يا من تريد الموعظة خل فكرك وياي
كل التجارب و العبر راوتني دنياي
اخذ النصيحة و احتذر من دنيتك هاي
و اتمسك بآل النبي يا صاحب الراي
هذه الابيات كتبها الشاعر الكبير جابر الكاظمي و قراها الرادود الكبير الملا باسم الكربلائي
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد و آل محمد
متعة النساء
سوف اقدم لكم نبذة مختصرة عن التوسل باولياء الله و الحوار بين سنيين واحد اقتدى بكلام الشيعة و آخر يسب حتى اقتنع
انصحكم بالقراءة و القراءة الجيدة ايضا
وليد : آه … من هؤلاء المشركين الكفرة الزنادقة … المسمين انفسهم بالمسلمن … آه منهم
محمد : و من تقصد ؟
وليد : هؤلاء الشيعة
محمد : لا تسبهم و لا تنسبهم الى الشرك انهم مسلمون
وليد : هؤلاء اولى بالقتل من الكفار
محمد : و ما هذا الانفجار اللاشعوري منك و لم هم مشركون ؟
وليد : انهم يتخذون مع الله آلهة اخؤى و يعبدون من دون الله ما لا يضرهم و لا ينفعهم
محمد : و كيف ؟
وليد : هم يتوسلون بالانبياء و الائمة و باولياء الله في ان يقضي حوائجهم فيقولون " يا محمديا رسول الله يا علي ياحسين يا صاحب الزمان " و غير زعما منهم ان هؤلاء هم الاولياء قادرون على قضاء حوائجهم ، و هل ذلك الا الشرك الصريح و الكفر و عبادة من دون الله
محمد : اسمح لي ان احدثك بحديث قصير
وليد : قل
محمد : كنت انا من الذين يكيلون انواع الشتم و السب و القذف …على الشيعة و كنت لا اجلس و لا اقوم الا و اسبهم و اتعرض لهم كل ذلك في غيبة منهم حتى جمعنا سفر الى الحج مع احد الشيعة فتخاشنت معه في الكلام و اخرجت على لساني كل ما كان يختلج في صدري من غيظهم طوال سنين فما كان من ذلك الشيعي الا الصبر و صمت و ضحك في وجهي و كان البشر يلمع في وجهه و كنت كلما ازيده سبا بسطا في وجهه و يهدئ حرارتي بالابتسامات التي كانت لا تفارق شفتيه فذاك الخلق الطيباطفا مني نار العداء و السب …
فلما سكت انا توجه الي بالكلام قائلا :
اخي في الله … محمد اتسمح لي ان اتكلم معك بضع كلمات ؟
تم قال … و قلت و قال … و قلت و قال … و قلت … حتى ظهر لي الحق معهم في كثير من المواضيع التي جرى حوارها بيننا . و من تلك المواضيع التي رايت الحق معهم فيه هو التوسل باولياء الله
وليد : و هل اثر فيك دجلهم و مراوغتهم و شركهم … ما اقل بصيرتك في الدين و اضأل معرفتك بالاسلام!
محمد : انني الآن على استعداد لان اناقشك في موضوع التوسل باولياء الله على ضوء القرآن الحكيم و السنة المطهرة و سيرة الصالحين من المسلمين
وليد : ان الله تعالى هو ارأف بخلقه من جميع المخلوقات و المخلوقين و لا حاجب له عن الخلق و للعبد ان يتصل بالله تعالى بلا واسطة في كل زمان و في جميع الامكنة فهو يتصل رأسا الى الله تعالى و يتوسل اليه و لا يجوز التوسل باحد غير مهما كانت منزلته رفيعة عند الله و لو كان نبيا او اماما او ملكا او عبدا صالخا او غيرهم
محمد : و لم لا يجوز ؟
وليد : لان الانسان اذا مات صار معدوما و المعدوم لا يستفاد منه فكيف تتوسل بالمعدوم ؟
محمد : و كيف ان الموت عدم و من يقول بذلك ؟
وليد : قال الامام محمد بن عبد الوهاب : التوسل بالصاحين من الموات خطاب لشيء معدوم غير موجود و ذلك قبيح عقلا
و هو يعتقد ان عصاه انفع من رسول الله لان الرسول كان يستفاد منه مادام حيا فلما مات انعدم و صار كالجماد لا يستفاد منه و لكن عصاه يتوكأ عليها و يرشد الناس ففيها فائدة للدين ( كتاب شهداء الفضيلة ص 293/294 ) فهذه و غيرها تدل على قبح التوسل بالميت و ان كان نبيا او رسول الله
