآله وسلم في مرضه الذي قبض فيه يقول ، وقد امتلأت الحجرة من أصحابه : أيها الناس يوشك أن أقبض قبضا سريعا وفد قدمت إليكم القول معذرة إليكم ، ألا وإني مخلف فيكم كتاب ربي ( عز وجل ) وعترتي أهل بيتي ، ثم أخذ بيد علي فقال : هذا علي مع القرآن والقرآن مع علي لا يفترقان حتى يردا على الحوض فأسألكم ما تخلفوني فيهما .
3 ـ ذكروا عند عائشة أن علياً كان وصياً فقالت متى أوصي إليه ! . ( 2 )
فكلمة ذكروا تعني معرفة معظم الناس بالوصيّة واعترافهم بها .
4 ـ عن سعيد بن جبير عن ابن عباس انه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : اوصيكم بثلاث : أخرجوا المشركين من جزيرة العرب ، واجيزوا الوفد بنحو ما كنت اجيزهم ، وسكت عن الثالثة أو قال فأنسيتها . ( 3 )
فسعيد بن جبير الذي عاش في زمن الحجاج بن يوسف الثقفي ، وقتل على يديه يحتمل بأنه قد خاف أن يذكر وصيّة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لعلي ( عليه السلام ) لعدم اطمئنانه إلى المستمع أو انها حذفت لأمر آخر والله العالم .
5 ـ عن طريق طلحة قال : سألت ابن أبي اوفى ءأوصى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ؟
قال : لا .
قلت : كيف كتب على المسلمين الوصية ؟
قال : أوصى بكتاب الله . ( 4 )
فالمجيب حاول اولاً أن ينفي الوصية أصلاً مثلما تنفيها عائشة دفاعاً عن حكومة والدها ، ولما أحرجه السائل بحجة وجوب الوصية واعتراف الصحابة بها ، اجابة بنصف الجواب ، فحذف اهل البيت وابقى القرآن !
6 ـ لقد قال عمر لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في يوم الخميس : حسبنا كتاب الله .
وهذا يثبت بأن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قد قال : (( اني مخلف فيكم كتاب الله وعترتي أهل بيتي )) وهذا بيّن لكل مطلع على لغة العرب .
7 ـ جاء في كتاب فتح الباري عن حادثة يوم الخميس : ماذا أراد ان يكتب ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في يوم الخميس ؟
قال عمر : تعيين الخليفة علي ( عليه السلام ) ( 5 )
ونستعرض بعض الأسئلة التي تحوم في ذهن القراء ونجيب عليها
س : لماذا لم يصر النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) على كتابة الكتاب ؟
الجواب : لو اصرّ النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عل الكتابة لاصرّ المخالفون على هجره ، ولأثبتوا في كتب انصارهم انه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يخبط ويهذي ولا اعتبار لكلامه .
س : كيف عرف هؤلاء بان النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يريد كتابة الوصية لعلي ( عليه السلام )
الجواب : عرفوها لأمور عديدة منها انه قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : لأكتب لكم كتاباً لا تضلون بعدي أبداً .
وهي نفس العبارة التي كررها ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لولاية اهل البيت عليهم السلام في اكثر من مكان قائلاً : ( إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ، واحدهما اكبر من الآخر ، وانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض يوم القيامة ، فمن كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله ) .
وقد قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عبارة لن تضلوا بعدي ابداً في حجة الوداع ويوم غدير خم ويوم الخميس ( 6 )
وبعد طلب الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كتابة الوصية ، اعترض عمر بن الخطاب على هذا الطلب بدعوتين ، الأولى ان النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يهجر ـ والعياذ بالله ـ والثانية قوله : حسبنا كتاب الله ؟!! اي ان كتاب الله وحده دون اهل البيت هو مرادهم !
فهؤلاء اعتقدوا بان من صلاحيتهم وحقهم تعيين خليفه ، ومنع النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من الوصية الإلهية ، ودفع اهل البيت عليهم السلام عن مقامهم الذي وضعهم الله جل جلاله فيه .
الهامش :
( 1 ) ذكره ابن حجر العسقلاني في الصواعق المحرقة باب 9 حديث 40 ص 124 طبعة مكتبة القاهرة . واخرجه الحاكم في المستدرك على الصحيحين ، واخرجه الذهبي في تلخيصه مصرحاً بصحته . واخرجه الحافظ ابو بكر ابن أبي شيبة ورواه عنه العصامي في سمط النجوم العوالي 2/502 رقم 136 ، واخرجه ابو بكر البزار في مسنده بلفظ اوجز كما في كشف الستار عن زوائد البزار 3/221 رقم 2612 . وقال العلامة الازهري في تهذيب اللغة 9/78 ( روي عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) انه قال في مرضه الذي مات فيه : إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي اهل بيتي ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض ) . ورواه ابن حجر المكي ( العسقلاني ) عن ام سلمة فی مرضه . قالت وقد امتلأت الحجرة باصحابة ص 89 .
( 2 ) صحيح مسلم 3/1257 ح 1636 .
