ضرورة وجود الإمام لبقاء الدين
نص السؤال : كيف يمكن أن نثبت عقيدة الإمامة عقلا إثباتا قطعيا ، خصوصا أن بعض الأدلة التي نستند إليها قابلة للرد عليها ، كوجوب وجود شخص يعلم الحكم الواقعي لكل مسألة ، ويعرف التفسير الواقعي لكل محكم و متشابه في القرآن لكي لا تضل الأمة ؟ فإن هذا الشخص غائب ، والأمة تعتمد على اجتهادات فقهائه الشيعة والسنة ، وذلك من غير قطع بالحكم الواقعي ؟ فإن قلنا معالم مدرسة أهل البيت قد اتضحت ، ولم تعد هنالك تلك الحاجة الملحة لأن يكون الأمام ظاهرا بيننا ، قال المخالف : ان بعد وفاة الرسول (ص) كانت قد اتضحت معالم الإسلام ، و يكفي الرجوع إلى اجتهادات الصحابة ، وبذلك تنتفي الحاجة لوجود إمام .. فكيف نحل هذا الأشكال ؟
نص الجواب : قال الله الحكيم في كتابه الكريم : ( يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ) جاء في الحديث ما مضمونه ومعناه : ان داود على نبينا وآله وعليه السلام عندما جلس للحكم احسب وطلب من الله ان يحكم بالواقع كما هو في علم الله ، فجاءهُ شيخ كبير مع شاب مدعياً عليه انه دخل بستانه وسرق من إثماره . والمتهم معترف بالسرقة غير منكر لها ، فهبط جبرائيل على داود واخبره ليس الواقع كالمعترف بها ، والشاب ليس بسارق ، بل الشيخ قتل أباه، وهو طفل صغير وغصب بستانه ، فعليه ان يحكم بالبستان للشاب ويرجعه إليه ويخبر المتهم بحق القصاص لأبيه . هذا ما هو الواقع من علمي ، وفي غيره أنت احكم بالظاهر وبالإيمان والبينات . والواقع جعلته مذخوراً عندي إلى يوم الحساب ، يوم تتلى فيه السرائر ، ويوم يكشف عن ساق ، ويوم لا يغادر صغيرة ولا كبيره الا أحصاها ، واما الدنيا فالحكم فيها عند مجموع الأنبياء، وبما فيهم نبينا محمد صلى الله عليه وآله الذي قال : إنما اقضي بينكم بالإيمان والبينات بالظاهر ، وليس لهم الحكم بالواقع . والشيعة أعلى الله كلمتها ورفع في الأرض أعلامها عندما أثبتت بالأدلة القاطعة والبراهين الواضحة الحاجة إلى الإمام ووجوده في كل عصر قالت : ولا يجوز في حكمة الله ان يخلو زمان عنه ، لم تدعّ لزوم وجوده لكي يحكم بالواقع ، بل باختصار واقتصار وكلمة الحق والقول الصواب ما قاله الخليل بن احمد عند ما سئل : ما الدليل على إمامة علي عليه السلام ؟ فأجاب غناه عن الكل وحاجة الكل إليه دليل إمامته على غيره ، و تقدمه على كل من سواه . نعم هذا هو المعيار في شخصية الإمام والميزان لمعرفة القائد العام والخاص ، والحافظ لشريعة سيد الأنام ، والحامل لرسالة الإسلام ، والوحيد المسؤول عن أحكام الحلال والحرام .. وهل هذا الواقع المر والانحطاط والتأخر والتخلف والتدهور الذي أصاب المسلمين ـ ونحن نلمسه ونعانيه ـ إلا من جراء غصب الإمامة من مستحقه ، وانحراف الحق عن أهله ، وتصدى للخلافة من لا يعرف معنى الأب والكلالة ، ومن نادى بالإقالة ، وكان نقيض العصمة وحليف العثرة والزلة ، وجاهل ثم بعيد عن الكتاب والسنة ، ومن هو مثال الغلظة والقسوة ، والمعترف بأن ربات الحجال أكثر منه علما ومعرفة ، ولم يحفظ من القرآن سورة ، بل كان مخالفاً للقرآن ومانعاً من تدوين السنة .