محمد : الامر بالعكس فان الانسان اذا مات تنكشف له عوالم لم تكن منكشفة له من قبل الموت يقول الله تعالى " فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد " ( ق / 22 ) و يقول تعالى " و لا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات با أحياء و لكن لا تشعرون " ( البقرة / 154 ) و يقول تعالى " و لا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون " ( آل عمران / 196 ) و في البخاري ( البخاري صحيح البخاري لابي عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري الجعفي ) ان النبي صلى الله عليه و آل و سلم اتى قليب بدر ( هو الحفرة التي القي فيها المشركون ) و خاطب المشركين بهذه الكلمة < انا وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا > فقيل له انك تدعو امواتا فقال صلى الله عليه و آله و سلم < ما انتم باسمع منهم > ( صحيح البخاري 1/462/1304 باب 85 ما جاء في عذاب القبر من كتاب الجنائز ، فالانسان سواء كان مؤمنا ام اذا مات لا يصير كالجماد لا يحس و لا يفهم ، و قد قال الغزالي احد ائمة الشافعية : < ظن بعضهم ان الموت هو العدم … و هذا راي الملحدين … > ( إحياء العلوم 4/493 بالباب السابع في حقيقة الموت و ما يلقاه الميت في القبر )
وليد : الامام الغزالي يرى القول بالانعدام بواسطة الموت الحادا ؟ و اين يذكر ذلك ؟
محمد : في كتابه احياء العلوم فراجعه تجد نص ما ذكرناه
وليد : هذا عجيب من الغزالي !
محمد : لس ذلك عجيبا من الغزالي بل العجب منك الذي لا تعلم ذلك . اما سمعت مخاطبة النبي صلى اللله عليه و آله و سلم لمشركي قليب بدر و لو كانوا معدومين لا يسمعون و لا يفهمون لم يكن الرسول يخاطبهم مع ان الرسول صلى الله عليه و آله قال < ما انتم باسمع منهم > ، يعني انهم يسمعون كما تسمعون و يفهمون كما تفهمون فهل قنعت بذلك ؟
وليد : قنعت ، نعم … و لكن في حيرة كيف اني طوال هذه السنين لم اتعمق في هذه الآيات لابلغ هذا المراد منها ؟! و كيف لم اسمع حديث الرسول و قول امامنا الغزالي ؟
محمد : الآن آمنت بنصف قول الشيعة و هو ان الشخص لا ينعدم بالموت ؟ ام بعد انت في شك ؟
وليد : لا … لا لم يبق لي شك في ذلك و لكن انا في حيرة اخرى !
محمد : و ما هي ؟
ولد : هي ان عبد الوهاب يف يعتقد انعدام الشخص بالموت مع قول الغزالي بان هذا كلام من الملحدين ؟ و مع تصريح الرسول بان الشخص الميت يسمع كما يسمع الشخص الحي سواء ؟ ثم كيف ينبري ابن عبد الوهاب ليقول بكل جرأة : < عصاي خير من محمد فانها تنفع و محمد لا ينفع > ( شهداء الفضيلة للشيخ عبد الحسيبن الاميني ص 294 ) هذه هي التي جعلتني اتحير
محمد : لا تتحير ، اننا يلزم بنا ان نعرف الاشخاص بالدين فكل شخص وافق قوله و عمله مع القرآن و السنة و سيرة السلف الصالح فهو مؤمن لا ان نعرف بالدين الاشخاص فانا ان عرفنا فلان بن فلان مثلا شخصا مؤمنا مخلصا لا يجوز لنا ان نحسب اقواله و افعاله من الاسلام حتى و ان علمنا بمخالفتها الصريحة لكتاب الله و سنة رسوله و سيرة السلف الصالح و انها من الكفر و الالحاد بل الواجب علينا متى رأينا زيغا من شخص مهما كانت مكانته ان نتبرأ منه و نتبع الحق اذي ظهر لنا .
