بسم الله الرحمن الرحيم
لماذا لم يدع النبي بهذا الدعاء لعائشة :
وكانت امرأتي عاقراً فهب لي من لدنك وليا
قال تعالى في سورة آل عمران :
إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ (33) ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (34) إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (35) فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَى وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (36) فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَـذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْز ُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ (37)
هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء (38) فَنَادَتْهُ الْمَلآئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَـى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ (39) قَالَ رَبِّ أَنَّىَ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاء (40)
سورة مريم :
كهيعص (1) ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا (2) إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاء خَفِيًّا (3) قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا (4) وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا (5) يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا (6) يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا (7) قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا (8) قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا (9)
عائشة عاقر
( اشياع ) .. ( عائشة ) ..
لا تقتصر اوجه الشبه بينهما على حروف الاسم فحسب .. بل ان كل واحدة منهما هي زوجة لنبي من انبياء الله عليهم السلام ... الاولى زوجة نبي الله زكريا على نبينا وآله وعليه السلام .. والثانية زوجة نبينا محمد صلى الله عليه وآله ...
وتشتركان في صفة ثالثة .. ولكن مع فارق .. هي صفة العقر .. وعدم الانجاب .. الا ان الله منّ على اشياع فيما بعد .. وعلى كبر سنها .. بعد ان دعا زوجها النبي زكريا ربه وسأله ان يهب له من لدنه ولياً .. فولدت له نبي الله يحيى عليه السلام في قصة معروفة اشار اليها القرآن الكريم عدة مرات ... ولكن عائشة بقيت عاقراً الى النهاية ...
والسوأل هو لماذا لم يدعو نبينا محمد صلى الله عليه وآله ربه بان يهب له مولوداً من عائشة ؟؟
سارة زوجة ابراهيم عليه السلام ..واشياع او ايشياع وزوجة زكريا عليه السلام .. ثم عائشة زوجة رسول الله صلى الله عليه وآله ..
يجمع بين الثلاث كونهنّ زوجات لانبياء الله ...
كما يجمع بينهن ايضاً كونهن عاقرات ...
ولكن .. ليس الى النهاية ...
باستثناء عائشة ...
فالاولتان .. كانتا عاقرتان ولكن الى حين ... حيث دعا نبي الله ابراهيم ونبي الله زكريا الله ان يرزقهما ذرية .. وبالفعل .. تم لهما ذلك ..
فلماذا لم يدع النبي محمد صلى الله عليه وآله ربه ان يهب له ذرية من عائشة ؟ رغم انها كانت احوج الى الولد كونها اصغر سناً من زوجتي ابراهيم وزكريا حيث كانتا كبيرتان في السن اضافة الى العقر .
ولا شك ان دعاء الانبياء مستجاب .. وقد استجاب الله لابراهيم وزكريا .. ولا شك انه تعالى سيستجيب لو دعاه سيد الانبياء والمرسلين وافضل الخلق اجمعين نبينا محمد صلى الله عليه وآله ...
فلماذا لم يدع النبي صلى الله عليه وآله الله سبحانه بان يهب له ذرية من عائشة .. سيما انهم يدعون انها الافضل من بين نسائه ... وبالتالي فانه سيكون اكثر حرصاً على ان ينال منها ذرية ما دامت هي الافضل حسب مدّعاهم .
قضية اخرى .. لماذا لم تدع عائشة لنفسها بنفسها بان يرزقها الله ذرية من رسول الله صلى الله عليه وآله ؟؟ كما دعت حنة والدة الصديقة مريم عليها السلام فولدت بعد ان كانت لا تلد لثلاثين عاماً ؟؟
هل دعت عائشة ؟؟ ولكن الله لم يستجب دعائها .. وهذا يدل على انها لم تكن صاحبة فضل .. فالكثير من النساء المسلمات العاديات من العاقرات يدعينّ الله عزوجل ويتوسلن له فيمن عليهن الله بالاجابة .. فهل كانت عائشة اقل من النساء المسلمات العاديات ؟؟
ام تراها لم تكن تؤمن بالتوسل فلم تسأل رسول الله صلى الله عليه وآله ان يسئل الله لها بالذرية ؟
ام انها لم تدع الله بالذرية من رسول الله .. فهي بذلك زاهدة في خير عظيم ولا اعظم منه .. ان تكون صاحبة ذرية اشرف الخلق وسيد الانبياء والمرسلين ... هي بذلك زاهدة اساساً في رسول الله .. لانها لم تؤمن به نبياً من الاساس .. لذلك لا يهمها ان تُرزق منه ذرية ام لا تُرزق ..
وهي زاهدة ايضا ان تكون أماً لذرية صالحة من نبي الاسلام .. ستقوم بدور هام في تبليغ الاسلام وهداية البشرية بعد النبي صلى الله عليه وآله .. وهذه منزلة عظيمة وشرف كبير .. لم تكن تطمح اليه ... لانها كما يبدو لم تؤمن بالاسلام ولا مسلمين .. ولو كانت كذلك .. لاهتمت بان يرزقها الله ذرية صالحة كما دعت امرأة عمران ان يهبها الله ذرية صالحة .. ونذرت ما في بطنها محرراً .. لخدمة المعبد .. وخدمة الدين .. وهذا ما حدث .. فكانت مريم .. ومن مريم عيسى عليهما السلام .
ذراري الانبياء مصطفاة من الله سبحانه .. ان الله اصطفى آدم ونوح وآل ابراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعضه .. فمن تزهد في ان تكون لها ذرية من نبي ؟ واي نبي ؟ سيد ا لانبياء وخاتم المرسلين وافضل الخلق اجمعين .؟؟ من يزهد في هذا الآ من نقص حضه .. وافتضح امره بانه لا يؤمن بنبوة .. ولا بدين . مَن غير عائشة .
هل تراها كانت لا تريد مولوداً من النبي وتطمح في مولود من غيره ؟ ربما من طلحة مثلاً الذي قال لننكحن زوجاته من بعده ..
فعائشة كما يبدو كانت تعتقد ان المشكلة في النبي صلى الله عليه وآله والعياذ بالله ... وليس فيها .. وقد اتضح ذلك في قضية الافك .. واتهامها للنبي في شرفه .. عندما قالت ان ابراهيم لا يشبهك وانما يشبه رجلاً آخر دخل علىمارية !!
جاء في (معرفة الصحابةللأصبهاني ج6 ص 3248) "قالت عائشة لما استبان حمل مارية بإبراهيم فزعت منذلك فمكث رسول الله حتى ولدت .. فجاء به يوما يحمله على عنقه فقال ياعائشة كيف ترين الشبه فقلت .. ما أرى أنه شبهك .. فجزعت عائشة وحفصة منذلك"
وفي (المستدرك على الصحيحين للحاكم النيسابوري ج4/ص41) "عن عائشة قالتأُهديت مارية إلى رسول الله ومعها بن عم لها، فوقع عليها وقعة فاستمرتحاملا، فعزلها عند بن عمها، فقال أهل الإفك [الكذب] والزور: من حاجته إلىالولد أدعى ولد غيره .. فدخل به عليَّ النبي ذات يوم فقال كيف ترين؟ .. الشبه؟ قلت ما أرى أنه يشبهك. وكان قد بلغ رسول الله ما يقول الناس فقاللعليٍّ: خذ هذا السيف فانطلق فاضرب عنق بن عم مارية حيث وجدته