( 3 ) صحيح مسلم 3/1258 ح 1637 .
( 4 ) صحيح النسائي 2/769 ، صحيح مسلم 3/1256 .
( 5 ) فتح الباري على صحيح البخاري لابن حجر 8/132 ، شرح نهج البلاغة 3/105 وقد نقلها عن تاريخ بغداد .
( 6 ) صحيح الترمذي 2/308 ، أسد الغابة 2/12 ، الدر المنثور للسيوطي 7/349 .
والحمد لله رب العالمين
وصل الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين
احمد اشكناني
وصل الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين
ان حادثة يوم الخميس تحتاج لشيء من التدبر ، وابتعاد المسلم عن عصبيته واهوائه كي يفهمها ويعي شجونها واحزانها ، تلك الحادثة المتواترة الحدوث الواضحة الدلالة والخطيرة النتائج .
فنبي البشرية وبعد ثلاث وستين سنة حياة مع الصدق والأمانة والاخلاص والوعظ والتقوى ، وبعد ثلاث وعشرين سنة من تبليغ الاسلام بكل ما عاصره من أذى ومحرومية ومقاطعة وصعاب ، وبعد ثمان وعشرين غزوة في سبيل الله تعالى ، بحرّها وبردها ومشاقها ومخاوفها وسهرها ، يجابهه بعض المسلمين بهذا الكلام الفظ .
وقراءة مثل هذه النصوص الحساسة والحكم عليها يحتاج إلى عناية إلهية تعصم الانسان من الزلل ، وتنشله من امراض النفس ووساوس الشيطان وتراكم الآثام .
نبدأ بعرض بعض الادلة التي تشير إلى وصية النبي صلى الله عليه وآله سلم لعلي عليه السلام في يوم الخميس :
1 ـ قال ابن حجر العسقلاني : وقبل ان يكثر اللغط عند النبي ( صلى الله عليه وآله سلم ) اثر طلبه ورقة ودواة لكتابة الوصية لعلي بن ابي طالب ( عليه السلام ) قال ( صلى الله عليه وآله سلم ) : يوشك أن اقبض سريعاً فينطلق بي ، وقد قدّمت اليكم القول معذرة إليكم ، ألا إني مخلّف فيكم كتاب الله ربي عز وجل وعترتي أهل بيتي ، ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فرفعها فقال ( صلى الله عليه وآله سلم ) : هذا علي مع القرآن والقرآن مع علي لا يفترقان حتى يردا عليّ الحوض فاسألكم ان تخلفوني فيهما . ( 1 )
2 ـ سماع فاطمة الزهراء عليها السلام وام سلمة رضي الله عنها الوصية لعلي عليه السلام :
الأمالي - الشيخ الطوسي - ص 478 – 479
عن أبي سعيد التيمي ، قال : سمعت أبا ثابت مولى أبي ذر ( رحمه الله ) يقول : سمعت أم سلمة ( رضي الله عنها ) تقول : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في مرضه الذي قبض فيه يقول وقد امتلأت الحجرة من أصحابه : أيها الناس ، يوشك أن أقبض قبضا سريعا فينطلق بي ، وقد قدمت إليكم القول معذرة إليكم ، ألا إني مخلف فيكم كتاب الله ( عز وجل ) وعترتي أهل بيتي . ثم أخذ بيد علي ( عليه السلام ) فرفعها فقال : هذا علي مع القرآن والقرآن مع علي ، خليفتان بصيران لا يفترقان حتى يردا علي الحوض ، فأسألهما ماذا خلفت فيهما .
بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 22 - ص 476
كشف الغمة : قال أبو ثابت مولى أبي ذر سمعت أم سلمة رضي الله عنها قالت : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في مرضه الذي قبض فيه يقول وقد امتلأت الحجرة من أصحابه : " أيها الناس يوشك أن اقبض قبضا سريعا ، فينطلق بي ، وقد قدمت إليكم القول معذرة إليكم ، ألا إني مخلف فيكم كتاب الله ربي عز وجل ، و عترتي أهل بيتي ، ثم أخذ بيد علي ( عليه السلام ) فرفعها ، فقال : هذا علي مع القرآن والقرآن مع علي ، خليفتان نصيران ، لا يفترقا حتى يردا علي الحوض فأسألهما ماذا خلفت فيهما
ينابيع المودة لذوي القربى - القندوزي - ج 1 - ص 124
وأخرج ابن عقدة : من طريق عروة بن خارجة عن فاطمة الزهراء ( رضي الله عنها ) قالت : سمعت أبي صلى الله عليه وآله وسلم في مرضه الذي قبض فيه يقول ، وقد امتلأت الحجرة من أصحابه : أيها الناس يوشك أن أقبض قبضا سريعا وفد قدمت إليكم القول معذرة إليكم ، ألا وإني مخلف فيكم كتاب ربي ( عز وجل ) وعترتي أهل بيتي ، ثم أخذ بيد علي فقال : هذا علي مع القرآن والقرآن مع علي لا يفترقان حتى يردا على الحوض فأسألكم ما تخلفوني فيهما .