وليد : صحيح … و اني كنت من المؤمنين بهذ1ا الشخص اشد الايمان و الآن و حيث اوقفتني انت على هذا الخطا الكبير منه الذي يعتبر الحادا في الدين فقد سلب ايماني بعه و سوف لا اعتبره عالما يؤخذ منه احكام الاسلام
محمد : دع الكلام عن ابن فلان لنخوض بقية حديثنا
وليد : نعم … صحيح ان الميت لا ينعدم بالموت و لكن كيف يجوز التوسل به اذا كان نبيا او امام او من الصالحين مع العلم ان هناك اناسا يعتبرون التوسل بالمخلوق شركا و مروقا عن الدين
محمد : هل يجوز التوسل بالحي و طلب الحاجة نه او طلب الدعاء منه و غير ذلك بان نقول نثلا : يا باقر او يا جعفر او يا رضا او يا … اعطني دينارا او ادع لي ليغفر الله عني او خذ بيدي الى المسجد او غير ذلك ؟
ولي : نعم يجوز
محمد : اذن و بعدما ثبت ان الميت يسمع كالحي سواء فما المانع من التوسل به بعد الموت و طلب الحاجة منه ؟
اطرق وليد قليلا يفكر ثم رفع راسه قائلا : نعم صحيح
محمد : و لنا دليل آخر على جواز التوسل بالنبي صلى الله عليه و آه و الصالحين
وليد : ما هو
محمد : ان الصحابة في زمن حياة الرسول صلى الله عليه و آله و بعد وفاته كانوا يتوسلون به و لم يكن الرسول نفسه ولا احد من بقية الصحابة يمنعونهم عن ذلك و لو كان التوزسل بغير الله شركا لكانوا ينهون عنه
وليد : و من توسل برسول الله صلى الله صلى الله عليه و آله و سلم بعد وفاته ؟
محمد : اليك بعض النماذج من ذلك :
روى البيهقي ( راجع السنن الكبرى للبيهقي و المنصف لابن ابي شيبة و سيرة احمد بن زيني دحلان ) و ابن ابي شيبة باسناد صحيح كما عن احمد بن زيني دحلان : ان الناس اصابهم قحط في خلافة عمر فجاء بلال بن الحرث الى قبر النبي و قال : يا رسول الله اسستسق لامتك فانهم هلكوا (اسستسق لامتك فانهم هلكوا / الدرر السنية ص 18 ) و لو كان نداء النبي و التوسل به شركا لما فعله بلال الذي صحب النبي مدة غير قليلة و اخذ الاحكام عن شفتي الرسول صلى اللله عليه و آله و سلم و لنهى عنه بقية الصحابة .
و هذا من اقوى الادلة على جواز التوسل بالنبي صلى الله عليه و آله و روى البيهقي ( خلاصة الكلام للعلامة السمهودي ، ص 17 ، ط : مصر ، 1305 هـ ، و امعجم الكبير للطبراني 9/18 ) عن عمر بن الخطاب قال : قال رسول اله صلى الله عليه و آله ؛ لما اقترف آدم الخطيئة قال : يارب اسالك يا رب بحق محمد الا ما غفرت لي … الى آخر الحديث و لو كان التوسل بالنبي صلى الله عليه و آله و سلم حراما و شركا لما فعله النبي آدم عليه السلام و روى ( خلاصة الكلام للعلامة السمهودي ص 17 ) انه لما حج المنصور الدوانيقي و زار قبر النبي صلى الله عليه و آله و سلم سأل الامام مالكا ’ امام المالكية ’ و قال له : يا ابا عبد الله استقبل القبلة و ادعو ، ام استقبل رسول الله ؟
فقال مالك : لم تصرف وجهك عنه و هو وسيلتك و وسيلة ابيك آدم الى الله بل استقبله و استشفع به فيشفعه الله فيك قال تعالى " و ان انهم اذ ظلموا انفسهم جاءوك فاستغفروا الله و استغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما "
و في قول مالك : هو وسيلتك و وسيلة ابيك آدم الى الله لدليل صريح على جواز التوسل بل و استحبابه ايضا و روى الدارمي في صحيحه ( سنن الدارمي 1 / 43 ـ 44 باب ما اكرم الله تعالى نبيه صلى الله عليه و آله و سلم ) عن ابي الجوزاء قال : قحط اهل المدينة قحطا شديدا فشكوا الى عائشة فقالت : انظروا قبر النبي فاجعلوا منه كوا الى السماء حتى لا تكون بينه و بين السماء سقف ففعلوا فمروا حتى نبت العشب . و هناك المئات من الشواهد لذلك تجدها في الكتب المفصلة فاذا كان التوسل برسول الله صلى الله عليه و آله جائزا غير محمرم و لا شركا كان التوسل بالائمة و الملائكة و الصالحين من عباد الله ايضا جائزا فان التوسل ان كان شركا يجب ان يحرم التوسل حتى برسول الله صلى الله عليه آله و سلم
وليد : عجيب هذه الاحاديث التي نقلتها فاني لم ار واحدة منها !