منقول عن جريدة بدر العراقية
نص السؤال : كيف يمكن أن نثبت عقيدة الإمامة عقلا إثباتا قطعيا ، خصوصا أن بعض الأدلة التي نستند إليها قابلة للرد عليها ، كوجوب وجود شخص يعلم الحكم الواقعي لكل مسألة ، ويعرف التفسير الواقعي لكل محكم و متشابه في القرآن لكي لا تضل الأمة ؟ فإن هذا الشخص غائب ، والأمة تعتمد على اجتهادات فقهائه الشيعة والسنة ، وذلك من غير قطع بالحكم الواقعي ؟ فإن قلنا معالم مدرسة أهل البيت قد اتضحت ، ولم تعد هنالك تلك الحاجة الملحة لأن يكون الأمام ظاهرا بيننا ، قال المخالف : ان بعد وفاة الرسول (ص) كانت قد اتضحت معالم الإسلام ، و يكفي الرجوع إلى اجتهادات الصحابة ، وبذلك تنتفي الحاجة لوجود إمام .. فكيف نحل هذا الأشكال ؟
نص الجواب : قال الله الحكيم في كتابه الكريم : ( يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ) جاء في الحديث ما مضمونه ومعناه : ان داود على نبينا وآله وعليه السلام عندما جلس للحكم احسب وطلب من الله ان يحكم بالواقع كما هو في علم الله ، فجاءهُ شيخ كبير مع شاب مدعياً عليه انه دخل بستانه وسرق من إثماره . والمتهم معترف بالسرقة غير منكر لها ، فهبط جبرائيل على داود واخبره ليس الواقع كالمعترف بها ، والشاب ليس بسارق ، بل الشيخ قتل أباه، وهو طفل صغير وغصب بستانه ، فعليه ان يحكم بالبستان للشاب ويرجعه إليه ويخبر المتهم بحق القصاص لأبيه . هذا ما هو الواقع من علمي ، وفي غيره أنت احكم بالظاهر وبالإيمان والبينات . والواقع جعلته مذخوراً عندي إلى يوم الحساب ، يوم تتلى فيه السرائر ، ويوم يكشف عن ساق ، ويوم لا يغادر صغيرة ولا كبيره الا أحصاها ، واما الدنيا فالحكم فيها عند مجموع الأنبياء، وبما فيهم نبينا محمد صلى الله عليه وآله الذي قال : إنما اقضي بينكم بالإيمان والبينات بالظاهر ، وليس لهم الحكم بالواقع . والشيعة أعلى الله كلمتها ورفع في الأرض أعلامها عندما أثبتت بالأدلة القاطعة والبراهين الواضحة الحاجة إلى الإمام ووجوده في كل عصر قالت : ولا يجوز في حكمة الله ان يخلو زمان عنه ، لم تدعّ لزوم وجوده لكي يحكم بالواقع ، بل باختصار واقتصار وكلمة الحق والقول الصواب ما قاله الخليل بن احمد عند ما سئل : ما الدليل على إمامة علي عليه السلام ؟ فأجاب غناه عن الكل وحاجة الكل إليه دليل إمامته على غيره ، و تقدمه على كل من سواه . نعم هذا هو المعيار في شخصية الإمام والميزان لمعرفة القائد العام والخاص ، والحافظ لشريعة سيد الأنام ، والحامل لرسالة الإسلام ، والوحيد المسؤول عن أحكام الحلال والحرام .. وهل هذا الواقع المر والانحطاط والتأخر والتخلف والتدهور الذي أصاب المسلمين ـ ونحن نلمسه ونعانيه ـ إلا من جراء غصب الإمامة من مستحقه ، وانحراف الحق عن أهله ، وتصدى للخلافة من لا يعرف معنى الأب والكلالة ، ومن نادى بالإقالة ، وكان نقيض العصمة وحليف العثرة والزلة ، وجاهل ثم بعيد عن الكتاب والسنة ، ومن هو مثال الغلظة والقسوة ، والمعترف بأن ربات الحجال أكثر منه علما ومعرفة ، ولم يحفظ من القرآن سورة ، بل كان مخالفاً للقرآن ومانعاً من تدوين السنة .
منقول عن جريدة بدر العراقية
تعليق