3 ـ ذكروا عند عائشة أن علياً كان وصياً فقالت متى أوصي إليه ! . ( 2 )
فكلمة ذكروا تعني معرفة معظم الناس بالوصيّة واعترافهم بها .
4 ـ عن سعيد بن جبير عن ابن عباس انه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : اوصيكم بثلاث : أخرجوا المشركين من جزيرة العرب ، واجيزوا الوفد بنحو ما كنت اجيزهم ، وسكت عن الثالثة أو قال فأنسيتها . ( 3 )
فسعيد بن جبير الذي عاش في زمن الحجاج بن يوسف الثقفي ، وقتل على يديه يحتمل بأنه قد خاف أن يذكر وصيّة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لعلي ( عليه السلام ) لعدم اطمئنانه إلى المستمع أو انها حذفت لأمر آخر والله العالم .
5 ـ عن طريق طلحة قال : سألت ابن أبي اوفى ءأوصى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ؟
قال : لا .
قلت : كيف كتب على المسلمين الوصية ؟
قال : أوصى بكتاب الله . ( 4 )
فالمجيب حاول اولاً أن ينفي الوصية أصلاً مثلما تنفيها عائشة دفاعاً عن حكومة والدها ، ولما أحرجه السائل بحجة وجوب الوصية واعتراف الصحابة بها ، اجابة بنصف الجواب ، فحذف اهل البيت وابقى القرآن !
6 ـ لقد قال عمر لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في يوم الخميس : حسبنا كتاب الله .
وهذا يثبت بأن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قد قال : (( اني مخلف فيكم كتاب الله وعترتي أهل بيتي )) وهذا بيّن لكل مطلع على لغة العرب .
7 ـ جاء في كتاب فتح الباري عن حادثة يوم الخميس : ماذا أراد ان يكتب ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في يوم الخميس ؟
قال عمر : تعيين الخليفة علي ( عليه السلام ) ( 5 )
ونستعرض بعض الأسئلة التي تحوم في ذهن القراء ونجيب عليها
س : لماذا لم يصر النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) على كتابة الكتاب ؟
الجواب : لو اصرّ النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عل الكتابة لاصرّ المخالفون على هجره ، ولأثبتوا في كتب انصارهم انه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يخبط ويهذي ولا اعتبار لكلامه .
س : كيف عرف هؤلاء بان النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يريد كتابة الوصية لعلي ( عليه السلام )
الجواب : عرفوها لأمور عديدة منها انه قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : لأكتب لكم كتاباً لا تضلون بعدي أبداً .
وهي نفس العبارة التي كررها ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لولاية اهل البيت عليهم السلام في اكثر من مكان قائلاً : ( إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ، واحدهما اكبر من الآخر ، وانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض يوم القيامة ، فمن كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله ) .
وقد قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عبارة لن تضلوا بعدي ابداً في حجة الوداع ويوم غدير خم ويوم الخميس ( 6 )
وبعد طلب الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كتابة الوصية ، اعترض عمر بن الخطاب على هذا الطلب بدعوتين ، الأولى ان النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يهجر ـ والعياذ بالله ـ والثانية قوله : حسبنا كتاب الله ؟!! اي ان كتاب الله وحده دون اهل البيت هو مرادهم !
فهؤلاء اعتقدوا بان من صلاحيتهم وحقهم تعيين خليفه ، ومنع النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من الوصية الإلهية ، ودفع اهل البيت عليهم السلام عن مقامهم الذي وضعهم الله جل جلاله فيه .
الهامش :
( 1 ) ذكره ابن حجر العسقلاني في الصواعق المحرقة باب 9 حديث 40 ص 124 طبعة مكتبة القاهرة . واخرجه الحاكم في المستدرك على الصحيحين ، واخرجه الذهبي في تلخيصه مصرحاً بصحته . واخرجه الحافظ ابو بكر ابن أبي شيبة ورواه عنه العصامي في سمط النجوم العوالي 2/502 رقم 136 ، واخرجه ابو بكر البزار في مسنده بلفظ اوجز كما في كشف الستار عن زوائد البزار 3/221 رقم 2612 . وقال العلامة الازهري في تهذيب اللغة 9/78 ( روي عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) انه قال في مرضه الذي مات فيه : إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي اهل بيتي ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض ) . ورواه ابن حجر المكي ( العسقلاني ) عن ام سلمة فی مرضه . قالت وقد امتلأت الحجرة باصحابة ص 89 .
( 2 ) صحيح مسلم 3/1257 ح 1636 .
( 3 ) صحيح مسلم 3/1258 ح 1637 .
( 4 ) صحيح النسائي 2/769 ، صحيح مسلم 3/1256 .
( 5 ) فتح الباري على صحيح البخاري لابن حجر 8/132 ، شرح نهج البلاغة 3/105 وقد نقلها عن تاريخ بغداد .
( 6 ) صحيح الترمذي 2/308 ، أسد الغابة 2/12 ، الدر المنثور للسيوطي 7/349 .
والحمد لله رب العالمين
وصل الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين
احمد اشكناني
تعليق