محمد : انك لو راجعت كتب الاحاديث لرايت المئات من شواهد التوسل بالنبي صلى الله عليه و آله و اولياء الله و الصالحين و ان الاحاديث التي نقلتها لك ما هي الا كقطرة من بحر ( راجع كتاب التوسل لجعفر السبحاني و في خاتمته المصادر التي تناولت الموضوع عن الشيعة و السنة و باقي الفرق مع ذكر الاحاديث المستفيضة في هذا المجال ) و يظهر انك قليل المطالعة في الاحاديث و سيرة الصالحين من السلف ؟
وليد ؟ كثرة مشاغلي و ابتلاءاتي تمنعني عن مطالعة كتب الحديث و السيرة على الرغم من كثرة اشتياقي اليها
محمد : اذا كنت قليل النظر في الاحاديث فكيف يجوز لك ان تسب الشيعة بل و تسب جميع المسلمين و تنسبهم الى الشرك لمجرد قول محمد بن عبد الوهاب و انت جاهل بالحاديث ؟
ان ذلك ليس من الصحيح و لو تسمح لي اقول لك بصراحة
وليد : ـ بضحك و بسط في وجه ـ قل يا محمد كل ما قلبك فإنا صديقان و انما فاتحتك بهذه الاحاديث لاستنير بعلمك و استفيد منك
محمد : ان مثلك تماما مثل كفار قريش الذين كانوا يعكفون على اصنامهم بحجة " أنا وجدنا آباءنا على أمة و إنا على آثارهم مقتدون " ( الزخرف 23 ) ولم يذمهم الله تعالى ؟ لانهم اذا راوا الحق لم يستمعوا اليه ليعرفوا انه صحيح ام لا و ضلوا على اصنامهم عاكفين
كل التجارب و العبر راوتني دنياي
اخذ النصيحة و احتذر من دنيتك هاي
و اتمسك بآل النبي يا صاحب الراي
هذه الابيات كتبها الشاعر الكبير جابر الكاظمي و قراها الرادود الكبير الملا باسم الكربلائي
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد و آل محمد
متعة النساء
سوف اقدم لكم نبذة مختصرة عن التوسل باولياء الله و الحوار بين سنيين واحد اقتدى بكلام الشيعة و آخر يسب حتى اقتنع
انصحكم بالقراءة و القراءة الجيدة ايضا
وليد : آه … من هؤلاء المشركين الكفرة الزنادقة … المسمين انفسهم بالمسلمن … آه منهم
محمد : و من تقصد ؟
وليد : هؤلاء الشيعة
محمد : لا تسبهم و لا تنسبهم الى الشرك انهم مسلمون
وليد : هؤلاء اولى بالقتل من الكفار
محمد : و ما هذا الانفجار اللاشعوري منك و لم هم مشركون ؟
وليد : انهم يتخذون مع الله آلهة اخؤى و يعبدون من دون الله ما لا يضرهم و لا ينفعهم
محمد : و كيف ؟
وليد : هم يتوسلون بالانبياء و الائمة و باولياء الله في ان يقضي حوائجهم فيقولون " يا محمديا رسول الله يا علي ياحسين يا صاحب الزمان " و غير زعما منهم ان هؤلاء هم الاولياء قادرون على قضاء حوائجهم ، و هل ذلك الا الشرك الصريح و الكفر و عبادة من دون الله
محمد : اسمح لي ان احدثك بحديث قصير
وليد : قل
محمد : كنت انا من الذين يكيلون انواع الشتم و السب و القذف …على الشيعة و كنت لا اجلس و لا اقوم الا و اسبهم و اتعرض لهم كل ذلك في غيبة منهم حتى جمعنا سفر الى الحج مع احد الشيعة فتخاشنت معه في الكلام و اخرجت على لساني كل ما كان يختلج في صدري من غيظهم طوال سنين فما كان من ذلك الشيعي الا الصبر و صمت و ضحك في وجهي و كان البشر يلمع في وجهه و كنت كلما ازيده سبا بسطا في وجهه و يهدئ حرارتي بالابتسامات التي كانت لا تفارق شفتيه فذاك الخلق الطيباطفا مني نار العداء و السب …
فلما سكت انا توجه الي بالكلام قائلا :
اخي في الله … محمد اتسمح لي ان اتكلم معك بضع كلمات ؟
تم قال … و قلت و قال … و قلت و قال … و قلت … حتى ظهر لي الحق معهم في كثير من المواضيع التي جرى حوارها بيننا . و من تلك المواضيع التي رايت الحق معهم فيه هو التوسل باولياء الله
وليد : و هل اثر فيك دجلهم و مراوغتهم و شركهم … ما اقل بصيرتك في الدين و اضأل معرفتك بالاسلام!
محمد : انني الآن على استعداد لان اناقشك في موضوع التوسل باولياء الله على ضوء القرآن الحكيم و السنة المطهرة و سيرة الصالحين من المسلمين
وليد : ان الله تعالى هو ارأف بخلقه من جميع المخلوقات و المخلوقين و لا حاجب له عن الخلق و للعبد ان يتصل بالله تعالى بلا واسطة في كل زمان و في جميع الامكنة فهو يتصل رأسا الى الله تعالى و يتوسل اليه و لا يجوز التوسل باحد غير مهما كانت منزلته رفيعة عند الله و لو كان نبيا او اماما او ملكا او عبدا صالخا او غيرهم
محمد : و لم لا يجوز ؟
وليد : لان الانسان اذا مات صار معدوما و المعدوم لا يستفاد منه فكيف تتوسل بالمعدوم ؟
محمد : و كيف ان الموت عدم و من يقول بذلك ؟
وليد : قال الامام محمد بن عبد الوهاب : التوسل بالصاحين من الموات خطاب لشيء معدوم غير موجود و ذلك قبيح عقلا
و هو يعتقد ان عصاه انفع من رسول الله لان الرسول كان يستفاد منه مادام حيا فلما مات انعدم و صار كالجماد لا يستفاد منه و لكن عصاه يتوكأ عليها و يرشد الناس ففيها فائدة للدين ( كتاب شهداء الفضيلة ص 293/294 ) فهذه و غيرها تدل على قبح التوسل بالميت و ان كان نبيا او رسول الله
محمد : الامر بالعكس فان الانسان اذا مات تنكشف له عوالم لم تكن منكشفة له من قبل الموت يقول الله تعالى " فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد " ( ق / 22 ) و يقول تعالى " و لا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات با أحياء و لكن لا تشعرون " ( البقرة / 154 ) و يقول تعالى " و لا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون " ( آل عمران / 196 ) و في البخاري ( البخاري صحيح البخاري لابي عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري الجعفي ) ان النبي صلى الله عليه و آل و سلم اتى قليب بدر ( هو الحفرة التي القي فيها المشركون ) و خاطب المشركين بهذه الكلمة < انا وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا > فقيل له انك تدعو امواتا فقال صلى الله عليه و آله و سلم < ما انتم باسمع منهم > ( صحيح البخاري 1/462/1304 باب 85 ما جاء في عذاب القبر من كتاب الجنائز ، فالانسان سواء كان مؤمنا ام اذا مات لا يصير كالجماد لا يحس و لا يفهم ، و قد قال الغزالي احد ائمة الشافعية : < ظن بعضهم ان الموت هو العدم … و هذا راي الملحدين … > ( إحياء العلوم 4/493 بالباب السابع في حقيقة الموت و ما يلقاه الميت في القبر )
وليد : الامام الغزالي يرى القول بالانعدام بواسطة الموت الحادا ؟ و اين يذكر ذلك ؟
محمد : في كتابه احياء العلوم فراجعه تجد نص ما ذكرناه
وليد : هذا عجيب من الغزالي !
محمد : لس ذلك عجيبا من الغزالي بل العجب منك الذي لا تعلم ذلك . اما سمعت مخاطبة النبي صلى اللله عليه و آله و سلم لمشركي قليب بدر و لو كانوا معدومين لا يسمعون و لا يفهمون لم يكن الرسول يخاطبهم مع ان الرسول صلى الله عليه و آله قال < ما انتم باسمع منهم > ، يعني انهم يسمعون كما تسمعون و يفهمون كما تفهمون فهل قنعت بذلك ؟
وليد : قنعت ، نعم … و لكن في حيرة كيف اني طوال هذه السنين لم اتعمق في هذه الآيات لابلغ هذا المراد منها ؟! و كيف لم اسمع حديث الرسول و قول امامنا الغزالي ؟
محمد : الآن آمنت بنصف قول الشيعة و هو ان الشخص لا ينعدم بالموت ؟ ام بعد انت في شك ؟
وليد : لا … لا لم يبق لي شك في ذلك و لكن انا في حيرة اخرى !
محمد : و ما هي ؟
ولد : هي ان عبد الوهاب يف يعتقد انعدام الشخص بالموت مع قول الغزالي بان هذا كلام من الملحدين ؟ و مع تصريح الرسول بان الشخص الميت يسمع كما يسمع الشخص الحي سواء ؟ ثم كيف ينبري ابن عبد الوهاب ليقول بكل جرأة : < عصاي خير من محمد فانها تنفع و محمد لا ينفع > ( شهداء الفضيلة للشيخ عبد الحسيبن الاميني ص 294 ) هذه هي التي جعلتني اتحير
محمد : لا تتحير ، اننا يلزم بنا ان نعرف الاشخاص بالدين فكل شخص وافق قوله و عمله مع القرآن و السنة و سيرة السلف الصالح فهو مؤمن لا ان نعرف بالدين الاشخاص فانا ان عرفنا فلان بن فلان مثلا شخصا مؤمنا مخلصا لا يجوز لنا ان نحسب اقواله و افعاله من الاسلام حتى و ان علمنا بمخالفتها الصريحة لكتاب الله و سنة رسوله و سيرة السلف الصالح و انها من الكفر و الالحاد بل الواجب علينا متى رأينا زيغا من شخص مهما كانت مكانته ان نتبرأ منه و نتبع الحق اذي ظهر لنا .
وليد : صحيح … و اني كنت من المؤمنين بهذ1ا الشخص اشد الايمان و الآن و حيث اوقفتني انت على هذا الخطا الكبير منه الذي يعتبر الحادا في الدين فقد سلب ايماني بعه و سوف لا اعتبره عالما يؤخذ منه احكام الاسلام
محمد : دع الكلام عن ابن فلان لنخوض بقية حديثنا
وليد : نعم … صحيح ان الميت لا ينعدم بالموت و لكن كيف يجوز التوسل به اذا كان نبيا او امام او من الصالحين مع العلم ان هناك اناسا يعتبرون التوسل بالمخلوق شركا و مروقا عن الدين
محمد : هل يجوز التوسل بالحي و طلب الحاجة نه او طلب الدعاء منه و غير ذلك بان نقول نثلا : يا باقر او يا جعفر او يا رضا او يا … اعطني دينارا او ادع لي ليغفر الله عني او خذ بيدي الى المسجد او غير ذلك ؟
ولي : نعم يجوز
محمد : اذن و بعدما ثبت ان الميت يسمع كالحي سواء فما المانع من التوسل به بعد الموت و طلب الحاجة منه ؟
اطرق وليد قليلا يفكر ثم رفع راسه قائلا : نعم صحيح
محمد : و لنا دليل آخر على جواز التوسل بالنبي صلى الله عليه و آه و الصالحين
وليد : ما هو
محمد : ان الصحابة في زمن حياة الرسول صلى الله عليه و آله و بعد وفاته كانوا يتوسلون به و لم يكن الرسول نفسه ولا احد من بقية الصحابة يمنعونهم عن ذلك و لو كان التوزسل بغير الله شركا لكانوا ينهون عنه
وليد : و من توسل برسول الله صلى الله صلى الله عليه و آله و سلم بعد وفاته ؟
محمد : اليك بعض النماذج من ذلك :
روى البيهقي ( راجع السنن الكبرى للبيهقي و المنصف لابن ابي شيبة و سيرة احمد بن زيني دحلان ) و ابن ابي شيبة باسناد صحيح كما عن احمد بن زيني دحلان : ان الناس اصابهم قحط في خلافة عمر فجاء بلال بن الحرث الى قبر النبي و قال : يا رسول الله اسستسق لامتك فانهم هلكوا (اسستسق لامتك فانهم هلكوا / الدرر السنية ص 18 ) و لو كان نداء النبي و التوسل به شركا لما فعله بلال الذي صحب النبي مدة غير قليلة و اخذ الاحكام عن شفتي الرسول صلى اللله عليه و آله و سلم و لنهى عنه بقية الصحابة .
و هذا من اقوى الادلة على جواز التوسل بالنبي صلى الله عليه و آله و روى البيهقي ( خلاصة الكلام للعلامة السمهودي ، ص 17 ، ط : مصر ، 1305 هـ ، و امعجم الكبير للطبراني 9/18 ) عن عمر بن الخطاب قال : قال رسول اله صلى الله عليه و آله ؛ لما اقترف آدم الخطيئة قال : يارب اسالك يا رب بحق محمد الا ما غفرت لي … الى آخر الحديث و لو كان التوسل بالنبي صلى الله عليه و آله و سلم حراما و شركا لما فعله النبي آدم عليه السلام و روى ( خلاصة الكلام للعلامة السمهودي ص 17 ) انه لما حج المنصور الدوانيقي و زار قبر النبي صلى الله عليه و آله و سلم سأل الامام مالكا ’ امام المالكية ’ و قال له : يا ابا عبد الله استقبل القبلة و ادعو ، ام استقبل رسول الله ؟
فقال مالك : لم تصرف وجهك عنه و هو وسيلتك و وسيلة ابيك آدم الى الله بل استقبله و استشفع به فيشفعه الله فيك قال تعالى " و ان انهم اذ ظلموا انفسهم جاءوك فاستغفروا الله و استغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما "
و في قول مالك : هو وسيلتك و وسيلة ابيك آدم الى الله لدليل صريح على جواز التوسل بل و استحبابه ايضا و روى الدارمي في صحيحه ( سنن الدارمي 1 / 43 ـ 44 باب ما اكرم الله تعالى نبيه صلى الله عليه و آله و سلم ) عن ابي الجوزاء قال : قحط اهل المدينة قحطا شديدا فشكوا الى عائشة فقالت : انظروا قبر النبي فاجعلوا منه كوا الى السماء حتى لا تكون بينه و بين السماء سقف ففعلوا فمروا حتى نبت العشب . و هناك المئات من الشواهد لذلك تجدها في الكتب المفصلة فاذا كان التوسل برسول الله صلى الله عليه و آله جائزا غير محمرم و لا شركا كان التوسل بالائمة و الملائكة و الصالحين من عباد الله ايضا جائزا فان التوسل ان كان شركا يجب ان يحرم التوسل حتى برسول الله صلى الله عليه آله و سلم
وليد : عجيب هذه الاحاديث التي نقلتها فاني لم ار واحدة منها !
محمد : انك لو راجعت كتب الاحاديث لرايت المئات من شواهد التوسل بالنبي صلى الله عليه و آله و اولياء الله و الصالحين و ان الاحاديث التي نقلتها لك ما هي الا كقطرة من بحر ( راجع كتاب التوسل لجعفر السبحاني و في خاتمته المصادر التي تناولت الموضوع عن الشيعة و السنة و باقي الفرق مع ذكر الاحاديث المستفيضة في هذا المجال ) و يظهر انك قليل المطالعة في الاحاديث و سيرة الصالحين من السلف ؟
وليد ؟ كثرة مشاغلي و ابتلاءاتي تمنعني عن مطالعة كتب الحديث و السيرة على الرغم من كثرة اشتياقي اليها
محمد : اذا كنت قليل النظر في الاحاديث فكيف يجوز لك ان تسب الشيعة بل و تسب جميع المسلمين و تنسبهم الى الشرك لمجرد قول محمد بن عبد الوهاب و انت جاهل بالحاديث ؟
ان ذلك ليس من الصحيح و لو تسمح لي اقول لك بصراحة
وليد : ـ بضحك و بسط في وجه ـ قل يا محمد كل ما قلبك فإنا صديقان و انما فاتحتك بهذه الاحاديث لاستنير بعلمك و استفيد منك
محمد : ان مثلك تماما مثل كفار قريش الذين كانوا يعكفون على اصنامهم بحجة " أنا وجدنا آباءنا على أمة و إنا على آثارهم مقتدون " ( الزخرف 23 ) ولم يذمهم الله تعالى ؟ لانهم اذا راوا الحق لم يستمعوا اليه ليعرفوا انه صحيح ام لا و ضلوا على اصنامهم عاكفين
تعليق